إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خطورة البرامج التلفزيونية على الإسلام في شهر رمضان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خطورة البرامج التلفزيونية على الإسلام في شهر رمضان

    بسم الله الرحمن الرحيم

    خطورة البرامج التلفزيونية
    على الإسلام في شهر رمضان



    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
    فالإسلام منذ القدم محارب أشد الحرب، ما من نبي ولا رسول أرسله الله لتبليغ دينه إلا حورب وأوذي، قال الله تعالى: {وَلَقَدۡ أَرۡسَلنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَقَالَ يا قَوۡمِ ٱعبُدُوا۟ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَـٰهٍ غَيرُهُۥۤۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٢٣) فَقَالَ ٱلمَلَؤُا۟ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِن قَوۡمِهِۦ مَا هَـٰذَاۤ إِلَّا بَشَرࣱ مِّثلُكُمۡ يرِيدُ أَن يتَفَضَّلَ عَلَيكُمۡ وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَـٰۤئكَةࣰ مَّا سَمِعنَا بِهَـٰذَا فِیۤ ءَابَاۤئنَا ٱلأَوَّلِينَ (٢٤) إِنۡ هُوَ إِلَّا رَجُلُۢ بِهِۦ جِنَّةࣱ فَتَرَبَّصُوا۟ بِهِۦ حَتَّىٰ حِينࣲ (٢٥)}[المؤمنون].
    وقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرࣱ مِّنۡ أَهلِ ٱلكِتَـٰبِ لَوۡ يرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعدِ إِيمَـٰنِكُمۡ كُفَّارًا}[سورة البقرة: ١٠٩] وما لاقى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من محاربة وأذى إذ طرد من أحب البلاد إليه وشج وجهه وكسرت رباعيته، ووصل به الأذى أن قال صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: {لقَدْ لَقِيتُ مِن قَوْمِكِ وَكانَ أَشَدَّ ما لَقِيتُ منهمْ يَومَ العَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي على ابْنِ عبدِ يالِيلَ بنِ عبدِ كُلالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إلى ما أَرَدْتُ، فانْطَلَقْتُ وَأَنا مَهْمُومٌ على وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إلّا بقَرْنِ الثَّعالِبِ}.
    وطول هذه المدة وأعداء الإسلام يمكرون بهذا الدين لتشويهه بأي طريق كان والله متم نوره ولو كره الكافرون، فإن هذا الدين محفوظ بحفظ الله عز وجل قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا ٱلذِّكرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ[الحجر ٩].
    وكانت محاربة الكفار ظاهرة جلية إلى غاية ظهور عصر التطور الفكري -زعموا- وظهرت العلمانية المقيتة فأصبحت تُصورُ تشويهَ الإسلام على أنه هو التقدم الفكري -والله المستعان- فراحت تنشُر برامج خليعة وأفلاما ومسلسلات مشوِّهة للتاريخ الإسلامي، وهذا غير مستغرب من بلاد الكفر المعادية للإسلام المحاربة له؛ بل المستغرب أن يظهر من ينتسب إلى الإسلام ويعيش بين ظهراني المسلمين وهو يدعو إلى العلمانية المقيتة فتجده يدعو إلى الانفتاح الفكري المقصود به الانسلاخ الديني والبعد عن رب البرية -وإلى الله المشتكى-.

    فبحلول شهر رمضان المبارك ترى قنوات منتسبة إلى الإسلام تعرض مسلسلات وأفلاما تدعو إلى الانحطاط الأخلاقي وأخرى تشِيع الفاحشة والسوء بين الناس، فهذا مسلسل يصور للناس أن من يسرق الأغنياء الظالمين ليرد حقوق المظلومين هو إنسان خير وكأنهم يقولون إن السرقة المحرمة سرقة الفقراء فقط أو لا بأس بالسرقة لمساعدة الغير جريا على القاعدة الإخوانية المقيتة (الغاية تبرر الوسيلة) بينما المعلوم من الدين بالضرورة أن السرقة محرمة وهي كبيرة من كبائر الذنوب حيث رتب عليها الشارع حد قطع اليد قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقطَعُوۤا۟ أَيدِيهُمَا جَزَاۤءَۢ بِمَا كَسَبَا نَكَـٰلا مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمࣱ[المائدة ٣٨].
