إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

طاووس السرورية : صفحات من سيرة ومسيرة فركوس السِّريَّة ، ولَمحات عن خدعته وأحلامه التدميرية ـ فوائد وعبرـ (01)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طاووس السرورية : صفحات من سيرة ومسيرة فركوس السِّريَّة ، ولَمحات عن خدعته وأحلامه التدميرية ـ فوائد وعبرـ (01)

    طَاوُوسُ السُّرُوريَّةِ
    صَفَحَاتٌ مِنْ سِيرَةِ وَمَسِيرَةُ فَرْكُوسٍ السِّريَّة
    ولَمَحَاتٌ عَنْ خُدْعَتِهِ وَأَحْلَامِهِ التَّدْمِيرِيَّةِ


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
    الْحلقة الأولى (01)
    حـمِّلها بصيغة (
    بي دي آف) من الْمرفقات في الأسفل
    ــــــــــــــــــــــــــ

    بسم الله الرّحمن الرّحيم
    الْحَمْدُ للهِ الْخَافِضِ الرَّافِعِ، الْمُعِزِّ الْمُذِلِّ الضَّارِّ النَّافِعِ، الَّذِي أَرْسَلَ الرَّسُولَ الأُمِّيَّ الشَّافِعَ؛ رَحمَةً وَتَتِمَّةً لِمَكارِمِ الأَخْلَاقِ، وَدَعْوَةً إلَى تَوْحِيدِ عِبَادَةِ الْخَلَّاقِ([1])، الْعَلِيمِ بِأَهْلِ الْوِفَاقِ وَالنِّفَاقِ، صَلَّى الله عَلَى الصَّادِقِ الأَمِين، وَعَلى آلهِ وَصَحبِهِ الغُرِّ الْمَيَامِينِ، وَمَنْ تَابَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنينَ، إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ عَلَى الْمُجْرِمِينَ، أَمَّا بَعْدُ:
    فإنَّ اللهَ مَدَحَ نَبِيَّهِ ﷺ بِقَولِهِ: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ ‌خُلُقٍ ‌عَظِيمٖ﴾، وَقَدْ قال ﷺ:«الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ، وَالْفَاجِرُ خَبٌّ لَئِيم»([2])، فَالْمُؤْمِنُ غِرٌّ، أي: يَغُرُّهُ كُلُّ أَحَدٍ وَيَغُرُّهُ كُلُّ شَيْء، وَلَا يَعْرِفُ الشَّرَّ، وَلَيْسَ بِذِي مَكْرٍ، وَلَا فِطْنَةٍ لِلشَّرِّ؛ فَهُوَ يَنْخَدِعُ لِسَلَامَةِ صَدْرِهِ، وَحُسْنِ ظَنِّهِ، وَيَنْخَدِعُ لانقِيَادِهِ وَلِينِهِ ... فَالْمُؤْمِنُ الْمَحْمُودُ مَنْ كَانَ طَبْعُهُ الغَرَارَةَ، وَقِلَّةَ الفِطْنَةِ للشَرِّ، وَتَرْكَ البَحْثِ عَنْهُ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْهُ جَهْلًا، وَالفَاجِـــرُ مِنْ عَادَتِه الْخُبثُ وَالدَّهَاءُ وَالتَّوَغُّلُ فِي مَعْرِفَةِ الشَّرِّ... قَالَ بَعضُ العَارِفِينَ ـ رَحِــــمَهُ الله ـ: "كُنْ عُمرِيَّ الفِعلِ"، فإنَّ الْفَارُوقَt يَقُولُ: "مَنْ خَدَعَنَا فِي الله انْخَدَعْنَا لَهُ"([3])؛ وَلَمَّا أَمْضَى مُعَاوِيَةُ t بَيْعَةَ يَزِيدٍ قَالَ يَزِيدٌ: "يَا أَبَتِ، ‌مَا ‌أَدْرِي، أَنَخْدَعُ ‌النَّاسَ، أَمْ يَخْدَعُونَنَا بِمَا يَأْخُذَونَ مِنَّا؟ فَقَالَ: "يَا بُنيَّ مَنْ خَدَعَكَ، فَانْخَدَعْتَ لَهُ، فَقَدْ خَدَعْتَهُ"اهـ([4]).
    فَمِنْ مَكَارِمِ الأَخْلَاقِ أَنْ تَنْخَدِعَ للْمُخادعِ، وَلَا تُفْهِمْهُ أَنَّكَ عَرَفْتَ خِدَاعَهُ، فَإنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ، فَقَدْ وَفَّيْتَ الأَمْرَ حَقَّهُ؛ لأَنَّكَ إِنَّمَا عَامَلْتَ الصِّفَةَ، الَّتِي ظَهَرَ لَكَ فِيهَا وَالإِنْسَانُ إِنَّمَا يُعَامِلُ النَّاسَ لِصِــــفَاتِهِم، لَا لأَعْيَانِهِم([5])، قَال الشَّيْخُ عَبْدُ السَّلَامِ الْبَرْجَسُ ـ رَحِمه الله تَعَالَى ـ: "والْيَوْمَ قَدْ كَثُرَ الْمُنْتَسِبُونَ إِلَى السُّنَّةِ، وَكَثُرَ اللَّابِسُونَ لِلِبَاسِ أَهْلِ السُّنَّةِ، حَتَّى لَمْ يَعُدْ تَمْيِيزُ أَهْلِ السُّنَّةِ الْحَقِيقيِّينَ مِنْ غَيْرِهِم بِالأَمْرِ الْهَيِّنِ"اهـ([6]).
    وقَالَ الشَّيخُ الْمُجَاهِدُ الرَّبيعُ: "يُخْشَى عَلَى الطَّالِبِ أَنْ يُغْتَالَ مِنْ قِبَلَ هَؤُلَاءِ، الَّذِيـــنَ تَظَاهَرُوا بِالْمَنْهَجِ السَّلَفِيِّ، ثُمَّ أَظْـهَرَ اللهُ حَقِيقَتَـهُم، وَكَشَفَ نِيَّاتِهم، هَذَا حَصــلَ في هَذَا الْعَصْـرِ، كَان نَاسٌ ظَاهِرَهُم عَلَى الْمَنْهَجِ السَّلَفِيِّ؛ ثُمَّ جَاءَتْ اللَّيَالِي وَالأَيَّامُ وَالأَحْدَاثُ، فَإِذَا بِهِم يَنْكَشِفُونَ، لَا نَدْرِي - الله أَعْلَمُ- هَلْ أَنَّهُم كَانُوا عَلى حَقٍّ وَقَنَاعَةٍ بِالْمَنْهَج السَّلَفِيِّ، أَوْ كَانُوا مُتَسَتِّرِينَ، فَاللهُ أَعْلَمُ بِحقِيـــــقَةِ حَالِـهِم، هَؤُلَاءِ أَرَى أَنْ يُسْتَغْنَى عَنْهُم، وَلَا يُؤْسَـفُ عَلَيْهِم([7])، وَفِي مَوْضِعٍ آخَـرَ قَالَ: "الكَوثَرِيُّ قَد شَهِدَ لَهُ الْمُعَلِّمِيُّ وَالأَلْبَانِيُّ بِالعِلمِ، وَشَهِدَا عَلَيْهِ بِالتَّحْرِيفِ"اهـ([8]).
    وَالدُّكتُورُ محمد فَرْكُوسٌ (70 عَامًا)، جَزَائِرِيٌّ([9])، زَكَّاهُ عُلَمَــــاءُ كِبَارٌ، لَكِنَّ هَذِه التَّزكِيَّاتِ والأَثْنِيَّةَ لَيْسَتِ شَهَادَةَ ضَمَانٍ إِلَى الْوَفَاةِ، وإنَّمَا هِي خَبرٌ عَنِ حَاضِرِ وَظَاهِرِ الصِّفَاتِ، وَقَدْ آلَتْ تِلْكَ التَّزكيَّاتُ إِلَى الرُّفَاتِ، "فَهَلْ رَأَيْتَ أَهْلَ الْعِلْمِ - الْآنَ- يُزَكُّونَهُ، أَوْ يُثْنُونَ عَلَيْهِ؟! ذَهَبَ إِلَى السَّعُودِيَّةِ، وَلَا أَحَدَ اتَّصَلَ بِهِ، أَوْ بَحَثَ عَنْهُ، الْمُقْتَضَى قَائِمٌ، الْمَعْنِيُّ بِالْأَمْـــرِ مَوْجُودٌ، كَانَتْ فُرْصَةً كَبِيرَةً جِدًّا أَنْ يَتَوَاصَلَ مَعَ الْعُلَمَاءِ، وَيَتَنَاقَشُونَ مَعَهُ؛ وَلَا أَحَدَ بَحَثَ عَنْهُ، تَجَمَّعَ حَوْلَهُ الْقَلِيلُونَ، ثُمَّ أَثَارُوا بِهَا ضَـجَّةً فِي شَبَكَةِ التَّوَاصُل([10]).
