إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأصل القويم في التفرقة بين صفات أهل الحق والمنتسبين (القسم الثاني)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأصل القويم في التفرقة بين صفات أهل الحق والمنتسبين (القسم الثاني)

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الأصل القويم
    في التّفرقة بين صفات أهل الحقّ والمنتسبين
    (القسم الثاني)
    ــ . ــ


    الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
    فبعد أن ذكرنا بعض أوصاف أهل الحق، لزم علينا أن نذكر أوصاف المندسين على حسب ما عنونا له.
    وكما أنّه لا يخفى على شريف علمكم أن الأصل المعهود عند أهل السنة بإماتة الباطل بهجرانه وإحياء الحق بذكره؛ إلاّ أن الحاجة أدت إلى ذكر هذه الأوصاف معرفا ومتأسيا بأصحاب النبي -عليه الصلاة والسلام-؛كما كان من حذيفة -رضي الله عنه- حين قال: «كانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي »[1].
    وعملا بقول الناظم:
    عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه :::: ومن لم يعرف الخير من الشر يقع فيه

    والمقرر عند أهل العلم؛ أن العلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكا جازما، ويلزم معرفة ما يُنقِذه وما يَنقُضُه؛
    ●فالذي يُنْقِذُه: أي الذي يحافظ عليه ويجعله صحيحا صالحا ويعطيه صفة النماء والزيادة.
    ●والذي يَنقُضُه: هو الذي يهدمه ويُفسده ويجعله غير صالح، وهذا الذي جعلنا نذكر أوصاف هؤلاء مع أن الأصل كما سبق هو أن يموتوا في ظلهم. لكن الحاجة دعت إلى ذلك حفاظا على إخواننا؛ ومن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

    فأولا وقبل ذكر الأوصاف؛ نتكلم عن أقسام هؤلاء، من حيث اتصافهم بهذه المخازي المفتضحة والمواقف غير مشرّفة والأفعال الرديئة:
    • القسم الأول؛ منهم: الذين يريدون أن تفشى هاته الاعتقادات والانحرافات المخالفة لما عليه الأعلام من أهل السنة والجماعة؛ تعمدا منهم لمحاربة الأصول، والطعن في الفحول وتكسير العقيدة، فيجلبون بخيلهم ورجلهم وما أوتوا من قوة لمحاربة أهل الحق، وعلى رأسهم العلماء ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا .
    قال الشيخ الوالد أزهر سنيقرة -حفظه الله-: "انتبهوا فإن الأصول مستهدفة".
    وهذا القسم هو أخطرهم وأفسدهم. نسأل الله السلامة والعافية.
    • القسم الثاني: هم الذين اتّصفوا بالتَّفَيْقُه وحبّ الظهور، ولو كان ذلك على حساب الحقّ لأجل أن يكونوا مذكورين ومخصصين بين إخوانهم ولو بالباطل، فحقّقوا قاعدة مُنكرة، وهي قاعدة: خالف تعرف، وأن تكون رأسا في الباطل خيرا من أن تكون ذنَبا في الحق، فهم أصحاب أنفس مريضة من الجهل الذي جعلها سقيمة، وأدى بهم إلى أن يتصفوا بهذه الصفات القبيحة، وكما يقال بالمثل الشعبي عندنا: (هؤلاء يجمعهم الطبل وتفرقهم العصى) أي ليس لهم ضابط ولا كسب حقيقي لمسائل الاعتقاد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتّى، ذلك بأنّهم قوم لا يفقهون ومن أصول السّنّة محرومون.
    • القسم الثالث: وهم الهمج الرّعاء؛ الذين يكثرون سواد الأقسام السالفة، ويرفعون ألوية الولاء والبراء من غير علم ولا دراية. فهم الذين أضرّوا أنفسهم وضرّوا غيرهم من النّاس .فإن لم يعودوا إلى رُشدهم هلكوا وأهلكوا معهم كثيرا من أمثالهم. أي أنّهم جنودٌ للقسم الأوّل؛ بحيث أنهم وَجَّهوهم إلى المطلوب، فَعَلُوا من غير بصيرة ولا هدى. ففسادهم عظيم، وآثارهم على السلفية وخيم.
    • القسم الرابع: هم الواقفة؛ وتركناهم في آخر الصف من حيث التقسيم لبلاهم الكثير. أي لا هم للمشايخ ناصرون ولا لمنتقدهم مظهرون، يقولون نحن لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء.
    قال الشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله-: الواقفة جاؤوا بهذا الموقف لسببين:
    ● الأول؛ انطلت عليهم شبهة القوم وأقرُّوها وأخفوها لأجل الانتظار، حتَّى يتقوى أصحابُها ويكن لهم التمكين.
    ● الثاني؛ أنهم ادعوا الورع في هذه المسألة، وهذا كذبٌ. فلو كانوا متورعين حقيقة لعرفوا الحق وصدعوا به. فهم في كلا الحالتين يكذبون.

