إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَة وَيَحيَىٰ مَن حَيَّ عَن بَيِّنَة للشيخ أ.د. عبد المجيد جمعة -حفظه الله-

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَة وَيَحيَىٰ مَن حَيَّ عَن بَيِّنَة للشيخ أ.د. عبد المجيد جمعة -حفظه الله-

    بسم الله الرحمن الرحيم


    لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَة، وَيَحيَىٰ مَن حَيَّ عَن بَيِّنَة
    ــــــ . ــــــ

    مقدّمة

    الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتّقِين، ولا عدوانَ إلا على الظالمين.
    أمّا بعد؛
    فهذا جواب عمّا نشره المفتري في كلامه الأخير، تحت عنوان: «الرواية الحقيقية لأحداث المعالم»؛ والذي حشاه بالإفك، والبهتان، والتّمويه، والتّلبيس؛ وديدنه التفنّن في صياغة الأكاذيب، وقول الزّور، وشهادة الزّور.
    وقد سبق أن كشفت كيده، ومكره؛ في ردّي على ذيّاك الكذّاب النصّاب، محتال أمّ البواقي؛ عند تلفيقهم «شهادة الزّور» في محادثة واتسبيّة؛ كنت أطالب فيها المفتري بتسديد ديونه التي عليه، حين اشترى منّي كتبًا، ولم يدفع ثمنها؛ فأوهموا النّاس كذبًا، ومكرًا، وتمويها، وخديعة: أنّي أطلب منه دعمًا.
    ورغم أنّه يعلم علم اليقين: أنّه كان بيني وبينه بيع وشراء؛ إلّا أنّهم تواطؤوا على شهادة الزّور، وقول الزّور.
    وقد فضحهم الله تعالى، وكشف مخطّطهم؛ وتبيّن: أنّ أدلّتهم الخفيّة، التي كانوا يعقدون لها مجالس سرّيّة، وينشرونها في الخفاء؛ ما هي إلّا قول الزّور، وشهادة الزّور، والكذب، والافتراء، والبهتان.
    ومع تواطئهم، وإصرارهم على شهادة الزّور؛ فهُم ساقطوا العدالة، لا يُقبل قولهم، ولا تُقبل منهم شهادة؛ كما قال عمر بن الخطّاب في رسالته إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما: «والمسلمون عدول بعضهم على بعض؛ إلّا مجرَّبًا عليه شهادة زور».
    قال ابن القيّم رحمه الله في «أعلام الموقعين» (208/2): «قوله: «والمسلمون عدول بعضهم على بعض؛ إلّا مُجرَّبًا عليه شهادة زور، أو مجلودًا في حدّ، أو ظنِّينًا في ولاءٍ أو قرابة». لما جعل اللَّه سبحانه هذه الأمّة أمّةً وسطًا؛ ليكونُوا شهداء على النّاس -والوسط: العدل الخيار- كانوا عدُولًا بعضهم على بعض، إلّا من قام به مانع الشّهادة؛ وهو أن يكون قد جُرِّب عليه شهادة الزّور؛ فلا يُوثق بعد ذلك بشهادته...».
    وعلى رأي الإمام مالك: لا تُقبل منه شهادة أبدا.
    وعلى مذهب غيره من الأئمّة؛ كأبي حنيفة، والشّافعيّ، وأحمد، وغيرهم: تُقبل، إن تاب؛ كما قال ابن قدامة في «المغني» (264/14): «فإذا تاب شاهد الزور، وأتت على ذلك مدّة، تظهر فيها توبته، وتبيّن صدقُه فيها، وعدالته: قُبلت شهادتُه.
    وبهذا قال أبو حنيفة، والشّافعي، وأبو ثور. وقال مالك: لا تُقبل شهادته أبدا؛ لأنّ ذلك لا يؤمن منه».
    لكن لم يعلم لهؤلاء توبة، ولا تراجع، ولا تحلّل، ولا ردّ المظالم؛ بل ما عُلم منهم إلّا الإصرار، والاستكبار.
    وسيُعلم -من خلال هذا الردّ- المكرُ الكُبّار، الذي تولّى كبره من خفّ دينُه، وقلّ ورعُه؛ في بدء تنفيذ خطّته الماكرة من أجل الإسقاط، وتمرير منهجه في تصحيح مساره، وتقويم مسماره؛ والضّرب بمزماره: «توجد قضية المعالم»، مفتعلا، ومفتريًا على الأبرياء تهمة التّآكل بالدّعوة؛ والحال؛ أنّه منغمس فيها؛ من أخمص قَدميْه إلى مَنخريه؛ متظاهرًا بالورع البارد، والزّهد المصطنع؛ ليبعد التّهمة عن نفسه؛ على حدّ المثل السّائر:
    رمتني بدائها وانسلت
    وهذا أوان بيان حقيقة «قضيّة المعالم» التي أوجدها، وافتعلها.