    وعن عائشة أم المؤمنين: أنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ المَرْأَةِ الَّتي سَرَقَتْ في عَهْدِ النبيِّ ﷺ في غَزْوَةِ الفَتْحِ، فَقالوا: مَن يُكَلِّمُ فِيها رَسولَ اللهِ ﷺ؟ فَقالوا: وَمَن يَجْتَرِئُ عليه إلّا أُسامَةُ بنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسولِ اللهِ ﷺ، فَأُتِيَ بها رَسولُ اللهِ ﷺ، فَكَلَّمَهُ فِيها أُسامَةُ بنُ زَيْدٍ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسولِ اللهِ ﷺ، فَقالَ: أَتَشْفَعُ في حَدٍّ مِن حُدُودِ اللهِ؟ فَقالَ له أُسامَةُ: اسْتَغْفِرْ لي يا رَسولَ اللهِ، فَلَمّا كانَ العَشِيُّ، قامَ رَسولُ اللهِ ﷺ، فاخْتَطَبَ، فأثْنى على اللهِ بما هو أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: أَمّا بَعْدُ، فإنَّما أَهْلَكَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ أنَّهُمْ كانُوا إذا سَرَقَ فِيهِمِ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذا سَرَقَ فِيهِمِ الضَّعِيفُ أَقامُوا عليه الحَدَّ، وإنِّي والَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لو أنَّ فاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَها، ثُمَّ أَمَرَ بتِلْكَ المَرْأَةِ الَّتي سَرَقَتْ، فَقُطِعَتْ يَدُها...) الحديث،، ويبثون مقاطع فيها حديث عن الفاحشة والزنى وهذا من إشاعة الفاحشة والله المستعان قال الله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يحِبُّونَ أَن تَشيعَ ٱلفَـٰحِشَةُ فِی ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمࣱ فِی ٱلدُّنيا وَٱلاخِرَةِۚ }[النور/١٩]، قال الشوكاني -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: "أيْ يُحِبُّونَ أنْ تَفْشُوَ الفاحِشَةُ وتَنْتَشِرَ، مِن قَوْلِهِمْ شاعَ الشَّيْءُ يَشِيعُ شُيُوعًا وشَيْعًا وشَيَعانًا: إذا ظَهَرَ وانْتَشَرَ، والمُرادُ بِالَّذِينَ آمَنُوا المُحْصَنُونَ والعَفِيفُونَ، أوْ كُلُّ مَنِ اتَّصَفَ بِصِفَةِ الإيمانِ، والفاحِشَةُ هي فاحِشَةُ الزِّنا والقَوْلُ السَّيْءُ ﴿لَهم عَذابٌ ألِيمٌ في الدُّنْيا﴾ بِإقامَةِ الحَدِّ عَلَيْهِمْ والآخِرَةِ بِعَذابِ النّارِ".
    والأدهى والأمر أن تجد من ينتسب إلى الإسلام يصور مقطعا من مسلسل يُظهرُ أن من أعفى لحيته وارتدى قميصا أنه إرهابي يصعد الجبل ويحمل السلاح ويقتل الناس، وهذا فيه موافقة لما تفعله الدول الغربية الكافرة التي تود حصر الإسلام في تنظيم القاعدة وداعش لتشويه الإسلام والله المستعان.
    ألم يدري هؤلاء الممثلون أن اللحية من شعائر الإسلام حيث أمر بها خير الأنام عليه الصلاة والسلام فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جُزُّوا الشَّوارِبَ، وأَرْخُوا اللِّحى خالِفُوا المَجُوسَ". وفيما يخص القميص عن أم سلمة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: "كان أحبَّ الثِّيابِ إلى رسولِ اللهِ ﷺ القميصُ"، فإن الاستهزاء وتشويه هذه الشعائر مساس بالدين قال تعالى﴿وَلَئن سَأَلتَهُمۡ لَيقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَاياتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَستَهزِءُون ٦٥ لَا تَعتَذِرُوا۟ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعدَ إِيمَـٰنِكُمۡ﴾[التوبة] .
    قال ابن الجوزي -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: "والسّادِسُ: أنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ، ورَهْطًا مَعَهُ، كانُوا يَقُولُونَ في رَسُولِ اللَّهِ وأصْحابِهِ ما لا يَنْبَغِي، فَإذا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالُوا: إنَّما كُنّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ، فَقالَ اللَّهُ تَعالى: قُلْ لَهم ﴿أبِاللَّهِ وآياتِهِ ورَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴾، قالَهُ الضَّحّاكُ. فَقَوْلُهُ: ﴿وَلَئِنْ سَألْتَهُمْ﴾ أيْ: عَمّا كانُوا فِيهِ مِنَ الِاسْتِهْزاءِ: ﴿لَيَقُولُنَّ إنَّما كُنّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ﴾ أيْ: نَلْهُو بِالحَدِيثِ. وقَوْلُهُ: ﴿قَدْ كَفَرْتُمْ﴾ أيْ: قَدْ ظَهَرَ كُفْرُكم بَعْدَ إظْهارِكُمُ الإيمانَ؛ وهَذا يَدُلُّ عَلى أنَّ الجَدَّ واللَّعِبَ في إظْهارِ كَلِمَةِ الكُفْرِ سَواءٌ.