    وقال الشيخ أزهر -حفظه الله-: "كلّ متوقّف كذاب".
    تنبيه: الوقف يكون ممدوحا ويكون مذموما؛
    -يكون ممدوحا، إذا كان في الفتن، أيّ التي لم يظهر فيها الحقّ من الباطل.
    -ويكون مذموما إذا ظهر الحق وتجلَّى، فالواجب هو العمل به والصدع وفق الضوابط الشرعية .
    لكن أكثر أهل الوقف، إذا جاء الأمر إلى القدح في السّلفيّين الخلّص والمشايخ الفضلاء وجدت عندهم بيانات وأكثروا النقل والتقريرات.

    قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: "ويسرني أن أخبركم أن الأحاديث المتعلقة بالفتن والتحذير منها محمولة عند أهل العلم على الفتن التي لا يعرف فيها المحق من المبطل، فهذه الفتن المشروع للمؤمن الحذر منها، هي التي قصدها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «القاعدُ فيهاخيرٌ من القائمِ، والقائمُ فيها خيرٌ من الماشي، والماشي خيرٌ من السَّاعي...» الحديث؛ أمّا الفتن التي يُعرف فيها المحقّ من المبطل والظّالم من المظلوم، فليست داخلة في الأحاديث المذكورة، بل قد دلّت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على وجوب نصرة المحق والمظلوم على الباغي والظالم". اهـ[2].

    وقبل البدء في ذكر الأوصاف الجديدة المحدثة الدخيلة على المنهج السّلفي وأهله، أحببت أن أذكّر نفسي وإخواني بقول الإمام العلّامة الجهبذ شيخ الإسلام ابن تيمية في وصف أهل السنة والجماعة وأئمتهم :
    قال -رحمه الله تعالى-: "أئمة السنة والجماعة وأهل العلم والإيمان: فيهم العلم والعدل والرحمة، فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة، ويعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم؛ كما قال الله تعالى: ﴿ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَـَٔئانُ قَوْمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعْدِلُواْ ۚ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا تَعْمَلُونَ[المائدة: ۸]. ويرحمون الخلق فيريدون لهم الخير والهدى والعلم، لا يقصدون الشرّ لهم ابتداءً، بل إذا عاقبوهم وبينوا خطأهم وجهلهم وظلمهم؛ كان قصدهم بذلك بيان الحق ورحمة الخلق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا"[3].
    وأنّ الداعيَ إلى الذكر هو موجب النّصيحة لمن كان له قلب أو ألقى السّمع وهو شهيد.

    قال ابن الوزير -رحمه الله-: "والقاصد لوجه الله لا يخاف أن ينقد عليه خلل في كلامه، ولا يهاب أن يدل على بطلان قوله، بل يحب الحق من حيث أتاه، ويقبل الهدى ممن أهداه، بل المخاشنة بالحق والنصيحة أحب إليه من المداهنة على الأقوال القبيحة، وصديقك من أصدقك لا من صدقك، وفي نوابغ الكلم وبدائع الحكم: عليك بمن ينذر الإبسال والإبلاس وإياك ومن يقول: لا باس ولا تاس" اهـ.[4]

    وأولى بالوصف أنّ هؤلاء جاؤوا بما لم يأت به العلماء والفضلاء من أهل العلم والديانة فخالفوا منهم الجمهرة بلا علم ولا بينة ولا هدى منير، فلينظر القوم منهم إلى من معهم من العالمين ومن وافقهم على ماهم عليه من المتقين.

