إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نسخ فرضية صيام ثلاثة أيام من كل شهر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نسخ فرضية صيام ثلاثة أيام من كل شهر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    نسخ فرضية صيام ثلاثة أيام من كل شهر
    إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
    أما بعد:
    فإن الصيام من أجل القربات وأفضل الطاعات، وفوائده عظيمة وثمراته جليله، وفرضيته جاءت بعد تقرير التوحيد وإقام الصلاة وقبل الأمر بالزكاة والحج.
    وأول ما فرض الصيام ثلاثة أيام من كل شهر ويوم عاشوراء ثم بعدما فرض صيام شهر رمضان نسخ فرضية صيام تلك الأيام وبقيت على الاستحباب.
    عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، وأحيل الصيام ثلاثة أحوال، فأما أحوال الصلاة: فإن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وهو يصلي سبعة عشر شهرا إلى بيت المقدس، ثم إن الله أنزل عليه {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام، وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} [البقرة: 144] قال: فوجهه الله إلى مكة قال: فهذا حول. قال: وكانوا يجتمعون للصلاة ويؤذن بها بعضهم بعضا حتى نقسوا أو كادوا ينقسون. قال ثم إن رجلا من الأنصار يقال له عبد الله بن زيد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني رأيت فيما يرى النائم ولو قلت إني لم أكن نائما لصدقت، إني بينا أنا بين النائم واليقظان إذ رأيت شخصا عليه ثوبان أخضران فاستقبل القبلة، فقال: الله أكبر. الله أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله. مثنى مثنى حتى فرغ من الأذان، ثم أمهل ساعة. قال: ثم قال مثل الذي قال غير أنه يزيد في ذلك قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «علمها بلالا فليؤذن بها». فكان بلال أول من أذن بها. قال: وجاء عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله، إنه قد طاف بي مثل الذي أطاف به غير أنه سبقني فهذان حولان. قال: وكانوا يأتون الصلاة، وقد سبقهم ببعضها النبي صلى الله عليه وسلم قال: فكان الرجل يشير إلى الرجل إذا جاء كم صلى؟ فيقول: واحدة أو اثنتين فيصليها، ثم يدخل مع القوم في صلاتهم قال: فجاء معاذ فقال: لا أجده على حال أبدا إلا كنت عليها، ثم قضيت ما سبقني. قال: فجاء وقد سبقه النبي صلى الله عليه وسلم ببعضها قال: فثبت معه، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قام فقضى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه قد سن لكم معاذ فهكذا فاصنعوا» فهذه ثلاثة أحوال، وأما أحوال الصيام: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، [وقال يزيد: فصام تسعة عشر شهرا من ربيع الأول إلى رمضان من كل شهر ثلاثة أيام]، وصام يوم عاشوراء ثم إن الله فرض عليه الصيام، فأنزل الله {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} [البقرة: 183] إلى هذه الآية {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} [البقرة: 184] قال: فكان من شاء صام، ومن شاء أطعم مسكينا، فأجزأ ذلك عنه قال: ثم إن الله عز وجل أنزل الآية الأخرى {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} [البقرة: 185] إلى قوله {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} [البقرة: 185] قال: فأثبت الله صيامه على المقيم الصحيح، ورخص فيه للمريض والمسافر وثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصيام، فهذان حولان؛ قال: وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا، فإذا ناموا امتنعوا. قال: ثم إن رجلا من الأنصار يقال له صرمة ظل يعمل صائما حتى أمسى فجاء إلى أهله فصلى العشاء، ثم نام فلم يأكل ولم يشرب حتى أصبح فأصبح صائما قال: فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جهد جهدا شديدا قال: «ما لي أراك قد جهدت جهدا شديدا؟» قال: يا رسول الله، إني عملت أمس فجئت حين جئت، فألقيت نفسي فنمت، وأصبحت حين أصبحت صائما. قال: وكان عمر قد أصاب من النساء من جارية أو من حرة بعد ما نام، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له فأنزل الله عز وجل {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} [البقرة: 187] إلى قوله {ثم أتموا الصيام إلى الليل} [البقرة: 187] وقال يزيد فصام تسعة عشر شهرا من ربيع الأول إلى رمضان.
    أخرجه أحمد في «المسند» (رقم: 22124) وأبو داود في «السنن» (رقم: 507) والحاكم في «المستدرك على الصحيحين» (رقم: 3139) والطبراني في «المعجم الكبير» (رقم: 270) والشاشي في «المسند» (رقم: 1362 و 1363) والبيهقي في «السنن الكبير» (رقم: 7971).
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في «فتح الباري شرح صحيح البخاري» (13/57): «وهذا الحديث مشهور عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، لكنه لم يسمع من معاذ، وقد جاء عنه فيه: حدثنا أصحاب محمد، كما تقدم التنبيه عليه قريبًا، فكأنه سمعه من غير معاذ أيضا، وله شواهد: منها ما أخرجه ابن مردويه من طريق كريب عن ابن عباس قال: (بلغنا)، ومن طريق عطاء عن أبي هريرة نحوه» اهـ.
    والحديث صححه الألباني كما في «سنن أبي داود» (ص: 95)، وقال: صحيح بتربيع التكبير في أوله.
    وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} [البقرة: 183] (وكان ثلاثة أيام من كل شهر، ثم نسخ ذلك بالذي أنزل من صيام رمضان، فهذا الصوم الأول من العتمة).
    أخرجه الطبري في «جامع البيان» (3/157).
    وقال الإمام الطبري رحمه الله في «جامع البيان» (3/157): «وقوله: {كما كتب على الذين من قبلكم} [البقرة: 183] من الصيام، كأنه قيل: كتب عليكم الذي هو مثل الذي كتب على الذين من قبلكم أن تصوموا أياما معدودات. ثم اختلف أهل التأويل فيما عنى الله جل وعز بقوله: {أياما معدودات} [البقرة: 184] فقال بعضهم: الأيام المعدودات: صوم ثلاثة أيام من كل شهر. قال: وكان ذلك الذي فرض على الناس من الصيام قبل أن يفرض عليهم شهر رمضان» اهـ.
    وقال العلامة ابن كثير رحمه الله في «تفسيره» (1/497): «وقد كان هذا في ابتداء الإسلام يصومون من كل شهر ثلاثة أيام، ثم نسخ ذلك بصوم شهر رمضان» اهــ.
    هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    ???? كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: يوم الأحد 4 رمضان سنة 1444 هـ
    الموافق 26 مارس 2022 ف
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X