إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وإذا استنصحك فانصح له / جواب الشيخ الفاضل أبي عبد الله يونس بن حجر على من طلب الإرشاد.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وإذا استنصحك فانصح له / جواب الشيخ الفاضل أبي عبد الله يونس بن حجر على من طلب الإرشاد.

    بسم الله الرحمن الرحيم


    وإذا استنصحك فانصح له
    جواب الشيخ الفاضل أبي عبد الله يونس بن حجر
    على من طلب الإرشاد
    ـــ . ـــ




    السؤال:
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شيخنا؛ أحسن الله إليك.
    والله أنا في حيرة عظيمة جدا مما يحدث مؤخّرا في الساحة الدعوية -والله المستعان وإليه المشتكى ولا حول ولاقوّة إلا بالله- واختلطت عليّ الأمور وأنا في حسرة شديدة وبدأت تدخلني وساوس وشبهات من نفسي ومن الشّيطان ولا أدري ما أفعل وقد كنت سجّلت في مدرسة المعالم بالأربعاء بالبليدة منذ فتحت هذا العام ولم أعد أذهب مؤخّرا؛ ليس قناعة واعتقادا! وانمّا بسبب ما أنا فيه من حيرة، و-أيضا- قلّة الاستفادة والتّباين الواضح مقارنة بالعام الماضي.
    ويأتيني أخ في الله كبير في السّنّ ممّن أثق فيهم ويحدّثني: (إن التّحذير من الشيخ فركوس لباقي المشايخ قد وقع؛ إن كنت تفهم كلام الشيخ) ودائما أردّد في نفسي أنّ الأحياء لا تؤمن عليهم الفتنة، فعليّ بمن مات على السّنّة؛ كالأباني والعثيمين وبن باز -رحمهم الله- ولكن تجد نفسك محتاجا الى علماء أحياء تسألهم وتتبعهم، خاصّة وقد كثرت الفتن والنوازل في هذه السنوات.
    فأرجو منك -شيخنا- أن ترشدني الى ما ينفعني ويزيل عني ما أنا فيه وجزاك الله خيرا شيخنا؟؟