    قال ابن القيم -رحمه الله-: "فإذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم طالب للدليل محكم له متّبع للحق حيث كان وأين كان ومع من كان، زالت الوحشة وحصلت الألفة، ولو خالفك فإنه يخالفك ويعذرك. والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة، وذنبك رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة. فلا تغتر بكثرة هذا الضرب، وإن الآلاف المؤلفة منهم لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل بملء الأرض منهم.اهـ[5].

    [ صفاتهم ]

    الأولى:
    الإعراض عن اتباع العلماء والأدلة المحكمة؛ لا لشيء إلا لأجل تحقيق قاعدة خالف تعرف. وخير دليل على ما أقول أن جلّهم مجاهيل وأصحاب أسماء مستعارة يتقدمون بهم للطعن والظلم والافتراء على مشايخنا بلا حجة ولا برهان ولا تقوى ولا ورع، وهذا كله لأغراض دنيئة ومقاصد سقيمة.
    قال ابن القيم -رحمه الله-: "وبالجملة، فلا يجوز العمل والإفتاء في دين الله بالتشهي، والتخير، وموافقة الغرض، فيطلب القول الذي يوافق غرضه، وغرض من يحابيه، فيعمل به، ويفتي به، ويحكم به، ويحكم على عدوه ويفتيه بضده، وهذا من أفسق الفسوق، وأكبر الكبائر، والله المستعان".اهـ[6].

    الثانية:
    تجديد وإحياء قواعد صعفوقية، ومنها عليكم بالأكابر -في زعمهم-! لا على طريقة أهل الحق في مفهوم الأكابر؛ بل عندهم الأكابر لا يخطئون. فخالفوا قول الفحول لا صغيرة بالدليل ولا كبيرة على حسب الدليل. فالأصاغر عند أهل السنة والسلف هم أهل البدع والأهواء، والأكابر هم أهل السنة والاهتداء؛ كما قرره غير واحد من أهل العلم، ولنا في السلف الأمثال العظام كما كان من عبد الله بن عباس رضي الله عنه في قوله: «أُرَاهُمْ سَيَهْلِكُونَ أَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَقُولُ: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ؟ »[7].

    الثالثة:
    اتهّام المشايخ بالتّقليد وإكثار الدّندنة حوله، فالتّقليد أمر محكم عند السّلفيّين ويكون ضرورة لا دين؛ كما قال شيخ الإسلام -رحمه الله- هو بالنّسبة للمؤمن كالميتة للمضطّر وقد أصاب فيه القول وتوسّع ابن القيّم -عليه رحمة الله- في كتابه الماتع إعلام الموقّعين.

    قال الشّيخ أمين الشّنقيطي -رحمه الله-: "وبهذا تعلم أنّ المضطر للتّقليد الأعمى إضطرارا حقيقيّا بحيث يكون لا قدرة له البتَّةَ على غيره مع عدم التّفريط لكونه لا قدرة له أصلا على الفهم، أو له قدرة على الفهم وقد عاقته عوائق قاهرة عن التّعلّم، أو هو في أثناء التّعلم، ولكنّه يتعلّم تدريجيّا فهو معذور في التّقليد المذكور للضّرورة؛ لأنّه لا مندوحة له عنه، أمّا القادر على التّعلم المفرِّط فيه، والمقدّم آراء الرّجال على ما عَلِم من الوحي، فهذا الذي ليس بمعذور".اهـ [8].
    فالناظر في أحوالهم يعلم أنهم يذمون التقليد ادعاء لا حقيقة، فهم في الحقيقة يَدْعون إليه ويُقَعدون قواعد باطلة فيه، فمن لا يقلد من قلدوا يعادوه ومن قلد من قلدوا والوه.

    الرابعة:
    مخالفة القواعد والأصول؛ كمسألة: كلّ يحتجّ لقوله إلّا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيُحتجّ به والدّليل على ذلك أنهّم يلزمون النّاس بالمجمل الذي يختلفون فيه؛ أي يختلفون في تفصيله كلّ على ما يخدم هواه ويخالفون صاحب المقصد من حيث العلّة والمحتوى فهو من رسالة إلى بيان إلى جرح مجمل ثمّ إلى جرح مفصّل إلى مسألة يبنى عليها الولاء والبراء وينزع من أصحاب الشّأن فيها المشيخة.