    بَلْ قْد عُرِضَتْ عَلَى الشَّيْخِ عَبْدِ الرَّحمَنِ مُحي الدِّينِ ـ رَحـمَهُ اللهُ ـ جُمْلَةٌ مِنِ اِنْحِرَافِاتِ فَرْكُوسٍ، فَتَرَاجَــــعَ عَنْ ثَنَائِهِ قَائِلًا: "اللهُ أكبَرُ ، فِتْنَةٌ يَا بُنيَّ، كنَّا نَحسَبُه عَلَى خَيْرِ، اللهُ الْمُسْتَعَانُ"اهـ([11])، وفي مَوْضِعٍ آخَــــرَ قَالَ: "والله ـ يَا بُنَيَّ ـ إنَّهَا فِتْنَةٌ ضَرَبَتَكُم فِي الْجَزَائِرِ ، وَوَرَاءَهَا أَعْدَاءُ الإِسْلَامِ، لَمَّا رَأَوا السَّلَفِيَّةَ بَدَأَتْ تَظْهَرُ ـ بِحَمْدِ اللهِ ـ عِنْدَكم، وَالآنَ الشَّيْخُ فَرْكُوسٌ ـ هَدَانَا الله وَإيَّاهُ ـ كَانَ فِي عَهْدِهِ الأَوَّلِ عَلَى خَيْرٍ، وَيُفْتِي وَيُوَجِّهُ، وَالآنَ ظَهَرَتْ لَهُ فَتَاوَى شَاذَّةٌ، وَيُصِرُّ عَلَيـْهَا، وَيُجَادِلُ عَنْهَا، وَيُسَـــــوِّغُ لَهَا، وَغَرَّهُ مَا أَعْطَاهُ اللهُ مِنَ الْعِلمِ وَالْفَذْلَكَةِ، وَلَا سِيَّمَا فِي عِلْمِ الأُصُـولِ ، وَمَا عَلِم أَنّ فَوْقَهُ فِي الْعِلْمِ عُلَمَاءَ أَجِلَّاءَ، لَهُم مِنَ التَّوَاضُعِ وَالْحِلْمِ وَالْخُلُقِ الْحَسَنِ أكْثَرَ مِنْهُ بِكَثِير، وَلَوْ تَوَاضَعَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَللدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ الْمُبَارَكَةِ، وَلَقَدْ نُوصِحَ، وَلَمْ يَسْتَجِبْ، بَلْ زَادَ، وَعُلَمَاءُ الْمَمْلَكَةِ ـ بِحَمْدِ اللهِ ـ شَأنُهُم فِي بِلَادِهِم كَبِيرٌ وَمُحْتَرَمُونَ، وَلَايَضُرُّهُم مَا يُدَنْدِنُ بِهِ، وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا أَنْ نَدْعُوَ اللهَ لَهُ أَنْ يَهْدِينَا وَإيّاهُ لِهَدْي نَبِيِّنَا محمد ﷺ، فَإنَّهُ هُوَ قُدْوَتُنَا وَإِمَامُنَا وَهَادِينَا، وَكَـمَا قَالَ الإِمَامُ مَالِكٌ ـ رحمه الله ـ قَوْلَةً مِنْ هَدْيِ النُّبُوَّةِ ( كُلُّ إِنْسَانٍ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُرَدُّ إِلَّا صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ ) فَالشَّيْخُ فَرْكُوسٌ ـ حَتْمًا ـ لَيْسَ بِمَعْصُومٍ، وَعِنْدَهُ أَخْطَاءٌ..."اهـ([12]).
    أمَّا الشَّيْخُ محمد بن رَبيِع فَإنَّه تَرَاجَـعَ قائلا: "الشَّيخُ فَرْكُوسٌ ـ الْيَوْمَ ـ إِذَا قَالَ لَكَ اللَّبَنُ أَبْيَضُ؛ فَلَا تُصَدِّقْهُ([13])، شَيْخٌ يَسْرِقُ، وَيَبْتُرُ، وَيَتَلَاعَبُ بِالْعِبَارَاتِ وَيَكْذِبُ عَلَى الأَئِمَّةِ الثَّلَاثَة، وَيُقَوِّلُهُمْ بِقَـوْلِ الإِنْكَارِ الْعَلَنِيِّ اِفْتَرَاءً، وَفَتَاوَاهُم تَصْرُخُ بِالنَّهْيِ، وَالتَّحْذِيرِ مِنَ الإِنْكَارِ الْعَلَنِيِّ، كَيْفَ تُرِيدُ أَنْ أَثِقَ بِهِ ؟!([14]) الشَّيْخُ الْفَــــوْزَانُ وَالْمُفْتِي وَاللُّحَيْدَانُ ـ قَبْل مَوتِه ـ يَقُومُونَ بِالنَّصِيحَةِ لِوُلاَةِ الأَمْـرِ سِرًّا ... فَلَمْ يُحْدِثُوا فِي الدِّينِ، وَلَمْ يَتَأَثَّرُوا بِأَفْكَارِ سَيِّدٍ قُطْبٍ وَحَسَنِ الْبَنَّا وَعَلِيّ بَلْحَاجٍ مِثْل شَيْخِهم([15])، لَمْ يَتَأَثَّرِ لشَّيْخُ سُلَيْمَانُ] بِالإِخْـــوَانِ وَالسُّرُورِيَّةِ مِثلُ الشَّيْخ فَركُوسٍ([16])، تَعِبْنَا مِنَ الْمَكْـرِ الكُبَّارِ، لَا أُحِبُّ قِرَاءَةَ أَيِّ كَلَامٍ لَهُ أَو سَـمَاعَه "([17])اهـ.
    وقَال الشَّيخُ عليٌ السَّالِمُ الكُوَيْتيُّ: "عَبَّاسٌ مَدَنِي وَعَلِيٌّ بَلحَاجٌ اِغْتَرَّ بِهِم كَثْرةٌ كَاثِرَةٌ وَأُلُوفٌ مُؤَلَّفَةٌ مِنَ الشَّبَابِ الْجَزَائِرِيِّينَ، الْمُتَّبِعِينَ لِلسَّلَفِ؛ كَانَا يَتَظَاهَرَانِ بِاتِّبَاعِ السَّلَفِ وَالْعُلَمَاءِ الْكِبَارِ، ابنِ بَازٍ وَابْنِ عُثيْمين، وَخَاصَّةً الأَلْبَانيَّ، لَكِنّ كَانَ عِنْدَهُم حَنَكٌ وَأَضْغَانٌ دَاخِلِيَّةٌ عَمِيقَةٌ دَفِينَةٌ، وَهَذَا الْهَـوَى أَخَــــذَ بِهِم إِلَى الاِنْحرَافِ عَنِ السُّنَّةِ، عَلَى طَرِيقَةِ الْجَــــمَاعَاتِ السِّيَاسِيَّةِ، فَلَمَّا اِنْضَــــمَّ الْخِدَاعُ وَالتَّلْبِيسُ إِلَى التَّحْــرِيفِ، كَانَت النَّتِيجَةُ هِيَ تِلْكَ الْمُصِيبَةُ الْوَخيـمَةُ، الَّتِي شَهِدَتْـهَا تِلْكَ الْبِلَادُ، قَتْلٌ ، سَفْكُ دِمَاءٍ، اِسْتِبَاحَةُ أَعْرَاضِ النِّسَاءِ الطَّاهِرَاتِ، فَوْضَى عَارِمَــــةٌ، لَا نَظِيرَ لَهَا، وَالْيَومَ وُجِدَ فِي كَلَامِ مَنْ يُظْـهِرُ السُّنَّةَ -كَمَا تَظَاهَرَ أُولَئِكَ - مَنْ تَشْـــهَدُ كِتَابَاتُهُ وَمَا بَيْنَ سُطُورها عَلَى أَنَّ فِي سُوَيدَاءِ قَلْبِهِ الْهَـوَى ذَاتَهُ، وَهُوَ ذَاتُ الْهَــوَى، الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ الْخَوَارِجُ الأَوَّلُونَ ... مَتَى مَا رَأَيْتَ "الشَّيْخَ الْمُفِتِيَ، الدُّكتُورَ" يَحُومُ حَوْلَ « الفَتَاوَى السِّيَاسِيَّةِ »، الَّتِي تَضْربُ بِأُصُولِ السّنَّةِ، خَاصَّةً فِي بَابِ «السَّــــمَعِ وَالطَّاعَةِ لِلْأَئِمَّةِ »، فَأَمْسِكْ عَنْهُ، وَاعْلَم أَنَّ الفِرَارَ بِدِينِكِ مِنْهُ أَسْلَمُ لَكَ وَلأَهْلِكِ"اهـ([18]).
    وقَالَ الشَّيْخُ سُلَيْمَانُ الرُّحَيْلي:" لَا أُوَافِقُ الشَّيْخَ فَرْكُوسًا فِي فَتَاوَاه السِّيَاسِيَّةِ الأَخِيرَةِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِبَعْضِ فَتَاوَيه حَـوْلَ الْجَيْشِ وَالْعَسْكَرِ وَغَيْرِهَا، وَأَخُصُّ فَتَوَى الإِنْكَارِالْعَلَنِيِّ عَلى وُلَاةِ الأُمُـــــورِ، وَأَدْعُوهُ إِلَى الْعَوْدَة الصَّريحَةِ عَنْهَا، وَقَفْلِ بَابِ الْفِتْنَةِ، وَلَاسِيَّمَا وَقَدْ رَأَى آثارَهَا السَّيِّئَةَ عَلَى الشَّبَابِ، وَسُـمْعَةِ الدَّعْوةِ السَّلَفِيَّة فِي الْجَزَائِرِ"اهـ([19]).
    وَمَنِ اِسْتَصْحَبَ تِلْكَ التَّزكِيَّاتِ القَدِيـمَةَ؛ فَلْيَسْتَصْحِبْ قَوْلَ فَرْكُوسٍ: "لقد اِطَّلَعْتَ عَلَى الرِّسَالَةِ الْمُتَضَمِّنَةِ لِـ(الْمَسْأَلَةِ الْخَلَافِيَّةِ فِي الصَّلَاةِ خَلَفَ الْمَالِكِيَّة)، الَّتِي حَقَّقَهَا الشَّيْخُ الأُصُولِيُّ الفَقِيهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ الْمَجِيدِ جُمُعَةُ "اهـ، لأنَّ النَّاطِقِ الرَّسْمِيِّ بِاسْمِ فَرْكُوسٍ قَال: "سِيرَةُ الشَّيْخِ ـ ... ـ شَاهِدَةٌ بِأَنَّهُ لَا يُزَكِّي أَيًّا كَانَ، وَلَا يُثْنِي جُـــزَافًا، بِلَا كَيْلٍ، وَلاَ خُطَامٍ، وَإِنَّمَا طَرِيقَتُهُ أَنْ يَكُـونَ عَوْنًا لِمَنْ يَبْذُلُ وَقْتَهُ فِي الطَّلَبِ، وَيُعْرَفُ عَنْهُ التَّفَانِي فِي التَّحْصِيلِ، وَلَهُ سِيرَةٌ حَسَنَةٌ تَزْخَرُ بِالْمَوَاقِفِ الصَّحيِحَةِ مَعَ الْحَقِّ" اهـ([20]).
