إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأدلة الجلية على اتصاف الصعافقة الجدد بصفات الحدادية وكثير من النحل الردية الجزء الثاني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأدلة الجلية على اتصاف الصعافقة الجدد بصفات الحدادية وكثير من النحل الردية الجزء الثاني

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الأدلة الجلية
    على اتصاف الصعافقة الجدد بصفات الحدادية
    وكثير من النحل الردية
    [الجزء الثاني]
    ــ . ــ


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه، أما بعد:
    تقدم والحمد لله بيان بعض الصفات الرديَّة التي اتَّصف بها الصعافقة الجدد في هذه الفتنة ومنها:
    - الحدادية المقيتة والتي تجلت في:
    1- كتابتهم بالأسماء المستعارة والكنى المبهمة والمعرفات المجهولة.
    2- رفضهم أصول أهل السنة والجماعة في مراعاة المصالح والمفاسد، كما تجاهلوا النصوص القرآنية والنبوية في مراعاة المصالح والمفاسد والأخذ بالرخص وأرادوا تكبيل المنهج السلفي وأهله بآصارهم وأغلالهم المهلكة.
    3- إسقاطهم لعلماء السنة المعاصرين وتنقصهم لهم ورد أحكامهم القائمة على الأدلة والبراهين وخروجهم عليهم وطعنهم فيهم وفي مناهجهم وأصولهم القائمة على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح.
    4- تسترهم ببعض علماء السنة مكراً وكيدا مع بغضهم لهم ومخالفتهم في أصولهم ومنهجهم ومواقفهم ليتمكنوا من إسقاط من يحاربونهم من أهل السنة وليتمكنوا من الطعن فيهم وتشويههم وتشويه أصولهم وليحققوا أهدافهم في تشتيت أهل المنهج السلفي وضرب بعضهم ببعض. (والعالم الذي تسترت به هذه الشرذمة في هذه الفتنة هو الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله).
    5- الدعوة إلى التقليد.
    6- افتراؤهم على الشيخ ربيع حفظه الله والشيخين لزهر وعبد المجيد جمعة حفظهما الله بأنهم مرجئة.
    7- تدرجهم في إسقاط علماء السنة وفقهاء الملة بطرق ماكرة ومنها: نشرهم لعلمهم عند الخوف وطعنهم فيهم عند الأمن.
    8- تعاونهم على الإثم والعدوان والبغي والتناصر على الكذب والفجور والتأصيلات الباطلة.
    9- المكابرة والعناد والإصرار على الباطل والتمادي فيه والجرأة العجيبة على تقليب الأمور بجعل الحقِّ باطلاً والباطل حقًّا والصدق كذباً والكذب صدقاً وجعل الأقزام جبالاً والجبال أقزاماً, وتعظيم ما حقَّر الله وتحقير ما عظَّم الله ورمي خصومهم الأبرياء بآفاتهم وأمراضهم المهلكة.
    هذه جملة صفات تقدمت من صفات الحدادية والتي اتصف بها هؤلاء الصعافقة الجدد فهم حدادية بجدارة بالإضافة إلى اتصاف بعضهم بالسرورية الغالية والخارجية المنحرفة والتي تجلت في طعنهم في الحكام وتشهيرهم بهم وذكرهم لمثالبهم وتهييج الغوغاء عليهم.
    وإلى باقي صفاتهم التي شابهوا فيها الحدادية وبعض النحل الرديَّة ومن أقبحها وأشنعها: الغلو في الأشخاص والولاء والبراء عليهم وعلى أقوالهم.
    قال العلامة ربيع حفظه الله ورعاه في المقال نفسه:
    - الوجه الثالث عشر: الولاء والبراء على أشخاص كما يفعل الروافض في ولائهم الكاذب لأشخاصٍ من أهل البيت, لكنَّ هؤلاء يُوالون ويُعادون على أشخاصٍ من أجهل الناس وأكذبهم وأفجرهم وأشدهم عداوة للمنهج السلفي وعلمائه, وتقديس هؤلاء الجهال المغرقين في الجهل والمعدودين في الأصاغر بكل المقاييس ديناً وسناً ومنهجا وعقيدة ممن لا يعرفون بعلم ولا خلق إسلامي ولا أدب إسلامي ولا إنساني.
    انظر كيف أقاموا الدنيا وأقعدوها لما انتقد الشيخ عبيد الجابري أحد قادتهم الأطفال فرفعوا من شأن هذا الطفل سنا وعلما وأخلاقا, وأوسعوا الشيخ عبيداً الجابري طعناً وتحقيراً بعد أن كانوا يبالغون في تعظيمه كعادتهم في العلماء غيره حيث كانوا يتظاهرون بتعظيمهم فلمَّا خالفوا أباطيل رمزهم الحالي وخالفوهم في أباطيلهم وجهالاتهم وأكاذيبهم أوسعوهم طعناً وتكذيباً وتحقيراً (!!).
    فحالهم كحال اليهود مع عبد الله بن سلام أحد أحبار بني إسرائيل الذي أكرمه الله بالإسلام ,فقد أخرج البخاري في صحيحه (3151) بسنده إلى أنس رضي الله عنه قال: ( بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فأتاه فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة ؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة ؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شيء ينزع إلى أخواله ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خَبَّرَنِي بهن آنفا جبريل قال: فقال عبد الله: (ذاك عدو اليهود من الملائكة )! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها) قال: أشهد أنك رسول الله ثم قال: يا رسول الله إن اليهود قوم بهت إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أي رجل فيكم عبد الله بن سلام" قالوا أعلمنا وابن أعلمنا وأَخْيَرُنَا وابنُ أَخْيَرِنا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( أفرأيتم إن أسلم عبد الله قالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله إليهم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقالوا شرُّنَا وابن شَرِّنا ووقعوا فيه) (!) .
    قال الحافظ في الفتح (298/7) شرح حديث (3911) : ( في رواية يحيى بن عبد الله فقلت : يا رسول الله ألم أخبرك أنهم قوم بهت أهل غدر وكذب وفجور , وفي الرواية الآتية : " فنقصوه ، فقال : هذا ما كنت أخاف يا رسول الله ) .
    والشاهد من هذا أنَّ اليهود لما ظنوا أن عبد الله بن سلام سيبقى على ضلالهم وباطلهم مدحوه وقالوا خيرنا وابن خيرنا, ولما أعلن الحق انقلبوا فوراً فذموه فقالوا شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه.
    وهكذا يفعل هؤلاء القوم كرَّات ومرَّات مع أفاضل أهل السنة والحق يمدحونهم لأغراض بيَّتوها في أنفسهم فلما واجهوا أباطيلهم وخالفوهم طعنوا فيهم واحداً تلو الآخر وحاربوهم, وكلما زاد العالم بياناً لباطلهم زادوا طغياناً وكذباً وبهتاً له وفجوراً في حربه إلى تصرفات ومقالات مُسِفَّة يخجل منها كل فرق الضلال.
    ومع كل هذا الفجور والمخازي والضلال يَدَّعُون كذباً وزوراً مفضوحاً أنهم هم أهل السنة (!) ويتمادحون بذلك, فيقال لهم ما روي عن عمرو بن العاص-رضي الله عنه-أنه قال لمسيلمة لما ادَّعَى النبوة وشرع يقرأ على عمرو-رضي الله عنه-أكاذيبه التي يسميها قرآنا فقال له: (والله إنك لتعلمُ أَنِّي أعلم أنَّك كاذب)؛
    فكل السلفيين -لا عمرو واحد- يعلمون أنَّكم كذَّابون في كل ما واجهتم به أهل السنة ويعتقدون فيكم أنكم تعلمون أنَّكم كذَّابون ولن تضروا الإسلام بشيء ولن تضروا السلفية وأهلها بشيء وثِقُوا أنَّكم لا تُهلكون إلا أنفسكم في الدنيا والآخرة إن لم تتوبوا إلى الله توبة نصوحا وإن أفرحتم أعداء الله وأعداء المنهج السلفي فلن يضر ذلك هذا المنهج العظيم كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) صحيح مسلم (1920)
    وقد بوَّب الإمام البخاري في صحيحه : (باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم -: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ) وهم أهل العلم).

