إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

طَاووسُ السُّرُوريَّة (02): شَهَادَةُ الزَّمَانِ ، على أنَّ فركُوسا نَشأَ على اِعتزالِ علمَاءِ الرَّحمنِ ، وفُتنَ بِالْخَارِجيِّ جُـهيْمَانَ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طَاووسُ السُّرُوريَّة (02): شَهَادَةُ الزَّمَانِ ، على أنَّ فركُوسا نَشأَ على اِعتزالِ علمَاءِ الرَّحمنِ ، وفُتنَ بِالْخَارِجيِّ جُـهيْمَانَ


    طَاوُوسُ السُّرُويَّة
    الحلقة الثانية (02)
    شَهَادَةُ الزَّمَــــانِ
    عَلَى أَنَّ فَرْكُوسًا نَشَأَ عَلَى اِعْتِزَالِ عُلَمَاءِ الرَّحْـمَنِ

    وفُتِنَ بِالْخَارِجِيِّ جُهَيْمَانَ

    مِنْ نَشْأَةِ فَرْكُوسٍ
    لَقَدْ "عَرَفَتِ الدَّعْوةُ السَّلَفِيَّةُ نَشَاطًا كَبِيرًا فِي الْجَزَائِرِ أَيَّامَ الاِسْتِعمَارِ الفَرَنْسِي، عَلَى يَدِ جَمْعِيَّةِ «الْعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ الْجَزَائِرِيِّينَ»، الَّتِي كَانَ يَرْأَسُهَا الشَّيْخُ عَبْدُ الْحَمِيـــــدِ بنُ بَادِيسٍ ... وَقد تُوفِيَّ جُلُّهم ـ رَحِـمِهُم الله ـ أَيَّامَ الاِستِعْمَارِ، وَمَنْ بَقِيَ مِنْهُم فَقَدِ اِنْحَسَرَ نَشَاطُهُ جِدًّا مِنْ يَوْمِ أَنْ حُلَّتِ الْجَمْعِيَّةُ بَعْدِ الاِستِقِلَالِ([1])، الَّذِي أُنْعِمَتْ بِه الْجَزَائِرُ فِي: (1962م).
    وَهُنَا بَلَغَ فَرْكُوسٌ سِنَّ التَّمَدْرُسِ، وَقَدْ جَاءَ فِي تَرْجَـمَتِهِ الْمُعْتَمَدَةِ أَنَّهُ «نَشَأَ فِي مُحِيطٍ عِلْميٍّ»، فَأَشْعَرَنَا هَذَا الْوَصْفُ بِوُجُــودِ شُيُوخِ عِلمٍ وَأَهْلهِ وَطَلَبَتِه، وَربَّمَا حَتَّى في أُسْرَتِهِ وَعَائِلَتِهِ، لَكنَّهُ لَمْ يَذْكُرُ مِنَ الشَّواهِدِ مَا يُصِدِّقُ بأنَّهُ ـ فِعْلاًـ مُحِيطٌ علْمِيٌّ، وَلَمْ يُسَمِّ مَنْ دَرَسَ عَلَيْهِم، وَتَدَارَسَ مَعَهم، إلَّا أنَّهُ بَدَأَ «عَلَى الطَّرِيقَةِ التَّقْلِيدِيَّةِ، فَأَخَذَ نَصِيبَهُ مِنَ الْقُـرآنِ الْكَرِيمِ، وَشَيْئًا مِنَ الْعُلُومِ الأَسَاسِيَّة فِي مَدْرَسَــةٍ قُرْآنِيَّةٍ، عَلَى يَدِ الشَّيْخِ محمد الصَّغيرِ»([2]).
    فَأَيْنَ بقيَّةُ شُيُوخِ فَرْكُوس؟! أَينَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مُحِيطَه كَانَ ـ فِعْلاـ عِلْمِيًّا؟! أيُعَقْلُ أَنْ يَدْرُسَ في بِيئَةٍ عِلْمِيَّةٍ، ثُمَّ لَا يَذْكُرُ إِلَّا فَضْلَ وَاحِــــدٍ فَقَط؟! هَلْ نَسِيَ فَرْكُوس عِتَابَهُ لِشُيُوخِنَا في شَهَادَتِهِ للتَّارِيـخِ؛ حَيثُ قَالَ : «الْجَزَائِرُ تَتَنَكَّرُ لأَبْنَائِهَا»([3])؟!
    فَهلْ تَنَكَّرَ فَرْكُوسٌ لِمَنَ دَرَسَ عَلَيْهم إنْ وُجِدُوا؟! رَحِمَهُ الله ذَلِكَ القَائِلَ: "يَقْبُحُ بكُم أَنْ تَسْتفِيدُوا مِنَّا، ثُمَّ تَذْكُرُونَا؛ فَلَا ‌تَتَرحَّمُوا عَلَيْنَا"اهـ([4])، أَمَّا فَرْكُوسٌ فلَمْ يَذْكُرْهَم، لِمَاذَا؟! نَـحْـنُ ـ إِذَنْ ـ أَمَامَ خِيَارَيْنِ، إمَّا أَنَّ فَرْكُوسًا كَذَبَ في وَصْفِهِ، وَإِمَّــــا أَنَّهُ تَرَعْرَعَ ـ فِعْلاًـ فِي مُحِيطٍ عِلْمِيِّ، لَكِنَّه زَهَدَ فِيهِم، وَنَشَأَ على هَذَا الزُّهْدِ، وَهذَا هُوَ الأَظْهَرُ؛ لأنَّهُ نَشَأَ في العَاصِـمَةَ، وَهِيَ قِبْلَةٌ لِكُلِّ النَّاسِ، وَلعلَّ سَبَبَ زُهْدِهُ في أَهْلِ الْعِلْمِ جَمَاعَةُ الإِخْوَانِ.
    "وَلا يَخْفَى عَلَى مَنْ جَرَّبَ الْجَمَاعَاتِ الْمُعَاصِرَةَ مَا فِي مَنْهَجِ «الإِخْــوَانِ» مِن ِالاِزْدرَاءِ بِأَهْلِ الْعِلمِ، وَمَا لَهُمْ في ذَلِكَ مِنْ زُخْرُفِ الْقَوْلِ([5])، فَقَدْ ذَكَـرَ الرّمَضَانِيُّ ـ أَصْلَحَهُ الله ـ أنّ أَعْضَاءَ جَمْعِيَّةِ «الْعُلَمَاءِ الْجَزَائِرِيِّينَ»: "تُوفِيَّ جُلُّهم ـ رَحِمِهُم الله ـ أَيَّامَ الاِستِعْمَارِ ، وَمَنْ بَقِيَ مِنْهُم فَقَدِ اِنْحَسَرَ نَشَاطُهُ جِـــــــدًّا، مِنْ يَوْمِ أَنْ حُلَّتِ الْجَمْعِيَّةُ بَعْدِ الاِستِقِلَالِ، وَأَضْحَتِ الدَّعْوَةُ لَدَى «الإِخْوَانِ الْمُسْلِمينَ» مَوَضَعَ اسْتِغلَالٍ، عَلَى حِينِ جَهْلِ الأُمَّةِ، وَقِلَّةِ الْمُعَارِضِ مِنْ أَهْلِ الْبِدْعَةِ، وَأَهْلِ السُّنَّة"([6]).
    بَوَادِرُ تَسَلُّلِ فِكْـرِ(الإخْوَانِ الْمُسْلِمِينَ)
    قَالَ الشَّيْخُ أَزْهَرُ: "لَا نُنْكِرُ أَنَّ لِجَمْعِيَّةِ الْعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ الأُولَى، جَمْعِيَّةِ (ابنِ بَادِيسٍ وَالْعُقْبِيِّ وَالإِبْرَاهيـمِيِّ وَالْمِيلِيِّ)، مِنْ أَمْثَالِ هَؤُلَاءِ، الَّذِينَ كَانَتْ دَعْوَتُهُم وَاضِحَةً فِي الدَّعْوَةِ إِلَى التَّوْحِيدِ، وَنَبْذِ الْبِدَعِ، وَمُحَارَبِتِهَا، بِكُلّ مَا أُوتُوا بِهِ مِنْ قُوَّةٍ ... وَنَفَعَ اللهُ ـ جَلَّ وعلا ـ بِهِم خَــلْقًا كَثِيرًا، وَبَقِيَ مِنْ بَقَايَا هَذِهِ الْجَــــمْعِيَّةِ بَعْضُ الْمَشَايِخ وَالْعُلمَاءِ، الَّذِينَ أَبْقَوا عَلَى خَطِّهَا، يَعْنِي: عَلَى خَطِّهَا الْمُتَمَيِّزِ فِي سَلَفِيَّةِ الْمُعْتَقَدِ، وَهَذَا فِي الْغَالِبِ؛ لأَنَّ حَقِيقَةً يَنْبَغِي أَنْ تُذْكَرَ: أَنَّ أَعْضَاءَ الْجَمْعِيَّةِ لَم يَكُونُوا كُلُّهُم عَلَى عَقِيدَةٍ وَاحِدَةٍ"اهـ([7]).
    كَـمَا تأثَّر بَعضُهُم بِفِكْــرِ الإِخْوَانِ، منْ مِثَلِ الْفُضَيْلِ الْوَرْتِيلَانِيِّ (ت:1959م)،"الَّذِي طَارَدَهُ الاِستِعْمَارِ الْفَرَنْسِي، فَهَرَبَ إِلَى مِصْـرَ، وَاتَّصَلَ بِـ"الإِخْـــوَانِ وَكَانَ كَثِيرَ التَّرَدُّدِ عَلَى الْمَرْكَزِ الْعَامِ لِلإِخْـــوَانِ([8])، وَيَعْمَلُ بِالتَّنْسِيقِ مَعَهُم فِي قَضَايَا الأُمَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ، وَظَلَّ فِكْرُ الإِخْوَانِ قَائِمًا، وَعَرَفَ تَوَاصُلًا، وَانْتِشَارًا بَعْدِ الاِسْتِقْلَالِ([9]).