    قال ابن عبد البرّ -رحمه الله-: "إنّ من صحّت عدالته وثبتت في العلم أمانته، وبانت ثقته وعنايته بالعلم لم يلتفت فيه إلى قول أحد إلا أن يأتي في جرحته ببينة عادلة تصح بها جرحته على طريق الشهادات والعمل فيها من المشاهدة والمعاينة". اهـ[9].

    وقال التّاج السّبكي -رحمه الله-: "فإنّك إذا سمعت أن الجرح مقدم على التعديل ورأيت الجرح والتعديل، وكنت غرا بالأمور أو قدما مقتصرا على منقول الأصول. حسبت أن العمل على جرحه، فإياك ثم إياك والحذر كل الحذر من هذا الحسبان. بل الصواب عندنا أن من ثبتت إمامته وعدالته وكثر مادحوه ومزكوه، وندر جارحه وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصب مذهبي أو غيره، فإنا لا نلتفت إلى الجرح فيه ونعمل فيه بالعدالة وإلا فلو فتحنا هذا الباب أو أخذنا تقديم الجرح على إطلاقه لما سلم لنا أحد من الأئمة. إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون، وهلك فيه هالكون".اهـ[10].
    وقال أيضا: "عرّفناك أنّ الجارح لا يقبل منه الجرح، وإن فسره في حق من غلبت طاعته على معاصيه، ومادحوه على ذاميه، ومزكوه على جارحيه، إذا كانت هناك منافسة دنيوية، كما يكون بين النظراء أو غير ذلك، وحينئذ فلا يلتفت لكلام الثوري وغيره في أبي حنيفة، وابن أبي ذئب وغيره في مالك، وابن معين في الشافعي، والنسائي في أحمد بن صالح ونحوه، ولو أطلقنا تقديم الجرح لما سلم لنا أحد من الأئمة، إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون، وهلك فيه هالكون". اهـ[11].

    الخامسة:
    الخلط في المسائل العلمية؛ فعندهم شبهة علمية في مسألة الردود؛ يعتقدون أن عالما لا يرد عليه إلا عالم مثله. وهذا ليس بصحيح؛ فالعالم يرد عليه عالم وهو الأولى، فإن تعذّر، ردّ عليه من دونه بأدب ووقار، مع مراعاة للمكانة واحترام للفضل. وقد أعطى السّلف في هذا الباب الأمثال العظام ولا يفرّقون بين الصغير والكبير إلا من حيث الاستنباط والدليل فمن كان معه الحق فهو أولى.

    السادسة:
    اعتقاد أن الشيخ لا يخطئه أيّ أحد؛ كائنا من كان، ومن فعل فقد وقع في الطعن الصريح -في زعمهم-.
    والصحيح أن الذي يقول: "لم يوفّق الشيخ في مسألة ما إلى الحق وهو مأجور باجتهاده تبعا للعلماء، فإنه هو أولى بالشيخ منهم. لأن نهج الشيخ مبني على هذا.

    قال الإمام ابن باديس -رحمه الله-: "اعلموا جعلكم الله من وعاة العلم، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجمَّلكم بعزَّة الاتِّباع، وجنَّبكم ذلَّة الابتداع، أنَّ الواجب على كلِّ مسلمٍ في كلِّ مكانٍ وزمانٍ أن يعتقد عقدًا يتشرَّبه قلبه وتسكن له نفسه وينشرح له صدره، ويلهج به لسانه، وتنبني عليه أعماله، أنَّ دين الله تعالى من عقائد الإيمان، وقواعد الإسلام، وطرائق الإحسان إنما هو في القرآن والسنَّة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، وأنَّ كلَّ ما خرج عن هذه الأصول، ولم يحظ لديها بالقبول قولًا كان أو عملًا أو عقدًا أو احتمالًا فإنه باطلٌ من أصله، مردودٌ على صاحبه، كائنًا من كان في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، فاحفظوها واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله تعالى، فقد تضافرتْ عليها الأدلَّة من الكتاب والسنَّة، وأقوال أساطين الملَّة من علماء الأمصار، وأئمَّة الأقطار، وشيوخ الزهد الأخيار، وهي لَعَمْرُ الحقِّ لا يقبلها إلَّا أهل الدين والإيمان، ولا يردُّها إلَّا أهل الزيغ والبهتان". اهـ[12].