    التعليق:
    وهذا الوجه أيضا منطبق عليهم، متوفر فيهم، ووالله لكأنّ الشيخ حفظه الله ورعاه يتكلّم عن هؤلاء الصعافقة الموجودين بيننا، ويصفهم بما نراه بأعيننا، ويلمسه فيهم كل واحد منا، وبيان ذلك:
    - فوصفهم أنهم يعقدون الولاء والبراء على أشخاص كما يفعل الروافض في ولائهم الكاذب لأشخاصٍ من أهل البيت: وهؤلاء الصعافقة الجدد والله إنهم ليعقدون الولاء والبراء في شخص الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله، وكما أن سبب ذلك عند الرافضة وكذا الحدادية غلوهم فيمن يعقدون الولاء والبراء فيه، وتقديسهم له، فهؤلاء كذلك إنما عقدوا الولاء والبراء في الشيخ بسبب غلوهم فيه، وتقديسهم له؛ ومما يدل على ذلك منهم الوجوه الآتية فتأملها يا رعاك الله:
    1- من غلوهم فيه: زعم أحدهم أن النظر في وجه الشيخ مرشد إلى الحق:
    - غرد المدعو أبو عائشة محمد قدور قائلا في 12/11/ 2021م: "بأي حق يصد السلفي عن حضور مجالس إمام الجزائر ومفتيها وعالمها؟! وأي ذنب ارتكبه هذا السلفي حتى يحرم هذا الخير العظيم؟! وما المانع أن يقال -الآن-: إنّ النظر في وجه الشيخ مرشد إلى الحق؟! أو لعلنا نخفف فنقول:" إن الاستماع للشيخ مرشد للحق"!
    التعليق:
    غلوّ عظيم في الشيخ فركوس حفظه الله حيث جعل مجرد النظر إلى وجهه مرشدا للحق، وكأنه دليل في ذاته فمن نظر إليه علم الحق واطلع عليه، فهذا كلام باطل قطعا وغلو مرفوض شرعا، فالعالم بشر يصيب ويخطئ، ويهم ويسهو، ويزل بل قد يضل.
    ثم أراد أن يخففها بقوله: إن الاستماع للشيخ مرشد إلى الحق، وهو أيضا كلام باطل، وعن الدليل عاطل؛ لا يقوله إلا أهل الغلو في الدين، من المخالفين لسنة سيد الأنبياء والمرسلين، القائل: "لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ" رواه البخاري رحمه الله من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
    ومما ينبه إلى خطأ هذا الغالي، جواب السؤال التالي:
    سئل سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله ورعاه:
    عندي سؤال شيخ أحد المتصلين في أول هذه الحلقة في بدايتها قال: إن النظر إلى وجه العالم عبادة؛ القول هذا يصح أو لا؟
    جواب الشيخ: "هذا خطأ ليس له أصل... هذا خطأ؛ العالم يخطأ ويصيب وهو على خطر، أسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يوفق إلى الصواب[1]".
    إذن العالم يخطئ ويصيب، بل أعظم من ذلك هو على خطر، فكيف يكون الاستماع إلى من هذا حاله مرشدا إلى الحق فضلا عن النظر إليه؟ إنّه كلام يحوم حول ادعاء العصمة لأحد علماء الأمة، فإن كان هذا حام حوله، فكلهم يقولونه بلسان حالهم حينما يريدون فرض اجتهاداته على غيرهم.
    ثم إنك لتعجب حينما تعلم أن هذا الشخص الغالي هو نفسه الذي طعن في العلامة الفوزان، وعرَّض بالشيخ السحيمي حفظهما الله، كما تقدم.
    2- ومن غلوهم فيه: تشبيه أحدهم للشيخ فركوس حفظه الله بكلام الله سبحانه:
    - نشر المدعو محمد أبو عبد المعز قائلا: "قل لئن اجتمعت الصعافقة والجن على أن يأتوا بمثل الشيخ فركوس لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا" هذه صلابة إيمانه وتمسكه بالحق، لا يخشى غضب السلطان ويحتمل السجن والأذى ولو كان الموت" حفظك الله شيخنا الفاضل".
    التعليق:
    غلو فاحش وجرم كبير، فهل يريد تشبيه الشيخ بصفات الله سبحانه القائل جل وعلا: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)} سورة الإسراء.
    أم ماذا يريد؟
    وفي أفضل أحواله إن أحسنا الظن به؛ أنه يريد لا يوجد في الدنيا مثله، ولا يمكن للصعافقة والجن معهم أن يذكروا لنا عالما يساميه ويساويه؛ في صلابة إيمانه، وتمسكه بالحق، وكونه لا يخشى غضب السلطان، ويحتمل السجن والأذى، ولو كان الموت، وهذا الاحتمال مع كون أحسن الاحتمالات غلو كبير، وتقديس خطير، وقدح فيمن سوى الشيخ من العلماء الأجلاء، نسأل الله السلامة والعافية.
    3- ومن غلوهم فيه: تخصيص أحدهم الشيخ وحده بالدعاء بالحفظ:
    - قال المدعو أبو جويرية السلفي: "حفظ الله الشيخ فركوس وحده... آمين".
    التعليق:
    سبحان الله ما هذا الغلو الفاحش، كيف يسأل الله سبحانه أن يحفظ الشيخ وحده دون غيره؛ فهل يريد الهلاك لغيره من العلماء والدعاة، بل وللمسلمين والمسلمات؟ لقد غلب على هذا الرويبضة الغلو في الشيخ والتقديس له إلى درجة تمنيه أن يُحفظ وحده دون كل من سواه.
    عن أَبَي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي صَلاَةٍ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ وَهْوَ فِي الصَّلاَةِ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلاَ تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا. فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لِلأَعْرَابِيِّ:" لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعًا". يُرِيدُ رَحْمَةَ اللَّهِ. رواه البخاري رحمه الله.
    قال ابن بطال رحمه الله في شرحه على البخاري ج9 ص220: "وأما إنكار النبي على الأعرابي الذى قال: اللهم ارحمني ومحمدًا ولا ترحم معنا أحدًا، بقوله:" لقد حجرت واسعًا" ولم يعجبه دعاؤه لنفسه وحده، فلأنه بخل برحمة الله على خلقه، وقد أثنى الله على من فعل خلاف ذلك بقوله: "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا" سورة الحشر من الآية 10، وأخبر تعالى أن الملائكة يستغفرون لمن في الأرض، فينبغي للمؤمن الاقتداء بالملائكة والصالحين من المؤمنين ليكون من جملة من أثنى الله عليه ورضي فعله، فلم يخص نفسه بالدعاء دون إخوانه المؤمنين حرصًا على شمول الخير لجميعهم" اهـ.
    فالأعرابي على الأقل أدخل نفسه في دعائه، وأشرك نفسه مع نبينا صلوات الله وسلامه عليه، أما هذا الغالي فحتى نفسه لم يدخلها، فضلا عن سائر العلماء والمشايخ والوالدين والأقربين ونحوهم والله المستعان.
    4- ومن غلوهم فيه: غلوهم في البيان الذي كتبه نصيحة لإخوانه:
    أ- حيث جعل أحدهم تجاوز البيان مجازفة خطيرة وكأنه تجاوزٌ لكتاب الله أو لسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه:
    - نشر المدعو أبو جويرية السلفي قائلا: "محاولة تجاوز بيان الشيخ وإقامة الدروس قبل التوبة والرجوع مجازفة خطيرة تحمل في طياتها تقزيما للشيخ فركوس..."
    التعليق:
    والسؤال الذي ينبغي لمثل هذا الغالي أن يجيب عنه هو: أليس كلام الشيخ اجتهادا منه يحتمل الخطأ والصواب؟ فكيف يكون التارك له مجازفا مجازفة خطيرة ومقزما للشيخ فركوس؟ هذا لو كان كلام الشيخ مُدللا عليه، مُبرهنا على جمله، فكيف وهو كلام مجمل لم تذكر أدلته إلى الساعة.
    ومثله:
    ب- استنكار الردود على الشيخ واعتبار ذلك ضربا لشهادة للتاريخ عرض الحائط وكأنها وحي لا يجوز تجاوزه ولا مخالفته فضلا عن رده والاعتراض عليه.
    - غرد المدعو أبو جابر قتادة قائلا: "كثرت الردود على إمام الدعوة السلفية التي من قبل كانت مشافهة والآن صارت مكتوبة!! فهل هو منحى آخر وضرب ما جاء في شهادة للتاريخ عرض الحائط وإقصاء الشهادات؟؟ فهي على منوال الصعافقة وربما فاقت هذه جاءت مبكرة ومركبة".
    التعليق:
    اعلم رحمك الله أن سبب أمثال هذه الكلمات، وتلكم الأحكام الجائرات؛ هو تضيع هؤلاء لأصول وقواعد أهل السنة والجماعة، وغلوهم في الشيخ غلوا في غاية القبح والبشاعة، ومن القواعد التي ضيعوها وحملهم تضيعهم لها على مثل هذا الغلو الفاحش:
    1- قول العالم يستدل له ولا يستدل به، فكلام العالم ليس دليلا في نفسه، وإنما هو في حاجة إلى دليل يدعمه.
    2- كما أن العبرة بدليل العالم لا بمنزلته ومكانته.
    3- وكل يؤخذ من قوله ويترك إلا المعصوم صلوات الله وسلامه عليه، كما قال الإمام مالك رحمه الله، بل على هذا إجماع السلف وأئمتها، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" ص71: "وَقَدْ اتَّفَقَ سَلَفُ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتُهَا عَلَى أَنَّ كُلَّ أَحَدٍ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ إلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" اهـ.
    وقد جاء هذا المعنى عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَفَعَهُ- قَالَ: "لَيْسَ أَحَدٌ إِلَّا يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُدَعُ غَيْرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ–" رواه الطبراني في المعجم الكبير. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَرِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ.
    4- بل أعظم من ذلك ليس يترك قوله وفقط وإنما يرد عليه كما قال الإمام مالك رحمه الله: "ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم".
    قال العلامة الفوزان حفظه الله شارحا لهذا الأثر في تعليقه المسمى "التعليق المختصر المبين على قرة عيون الموحدين" ص668-669: "هذا الإمام مالك أيضا أحد الأئمة الأربعة يقول هذه الكلمة: "ما منا" معاشر العلماء "إلا راد ومردود عليه" راد على غيره ومردود عليه من غيره "إلا صاحب هذا القبر" يعني الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه قال هذا في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.
    فدلت كلمة الإمام مالك على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يرد عليه أبدا، وإنما يجب قبول ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم والتسليم له: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)} سورة النساء، الرسول لا يرد عليه لأنه عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، ولا يعارض حديثه صلى الله عليه وسلم بالآراء والأفكار.
    أما العلماء فيجوز الرد عليهم إذا أخطأوا وإن كانوا كبار الشأن، إذا أخطأوا يجوز الرد عليهم، وهم يفرحون بهذا، لأنهم لا ينتصرون لأنفسهم وإنما ينتصرون للحق؛ فإذا رد عليهم أحد ونبههم على الخطأ فإنهم يفرحون بذلك، ولا يجدون في أنفسهم حرجا، أما ذاك الذي إذا رد عليه يغضب، هذا دليل على أنه يعظم نفسه، ولا يعظم السنة، وإنما يعظم نفسه نسأل الله العافية" اهـ.
    ت- ونصح آخر بأن يدرس البيان بالجامعات لطلبة العلوم الشرعية:
    - نشر منعم النسر قائلا: "تعلمنا الكثير بفضل الله عز وجل من هذا البيان ينبغي أن يدرس بالجامعات لطلبة العلوم الشرعية".
    التعليق:
    هكذا قال هذا المسكين مع أن البيان لا يعدو أن ذكر الشيخ فيه جملة انتقادات على إخوانه؛ بنى عليها قراره بعدم الاستمرار في العمل الجماعي معهم، وهو بيان مجمل لم يذكر الشيخ أدلته على ما قال فيه، فما هي الفوائد الكثيرة التي يمكن أن يكون مثل هذا قد تعلمها منه ويريد لأجلها أن يقرر في الجامعات على طلبة الشريعة؟
    فهل هو متن في التفسير وأصوله؟.
    أو في الفقه وأبوابه وقواعده وأصوله.
    أو في المصطلح وقواعده.
    أو في العقيدة ومسائلها ودلائلها.
    أو في اللغة وفنونها. أو أو ....
    هلّا طلب على الأقل أن تدرس بعض كتب الشيخ مثلا؟ ولكنه الغلو الفاحش في الشيخ حفظه الله، وفي البيان الذي لم ينتفع أحد به:
    - لا ممن خالف الشيخ فيه لأجل خلوه من الأدلة التي تلزم الناس بمضمونه.
    - ولا ممن وافقه عليه إذ لم يستطيعوا أن يقنعوا أحدا به لإجماله وعدم مقدرتهم على إقامة الحجج والبراهين على جمله وأحكامه.
    - ثم اعلم رحمك الله أن المسمى نبيل باهي -وهو مقدم اليوم عند القوم- صرح بأن البيان مجمل غير مفصل في صوتية منشورة عنه حيث قال: "ومن أجل ذلك بيان الشيخ فركوس حفظه الله تبارك وتعالى لم يأت هكذا والمتأمل في بيان الشيخ فركوس جزاه الله خيرا يعلم رحمة هذا العالم بهذه الدعوة وشفقته على المدعوين وأن سبب إجماله في البيان هو رحمة بهذه الدعوة أجمل ولم يفصل لأنه لو فصل لفتح بابا في التشفي في هذه الدعوة وفي التشفي في مشايخها لكنه أجمل جزاه الله خيرا وكل ما ذكره في ذلك البيان وقف عليه واجتمعت عنده أدلة كثيرة كما وقف عليها أخوك..... بل رحمة بهذه الدعوة أجمل ولم يفصل كما أسلفت لك حتى يرجع المخطئ وينيب ويتوب إلى الله عز وجل من وقع في الخطأ ومجرد أنك تمسك كلام الشيخ فركوس وتقرؤه بتمعن وبحسن ظن به بإذن الله تعالى تتبين لك كثير من الأمور...."اهـ.
    قلت: إذن هو أقر بوجود الإجمال في بيان الشيخ، أما تأويله لهذا الإجمال بأنه رحمة بهذه الدعوة التي فسرها بأمرين اثنين وهما:
    الأول: حتى لا يفتح بابا في التشفي في هذه الدعوة وفي التشفي في مشايخها.
    الثاني: حتى يرجع المخطئ وينيب ويتوب إلى الله عز وجل من وقع في الخطأ.
    فهو تبرير بارد، وعلة عليلة؛ لأن خروج البيان هو في حد ذاته فتح لباب التشفي في المشايخ والدعوة التي يحملونها، ويدعون إليها، وبخاصة والأدلة التي كانت سببا لهذا البيان غير ظاهرة ولا مذكورة، فيقول الأعداء أنظروا كيف انقسموا بينهم دون أدنى موجب لذلك منهم، فالأدلة لو ظهرت والتفصيل لو ذكر لكان أعظم مانع من التشفي لو كنتم تعقلون.
    أما تعليل عدم التفصيل حتى يرجع المخطئ عن خطئه ويتوب وينيب فهو مردود أيضا لأنه كيف يتوب من لم تقم عليه الحجة على الوقوع في الذنب؟ وكيف يرجع من يُطَالِبُ بدليل خطئه حتى يرجع عنه ثم لا يُدل عليه ولا يُمكَّن منه، بل يُزعم كما قال هذا المتهوك أن من رحمة الشيخ به أن لا يدله عليه؟ والله إنه لفكر معكوس وتفكير منكوس.
    فالرحمة يا هذا في إبراز الأدلة والاعتماد عليها، وإلزام الناس بها، لا بالإجمال الذي لا ينفع في مثل هذه الأحوال، ولا يلزم في منهج أهل السنة الرجال.
    ثم تفسيرك وتعليلك هذا مرفوض عند غيرك ممن هو على نفس طريقك، بل ضعيف على حسب المنقول عن الشيخ نفسه حيث نُقل عنه أن البيان من قبيل الجرح المفسر:
    نقل بعدة أسانيد مهلهلة عن المدعو محمد أبو أنس أنه سأل العلامة فركوسا حفظه الله وكان المنشور كالتالي: "سئل فضيلة الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله عن بعض الإخوة أنهم يتناقلون ويقولون أن المؤاخذات التي ذكرتموها في بيانكم (شهادة للتاريخ) هي عبارة عن جرح مفسر في حق هؤلاء المشايخ فهل هذا الكلام صحيح؟؟
    فأجاب حفظه الله: "نعم الكلام والمخالفات التي ذكرتها في البيان هي عبارة عن جرح مفسر وأنا جرحت هؤلاء المشايخ على طريقة الإمام الألباني وليس على طريقة الشيخ ربيع
    ".
    ثم قال الشيخ للسائل أن هناك أمورا أخرى ولكن أستحي أن أذكرها.
    وسئل الشيخ أيضا عن لفظة "الملبس" التي أطلقت على ش لزهر فقال: نعم هي كلمة الحق (هكذا).
    ومما جاء في هذه المكالمة أن الشيخ أظهر تأييدا لصوتية الأخ الطيب الونشريسي وفقه الله..