    وَسُئِلَ هذَا النَّاطِقُ الرَّسْمِيُّ عَنْ تَحْقيقاتِ الشَّيخِ جُمعةَ، فَقَالَ لِلسَّائِلِ: "وَأَنْتَ تَرَاهَا تَحْقِيقَاتٍ؟! قال السَّائلُ: لا، فَقَالَ النَّاطِقُ الرَّسْـمِيُّ: "فَقَدْ أَجَبْتَ نَفْسَكَ"اهـ([21])، فَعَادَ بِالطَّعْنِ ـ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ ـ عَلَى كَلامِــــهِ وَكَلَامِ شَيْخِهِ فَرْكُـوسٍ، ثمَّ إنَّ إِدَارَةَ مَوْقِعِهِ حَذَفَتْ ـ سِرًّا ـ تَقْرِيظَاتِهِ لِمَا كَتَبَهُ الشَّيخُ جُمُعَةُ؛ فَعَادُوا بِالطَّعْنِ عَلى النَّاطِقِ الرَّسْمِيِّ ولَيْسَ ‌«الْحَذْفُ السِّريُّ» بِأَوَّلِ ‌بَرَكَةِ آلِ فَرْكُوسٍ، لكنَّ لِسَانَ حَالِ مَنْ تَتَبَّعَ اِنْحِرَافَاتِهِم:
    تَكَاثَرَتِ ‌الظِّبَاءُ ‌عَلَى ‌خِرَاشٍ ::::: فَمَا يَدْرِي خِرَاش مَا يَصِيدُ.
    إنَّهَا ـ الآنَ ـ سُرُوريَّةٌ وَاضِحَةٌ، وَالشَّوَاهِدُ تَتَوَالَى فَاضِحَةً، لَكِنّ مَا أَوْسَعَ جَبِينَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَتَكّلفونُ لِفَرْكُوسٍ أَعْذَارًا مَاسِحةً، ومَخَارجَ سَامِحَةً! كَقَوْلِهِم: لِمَاذَا لَمْ يُحَذِّرِ الشَّيْخُ فُلانٌ مِنْهُ؟! قُلْتُ: وَلِمَاذَا لَا يُدَافِــعُ عَنْهُ، كَـمَا دَافَعَ عَنه بِالأمْسِ؟! فَلَمْ يَبْقَ سِوَى أنَّهُ سَكَتَ لِعِلَّةٍ وحِكْـمةٍ ، قَالَ الشَّيْخُ عُبَيْدٌ الْجَابِرِيُّ ـ رَحِمه الله ـ: "عَلَى الدَّاعِيَّةِ البَصِيرِ أَنْ يَنظُرَ فِي الْمَصَالِــــحِ وَالْمَفَاسِدِ، فَإذَا كَانَ أَهلُ بَلَدٍ استَحكَم فِيـهِم حُبُّ إنسَانٍ بِأَن يَكُونَ إِمَامَهُم، وَلَا عَرَفُوا التَّدَيُّنَ إِلَّا مِنْ قِبَلِهِ، وَهُوَ يَرَاهُ مُبتَدِعًا ضَالاً؛ فَلَا يَتَكَلَّمُ فِيهِ بِشَيْءٍ، لَا يَتَكَلَّمُ فِيهِ بِشَيءٍ، يُحَبِّبُ إِلَيهم السُّنَّةَ وَأَهْلَهَا، وَيُحَذِّرُ مِنَ البِدَعِ عَلَى سَبِيلِ الإجْمَالِ، كَذَا بِدَعَةٌ، كَذَا بِدْعَةٌ، كَذَا بِدْعَةٌ، وَهَكَذَا؛ حَتَى يَحْسُنَ الدُّخُولُ إِلَى نُفُوسِهِم، وَتَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ قُلُوبُهُم، هُنَاكَ يُبَيِّنُ لَهُم"اهـ([22]).
    وَقَالَ الشَّيْخُ ربيعٌ: "إنَّ العُلَمَـــاءَ الفُقَهَاءَ النَّاصِـحِينَ قَدْ يَسكتُونَ عَنْ أَشْخَاصٍ وَأَشْيَاءَ مُرَاعَاةً مِنهُم لِلمَصَالِحِ وَالْمَفَاسِدِ، فَقَد يَتَرَتَّبُ عَلى الكَلَامِ فِي شَخْصٍ مَفَاسِدُ أَعْظَمُ بِكَثِيرٍ مِنْ مَفْسَدَةِ السُّكُوتِ عَنْه، فَقَدْ سَكَتَ رَسُولُ الله ﷺ- عَن ذِكْرِ أَسمَاءِ الْمُنَافِقِينَ، وَلَمْ يُـخِبِرْ بِأَسمَائِهِم، أَوْ بَعْضِهَا إِلَّا حُذَيفَةَ، وَمَتَى كَانَ يَصْعَدُ عَلَى الْمِنبَرِ وَيَقُول: فُلَانٌ مُنَافِقٌ، وَفُلَانٌ مُنَافِقٌ؟! كُلُّ ذَلِكَ مُرَاعَاةً مِنْهُ لِلمَصَالِحِ وَالْمَفَاسِدِ، وَكَانَ قَتَلَةُ عُثْمَانَ فِي جَيشِ عَلِيٍّ -رَضِيَ الله عَنْهُ-، وَمَا طَعَنَ كِبَارُ الصّحَابَةُ البَاقِينَ فِي عَلِيّ - رَضِيَ الله عَنْهُم ـ، وَلَا أَحَدٌ مِن عُقَلَاءِ التَّابِعِينَ، وَمَا كَانُوا يَركُضُونَ بِالتَّشْهِيرِ بِعَلِيِّ، وَالأَحكَامُ عَلَى هَؤُلَاءِ القَتَلَةِ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنهُم إِعذَارٌ وَإنصَافٌ لِعَلِيٍّ t؛ لأَنَّهُ لَو أَخْرَجَهُم مِنْ جَيْشِهِ، أَو عَاقَبَهُم لَتَرَتَّبَ عَلَى ذَلِكَ مَفَاسِدُ عَظيـمَةٌ ...، وَهَذَا ابنُ تَيْميَّة وَتِلمِيـذُهُ ابنُ القَيّم: لِمَاذَا لَم يُبَيِّنَا عَقِيدَةَ النَّوَوِيِّ وَغَيْرِهِ، وَأَئِمَّةُ الدَّعْوَة لَمْ يُبَيِّنُوا عَقِيدةَ النَّوَوِيِّ وَابنِ حجَرْ وَالقَسْطَلَانِيِّ وَالبَيْهِقِيِّ وَالسُّيُوطِيّ وَغَيْرِهم؟ فَلَا تَظُنَّ أَنَّ كُلَّ تَصْرِيحٍ نَصِيحَةٌ، وَلَا كُلَّ سُكُوتٍ غِشٌّ لِلإسْلَامِ، وَالْمُسْلِمِينِ"اهـ([23]).
    فَإذنْ: فَرْكُوسٌ مِمَّنِ انْخَدَعَ بِهِ السَّلَفِيُّونَ، وَأَسْرَفُوا ـ اِحْتِرَامًا لهُ وَدِفَاعًا عَنْهُ ـ الأَثْنِيَةَ وَحُسْــنَ الظُّنُونِ، وَأَدْبَرَتْ ـ عَلَى تَسَتُّرِهِ ـ السِّنُونَ؛ حتَّى فَضَحَتْ فَلْتَاتُ لِسَانِهِ سِـــرَّهُ الْمَكْنُونَ، وَأَفْرَجَتْ عَنْ مُخَطَّطِهِ الْمَجْنُونِ، وأَظْهَرَتْ أنَّه يُجَــــدِّدُ مَا سَلَكَهُ ـ مِنْ قَبْلُ ـ أُولَئِكَ السُّرُورُيُّونَ الْخدَّاعُونَ، وَيفْتَرِي بَعْدَمَا انْقَضَى مِنْ عُمُرِهِ السَّبْعُونَ، وَيَرْضَى ـ زَعَمًا يَقُولُ ـ بِالطُّعُونِ([24])، ويُقِرُّ مَا يُرَدِّدُهُ الْغُلاةُ الْمُتَنَطِّعُونَ .
    وقَدْ نَبَّهَ الشَّيخُ محمد بن رَبِيعٍ فركُوسًا قُبَيْلَ([25])أَنْ يَرَى بَيَانُهُ النُّورَ، ثمَّ صَار في الأَنْتَرنَت يَدُورُ، وَاعْتَرفَ بِنسَبِهِ إِلَيْه فَركُوسٌ الْمَغْرُورُ، وَلَمَّا بَلَغَ شيُوخَنا اِعتْلَى حُسْــنُ الظَنِّ بِهِ سَيِّدًا طَاغِيًا، وَاعْتَقَدُوا التَّحْرِيشَ أَصْلا بَاغِيًا، إِلَى أَنْ أَمْسَى حُسْـنُ الظَنّ ـ مَعَ الأَيَّامِ ـ أَمَلا لَاغِيًا؛ حَيْثُ ظَهَرَ أنَّهُ ـ فِعْلاـ حَقُودٌ مَهْوُوسٌ([26])، وَأنَّهُ سُرُورِيٌّ مَدْسُوسٌ ، وَيُتَرجِمُ عَنْ مَشْرُوعٍ مَدْرُوسٍ، وظَهرَ أنّهُ يُحَزَّبُ حَـوْلَهُ الضُّعَفَاءَ والْغِلْمَانِ([27])، وَزَعَمَ أنَّه "يَعمَلُ وَحْدَهُ مِنْ زَمَانٍ([28])، وَأَنَّ مَعَهُ الأَدِلَّةَ بِالأَطْنَانِ"([29])، وأنَّه مُجْتَهِدٌ كَالشَّيْخِ الْفَوْزَانِ([30]).
