إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سنة المدافعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سنة المدافعة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    سنّة المدافعة

    سنّة المدافعة أو التّدافع أو الدّفع مصطلح حركي، والأصل في الاصطلاح عدم المشاحّة إلى أن يكون مدلول المصطلح أو الغاية من ورائه غير مشروعة.
    والأصل في مصطلحات الحركيّين المخالفة لمفاهيم أهل السّنّة[1]؛ لأنها لو كانت موافقة لما احتاجوا أن يصطلحوا اصطلاحات جديدة ليست عند أهل السّنّة.
    واستخدم بعض العلماء لمثل هذه الاصطلاحات في معانيهما الصّحيحة لا يسوغ التّوسع فيها والغفلة عن معانيها الباطلة والتي كانت السّبب في اصطلاحها ابتداء.
    وإن كان الواجب عدم استعمالها إذا لم تسلم من المعاني الباطلة المرادة لأهل الباطل.
    وهذا المصطلح أخذوه من قوله تعالى: ﴿وَلَوۡلَا دَفعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعضَهُم بِبَعضِِ لَّفَسَدَتِ ٱلأَرۡضُ﴾، ومن قوله: ﴿وَلَوۡلَا دَفعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعضَهُم بِبَعضِِ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعُُ وَصَلَوَٰتُُ وَمَسَـٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسمُ ٱللَّهِ كَثِيرََا‌ۗ﴾.

    [المعاني الصّحيحة للمدافعة في القرآن الكريم]

    أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَوۡلَا دَفعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعضِِ لَّفَسَدَتِ ٱلأَرۡضُ﴾.
    في تفسير ابن جرير: عن مجاهد قال: ولولا دفاع الله بالبَرِّ عن الفاجر، وببقيّة أخلاف النّاس بعضهم عن بعض لهلك أهلها. وعن أبي مسلم قال: "سمعت عليًّا يقول: لولا بقيّة من المسلمين فيكم لهلكتم".
    وقال ابن كثير -رحمه الله-: لولاه يدفع عن قوم بآخرين؛ كما دفع عن بني إسرائيل بمقاتلة طالوت وشجاعة داود لهلكوا.
    وفي تفسير ابن أبي حاتم: عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: يَدْفَعُ اللَّهُ بِمَنْ يُصَلِّي عَمَّنْ لَا يُصَلِّي، وَبِمَنْ يَحُجُّ، عَمَّنْ لَا يَحُجُّ وَبِمَنْ يُزَكِّي عَمَّنْ لَا يُزَكِّي. وعَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: لَوْلا مَا يَدْفَعُ اللَّهُ بِأَهْلِ الْحَضَرِ عَنْ أَهْلِ الْبَدْوِ، لأَتَاهُمُ الْعَذَابُ قُبُلا، وعن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: لَوْلا الْقِتَالُ وَالْجِهَادُ.
    وفي تفسير الألوسي: ﴿وَلَوۡلَا دَفعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعضَهُم﴾ وهم أهل الشّرور في الدّنيا أو في الدّين أو في مجموعهما ﴿بِبَعضِِ﴾ آخر منهم يردهم عمّا هم عليه بما قدره الله تعالى من القتل كما في القصّة المحكيّة أو غيره.
    قال السّعدي رحمه الله: لولا أنّه يدفع بمن يقاتل في سبيله كيد الفجّار وتكالب الكفّار لفسدت الأرض باستيلاء الكفّار عليها وإقامتهم شعائر الكفر ومنعهم من عبادة الله تعالى، وإظهار دينه.

    [المعنى الباطل للمدافعة المراد لأهل الأهواء]

    والمعنى الباطل الذي ينطلق منه أهل التّحزب الحركيّين هو حمل أتباعهم المخدوعين على منابذة خصومهم والوقوف في وجههم باسم سنّة التّدافع أو المدافعة وخاصّة في وجه حكّام المسلمين الذين لا ينتمون لتياراتهم الحركيّة، وهم لا يبرزون هذا المعنى صريحا وإنّما يحومون حوله حتّى لا يرفض مشروعهم التّخريبيّ.
    قال المنجّد -القطبيّ- بعد ذكره لهذه السّنّة وتفصيله لها: "نتيجة المدافعة: يحدث للمسلمين تمكين واستخلاف، وهي سنّة أخرى من السّنن الإلهيّة التّي تتمّ على الأرض"! وهو مقصودهم الوحيد من سنّة المدافعة.
    ومن خلال أقوال أهل العلم في تفسير الآية لا نرى هذا المعنى في ردّ إنكار المنكرات الصّادرة عن ولاة الأمور؛ بل لا يوجد هذا المعنى إلّا عند الحركيّين والتّكفيريّين وأضرابهم.

    * * *

    ـــــــــــــــــــــــــــــتـــــــ
    [1] والاصطلاحات المستخرجة من القرآن الكريم عند الحركيّين كثيرة لحدّ العبثيّة، فهم يأتون للكلمة من القرآن يريدونها متّكأ لغرض ما فيجعلونها مصطلحا أو سنّة إلهيّة أو كونيّة، وهذا إن دلّ إنمّا يدلّ على جهلهم بالقرآن وقلّة توقيرهم له، فكم من قضيّة فرعيّة في القرآن جعلوها قضيّة أساسيّة وسنّوا المصطلحات لها.
    انظر عند المنجّد -وهو من منظريهم- مثلا: سنّة الزّبد، سنّة الإهلاك للمترفين ونجاة المصلحين، سنّة الله في النّصر، سنّة الله في الاستدراج والإملاء، سنّة الله في الابتلاء والتّمحيص، سنّة الله في التّغيير، سنّة التّدافع والتّمكين، سنّة المداولة، سنّة الهداية والإضلال.
    والخير كلّه في مصطلحات أهل العلم الرّاسخين المتمكّنين من علوم الشّريعة ومن فهم الكتاب والسّنّة المتلقّين علومهم كابرا عن كابر، سلسلة متّصلة إلى أصحاب النّبيّ ﷺ سلف هذه الأمّة الكرام وعلمائها الأعلام.
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2022-08-29, 02:59 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا أخي الفاضل أحمد

    تعليق


    • #3
      وإياك أخي الكريم

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
      يعمل...
      X