    [مكالمة هاتفية يوم الجمعة 03 رجب 1443ه بين الأخ محمد أبو أنس من أرزيو والشيخ العلامة المجدد محمد علي فركوس حفظه الله].
    فبقول من نأخذ وعلى كلام من نعتمد؟.
    ث- زعم آخر أن البيان ترجم للغة الروسية من باب التنويه به والتعظيم لشأنه:
    - نشر المدعو أبو عبد الله على صفحته قول المدعو زرارقة: "صدقني يوجد إخوة في روسيا نعرفهم ترجمو شهادة للتاريخ وراهم يقروها في روسيا.
    الأخ زرارقة من خروبة وهران اليوم
    ".
    التعليق:
    اعلم رحمك الله أن الترجمة إلى اللغات الأخرى لا تعني بالضرورة صحة المترجم وقوته، وتضمنه للحق الذي دل الدليل عليه؛ فكم هي الكتب المترجمة إلى اللغات العديدة وهي ضارة غير مفيدة، وهذا لا أقوله طعنا في البيان ولا تشبيها له بما ترجم من كتب اليهود والنصارى والفرس واليونان، وإنما بيانا للحقيقة التي يغفل عنها أمثال هؤلاء الغالين، ويتعامى عنها أضراب أولئك المبطلين الجاهلين.
    ثم من هو الذي ترجم البيان؟ هل هو عالم من العلماء قرأه فأقره ورأى الضرورة لترجمته ليعم النفع به أم هم مجاهيل وجهال لا وزن لهم ولا لأفعالهم في ميزان العلم وعند أرباب الحجى والفهم؟.
    ج- ومن غلوهم في البيان ردهم الناس إليه واستدلالهم عليهم به:
    وهذا كثير منهم لا يخلو كل من سار على طريقهم وانتهج منهجهم من أن يفعله ويردده ويكرره، فأنت كلما طالبتهم بالدليل على ما جاء من انتقادات في البيان قال لك أحدهم ارجع إلى البيان أو أرسل لك البيان وكأن البيان دليل في نفسه وحجة بذاته.
    بل من العجائب والغرائب التي نطق بها هذا المفتون المتلون المسمى نبيل باهي في صوتيته المعلومة قوله: "ومجرد أنك تمسك كلام الشيخ فركوس وتقرؤه بتمعن وبحسن ظن به بإذن الله تعالى تتبين لك كثير من الأمور".
    إذن البيان عنده دليل في ذاته لا يحتاج من قارئه حتى ينتفع به إلا أن يقرأه أولا: بتمعن، وثانيا: بحسن ظن.
    وإنما وضع هذين القيدين من باب اتهام من لم يأخذ بالبيان وطالب بالدليل والبرهان بأنه إما لم يتمعن في قراءته أو لم يحسن الظن به وفي كلا الحالتين الخلل عنده في القارئ وليس في البيان والله المستعان.
    وهذا الكلام باطل وهو من أعظم التمحل، وبيانه:
    أولا: لقد قرأ البيان كثير من العلماء في الداخل والخارج، وكثير من الدعاة؛ ولم يوافقوا الشيخ عليه، ولا أيدوه على مضمونه، فهل يقال فيهم: إنهم لم يقرؤوه بتمعن، أو لم يحسنوا في الشيخ الظن؟.
    ثانيا: أن من قرأه ممن خالف الشيخ فيه، إنما قرأه وهو يحسن الظن في الشيخ -هذا إذا اعتبرنا بعضهم يسيء الظن به الآن- لأن الفتنة لم تكن يومئذ، وما كانت الصفوف منقسمة حينئذ؛ ولذلك فلا يمكن أن يكون سوء الظن هو سبب عدم الفهم، إذن لم يبق للمفتون إلا أن يقول لم يقرأه بتمعن؛ وهذا الوصف يشمل كما تقدم كل من خالف الشيخ فيه، ولم يؤيده عليه، من أهل العلم الثقات، والأئمة والدعاة، وطلبة العلم فضلا عن سائر السلفيين.
    ثالثا: أليس قد قرأتموه أنتم بحسن ظن، وكبير تمعن؛ فما بالنا طالبناكم، ولا زلنا نطالبكم بالأدلة الدالة على ما فيه من الانتقادات، ولم تأتوا إلى الساعة بها، ولو حتى ببعضها، وكل ما ذكره بعضكم فهي كلمات واهيات وأكاذيب باطلات وشبهات متهافتات.
    5- ومن غلوهم فيه: زعم أحدهم أن الله أعز السلفية وصان جنابها وحلاها وقارا وهيبة بسبب انتساب الشيخ إليها:
    - غرد خالد السلفي قائلا: الشيخ فركوس حفظه الله:
    "- شيخ هذا القطر ومفتيه ومعلم أهله، بل هو شيخ شيوخه، وأستاذ أستاذيه.
    - صار علما على السلفية والسنة، وقد أعزها الله وصان جنابها وحلاَها وقارا وهيبة بسبب انتساب الشيخ إليها.
    - أحيا الله به من الحق سننا وأحكاما، وقمع به من المخالفات والمحدثات
    ".
    التعليق:
    اعلم رحمك الله أن سبب أمثال هذه الكلمات الشنيعات، والأحكام الجائرات: الغلو الشنيع، وعدم معرفة قدر النفس، فبسبب غلو هذا المسكين في الشيخ فركوس حفظه الله، وعدم معرفته بقدر نفسه؛ تكلم بما لم يتكلم به العلماء الكبار فيمن هو أعلى مرتبة، وأكبر منزلة من الشيخ فركوس حفظه الله بمراحل؛ من العلماء العاملين، وكبار أئمة الدين، فهل صادفك فيما قرأت من كلام علماء السنة، وفقهاء الملة، من يطلق مثل هذه الأوصاف العظيمة، والألقاب الكبيرة على أحد من العلماء، أو فقيه من الفقهاء، ولكنه الغلو الذي لا يوجد مثله إلا عند الصوفية والرافضة، ومن رُبي على التعصب لأهل المنازل العالية، أو الأسماء المرموقة من المتمذهبة والمتحزبة؛ ولا شك أن هذا المتعصب الغالي على شاكلتهم، ويغرف من مثل مستنقعاتهم، حيث يقول هداه الله:
    [صار علما على السلفية والسنة، وقد أعزها الله وصان جنابها وحلاَها وقارا وهيبة بسبب انتساب الشيخ إليها]!
    إذن السلفية والسنة لم تكن عزيزة، ولا جنابها مصانا، ولا كانت محلاة وقارا وهيبة، حتى انتسب إليها الشيخ حفظه الله فاكتسبت كل هذه المكاسب بانتسابه إليها، وحَصَّلَتْ هذه الخصائص ببروزه بين أهلها!! فهل كانت السلفية ذليلة، وجنابها منتهكا، ولا وقار لها ولا هيبة، حتى انتسب إليها الشيخ فركوس حفظه الله؟ الأصل أن العبد ذليل ولا عزة له إلا بالإسلام كما جاء في الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فعَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الشَّامِ وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَأَتَوْا عَلَى مَخَاضَةٍ وَعُمَرُ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ فَنَزَلَ عَنْهَا وَخَلَعَ خُفَّيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَلَى عَاتِقِهِ، وَأَخَذَ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ فَخَاضَ بِهَا الْمَخَاضَةَ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْتَ تَفْعَلُ هَذَا، تَخْلَعُ خُفَّيْكَ وَتَضَعُهُمَا عَلَى عَاتِقِكَ، وَتَأْخُذُ بِزِمَامِ نَاقَتِكَ، وَتَخُوضُ بِهَا الْمَخَاضَةَ؟ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أَهْلَ الْبَلَدِ اسْتَشْرَفُوكَ، فَقَالَ عُمَرُ:" أَوَّهْ لَمْ يَقُلْ ذَا غَيْرُكَ أَبَا عُبَيْدَةَ جَعَلْتُهُ نَكَالًا لَأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّا كُنَّا أَذَلَّ قَوْمٍ فَأَعَزَّنَا اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ فَمَهْمَا نَطْلُبُ الْعِزَّةَ بِغَيْرِ مَا أَعَزَّنَا اللَّهُ بِهِ أَذَلَّنَا اللَّهُ" رواه الحاكم في مستدركه وذكره الإمام الألباني رحمه الله عند تخريجه للحديث رقم 52 من الصحيحة وقال: وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
    فهذا من صور الغلو في الشيخ العلامة محمد علي فركوس حفظه الله ورعاه وسلمه من شر هؤلاء الأوباش المحيطين به.
    6- ومن غلوهم فيه: زعم أحدهم أن الشيخ صار محنة يتميز بها السني الصادق من المبتدع الغارق:
    - غرد خالد السلفي قائلا: الشيخ فركوس حفظه الله:
    - نصر الله به السنة وأعز به الدين.
    - قد صار محنة يتميز بها السني الصادق من المبتدع الغارق.