    السابعة:
    التّعصب المذموم الذي تميز بها هؤلاء القوم أنهم يتأولون للأدلة المرجوحة، وينصرونها ولو على حساب الدليل الرّاجح. وهذا مخالف لما كان عليه سلف هذه الأمّة الذين كانوا يقدّمون الأدلّة ولو على حساب أنفسهم، ولنا فيهم الأسوة والتأسي والاقتداء.

    قال ابن رجب -رحمه الله-: "وها هنا أمر خفي ينبغي التفطن له، وهو: أنّ كثيرا من أئمة الدين قد يقول قولا مرجوحا ويكون مجتهدا فيه مأجورا على اجتهاده فيه، موضوعا عنه خطؤه فيه ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدّرجة؛ لأنّه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله، بحيث لو أنه قد قاله غيره من أئمة الدين لما قبله، ولا انتصر له ولا إلى من يوافقه، ولا عادى من خلفه، ولا هو مع هذا يظن أنّه إنما انتصر للحق وإن أخطأ في اجتهاد وأمّا هذا التّابع فقد شاب انتصاره لما يظنّه الحقّ إرادة علو متبوعه وظهور كلمته، وأنّه لا ينسب إلى الخطأ، وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحقّ فافهم هذا فإنه مهمّ عظيم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم". اهـ[13].

    الثامنة:
    التأوّل لكلام الشّيخ، فتجد كلّا يفسّره حسب فهمه، مع إلزام غيرهم بعدم معارضة أفهامه، ومن ردّ فهمهم فهو مخالف طعّان في الشّيخ. وهذه القاعدة لم يسبقهم إليها أحد من سلف الأمة.

    التاسعة:
    التلذّذ بالطّعن الصّريح القبيح في مشايخنا، الذي تنزّه عنه حتّى العوام، وهذه الخصلة الذّميمة ليست من صفات أهل الشّهامة ولا الفحول؛ لأنّهم يستقبحون الطّعن في الأعراض شرعا وعرفا. فتسبّبوا في جرأة السّفهاء على العلماء حسدا منهم وظلما.

    قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "لا ينبغي أن تطلب لحاسدك عقوبةً أكثر ممَّا هو فيه فإنه في أمرٍ عظيمٍ متَّصلٍ لا يرضيه إلَّا زوال نعمتك، وكلَّما امتدَّت امتدَّ عذابُه فلا عيش له، وما طاب عيش أهل الجنَّة إلَّا حين نُزع الحسد والغِلُّ من صدورهم، ولولا أنه نُزع تحاسدوا وتنغَّص عيشهم". أهـ[14].
    والأصل هو التعظيم لأهل العلم والشرف، اتباعا لسيد المرسلين، وما جاءت به النصوص البيّنة. لأن الطعن في الحامل هو طعن في المحمول، ولا يعظّم مكانتهم إلا سلفي، ولا يبغضهم إلاّ خلفي.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "كلّ أمّة قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم علماؤها شرارها، إلا المسلمين، فإن علماءهم خيارهم، فإنهم خلفاء الرسول من أمته، والمحيون لما مات من سنته، فيهم قام الكتاب وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب و به نطقوا، وكلهم متفقون اتفاقا يقينا على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه فلا بد له في تركه من عذر". إهـ[15].

    العاشرة:
    التّلبيس والتّدليس، فقد اشتهروا بالفبركة واتّباع العثرات المسقطة -في زعمهم- فيُنفقون الغالي والنّفيس لجلب الشّهود وأهل الخيانة؛ لكي يثبتوا ما أرادوه من اتّهامات، وهذا يُعدّ مكرا من البعيد وغدرا من القريب.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "ومعلومٌ أنَّا إذا تكلَّمْنا فيمن دون الصّحابةِ مثل الملوكِ المختلفين على الملكِ، والعلماءِ والمشايخِ المختلفين في العلمِ والدينِ؛ وجب أن يكونَ الكلامُ بعلمٍ وعدلٍ، لا بجهل وظلم؛ فإنَّ العدلَ واجبٌ لكلِّ أحدٍ على كلِّ أحدٍ في كلِّ حالٍ، والظلمَ محرَّمٌ مطلقًا لا يُباح قطُّ بحالٍ، قال اللهُ تعالى: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى[المائدة:٨]، وهذه الآيةُ نزلتْ بسببِ بُغْضِهم للكفَّارِ، وهو بغضٌ مأمورٌ به، فإذا كان البغضُ الذي أمر اللهُ به قد نُهي صاحبُه أن يظلمَ من أبغضه؛ فكيف في بغضِ مسلمٍ بتأويلٍ وشبهةٍ أو بهوى نفسٍ؟! فهو أحقُّ ألَّا يُظْلَم، بل يُعدلُ عليه.اهـ[16].