    بَلْ إنَّ الشَّيخَ ابنَ بَاديسٍ ـ رحمه الله ـ كَتَبَ رِسَالَةً غَيْرَ مَرْضِيَّةٍ، وَهِيَ (أُصُولُ الْوِلَايَةِ فِي الإِسْلَامِ)، ثُمَّ شَرَحَـــهَا فَركُوسٌ في (تَبْصْيرِ الأَنَامِ)، فَنَبَّهَهُ الشَّيخُ عَبْدُ الْقَادِرِ الْجُنَيْدُ قائلا: "حَقُّهَا ألَّا تُشْـرْحَ، وَلَا تُدَرَّسَ، وَلَا تُرْوَى،...، وَتُهْجَرَ، وَتُجْتَنَبَ، وَإنْ ذُكِرَتْ أَنْ تُنقَدَ، وَيُحَذَّرَ مِنْهَا، وَسَبَبُ ذَلِكَ، هُو مَا حَوَتْهُ مِن تَقْرِيرَاتٍ بَاطَلِةٍ شَنيِعَةٍ، ...، كَتَقْرِيرِ أَنَّ الأُمَّةَ هِي مَصْدَرُ السُّلْطَةِ، وَأَنَّ لَهَا الْحَقُّ أَنْ تَحْكُمَ بِالْقَانُونِ، الَّذِي رَضِيَتْهُ لِنَفْسِهَا، وَهِي صَاحِبَةُ الْحَقِّ وَالسُّلْطَةِ فِي الْعَزْلِ وَالْوِلَايَةِ، ولَهَاالْحَقُّ في مُنَاقَشَةِ الْحَاكم، وَمُحَاسَبَتِهِ عَلَى أَعْمَالِهِ، وَحَمْلِهِ عَلَى مَا تَرى لَا مَا يَرَاهُ، عِنْدَمَا تَقْتَنِعُ بِأَنَّهُ عَلَى بَاطِلٍ، وَلَم يَسْتَطِعْ أَنْ يُقنِعَهَا أنَّهُ عَلَى حَـــقٍّ، وَأَنَّ الْحَاكِمَ إِذَا عصَى وَخَالَفَ، لَم تَبْقَ لَهُ طَاعَةٌ عَلَى الأُمَّــةِ، وَهَلْ مَبْدَأُ (الدِّيـمقرَاطِيَّة)؛ قَدْ قَامَ إِلَّا عَلَى مِثْلِ هَذَا؟!([10])، وَلِلْأَسَــــفِ أَنَّ الشَّيْخَ فَرْكُوسًا ـ سَدَّدَهُ اللهُ ـ قَد قَصَّرَ فِي هَذَا الشَّرحِ شَــــدِيدًا، حَيْثُ سَكَتَ عَنْ نَقْدِ مَوَاضِعَ خَاطِئَةٍ جَاءَتْ فِي هَذِهِ الرِّسَالَةِ، وَحَرَّفَ مَوَاضَعَ أُخْرَى عَنْ صَحِيحِ وَظَاهِرِ مَعْنَاهَا، وَمَسَارِهَا"اهـ([11]).
    والأَظْهَرُ أنَّ فَرْكُوسًا خَدَمَ هَذَهِ الرِّسَالةَ؛ لأنَّها تُعَزِّزُ جَــوازَ "الإِنْكَارِ الْعَلَنِيِّ على الْحَاكِمِ الغَائِبِ"؛ فَانظرْ مَا قَرَّرَهُ فِي مقالتِه: (الْجَــوَابِ عَلَى الاِعْتِرَاضِ عَلَى مُرَاقَبَةِ تَصَرُّفَاتِ الْحَاكم وَنُوَّابه)، وَفِي غَيْر هَذِه الْمَقاَلَةِ قَالَ: "يَكُـونُ الإِنْكَارُ العَلَنيُّ عَلَى الوُلَاةِ جَائِزًا إِذَا كَانَ يُتَوَقَّعُ فِيهِ الْمَصْلَحةُ، وَحُصُــولُ الْخَيْرِ، وَزَوَالُ الشَرِّ، وَيُقَدِّرُ ذَلِكَ أَهْلُ العِلمِ وَالْمَعْرِفَةِ وَالدِّرَايَةِ بِأَحْوَالِ البِلَادِ وَالعِبَادِ"اهـ([12]).
    فإنَّ الظّاهرَ مِنْ قَولِه: (يُقَدِّرُ ذَلِكَ أَهْلُ العِلمِ) جَـوَازُ الإنْكَارِ لِكلِّ أَحـدٍ إذا رَجَّحَ أَهْلُ الْعِلم الْمَصْلَحَةَ؛ لأنَّه أناطَ التّقْديرَ بِالْعُلَمَاءِ، لاَ الإنْكَارَ، بل هَذَا ما نَصَّ عَلَيْهِ في الْمَقَالَة الثَّالثةِ([13])، وهذا ما أكَّدَهُ النَّاطِقُ الرَّسْــــميُّ بِاسْـمه([14])، وَهَذَا مَا نُبِّهَ عَلَيْهِ، في كتَابٍ أَذنَ بنَشْرهِ الشَّيخُ السُّحَيْمِيّ([15])، وهُوَ عَينُ مَا قَرَّرَهُ السُّرُورِيُّ سَلْمَانُ العُودَةُ في مواضِعَ([16]).
    ومِمَّنِ ابْتُلِيَ بِتَبَنِّي "الإِنْكَارِ الْعَلَنِيِّ" عمَليًا، وَيُحْسَبُ مِنْ بَقايَا الْجَــــمْعِيَّةِ : الشَّيْخَانِ عَبْدُ اللَّطِيفِ سُلْطَانِي (ت:1984هـ)([17])، وأَحْمَدُ سَحْنُونٌ(ت:2003م) ([18])، وَكانَ فَركُوسٌ يَحْضُـرُ لَـهُمَا([19])، ثُمَّ صَارَ سُلْطَانِي وَسَحْنُونٌ عُضْوَيْنِ في جَـمْعِيَّةِ "القِيَمِ الاِسْلاميَّة"، الَّتي تَأَسَّسَتْ في: (1963م)([20])، أَمَّا لِسَانُهَا فَإنَّها مَجَلَّةُ "التَّهْذِيبِ الإسْلَامِيِّ"([21])، أمَّا رَئيسُهَا فَإنَّهُ "الْهَاشْـمِي التِّيجَانِي" (ت:2002م)([22])، وَهُنَا بَلغَ فَرْكُوسٌ التَّاسِعَةَ مِنْ عُمُرهِ.
    لَكنَّ بَعْدَ ثَلاثينَ سَنةً اِجتَمَعَ فَرْكُوسٌ بِالْهَاشْــمِي التِّيجَانِي، في الْعَدَدِ الأَخِيرِ مِنْ مَجَلَّةِ "الْمُوَافَقَاتِ" الإخْوَانِيَّةِ، الآتي ذكْرُها ـ إنْ شَاءَ الله تعالى ـ في الْحَلْقَةِ الرَّابِعَةِ، وَقَدْ صَرَّحَ الْهَاشـمِيُّ في هَذِهِ الْمَجَــــلَّةِ ـ بَعْدَ 25 سنةً ـ بأنَّ جَـمعيَّةَ (الْقِيَمِ) "لَم تَبْرُزْ لِلْوُجُـودِ؛ لِمَلْءِ الْفَرَاغِ، الَّذِي تَرَكَتْهُ "جَمْعِيَّةُ الْعُلَمَاء"، كَـمَا يَظُنُّ الْكَثِيرُ، وَإِنَّمَا لِتَحْــــقِيقِ رَغْبَةِ مُؤَسِّسِيـهَا فِي الْقِيَامِ بِوَاجِبـِهم الدِّينِيِّ، الَّذِي يَفْرْضُ عَلَيْهِم الأَمْــرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْـيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، فِي تنْوِيرِ الْعَوَامِ بِأَرْكَانِ دِينِهم، وَجَلَالِ أَعْمَالِ سَابِقِيهم"اهـ([23]).
    وَهذَهِ الزَّمَــــالَةُ أثَّرَتْ في فِكْرِ فَرْكُوسٍ، فَنَطَقَ ـ الْيَوْمَ ـ بأنَّ: "الإنْكارَ عَلَى وُلَاةِ الأَمْرِ إنَّمَا يَكُونُ عَلى جَمِيعِ الأَخطَاءِ ...، وَهَذا الأَصْلُ العَظيمُ مِنْ أُصُــــولِ الدِّينِ، الْمُتَمثِّلُ في «الأمرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ»([24])، بَلِ الْمَقْصُـــــــودُ مِنَ [الإنْكَارِ العَلَنيِّ]، ومَدَارُ الْمَصْلَحَةِ فِيهِ يَكمُنُ في الْحِفَاظِ عَلَى الْحَـــــقِّ مِنَ الضَّيَاعِ، وَالْخُروجِ مِنْ حَرَجِ السُّكُوتِ عَنْ إِقْرَارِ الْخَــــــــطَأِ، وَالرِّضَا بِالْمُنْكَرِ، إِذِ الْوَاجِبُ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ إِظْهَارُ الْحَقِّ، وَبَيَانُه لِلنَّاسِ، وَعَدَمُ كِتْمَانِه"اهـ([25]).
    قَالَ الشَّيخُ محمد بَازْمُــولٌ: "هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ مَشَايِخَ الصَّحْوَةِ الَّذِينَ عَرَفَهُم الْعُلَمَاءُ بِالْخَوَارِجِ القَعَدِيَّة، كُلُّهُم كَانَ يَتَكَلَّمُ فِي دُرُوسِــــه وَمُحَاضَرَاتِه بِاسْـمِ: «الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ»، يَشْحَنُ قُلُوبَ النَّاسِ عَلَى وُلَاةِ الأَمْــــرِ، وَأَنَّ هَذِهِ السِّمَةَ لَا زَالَتْ إِلَى الْيَوْمِ فِي بَعْضِ النَّاسِ، يَتَكَلَّمِ فِي الدَّوْلَةِ بِاسْـــــمِ «الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ»، دُونَ أَنْ يَدْرِي الْمِسْكِينُ أَنَّ هَذِهِ سِـمَةُ وَعَلَامَةُ الْخَوَارِجِ الْقَعَدِيَّةِ"اهـ([26]).
    سَيْطَرَةُ (الاِشْتِرَاكِيَّة الشُّيُوعِيَّة)
    "وَكَانَتِ الْجَـزَائِرُ تَعِيشُ ظُرُوفًا مُعَقَّدَةً فِي سَنَةِ (1964م )، وَفِي ظِلِّ هَذِهِ الظُّرُوفِ اِنْعَقَدَ الْمُؤْتَمَرُ الثَّالِثُ لِجَبْهَةِ التَّحْرير الْوَطَنِيِّ يَومَ 16 أَفريل، الَّذِي حَدَّدَ الْخِيَارَ الاِشْتْرَاكِي لِلْجَزَائِرِ([27])، وفي سنَة : 1965م تُحَلُّ «جَمْعيَّةُ العُلَمَاءِ الْمُسْلَمِينَ الْجَزائِريّين» بِقَرَارٍ رَسْمِيٍّ بحُجَّةِ([28])" العَمَل بِمَبْدَإِ وِحْدَةِ الْحِزْبِ وَالدَّوْلَةِ، وَالقَاضِي بِعَدَمِ السَّمَاحِ بِأَيِّ نَشَاطٍ خَارِج «جَبْهَةِ التَّحْرِيرِ الْوَطَنِيِّ»...، ذَلِكُم كَانَ عَهْدُ «الاِشْتِرَاكِيَّةِ الْعِلْمِيَّةِ»([29]).