    التعليق:
    من الغلو العظيم تعليق السنة بالأشخاص وربطها بهم، فيكون السني من اتبعهم ووافقهم، ولم يخالفهم في شيء من أمورهم، والمبتدع من لم يتبعهم، ولم يوافقهم، وخالفهم ولو في بعض أمورهم، وهذا الذي يرمي إليه هؤلاء الغلاة المتعصبة؛ يريدون أن يجعلوا اتباع الشيخ علامةً على السنة، ومخالفته علامةً على البدعة، وهذه هي العصبية المقيتة، والحزبية المُشتتة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى" ج20 ص8: "وَمَنْ نَصَّبَ شَخْصًا كَائِنًا مَنْ كَانَ فَوَالَى وَعَادَى عَلَى مُوَافَقَتِهِ فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ فَهُوَ "مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا" الْآيَةَ".
    فيكون هؤلاء الطاعنون في المشايخ والعلماء، والمتعصبون الغالون في الشيخ فركوس حفظه الله سنيين، بينما يكون من انتصر لأهل العلم وأثنى على الشيخ فركوس وإن خالفه في مسائل لم يقتنع بها من المبتدعة الضالين.
    فهذا المتكلم بهذا الكلام -مع ما فيه من نواقض السلفية ونواقصها من الطعن في علماء السنة والغلو في شخص الشيخ فركوس حفظه الله والولاء والبراء عليه وعلى فتاويه التي خالف فيها علماء الأمة- يرى نفسه سنيا سلفيا لا لشيء إلا لأنه مع الشيخ فركوس يقلده، وينصره، ويقول بقوله، أما من اتبع العلماء جميعا وأحبهم ولم يغلو في واحد منهم، بل يأخذ ويترك من أقوالهم -ومنهم الشيخ فركوس حفظه الله- فهو مبتدع غارق؛ لا لشيء إلا لأنه لم يقلد الشيخ فركوسا حفظه الله، ولم يوافقه على فتاويه الأخيرة، كما لم يوافقه على كلامه في مشايخ السنة بسبب عدم تقديمه الأدلة التي تدينهم وتوجب إسقاطهم.
    انظروا رحمكم الله كيف يقلب هؤلاء الغلاة الحقائق حتى يصيِّرون الحق باطلا والباطل حقا وقد تقدم أن هذا من أوصاف الحدادية.
    7- ومن غلوهم فيه: أن يرجو أحدهم من الله أن يكون المرجعية في الفتوى وفي معاملة المخالفين الشيخ فركوس حفظه الله:
    - غرد أبو عائشة محمد قدور قائلا: "لأجل هذه وغيرها، رجاؤنا من الله أن يكون المرجع في الفتوى وفي معاملة المخالفين إلى فضيلة الشيخ محمد علي فركوس، فإنه معروف بعلمه وحلمه وصرامته في هذا الباب، فلا يمدح لأجل الموافقة كما يفعلون، ولا يزكي من ليس أهلا للتزكية، كتزكيتهم لهذا الطائش الذي أصبح فجأة موجها في الساحة!".
    التعليق:
    غلو كبير إلى درجة أن يرجو هذا المسكين من الله سبحانه أن يكون المرجع في الفتوى وفي معاملة المخالفين إلى الشيخ فركوس وحده، وكأنهم لا يعون ما به يتكلمون، ولا يفقهون ما به يهرفون؛ ولكنه الغلو والتقديس الذي يفعل في صاحبه فعل الخمر في متعاطيه، ما معنى هذا الرجاء؟ هل يريد من الله سبحانه أن يهلك العلماء ولا يُبقي إلا الشيخ فركوسا حتى يرجع الناس إليه وحده دون كل من سواه؟ أم يريد أن يلقي الله في روع المسلمين أن لا عالم يستحق أن يرجع إليه في الفتيا إلا الشيخ فركوس حفظه الله؟ ألا يدري أن خير الأمة وسؤددها، ورجوعها إلى مكانتها التي تليق بها، وفلاح أفرادها في دنياهم وأخراهم مرتبط بانتشار العلم وانبساط سلطانه على الناس؛ الذي لا يكون إلا مع كثرة العلماء، ووفرة الفقهاء، وأن في ذهابهم وقلّتهم حلول البلايا ونزول الرزايا؟: عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ فَقَالَ:" اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلاَّ الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ". سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم-. رواه البخاري رحمه الله في الصحيح.
    وعَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ عَامٌ إِلاَّ وَهُوَ شَرٌّ مِنَ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ، أَمَا إِنِّي لَسْتُ أَعْنِي عَاماً أَخْصَبَ مِنْ عَامٍ وَلاَ أَمِيراً خَيْراً مِنْ أَمِيرٍ، وَلَكِنْ عُلَمَاؤُكُمْ وَخِيَارُكُمْ وَفُقَهَاؤُكُمْ يَذْهَبُونَ، ثُمَّ لاَ تَجِدُونَ مِنْهُمْ خَلَفاً وَيَجِيءُ قَوْمٌ يَقِيسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ" رواه الدارمي.
    ورواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله بلفظ: عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "لَيْسَ عَامٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، وَلَا أَقُولُ: عَامٌ أَمْطَرٌ مِنْ عَامٍ وَلَا عَامٌ أَخْصَبُ مِنْ عَامٍ وَلَا أَمِيرٌ خَيْرٌ مِنْ أَمِيرٍ وَلَكِنْ ذَهَابُ خِيَارِكُمْ وَعُلَمَائِكُمْ، ثُمَّ يُحَدِّثُ قَوْمٌ يَقِيسُونَ الْأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ فَيُهْدَمُ الْإِسْلَامُ وَيُثْلَمُ".
    فالخير مع كثرة العلماء ووفرتهم، وانتشارهم في بلاد الله يعلِّمون النَّاس ويوجِّهونهم، ويفتونهم فيما يعنُّ لهم، ويردُّونهم إلى دين ربهم، أولئك الذين لا يرون أن يُحمل الناس على قول واحد منهم؛ لعلمهم بأنهم يصيبون ويخطئون، وأن العلم كثير، والعمر عن تحصيل أكثره فضلا عن كله قصير، ولذلك فجملته موجودة عند جملتهم، ولأجل مثل هذه الحقائق التي لا تخفى عليهم جاء عن الإمام مالك النهي عن حمل الناس على كتبه:
    روى الحافظ الذهبي رحمه الله في السير ج8 ص78-79: عن الزُّهْرِيِّ، سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: قَالَ لِي المَهْدِيُّ: ضَعْ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ كِتَاباً أَحْمِلُ الأُمَّةَ عَلَيْهِ.
    فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، أَمَّا هَذَا الصُّقْعُ - وَأَشَرتُ إِلَى المَغْرِبِ - فَقَدْ كُفِيْتَهُ، وَأَمَّا الشَّامُ، فَفِيْهُم مَنْ قَدْ عَلِمتَ -يَعْنِي: الأَوْزَاعِيَّ- وَأَمَّا العِرَاقُ، فَهُم أَهْلُ العِرَاقِ.
    ثم ذكر عن ابْنِ سَعْدٍ أنه قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: لَمَّا حَجَّ المَنْصُوْرُ، دَعَانِي، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَحَادَثْتُه، وَسَأَلَنِي، فَأَجَبْتُهُ، فَقَالَ: عَزمتُ أَنْ آمُرَ بِكُتُبِكَ هَذِهِ -يَعْنِي: (المُوَطَّأَ) - فَتُنسَخَ نُسَخاً، ثُمَّ أَبعَثَ إِلَى كُلِّ مِصْرٍ مِنْ أَمْصَارِ المُسْلِمِيْنَ بِنُسخَةٍ، وَآمُرَهُم أَنْ يَعْمَلُوا بِمَا فِيْهَا، وَيَدَعُوا مَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ العِلْمِ المُحْدَثِ، فَإِنِّي رَأَيْتُ أَصْلَ العِلْمِ رِوَايَةُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ وَعِلْمُهُم.
    قُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، لاَ تَفْعَلْ، فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ سِيقَتْ إِلَيْهِم أَقَاوِيْلُ، وَسَمِعُوا أَحَادِيْثَ، وَرَوَوْا رِوَايَاتٍ، وَأَخَذَ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا سِيقَ إِلَيْهِم، وَعَمِلُوا بِهِ، وَدَانُوا بِهِ، مِنِ اخْتِلاَفِ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَغَيْرِهم، وَإِنَّ رَدَّهُم عَمَّا اعْتَقَدُوْهُ شَدِيْدٌ، فَدَعِ النَّاسَ وَمَا هُمْ عَلَيْهِ، وَمَا اخْتَارَ أَهْلُ كُلِّ بَلَدٍ لأَنْفُسِهِم.
    فَقَالَ: لَعَمْرِي، لَوْ طَاوَعْتَنِي لأمَرتُ بِذَلِكَ
    ".
    قلت: هذا هو شأن العلماء ومنهجهم وهذا الغر يرجو من الله أن يكون المرجع الوحيد هو الشيخ فركوس حفظه الله وهل الشيخ فركوس حفظه الله وسمله من هؤلاء ألم بالعلم كله وهل يطيق أن يوجه ويجيب ويرشد ويحاضر ويعلم الناس في العالم كله؟
    8- ومن غلوهم فيه: زعم أحدهم أن الخائن للشيخ هو خائن للعهد الذي بينه وبين الله سبحانه بل عند غيره هو خائن لله جل جلاله:
    17- غرد أبو معاوية مراد البليدي قائلا: "من خان سماحة الوالد العلامة علي فركوس حفظه الله في دعوته السلفية فقد خان العهد الذي بينه وبين الله فلا كرامة له".
    قلت: ولما عرض هذا الكلام على العلامة عبد الرحمن محي الدين حفظه الله قال: "غلو فاحش ولا يقوله عاقل".
    فلما أنكر على هذا الغالي العقلاءُ من أهل السنة قام من يدافع عنه ويسوغ كلامه بعذر أقبح من ذنبه:
    - غرد المسمى عبد الرحمن قائلا: "كلام الأخ مراد صحيح من جهة أن الشيخ فركوس حفظه الله يدعو لتطبيق القواعد السلفية السنية وليس فقط إعتقادها نظريا. يعني دعوة شيخنا مبنية على اعتقاد وتطبيق الإسلام المصفى –السلفية السنية- كما أمر الله تعالى. فمن خانه وخذله فهو خائن لمنزل شريعة الإسلام وهو الله تعالى".
    قلت:
    وهذا من أدلة تعاونهم على الإثم والعدوان وهو من صفات الحدادية كما تقدم.
    ثم سبحان الله هل صار كل من يخالف الشيخ ولا يأخذ باجتهاداته خائنا لله سبحانه؟ كيف ونحن نرى مخالفة العلماء والمشايخ له، وعدم موافقتهم لكثير من اجتهاداته التي قال بها، وبخاصة الأخيرة منها، فهل هم ممن خان الله سبحانه؟ أم هو حَوْمٌ حول تكفير كل من خالف الشيخ ولم يوافقه؟ إن الخطب جلل ولابد من تدارك الأمر قبل أن يستفحل.
    9- من غلوهم فيه: تبديع أحدهم بل وتكفيره لكل من يكرهه:
    18- غرد المدعو محمد أمين قائلا: "الشيخ فركوس لا يكرهه إلا كافر مبتدع".
    التعليق:
    اعلم يرحمك الله أن الحب والبغض في دين الله إنما يكون في الله سبحانه وأنه يكون على ثلاثة أقسام:
    الأول: من يحب حبا مطلقا لا بغض معه وهو المسلم الذي لم تطلع على معصية منه.
    الثاني: من يبغض بغضا مطلقا لا حب معه وهو كل من ليس على ملة الإسلام من اليهود والنصارى والمشركين والملاحدة والمنافقين النفاق الأكبر ونحوهم.
    الثالث: من يجتمع فيه حب وبغض وهو المسلم العاصي أو الفاسق الملي وهو الذي يحب بقدر إيمانه ويبغض بقدر معصيته التي ظهرت منه سواء كانت من قبيل الشبهات أو من قبيل الشهوات.
    وبناء عليه فقد يطلع الفرد الواحد على معصية من عالم يبغضه عليها وبقدرها، فهل يكون مبتدعا كافرا؟ هذا أقوله من باب التَنَزُّل، وإلاّ هل يوجد عالم كفَّر أحدا لأجل أنه يبغض عالما من العلماء ويكرهه؟ وهل هذا من نواقض الإسلام ومن الأدلة على البدعة المناقضة لسنة النبي عليه الصلاة والسلام؟ نبئونا بعلم إن كنتم صادقين.
    إنه الغلو بأوضح صوره والتقديس في أبشع حالاته.
    10- ومن غلوهم فيه: قول أحدهم أنه ما ظن أن الله يخلق مثل الشيخ فركوس:
    - نشر المدعو عبد اللطيف البدر قائلا: "ما ظننت أن الله يخلق مثل الشيخ فركوس".
    التعليق:
    لما عرض هذا الكلام على الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله قال معلقا: "الحقيقة مما آلمني جدا بروز الغلو عند السلفيين، هذا لا يعرف عند السلفيين أبدا، والغلو في المشايخ.. والله قرأت كلاما أرسل لي وقف شعر رأسي الذي باقي ولا فيه صلعة، واحد كاتب يعني... ما كنت أظن أن الله يخلق مثل الشيخ فركوس أعوذ بالله أعوذ بالله، أقول: الشيخ فركوس عالم ولا زلت أقول للناس أنه عالم نعم أنا أخالفه في فتاوى وأعجب أحيانا من تأصيلاته الأخيرة لا تتوافق مع ما أعرفه عنه من تأصيل أصولي أتعجب منها كثيرا وأنا أقولها بكل وضوح ولكني لا زلت أقول إنه عالم فتاواه مؤصلة ومن علماء المسلمين الكبار لكن ما يلزم أن العالم يكون مصيبا في كل فتوى...
    11- ومن غلوهم فيه: طعنهم في العلماء لمجرد مخالفتهم له أو تخطئتهم لبعض أقواله أو ردهم على بعض كلامه:
    وهذا من غلوهم ولقد تقدم كلام كثير منهم وأقوال ثلة من النشطين فيهم والذي أعتقده أنهم على قسمين:
    - قسم مدسوس وهو على الطريقة الحدادية ينتحل الشيخ وينتسب إليه من أجل إسقاط غيره من أئمة الدين وفقهاء المسلمين ليخلو لهم الجو فيبيضون ويفرخون.
    - وقسم عظم الشيخ تعظيما كبيرا وغلا فيه غلوا فاحشا حتى صار ينتصر له ولأقواله واجتهاداته واختياراته ولو بالطعن في كل من خالفهم شيخه وقال بخلاف قولهم كفعل المتمذهبة السابقين الذين عظموا شيوخهم وغلوا فيهم فنابذوا كل من خالفهم وقال بخلاف قولهم.
    12- ومن غلوهم: حومهم حول اعتقاد عصمته حيث لا يتصورن صدور الخطأ منه:
    ويدل على هذا تعصبهم لأقواله واجتهاداته واختياراته الذي تجلى في وجوه:
    الأول: طعنهم في كل من خالف قول شيخهم ولو كان من العلماء وقد تقدم.
    الثاني: محاولتهم تثبيت أقوال الشيخ وأحكامه ولو بالكذب والافتراء والزعم والادعاء وتقويل العلماء ما لم يقولوه وتحميل كلامهم ما لا يتحمله والبتر للنصوص والفهم المعكوس والأمثلة على كل صورة من هذه الصور كثيرة، وبخاصة في مسألة الإنكار العلني ولعل الله سبحانه ييسر الكلام عليها في حينها.
    الثالث: لسان حالهم أن الشيخ يصيب ولا يخطئ ومن عجائب ما صاروا إليه وبلغوه من الغلو في الشيخ حفظه الله أن تسأل أحدهم سؤالا يعتبر من البدهيات عند السلفيين وهو: هل الشيخ يصيب ويخطأ أم لا؟ فلا يحير جوابا ويلزم الصمت منبهرا ولقد وقع لي هذا معهم كإمام مسجد سألته هذا السؤال فلم يحر جوابا والتزم الصمت ثم بعد قليل من الكلام سألته السؤال نفسه عن شيخ الإسلام أو العلامة الألباني -الآن لا أستحضر- فأجاب أنه يصيب ويخطأ، وأحسنهم من سألته السؤال مرات وكرات في مراسلات بيني وبينه فلم يجب عنه، حتى قلت له في إحدى تلكم المرات:" والله لئن لم تستطع أن تجيب على هذا السؤال السهل على كل سلفي فأنت أخي الكريم من أصابتك الفتنة –لأنه كان قد رماني بها-"، وبعد إلحاح مني أجاب بجواب فيه غمغمة، وكأن قاعدة "أن العلماء يصيبون ويخطئون" عندهم متقررة في كل عالم إلا في الشيخ فركوس حفظه الله وهذا هو الغلو بعينه.
    ثم إن سؤالي لأمثال هؤلاء هذا السؤال هو من أجل استبطان اعتقادهم في الشيخ قبل أن أخوض في المناقشة معهم لأنه إذا كان يعتقد عصمته فما الداعي لمناقشته ومحاورته.
    13- ومن غلوهم فيه: حكمهم على كل من استشكل بعض كلامه بالطعن فيه فضلا عمن خالفه فضلا عمن خطَّأَه فضلا عمن رد عليه:
    وهذه من أعظم صور الغلو فيه حفظه الله، وكما قلت في الجزء السابق:
    فمن استشكل كلامه فهو طاعن فيه عندهم.
    ومن خالفه في فتوى من فتاويه فهو طاعن فيه في حكمهم.
    ومن نشر كلاما لأهل العلم على خلاف ما يتبناه الشيخ ويدعو إليه فهو طاعن فيه في تقديرهم واستلزاماتهم.
    هذا فضلا عمن خَطَّأَهُ بالأدلة الواضحات، أو رَدَّ قوله بالبراهين النيرات؛ فهو طاعن فيه، ويريد إسقاطه، ثم لا تسأل بعد ذلك عن حربهم له، وتشويههم صورته، وسعيهم بكل قوتهم في إسقاطه من أعين السلفيين، والناس أجمعين، ولو كان من العلماء العاملين.
    وهذا كله مخالف لطريق أهل السنة والجماعة وقواعد الطائفة المنصورة والفرقة الناجية إذ مخالفة العالم في اجتهاداته ليست طعنا فيه عندهم، بل تخطئته فيما ذهب إليه بالدليل والبرهان ليست طعنا فيه في قواعدهم وأصولهم، بل الرد عليه في بعض أقواله واجتهاداته ليست طعنا فيه على طريقتهم وسبيلهم، يا سبحان الله ويا لله العجب صرنا نناقش المنتسبين للسلفية في مسائل تعتبر من البدهيات عندهم والمسلمات في منهجهم.
    فالشيخ بشر ومن ضروريات بشريته أنه يصيب ويخطأ، ويغفل ويذهل، ويعلم ويجهل، وينسى ويسهو، ويغلط ويزل، بل ينحرف ويضل، نسأل الله لنا وله ولكم ولسائر المسلمين الثبات، فمن كان هذا هو حاله وهذه هي أوصافه فكيف يراد من سائر المسلمين، بل ومن طلبة العلم الدارسين، بل ومن المشايخ الموجهين، بل ومن العلماء المبرزين، أن لا يخالفوه، وأن لا يخطئوه، فضلا أن يردوا عليه؟.
    إن الدعوة لعدم مخالفة الشيخ أو تخطئته ومن باب أولى عندهم الرد عليه دعوة هي أقرب إلى الصوفية والحزبية منها إلى السلفية، ولا يهولنا أو يخيفنا –إن شاء الله- هذا السلاح الذي صاروا يشهرونه في وجه من يخالفهم في غلوهم وهو سلاح "إنك تطعن فيه وتريد إسقاطه" لأن الحق أحق أن يتبع ويدعى إليه، ويحتفى بالحفاظ عليه، ولو خفنا من هذا السلاح لكان ذلك مدعاة لانتشار الغلو ورسوخه وتغير المنهج الذي رُبينا عليه:
    قال العلامة عبد الرحمن المعلمي رحمه الله في التنكيل ج1 ص184: "من أوسع أودية الباطل الغلو في الأفاضل ومن أمضى أسلحته أن يرمي الغالي كل من يحاول رده إلى الحق ببغض أولئك الأفاضل ومعاداتهم، ويرى بعض أهل العلم أن النصارى أول ما غلوا في عيسى عليه السلام كان الغلاة يرمون كل من أنكر عليهم بأنه يبغض عيسى ويحقره ونحو ذلك فكان هذا من أعظم ما ساعد على انتشار الغلو لأن بقايا أهل الحق كانوا يرون أنهم إذا أنكروا على الغلاة نسبوا إلى ما هم أشد الناس كراهية له من بغض عيسى وتحقيره، ومَقَتَهم الجمهور وأوذوا، فَثَبَّطَهم هذا عن الإنكار، وخلا الجو للشيطان، وقريب من هذا حال الغلاة الروافض وحال القبوريين، وحال غلاة المقلدين".
    وعلماؤنا -ومنهم الشيخ فركوس حفظه الله فيما نعتقده- لا يرضون تقدسيهم ولا الغلو في أشخاصهم ولذلك يرون أنهم أهل لأن يقع الخطأ منهم، وأن سبيل من سمع بشيء مما يُنتقد عليهم أن لا يرده رأسا، ويكذبه مباشرة، بل يدرسه وينظر في أدلة المتكلم به، ثم بعد ذلك يحكم بوعي وقناعة لا بغلو وعصبية:
    قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه: "نصيحتي لكم أن تدرسوا إذا تُكلم في شخص أن تدرسوا عنه، وتأخذوا أقوال الناقدين وتفهمونها، وتتأكدون من ثبوتها، فإذا تبين لكم ذلك فليحكم الإنسان من منطلق الوعي والقناعة لا تقليدا لهذا أو ذاك، ولا تعصبا لهذا أو ذاك، ودعوا الأشخاص فلان وفلان، هذه خذوها قاعدة، وانقلوها لهؤلاء المخالفين ليفهموا الحقيقة فقط، ويعرفوا الحق، وليخرجوا أنفسهم من زمرة المتعصبين للباطل، وأنا لا أرضى من أحد أن يتعصب لي أبدا، إذا أخطأت فليقل لي من وقف لي على خطأ أخطأت -بارك الله فيكم- ولا يتعصب لأحد والله لا لهذا أو ذاك، لا يتعصب لخطأ ابن تيمية، ولا لابن عبد الوهاب، ولا لأحمد بن حنبل، ولا للشافعي، ولا لأحد، إنما حماسه للحق واحترامه للحق ويجب أن يكره الخطأ، ويكره الباطل" اهـ[2].
