إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإغراء التقني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإغراء التقني

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الإغراء التقني


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، ومن اتبع هداه.
    أما بعد:
    فمن صور الابتلاء والاختبار في هذا العصر انتشار المنتديات ووسائل التواصل، فلا تجد بيتا إلا ودخلته، فإستغلها البعض استغلالا حسنا في نشر الخير وبث العلم ليرتقي في سلم المجد، ومنهم من استغلها استغلالا سيئا لتهوي به في هوى الفحش والرذيلة.
    ومن صور الاستغلال السيء في برامج التواصل والمنتديات الإغراء التقني، وهو يشمل الذكور والإناث، وخاصة الإناث لأنهن أكثر فتنة.
    عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)).
    متفق عليه
    الإغراء التقني يمكن تقسيمه إلى قسمين:
    - الإغراء التقني المتعمد.
    - الإغراء التقني الغير متعمد.
    الإغراء التقني المتعمد وهو يأتي من مُصر للغواية ليقع ويوقع في الرذيلة، وهذا نسأل الله أن يهديه أو يقسم ظهره ويكف الله شره.
    أما الإغراء الغير متعمد وهو أن يوضع في المعروف شيء يجذب به الطرف الآخر بدون قصد الإغراء والإغواء، وهذا الإغراء التقني لا يحدث في الغالب إلا بعد الاختلاط التقني الذي بدوره يجر إلي الخلوة التقنية، والخلوة التقنية طريق للخلوة الحقيقية التي هي بريد الزنا.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الاستقامة)) (1/ 361): ((لأن اختلاط أحد المصنفين بالآخر سبب الفتنة، فالرجال إذا اختلطوا بالنساء كان بمنزلة اختلاط النار والحطب)) اهـ.
    فكم بهذا الإغراء التقني ضاع من شباب وشابات كانوا على استقامة؟
    وكم من فضيحة سببها الإغراء التقني؟
    وكم من الإغراء التقني جرأ لفتح باب التواصل المحرم؟
    وكم من خطوات بذلة للوقوع في مستنقع الرذيلة كان الإغراء التقني سببها؟
    فالتي تضع صورها الشخصية أو صورة فتاة على معروفها فهي متسببة في هذا الإغراء التقني.
    وكذلك تضع وردة حمراء فهي بدون أن تشعر تقول: قد تهيأت لك.
    كذلك بعض الشباب يضع صورته ثم بين فترة وأخرى يستبدلها مع العناية بتهذيب الشعر واللحية وربما وضع بعض الكرمات والأصباغ وهذا أيضا نوع من أنواع الإغراء التقني.
    كذلك من صور الإغراء التقني نشر ما يثير الغرائز من أغنية أو مقطع يحرك الشهوة أو صورة تفتن.
    كذلك من صور الإغراء التقني تبادل الضحكات بين الجنسين، أو إرسال وردة أو قلب أحمر أو أي شيء يحرك الغرائز.
    وكل هذا يجرأ الواحد على معاودة التواصل من الطرف الآخر، ثم الإسترسال في الحديث والدخول في الخصوصيات وثم إرسال الرسائل الصوتية ثم اتصالات فيديو وكل هذا من اتباع خطوات الشيطان والإنجرار وراء اشباع الغرائز.
    واعلموا – حفظكم الله – أن من حرك الغرائز بسبب الإغواء التقني وفتن الجنس الآخر أنه أصابته وأصاب غيره بالفتنة.
    قال الله تعالى: {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق}[البروج: 10].
    فافتتان الناس في دينهم فيه وعيد شديد، والبعد عن الفتنة والهرب منها وصية نبينا عليه الصلاة والسلام.
    عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سمع بالدجال فلينأ عنه)). أخرجه أبو داود وأحمد وصححه الإمام الألباني رحمه الله.
    قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((تفسير القرآن)): ((وكثير من الناس يأتون إلى مواضع الفتن وهم يرون أنهم لن يفتتنوا؛ ولكن لا يزال بهم الأمر حتى يقعوا في فتنة؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال: ((من سمع بالدجال فلينأ عنه فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فلا يزال به لما معه من الشبه حتى يتبعه))؛ المهم أن الإنسان لا يعرض نفسه للفتن؛ فكم من إنسان وقع في مواقع الفتن وهو يرى نفسه أنه سيتخلص، ثم لا يتخلص)) اهـ.
    فللهروب من فتنة الإغراء التقني يجب استخدام خاصية الحذف وإلغاء الصداقة وإلغاء المتابعة وتضييق جانب المراسلة بين الجنس الآخر وطلب من الأهل مراسلة واتصال الطرف الآخر والسؤال عما يحتاج أسلم، والسلامة لا يعدلها شيء، وذلك لقطع حبائل الشيطان.
    وقبل هذا الاعتصام بالله وتقواه فهي حصن حصين ودرع متين، والتمسك بكتاب بالله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ففيهما الدواء الشافي من جميع أمراض القلوب.
    قال الإمام ابن باز رحمه الله كما في ((مجموع فتاوى)) (6/ 83): ((فتن الشهوات والشبهات والقتال، وفتن البدع، كل أنواع الفتن -لا تخلص منها ولا النجاة منها إلا بالتفقه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعرفة منهج سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم ومن سلك سبيلهم من أئمة الإسلام ودعاة الهدى)) اهـ.
    هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

    كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: يوم الخميس 19 ذي القعدة سنة 1444 هـ
    الموافق لـ: 8 يوليو سنة 2023 ف
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2023-07-17, 02:36 PM.
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X