    الحادية عشر:
    التّساهل في أخطاء موافقيهم من أهل الاحتواء وأصحاب المناهج الفيحاء المختلطة؛ بل يخترعون لهم الأعذار، وأمّا مَن خالفهم مِن مشايخنا فهو عندهم كأهل البدع أو أشدّ خطورة، بلا دليل ولا تأصيل ولا استنارة بكلام العلماء. وهذا ناتج عن بغض منهجهم والحقد على طريقتهم المثلى في تصفية المنهج وتربية الشّباب على السّلفيّة الحقّة الخالصة من الشوائب الدخيلة تبعا للعلماء الكبار والأئمة الأعلام، فقد أعلنوا الحرب الضروس على طلبة العلم المعروفين بسلامة المنهج والدعوة إلى الله، ثم بعد ذلك إلى من هم أعلى منهم وهم العلماء، فقد شابهوا أهل البدع والأهواء في هذه المسألة لأنه قد استفاض وعُلم أن من علامة أهل الأهواء الوقيعة في أهل الأثر.

    الثانية عشر:
    الحكم على المشايخ بأقصى الأحكام، وتوسعوا فيهم بالظلم والإشهار، وهذا ناتج عن كره منهجهم وعداوة دعوتهم وإن كانوا يتمسحون بالكبار. فهم بين حلبي ومأربي وشريفي واحتوائي وغيرهم من المنتكسين.

    قال ابن المبارك -رحمه الله-: "من استخفَّ بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخفَّ بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخفَّ بالإخوان ذهبت مروءته".اهـ[17].

    الثالثة عشر:
    تجميع الجموع وتكتيل كل من عنده عداوة قديمة، فأكثروا من احتواء الصعافقة القدامى، والتمسوا لهم الأعذار. أمثال ذاك القائل: (لولا الشيخ داهم الواد)، وفي الحقيقة هم الذين تنحى عنهم الواد تنزها منهم ومن أقذارهم التي خلفوها في الدعوة بالنصب والإحتيال والظلم وأكل أموال الناس بالباطل، فأين توبة هؤلاء يا قوم! اعدلوا هو أقرب للتقوى.

    قال أبو يعلى الزواوي -رحمه الله-: "تأسس الإسلام، وتأسس معه التمرد الذي هو عبارة عن عدم الاستسلام، وهو الكفر والجحود بعينه والعياذ بالله وجاء الإسلام بالإصلاح العام لما أحدثه الأنام فقام المعارضون ضد المصلحين الحقيقيين الذين هم المرسلون وقالوا لنوح عليه السلام: ﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ[الأعراف: ٦٠]، وقالوا لهود عليه السلام: ﴿أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا[الأعراف:٧٠]، وقالوا لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ[ص]، وهذا الذي وقع لنا معشر المصلحين المخلصين في هذا العصر كلما نوهنا أو نبهنا إلى خطإ أو فساد في العقائد والعوائد أو عارضنا المفاسد والمعابد بالباطل أو ذكرنا الملل والنحل التي تفرعت في الإسلام الذي جاء بالتوحيد قام في وجوهنا فريق من البله الجامدين المغفلين وخرجوا إلينا بطرا ورئاء الناس أنهم يدافعون عن الأولياء والصاحين فيلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون". اهـ[18].

    الرابعة عشر:
    استعمال وسائل التّقاطع، بإرسال التّعارف مع كلّ مخذول من هذه البريّة؛ كالجواسيس الذين يجتمعون معهم في المجالس السّريّة، فمزجوا الحقّ بالباطل، وأنّى لهم ذلك فالحقّ أبلج.