    هذا هو طريقنا وهذا هو سبيلنا مع الشيخ فركوس حفظه الله ومع غيره من أهل العلم والفضل نسأل الله أن يوفقنا دائما وأبدا للعمل به والثبات عليه إلى أن نلقاه سبحانه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
    14- ومن غلوهم فيه: ما يفعله القائمون على إدارة موقعه من تصحيح لبعض الأخطاء التي وقع فيها الشيخ وأُنكرت عليه دون بيان لها ولا تنبيه على تراجع الشيخ عنها:
    وهذا من غلوهم فيه وكأنه معصوم لا يخطئ؛ وإلا فما الضير من بيان الخطأ وإعلان الرجوع عنه؟ حتى لا يتضرر الناس به، ويرجعون عنه إن كانوا معتقدين له، ولتبرأ ذمة الشيخ ببيانه وتبليغ الناس أنه أخطأ فيه، وهذا الذي كان عليه علماؤنا رحمهم الله؛ كما ذكر ذلك الحافظ الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" في ج1 ص421 تحت باب رجوع المفتي عن فتواه إذا تبين له أن الحق في غيرها ومما ذكره تحت هذا الباب مما له علاقة بموضوعنا ج1 ص423 ما رواه بسنده:" عن مالك قال: كان ابن هرمز رجلاً كنت أحب أن أقتدي به، وكان قليل الكلام قليل الفتيا، شديد التحفظ، وكان كثيراً ما يفتي الرجل ثم يبعث في أثره من يرده إليه حتى يخبره بغير ما أفتاه، قال: وكان بصيراً بالكلام، وكان يرد على أهل الأهواء، وكان من أعلم الناس بما اختلف فيه من هذه الأهواء".
    وبسنده أيضا روى: "أن الحسن بن زياد هو اللؤلؤي استفتي في مسألة فأخطأ فلم يعرف الذي أفتاه، فاكترى منادياً ينادي: أن الحسن ابن زياد استفتي يوم كذا وكذا في مسألة فأخطأ، فمن كان أفتاه الحسن بن زياد بشيء فليرجع إليه، قال: فمكث أياماً لا يفتي حتى وجد صاحب الفتوى فأعلمه أنه قد أخطأ وان الصواب كذا وكذا" اهـ.
    ولقد ذكر الشيخ الفاضل محمد تشلابي حفظه الله جملة من تلكم الفتاوى والكلمات التي أخطأ الشيخ فركوس حفظه الله فيها وقامت إدارة الموقع بتصحيحها ثم قال في مقالته المعنونة بـ: "الطعن في الشيخ فركوس" ص18-19: "ولا ريب أن مثل هذه الأخطاء هي مما لا يستهان بها إذ هي حاصلة في أعظم باب من أبواب الدين وأشرف علم من علومه، لأنها ليست من الأخطاء الناجمة عن الاجتهاد في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف، بل هي أخطاء خولف بها بعض أصول الدين المقررة عند السلف مما لا مسرح للعقل في الاجتهاد فيها أبدا.
    والعجيب في الأمر بعد هذا كله أنه لما أنكرت هذه الأخطاء على صاحبها وبينت له بالأدلة الكافية الشافية وأيقن هو نفسه بمجانبته للصواب فيها، فبدلا من أن يستغفر الله ويتوب منها ويبين الأخطاء حتى يصححها أيضا من أخذها عنه وتبعه فيها، فإذا به وعلى خلاف المطلوب تماما ترك كل هذا وأعرض عنه ثم راح يستبدلها ويغيّر صياغتها في الموقع من غير سبق بيان فضلا عن التوبة، مع أنها موثقة بالأدلة القاطعة من كتبه المطبوعة وموقعه بحيث لا سبيل إلى إنكارها البتة
    ".
    فهذا من غلوهم في الشيخ أنهم يقومون بتصحيح الأخطاء دون بيان لها ولا إعلان عنها وكأن الشيخ لا يخطأ ولا ينبغي له أن يخطأ فلأجل هذا تستر هذه الأخطاء عن الناس حتى لا يظن به الباس، اللهم إنا نبرأ إليك من هذا الغلو الفاحش والتقديس القبيح.
    15- ومن غلوهم فيه: وصفهم له بالأوصاف الكبيرة وتلقيبهم له بالألقاب العظيمة دون أن يكون لهم سلف من أهل العلم أو سند من الفقه والفهم:
    - الوصف الأول:وصف أحدهم له بأنه إمام الدعوة السلفية بإطلاق دون قيد:
    - غرد المدعو أبو جابر قتادة قائلا: "كثرت الردود على إمام الدعوة السلفية التي من قبل كانت مشافهة والآن صارت مكتوبة!! فهل هو منحى آخر وضرب ما جاء في شهادة للتاريخ عرض الحائط وإقصاء الشهادات؟؟ فهي على منوال الصعافقة وربما فاقت هذه جاءت مبكرة ومركبة".
    - الوصف الثاني: أنه العالم الوحيد في إفريقيا:
    - غرد أبو علي هشام قائلا: "قال الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله: الناس العقلاء لا يثقون إلا بالعلماء، وأما الرعاع منهم فيثقون بكل ناعق ومهرج. الأجوبة المفيدة ص133. وأما في الجزائر وإفريقيا يوجد عالم واحد الشيخ فركوس حفظه الله. المتعصبة لا يحبون هذه الكلمة".
    - الوصف الثالث:أعلم أهل الأرض في هذا الزمان:
    - غرد ميلود أبو رسلان الوهراني قائلا: "نعم يا ابن عطايا فأنا عن نفسي أتحدث أعتقد أن الشيخ فركوس حفظه الله أنه أعلم أهل الأرض في هذا الزمان... تبغي ولا تكره ومعاك النعاج تاوعك".
    التعليق:
    علق الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله على هذا الكلام قائلا: "...لأن العالم مهما كان بشر لكن والله أن يُغلى فيه حتى يقول واحد أعلم رجل على وجه الأرض هو الشيخ فركوس لا والله ما هو أعلم، والله ما هو أعلم، أنا أحلف أنه ليس بأعلم رجل على وجه الأرض هناك من هو أعلم منه بكثير، هذا الغلو الفاسد الفاحش ليس من منهج السلفيين أبدا، يعرف العالم وفضله وينشر ويدافع عنه ولكن لا يغض من شأن العلماء...".
    - الوصف الرابع:سعة الحفظ الذي يكذبه واقعه حفظه الله:
    - نشر المدعو الجزائري عارف منشورا جاء فيه: ".... وأحب أن ألفت انتباه الإخوة إلى أن الشيخ فركوس يحفظ المغني لابن قدامة رحمه الله...".
    التعليق:
    وهذا كما تقدم يكذبه واقع الشيخ وبخاصة إذا علم أن المغني طبع بالفهارس في خمسة عشر مجلدا وهذا شيء صعب على المعاصرين أن يحفظوه، مع أن الحفظ ليس بدليل على الفضل لوحده، وإلا فكم ممن أتي حفظا عظيما وفهما سقيما، وأمثال هذا الغلو لا ينفع الشيخ حفظه الله ومنزلته محفوظة بدونه، ومكانته عند السلفيين معلومة مع عدم اعتقادهم هذا فيه.
    ولئن زعم هذا الغالي في الشيخ أنه يحفظ المغني فلقد غلا آخر وزعم ما هو أعظم من ذلك حيث وصفه بأوصاف كبيرة منها أنه حافظ العصر والله المستعان:
    - غرد المدعو مؤمن قائلا: "حفظ الله شيخنا الإمام العالم المحقق المفتي، صدر المدرسين، لسان المتكلمين، حجة الناظرين، قامع المبتدعين، حافظ العصر، خادم سنة سيد المرسلين؛ محمد علي فركوس" اهـ.
    وبعض هذه الأوصاف كما لا يخفى هي إلى الذم والقدح أقرب منها إلى الثناء والمدح كلسان المتكلمين ولكن هذا حال المتهوكين ممن يناصر الشيخ ويغلو فيه.
    الوصف الخامس:إطلاقهم لقب المجدد عليه:
    وهذا كثير منهم بل كادوا يجمعون عليه:
    - فمنهم من أطلقه بدون تقييد له:
    1- نشر أبو رسلان الوهراني قائلا: "جديد شيخنا العلامة المجدد محمد علي فركوس وفقه الله....".
    2- غرد أبو جابر قتادة قائلا: "أصبح اليوم كل من يرضى بالطعن في شيخنا الإمام المجدد ويرضى بالأخطاء....".
    3- غرد أبو عائشة محمد قدور قائلا: "..... فعلى من يقع اللوم منا؟! أعلى الإمام المجدد في أخذه بالحيطة والحذر؟!! كلا وربي...".
    - ومنهم من أطلقه مقيدا له بالتجديد في السلفية وفي بلاد إفريقية:
    1- نشر رياض رامبي قائلا: "إلى الطاعنين في ورثة النبيين، تأمل يا مسكين هذا الكلام الرصين، حفظ الله مجدد الدعوة السلفية في إفريقية، العلامة فركوس".
    2- كتب المدعو لحسن منصوري معلقا على بيان الشيخ فركوس حفظه لله الآتي:
    "بسم الله الرحمن الرحيم
    مقال قوي ومتين لسماحة الوالد أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله، الشيخ الإمام المجتهد، الأصولي الفقيه، مفتي الديار، فارس المنقول والمعقول، قامع التقليد وأهله، ناصر الحجة وأهلها، مجدد الدعوة السلفية في بلاد إفريقية، ومحي آثارها، ورافع لوائها، والله وتالله وبالله لو كنت صحيحا، أستطيع السفر إلى القبة عاصمة السنة –جعل الله شهبها محرقة لكل ضلالة وبدعة- لأتيت إليها بالليل قبل النهار، لأسلم على رأس إمامها على هذا المقال، أطال الله في عمره، ونفع الله به الإسلام والمسلمين، ورزقه الله العافة والسلامة في الدنيا والدين، حفظه الله من كيد الكائدين، ومن شر الحاقدين الحاسدين، والشانئين المناوئين، آمين.
    والحمد لله ورب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
    ".
    كتبه محب العلم والعلماء أبو ميمونة وأسماء لحسن منصوري
    ابنه وتلميذه البار راجي عفو ربه الغفار.
    3- نشر عبد الحق أبو أحمد قائلا: "الشيخ الفوزان بقايا السلف قبلناها، الشيخ محمد بن هادي الحافظ قبلناها، الشيخ فركوس مجدد الدعوة السلفية بقارة إفريقيا قبلناها ورفضها مرضى القلوب".
    - ومنهم من أطلقه مضافا إلى وقتنا ولم يقيده بمكان وهذا أعم والله المستعان:
    1- غرد سيد فيصل قائلا في 15/11/2021م: "الشيخ فركوس مجدد منهج السلف في وقتنا هذا –نحسبه والله حسيبه-".
    التعليق:
    والذي ينبغي أن يعلم أن الإنكار على هؤلاء إنما هو بسبب إطلاقهم على الشيخ لقبا لم يسبقوا إليه، ولم يقل به أحد ممن يعتد بقوله من أهل العلم الذين يضعون الأمور في نصابها، ويطلقون الأحكام بعد تبصر فيها؛ ولا نعلم أحدا أطلق هذا اللقب على الشيخ سلمه الله إلا هؤلاء الغلاة الذين لا يحسن أحدهم أن يُقَيِّمَ نفسه ويعرف قدر منزلته فضلا أن يحكم على غيره ويعرف منزلته التي تليق به، ومن المعلوم أن الموازنة بين الأفراد والأجناس ونحوها لابد لها من علم بمقامات عديدة وضبط لأمور متعددة ذكرها الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه النافع "بدائع الفوائد" حيث قال وهو يذكر أسئلة وجهت لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ج3 ص1104 وما بعدها[3]:
    .....فعلى المتكلم في هذا الباب (أي: باب التفضيل):
    أن يعرف أسباب الفضل أولا.
    ثم درجاتها ونسبة بعضها إلى بعض والموازنة بينها ثانيا.
    ثم نسبتها إلى من قامت به ثالثا كثرة وقوة.
    ثم اعتبار تفاوتها بتفاوت محلها رابعا.
    فرب صفة هي كمال لشخص وليست كمالا لغيره، بل كمالُ غيره بسواها، فكمالُ خالد بن الوليد بشجاعته وحروبه. وكمالُ ابن عباس بفقهه وعلمه. وكمالُ أبي ذر بزهده وتجرده عن الدنيا.
    فهذه أربع مقامات يضطر إليها المتكلم في درجات التفضيل، وتفضيل الأنواع على الأنواع أسهل من تفضيل الأشخاص على الأشخاص، وأبعد من الهوى والغرض.
    وههنا نكتة خفية لا ينتبه لها إلا من بصره الله وهي: أن كثيرا ممن يتكلم في التفضيل يستشعر نسبَتَه وتعلُّقَه بمن يفضله ولو على بعد، ثم يأخذ في تقريظه وتفضيله، وتكون تلك النسبة والتعلق مهيجةً له على التفضيل والمبالغة فيه، واستقصاء محاسن المُفَضَّل والإغضاء عما سواها، ويكون نظره في المفضَّل عليه بالعكس.
    ومن تأمل كلام أكثر الناس في هذا الباب رأى غالبَه غيرَ سالمٍ من هذا، وهذا مناف لطريقة العلم والعدل التي لا يقبل اللهُ سواها، ولا يرضي غيرَها، ومن هذا تفضيل كثير من أصحاب المذاهب والطرائق واتباع الشيوخ؛ كلٌّ منهم لمذهبه وطريقته أو شيخه، وكذلك الأنسابُ والقبائلُ والمدائنُ والحرفُ والصناعات، فإن كان الرجلُ ممن لا يشك في علمِه وورعِه خِيفَ عليه من جهة أخرى، وَهُوَ أَنَّهُ يَشْهَدُ حَظَّهُ ونَفْعَهُ المتعلق بتلك الجهة، ويغيب عن نفع غيره بسواها؛ لأن نفعه مشاهدٌ له أقرب إليه من علمه بنفع غيره، فَيُفَضِّلُ ما كان نفعه وحظه من جهته باعتبار شهوده ذلك وغيبته عن سواه، فهذه نكت جامعة مختصرة إذا تأملها المنصف عظم انتفاعه بها واستقام له نظره ومناظرته والله الموفق
    " اهـ.
    فدونك هذا الكلام النفيس الذي لو حاكمت إليه هذا المسألة لتبين لك حقيقة حيثياتها، وجلية كل ما يتعلق بها، ولماذا وصف هؤلاء الشيخ بمثل تلكم الأوصاف، وأطلقوا عليه هاته الألقاب، وما الذي دفعهم إليه وشجعهم عليه.
    ثم اعلم رحمك الله أن هؤلاء الأغمار لما أنكر عليهم قولهم ورد عليهم غلوهم جاؤوا بجملة من الردود الضعيفات، والشبهات الواهيات، وإليكم بعضها والتي يعمها جواب واحد وهو أن المنكَر عليهم هو عدم وجود أحد من أهل العلم وصف الشيخ بهذا الوصف ولقبه بهذا اللقب وليس شيئا آخر:
    - نشر أحدهم قائلا: "فلا تحجروا واسعا يرحمكم الله! تنبيه: قولنا عن الشيخ فركوس مجدد لا يمنع غيره من أن يكون متصفا بالتجديد فصنيع –محب العلم- كان على سبيل الذكر لا الحصر!".
    - غرد سيد فيصل قائلا: "ألا تحبون أن يكون الشيخ فركوس أحد المجددين؟! لماذا كل هذه الضجة والحملة الممنهجة في نقد كل من يقول أن الشيخ فركوس مجدد من المجددين؟! هل هو الحقد أم الحسد أم التنكر لأبناء البلد؟! الشيخ فركوس إمام مجتهد مجدد، حفظه ربنا ورعاه، وحرس به السنة وقمع به البدعة، وفك به ربطة التقليد".
    التعليق:
    المجدد لا يكون مجددا بحب بعض الناس أو كلهم وإنما يكون مجددا بتحقق صفات التجديد فيه والذي يحكم بذلك هم العلماء الضابطين للأوصاف والقادرين على إصدار الأحكام.
    - غرد صاحب حساب الصواعق المرسلة قائلا: "لا إشكال عند أئمة الجرح والتعديل في تقييد التجديد ببلد من البلدان أو منطقة من المناطق فضلا عن انتفاء أن يكون هذا التقييد عندهم من البدع!! كما لا إشكال عند العلماء المحدثين في تعدد المجددين في العصر والزمن الواحد....".
    التعليق:
    الذي أنكره السلفيون ونبهوا عليه ليس هو هذا الذي تدندن حوله وإنما أنكروا إطلاق الأوصاف الكبيرة من أصحاب المراتب الصغيرة بل والمنازل الحقيرة، فالإشكال هو عدم وجود عالم قال بمثل هذا المقال يا من يصعب عليهم فهم الواضحات وإدراك الجليات.
    - وغرد صاحب الصواعق المرسلة بتغريدة نشر فيها قائمة أسماء مشايخ الشيخ أحمد النجمي رحمه الله ومن ضمنهم قال: "الشيخ العلامة الداعية المجدد في جنوب المملكة عبد الله القرعاوي...".
    التعليق:
    يحتج بوصف عالم للعلامة عبد الله القرعاوي رحمه الله بالمجدد على صحة وصف الأغمار الأغرار للشيخ فركوس حفظه الله بالوصف نفسه، سبحان الله هذه هي شبه القوم وهذا مثال عنها.
    - غرد البومرداسي تغريدتين قائلا: في الأولى: فإطلاق وصف "المجدد" على "العلامة فركوس" تعيينا غير مشروط بقول إمام سابق كما أردته بإرادك.
    لا سوى أن تكون منهجية الإطلاق مراعية لمفاهيم السلف وموافقة لقواعد العلماء المتقدمين كما هو الشأن في المسائل العلمية المستجدة.
    فالتوصيف هنا مناط في إطلاق بتحقق علاماته وأماراته في الموصوف.
    في الثانية: اترك عنك التشويش على المصطلحات ثم أقول لك: لا تستكثر!! وكذا لا تستعجل!! فاليوم قال بها طلبة علم وغدا يقول بها العلماء ففي الغالب تولد مثل هاته الألقاب [المجدد و..] بعد وفاتهم
    !!
    التعليق:
    المشكلة عند السلفيين ليس في أن إطلاق الألقاب متعلق بتحقق علاماته وأماراته في الموصوف وإنما فيمن يعرف تلكم العلامات والأمارات أولا ومن يستطيع إنزالها على الأعيان ثانيا فأين يُذهب بكم يا من غلوتم في الشيخ حفظه الله ولم تعرفوا أقداركم؟ حتى صار فيكم من يُقَعِّد ويؤصل وينزل الأحكام ونحوها، لقد هزلت.
    فالمشكلة فيمن يحق له أن يطلق الألقاب وليس يحق لأحد أن يفعل ذلك إلا العلماء:
    - نشر الشيخ طلعت زهران على حسابه السؤال التالي وجوابه:
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شيخنا أحسن الله إليكم
    بعض السلفيين يطلقون لقب مجدد الدعوة السلفية في إفريقيا على الشيخ فركوس فهل هذا فيه غلو؟
    وهل يجوز لطلاب العلم وعوام السلفيين إطلاق هذه الألقاب أم عليهم أن يتبعوا علماءهم في إطلاق هذه الألقاب؟
    الجواب: الشيخ فركوس من العلماء الأثبات، وهو علامة الجزائر بحق في هذا العصر، ولا شك أن الله قد نصر به السنة في الغرب الإسلامي، وهو كغيره من أهل العلم يصيب ويخطئ.
    وينبغي على طلبة العلم أن يلزموا غرز علمائهم، في كل شيء، ومن ذلك إطلاق بعض الألقاب على بعض أهل العلم
    " اهـ.
    - كتب الشيخ علي الرملي حفظه الله قائلا:
    من البدع التي نسمعها توسع البعض في إطلاق التجديد على أفراد دون تحقق أوصاف المجددين فيهم.
    وتخصيص التجديد بنوع من العلوم أو ببلد من البلاد النبي صلى الله عليه وسلم قال
    :" إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا".
    فعم ولم يخص.
    والمجددون على مر العصور جددوا كل ما اندثر من التوحيد والسنة ونشروهما وحاربوا الشرك والبدع في كل مكان.
    فمن أين لكم التخصيص ومن أعطاكم أهلية إطلاق الألقاب الشرعية
    ؟!.
    تنبيه: ومن الأمور العجيبة فيما يتعلق بإطلاق لقب المجدد على الشيخ حفظه الله بيان بعضهم لمقصدهم من التجديد وللوجوه التي قام الشيخ يجدد فيها:
    - غرد المدعو أبو الصقر قائلا: "السلفية الحقة بحاجة إلى تجديد وإصلاح جذري، وفق الله الشيخ العلامة لهذه المهمة الشاقة العظيمة".
    التعليق:
    إذن هكذا يفهم هؤلاء التجديد ليس هو تجديد الدعوة إلى السلفية بأصولها وقواعدها التي كان عليها سلف الأمة لكونها محكمة معصومة لا!، وإنما التجديد الذي يرون الشيخ يقوم به هو تجديد السلفية ذاتها والقيام بإصلاح جذري فيها، ثم وفي تغريدة أخرى أبان الشخص نفسه عن الوجوه التي قام الشيخ فركوس حفظه الله يجدد فيها:
    - غرد المدعو أبو الصقر قائلا: "جديد فتاوى الشيخ فركوس في الرد على مانعي حمل المجمل على المفصل من كلام الناس.
    الحمد لله، فنحن نعيش بداية عصر جديد بإذن الله، عصر تجديد، فقد اندرست الكثير من معالم الحق والسنة، وتفشت الحزبية والقواعد الباطلة المحدثة في التعامل مع:
    المخالفين
    ولاة الأمور
    العلماء
    ومسائل عقدية عديدة"..