    قوله: «قمنا بافتتاح مدرسة المعالم يوم 23 جانفي 2021 وجلست مع رئيس اللّجنة العلميّة الشّيخ بوعلام برادعي وسألته بحسن نيّة».
    وجوابه: أن هذا من التّمويه، والتّلبيس؛ وبيانه:
    1- أنّ كلامه -يومئذ- مع برادعي، إنمّا كان عن راتب واحد فقط؛ وهو رواتب الأساتذة لشهر نوفمبر؛ وكان قد قدّمه في 04 ديسمبر.
    وقد صرّح بهذا في بيانه، فقال: «ثمّ انطلقت مدرسة الإبانة وكانت يومها المعالم لم تنطلق بعد، فتفاجأت بالمُنكِر أنّه كلمّني على رواتب الأساتذة».
    وأمّا رواتب الأساتذة لشهر جانفي، فلم يكن يومئذ -يعني في 23 جانفي- قد قدّم الدّعم الثّاني بعد؛ بل قدّمه في 02 فيفري.
    2- أنّ برادعي كان رئيسًا للجنة العلميّة لـ«مدرسة الإبانة» فقط، ولم يكن قد بدأ التّدريس بعد في «مدرسة المعالم».

    وأمّا قوله: «وسألته بحسن نيّة».
    فجوابه:
    فيا عجبا! صار المكر والخديعة وقول الزّور وشهادة الزّور من حسن النّيّة! فإن كان صنيعه هذا «حسن النية» فكيف يكون حاله عند«سوء النّيّة»؟!

    قوله: «أنتم الثّمانية...».
    وجوابه:
    أنّ هذا كذب صريح، وتمويه، وتلبيس؛ لأنّه لم يتمّ بعد تعيينُ الأساتذة الثّمانية المشتركين وبيانه:
    1. أنّه يتكلّم عن دعم واحد فقط، كان قد قدّمه في أوائل شهر ديسمبر؛ وهو لرواتب شهر نوفمبر.
    2. أنّ شهر نوفمبر كان وقت استئناف التّدريس بـ«مدرسة الإبانة» فقط ولم تكن «مدرسة المعالم» قد فتحت بعد.
    وقد صرّح بهذا في بيانه، حيث قال: «ثمّ انطلقت مدرسة الإبانة وكانت يومها المعالم لم تنطلق بعد»
    3- أنّ اقتراحه لرواتب ثمانية أساتذة كان يومئذ -يعني في شهر نوفمبر-، كما صرّح بذلك في بيانه، حيث قال: «واقترحت عليه اقتراحا قلت: لماذا لا تختار ثمانية أساتذة يدُّرسون عندنا وعندكم -يعني في مدرستي الإبانة والمعالم- ... وكان ذلك في بداية نوفمبر 2020».

    قوله: «اتّفقت ...».
    وجوابه:
    أنّ هذا من التّناقض، والتّمويه، والتّلبيس؛ وبيانه:
    كان يعلم بعدم وجود الأساتذة الثّمانية خلال شهر نوفمبر كما كان يعلم أنّ «مدرسة المعالم» لم تفتح بعد فهذا يناقض شرطه المزعوم: «وأنا اشترطت له أن يدّرسوا في كلتا المدرستين».