    ثمَّ في سَنَة: ( 1966م) حُلَّتْ جَـمْعِيَّةُ "القِيَمِ"، قَالَ الشَّيخُ سُلْطَانِي: "كَانَتْ مِحْنَةُ مُحَاكَمَةِ الْعُلَمَاءِ، فِي مِصْرَ سَنَة 1966م، وَعَلَى رَأْسِهم: الشَّهِيدُ سَيِّدٌ قُطْبٌ، فَأَرْسَلَتِ الْجَمْعِيَّةُ "بَرْقيَّةَ اِلْتِمَاسٍ" لِرَئيسِ مِصْرَ ...، فَقَامُــوا لِلْبَرْقِيَّةِ ـ تِلكَ ـ وَقَعَدُوا، وَلَمْ يَجِدُوا لَهَا غَيْرَ سِلَاحٍ وَاحِــدٍ، وَهُوَ حَلُّ جَمْعِيَّة (الْقِيَمِ الإِسْلَامِيَّةِ)...، وَهَذَا هُوَ نِظَامُ الاِشْتِرَاكِي فِي كُلِّ بَلَدٍ"اهـ([30]).
    فَلِهَذَا ـ وَاللهُ أَعْلَمُ ـ نَشَرَ الشَّيْخُ عَبْدُ اللَّطِيفِ كتَابَهُ (الْمُزْدَكِيَّةَ هي أَصْلُ الاِشْتِرَاكِيَّةِ) سَلَكَ فِيهِ مَسْلكَ "الإنْكارِ الْعَلَنِيِّ" علَى حُكَّامِ بِلَادِ الْمُسْلِمينَ والْجَــــزَائِرِ، بَلْ إِنَّ ظَاهِرَ بَعْضِ عِبَارَاتِ هذا الكتَابِ تكْفيرُهم، وَكَأنَّه قُطْبيٌّ يَتَحَدَّثُ، كقَوْلِهِ: "مَنْ رَغِبَ فِي تَبْدِيلِ الشَّرِيعَةِ الإِسْلَامِيَّةِ الْكَامِلَةِ، بِقَوَانِينَ أُخْــرَى وَضْعِيَّةٍ ...، كَيْفَمَا كَانَ وَاضِــــعُهَا؛ فَهُوَ غَاشٌّ لِلْمُسْلِمِينَ، بَلَ وَلَم يَكُـنْ مِنْهم؛ لِقَولِ الرَّسُـــــــولِ (مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا)، وَإِنَّمَا هُوَ عَمِيلٌ لِلْمَلَاحِــــدَةِ الْكَفَرَةِ؛ لأَنَّ الْحَقَّ وَاضِــحٌ([31])، إِلَى أَنْ قَالَ: "الْجَهَالَاتُ الْمُتَفَشِّيَّةُ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ الْعَصْـرِيَّةِ دَفَعَتْ بِالْمُسْلِمِينَ إِلَى الاِقْتِدَاءِ بِغَيْرِهِم، حَتَّى فِي الْكُــــفْرِ، فَقَدْ كَفَرُوا بِالاِتّبَاعِ وَالتَّقْلِيدِ([32])، إِلَى أَنْ قَالَ: "كَيْفَ يَكُونُ حَالُ أُمَّةٍ مُسْــــلِمَةٍ أَمَاتَتِ الْقَضَاءَ الشَّرْعِيَّ وَأَلْغَتْ أَحْكَامَ الإِسْلَامِ، وَعَوَّضَتْهَا بالقَانُونِ الْمَدَنِيِّ الْمَأْخُــوذِ مِنْ قَوَانِينِ الأُمَمِ الَّتِي لَا تُؤْمِنُ بِخَالِقِهَا، هَلْ لَا زَالَتْ فِي حَظِيرَةِ الإِسْلَام؟! سُــؤَالٌ يُجِيبُ عَنْهُ الْوَاقِعُ، وَكَفَى بِهِ، وَاللهُ يَقُولُ: ﴿وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم ‌بِمَآ ‌أَنزَلَ ‌ٱللَّهُ ‌فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ"اهـ([33]).
    وَهَذَا الكِتَابُ كَتَبَهُ الشَّيْخُ عَبْدُ اللَّطِيفِ بِمَدِينةِ (القُبَّةِ)([34])، وهيَ مَحَلُّ إِقَامَتِه، إلى وَفَاتِهِ([35])، كمَا هيَ ـ أَيْضًا ـ مَحَلُّ إِقَامَةِ فَرْكُوسٍ([36])، فَهَلْ تأَثَّرَ بِه، كَـمَا تأثَّرَ الثَّوْرِيُّ "عَلِيٌّ بَلْحَاجٌ([37]).
    قَالَ أَخُونَا أَبُو الأَشْبَالِ أَيُّوبٌ: "مِمَّا كَان يَقُولُهُ لَنَا [فَرْكُوسٌ]ـ أَصْلَحَهُ الله ـ «... كُلُّهُم يَخَافُونَ أَنْ يُفتُوا لِـ[الْعَسْكَرِ]، وَلَكِنَّ أَنَا عَادٍ، لَا أَخَافُ، أَقُولُــــهَا، وَالوَحِيدُ الَّذِي كَانَ يَصْدَعُ بِـ [تَحْرِيمِ أَمْوَالِ الْجَيْشِ] قَبْلَي هُوَ الشَّيْخُ عَبْدُ اللَّطِيفِ سُلْطَانِي ـ رَحِمَهُ الله ـ »"اهـ([38]).
    وَ
    قَالَ أَخُـــونَا ابنُ إِبْرَاهِيمَ ـ وَهُوَ مِنْ أَبْنَاءِ القُبَّةِ الْقُدَمَاءِ ـ: "دَائِمًا نَسْمَعُ وَنَرَى الشَّيْخَ [فَرْكُوسًا] يَقَعُ فِي بُوتَفْلِيقَةَ وَالْوُزَرَاءِ وَالْمَسْؤُولِينَ، عَلَى طَريقَة عَبْدِ اللطِّيفِ سُلْطَانِي، وَالشَّيْخُ [فَرْكُوسٌ] مِنْ طَلَبَتِهِ"اهـ([39])، يَعْنِي: تَأَثَّرَ بِدُورسِهِ.

    وقَال الشَّيْخُ أحـمدُ حَمَّاني (ت:1418هـ): "لَكنّ يَجبُ أَنْ نَذْكُرَ ... أَنَّ هَذَا التَّشُــــدُّدَ مِنْهُ، وَالصَّلَابَةَ، وَالصَّرَاحَةَ، رُبَّمَا اِسْتَغَلَّهَا بَعْضُ النَّاسِ -عَفَا الله عَنَّا وَعَنْهُم- فِي أَغْرَاضٍ لَا تَخْدُمُ الدّينَ، وَلَا الْوَطَنَ، وَمَا كَان الشَّيْخُ [سُلْطاني] ـرَحِـمَه الله ـ، وَلَا أَحَـــــدٌ مِنْ إِخْوَانِهِ الْعُلَمَاء الْعَامِلِينَ يُريدُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ إِلَّا مَا أَمَرَهَا بِهِ اللهُ مِنْ وِحْدَةِ الصَّفِّ..."اهـ([40]).
    تَغَلْغُل ُ فِكْــرِ(الإِخْوَانِ الْمُسْلِمِينَ)
    وكَتَابُ (الْمُزْدَكِيَّةِ) طُبِعَ بالْمَغْرِبِ الأَقْصَى، فِي سَنةِ: (1974م)، ثمَّ "ظَهَرَ أَوَّلُ تَنْظِيمٍ يُعَبِّرُ عَنْ تِيَارِ "الإِخْوَانِ الْمُسْلِمِينَ"، تَحْتَ اِسم "الْمُوَحِّدُونُ"، في عام: (1976م)، بِقِيَادَةِ شَخْصِيَتَيْنِ مُهِمَّيْنِ هُمَا: مَحْفُوظٌ نَحْنَاحٌ ومحمد بُوسْلِيمَانِي"([41])، ثُمَّ سُجِنَا([42])، أمَّا عَن فَرْكُوسٍ فَإنَّه كَانَ ـ على الأَظْــهَرِـ طَالِبًا بِكلِّيَّةِ (الْحُقُوقِ)([43])، ثُمَّ نَشَرَ سُلطِانِي كِتَابًا آخَـرَ يُضَاهِي كتابَه (الْمُزْدَكِيَّةَ)، وَهُوَ (سِهَامُ الإِسْلَامِ)، وقَدْ فَرَغَ مِنْهُ سنَةَ: ( 1979م) .
    فَرْكُوسٌ في جَامِعَةِ (الْمَدِينَةِ النَّبَويَّةِ)
    وَفِي هَذَا الْسَّنَةِ ـ 1979م ـ كَانَ فَرْكُوسٌ في السَّنَةِ الأُولَى أَو الثَّانيَّةِ بـِ (جَامِعَةِ الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ)([44])، وَمِنْ أَهمِّ ما وَقَعَ فِي هَذِه السَّنَةِ: فِتْنَةُ الْخارجيِّ الْهالكِ جُهَيْمَانَ العُتَيبِيِّ، قَالَ الشَّيْخُ الأَلْبانيُّ ـ رَحِمه الله ـ: "لَقَد كَانَ الْجَـهْلُ بِضَعْفِه مِنْ أَسَبَابِ ضَلَالِ جَمَاعَةِ (‌جُهْيْمَان) الَّتِي قَامَتْ بِفِتْنَةِ الْحَرَمِ الْمَكِيِّ، وَادَّعَوْا زُورًا أَنَّ الْمَهْدِي بَيْنَ ظَهَرَانِيهِم([45])، وَطَلَبُوا لَهُ البَيْعَةَ فَقَضَى اللهُ عَلَى فِتْنَتِهمَ وَمَهْدِيِّهُم"اهـ([46]).