    التعليق:
    إذن السلفية التي يدعو علماؤنا لها ويحاولون إصلاح المجتمعات -بل والدنيا- بها؛ مدخولة عند هؤلاء قد اندرست كثير من معالم الحق فيها، وتفشت الحزبية والقواعد الباطل المحدثة بين جنباتها؛ تلكم القواعد الباطلة في التعامل مع:
    المخالفين
    ولاة الأمور
    العلماء
    ومسائل عقدية عديدة..
    والسؤال: ما هي القواعد الباطلة في التعامل مع هذه المسميات التي قام الشيخ يجدد فيها؟ اعلم رحمك الله أن المتكلمين باسم الشيخ حفظه الله في هذه الفتنة يورطونه ويشوهون صورته وينسبون إليه ما يعود بالضرر عليه وعلى دعوته فهل الشيخ متنبه لهذا مطلع على كل ما يجري في الساحة كما يزعمون فيه أم أن بطانة السوء لا توصل إليه إلا ما تريده ويخدمها ويخدم مخططها؟.
    ثم بعد كتابتي لهذا غرد المفتون ذاته المسمى "أبو الصقر" في02/08/2022م قائلا: "أوضح معلم من معالم تجديد العلامة فركوس فتواه في قضية الإنكار العلني كسرت الصورة النمطية المحدثة المبتدعة من بعض شيوخ السوء أدعياء السلفية حول العلاقة بين الراعي والرعية".
    التعليق:
    إذن أظهر ما كان يضمر، وصرح بأحدى القواعد الباطلة المبتدعة في التعامل مع ولاة الأمور التي قام الشيخ في نظره يجدد فيها ويردها إلى نصابها وإذا سألت عن هذه القواعد المقصودة من كلام هذا المتهوك والتي ينكرها على علمائنا ويصفهم من أجلها بشيوخ السوء وأدعياء السلفية لم تجدها إلا الأمر بالصبر على ولاة الأمور، وأن يُنكر عليهم في السر، ويتعامل معهم بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وكان عليه سلف الأمة واستمر عليه دعاة السلفية إلى يوم الناس هذا، الأمر الذي خالف فيه الشيخ فركوس حفظه الله باجتهاد فيما ليس محلا للاجتهاد وأصل فيه تأصيلا جديدا، رده بعض السلفيين بما لا مزيد عليه وإلى الآن لم يجب الشيخ عليهم.
    إذن هو غلو في الشيخ حفظه الله وحرب على علماء السنة ودعاتها بل وعلى قواعد السلفية وأصولها، فلا أَحْيَانَا الله سبحانه إن سكتنا على هؤلاء وتركناهم يعيثون في منهجنا فسادا باسمه ويفسدون في دين الله بزعم الدعوة إليه والتجديد فيه.
    والخلاصة: أن هؤلاء شابهوا الصوفية والرافضة والمتحزبة في فاحش غلوهم وقبيح تقديسهم الذي تجلى في أقوالهم وأحكامهم وتصريحاتهم وتصرفاتهم وقواعدهم التي قعدوها وأصولهم الباطلة التي صاروا يسيرون عليها، والله الهادي لا رب لنا سواه.