    قوله: «ثمّ انطلقت مدرسة الإبانة وكانت يومها المعالم لم تنطلق بعد، فتفاجأت بالمُنكِر أنّه كلمّني على رواتب الأساتذة، فقلت في نفسي: لماذا كلّمني عن المال والمدرسة لم تبدأ بعد، وأنا اشترطت له أن يدُّرسوا في كلتا المدرستين، وقلت له يوم كلّمني على رواتب الأساتذة: آتي بالمبلغ كامل، والمقدر بـ 32 مليون؟" وكنت أعتقد أنّه سيجيبني بالنّصف...».
    وجوابه:
    1- لئن سلّمنا أنّه كان يظنّ في نفسه: النّصف؛ فقد تمّ استيفاء النّصف الأوّل في شهر نوفمبر، وأمّا النّصف الثّاني، فقد استوفي في شهر ديسمبر؛ لأنّ هذا الشّهر الأخير، لم يقدّم فيه الدّعم؛ وكان قد اشترط على نفسه راتب ثمانية أساتذة كلّ شهر ثمّ يزعم أنّ هبته مشروطة.
    وبذلك يكون قد تمّ استيفاء الدّعم الذي قدّمه، والمقدّر بـ 32 مليون سم؛ خلال الشّهرين نوفمبر، وديسمبر.
    2- إن سلّمنا أنّ الهبة مشروطة؛ فقد كان يعلم: أنّ شرطه غير محقّق الوقوع وقت تقديمها؛ لسببين:
    أ- انتفاء التّدريس بـ«مدرسة المعالم»؛ لأنّها لم تفتح بعد.
    ب- عدم وجود ثمانية أساتذة مشتركين؛ لأنّه لم يتمّ تعيينهم بعد.
    وقد تقرّر في قواعد الفقه، وأصوله: «أنّ ما اشْتُرط فيه عدّةُ شَرَائِط ينتفي بانْتفاء إحداها».
    ناهيك عن انتفاء كلّ الشّرائط.
    وهذا يؤكّد على أنّ ما قدّمه كان دعمًا، وليس هبة مشروطة -كما لقّنُوه-.
    3- كلّ هذا المكر والخديعة إنمّا هو في نصف الدّعم المقدّر بـ 16 ميلون فقط.
    4- لمّا أراد إحضار الدّعم كان يظنّ في نفسه: النّصف -يعني 16 مليون-؛ لكن لما رددنا له دعمه كاملا، والمقدّر بـ 32 مليون؛ أمسكه كلّه، ولم يقل: كنت أعتقد أنّه سيردّ عليَّ النّصف.

    قوله: «فأخذت له رواتب الأساتذة».
    جوابه:
    أنّ كلامه هذا حجّة عليه؛ فقد أقرّ بأنّه أتى برواتب الأساتذة؛ بمحض إرادته، واختياره؛ وهو يعلم أنّ «مدرسة المعالم»، لم تفتح بعد، وأنّه لا يوجد أساتذة مشتركون.
    وقد روى أبو حرّة الرّقاشي، عن عمّه، أنّ رسول الله ﷺ قال: «لا يحلّ مال امرئٍ مسلمٍ إلّا بطيبِ نفسٍ منه» رواه أحمد (20695) والبيهقي في «السنن الكبرى» (11654-تحقيق التركي) وفي «الشعب» (5105)؛ وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (7662-2780).
    قال القاري في «مرقاة المفاتيح» (1974/5): «(إلا بطيب نفس). أي: بأمرٍ، أو رضًا منه».
    وعليه: ففعلُه هذا؛ قد ناقض شرطَه المزعوم، وهدمَه؛ وأبطل كلّ ظنونه.