    لَكِنَّ فَرْكُوسًا فُتِنَ بأُسْــــطُورَةِجُهَيْمَانَ؛ لأنَّهُ ـ عَلَى مَا يَظْـهَرُ ـ تَابَعَ مَشَاهِدَهَا، وَظَنَّ نَفسَهُ قَادِرًا عَلى فَكِّ شَفَرَاتِ أَلْغَازِهَا، فَبَاشَرَ يُبْرِزُ مَفَاتِنَ عَضَلَاتِ دَهَائِهِ، وَهُو في بِلَادِ الْعِلْم وَالْعُلَمَاءِ وَالتَّوْحِيدِ؛ فَقَالَ لَزُمَلَائهِ ـ وَهُوَ لَا يَدْرِي أنَّه مَفْتُونٌ ـ: "مَازَالَتْ صِفَةٌ وَاحِدَةٌ نَنْتَظِرُهَا...، وَهِيَ «الْجَيْشُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الْعِرَاقِ»"اهـ([47]).
    يَعْني: أنَّ فَرْكُوسًا استَقَرَأ كُلَّ الصِّفَاتِ، فَعلى اِجْتِهَادِه الأَعْوَج ظَهَرَتْ ظُهُورًا، إلَّا واحدَةً، وَهي «خُرُوجُ جَيْشِ العِراقِ»، وَهذَا كَذِبٌ وَجَـهلٌ مرَّكَّبٌ؛ لأنَّ الشَّيْخَ ابنَ باز ـ رَحِمه الله ـ قَالَ: "لَا يَجُوزُ الْجَزْمُ بِأَنَّ فُلَانَا هُوَ الْمَهْـــــدِي، إِلَّا بَعَدَ تَوَافُرِ الْعَلَامَاتِ...وَأَعْظَمُهَا، وَأَوْضَحُها: كَوْنُهُ يَمْلَأ الأَرْضَ عَدْلًا وَقِسْطًا، كَـمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا"اهـ([48]).
    فِلِمَاذَا نَسِيَ فَرْكُوسٌ هَذِهِ الصِّــــفَةَ الكُبرَى؟! لأَنَّهَ مَغْرُورٌ مُعْجَبٌ بِنَفْسِهِ، ولا يتَّصِلُ بِالْعُلَمَاءِ، وَالْغَريبُ أنَّهُ بَقِيَ يَرْوِي الْقِصَّةَ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا، وَيُوِهِمُ الْمُغَفَّلِينَ بِأَنّ نَجَاتَه جَاءَتِ من حُسْنُ تَرَيُّثِهِ، وَأَثَرِ أَنَاتِهِ، حيثُ قَالَ: "تَعَلَّمتُ دَرْسًا، أَنَّهُ عِنْدَمَا تَحْدُثُ فِتنَةٌ أبْقى أَنَا الأَخِيرُ"اهـ([49]).
    لَكنَّهُ نَسيَ أو تَنَاسَىى أَنْ يُصَحِّحَ فَهْمَهُ، وَيُقَوِّمَ خُلُقَهَ، فَلِمَاذَا؟! لأنَّهُ نَرجَسِيُّ([50])، وَلَا يَتَّصِلُ ـ في الأَغْلَبِ ـ بِالعُلَمَاءِ، وَالنَّادِرُ لَا حُكْمَ لَهُ، فَهل هَذَا ـ كَــــمَا زَعَمَوا ـ "اِسْتَفَادَ مِنْ عُلَمَاءَ كِرَامٍ ـ مُلَازَمَةً وَمُجَالَسَةً وَحُضُورًا ـ، وَاستَفَادَ مِن كِبَارِ الْعُلَمَاءِ، أَمْثالِ الشَّيْخِ ابنِ بَازٍ"؟!([51]).
    قَالَ الرَّمَضَانيّ عَنْ الثَّوْريِّ علي بنِ حَاجٍ: "أَخْبَرَني هُوَ أَنَّهُ عَكَفَ عَلَى كُتُبِ (الإِخْوَانِ الْمُسْلِمِينَ)، وَفَلاَهَا فَلْيًا، بِغَرَضِ اِنْتِقَادِهَا...لَكِنَّهُ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ تَأَثَّرَ بِهَا؛ يَدُلُّ عَلَيْهُ اِنْقِبَاضُهُ مِنَ الْعُلَمَاءِ...وَمِنَ الْعُلَمَاءِ السَّلَفِيِّينَ خَاصَّةً! لَئِنْ قُلْتَ كَيْفَ يَسْتَقِيمُ هَذَا وَنَحْنُ نَسْمَعُ أَنَّه سَلَفِيّ؟! قُلْتُ: إِنَّ الَّذِي لَمْ يَقْنَعْ بِمَا عَلَيْهِ السَّلَفِيُّونَ مُنْذُ عَهْدِهم الأَوَّلِ، حَتَّى يَبْتَدِعَ سَلَفِيَّةً حَرَكِيَّةً، لَنْ يَجِيءَ ـ مَهْمَا طَوَّرَ الأُسْلُوبَ وَحَوَّرَ فِي الْعِبَارَاتِ ـ إِلَّا بِبِنْتِ الإِخْـوَانِيَّةِ!...، لا يَخْفَى عَلَى مَنْ جَرَّبَ الْجَمَاعَاتِ الْمُعَاصِرَةِ مَا فِي مَنْهَجِ (الإِخْــوَانِ ) مِن ِالاِزْدرَاءِ بِأَهْلِ الْعِلمِ وَمَا لَهُمْ في ذَلِكَ مِنْ زُخْــــرُفِ الْقَوْلِ([52])، طَلَبَ مِنْهُ كَثِيرٌ مِنْ أَتْبَاعِهِ ... ـ أَيَّامَ نَازِلَةِ أكتُوبَر هَذِهِ ـ لِيَسْتَفِيدَ مِنْهُم فِيـمَا أَهمَّ الأُمَّةَ، فَلَم يَسْتَجِبْ...[وَ] لا يُعرَفُ لَهُ أَيُّ اِسْتِفْتَاءٍ لأَهْلِ الْعِلِم، لَا مَقْرُوءٍ، وَلَا مَسمُوعٍ، فـ﴿ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صادِقِينَ"اهـ([53]).
    وَإنَّ الشِّرَاكَ قُدَّ مِنْ أَدِيـمِهِ: مثَلٌ يُضْرَبُ لِلشَّيْئَينِ بَيْنَهُمَا قُرْبٌ وَشَبَهٌ([54])، فَإنَّ فَرْكُوسًا ـ في حُــــدُود بحثي ـ لا يُعرَفُ لَهُ أَيُّ اِسْتِفْتَاءٍ لأَهْلِ الْعِلِم، لَا مَقْرُوءٍ، وَلَا مَسْمُوعٍ، وَقَد عَاصَرَ ابنَ بَازِ وَالأَلْبَانِيَّ وَابنَ عُثَيمين ـ رَحِمهم الله ـ، أَيعْقَلُ أَنْ يُهَمِّشَ طَالِبٌ سَلَفِيٌّ هَؤُلَاءِ الأَعْلَامِ الْمُجَدِّدِينَ؟!
    بل ثَبَتَ ـ الْيَوْمَ وَبَعْدَما بَلَغَ فَرْكُوسٌ السَّبْعِينِ ـ أنَّه كَذَبَ عَلَى عُلَمَاءَ كِبَارٍ، وَطَعَنَ فيهم([55])، وَشذَّ عَنْهُم، فَإِذَا كَانَ هَذَا حَالُ شَيخٍ بَلَغ السَّبْعِينَ، وَفي رَخَاءِ الْحَال، فَكَيْفَ حَالُهُ عِنْدَمَا بَلَغَ سنَّ الْخَامِسَةَ وَالْعِشْرِينَ، وفِي فِتْنَةِ كَفِتْنَةِ الْخَارِجِيِّ جُهَيْمَانَ؟!
    ومن هَمَّشَ العُلَمَاءَ في زَمَنِ الْفِتَنِ، فَهَلْ سَيَذْكُرُهم فِي "مَسَائِلَ اِجْتِهَادِيَّة"، كَصَــلَاةِ التَّبَاعُدِ؟! ومن هَمَّشَهُم وهُو طُوَيْلِبٌ صَغِيرٌ، وبَيْنَ ظَهْرَانِي العُلَمَاءِ، فَهَلْ سَيَذْكُرُهُم وَهُوَ كَبِيرٌ بَيْنَ ظَهْرَانِي قَوْمِــــهِ، وَمُتعَصِّبةٍ يُقَدِّسُونَهَ، وَيَرَى نَفْسَهُ مُجْتَهِدًا؟!
    هَيْهَاتَ أَنْ يكُـــونَ فَرْكُوسٌ شَبِيهًا بِالشَّيْخِ الأَلْبَانِيّ ـ رَحِـمَه الله ـ، الَّذِي كَانَ ذَا صِلَةٍ مُتَوَاصِلَةٍ بِأَهْلِ الْعِلم، فَتَأَمَّلْ قَوْلَهُ: "وَقَعَ الشَّيخُ أَحـمَدُ شَاكِرٌ فِي كَثِيرٍ مِن الْخَطِيئَاتِ فِي تَصْحِيحِ أَحَادِيثَ مِنَ "الْمُسنَدِ" وَغَيْرِهِ؛ بِسَبَبِ تَقْلِيدِهِ لابنِ حِبَّانٍ فِي هَذِهِ القَاعِدِةِ البَاطِلَةِ...حَاوَلتُ إِقنَاعَهُ بِالرُّجُـوعِ عَنْ ذَلِكَ حِينَ اجتَمعتُ بِهِ في الْمَدينَةِ الطَّيِّبَةِ...فَرَأَيْتُهُ يَضِيقُ صَــدْرُهُ بِذَلِكَ، فَلَا أَدْرِي أَهُوَ مِنْ طَبْعِهِ؛ أَمْ هُوَ أَمْرٌ عَارِضٌ لَهُ لِمَرَضِهِ؟! ...وَفِي نَفْسِي حَسَرَاتٌ مِنْ قِلّةِ الاِستِفَادَةِ مِنْ مِثْلِ هَذَا الفَاضِـــــلِ، وَمِنْ الْمُؤْسِفِ حَقًّا؛ أَنْ تَرَى جُلَّ العُلمَاءِ اَّلذِين لَقِيتُهم فِي مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ لَيْسَ عِنْدَهُم رَحَابَةُ صَدْرٍ فِي الْبَحْثِ، بَلْ هُم يُرِيدُونَ أَنْ يَفْرِضُوا آرَاءَهُم عَلَى مَنْ يُبَاحِثُهم فَرْضًا، سَوَاءِ اِقْتَنَعُوا بِذَلِكَ، أَمْ لَا، ثمَّ هُم يَقُولُونَ عَن أَنْفُسِهُم: إِنَّهُم سَلَفِيُّونَ أَوْ سُنِّيُّونَ، أَوْ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ"اهـ([56]).