    تنبيهات:
    التنبيه الأول:

    "الأدلة الجلية" بجزأيها هي الجزء الثالث من "وجهة نظر" والتي كنت أخبرت أنه سيكون فيما أثمرته الفتنة من أشياء خطيرة ومنعرجات مبيرة؛ وهي هذه الحدادية والسرورية والصوفية التي صار الناس عليها وغيرها مما لم أذكر من ثمار هذه الفتنة الخطيرة ومنها: الشدة والعنف الذي يُعَامَلُ به السلفيُّون السنيُّون من قبل المتعصِّبة للشيخ كطرد بعض إخواننا من مجلس الشيخ سلمه الله وغيرها كثير.
    التنبيه الثاني:
    اعلم رحمك الله أنني لا علاقة لي بالفايسبوك ولا تويتر وإنما اعتمدت فيما نقلت عن هؤلاء الأغمار الأغرار على بعض ما نشره وينشره الإخوة من كلامهم ويبثونه من تغريداتهم ومنشوراتهم واقتصرت على ما بلغني منها ولم أشأ تتبع كلامهم في حساباتهم وقنواتهم -مع ما أخبرني به بعض إخواني من أن أمثال هاته الترهات البشعة والتخليطات الشنيعة كثير عندهم- لأن هذا الذي ذكرته يكفي وحده وهو دال على ما وراءه "وإن من وراء الأكمة ما وراءها".
    التنبيه الثالث:
    قد يقول القائل: هؤلاء الذين نقلت عنهم وذكرت كلامهم وأثبت بالدليل والبرهان حداديتهم وسروريتهم وصوفيتهم مجاهيل لا علاقة للشيخ بهم وهو بريء منهم فبالتالي فلا فائدة من الكلام عليهم ولا خير في الرد عليهم فالجواب من وجوه:
    الوجه الأول: اعلم رحمك الله أن هؤلاء الذين ذكرت هم وقود هذه الفتنة، ورؤوس الحربة فيها، والموجهون لأكثر المنتسبين للشيخ فركوس والمدافعين عنه، وهم الذين يبثون الشبه التي أثرت في كثير من السلفيين كأمثال تلكم القنوات المشبوهة وأصحاب الأسماء المستعارة.
    الوجه الثاني: أنهم يتكلمون باسم الشيخ حفظه الله ورعاه وينقلون عنه؛ ولم نر الشيخ رد عليهم، ولا زجرهم، ولا أبطل كلامهم؛ وبخاصة وهم يطعنون في علماء الأمة، ويسفهون آراءهم، ويقدحون فيهم بزعم الانتصار للشيخ والدفاع عنه ونصرة أقواله، وكانت أمنية كثير من السلفيين مشايخ وطلبة علم وعوام أن يزجرهم الشيخ ويردعهم، ويحذر منهم، أو على الأقل يتبرأ منهم ومن أقوالهم وأفعالهم؛ كما فعل الإمام الألباني رحمه الله مع من طعن في العلماء في فتنة الخليج وقد تقدمت فتواه في ذلك، وممن كان يتمنى هذا بل وطلبه في بعض أجوبته:
    1- الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله حيث قال في صوتيته في الأحداث: سمعت لبعضهم يقول: ....شيخنا حر والعلماء الآخرون يضغط عليهم أعوذ بالله لا يجوز هذا لا يجوز هذا، وشيخنا عنده الأدلة والمخالفون عندهم الشبهات هذا الكلام فاحش وغلو وباطل والله لو كنت مكان الشيخ فركوس لتكلمت فيه وأدبته لا يجوز هذا ولا يجوز أن يبرز هذا بين السلفيين.....
    2- الشيخ محمد بن ربيع المدخلي حفظهما الله حيث قال في جواب وجه إليه في الواتساب:
    السلام عليكم
    شيخنا الحبيب بعض إخواننا هداهم الله جعلوا بيان الشيخ فركوس حفظه الله تعالى شعارا لهم؛ وراحوا يعرِّضون بمشايخ البلد وعلى رأسهم فضيلة الشيخين العالمين الأزهر سنيقرة وأخاه الشيخ عبد المجيد جمعة حفظ الله الجميع؛ فهل يجوز اتخاذ الشعارات في الصفحات والمواقع لضرب المشايخ بعضهم ببعض على طريقة الصعافقة والحزبيين؛ بارك الله فيم؟
    فأجاب حفظه الله ورعاه: "أحيلك يا دكتور إلى صاحب الشهادة وكأنه لا يعلم ولا يدري أو أنه مغتبط وراض ومشكلة مشايخ الجزائر حلها بيده بعد إرادة الله، سطر واحد منه يخرس الأفواه المتطفلة" اهـ.
    زد على هذا أن بعضهم يقرر رضى الشيخ عن هذا الواقع المرير معتمدا في ذلك على سكوته وعلى قاعدة قالها الشيخ حفظه الله وسلمه من شرور من يحيط به وهي:
    السكوت في محل التهمة إقرار" بخلاف "لا ينسب لساكت قول" فإن هذا في غير محل التهمة.
    وهذه منقولة عنه فيما عرف بأسئلة الإخوة من غرب تيبازة.
    فحاكم هؤلاء الشيخَ إلى قاعدته وكلامه فذكروا جملة أمور نسبت للشيخ وتهم وجهت إليه ولم يجب عنها ولا ردها فقالوا أن السكوت في محل التهمة إقرار، فسكوته عن هؤلاء في محل اتهامه بهم ونسبة رضاه بأفعالهم وأقوالهم وأحكامهم إقرار منه.
    الوجه الثالث: أن الشيخ حفظه الله وسلمه ليس لم يزجرهم ويفند آراءهم ويرد عليهم بما يفيد أنه غير مقر لهم ولا راضي عن أفعالهم وصنائعهم بل هو من فتح الباب لهم بقوله سلمه الله: "أنا فتحت لكم الباب وأنتم تبحثون" وهذه خرجت على إطلاقها ولم يقيد المقصود بكلامه منها ولهذا كل من استعملها وخاض في الفتنة بسببها ونبش عن أخطاء المشايخ عملا بها وتطبيقا لها فهو منسوب إلى الشيخ وهو مسؤول عنه ما لم يخرج الشيخ ويتبرأ منه ويوضح مقصوده بكلامه.
    الوجه الرابع: أن الشيخ حفظه الله وسلمه ليس لم يزجرهم ويفند آراءهم ويرد عليهم بما يفيد أنه غير مقر لهم ولا راضي عن أفعالهم وصنائعهم وإنما زكى بعضهم وأثنى عليهم مع فجورهم وعظيم شرهم وتطاولهم على خيرة خلق الله سبحانه في زمننا وهم علماء الأمة وفقهاء الملة أو دافع عنهم ولم يستمع لكلام الناس فيهم أو على الأقل هَوَّن من شرهم ولم يعاملهم المعاملة التي تليق بهم وتكون عبرة لغيرهم حفظا لمقام العلماء وردعا للجهلة والدهماء:
    1- فممن زكاهم وأثنى عليهم مع فجورهم وعظيم شرهم وتطاولهم على خيرة خلق الله:
    - أولهم: المدعو عيسى الشلفي والذي نُقل عن الشيخ أنه قال فيه بعد بروز كل ذلك الشر عنه: "والأخ عيسى يتفانى في الطلب ويتفانى في تحظيره للدكتوراه وفي الدفاع عن الحق وله موقف مشرف وبياناته وردوده مكتوبة بأسلوب ماتع.
    نعم في بداية الأحداث كان عنده اندفاع أما الآن ومع مرور الوقت ومن خلال مخالطته للإخوة هنا ومرور هذه الأحداث صارت فيه صفة الحلم
    ".
    - والثاني: المدعو الطيب الونشريسي والذي نقل عن الشيخ ثناؤه عليه: نقل بعدة أسانيد مهلهلة عن المدعو محمد أبو أنس أنه سأل العلامة فركوسا حفظه الله وكان من ضمن المنشور والذي تقدم كاملا: ومما جاء في هذه المكالمة أن الشيخ أظهر تأييدا لصوتية الأخ الطيب الونشريسي وفقه الله..
    [مكالمة هاتفية يوم الجمعة 03 رجب 1443ه بين الأخ محمد أبو أنس من أرزيو والشيخ العلامة المجدد محمد علي فركوس حفظه الله
    ].
    هذا فضلا عما نقل عن الشيخ من أنه سمع صوتيته وأثنى عليها والذي تراجعوا عنه بعد افتضاحهم به.
    2- وممن دافع عنهم ولم يسمع لكلام الناس فيهم: جميع الغلاة والمتعصبة ممن بلغه حفظه الله غلوهم فيه وتقديسهم له فنفى –مدافعا- ذلك عنهم دون أن ينظر في أدلة من يصفهم بذلك ويتهمهم:
    نشر فيما يعرف بتآزر الطلبة سؤالا طرح على الشيخ يوم الأربعاء 02 ذو القعدة 1443هـ وهو:
    السؤال الثاني: شيخنا ما توجيهكم لمن يطعن في كل من اتخذ موقفا مع الحق في هذه الأحداث ويصفهم بالتعصب لكم وبتقديسكم؟
    الجواب:
    هذا الطعن في الحقيقة هو طعن في شخصي وليس طعنا فيهم، كما حصل مع الإمام أحمد –عليه رحمة الله-، فقد طعنوا فيه عن طريق الطعن في تلاميذه...
    إلى آخر كلامه سلمه الله ولعله سيأتي نقله كاملا، وأقول: هذا الغلو والتقديس قد تقدمت أدلته التي أسأل الله عز وجل أن تبلغ الشيخ سلمه الله ليتيقن من وجود الغلو ولا ينكره ثم يقوم بما يقتضيه الشرع منه تجاهه.