    قوله: «فتفاجأ الشّيخ بوعلام يومها وقال لي: إنّي أتقاضى مليون ونصف فتفاجأت يومها ممّا أسمعه من الشّيخ بوعلام، رغم أنّ الشّيخ بوعلام يمنح يومين في الإبانة ويومين في المعالم وكان رئيسا للجنة فقد تجاوز وقت عمله 18 ساعة كما ذكر المُنكِر في البيان».
    جوابه:
    بل يتَفاجَأ العقلاء مِن تفاجئهم! بل من إفكهم، وكذبهم، وبهتانهم، وفجورهم، وفضيحتهم! وتوضيحه:
    1- إذ كيف يتفاجأ؟! وهو يتكلّم عن راتب شهر نوفمبر؛ وقد كان برادعي يومئذ مدرسًا في «مدرسة الإبانة» فقط؛ وأمّا «مدرسة المعالم»، فلم تفتح بعد.
    2- لم يكن قد تمّ تعيينه في شهر نوفمبر ضمن الأساتذة الثمانية المشتركين؛ بل لم يتمَّ تعيين أي أحدٍ بصفة أستاذ مشترك.
    3- أن راتبه: «مليون ونصف» كان لشهر نوفمبر؛ حسب الحجم الساعي، الذي درسه في «مدرسة الإبانة» فقط؛ ولم تكن «مدرسة المعالم»، فتحت بعد.

    قوله: «وأشهد الله وملائكته وعباده الصالحين أنه كان يقوم بعمل جبار في مدرسة المعالم».
    وجوابه:
    1- إذا علم: أنّ «مدرسة المعالم»، كانت مغلقة في شهر نوفمبر، ولم تفتح إلّا في 23 جانفي، وبدأ التّدريس في 25 جانفي؛ فالسّؤال المطروح، المحيّر للعقول:
    - ما هو العمل الجبّار الذي كان يقوم به برادعي في «مدرسة المعالم» التي كانت مغلقة ولم تفتح بعد!؟
    - متى درّس برادعي يومين في «مدرسة المعالم» خلال شهر نوفمبر التي لم تفتح إلّا في 23 جانفي؟!
    - وماذا كان يدرّس في «مدرسة المعالم» المغلقة التي لم تفتح بعد؟!
    - ومتى كان وقته يومئذ جاوز 18 ساعة؟!
    - وعلى من كان رئيسًا للجنة في «مدرسة المعالم» وهي مغلقة؟!
    حتّى لو قلنا: إنّها أضغاث أحلام، أو طيفٌ زارَهم في المنام؛ فهي من أحلام الشّيطان، ونزغاته.
    {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}.
    سبحان الله! كيف يخذل الله تعالى الكذّابين! وكيف يفضحهم؟! فيجري الكذب على فلتات ألسنتهم؟!
    فأوّل يوم من افتتاح المدرسة؛ بدلا من أن يفرحوا بافتتاحها، ويقدروا جهد من كان سببا في ذلك؛ بدأوا في تخطيطهم والخديعة، بالمكر وغمز ولمز من كانت يده بيضاء عليهم؛ لكنّ الله تعالى بالمرصاد؛ وما ربّك بغافل عمّا يعمل الظّالمون. فعاملهم بنقيض قصدهم، ففضحهم، بهذا الكذب الصّراح، والإفك الصّراخ.
    فحالهم كما قيل في المثل السائر: «جَاءَ بِقَرْنَيْ حِمَارٍ» إذا جاء بالكذب والباطل؛ وذلك أنّ الحمار لا قَرْنَ له؛ فكأنّه جاء بما لا يمكنْ أن يكون. «مجمع الأمثال» (873).
    وهذا الكذب الصّراح، والإفك البواح؛ كافٍ لاتّهامهم، وإسقاط عدالتهم، وتفنيد كلّ مزاعمهم، وكشف مخطّطهم.