    فَهنَا يَظْهرُ أَنَّ الألْبَانِيَّ ـ رَحَمَهُ الله تَعَالَى ـ كَانَ يَتَّصِلُ بِالْعُلَمَاءِ، وَيُبَاحِثُهُم، والظَّاهرُ مِنْ سِيَاقِ كَلامِهُ أَمْـــرَانِ: أَوَّلا : كَانَ يتحَــــدَّثُ عن عُلَمَاءَ لَقِيَهم، لَكنّه لَم يُبيِّنْ جِنْسَهم من فَصْلِهم؛ لأنَّ بلادَ الْحَرَمينِ قِبْلَةٌ لكُلّ العُلَمَاءِ، ثَانِيًا: كَانَ ـ رَحَمَهُ الله ـ يَذُمُّ التَّقْلِيدَ في عَلم التَّصْحِيحِ وَالتَّضْعيفِ، فتأمَّلْ قَولهُ: "...بِسَبَبِ تَقْلِيدِهِ لابنِ حِبَّانٍ...".
    أَمَّا فَرْكُوسٌ ـ الْيَومَ ـ فَقَدْ زَارَ بِلَادَ الْحَرَمَيْنِ في رَمَضَانَ (1444ه)، وَبعَدَ سَنَةٍ وَنِصْفٍ مِنْ فِتْنَتَةِ، لَكنَّه لَم يَبْلُغْنَا أنَّهُ اِتَّصَلَ بِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلمِ، وَإِنَّمَا بَلَغَنَا قَوْلُهُ: "ذَهَبَتُ لِمَكَّةَ وَلَمْ أُرِدْ زَيْدًا، وَلَا عَمْرًا؛ لأنّه لَيْسَ عَلَيْهم التَّعْوِيلُ، التَّعْوِيلُ عَلَى الله ـ جلَّ وَعلاـ"اهـ([57]).
    قُلْتُ: وَهَلْ زِيَارَةُ الْعُلَمَاءِ تُعَارِضُ التَّعْوِيلَ عَلَى اللهِ تَعَالَى؟! قَالَ عَبْدُ الرَّحمَن الْمُعَلِّمي الْيَمَانيُّ (ت:1386هـ): "وَهَكَذَا يَـحُجُّ كُلَّ سَنَةٍ جَـمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ، وَيَرْجِعُ كُلٌّ مِنْهم، وَلَمْ يَجْتَمِعْ بِأَحَــــدٍ مِنْ عُلَمَاءِ الْحَرَمَيْنِ، أَوِ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ حَجُّوا فِي ذَلِكَ الْعَام، وَقَد كَانَ الْعُلَمَاءُ فِي الْعُصُورِ السَّابِقَةِ عَلَى خِلَافِ هَذِهِ الْحَالُ، فَكَانَ مِنْ أَعْظَـــــمِ مَا يَهْتَمُّ بِهِ الْعَالِمُ إِذَا حَجَّ الاِجْتِمَاعُ بِالْعُلَمَاءِ، وَالاِسْتِفَادَةُ مِنْهُم، وَإِفَادُتُهم، وَلَقَدْ كَانَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ يَـحُــجُّ، وَأَعْظَمُ الْبَوَاعِثِ لَهُ عَلَى الْحَــجِّ الاِجْتِمَاعُ بِالْعُلَمَاءِ، مَعَ أَنّ هَذِهِ الْعِبَادَاتِ ـ أَعْنِي الْجَمَاعَةَ وَالْجُمَعَةَ وَالْعِيدَ وَالْحَــجَّ ـ مِنْ أَعْظَمِ الْحِكَم في شَرْعِها: الاِجْتِمَاعُ وَالتَّعَارُفُ، وَتَبَادُلُ الْفَوَائِدِ الْعِلْمِيَّةِ وَغَيْرِهَا، وَهَكَذَا قَدْ يَتَّفِقُ لأَحِدِ عُلَمَاءِ هَذَا الْعَصْرِ سَفَرٌ إِلَى بَلَدٍ مِنَ الْبُلْدَانِ؛ فيَرِدُهُ وَيَمْكُثُ فِيهِ مُــــدَّةً، لَا يَسْأَلُ عَمَّنْ بِهِ مِنَ الْعُلَمَاءِ، وَلَا يَجْتَمِعُ بِهِم، وَإِذَا اجْتَمَع بِهِم تَجنَّبَ الْمُذَاكَرَةَ الْعِلْمِيَّةَ، فَلَا يَكَاد يُفِيدُ، وَلَا يَسْتَفِيدُ، وَإذَا كَانَ يَصْنَعُ هَذَا مَعَ جِيرَانِهِ مِنَ الْعُلَمَاءِ، فَكَيْفَ يُرْجَى مِنْهُ خِلَافُهُ مَعَ عُلَمَاءِ الْبُلْدَانِ الْبَعيدَةِ عَنْهُ؟! وَكَمْ مِنْ عَالِم تُشْكِلُ عَلَيْهِ مَسْأَلَةٌ، أَوْ يَخْشَى أَنْ يَكُونَ مُخْطِئًا فِيهَا، فَلَايَدْعُوهُ التَّوْفِيقُ إِلَى الاِجْتِمَاعِ بِغَيْرِهِ مِنَ الْعُلَمَاءِ، وَالبَحْثِ مَعَهُم فِيهَا، أَوْ إِلَى مُكَاتَبَتِهم فِي ذَلِكَ"اهـ([58]).
    فَذَاكَ سِّرٌّ خَطيرٌ مِن أَسْرَارِ فَرِكُوسٍ الْعَميقَةِ، غَفَلَ عَنْهُ كَثِيرُ([59])، وهوَ أَنَّ فَرْكُوسًا لَمْ يَتَرَبَّ ـ مُنْذُ أَنْ شَبَّ فِي بَلَدِهِ الْجَزَائِر ـ عَلَى مَعْرِفَةِ قَدْرِ الْعُلَمَاءِ، وَأَهِمِّيَةِ الصِّــلِةِ بِهِمْ، فَلَا غَرابَةَ أَنْ يَسَتَنْبِطَ فَرْكُوسٌ مِنْ قِصَّتِهِ قَائلًا: "تَعَلَّمتُ دَرْسًا، أَنَّهُ عِنْدَمَا تَحْـــدُثُ فِتنَةٌ أبْقى أنَا الأَخِيرُ"اهـ([60]).
    لَكنَّه لَمْ يَتَعَلَّمْ أَنَّ السَّلَفِيِّينَ ذَوُو صلَّةٍ قَويَّةٍ جدًّا بِعُلَمَائهم، وَلَا سِيَّمَا عِنَدَ وُرُودِ الْفِتَنِ ﴿وَإِذَا جَآءَهُمۡ أَمۡرٌ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ ‌يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ﴾، قَالَ الشَّيْخُ أَزْهَرُ قُبَيْلَ هَذِه الْفِتْنَة: "السَّلَفِيُّ ـ فِي الْحَقِيقَةِ ـ يَرجِعُ فِي أُمُورِهِ كُلِّها إِلَى عُلَمَائِه، وَمَشَايِخِــــه، وَلَا يَسْتَقِلُّ بِرَأْيِهِ، وَإِنْ رَأَى أَنَّ ظَاهِرَهُ فِيهِ خَيْرٌ، وَلَكِنَّهُ لَابُدَّ أَنْ يَسْتَفِيدَ مِمَّنْ سَبَقَهُ فِي الْعِلمِ، وَمِمَّنْ يَكْبُرُهُ"اهـ([61]).
    وَمِنِ الأَسْرَارِ أَيضًا: أَنَّ زُمــــلَاءَ فَرْكُوسٍ في الْغُرْفَةِ كَانُوا عَلَى نَحْوِ ضَعْفهِ الْمَنهَجيِّ، أَو أَشَدَّ ضُعْفًا؛ لأنَّهم لَم يُذَكَّرُوهُ بِالرُّجُـــوعِ إلَى العُلَمَاءِ، وَلَا هُو ذَكَّرَهُم،"فَلِهذَا لَحِقَ بَعْضُ زُملَائِه ‌بفتْنَةِ (جُـهَيْمَانَ)، فَقُتِلوا([62])، قَالَ الشّيخُ الأَلْبَانِيُّ ـ رَحِــــمه الله ـ: "ومِثْلُ جَمَاعَةِ ‌جُهَيْمَانَ...، وَكَانَ قَدِ اِتَّبَعَهُ بَعْضُ الْبُسَـطَاءِ، وَالْمُغَفَّلِينَ، وَالأَشْرَارِ مِنْ أَتْبَاعِهِ"اهـ([63]).