    الجواب:
    -وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخي -وفقني الله وإياك-
    للسلفية -والحمد لله- أصول من مشى عليها كان قد أدّى الذي عليه، ولسنا مكلّفين باتّباع ما في الغيب ولا الظّنون والحدس.
    ومن ذلك أنّ الأصل في علمائنا ومشايخنا المشهود لهم بالعلم ولزوم الجادّة العدالة والعلم والفضل، ولا نعدل عن تزكيتهم والأخذ عنهم إلّا بدليل واضح دون نيّة مبيّتة لإسقاطهم، وغرض مسبق للانتقام منهم أو التّشفّي، وعليه فمشايخنا فركوس وجمعة وأزهر -حفظهم الله- لمّا يظهرْ عليهم شيء نبني عليه إعراضَنا عنهم أو عن أحدهم، وحتّى وإن طفا شيء ممّا يقدح في أحدهم على السّطح -والله أسأل أن يسلّمهم من ذلك وأن يزيدهم رفعة وثباتا- فلا نعرض عنه إلّا إذا أصرّ واستكبر عن التّوبة وأبى الرّجوع إلى الحقّ، وإن كان ظنّنا بمشايخنا الرّجوع إلى الحقّ متى ما ظهر لهم والحمد لله.
    أمّا دعوى أنّ بعضهم يدعو إلى التّقليد أو يريد إسقاط الشّيخ أو لا يدافع عنه أو أنّ بعضهم يوافق بعض المناهج الضّالّة فهي دعاوى مخالفة للواقع المعروف منهم مع ما في بعضها من حكم على النّيّات وإلزام بما لا يلزمهم، والله -عزوجل- يقول: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، وفي الحديث الصحيح: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله".
    كما أنّ دعوى العزوف عن الأحياء والرّجوع إلى من مات على السّنّة من العلماء والاكتفاء بأقوالهم مخاطرةٌ عظيمة لا يؤمن على صاحبها الفهم السّقيم والاجتهاد المتكلّف في الفهم أو التّنزيل وهكذا ....
    وثانيا: ليس من دعوتنا السّلفيّة عقد الولاء والبراء على مسائل اجتهاديّة، يدور فيها العالم بين الأجر والأجرين، وإن كان بعض الأحداث قد سبق الأحداث، وتقدّم بين يدي الشّيخ -حفظه الله- في الحكم على الشّيخين الفاضلين جمعة وأزهر -حفظهما الله-، وسحب كتبهم ومطويّاتهم من المكاتب! وسحب لقب "الشيخ" في حقّهم وهجر إخوانه ممّن لم يقدح فيهما ويتبرّأ منهما!
    ثالثا: ليست دعوتنا صوفيّة تُقدّس الشّيخ وكلّ ما تعلّق بالشّيخ من قرابته ورفقته ...بحيث يُسوِّغ لهم قربهم من الشّيخ أن يتدخّلوا فيما لا يحسنون، ويتكلّمون في الدّعوة والدّعاة؛ كأنهّم هم الشّيخ!
    فالسّلفيّون يحترمون ويقدرون علماءهم ومشايخهم ولا يقدّسونهم وينزلون النّاس منازلهم.
    ورابعا: مشايخنا غير معصومين؛ فقد يتسلّل شياطين الإنس والجنّ؛ ليفسدوا الودّ الذي بينهم، ويوغروا صدورهم، ومن المتقرّر على لسان السّلف أنّ النّمّام يفسد في ساعة ما لا يفسده السّاحر في سنة، والذي يقرأ التّاريخ وتراجم العلماء يجد من ذلك الشّيء الكثير، ولكن -كما يقال- إذا عُلم السّبب بطَل العجب!
    ومن ذلك ما جرى بين البخاري -رحمه الله- وشيخه محمد بن يحيى الذهلي -رحمه الله-، والنّسائيّ -رحمه الله- وأحمد بن صالح المصري المعروف بابن الطبري -رحمه الله-، وهكذا الإمام مالك -رحمه الله- ومحمد بن إسحق صاحب السيرة -رحمهم الله-، ومتِّعْ بصرك بما قرّره وعلّق به الذّهبيّ -رحمه الله- في (السّيـَر) على تلك الوقائع.
    وخامسا: من أصول دعوتنا عدم الانسياق وراء المجاهيل والمغرضين والأحداث وركوب موجتهم، فإنّ هذه الفتنة -كما سمّاها بعض مشايخنا الفضلاء فتنة المجاهيل-، ومن المعلوم: "أنّ هذا الأمر دين فلينظر أحدكم عمن يأخذ دينه"، وهكذا في الخصومات لا يجوز للقاضي أن يحكم بمجرّد السّماع لطرف واحد حتّى وإن ادّعى البيّنة التي لا تقبل الشّكّ؛ كما يقول أحدهم -ممّن حكم لمن سمع له بأنّه مظلوم وصار ينكر ما كان يعرف ويعرف ما كان يُنكر بمجرّد حياكة ثريين للقاء مع ثريين آخرين- !! فكيف به إذا كان المظلوم !! الناقضَ لغزله بالتودّد للشيخ بعد ما ثبتت عنده إدانته فهو يدور بين الكذب في دعواه -ولذلك نقض غزله- وبين الصّدق، فهو غاش مخادع لقبوله إشراف الشّيخ من جديد مع ثبوت إدانته عنده!!
    واعتبر بما استغفر منه نبيّ الله ورسوله داود -عليه وعلى نبيّنا الصّلاة والسّلام- من حكمه بمجرّد سماع أحد الطّرفين قائلا: (إنّ هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب) الآيات.
    وسادسا: من أصول النّجاة في الفتن إمساك اللّسان عمّا ليس فيه برهان، والتّأني في الأحكام والبعد عن الأمور المريبة واللّجأ إلى الله وحده، فالموفّق السّعيد من عصمه الله ووفقه.

    كما أن المفترض فيمن يعرف هذه الأصول ويرجو ثواب وتزكية الله -عز وجل- وحده؛ لا تزيده هذه الأحداث إلّا إيمانا وتسليما، ويردّد ما قاله الصّحابة الكرام -رضي الله عنهم- لما اجتمع عليهم الأحزاب: (هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله)
    كما أنّ السّلفي الصّادق لا يظنّ بربّه -جلّ وعزّ- ظنّ الجاهليّة من أنّ الكذب على العلماء وطلبة العلم والسّلفيّين عموما، والمكر والخيانة وحياكة المخطّطات الخبيثة لأغراض دنيئة ومقاصد سافلة، سيمكّن لهم عند الله وينصرهم ويؤيّدهم ويتبوّأون الدّرجات العلى في الآخرة !! فسنّة الله في الكذّابين والمفسدين هي الخِذلان ولو بعد حين، قال الله تعالى: ( من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ ). والله أعلى وأعلم.

    آخره

    التعديل الأخير تم بواسطة إدارة الإبانة السلفية; الساعة 2022-02-04, 12:46 PM.

  • #2
    ماشاء الله بارك الله في الشيخ يونس وجزاه عنا كل خير ، نعم الناصح والنصيحة .

    تعليق


    • #3
      حفظك الله الشيخ وجزا الله الأخ أبو عبد الرحمن على هذا النقل.

      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيرا

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرا

          تعليق

          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
          يعمل...
          X