    إنَّها نَرْجَسِيَّةٌ حَسَّاسَةٌ ، وَهَوَسٌ بالرِّيَاسَةِ ، وَفَتَاوَى تَدُورُ في فَلَكِ السِّيَاسَةِ، وَمِنْ شِدَّةِ وَطْأَةِ هَذِهِ النَّرْجَسِيَّةِ أَتَى بِمَكْرٍ كُبَّارٍ([31])، وَطَعَنَ في عُلَمَاءٍ كِبَارٍ([32])، وَجَعَلَ شَخْصَهُ مَحَلَّ اِخْتِبَارٍ([33])، وَصَيَّرَ مُرِيدِيهِ حَقْلَ تَجْرِبَةٍ وَاِسْتِثْمَار، ولو تَرَتَّبَتْ فُرْقَةٌ وَدَمَارٌ، وَجَزَى شُيُوخَنَا جَزَاءَ سِنِمَارٍ([34])، وَجَاءَ ـ من أَجْلِ إسْقَاطِهم ـ بِقَرْنَيْ حِمَار([35])، وإنَّ ‌وَرَاءَ ‌الأكَمَةِ مَا وَرَاءَهَا([36])مِنْ أَسْرَارِ وَخِمَارٍ([37])، وَمِنْ إِصْرَارٍ وَفِرَارٍ ، وَتَجْنِيدٍ ضَعَفَةٍ وَأَغْمَارٍ، مِنْ أَشْبَاهِ كَرْبُوزٍ وَالشَّلْفيِّ وَمَنْصُوري وَأَبِي الصَّقْرِ وَيَطُّو الْمَجَزْرَةِ، الّذين تَدَفَّقَتْ عَوَاطِفُهم عَواطِفَ الْجَزْأَرَةِ، وَقَدِ اسْتَوْعَبُوا رُمُوزَ شَيْخِهِمِ الْمُشَفَّرَةَ.
    وَلَكِنَّ الْفِتْنَةَ ‌يَفْتَضِـحُ ‌عِنْدَهَا ‌خَلْقٌ ‌كَثِيرٌ([38])، وهَذِهِ الْفِتْنَةُ الأَخِيرَةُ أَظْهَرَتْ مَنْهَجَ فَرْكُوسٍ الْمَدْسُوسَ، وَأَخْرَجَتِ الْمَدْسُوسِينَ الَّذِينَ كَانُوا فِي زَمَنِ الصَّعَافِقَةِ الْأُوَل([39])، وكانَ أَقوَى وَقَتٍ فِي خُرُوجِ السُّروريِّينَ، وَأكثَر الأَحْـوال الْكاشفة لَهُم: حَالَ الفِتَنِ([40])؛ لأنَّ الْحارسَ إذَا نَامَ استيقظ اللِّصُّ ، طَبِيعَةٌ لا تَتَحَوَّلُ ، وَصِبْغَةٌ لَا تَحُولُ([41]) والْخُطّةُ الْمُرْتَقَبَةُ ـ وَقْتئذٍ ـ «العُلَمَاءُ سـيَمُوتُونَ ، وَنَحْنُ الوَارِثُونَ»([42]).
    كَـمْ تَوَارَى وَاحْتَاطَ ؟! لَكنَّ الْفِتنَةَ اخْتَصَرَتُهُ فِي (ثَلاَثةِ نِقَاطٍ)([43])، فَهَلِ السَّلفيُّونَ دُعَاةُ فِتْنَةٍ وَاسْقَاطٍ، وَسُعَاةُ تَرَصُّدٍ واِلْتِقَاطٍ؟! قَالَ سُفْيَانُ (ت:161هـ): "تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ ‌مِنْ ‌فِتْنَةِ ‌الْعَالِمِ ‌الْفَاجِــرِ، وَالْعَابِدِ الْجَاهِلِ، فَإِنَّ فِتْنَتَهُمْا فِتْنَةٌ لِكُلِّ مَفْتُونٍ"اهـ([44])، وفي مَوْضِعٍ آخَرَ قَالَ: "لَمَّا اسْتَعْمَلَ الرُّوَاةُ الْكَذِبَ: ‌اسْتَعْمَلْنَا ‌لَهُمُ ‌التَّأْرِيخَ"اهـ([45])، وَسَبِيلُ فَسَادِ النَّاشِئَةِ هُو اِعتِيَادُهُم أَنْ يَقتَنِعُوا بِغَيْرِ دَلِيــلٍ مِنَ العَقْلِ، وَأَنْ يَقْتَنِعُوا بِالتَّسْليم لِمنْ يَظُنُّونَ بِهِ الْخَيْرَ ؛ فَيُنَزِّلُونُهُ مِن أنفُسُهِم وَمِنْ عُقُولِهِم مَنْزِلَةِ (الْحُـــجَّةِ، وَالبُرهَانِ وَالدَّلِيلِ)([46])، وَالإصْلَاحُ مَبْدَأً وَفِكْرَةٌ، وَلَيْسَ زَيْدًا وَعَمْرًا([47]).
    هِيَ أَسْرَارٌ مِنَ صَفَحَاتِ التَّارِيخِ ، تَلْطِمُ ـ بإذْنِ اللهِ ـ وُجُوهَ (السُّرُورِية الْجُدُدِ) بِصَفَعَاتٍ كقَذَائِف الصَّوَاريِخ؛ وَتُقَارِعُ مَا زَوَّرَهُ شَيْخُهُم السُّرُوريُّ فِي شَهَادَتِهِ للتَّارِيخ([48])، وَما أظْـهَرَهُ فِيهَا مَنَ النَّرْجَسِيَّةِ وَالطَّعْنِ وَالتَّوبيخِ، فَانْقَلَبَ عَلَيْهِ سِـحْرُهُ، وَقُلِّبَ سِفْرُهُ، وَهُتِكَ ـ وَلَا شَـمَاتَةَ ـ سِتْرُهُ، واسْتْيقَظَ سِرُّهُ، لأَنَّهُ "لَم يُعْرَفُ قَطٌّ فِي بَنِي آدَمَ أنّهُ اشْتَبَهَ صَادِقٌ بِكَاذِبٍ إلاَّ مُدَّةً قَلِيلةً، ثُمَّ يَظْهْرُ الأَمْرُ([49])، ومَنْ يَحْتَرِفْ زُخْـــرُفَ القَوْلِ، فَهُوَ أَخُو السَّاحِرِ، وَلَا يُفُلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى"([50]).
    هِيَ صَفَحَاتٌ جَمَعْتُهَا فِي هَذِه الْوُرَيْقَاتِ، ثم رَتَّبْتُهَا فِي بِضْعِ حَلَقَاتٍ، ثمَّ قَسَّمْتْهَا ـ بِقَدْرَ الْوُسْعِ والزَّمَنِ ـ عَلَى ثَلَاثَةِ فُصُولٍ وَعَشْرَةِ مَبَاحِثَ مُنَسَّقَاتٍ، لأنَّ مَشْرُوعَ فَرْكُوسٍ "دُبِّرَ لَهُ بِلَيْلٍ، وَهَذَا قَبْلَ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ([51])، رَكَّـزَ فَرْكُوسٌ فِي تَمْرِيرِهِ عَلَى ثَلَاثِ مَرَاحِلَ:
    الْمَرْحَلَةُ الْأُولَى: بُلُوغُ الشُّهْرَةِ الْعَالَمِيَّةِ وَالْبُرُوزُ؛ حَتَّى إِذَا قَالَ قَوْلاً، يُتَّبَعُ فِي ذَلِكَ، وَقَدْ نَجَحَ فِي هَذِهِ مَعَ أَتْبَاعِهِ وَمُقَدِّسِيه.
    وَالْمَرْحَــــلَةُ اَلثَّانِيَةُ: تَجْنِيدُ أَعْوَانٍ، وَمُنَاصِرِينَ لَهُ، وَلِهَذَا الْمَنْهَجِ الْجَدِيدِ، وَقَدْ نَـجَحَ فِي هَذَا، فَإِنَّ لَهُ مُقَدِّسةً فَاقُوا الشِّيعَةَ وَالنَّقَشَبَنْدِيَّةَ فِي التَّقْدِيسِ.
    والْمَرْحَلَةُ اَلثَّالِثَةُ: إِزَاحَةُ وَإِسْقَاطُ كُلِّ مَنْ سَيَكُونُ عَائِقًا فِي الطَّرِيقِ لِهَذَا الْمَشْرُوعِ، مِنْ أَمْثَالِ الشَّيْخِ جُمْعَةَ، وَالشَّيْخِ أَزْهَر، وَالشَّيْخِ حَسَن، وَهَذِهِ هِيَ الْمَرْحَلَةُ وَالنُّقْطَةُ اَلثَّالِثَةُ التِي ظَهَرَتْ عَكْسَ مَا كَانَ يَتَوَقَّعُ الدُّكْتُورُ ([52])، فَلِهَذَا اِنْتَظمَ البَحْثُ هَكَذَا:
    • مُقَدِّمَةٌ وَتَمْهِيدٌ.
    • الْفَصْلُ الأَوَّلُ: نَفْضُ الْغُبَارِ، عَنْ أَهَمِّ مَا وَرَدَ في صَفَحَاتِ الإخْـوَانِ وفَرْكُوسٍ مَنْ خَبَايَا وَأَخْبَارِ، وَتَحْتَهُ ثَلَاثُ مَبَاحِثَ: 1- الْمَبْحَثُ الأَوَّل: تَنْبِيهُ الزَّمَــــانِ، عَلَى أَنَّ فَرْكُوسًا نَشَأَ عَلَى اِعْتِزَالِ عُلَمَاءِ الرَّحْـمَنِ وفُتِنَ بِالْخَارِجِيِّ جُهَيْمَانَ. 2- الْمَبْحَثُ الثَّانِي: أَقْوَى الْحُصُونِ، الَّتِي تَسَتَّرَ من خَلْفِهَا فَرْكُوسٌ عَن الْعُيُونِ. 3- الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ: القَرَائِنُ الْوَفِيَّةُ: على تَسَلَّلِ فَرْكُوسٍ إلى السَّلَفِيَّةِ، وَتَغَلْغُلِ جُذُورِ تأكُّلِهِ الْخَفِيَّة.