    زَحْفُ جَمَاعَةِ الإِخْوَانِ إِلَى بِلادِ الْحَرَمَيْنِ
    وَمِنِ الأَسْرَارِ أَيْضًا: سَبَبُ زُهَدِ فَرْكُوسٍ وَزُمَلَاءِهِ فِي أَهْلِ الْعِلمِ؟ قالَ الشَّيخُ عَبدُ السَّلامِ السُّحَيْميُّ: " كَانَ النَّاسُ عَامَّةً، وَطُلَّابُ الْعِلْمِ خَاصَّةً، مَتَى مَا أَصْدَرَ الْعُلَمَاءُ فَتْوَى أَوْ تَوْضِيحًا لِحُكْمٍ شَرْعِيٍّ فِي نَازِلَةٍ نَزَلَتْ، أَوْ أَمْرٍ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ، قَبِلُوا ذَلِكَ، وَرَحَّبُوا بِهِ، وَلَم يَشُكّْ أَحَـــدٌ فِي صِحَّتِهِ، أَوْ يُشَكِّكْ فِي ذَلِكَ، حَتَّى وُجِدَ مَنْ يَحْمِلُ فِكْرَ جَمَاعةِ الإِخْـــوَانِ فَصَارَ يُخالِفُ الْعُلَمَاءَ، وَيَنْتَقِدُهُم، بَلْ وَيَتَّهِمُهُم ([64])، وَمِنَ الْكِتَابَاتِ الْجَيِّدَةِ الْمُتَّسِمَةِ بِالدِّقَةِ الْمُتَنَاهِيَّةِ، مَعَ الْفَهْمِ لِلْوَاقِع، وَالَّتِي شَخَّصَتْ تَأْثِيرَ الإِخْوَانِ فيِ السُّعُودِيَّةِ، وَنُكْرَاهُم لِلْجَمِيلِ ...: مَا كَتَبَهُ الدّكتُورُ عَلِي بن سَعْدٍ الْمُوسَى... قَالَ: "السُّعُودِيَّةُ وَحْــــدَهَا الَّتِي هَرَبَ إِلَيْهَا عُمَرُ عَبْدُ الرَّحْــــمَنِ... أَيْمَنُ الظَّـوَاهِرِيُّ ...محمد قُطْبٌ...عَبْدُ الله عَزَّامٌ...وَبِالتَّأكيد مَعَهُم عَشَراتُ الرُّمُــــــوزِ... والسُّعُودِيَّةُ حِينَ فَعَلَتْ هَذَا ـ بِتَغْلِيبِ النِّيَّةِ الطَّيِّبَةِ ـ لَمْ تَكُــنْ تَعْلَمْ مَا يُخْفِيهِ الْغَيْبُ...وَهيَ لَم تُؤْوِهِم ـ بِكُلِّ تَأكِيدٍ ـ لِعَجْــــــزٍ فِي الْوَظِيفَةِ، وَعَجْزٍ فِي كَوَادِرِهَا الشَّرْعِيَّةِ، بِقَدْرِ مَا كَانَ الْمَوْقِفُ إِنْسَانِيًا...هَذِهِ هِيَ جَمَاعَاتُ "الإِخْوَانِ الْمُسْلِمِينَ" تَتَفَرَّجُ عَلَيْنَا، بَعْدَ أَنْ صِرْنَا وَحْـــدَنَا دَاخِلَ التُّهْمَةِ، الَّتي خَرَجَتْ مِنْهَا بِكُلِّ دَهَاءٍ ... مَارَسَتْ عَلَيْنا جَمَاعَةُ "الإِخْـوَانِ الْمُسْلِمينَ" ـ لِلأَسَفِ الشَّدِيدِ ـ مَا اضْطُهِدَتْ لأَجْلِهِ،...، وَمَرَّرَتْ إِلَى شَبَابِنَا وَجَامِعَتِنَا تَأْثِيرَهَا، فِي مُحَاوَلَةِ الإِيقَاعِ بَيْنَ الْحَاكِم وَالشَّعْبِ"اهـ([65]).
    وقَالَ الأُستَاذُ يُوسُفُ أَبَا الْخِيلِ: "إِنَّ الْفِكْرَ الإِخْوَانِيَّ تَعَامَلَ بِذَكَاءٍ مَعَ الْفِكْـرِ السَّلَفِيِّ التَّقْلِيدِيِّ([66])الْمُنْتَشِرِ بِقُوَّةٍ، وَقْتَ وَفَادَةِ الرُّمُوزِ الإِخْوَانِيَّةِ، فَأَخْفَى وَأَجَّلَ الفِكْرُ الإِخْــوَانيُّ الْكَثِيرَ، مِمَّا يُؤْمِنُ بِهِ مِنْ أَفْكَارٍ، كَانَتْ مَثَارَ نَقْدِهِ، حَتَّى يَكْسِبَ ثِقَتَهُ، وَيَنْضَمَّ إليه، أَوْ عَلَى الأَقَلِّ يَتِمُّ تَحْيِيدُهُ، حَتَّى لَا يَقِفَ ـ أَعْنِي الْفِكْـــرَ السَّلَفِيَّ ـ حَجَرَ عَثْرَةٍ...، وَلَقَدْ آتَتِ السِّيَاسَةُ الإِخْوَانِيَّةُ أُكُلَهَا، وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا، وَفَجَّرَتْ خِلَالَهَا الكَثِيرَ مِنَ الأَفْكَارِ الْحَرَكِيَّةِ الّتِي سَيَكُونُ لَهَا أَعْظَـــمُ الأَثَرِ فِيـمَا بَعْدُ، وَتَشَكَّلَتْ بَعْضُ التِّيَارَاتِ الأُخْــــــــرَى الْمُتَفَرِّعَةِ ـ أَصْلا ـ عَنِ الْفِكْرِ الأَصْلِيِّ، وَالْمُتَوَشِّحَةِ بِوِشَاحِهِ، وَتَحْتَ عَبَاءَتِهِ، مِثْلُ التِّيَارِ السُّرُورِيِّ الَّذِي تَزَعَمَهُ الإِخْوَانِيُّ محمد سُرُورٌ"اهـ([67]).
    وَقَدِ اِنْتَقَلَ إِلَى السُّعُودِيَّةِ فِي عَامِ: (1965م)، وَإِلَيْهِ يُنسَبُ السُّرُوريُّونَ، قَال الإِخوَانِيُّ الْمُحْتَرِقُ الْقَرَضَاوِيُّ (ت:1444هـ):"وَمِنهُم السَّلَفِيُّونَ الْجُـدُدُ، الَّذِينَ يُسَمِّيهم بَعْضُ النَّاسِ السُّرُورِيّينَ ... وَفِيهِم عُلمَاءٌ وَدُعَاةٌ لَهُم وَزْنُهم، مِثْلُ الْمَشَايِخِ: فَهْدٍ سَلْمَانَ العُودَةِ، وَسَفْرِ الْحَوَاليِّ، وَعَائِض الْقَرْنِيّ"اهـ([68]).
    وَقال الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ الأَعْلَى: "
    يَتَلَخَّصُ لَنَا مِنْ كَلَامِ الأَئِمَّةِ ـ الأَلْبَانيِّ وَمُقْبِلٍ وَالْجَاميِّ وَالنَّجْميّ والرَّبيعِ ـ أَنَّ [مِنْ] أُصُــــولِ السُّرُوريَّةِ ...: [أَنَّهُمُ] يَتَظَاهَرُونَ في أَوَّلِ أَمْرِهِم بِأَنَّهُم دُعَاةٌ إِلَى الْمَنْـهَجِ السَّلَفِيِّ، ثُمَّ لَمَّا يَألفْـهُمُ النَّاسُ، وَيَشْتَدُّ سَاعِدُهم، وَيَعْلَمُونَ أَنَّ الكَلَامَ لَيْسَ مُؤَثِّرَا فِيهِم، يُظْهِرُونَ مَا أَخْفَوهُ"اهـ([69]).

    وَمِنِ الأَسْرَارِ أَيْضًا: أنَّ فِتَنَةَ جُهيْمَانَ دَامَتْ نِصْفَ شَهْرٍ تَقْريبًا([70])، فَكَيْفَ تَسَارَعَتْ فِتْنَتُهُ إلى زُمَلَاءِ فَرْكُوسٍ، حتَّى الْتَحَقَ بِهِ بَعْضُهُم، وَهُمْ طُلَّابُ عِلمٍ، وَهُم بَيْنَ ظَـــهْرَانِيِّ عُلَمَــاءٍ كِبَارٍ؟ هَلْ خَفِي عَلَيْهم مُراجَعَتُهم؟ هل خَفِيَ عَلَيْهم مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنة فِي مُعَامَلَةِ الْحَاكِـمِ الشَّرْعيِّ؟ هَلْ هُم أَغْبِيَاءُ وجُهيْمَانَ ذكيٌّ؟! أَمْ أَنَّهم يَتَقَاطُعُونَ في الأَفْكَارِ؟!
    الأَظْهَرُ أنَّهمَ يتقَاطِعُونَ فِي الأَفْكَارِ، أمَّا مُعْتَقَدُ جُـهيْمَانَ: فَقَدْ قَرَّرَهُ فِي رِسَالَةٍ مَنْسَوبَةٍ إِلَيْهِ، وهِيَ الْمَوْسُومُةُ بـِ: (الإِمَارَة وَالْبَيْعَة وَالطَّاعَة، وَحُكم تَلْبِيسِ الْحُكَّامِ عَلَى طَلَبَةِ الْعِلْمِ وَالْعَامَّةِ)، وَيَظْهَرُ مِنْهَا أنَّه مُتَشَبِّعٌ بِفِكْـــرِ "الْحَاكميَّةِ"([71])، وَاشْتَرَطَ في هَذِهِ الرِّسَالَةِ: "أَنْ يَكُونَ خَلِيفَةُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قُرَيْشٍ، وَيَكُونَ خَلِيفَةً عَنْ كُلِّ الْمُسْلمِينَ، فَلَا تَصِحُّ الإِمَامَةُ القُطْرِيَّةُ ([72])، وهَذَا هُوَ مُعْتَقَدُ القُطْبيِّينَ([73])، وَالسُّرُوريِّين([74])، وقَالُوا ذَلِك؛ لِكَيْ يَتَجَــــرَّأَ الشَّبَابُ عَلَى الْخُرُوجِ عَلَى حُكَّامِهم، وَلَا سِيَّمَا فِي هَذِهِ الْبِلَادِ الطَّيِّبَةِ([75]).
    فِكْــرُ جُهَيْمَانَ وَجمَاعَتِهِ
    أمَّا عن فِكْرِ أَتْبَاعِ جُهيْمَانَ فَقَدْ قَال الدُّكتُورُ محمد الْعوينُ: "بَعْد أَنْ قَضَى [الْمَلِكُ] عَبْدُ العَزِيز [ رَحِمِه الله تعالى] عَلَى فِكْرِ جَمَاعَةِ الإِخْـوَانِ، فِي أَوَاخِر الأَرْبَعِينَاتِ الْهِجْريَّةِ وَمَطْلَعِ الْخَمْسِينيَّاتِ مِنَ الْقَرْنِ الْهِجْرِيِّ الْمَاضِي، لَمْ يَخْرُجُ فِكْرٌ شَبِيهٌ بِهَا، إِلَّا مَطْلَعَ الْقَرْنِ الْهِجْري الْجَدِيد بِفِتْنَةِ الْحَرَمِ، وَيَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَقُولَ إِنَّ الْجَمَاعَتَيْنِ نَبَتَتَا فِي الدَّاخِلِ، لَكِنَّ تَأَثُّرَ جَمَاعَةِ الْحَرَمِ لَمْ يَكُنْ خَافِيًا بِالْفِكْرِ الْغَالِي، الْقَادِمِ مِنَ الْهِنْدِ، عَبْرَ جَمَاعَةِ التَّبْلِيغِ"اهـ([76]).