    الخامسة عشر:
    إطلاق ألسنتهم الحادة على الأمراء والعلماء، وكل من أُمِرنا بتوقيره من الفضلاء.

    السادسة عشر:
    الغلوّ المذموم، والتّقديس الفاضح المخالف لضوابط الدّين؛ الذي نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام، بقوله: «لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَت النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا : عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ »[19].

    السابعة عشر:
    الظّنّ السّيء بعلماء الأمّة، واتهّامهم بما هم منه براء؛ كقولهم: إنهم غير مستقلّين، ويفتون لمصالح السّلاطين، فشابهوا أهل البدع والأهواء كالحزبيّة والتّكفيريّين.

    قال الشيخ صالح اللحيدان -رحمه الله-: "والله إن لي في مجلس القضاء وهيئة كبار العلماء أكثر من ثلاثين سنة، والله ما أمرنا في يوم أن نفتي بما يوافق هوى أحد، وإنمّا نفتي بما نراه الحقّ".[20]

    الثامنة عشر:
    الخوض وركوب أمواج الأحداث والمستجدات، فتراهم يتسابقون في كلّ شيء؛ حتّى السياسة، فأتونا بطوام الإخوان، نسأل الله السلامة والعافية، ففضحهم الأعلام وبيّنوا بأنهم على هوى وانحراف، والذي يتكلم في العلماء أو الأمراء فاغسل يدك منه كائنا من كان والأدلة الصريحة والنصوص الصحيحة على ذلك محكمة، إلا من شذ وخالف السبيل، أرادوها سلفية جديدة ممزوجة بأوصاف السرورية. الذين ظاهرهم السلفية وباطنهم السرورية والقطبية.
    فهذا الذي ذكرناه قليل من كثير أوصاف هؤلاء المندسين، والسلفية منهم براء والمشايخ كلهم منهم كذلك من غير استثناء. فندعوا الله جل وعلا أن يبصرنا وإخواننا لما هم عليه من انحراف وهوى، إنه سميع مجيب الدعاء.

    وفي الختام:
    يتبيّن أنّ القوم عندهم تنظيم، وخير دليل على ما أقول أنّهم ابتدئوا في ما مضى بمحاربة طلبة العلم وأهل الوضوح والمواقف الطيّبة، واشتدّ عداؤهم على الذين هم مشتغلون بالعلم وبالتّعليم فلمّا لم يُوَفّقوا -لا وفقهم الله- انتقلوا بعدها إلى العلماء، وبالأخصّ منهم البررة الذين عُرفوا بالذّبّ عن الحقّ والصّدع به، وتربية الشّباب على الأصول المحكمة، وربط الطّلبة بالعلماء الكبار وتحسين المعاملة على وفق الشّريعة مع ذوي الشّأن والأمراء، وهذا كلّه مدروس ومسطّر له كما نقل غير واحد من أهل العلم، فهدفهم قطع السّبيل والضّوء المنير ألا وهو الصّدّ عن العلم وأهله.

    قال محمّد البشير الإبراهيمي -رحمه الله-: "العلمَ العلمَ أيُّها الشباب، لا يُلهيكم عنه سمسار أحزاب ينفخ في ميزاب، ولا داعية انتخاب في المجامع صخَّاب، ولا يلفتنكم عنه معللٌ بسراب، ولا حاوٍ بجراب، ولا عاوٍ في خراب، يأتم بغراب، ولا يفتننَّكم عنه مُنزوٍ في خنقة، ولا مُلتوٍ في زنقةٍ، ولا جالس في ساباط، على بساط، يحاكي فيكم سنّة الله في الأسباط، فكلّ واحد من هؤلاء مشعوذ خلاب وساحر كذَّاب. إنكم إن أطعتم هؤلاء الغواة، وانصعتم إلى هؤلاء العواة، خسرتم أنفسكم، وخسركم وطنكم، وستندمون يوم يجني الزّارعون ما حصدوا، ولات حين ندم". اهـ[21].