    • الْفَصْـــــلُ الثَّانِي: الإِمْلَاقُ، وَلَمَحَاتٌ مِن اِفْتِقَارِ فَرُكُوسٍ إلَى الأَدَبِ وَصِدْقِ الأَخْلَاقِ وَتَحْتَهُ أَرْبَعَةُ مَبَاحِثَ: 1- الْمَبْحَثُ الأَوَّل: ظُلْمَةُ الاِنْتِكَاسَةِ، وَمَعَالِمُ لَهَثِ فَرْكُوسٍ نَحْوَ الْعَالَمِيَّة وَالرِّيَاسَةِ. 2- الْمَبْحَثُ الثَّانِي: مَصْرَعُ الطَّاوُوسِ، وَمَظَاهِرُ الْعُجْبِ بالنُّفُوس، وَالدَّعْــــــــوَةِ إِلَى التَّقْلِيدِ عِنْدَ فَرْكُوسٍ. 3 - الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ: العُقْدَةُ النّفْسِيَّةُ، وَمَا ابْتِلِيَ بِهِ فَرْكُوسٌ مِنَ سَرَطَانِ النَّرْجَسَيَّة 4 - الْمَبْحَثُ الرَّابعُ: مَرْتَعُ الْمَنْكُوسِ، وَمَصْرعُ قَرْنَيْ حِمَار حَاجَاتِ فَركُوسٍ [تِسْعُونَ (90) كِذْبَةً منْ «شَهَادَةٍ لِلتَّارِيخ» وَغَيْرِهَا].
    • الْفَصْلُ الثّالِثُ: خُطُوَاتُ التَّعْبِيدِ، وَدَعَوَاتُ التَّجْنِيدِ، وَتَحْتَهُ ثَلَاثُ مَبَاحِثَ: 1- الْمَبْحَثُ الأَوَّل: الْمَكْرُ الكُبَّارُ: عَزْلُ الشَّبَابِ عَنِ الْعُلَمَاء والْكِبَارِ. 2- الْمَبْحَثُ الثَّانِي: خُطُـــــوَاتُ الشَّيْطَانِ: عَزْلُ الشَّبَابِ عَنِ الأَوْطَانِ، وَحَمْلُهُ عَلَى بُغْضِ السُّلْطَانَ. 3- الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ: تَمَامُ الْخِطَّةِ وَالْوَرْطَــــــةِ: عَزْلُ الشَّبَابِ ـ شُعُورِيًاـ عَن الْمُجْتَمَعِ وَالْجَيْشِ والدَّرَكِ وَالشُّرْطَةِ.
    • الْخَاتِمَةُ: خُلاصَةٌ تَوْصِيَاتٌ.
    (دَواَفِعُ الْبَحْثِ)
    فَقَدْ سَبَقَ أَنْ وَثَّقْتُ ـ بِفَضْلِ اللهِ ـ «الشَّوَاهِدَ الضَّرُورِيَّةَ، عَلَى تَقَاطُعِ فَرْكُوس وَمُقَدِّسِيهِ مَعَ القُطْبِيَّةِ السُّرُورِيَّةِ، وَتَوَافُقِهِم فِي ضَوَابِطِ وَقُيُودِ بِدْعَةِ (الإِنْكَارِ) الْحَــــرُورِيَّة»؛ لأنَّهُ "لاَ يَجُــوزُ اتِّهَامُ النَّاسِ بِالْفِتْنَةِ، إلَّا بِمُسْتَنَدٍ يُصَدِّقُ الاِتِّهَامَ([53])، وَلأَنَّ فَرْكُوسًا ـ عِنْدَ مُرِيدِيه ـ مُجــــدِّدٌ إمَامٌ، فَلِهَذَا أَرْدَفْتُ هَذَا (التَّوْثِيقَ والإتْمَامَ)؛ مُنْتَخِبًا ـ وَلَوْ عَرَضًا([54])ـ مَا يَرْسُــــم مَسَارَ طُلُوعِ قَرْنِ الْخَوَارِجِ عَلَى الإِمَام؛ لِأَنَّ بَعْضَهم ـ مِنْ فَرْطِ حَيْطَتهِ وَذَكائِهِ ـ لَا يُصدِّقُ إلا إذَا سَـمِعَ صُرَاخَ فركُوس في الإعلام: "اخْرُجُوا، وامْضُـوا إِلَى الأَمَامِ"، وكأنَّهم سَــــمِعُوا الصَّيادَ يَصْطَادُ بِقَوْلِه: (ادْخُلُوا القَفَصَ أَيُّهَا الْحَمَامُ).
    (التَّوثِيقُ والاِسْتِشْهَادُ)
    أَوَّلاً: تَوْثِيقُ الأَحْدَاثِ وَالأَقَوَالِ، قَالَ الشَّيخُ ربِيعٌ: "وَفِي هَذَا العَصْرِ سَادَ الكَذِبُ وَسَادَتِ الإشَاعَاتُ الكَاذِبَةُ، فَعَلَيْنَا - وَنَحنُ أَهلُ السُّنَّةِ- أَنْ نَتَمَسَّكَ بِالْحَقِّ، وَأَنْ نَتَمَسَّكَ بِالصِّدْق، وَأَنْ نَعَضَّ عَلى ذَلِكَ بِالنَّوَاجِذِ([55])، نَحْنُ في عَصْرٍ ـ يَا أَخِي ـ إِذَا جِئْتَ تَتَكَلَّمُ فيِ الهَـوَاءِ ( قَالُوا وَقَالُوا)، لَم يَقبَلُوا كَلَامَكَ، كَيفَ هَذا؟ يُطَالِبُونَ بِتَوثِيقِ الأَقوَالِ، وَنِسبتِهَا إِلَى الكُتُبِ بِالْجُزءِ وَالصَّفْحَةِ، فَالنَّاسُ أَلِفُوا هَذَا؛ فَأَصبَحَ عُرفًا، وَأَمَّا (قَالُوا وَقَالُوا ) دُونَ أَنْ يُسَمِّيَ، فَأَصبَحَ لَا يُجدي، أَوَّلاً لَا يَـهتَدُونَ إِلَى هَذَا القَائِلِ، وَقَدْ يَشُكُّونَ فِي صِدقِكَ، وَيَقُولُونَ: (هَذَا يَتَكَلَّم فِي الهَوَاء)"اهـ([56]).
    ثَانيًا: مَا شَاعَ وَذَاعَ وَتَوَاتَرَ وَلَم يُنْكره فركُوس وأنصاره يُسْتَثْنَى مِنَ التَّوْثِيقِ، وَقَدْ أَعْزُو قَوْلًا أَوْ حَدَثًا إِلَى غَيْر مَحلِّهِ نِسْيَانًا، أو سَهْوًا([57])، وَاللهُ شَهيدٌ عَلى أنَّني لَا أَتَعَمَّدُ الكَذِبَ عَلَى أَحَدٍ، وَأَحْرِصُ حِرْصًا عَلَى عُلُوِّ السَّنَدِ.
    ثَالثا: لا أَعْتَمِدُ عَلَى شَهَادَاتِ شُيُوخِنَا؛ لأنَّهم خُصُومٌ في نظَرِ الْمُنْصِفِينَ.
    رَابِعًا: قَدْ أسْتَشْـــهِدُ بشُيُوخِنَا إذا تَعَلَّقَتْ بِأَحْدَاثٍ قَبْلَ هَذِه الْفِتْنَةِ، أَوْ مِنْ بَاب الضّعيف الَّذِي يتَقَوَّى بغَيْرهِ، أو مِنْ بَابِ حِفظِ التَّارِيـخِ.
    خامسًا: جَمعت أهمَّ الْمَناشِيَر الواردَة فِي الْحلقَةِ، ثمّ جَعْلِهَا في آخرِ الْمقال؛ لأنَّ القَارِئَ قَدْ لَا يَصِلُ إِلَيْهَا، كأنْ تُحْذَفَ، أوْ يُغْلَقُ الْحِسَابُ.
    سادسا: قَالَ ابنُ تَيْمِيَّةَ (ت: 728هـ): "وَأَقْوَالُ الْخَـوَارِجِ إنَّمَا ‌عَرَفْنَاهَا ‌مِنْ ‌نَقْلِ ‌النَّاسِ عَنْهُمْ، لَمْ نَقِفْ لَهُمْ عَلَى كِتَابٍ مُصَنَّفٍ، كَـمَا وَقَفْنَا عَلَى كُتُبِ الْمُعْتَزِلَةِ، وَالرَّافِضَةِ وَالزَّيْدِيَّةِ، وَالْكَرَامِيَّةِ، وَالْأَشْعَرِيَّةِ، والسَّالِمِيَّة، وَأَهْلِ الْمَذَاهِبِ الْأَرْبَعَةِ، وَالظَّاهِرِيَّةِ وَمَذَاهِبِ أَهْلِ الْحَدِيثِ، وَالْفَلَاسِفَةِ، وَالصُّوفِيَّةِ، وَنَحْوِ هَؤُلَاءِ"اهـ([58]).
    سابعا: الأَصْلُ والْوَاجِبُ أَنْ أُؤَرِّخَ الأَحْـدَاثَ بِالتَّقْويمِ الْهْجِرِيِّ، لَكنَّ الكَثِيرَ مِنْهَا وَجَدتهَا بالتَّقويم ِالْمِيلادِي، وَمِن جِـهَةٍ أُخْـــرَى: فإنّنا ابْتِلِينَا بِه فِي الْجَزَائِرِ، فَأيُّ مُعَامَلَةٍ أَوْ مَوْعِدٍ تُقَيَّدُ بِهِ، فَلِهَذَا اعْتَمَدتُه؛ حِرْصًا على سُـهُولَة تَصَوُّرِ الأَحْـدَاثِ.
    ثامنا: لا يُشْكَلُ مِنَ النَّصِّ إلَّا مَا أَشْكَلَ([59])، لَكَنَّنِي خالَفتُ هَذَا؛ لِحَاجَــــةٍ في نَفْسِي، وَلَا تَتَعَلَّقُ بِطَبِيعَةِ البَحْثِ.
    وَإِنْ تَجِدْ عَيْبًا فَسُدَّ الْخَلَلَا :::: فَجَلَّ مَنْ لاَ عَيْبَ فِيهِ وَعَلاَ([60])