    وَهَذَا الرَّأيُ نَقَلَهُ الشَّيخُ الدُّكتُورُ عَبدُ السَّلامِ السُّحَيْميُّ في كتابه: (فِكْرُ التَّكْفِيرِ قَدِيـمًا وَحَدِيثًا)، تَحتَ عُنْوَانٍ عَرِيضٍ: "كَيْفَ تَغَلْغَلَ فِكْرُ الإِخْـوَانِ فِي بِلادِنَا؟" ثُمَّ عَلَّقَ عَلَيْهِ فِي الْحَاشِيَةِ، فَقَالَ: "الَّذِي يَظْـــهَرُ لي أنَّ الْهُنُودَ، الَّذِينَ أَثَّرُوا فِي جَمَاعَةِ الْحَرَمِ لَيْسُوا مِنَ التَّبْلِيغِ، وَإِنَّمَا يَتَّبِعُونَ لِلجَمَاعَةِ الإِسْلَامِيَّةِ، الْقَائِمَةِ عَلَى فِكْـــــــــرِ الشَّيْخ أَبِي عَبْدِ الأَعْلَى الْمَوْدُودِيِّ، وَهُو فِكْرٌ غَالٍ ثَوريٌّ"اهـ([77]).
    فَظَهَرَ مِمَّا تَقَدَّمَ أنَّ مَنْبَعَ فِتْنَةِ جُهيْمَانَ هُوَ التَشَبُّعُ بِفِكْرَةِ "الْحَاكِمِيَّة"، فَبحَثَ مَعَ أَتْبَاعِهِ عَنِ "الْخِلَافَةِ العَامَّةِ"، واتَّخذُوا عَقِيدَةَ "الْمَهْدِيّ الْمُنْتَظَرِ" ذَرِيعَةً إلَيها، وسبَبًا في اِنْقِلَابِهم عَلى الْحَاكِم الشَّرعيِّ وآلِ سُعُودٍ، وَمِنْ أَظْهَرِ أَتْبَاعِه: الْهُنُودُ، فَهَلِ اِحْتَكَّ بهم فَركُوسٌ؟! قَالَ ـ فِي جَــــــوَابٍ لَهُ ـ: "قَدْ كَانُو مَعَنَا فِي الْجَامِعَةِ طَلَبَةُ (هُنُودٍ)، يَحْفَظُونَ مَنْظُومَاتٍ فِي (أُصُولِ الْفِقْهِ)..."اهـ([78]).
    فَإذا نُقِّحَ الْمَنَاطُ يَظْهَرُ أَنَّ جَامِعَةَ الْمَدِينَةِ لَيْسَتْ حِكْرًا عَلَى الْهُنُودِ، وَإِنَّمَا هِيَ مَفْتُوحَةٌ لِكُلِّ الأَجْنَاسِ، وَيَظْهَرُ ـ أَيْضَاـ أنَّ حِفْظَ الْمَنْظُومَاتِ لَيْسَ عُرْفًا هِنْدِيًّا، وَإِنَّمَا هوُ عُرْفٌ عَرَبِيٌّ عَتِيقٌ، فَلِمَاذَا خَـصَّ فَرْكُوسٌ الهُنُودَ بِالذِّكْرِ؟! الظَّاهرُ أَنَّـهم زُمَلَاؤُهُ فِي الْغُرْفَةِ، أَوْ الْمُذَاكَـــرةِ، أو من جُلَسَائِهِ، وَالْجَلِيسُ جَنِيسٌ، وَالصَّاحِبُ سَاحِبٌ، فَلَعَلَّهُم همُ الَّذِين لَقَنُّوهِ فِكْرَةَ "الْحَاكِمِيَّةِ".
    وِمِـمَّا يُعَـزِّزُ هَذَا الرَّأْيَ: قَولُ فَرْكُوسٍ فِي إحْدَى أَجْوَبَتِهِ: "فَكَانَتْ هَذِهِ الضَّرِيبَةُ فِعْلاً ـ كَمَا عبَّرَ عَنْهَا بَعْضُ أَهْلِ الْعلم ـ بِأَنَّها تُؤْخَذُ مِنْ فُقَرَائِهم، وَتُرَدُّ عَلَى أَغْنِيَائِهم"اهـ([79])، فَمَنْ قَصَدَ فَرْكُوسٌ ـ يا تُرَى ـ بِقَوْلِهِ: «بَعْضُ أَهْلِ الْعلم»؟! إنَّه الدَّاعيّةِ «الْهِنْدِيُّ» أَبُو الْحَسَنِ النَّدَوِيُّ"([80])، وقد حَذَّرَ مِنْهُ الشَّيخُ عُبَيْدٌ الْجَابِرِيُّ (ت:1444هـ)، فَقَالَ: "وَبَعْضُ هَذِهِ الْكُتُبِ الْفِكْرِيَّةِ، فِيهَا كُفْرِيَّاتٌ وَتَكْفِيرٌ، وَدَعْوَةٌ إِلَى الْخُرُوجِ عَلَى وُلَاةِ الأُمُـورِ، وَعَلَى رَأْسِ هَذِهِ الكُتُبِ: ... كُتُبُ النَّدَوِيِّ أَبِي الْحَسَــنِ"اهـ([81]).
    فالْمَقْصُودُ هُوَ: أَنَّ فَرْكُوسًا ـ علَى الأَظْهَرِـ تَشَبَّعَ بفِكْرِ الْحَاكميَّةِ في فَتْرَةِ تَوَاجُدِهُ في بلاد الْحَرَمَيْنِ، وَمِمَّا يُعَزِّزُ هذَا: أَنَّهُ "فِي بِدَايَةِ (الثَّمَانِينَاتِ الْمِيلَادِيَّة)([82])حَدَثَ تَطَوُّرَانِ هَامَانِ جِدًّا فِي مَسِيرَةِ هَذَاالْفِكْـــــرِ: الأَوَّلُ: اِنْتِشَارُ الْخِطَابِ الصَّحَـوِيِّ بِشَكْلٍ مُكَثَّفٍ وَتَشَكَّلَ بِفِكْرٍ إِخْوَانِيٍّ وَاضِحٍ ... الثَّانِي: الْمُشْكَلَةُ الأَفْغَانِيَّةُ، وَالدَّعْوةُ إِلَى الْجِهَادِ ضِدَّ الرُّوسِ، وَقَدْ جَاءَتْ فِي أَوَجِّ تَأَلُّقِ الْخِطَابِ الصَّحَوِيِّ... لَا سِيَّمَا وَأَنَّه... تَشَبَّعَ بِفِكْرِ الْحَاكِميَّةِ وَضَرُورةِ الْجِـــهَادِ؛ لِرَدِّ الْمُجْتَمَع لِحِيَاضِ الإِسْلَامِ، بَعْدَ أَنِ اِرْتَدَّ فِي جَاهِلِيَتَهِ، وَإِعَادَةِ الْحَاكميَّةِ لله وَحْدَهُ، بَعْدَ أَنِ اِغْتَصَبَهَا حُكْمُ الطَّوَاغِيتِ([83]).

    (يُتبَعُ إنْ شَاءَ الله) ...
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ([1]) (مدارك النظر ص 112) عبد الْمَالك رمضاني الْجزائريِّ ـ أصلحه الله ـ (الطبعة الثامنة).
    ([2]) انظر موقع محمد فركوس.
    ([3]) (شهادة للتاريخ ص2).
    ([4]) (سير أعلام النبلاء 18/613) شمس الدين الذهبي (ت :748هـ).
    ([5]) (مدارك النظر ص 129) عبد الْمَالك رمضاني الْجزائريِّ ـ أصلحه الله ـ.(الطبعة الثامنة).
    ([6]) (مدارك النظر ص 112) عبد الْمَالك رمضاني الْجزائريِّ ـ أصلحه الله ـ (الطبعة الثامنة).
    ([7]) (تاريخ الدعوة السلفية في الجزائر ـ مفرغ ـ) منتديات الإبانة.
    ([8]) (الإخوان الْمسلمون أحداث صنعت التاريخ ، ج1/ ص 402) محمود عبد الحليم الطبعة الرابعة.
    ([9]) (نائب رئيس حركة مجتمع السلم المكلف بالدعوة والثقافة والتربية عن تيار الإخوان المسلمين في الجزائر) في حوار مع صحيفة الخبر الأسبـوعي، العدد 374 بتاريخ 29 أبريل 2006م.
    ([10]) (يا شيخ فركوس هذه رسالة حقُّها أنْ تطوى وتهجر ص1) الشيخ عبد القادر الجنيد.
    ([11]) (يا شيخ فركوس هذه رسالة حقُّها أنْ تطوى وتهجر ص 3) الشيخ عبد القادر الجنيد.
    ([12]) (في توضيح إشكال معترض على حكم الإنكار العَلَني على ولاة الأمر ) محمد فركوس.
    ([13]) (تفنيدُ شُبُهاتِ المُعتَرِضين على فتوى: «الإنكار العلني ـ بضوابطه ـ على وُلَاة الأمور») الشيخ الدكتور محمد فركوس.
    ([14]) هذا ما ورد في صوتية مسربة لنورالدين يطو، انظر (قناة قسنطينة الدعوية) بعنوان (من المجازر العلمية للجوزرة يطو: التنبيه على خطإ الإمام في الصلاة يستدل به على جواز الإنكار العلني!!) في 08 مارس 2023م.
    ([15]) (قراءة في فتاوى الإنكار العلني) الموضع الأول: ص 13 وما بعدها، الموضع الثاني: ص91، والكتاب أذن بنشره الشيخ السحيمي.
    ([16]) منها: (لِمَاذا نخاف النقد ص 46/47 65 /66)، (سلطان العلماء ص 14 و15 )، (وسائل دفع الغربة ص 151 ).
    ([17]) انظر (مذكِّرات الشيخ عبد اللطيف سلطاني ) نشرتها جريدة الشروق.
    ([18]) (ترجمة العلامة أحمد سحنون الجزائري- روح سارة).
    ([19]) غرَّدَ (ابن إبراهيم) ـ أَحدُ إخواننا من قُدمَاء أَبْنَاء القبَّة ـ في 05 فبراير 2023 م ، فقال (وكان يحضر كذلك لأحمد سحنون الأشعري؛ فهذا شيء معروف عنه عند الإخوة القدماء في القبة، وقد حضر جنازة أحمد سحنون) اهـ، وقد توفي في سنة (2003م).
    ([20]) انظر مقال (الإصلاح وجمعية القيم) للدكتور الهاشمي التيجاني، مجلة (الموافقات العدد الثاني ـ 1993م).
    ([21]) (الْمزدكية أصل الاشتراكية ص 75 ) عبد اللطيف سلطاني.
    ([22]) (الهاشـمي التيجاني ) بقلم: أعمر عشاب، موقع عبد الحميد بن باديس. ( فـي الذكرى الـ 20 لرحيلـــه: دمعة على العالم الموسوعي الرباني، الدكتور الهاشمي التيجاني رئيس “جمعية القيم”).