    2- أنّ هذا حال مَن استخفّ دينه، وقلَّ ورعه، وفسد طبعه؛ يُشهد الله، وملائكته، وعباده الصّالحين؛ على كذبه المفضوح؛ دون خَجَل، ولا وَجَل.
    وقد اعتبر بعض أهل العلم أنّ قول القائل: «يشهد الله»، أو «أشهد الله»، أو «أشهد بالله»، ونحوها. من صيغ القسم.
    قال ابن المنذر في «الإشراف» (4387/113/7-4388): «قال الشّافعي: إذا قال: أشهد الله، فإن نوَى اليمين، فهي يمين؛ وإن لم ينوِ يمينًا، فلا شيء.
    وقال أبو ثور، وأصحاب الرأي: هي يمين، وقال أصحاب الرأي: إذا قال: أشهد، فهي يمين، وقال أبو عبيد: ليست بيمين. كما قال أصحاب الرأي، قال ربيعة، والأوزاعي: إذا قال: أشهد أن لا أفعل كذا وكذا، ثم فعل. فهي يمين».
    وجاء في «مغني المحتاج» (178/8): «(قوله: وأشهد بالله) هذا عُلم مِن قوله: أو لا أو قال أشهد بالله إلخ ومثله الله شهيد علي أو يشهد الله علي أو الله وكيل علي».
    فإذا كانت هذه يمينًا؛ فشهادته بالكذب، تعتبر من اليمين الغموس، كما روى عبد الله بن عَمرو رضي الله عنهما، قال: «جاء أعرابيٌّ إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله، ما الكبائر؟ قال: الإشراك بالله. قال: ثم ماذا؟ قال: .ثم عقوق الوالدين. قال: ثم ماذا؟ قال: .اليمين الغموس. قلت: وما اليمين الغموس؟ قال: الذي يقتطع مال امرئ مسلم، هو فيها كاذب» رواه البخاري (6920).
    بل ذهب بعض أهل العلم إلى أنّه: إن تعمّد الكذب، فقد كفر، قال القليوبي في «حاشيته» (273/4): «ولو قال: «يعلم الله»، أو «يشهد الله». فإنْ كان صادقًا، فلا بأس؛ وإن كان كاذبًا، فحرام؛ بل إنْ قصَد؛ أنّ الله يعلم ذلك؛ وهو كاذب فيه: كفر. كما قاله النووي وتبعه شيخنا».
    وقال الشيخ العثيمين في «مجموع فتاويه» (141/3)، -وقد سُئل: عن قول بعض الناس: «يعلم الله كذا وكذا»؟-: «قول: يعلم الله». هذه مسألة خطيرة، حتى رأيتُ في كتب الحنفية: أنّ من قال عن شيء: «يعلم الله». والأمر بخلافه، صار كافرًا، خارجًا عن الملّة. فإذا قلت: «يعلم الله أني ما فعلت هذا». وأنت فاعله؛ فمقتضى ذلك: أنّ الله يجهل الأمر. «يعلم الله أني ما زرت فلانًا». وأنت زائره؛ صار الله لا يعلم بما يقع.
    ومعلوم: أنّ من نفى عن الله العلم، فقد كفر؛ ولهذا قال الشافعي -رحمه الله- في القدرية، قال: جادلوهم بالعلم، فإن أنكروه: كفرُوا؛ وإن أقرّوا به خُصموا
    . اهـ.

    والحاصل: أنّ قول القائل: «يعلم الله». إذا قالها -والأمر على خلاف ما قال- فإنّ ذلك خطير جدًا؛ وهو حرام بلا شكّ».

    قوله: «فلماذا كنت تعطيه مليون ونصف؟».
    وجوابه:
    قد علم أنّ هذا من تفنّنهم في صياغة المكر والخديعة وشهادة الزّور وبيانه:
    1- أوهم ابتداء أنّ بوعلام رئيس اللّجنة العلميّة لكلتا المدرستين.
    والحقّ: أنّه كان رئيسا للجنة العلميّة لـ «مدرسة الإبانة» فقط؛ لأنّ «مدرسة المعالم» لم تفتح بعد.
    2- أوهم أنّه كان يعمل في كلتا المدرستين؛ وهذه كذبة أخرى.
    والحقّ: أنّه كان يعمل في «مدرسة الإبانة» فقط؛ لأن «مدرسة المعالم» لم تفتح بعد.
    3- ثمّ وصل إلى الطّعن في الرّاتب الذي تقاضاه وهو مليون ونصف.
    والحقّ؛ أنّ هذا راتبه لشهر نوفمبر؛ لتدريسه في «مدرسة الإبانة» فقط؛ وذلك لأنّ «مدرسة المعالم» لم تكن قد فتحت بعد.