    3- وممن هوَّنَ من شرهم ولم يعاملهم المعاملة التي تليق بهم وتكون عبرة لغيرهم حفظا لمقام العلماء وردعا للجهلة والدهماء:
    المدعو أبو الصقر والذي هوَّن من شره:
    - وذلك في جواب السؤال الذي وجه للشيخ فركوس حفظه الله والمذكور فيما سمي بتآزر الطلبة وهو:
    شيخنا الوالد، يوجد حساب على منصة تويتر[4]، ينصر الحق الذي أنتم عليه، ويردُّ على المعترض والمنكر، ومن ناصرهما، ولكنه بالمقابل يسيء الأدب مع بعض العلماء، حتى أنه صرح بأن الشيخ ربيعا عنده إرجاء، وأن هذا الإرجاء هو سبب الخلاف بينه وبين الشيخ محمد بن هادي، وللأسف –شيخنا- فالكثير من الشباب قد انجروا وراء هذا الحساب، وعقدوا حوله الولاء والبراء، وصاروا يشغبون، وبل ويطعنون في كل من انتقده، وردَّ عليه طعنه في المشايخ.
    فهل من توجيه ونصيحة بهذا الخصوص شيخنا؟ وجزاك الله خيرا شيخنا الوالد..
    فأجاب:
    أقول وبالله التوفيق: إن هذه القنوات أو الحسابات أو المواقع عموما، الأصل أنها تخدم الحق وتنصره، وتنشر الفضلة، وتوجه الناس توجيها صحيحا سليما، وترد كيد الكائدين ومكر الماكرين، وتوجه الرد على كل من يفسد في الدعوة، ويفسد في عقيدتها وفي منهجها، ويفسد في طريقة التعامل مع الناس.
    لكن هذا بحسب المقام، ممكن أن تجد المرء يفسد وهو لا يعلم ولا يدري أنه يفسد، فهذا يحتاج إلى توجيه النصيحة له.
    أما المتعمد على سلوك الطرق الباطلة فغالبا لا يسمعك.
    فالحاصل أن هذه الحسابات ينبغي أن تسعى في محاربة الشرك بأنواعه، لأن الشرك ينافي شهادة أن لا إله إلا الله، وفي محاربة البدع لأنها تنافي شهادة أن محمدا رسول الله، وتسعى في محاربة الأفكار الدخيلة، وفي محاربة كل من يسعى في تحطيم الشريعة بتحطيم علمائها ودعاتها الصالحين، فيحاربهم حتى لا يصلوا إلى هدم الإسلام بهدم أركانه، تعمل جاهدة في إيصال المعلومات الشرعية الصحيحة للناس.
    أما البحث عن أخطاء العلماء ممن لا يزال نفعه إلى يومنا هذا، وتتبع زلاتهم، والسعي في إثبات تهمة الإرجاء في الشيخ الألباني –عليه رحمة الله- وفي الشيخ ربيع –حفظه الله-، فهذا لا يستفيد في الحقيقة، بهذا الطريق لا يستفيد من ابن حجر ومن النووي –على الجميع رحمة الله- لأن فيهما أمورا أشعرية، نحن لا نزال نستفيد من ابن حجر والنووي كما نستفيد من الألباني والربيع وغيرهم من العلماء.
    فليس من أدب القائم على هذه القنوات أن يحاول أن يبرز بعض الأشياء التي اجتهد فيها المجتهد وربما أخطأ فيها، ثم إيصالها بعد ذلك للناس لتشويه صورته والتقليل من شأنه وتمييع شخصيته، فهذا المسلك لا نحتاجه.." إلى آخر جوابه الذي سيأتي إن شاء الله نقله –إن يسر الله وقدر- في حينه والتعليق عليه.
    التنبيه الرابع:
    اعلم رحمك الله أن معظم ما ذكرته في هذه المقالة بجزأيها قد تكلم به العلامة سليمان الرحيلي حفظه الله في كلام له مختصر منشور ومشهور وهو:
    قال الشيخ سليمان الرحيلي في صوتيته في الأحداث: "... الحقيقة مما آلمني جدا بروز الغلو عند السلفيين، هذا لا يعرف عند السلفيين أبدا، والغلو في المشايخ.. والله قرأت كلاما أرسل لي وقف شعر رأسي الذي باقي ولا فيه صلعة، واحد كاتب يعني... ما كنت أظن أن الله يخلق مثل الشيخ فركوس أعوذ بالله أعوذ بالله، أقول: الشيخ فركوس عالم ولا زلت أقول أنه عالم نعم أنا أخالفه في فتاوى وأعجب أحيانا من تأصيلاته الأخيرة؛ لا تتوافق مع ما أعرفه عنه من تأصيل أصولي، أتعجب منها كثيرا وأنا أقولها بكل وضوح، ولكني لا زلت أقول إنه عالم فتاواه مؤصلة، ومن علماء المسلمين الكبار لكن ما يلزم أن يكون العالم مصيبا في كل فتوى، وأحيانا يحصل تأثر بمؤثرات لأن العالم مهما كان بشر لكن والله أن يُغلى فيه حتى يقول واحد أعلم رجل على وجه الأرض هو الشيخ فركوس لا والله ما هو أعلم، والله ما هو أعلم، أنا أحلف أنه ليس بأعلم رجل على وجه الأرض، هناك من هو أعلم منه بكثير، هذا الغلو الفاسد الفاحش ليس من منهج السلفيين أبدا، يعرف العالم وفضله وينشر ويدافع عنه ولكن لا يغض من شأن العلماء، قرأت لبعضهم يقول: شيخنا حر والعلماء الآخرون يضغط عليهم أعوذ بالله لا يجوز هذا لا يجوز هذا، وشيخنا عنده الأدلة والمخالفون عندهم الشبهات، هذا الكلام فاحش وغلو وباطل والله لو كنت مكان الشيخ فركوس لتكلمت فيه وأدبته، لا يجوز هذا ولا يجوز أن يبرز هذا بين السلفيين، ثم يستغلون فتوى للشيخ حتى يصبحون أشد من الحزبيين في نقد الدولة، وفي الكلام على الحاكم، والله أنا أقول لك بكل وضوح أن بعضهم انكشف أنه كان حزبيا يتستر فلما وجد فتوى الشيخ جعلها سلما ليكشف عما في نفسه، لأن ما نرى إلا حزبية والشيخ بعيد عن هذا لكن أقول بعضهم وليس كل من يعني طار بهذه الفتوى وصار يعمل بها بعضهم أبدا والله لما تتبعتهم الحال يدل على أنهم كانوا حزبيين لكن ما كانوا يستطيعون يبرزون فلما وجدوا فتوى الشيخ أخذوها سلما وكشفوا عن واقع حالهم وبعضهم لا مساكين يحبون الخير ويثقون في الشيخ وكذا ويظنون أن هذا يعني صوابا لكن أقول حتى في الحقيقة يعني هؤلاء صاروا يفعلون أكثر مما يفعله الحزبيون يعني والله أنا أتأمل أقرأ –أنا ما أحببت أن أتكلم في هذه المسألة- لكن أقرأ دئما والله إن الذين يتكلمون باسم الشيخ وليس الشيخ والله ما تركوا شبهة من شبه السرورية منذ بدأنا نحاربهم في هذا الباب إلا ووضعوها على أنها دليل والله قصارى ما فعلوه أنهم جمعوا الشبهات التي كنا نناقش فيها السرورية في مجالسهم أيام قوتهم في مسألة الإنكار على الحاكم وجعلوها أدلة، وعلى الناس أن يتقوا الله، على طلاب العلم أن يتقوا الله عز وجل، وأن يعرفوا أن الغلو لا في الفتاوى ولا في العالم نفسه لا يأتي بخير، وليس من منهج السلفيين أبدا؛ من مخالفة منهج السلفية الغلو في الشيخ أو الغلو في فتاويه، ولا يقابل هذا أيضا بمقابل آخر وهو إسقاط العالم السني السلفي بسبب فتوى اجتهد فيها حتى لو كنا نرى أنها ليست محل اجتهاد لكن هو اجتهد فأقل ما يقال أنها شبهة يعذر بها بحيث أنه لا يسقط ولا يقال إنه من كذا وأنه فتح باب شر وأنه وأنه وأنه ...
    لكن النقطة التي أحببت أن أقولها لا ينبغي علينا أن نتجارى وراء الظنون والله حرام حرام أن تغلو في سليمان الرحيلي والله حرام –أنا أتكلم معكم لأنكم طلابي- والله ما يجوز لأحدكم أن يغلو في، أو أن يضعني فوق منزلتي، أو يغض من إخواني الذين هم أكبر مني أو في سني من أجل محبة أو نحوها، ولا أيضا في قولي، النظر إلى الدليل، فإذا كان القول مدللا ولم يقابله دليل أقوى منه فالحمد لله نُصر لدليله وإذا كان القول مدللا لكن قابله دليل أقوى منه نُصر القول الآخر لدليله، كما نفعل نحن مع الأئمة الأربعة وهم أعلم من جميع علماء هذا الزمن ولكل فضل، فالبعد عن الغلو والسير على المنهج الرشيد ومعرفة فضل العلماء، وتقدير العلماء، والتألم لألمهم، والذب عن أعراضهم، هذا منهجنا، والله والله والله قد أسمع أن أخي قال في كلمة فيقال فيه كلمة أعلم أنه بريء منها أني أدافع عنه بكل ما أستطيع في السر والعلن، هذا المنهج الذي تربينا عليه، وهذا الذي نعرفه عن مشايخنا، وهذا هو منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم؛ سلامة القلب للإخوة، وجمع أهل الحق على الحق، والذب عن أعراض أهل الحق، والإنسان بشر قد يخطأ قد يتكلم فيك أخوك بظن منه، أو نحو ذلك، هذا ما يسقط أخوته، ولا يسقط حقه عليك، من أن تدفع عنه أنا أتكلم حتى أنتم في مستواكم وأنتم في مستواي لكن ... يعني أخوك إذا أحد تكلم فيه حتى لو كنت سمعت أنه تكلم فيك ما تفرح في المجلس إذا تكلم فيه أحد بغير حق وأنت تعرف أن هذا باطل بل ترد عنه والله سيسألك عن هذا تذب عنه تقول والله أنا أعرفه من سنين والله إن هذا ليس فيه، والله إن هذا كذب عليه، والله أنا أعلم ما قال هذا، تتقرب إلى الله بهذا، هذه النفوس السليمة الزكية والمنهج الذي تربينا عليه، والله هذا الذي نعرفه في السلفية، الذي نعرفه في السلفية وهذه من مميزات السلفية عن غيرهم عدم الغلو، وإقامة حق الأخوة على المقتضى الشرعي
    " اهـ.
    فأنت تلاحظ أن الشيخ حفظه الله:
    1- نبه على وجود الغلو وأنكره وذكر أمثلة عليه وبيَّن أنه ليس من منهج السلفيين.
    2- قرر أن هؤلاء المنتسبين للشيخ والمنتصرين له يغلون فيه الغلو الفاحش من مثل قول أحدهم: ما كنت أظن أن الله يخلق مثل الشيخ فركوس، الشيخ أعلم أهل الأرض (قلت: وهذه هي الصوفية).
    3- قرر أن الشيخ بشر يصيب ويخطأ.
    4- قرر أنه ومع اعترافه وتصريحه بأنه عالم إلا أنه صار يعجب من تأصيلاته الأخيرة بل ويتعجب منها كثيرا (قلت: وهنا يخطئه في فتاويه الأخيرة وبخاصة منها الصلاة بالتباعد والإنكار العلني التي خالف فيها علماء السنة).
    5- بين أن هؤلاء المنتسبين للشيخ في الوقت الذي يغلون فيه ويقدسونه يغضون من شأن وأقدار غيره من العلماء ويحقرونهم، كقول أحدهم: شيخنا حر والعلماء الآخرون يضغط عليهم، وقول الآخر: شيخنا عنده الأدلة والمخالفون عندهم الشبهات، وأن هذا الصنيع منهم محرم غير جائز (وهذه هي الحدادية).
    6- قرر أن هذا الصنيع لا ينبغي أن يبرز بين السلفيين (قلت: ولا يمكن هذا إلا بإنكاره وحربه والوقوف في وجه المتلبسين به وهذا ما فعله الشيخ سليمان في هذه الصوتية ويفعله السلفيون وبخاصة في الجزائر مشايخ وطلبة علم وغيرهم).
    7- أخبر أنه حفظه الله لو كان مكان الشيخ لتكلم في أمثال هؤلاء الذين يغلون فيه ويطعنون في غيره من علماء الأمة ولأدبهم.
    8- قرر أنهم استغلوا فتوى الشيخ –أي في الإنكار العلني- في نقد الدولة والكلام على الحاكم وأنهم أصبحوا في ذلك أشد من الحزبيين (قلت: وهذه هي السرورية).
    9- قرر الشيخ أن هناك حزبيون مندسون انكشف أمرهم وفضحت حقيقتهم بما صدر عنهم تجاه حكامهم وأنهم اتخذوا فتوى الشيخ –وهو بريء منهم- سلما لإبراز ما كانوا يخفونه في بواطنهم.
    10- أن هذا شأن البعض وليس شأن الكل بل منهم مساكين يعني مقلدة ولكن حتى هؤلاء صاروا يفعلون أكثر مما يفعله الحزبيون إلى درجة أنهم ما تركوا شبهة من شبه السرورية في مسألة الإنكار العلني منذ أن بدأ علماؤنا في حربهم إلا وساقوها على أنها أدلة وبراهين وما هي إلا شبهات واهيات.
    11- رغب الناس جميعا وطلبة العلم خاصة في تقوى الله، ونبههم إلى أن الغلو لا يأتي بخير لا في العالم نفسه ولا في فتاويه وأنه مخالف لمنهج السلف الصالح.
    12- نبه إلى أن العالم السني السلفي لا يسقط بسبب فتوى اجتهد فيها وإن كنا نراها ليست محل اجتهاد لكن هو اجتهد فأقل ما يقال أنها شبهة يعذر بها بحيث أنه لا يسقط.
    13- أن الأقوال تنصر لأدلتها وليس لأجل أصحابها فالعبرة بالدليل وهذا هو الذي يعامل به العلماء وما يصدر عنهم من فتاوى.
    14- أن منهجنا هو البعد عن الغلو والسير على المنهج الرشيد ومعرفة فضل العلماء وتقديرهم والتألم لألمهم والذب عن أعراضهم.
    والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه واقتفى أثره إلى يوم الدين.
    وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

    وكتبه:
    أبو عبد السلام عبد الصمد بن الحسين سليمان.
    يوم: الخميس 06 محرم 1444هـ
    الموافق: 04/08/2022م.


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1]- مقطع فيديو منشور على اليوتيوب بعنوان: هل النظر إلى وجه العالم عبادة.
    [2]- مقطع صوتي على اليوتيوب بعنوان: أنا لا أرضى لأحد أن يتعصب لي أبدا إذا أخطأت.
    [3]- طبعة دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع تحقيق علي بن محمد العمران تحت إشراف: بكر بن عبد الله أبو زيد.
    [4]- يقصدون أبو الصقر كما هو واضح.
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2022-08-14, 09:58 AM.

  • #2
    جزاك الله خيرا وبارك فيك

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا
      لماذا لا يوجد صيغة pdf ستسهل كثيرا علينا بارك الله فيك

      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيرا أخي عبد الصمد على هذا البيان ، أعانكم الله و سددكم .

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيرا أخي عبدالصمد
          وأسأل الله تعالى أن يجمع شمل السلفيين في كل مكان وأن يرد المخطئ منهم إلى جادة الصواب

          تعليق


          • #6
            وإياكم إخواني الكرام بارك الله فيكم

            تعليق

            الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
            يعمل...
            X