    ([23]) انظر مقال (الإصلاح وجمعية القيم) للدكتور الهاشمي التيجاني، مجلة (الموافقات العدد الثاني ـ 1993م).
    ([24]) (في مجالِ الإنكارِ العلنيِّ، ومسألةِ اتِّباعِ الأعلمِ) محمد فركوس.
    ([25]) (في توضيح إشكال معترض على حكم الإنكار العَلَني على ولاة الأمر) محمد فركوس.
    ([26]) فايس بوك (محمد بن عمر بازمول) في: 26 نوفمبر 2014م.
    ([27]) (جمعية العلماء المسلمين بعد الاِستقلال، حوار مع الشيخ عبد الرحمن شيبان).
    ([28]) (جمعية العلماء المسلمين الجزائريّين بعد الاستقلال) بقلم: محمّد بومشرة.
    ([29]) جمعية العلماء المسلمين بعد الاِستقلال، حوار مع الشيخ عبد الرحمن شيبان).
    ([30]) (المزدكية أصل الاشتراكية ص 75) عبد اللطيف سلطاني.
    ([31]) (المزدكية أصل الاشتراكية ص 128) عبد اللطيف سلطاني.
    ([32]) (المزدكية أصل الاشتراكية ص 129) عبد اللطيف سلطاني.
    ([33]) (المزدكية أصل الاشتراكية ص 137) عبد اللطيف سلطاني.
    ([34]) وهو الظاهر من تأريخ الْمقدمة، انظر (المزدكية أصل الاشتراكية ص 8) عبد اللطيف سلطاني.
    ([35]) (مذكرات الشيخ عبد اللطيف سلطاني ص 60 حسب ترقيم (البي دي آف)).
    ([36]) ثم سكن مدينة باب الزوار، ثم عاد إلى القبة.
    ([37]) انظر (علي بلحاج نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر) عمر محمد العبسو، انظر موقع أدباء الشام.
    ([38]) حساب فيس بوك (أبو الأشبال أيوب الشلفي) في 30 يناير 2023م.
    ([39]) تويتر (ابن إبراهيم) في : 25 سبتَمبر 2022م.
    ([40]) (لَمحات من سيرة سلطان الدعاة الشيخ عبد اللطيف سلطاني رحمه الله) بقلم: مهدي جيدال.
    ([41]) (الإخوان المسلمون في الجزائر ولعبة التُقْيَة السياسية) د. محمد فريد عزِّي.
    ([42]) (الإخوان في الجزائر .. وتاريخ من محاولات السيطرة على الحكم (1 - 3)) حسام الحداد وهند الضوي.
    ([43]) لأنَّ الطالب يتخرَّج ـ غالبا ـ من الثانويَّة إذا جاوز السَّابعة عشرَ، ومدة الدراسة في كلية الْحقوق ـ على الأقل ـ أربع سنوات، و(بالنَّظر إلى عدم وجود كلِّيَّاتٍ ومعاهدَ في العلوم الشرعية آنذاك واصــــل [فركوس] دراستَه النهائية بكلِّية الْحقوق والعلوم الإدارية)، انظر ترجمة فركُوس على موقعه.
    ([44]) لأنَّ فركوسا عاد من الجامعة الإسلامية في 1982م، والدرجة الأولى ينالها الطالب بعد أربع أو خمس سنين.
    ([45]) تنبيه: يظن الكثير أن جهيمان هو الذي ادعى أنه المهدي، وهذا خطـأ، وإنما المدّعي هو صهر جهيمان.
    ([46]) (سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها 4/558) محمد ناصر الدين الألباني (ت:1420هـ).
    ([47]) مقطع يوتيوب بعنوان (ثبات الشيخ فركوس في فتنة جهيمان ... قصة يحكيها فضيلة الشيخ مصطفى بلغيث).
    ([48]) (تعليق حول حادث المسجد الحرام عام 1400هـ) موقع الإمام ابن باز رحمه الله.
    ([49]) يوتيوب بعنوان (ثبات الشيخ فركوس في فتنة جهيمان ... قصة يحكيها فضيلة الشيخ مصطفى بلغيث).
    ([50]) ستأتيك ـ إن شاء الله ـ الْحلقة السابعة ( العُقْدَةُ النّفْسِيَّةُ، وَمَا ابْتِلِيَ بِهِ فَرْكُوسٍ مِنَ سَرَطَانِ النَّرْجَسَيَّة).
    ([51]) انظر ترجمة محمد فركوس على موقعه.
    ([52]) (مدارك النظر ص 129) عبد الْمَالك رمضاني الْجزائريِّ ـ أصلحه الله ـ (الطبعة الثامنة).
    ([53]) (مدارك النظر ص 159) عبد الْمَالك رمضاني الْجزائريِّ ـ أصلحه الله ـ (الطبعة الثامنة).
    ([54]) (مجمع الأمثال 1/40) أبو الفضل الميداني (المتوفى: 518هـ).
    ([55]) سيأتيك هذا إن شاء الله ـ في الْحلقة 10 (غَدْرُ اللَّئِيمِ، والطَّعْنُ في العلمَاءِ، والكَذِبُ عليهم، والتَّزويرُ الأَثيم).
    ([56]) (سلسلة الأحاديث الضعيفة .... 11/283 رقم 5174) محمد الألباني (ت:1420هـ).
    ([57]) انظر صورة المنشور قناة (تنوير الحوالك) في 29/04/2023م، وانظرها في أسفل المقال.
    ([58]) (آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني ـ صفة الارتباط بين العلماء في القديم ـ 15/417).
    ([59]) وَمِنْهُم مُقَيِّدُ هَذِهِ الْوُرَيْقَاتِ، فقد مر علينا دون أن ننتبه، وقد ذكَرته من مناقب فركُوس في معرض الدفاع عنه في إحدى حلقات (الأيام الزاهرة الحلقة الثالثة ـ الفتن ـ)، فأستغفر الله وأتوب إليه.
    ([60]) مقطع يوتيوب بعنوان (ثبات الشيخ فركوس في فتنة جهيمان ... قصة يحكيها فضيلة الشيخ مصطفى بلغيث).
    ([61]) صوتية مفرغة (تاريخ الدعوة السلفية في الجزائر ـ مفرغ ـ) منتديات الإبانة.
    ([62]) مقطع يوتيوب بعنوان (ثبات الشيخ فركوس في فتنة جهيمان ... قصة يحكيها فضيلة الشيخ مصطفى بلغيث).
    ([63]) (سلسلة الأحاديث الصحيحة ... 5/278) محمد الألباني (ت:1420هـ).
    ([64]) انظر الحاشية في كتاب (فتنة التكفير ص 104) الشيخ د/ عبد السلام السحيـمي.
    ([65]) انظر الحاشية في كتاب (فتنة التكفير ص 121و 122 و123) الشيخ د/ عبد السلام السحيـمي.
    ([66]) نبه الشيخ عبيد ـ رحمه الله ـ على أنَّ استعمال كلمة (فكر) في حق المنهج السلفي خطأ، راجع يوتيوب (الشيخ عبيد يجيب عن أسئلة منهجية، عند الدقيقة 1 والثانية 24)، كما تعقب ـ أيضا ـ الشيخ عبد السلام السحيـمي يوسف أبا الخيل على كلمة (الفكر التقليدي) انظر (فتنة التكفير ص 121) الشيخ السحيـمي.
    ([67]) انظر الحاشية في كتاب (فتنة التكفير ص 116) الشيخ د/ عبد السلام السحيـمي.
    ([68]) (السرورية فتنة إخوانية ، تتدثر بالطريقة السنية ص5 ـ بتصرف يسير ـ) بقلم د. أحمد بن مبارك المزروعي.
    ([69]) (الْحُدُودُ الفاصلة بين أصول منهج السلف الصالح وأصول القطبية والسرورية ص 63).
    ([70]) (فتنة جهيمان ص2) د/ أيمن هاروش.
    ([71]) وَتَظْهرُ سَذَاجَتُهُ بوضــوح فِي هَذَا الْبَابِ، وهذا مَا حَاوَلَ أَنْ يُثْبَتَهُ رَفِيقُهُ ـ سابقًا ـ نَاصِرٌ الْحَزيِمي في مُذِكَّرتِهِ (أَيَامٌ مَعَ جُهَيْمَانَ )، وَتَرْجَمَ لِهذه الْخَصْلةِ بـ "الْحَاكِمِيَّةُ الْمَلْحَمِيَّةُ فِي فِكْرِ جُهَيْمَانَ ص109 ".
    ([72]) (الإِمَــارَةُ وَالْبَيْعَةُ وَالطَّاعَةُ ص 11 و 12 على ترقيم الرسالة المصورة).
    ([73]) (القطبية هي الفتنة فاعرفوها ص 133) أبي إبراهيم العدناني.
    ([74]) (السّرورية فتنة إخوانية ص8) د/ أحمد الْمزروعي، ومِمَّن قَرَّر هذا الكويتي الْمعتقل "شافي العجمي" في مقطع يوتيوب بعنوان :(شافي العجمي |من هو ولي الأمر !؟).
    ([75]) (القطبية هي الفتنة فاعرفوها ص 134) أبي إبراهيم العدناني.
    ([76]) (فتنة التكفير ص107) الشيخ د/ عبد السلام السحيـمي.
    ([77]) (فتنة التكفير ص107) الشيخ د/ عبد السلام السحيـمي.
    ([78]) هذا ما سمعته منه في إحدى مجالسه، ووجدته فيس بوك (أبو جويرية السلفي) في 07 فبراير2023م.
    ([79]) (في حكم العمل في الضرائب) د/ محمد فركوس.
    ([80]) (الأركان الأربعة ... ص 121) أبو الحسن الندوي تنبيه: هذا الفائدة وجدها أحدها إخواننا جزاه الله خيرا.
    ([81]) مقطع يوتيوب بعنوان: (التحذير من أبو الحسن علي الندوي) الشيخ عبيد الجابري رحمه الله.
    ([82]) فركوس عاد إلى الْجزائر سنة 1982م.
    ([83]) من كلام الأستاذ يوسف أبا الْخيل نقله الشيخ عبد السلام السحيـمي في كتابه: (فتنة التكفير ص 117).
    * * *
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2023-05-23, 01:59 PM.

  • #2
    أحسنت وأبسنت!!
    عندنا مثل عامي يصدق عليك: "صقعت قملته" ومعناه الوقوع على حقيقة الرجل.








    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك
      أصبته في مقتل

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
      يعمل...
      X