    قوله:«ثمّ بحثت مع أساتذة آخرين واكتشفت أنّ رواتبهم لا تصل إلى أربعة ملايين رغم أنّي اشترطت على المُنكِر أن يعطيَ للأساتذة المشتركين 4 ملايين».
    وجوابه:
    أنّ هذا من المكر، والخديعة؛ إذ يُوهِم القرّاء: أنّ بوعلام، وبقيّة الأساتذة؛ درّسوا في «مدرسة المعالم» خلال شهر نوفمبر؛ وأنهّم بلغوا الحجم السّاعي 18 ساعة، ولم يُعط لهم راتب 4 ملايين؛ وهذا كذب قطعًا.
    وحقيقة الأمر:
    - أنّ «مدرسة المعالم»، كانت مغلقة خلال شهر نوفمبر؛ بل لم تفتح إلّا في 23 جانفي.
    - أنّ جميع الأساتذة، كانوا يدّرسون في هذا الشّهر، في «مدرسة الإبانة» فقط.
    - لم يتمَّ خلال هذا الشّهر، تعيين أيّ أستاذ مشترك بين المدرستين.
    إذا علم هذا: فقد تمّ اقتطاع رواتب الأساتذة حسب تدريسهم في «مدرسة الإبانة» فقط.

    قوله: «وانتهى شهر جانفي وأخذت للمُنكِر الرّواتب الخاصّة بشهر جانفي مع راتبه الخاصّ بنفس الشّهر ولم أقل له يومها شيئاً».
    وجوابه:
    وماذا عساه أن يقول أكثر من إشهاده الله عز وجل على الكذب والبهتان وأطلق عنان لسانه بالمكر والخديعة؛ وتوضيحه:
    1- بعد مجلسه مع برادعي الذي كان حول الدّعم الخاصّ لشهر نوفمبر فقط واصل التّخطيط للمكر والخديعة فأتى بدعم شهر جانفي في بداية شهر فيفري بمحض إرادته، واختياره! ثمّ بعد ذلك أطلقَا العنان للسانيهما في مجالسهما بالكذب، والبهتان.
    2- وحال هذا الدّعم الذي قدّمه لهذا الشّهر أيضا -أي: شهر جانفي- هو نفسه كالدّعم الذي قدّمه لشهر نوفمبر وبيانه:
    بما أنّه كان يظنّ في نفسه: النّصف؛ إذ قال: «وكنت أعتقد أنّه سيجيبني بالنّصف»؛ -أي: 16 مليون-.
    فقد تمّ استيفاء النّصف الأوّل في شهر جانفي، وأمّا النّصف الثّاني، فقد استوفي في شهر فيفري؛ لأنّ هذا الشّهر الأخير، رفضنا قبول الدّعم؛ وانفصلت المدرستان.
    وبذلك يكون قد تمّ استيفاء الدّعم الذي قدّمه، والمقدّر بـ 32 مليون سم؛ خلال الشّهرين جانفي، وفيفري.
    وقد رددناه له كاملا، لكنّه لم يقل: كنت أعتقد أنّه سيردّ عليَّ النّصف.
    3- لئن سلّمنا أنّ الدّعم المقدّم لهذا الشّهر أيضا -أي: شهر جانفي- هبة مشروطة؛ فقد عُلم: أنّ الشّرط غير معتبر؛ لأنّه غير محقّق الوقوع وقت تقديمها:
    - انتفاء التّدريس بـ«مدرسة المعالم».
    - جميع الأساتذة كانوا يدرّسون بـ «مدرسة الإبانة» فقط.
    وقد تقرّر في قواعد الفقه، وأصوله: «أنّ ما اشتُرط فيه عدّة شرائط ينتفي بانتفاء إحداها». ناهيك عن انتفاء كلّ الشرائط.
    وهذا يؤكّد: أنّ ما قدّمه لهذا الشّهر أيضا -أي: شهر جانفي- كان دعمًا، وليس هبة مشروطة -كما لقّنُوه-.