    تاسعا: هَذَا الْبَحْثُ وَنَحْوهُ نَاســـــخٌ لِكُـلِّ مَا سَطَّرْتُهُ مِنْ قَبْلُ؛ دِفَاعًا عَنَ فَرْكُوسٍ ، وَثَنَاءً عَلَيْهِ، لَكِنَّ جُبَنَاءَ يَرَوْنَ هَذَا التَّغَيُّرَ تَلَوُّنًا، فَسُبحَانَ الله! لَقَدْ نَسِيَ هَؤُلاءَ الْجُبَنَاءُ أَنَّهم كَانُوا يُثنُونَ عَلَى الشَّيْخَيْنِ جُـمُعَةَ وَأَزْهَرَ وَغَيْرهمَا، ثمَّ صَارُوا يَطْعَنُونَ فِيهم جِهَارًا، فَهَل بَاؤُهُم ـ فقط ـ تَجُرُّ؟! قَالَ ابن القيِّم ـ رحمه الله ـ في نُونِيَّتِه:
    قُفْلٌ مِنَ «الْجَهْلِ الْمُرَكَّبِ» فَوقَهُ :::: قُفْلُ «التَّعَصُّبِ» كَيْفَ يَنْفَتِحَانِ؟
    عاشرا: هَذَا البَحْثُ لَمْ يَأْتِ رَغْبَةً فِي مَالٍ، أَوْ جَاهٍ، أَوْ طَلَبًا لِشُهْرَةٍ، أَوْ نُصْرَةٍ لِشَيْخٍ مِنْ شُيوخِنَا بِالبَاطِلِ، وَمَنْ أَبَى إِلّا أَنْ يَغُوصَ فِي الصُّدُورِ، وَيُذِيعَ بِأَنَنّي لَئِيمٌ مًتَلَوِّنٌ، وَعَمِيلٌ مُؤَجَّرٌ، فحَسبيَ اللهُ وَنِعمَ الوَكِيل.
    (لِـمَاذَا هَذَا الْعُنْوَان ؟)
    قَالَ الشَّيخ محمد بازمُول: "مِفْتَاحُ شَخْصِيَتِهِم يُفَسِّرُ لَكَ تَصَرُّفَاتِهم، لَا تَسْتَغِرِبْ، إِنَّهُم لَا انْتِمَاءَ لَهُم إِلَى أَوْطَانِهِم([61])، والْحَاصِلُ وَالْمَقْصُـودُ: مِنْ صَفَحاتِ سِيرَةِ وَمَسِيرَةِ فَرْكُوسٍ أنَّه شَذَّ عَنْ عَامَّةِ عُقَلَاءِ السَّلَفِيِّينَ، فَقَدْ ظَهَرَـ وَلَا شَـمَاتَةَ ـ أَنَّه مَاكِـرٌ، مُخَادِعٌ، مُتَشَبِّعٌ بِمَا لَم يُعَطَ، اِسْتِغْلَاليٌّ، لَئِيمٌ، كَذَّابٌ، نَرْجَسيٌّ، طَالِبُ رِيَاسَةٍ، مُتَأَكِّلٌ بِالدَّعْوَةِ، شِبْهُ مُنْعَزِلٍ عَنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ السُّنَّةِ، حَقَودٌ عَلَى حُكَّامِ الْجَزَائِرِ، وَرِجَالِ جَيْشِهَا وَأَمْنِهَا.
    وَمِنْ غَرَائِبِ فِتْنَةِ فَرْكُوسٍ أَنَّ بَعْضَ مُقَدِّسِيهِ تَكَنَّوا بِأَسمَاءِ طُيُورٍ، كَأبي الصَّقْرِ، وَأَبي غُرَابٍ، وأَبِي عُقَابٍ، وَغَيْرِهمَ مِنْ خَفَافِيشِ وَسَائِل التَّوَاصُـلِ، وَلَعَلَّ الطَّاوُوسَ أَقربُ طَائِرٍ يَـحْكي مَنْهَجَ وَخُلقَ فَرْكُوسٍ مِنْ ثلاثة وُجُوهٍ، فَالأَوَّلُ: في قَوْلِ الْعَرَبِ: «أَزْهَى مِنْ طَاوُوسٍ»([62])، وَهُوَ طَائِرٌ مَعْرُوفٌ بَدِيعُ الشَّكْلِ، رَائِقُ الْحُسْنِ، وَفِي طَبْعِهِ - مَعَ ذَلِكَ- الزَّهوُ، وَالْخُيَلاَءُ، وَالإعْجَابُ بِرِيشِهِ([63])؛ فَيَبْدُو، وَكَأَنَّهُ يُعْجَبُ بِنَفْسِهِ، وَبِرِيشِهِ([64]).
    الْوَجْهُ الثَّانِي: فِي أَنَّ الطَّاوُوسَ ـ مَعَ حُسْنِهِ ـ يَغْتَذي الْحَيَّاتِ، ‌وَيَأكلُ ‌السُّمُومَ([65])، أمَّا فَركُوسٌ: فإنَّ اللهَ أتاهُ حُسَنَ الذَّكَاءِ([66])، وَدَرَسَ في بِلادِ التَّوحِيدِ وَالْعُلَمَاءِ، وَعَاصرَ مِنْهُم ثَلَاثَةً مِنَ مُجَدِّدي هَذَا القَرْنِ، ابنَ بازٍ وَابن عُثَيْمين وَالألبَانِيَّ ـ رَحِـمَهُم اللهُ ـ([67])، لَكِنَّهُ كَانَ ضَعِيفَ الصِّلَةِ بِهم؛ لأنَّه اغْتَذَى مِنْ الْحيَّاتِ (الإخْوَانِ الْمُسْلِمِينَ)، وَأَكَلَ ‌سُـمُومَهم.
    غرَّدَ الدّكتُورُ سَعْدٌ السَّبْرُ ـ فِي 09 مارس 2023م: "الْحَذَرَ الْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنَ ثَعَابِينِ الْخُوَّان الإِخْــــــوَانِ ...، الْحَيَّةُ الرَّقْطَاءُ رَجَعَتْ تَبُثُ مِنْ سُـمُومِهَا"اهـ، وقَالَ الشَّيْخُ محمد الْفِيفِي: "أَرَأَيْتُم أَحَـــــدًا اِحْتَوى حَيَّةً؟! لَا يُمْكِنُ أَنْ تَحْتَوِيَ الْحَيَّةَ، لَو أَنْفَقْتَ عَلَيْهَا الدَّهْرَ كُلُّــــهَا سَتَعَضُّكَ يَوْمًا مَا، هِيَ خُلِقَتْ، وَالشَّرُّ فِيـهَا مُتَأَصِّلٌ...، سَيَبْقَى وَلَاؤُهمُ لِلجَمَاعَةِ الأَصْلِيَّةِ"اهـ([68])، وَقَالَ الشَّيخُ سُلَيْمَانُ الرُّحَيْلِيُّ: "حَتَّى لَا تَرْجِعَ الثَّعَابِينُ مَرَّةً أُخَرَى لَابُدَّ أَنْ نُدِيمَ الكَلَامَ عَنْ خَطَرِ الإِخْوَانِ"اهـ([69]).
    الْوَجْـهُ الثَّالثُ: في أَنَّ النّاسَ لاَ يَتَبَرَّكُونَ بِالطَّاوُوسِ، وَيَكْرَهُونَ كَونَهُ فِي دُورِهِم([70])، وَيُذْبَحُ مِنْ أَجْلِ رِيشِهِ([71])، وَقِيلَ: «ثَمْرَةُ الْعُجْبِ الْمَقْتُ»، أي: مَنْ أُعْجِبَ بِنَفْسِهِ مَقَتَهُ النَّاسُ([72])، وَكَانَ فرْكُوسٌ عَزيزًا، وَكَانَ رَقْمُهُ يُبْحَثُ عَنْهُ، كَأنَّكَ تَبْحَثُ عَنْ إِبْرَةٍ فِي الرَّملِ أَوْ فِي كَوْمَةِ قَشٍّ، أَصْبَحَ الآنَ هُوَ مَنْ يَتَّصِلُ بِالأَئِمَّةِ وَالدُّعاة؛ لِيُصَعْفِقَهُم([73])، بَلْ لِيُصَيِّرَهم سُرِّورِيَّةً([74])، وَيَسْتَكْثِرَ بِهِم، وَصَارَ مَمْقوتًا عِنْدَ السّلَفِيِّينَ، وَيَكْرَهُونَه فِي دارِ السَّلَفِيّةِ والْجَزَائِرِ، قَالَ الشَّيْخُ محمد بن رَبِيع (74 سنة): "تَعِبْنَا مِنَ الْمَكْرِ الكُبَّارِ، لَا أُحِبُّ قِرَاءَةَ أَيِّ كَلَامٍ لَهُ، أَو سَـمَاعَه"اهـ([75]).
    وَقَدْ قَرَأ أكثرَ مَبَاحِثِ الْبَحْثِ([76])الشَّيْخَانِ الكَبِيرَانِ: أَبُو عَبْدِ الله أزْهَرُ سنيقرَةُ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ محمد تشلَّابي، أمَّا الشَّيْخُ الكَبِيرُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن عَبْدُ الْمَجِيدِ جُمُعَةُ: فَقَدَ وَقَفَ عَلَى هَذِهِ الْحَلْقَةِ فَقَط([77])، وكَذَلِكَ رَاجَعَ الشَّيخُ الفَاضِلُ يُونسُ بَن حـجَر مَا بَلَغَهُ، واللهُ مِنْ وَرَاءِ الْقَصْدِ.
    فَجَزَى اللهُ خَيْرَ الْجَــزَاءِ مَنْ أَهْدَى إِلَيَّ العُيُوبَ، وَكُلَّ مَنْ أَعَانَنِي ـ وَلَوْ بِدُعَاءٍ ـ عَلَى هَذَا الْمَطْلوب، واللهَ أَسْأَلُ تَكْفِيرَ الذُّنُوبِ، ويَنْفَعَ بِهَذَا الْمُلَخّصِ الْمَكْتُوبِ ، إِنَّه القَادِرُ عَلَى تَحْقِيقِ الْمَرْغُوبِ، آمين،﴿وَإِن تَعُدُّواْ ‌نِعۡـمَةَ ‌ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ﴾، قَالَ أَبُو الْعَالِيَّةِ ـ رحمه الله تَعَالَى ـ: "إِنَّ ‌عَلَيَّ ‌لَنِعْمَتَيْنِ، مَا أَدْرِي أَيَّتُهُمَا أَعْظَمُ، أَنْ هَدَانِيَ اللَّهُ لِلإِسْلامِ، وَلَمْ يَجْعَلْنِي حَرُورِيًّا"اهـ([78]).

    والْحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (
    [1]) شبهة وجوابها: بعضهم يستدل بحديث: (إنَّمَا بعثت لأُتِّمم مكارم الأخلاق) على أن أصول دعوة النبي الدعوة إلى مكارم الأخلاق فقال الفوزان: " لوصح، فمن أعظم مكارم الأخلاق: التوحيد، ومن أسوء مكارم الأخلاق الشرك"اهـ (يوتيوب بعنوان: (الشيخ الفوزان: الرد على من يستدل بحديث: إنما بُعِثْتُ لأتمم مكارم الأخلاق).

    ([2]) (صحيح الأدب المفرد للإمام البخاري رقم 174).
    ([3]) (فيض القدير شرح الجامع الصغير6/254 ) زين الدين المناوي القاهري (ت: 1031هـ) الظاهرُ من لَقَبِ (الفاروق) أنَّ القائلَ هو عمر بن الْخطاب، والصحيح ـ والله أعلم ـ أنّ القائلَ هو ابنُه عبدُ الله ـ رضي الله عنهمَا ـ، انظر ـ مثلاـ (سير السلف الصالحين 2/497 ) أبو القاسم الأصبهاني (ت:535هـ).
    ([4]) (محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء 1/41 ) الراغب الأصفهانى (ت : 502هـ).
    ([5]) (فيض القدير شرح الجامع الصغير6/254 ) زين الدين المناوي القاهري (ت: 1031هـ).
    ([6]) (تصنيف النّاس ... ص 23 ) عبد السلام البرجس (ت:1425هـ).
    ([7]) (اللباب من مجموع نصائح وتوجيهات الشيخ ربيع للشباب ص 383) الشيخ ربيع بن هادي.
    ([8]) (براءة الأمناء ... ص 27 ) الشيخ ربيع بن هادي.
    ([9]) درَّسني في كلية (العلوم الإسلامية) ـ العاصـمة ـ في السنة الثالثة (2003 ـ 2004م)، وحضرت له عدة مَجالس.
    ([10]) منقول عن الشيخ عبد المجيد جمعة : مجلسُ باب الواد في 12 شعبان 1444هـ، انظر فيس بوك (محمد درقاوي) في يوم 09/03/2023م، وهنا فركُوس قد زار بلاد الحرمين معتَـمرا قبل رمضان 1444هـ، بعد مرور أكثر من سنة ونصف على فتنته.
    ([11]) جواب واتساب منتشر في الأنترنت.
    ([12]) (كلام الشيخ عبد الرحمن محي الدين ـ رحمه الله ـ في فركوس أصلحه الله ، ينشر لأول مرة )، نقله الأخ تلميذ الشيخ رحمه الله عبدالحق بن رابح سعدي الجزائري، -انظر قناة (المنهج السوي) في: 27/04/2023م.
    ([13]) جواب واتساب منتشر في الأنترنت.
    ([14]) جواب واتساب منتشر في الأنترنت.
    ([15]) جواب واتساب منتشر في الأنترنت.
    ([16]) جواب واتساب منتشر في الأنترنت.
    ([17]) جواب واتساب منتشر في الأنترنت.
    ([18]) حساب (فايس بوك علي السالِم) في: 8 نوفمبر2021.
    ([19]) تغريدة في 07 يناير 2023م.
    ([20]) (المجالس النّديّة والأجوبة الجليّة، في تفنيد الشّبهات الرّديّة | ص 07 | مفرّغة).
    ([21]) انظر فيس بوك (أبو جويرية السلفي) في: 25/ أغسطس 2022م، انظر أرشيف المنشورات رقم (00).
    ([22]) ([جمع كلام اهل العلم]: تَحذِيرُ العَوَام مِن أَهلِ البِدَعِ بِتَسمِيةِ أَعيَانِهِم ...) أبو إكرام وليد فتحون انظر منتديات (التصفية والتربية).
    ([23]) (نصيحة أخوية إلى الأخ الشيخ فالِح الحربي ص 36 ) الشيخ ربيع بن هادي.
    ([24]) فيس بوك (أبو عبد المعز الجزائريونقل عن الشيخ فركُوس قوله: "نحن رضينا بالطعونات من أجل تصحيح الْمسار الدَّعوِيِّ، الذي كان يتَّجِهُ نحو غيرِ مسارِهِ الصَّحيحِ ..."اهـ.
    ([25]) الفراسة كانت في: 29 يونيو 2021 تبعا لتأريخ الفايس بوك، أما بيان الدكتور (شهادة للتاريخ) كان في 12 صفر 1443 الموافق لـ 19 سبتـمبر 2021م، فبينهما فوق شهرين بقليل.
    ([26])‌ مَهْوُوسٌ: حَالِم أو هو من سَلَّم ذَاتَه لأحلامه الْجنونية الهاذي (تكملة الْمعاجـم العربية 11/26) رينهارت آن دُوزِي (ت: 1300هـ)، نقله إلى العربية وعلق عليه: محمَّد النعَيمي، الهَوَس في أكثر المعاجم: طرف من الجنون، انظر (معجم الصواب اللغوي دليل المثقف العربي، رقم : ‌‌4910) الدكتور أحمد مختار عمر بمساعدة فريق عمل.
    ([27]) كقوله: "لَم يَنْصُرْني إِلَّا الضُّعَفَاءُ"اهـ.
    ([28]) نشر في: 05/12/2021م على قناة مقدسة فركوس (تبيين الحقائق).
    ([29]) وهذا الشَّرح جمع منه مجالس وقعت في مكتبة فركوس، واشتهر هذا الشرح باسم بـ (تآزر الطلبة ).
    ([30]) هذا مفهوم من تعريضاته العلماء، وطعوناتهم فيه.
    ([31]) هذا ما ذكره الشيخ محمد بن ربيع، وقد تقدم.
    ([32]) انظر مطاعنه في الْحلقة الثامنة الآتية ـ إن شاء الله ـ (مَرْتَعُ الْمَنْكُوسِ، وَمَصْرعُ قَرْنَيْ حِمَار حَاجَاتِ فَركُوسٍ [تِسْعُونَ (90) كِذْبَةً منْ «شَهَادَةٍ لِلتَّارِيخ» وَغَيْرِهَا].)
    ([33]) هذا لَم يقف عليه بالْمنطوق، لكنَّ من استقرأ أجوبته جزم بهذا، وهذا ما فهمه وترجمه مقدسوه من مثل قول الْمقدس المحترق: " كُلُّ مَنْ يَعيشُ فِي الْجَزَائِر، وَلَم يُدَافِع عَنْ الشَّيْخِ لَمَّا رُمِي بِالسُّرُورِيَّة فَهُوَ مُخَذِّلٌ، مَهْمَا كَانَتْ مَنْزِلَتُه، رَضِيَ مَنْ رَضِيَ، وَسَخِطَ مَنْ سَخِطَ"اهـ، انظر أرشيف المنشورات المرفق بالمقال، رقم(00).
    ([34]) مثل عربي مشهوري: "يضْرب مثلا لسوء الْجَزَاء، يُقَال: "جزاه ‌جَزَاء ‌سنمار "وَكَانَ سنمار بِنَاء مُجيداً من الرّوم فَبنى الخورنق [وهو قصر] للنعمان بن امرىء الْقَيْس، فَلَمَّا نظر إِلَيْهِ النُّعْمَان استحسنه، وَكره أَن يعْمل مثله لغيره فَأَلْقَاهُ من أَعْلَاهُ فَخر مَيتا"انظر (جمهرة الأمثال رقم: 441 ) أبو هلال العسكري (ت: نحو 395هـ).
    ([35]) جَاءَ ‌بقرني حمَار: إِذا جَاءَ بِالْبَاطِلِ وَالْكذب (نثر الدر في المحاضرات 6/161) منصور الرازي (المتوفى: 421هـ).
    ([36]) جزاء سنمار: مثل يضرب لِمن يُفْشِي على نفسه أَمْرَا مستورا (مجمع الأمثال 1/ص13 ) الميداني (ت:518هـ) .
    ([37]) الْخِمَار: هو غطاء الرأس، وهو ـ هناـ كناية عن الستر والتغطية على تدبير الشر والتورية في الأقوال.
    ([38]) (الشريعة 1/393) أبو بكر الآجُرِّيُّ البغدادي (ت ٣٦٠ هـ).
    ([39]) نقل عن الشيخ جمعة في 11 شعبان 1444هـ، انظر فيس بوك (محمد درقاوي ) في: 05 مارس 2023م.
    ([40]) (السرورية فتنة إخوانية ص5 ـ بتصرف يسير ـ) الدكتورد. أحمد بن مبارك المزروعي.
    ([41]) (آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي 3/419).
    ([42]) (السرورية فتنة إخوانية ص4 ـ بتصرف يسير ـ) الدكتورد. أحمد بن مبارك المزروعي.
    ([43]) وهذه من أفظع وأفضح: جرائم فركُوس العلمية المنهجية، وملخصها أنّه لم يجد مَهربا من بتره لأثر ابن عباس t فأضاف ثلاثة نقاط خلسة، ثم بنى عليها ردًّا وجوابا، واتهم فيه من أنكر عليه بأنهم لا يفقهون قواعد الإملاء.
    ([44]) (الْمدخل إلى السنن الكبرى رقم 544) أبو بكر البيهقي (ت: 458هـ).
    ([45]) (الكامل في ضعفاء الرجال 1/169) أبو أحمد الجرجاني (ت: 365 هـ) الناشر: الكتب العلمية - طبعة 01.