    ونبقى دائما ندعو بما يدعوا إليه أهل العلم والفضل، وذوي التّقوى والدّيانة إلى الاجتماع الممدوح، الذي يكون على الحقّ ولأجل الحقّ بطريقة السّلف المبنية على الرّحمة الشّرعية والطّريقة النّبويّة. واستدراك ما فات والإنصاف والعدل بالمطارحة والمناقشة المبنيّة على الإخلاص لله جل وعلا واتّباع للمصطفى عليه الصلاة والسلام تحقيقا للمصلحة.
    كما نختم بعنونة ألا وهي: الانصاف والاعتدال في الحكم على الرجال.

    قال شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "إنَّ الرجل العظيم في العلم والدين مِن الصحابة والتابعين ومَن بعدهم إلى يوم القيامة أهل البيت وغيرهم قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن ونوع من الهوى الخفي فيحصل بسبب ذلك ما لا ينبغي اتّباعه فيه، وإن كان من أولياء الله المتقين، ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين: طائفة تعظّمه فتريد تصويب ذلك الفعل واتباعه عليه، وطائفة تذمّه فتجعل ذلك قدحا في ولايته وتقواه؛ بل في برّه وكونه من أهل الجنّة؛ بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان، وكلا هذين الطّرفين فاسد، والخوارج والرّوافض وغيرهم من ذوي الأهواء دخل عليهم الدّاخل من هذا، ومن سلك طريق الاعتدال عَظَّم من يستحقّ التّعظيم وأحبّه ووالاه، وأعطى الحق حقه فيعظم الحق ويرحم الخلق، ويعلم أنَّ الرجل الواحد تكون له حسنات وسيئات، فيحمد ويذم، ويثاب ويعاقب، ويحب من وجه، ويبغض من وجه، هذا هو مذهب أهل السنة و الجماعة، خلافا للخوارج والمعتزلة ومن وافقهم".اهـ[22].

    هذا ما يسّر الله جل وعلا، ولنا الغنية في كلام مشايخنا ومن تعلمنا منهم السلفية والشريعة السمحة
    لكن الأخبار تلزم بالمقال وأن تُظهر الفعال والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
    قال الشيخ ابن باز -رحمه الله تعال-: "لو سكت أهل الحق عن بيان الحق
    لاستمر المخطئون على أخطائهم.وقلدهم غيرهم في ذلك
    وباء السّاكتون بإثم الكتمان". اهـ[23]
    كما أنّنا لا نريد طعنا ولا ذمّا،
    والغاية الإصلاح لا الإفساد
    والاجتماع لا الفرقة
    على حسب ضوابط
    أهل السّنّة
    *
    وسبحانك
    اللهم وبحمدك
    أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
    وكتبه: أبو أسامة فيصل الأهراسي
    غفر الله له ولوالديه
    وجميع المؤمنين
    *

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1] - متفق عليه.
    [2] - مجموع الفتاوى (363/7).
    [3] - الرد على البكري، لابن تيمية (251).
    [4] - العواصم والقواصم (224/1).
    [5] - إعلام الموقعين (396/2).
    [6] - إعلام الموقعين (211/4).

    [7] - مسند الإمام أحمد (3121).
    [8] - أضواء البيان (553/7).
    [9] - جامع بيان العلم وفضله (152/2).
    [10] - طبقات الشافعية، للسبكي (188/1).
    [11] - طبقات الشافعية (190/1).
    [12] - آثار الإمام ابن باديس (232/3).
    [13] - جامع العلوم والحكم، لابن رجب: (267/2).
    [14] - صيد الخاطر (362).
    [15] - رفع الملام، لابن تيمية: (16-17).
    [16] - منهاج السنة (127/5-136).
    [17] - سير أعلام النبلاء، للذهبي: (405/8).
    [18] - أبو يعلى الزواوي «الشهاب» (351/3).
    [19] - صحيح البخاري (3445).
    [20] - رؤية شرعية، للشيخ الفاضل إبراهيم المحيميد (صـ 49).
    [21] - عيون البصائر، محمد البشير الإبراهيمي: (350-351).
    [22] - منهاج السنة النبوية (543/4-544).
    [23]- مجموع الفتاوى (72/3).
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2022-08-01, 03:07 PM.

  • #2
    بارك الله فيك أخي فيصل وجزاك الله خيرا

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
      يعمل...
      X