    إضافة إلى هذا فإن التمثيل يعتبر غير جائز شرعا قال العلامة الفوزان في رده على الترابي: "وهذه جرأة على الدين -نسأل الله السلامة والعافية- بإباحته الغناء والموسيقى والرقص،والتمثيل المسرحي والسنمائي"، حتى التمثيل بغية الدعوة إلى الله من الطرق المحدثة ومن التوسع المذموم في الدين قال العلامة الفوزان في رده على الترابي أيضا( أنظر إلى هذه الدعوة الصريحة من الترابي إلى الفن، والتحذير لمن أهمله، وأن من أخذه فتح بابا، وليته اكتفى بذلك بل بابا واسعا للدعوة إلى الله، وهذا هو حال "الإخوان المسلمون" يجيزون التمثيل، والأناشيد الصوفية المبتدعة، وكذا الكذب والمراوغات. وإن كان التمثيل محرما في سبيل الدعوة إلى الله ففي غيره من باب أولى.
    ورغم هذا ترى البرامج والأفلام الساقطة تعرض في هذا الشهر الفاضل لإبعاد الناس وصرفهم عن الاجتهاد في الطاعات والقربات-والله المستعان- فأنبه نفسي وإخواني أن هذا الشهر شهر الطاعات والقربات لا شهر الأفلام والمسلسلات، هذا شهر القرآن قال تعالى: ﴿شَهرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ فِيهِ ٱلقُرۡءَانُ هُدࣰى لِّلنَّاسِ وَبَينَـٰتࣲ مِّنَ ٱلهُدَىٰ وَٱلفُرۡقَانِ﴾الآية: [سورة البقرة/١٨٥] قال العلامة السعدي في تفسير الآية" أي: الصوم المفروض عليكم، هو شهر رمضان، الشهر العظيم، الذي قد حصل لكم فيه من الله الفضل العظيم، وهو القرآن الكريم، المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية، وتبيين الحق بأوضح بيان، والفرقان بين الحق والباطل، والهدى والضلال، وأهل السعادة وأهل الشقاوة. فحقيق بشهر، هذا فضله، وهذا إحسان الله عليكم فيه، أن يكون موسما للعباد مفروضا فيه الصيام.( وشهر الصيام قال تعالى ﴿يأَيهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَيكُمُ ٱلصِّيامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ[البقرة ١٨٣] قال العلامة السعدي في تفسير الآية" يخبر تعالى بما منَّ به على عباده، بأنه فرض عليهم الصيام، كما فرضه على الأمم السابقة، لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان. وفيه تنشيط لهذه الأمة، بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال، والمسارعة إلى صالح الخصال، وأنه ليس من الأمور الثقيلة، التي اختصيتم بها. ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى، لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه. فمما اشتمل عليه من التقوى: أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها، التي تميل إليها نفسه، متقربا بذلك إلى الله، راجيا بتركها، ثوابه، فهذا من التقوى. ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى، فيترك ما تهوى نفسه، مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه، ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام، يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي، ومنها: أن الصائم في الغالب، تكثر طاعته، والطاعات من خصال التقوى، ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع، أوجب له ذلك، مواساة الفقراء المعدمين، وهذا من خصال التقوى، وقال صلى الله عليه وسلم: من صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه، ومن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه، وقال العلّامة أحمد ابن يحيى النجمي رحمه الله: "فيا أيها الناس إن الصوم عظيم يجب أن نحرص عليه، وأن نحفظه مما يفسده".
    فعلى العبد أن يجتهد في الطاعات ويستزيد من القربات وأن يجتنب المعاصي والمنكرات، وما نزل البلاء والوباء والغلاء إلا بكثرة معاصي الناس قال تعالى: {ظَهَرَ ٱلفَسَادُ فِی ٱلبَرِّ وَٱلبَحرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيدِی ٱلنَّاسِ لِيذِيقَهُم بَعضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمۡ يرۡجِعُونَ (٤١)}[الروم] وما يرفع البلاء إلا بالتوبة والاستغفار والرجوع إلى الله عز وجل وترك المعاصي والآثام، والاطراح بين يديه بالدعاء، نسال الله أن يرفع عنا الوباء وأن يشفي مرضى المسلمين ويرحم موتاهم.
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    كتبه
    أبو إياد عماد درغاوي
    يوم السبت٢رمضان١٤٤١
    الموافق ٢٦أفريل٢٠٢٠
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2022-04-03, 06:56 PM.
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X