    ([46]) (نمط صعب ، نمط مخيف ص352) محمود شاكر (ت:1418هـ).
    ([47]) (آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي "1/126).
    ([48]) سيأتي ـ إن شاء الله ـ (مَرْتَعُ الْمَنْكُوسِ، وَمَصْرعُ قَرْنَيْ حِمَار حَاجَاتِ فَركُوسٍ [تِسْعُونَ (90) كِذْبَةً منْ «شَهَادَةٍ لِلتَّارِيخ» وَغَيْرِهَا].).
    ([49]) (النبوات 1/557) ابن تيمية (ت: 728هـ ).
    ([50]) (حلية طالب العلم ص183 ) بكر أبو زيد (ت:1429هـ).
    ([51]) نُقِلَ عَنِ الشيخ جمعة أنه قال: "الْمُخَطَّطُ قَدِيمٌ، أَنَا جَاءَنِي أَحَدُ الإِخْوَةِ فِي الْحَرَم قَبْل سَنَوَاتٍ، وَقَالَ لِي إنَّه يَمْكُرُ بِكَ؛ فَاحْذَرْ، فَقُلْتُ لَهُ: مُسْتحِيلٌ، لَا يُمِكنُ، وَبَعْدَ الأَحْدَاثِ جَاءَ يُعَاتِبُني قَالِ لِي أَلَم أُحَذرك؟! وَكَذِلِكَ كَرْبُوزٌ كَانَ يَقُولُ إنَّ البَيَانَ سَيَخْرُجُ فِي سِبْتَمبر، وَنَحْنُ عِنْدَنَا أَدِلّةٌ وَشُهُودٌ فِي أَنَّهُ كَانَ يُطْبَعُ فِي الْمَكْتَبَةِ، ثم بَعْدَ ذَلِكَ يَتَّهِمُونَ الشَّيْخَ أَزْهَرَ بِتَسْريبه؟! مَا مَصْلَحُتُهُ فِي تَسْرِيبِه؟! ثم كَيْفَ تَكُونُ النَّصِيحَةُ بِسَبَبِ خَمْسَةِ أَشْخَاصٍ، وَيُوَجَّهُ الخِطَابُ لَنَا، نَحْنُ مَا دَخْلنَا نَحْنُ!! أَنْصَحُكَ بِقرَاءِةِ مَاكَتَبَهُ شَخْصٌ، اِسْـــــــمُهُ عَبْدُ النَّصِيرِ، كُلُّ مَا قَالَهُ هُوَ الْحَقِيقَةُ؛ لأنَّهُ كَانَ يَتَوَاصَـــــــلُ مَعَ الدّكتُور مُبَاشَرَةً، قَدْ أَخْبَرنِي أُنَاسٌ كِبَارٌ فِي الْجَزَائِرِ، أَنَّنِي كُنتُ أَنَا الْمُسْتَهْدَفُ؛ فَقُلْتُ لِمَاذَا أنا؟! فَقَالُــــــوا: جُمُعَةُ لَهُ نَشَاطٌ فِي التَّألِيفِ وَفَتْحِ الْمَدَارِس وَالدَّورَات؛ فَيَجِبُ أَنْ يَسْقُطَ، ثم قُلْت لِلشَّيخِ ( رضا) [وهو السّائل]: شَيْخَنَا ـ بارك اللهُ فيك ـ عيسى كَانَ يُخْبِرُنَا بِأَنَّ فَركُوسًا سَيُصْدِرُ بَيَانًا فِيكم؛ فَقَالَ الشَّيْخُ: نَعَمْ، هُوَ نَفْسُهُ كَانَ يَعْقِدُ مَجَالِسَ، وَيَتَكَلَّمُ بِهَذِهِ الأُمُورُ"اهـ[ نقله رضا بلال الحبشي بعد مغرب الاثنين 12 رمضان 1444 ه، من الْمسجد الحرام ](نشر في بعض القنوات).
    ([52]) منقول عن الشيخ تشلابي (مجلس ڤلال)، انظر فيس بوك (محمد درقاوي ) في: 02 أكتوبر 2022م.
    ([53]) (صيانة السلفي ص 35) الشيخ د/ أحمد بازمول.
    ([54]) أمَّا الأصل فَهو توثيق ودراسة أسباب انحراف فركُوس.
    ([55]) (التمسُّك بالكتاب والسنَّة على فهم السَّلف الصالح ص 8 ) الشيخ ربيع بن هادي.
    ([56]) (أجوبة فضيلة الشيخ ربيع على أسئلة أبي رواحة المنهجية ص31 ) الشيخ ربيع بن هادي.
    ([57]) (التمسُّك بالكتاب والسنَّة على فهم السَّلف الصالح ص 8 ) الشيخ ربيع بن هادي.
    ([58]) (مجموع الفتاوى13/49) ابنُ تَيْمِيَّةَ (ت:728هـ).
    ([59]) (قواعد الإملاء) عبد السلام هارون (ت :1408هـ).
    ([60]) من منظومة "ملحة الإعراب" القاسم الحريري (ت :516 هـ).
    ([61]) حساب فايس بوك (محمد بن عمر بازمول ) في: 16 ديسيمبر 2014م.
    ([62]) (مجمع الأمثال 1/ 327) أبو الفضل الميداني (المتوفى: 518هـ).
    ([63]) (زهر الأكم في الأمثال والحكم 2/124 ) اليوسي (المتوفى: 1102هـ).
    ([64]) (المعجم الوسيط 2/ 570).
    ([65]) (ربيع الأبرار ونصوص الأخيار1/272 ) جار الله الزمخشري توفي 583 هـ.
    ([66]) نُقِلَ عَن الشيخ تشلابي أنَّه قال: «الدُّكْتُورُ فَرْكُوسٌ عِنْدَهُ قُدْرَةٌ فَائِقَةٌ فِي لَيِّ أَعْنَاقِ النُّصُوصِ وَالِاسْتِدْلَالِ بِهَا عَلَى حَسَبِ هَوَاهُ، كَمَا فَعَلَ مَعَ بَعْضِ نُصُوصِ الْعُذْرِ بِالْجَهْلِ، فَيُثْبِتُ الْعُذْرَ بِالْجَهْلِ بِنَصٍّ، ثُمَّ يَنْفِيهِ بِنَفْسِ النَّص» مجلس بسكرة، انظر حساب فيس بوك (محمد درقاوي ) في: 15 أكتوبر 2022م.
    ([67]) وصفهم بالمجددين الشيخ العباد (شرح سنن أبي داود) دروس صوتية 483/5.
    ([68]) مقطع صوتي، نقله حساب تويتر (إذاعة اﻷندلس السلفية) في 19 أفريل 2020م.
    ([69]) تغريدة في 25 ماي 2022م.
    ([70]) (مباهج الفكر ومناهج العبر ص 91) للمعروف بالوطواط (المتوفى: 718هـ).
    ([71]) (التمثيل والمحاضرة ص 128 ) أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ).
    ([72]) (مجمع الأمثال 1/ 154 ) أبو الفضل الميداني (المتوفى: 518هـ).
    ([73]) هذه الكلام منقول عن الشيخ عبد المجيد جمعة (مجلس عين بنيان)، ومثال ذلك : اتصاله على الشيخ مزيان.
    ([74]) لأنَّ وصف أتباع فركوس بالصعافقة مدح وثناء، وهذا ما نُقِلَ عَنِ الشَّيخ عبد المجيد جمعة.
    ([75]) جواب واتساب منتشر في الأنترنت.
    ([76]) عدد الحلقات التي أرسلتها إلى مشايخنا 08، وبقي منها 04 حلقات؛ لأنَّه لا زالت مسودة عندي.
    ([77]) والسبب في ذلك هو كثرة انشغاله، وصادف وجوده في بلاد الْحرمين، وإن كنت أضفت أشياء يسيرة بعدما أظهر رأيه، وهي أمور لا تغير الْمعنى، ومن ذلك هذه الفقرة وما قبلها.
    ([78]) (مُصَنَّفُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ 9/329).
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2023-05-13, 10:31 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا وبارك فيك اخي عبد الرحمان

    تعليق


    • #3
      ماشاء الله ، احسن الله اليك ، بارك الله فيك .

      تعليق


      • #4
        ماشاء الله ، احسن الله اليك وبارك الله فيك .

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خير، اختيار موفق لعنوان المقال، وفقك الله يا طيب.

          تعليق


        • #6
          بارك الله فيك أخي عبد الرحمان

          تعليق


          • #7
            مقال مسدد، بارك الله فيك أخي

            تعليق


            • #8
              بارك الله فيك، ولكن لا أوافقك في كلمة:[لا أَعْتَمِدُ عَلَى شَهَادَاتِ شُيُوخِنَا؛ لأنَّهم خُصُومٌ في نظَرِ الْمُنْصِفِينَ.]
              فليس مشايخنا خصوما له في نظر المنصفين، بل هو في نظر المغيبين.

              تعليق


              • #9
                جزاك الله خيرا

                تعليق


                • #10
                  جزاك الله خيرا

                  تعليق


                  • #11
                    جزاك الله خيرا ونفع بك وسلمنا من الشرور كلها

                    تعليق


                    • #12
                      جزاكم الله خيرا ونفع بكم

                      تعليق

                      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
                      يعمل...
                      X