    قوله: «وانتهى شهر فيفري ووصل وقت رواتب الأساتذة الثّمانية للشّهر الثّالث».
    جوابه:
    أنّ هذا من الكذب وتلبيس المفتري، وتمويهه؛ وبيانه:
    1- أنّ راتب شهر فيفري هو أوّل راتب للأساتذة المشتركين؛ -وليس كما زعم أنّه راتب الشّهر الثّالث-؛ لأنّ افتتاح «مدرسة المعالم» كان في 23 جانفي؛ وشروع الأساتذة في التّدريس كان في 25 جانفي.
    2- أنّه خلال الأشهر الثّلاثة -نوفمبر ديسمبر جانفي-؛ جميع الأساتذة يدرّسون بـ «مدرسة الإبانة» فقط؛ و«مدرسة المعالم» مغلقة لم تفتح إلّا في نهاية شهر جانفي.
    3- رُفِض قبول الدّعم المقدّم لهذا الشهر.

    قوله: «فذهبت إلى المُنكِر مباشرة ... ثمّ انتهى المجلس وانصرفنا ولم أعطه المال الخاصّ برواتب الأساتذة المشتركين، بل أخذ راتبه فقط».
    وجوابه:
    أنّ هذا من تحرّيه للكذب؛ وإنّي لأتعجّب من المفتري، وجرأته على الكذب دون خَجَل ولا وَجَل؛ والمحادثات الواتسابيّة، لا زالت محفوظة؛ وتوضيحه:
    - أنّه لم يكن هناك لقاء بيني وبينه أصلا؛ ولم أجتمع به يومئذ بتاتًا؛ وبيانه:
    - كانت بيني وبينه محادثة قصيرة عبر الواتسب، في يوم 03 مارس 2021 على الساعة: 07:21 مساء؛ فأجبته: «آسف جدّا أخي المحبّ أنا مريض».
    - ثمّ أجابني على السّاعة 8 مساء، بقوله: «الله المستعان طهورا إن شاء الله وأسال الله أن يحفظك ويدخلك الجنّة وأسال الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يجعل هذا المرض في ميزان حسناتك».
    - ثمّ أرسل إليّ رسالة أخرى -بعدما اعتذرت له عن اللّقاء- على الساعة: 23:04 ليلا، جاء فيها: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخ لقد تركت أمانة عند عبد الرّحمن ابنك وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا على خدمة هذه الدّعوة المباركة».

    يتبع (...)

    وكتب:
    عبد المجيد جمعة
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2023-03-21, 09:53 AM.

  • #2
    جزاكم الله خيرا فضيلة شيخنا الوالد وبارك فيكم وفي علمكم وعمركم، ونسأل الله أن يكفينا وإياكم شر كل ذي شر .

    تعليق


    • #3
      أحسن الله إليكم شيخنا الحبيب على إلجام أولئك الكذبة بهذه الوقائع والحقائق ورحم الله الإمام سفيان الثوري لمَّا قال «لما لستعملوا الكذب استعملنا لهم التاريخ»
      فالتاريخ يشهد على كذبهم

      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب وبارك فيك ونفع الله وبارك فيكم

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله شيخنا الحبيب جمعة

          تعليق


          • #6
            جزاكم الله خيراً شيخنا الحبيب ورفع قدركم وحفظكم من كل سوء.

            تعليق


            • #7
              حفظكم الله وجزاكم خير الجزاء

              تعليق

              الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
              يعمل...
              X