إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كشف بعض تلبيسات الصعافقة الجدد في قضية الطعن في الشيخ فركوس حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كشف بعض تلبيسات الصعافقة الجدد في قضية الطعن في الشيخ فركوس حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    كشف تلبيسات الصعافقة الجدد في قضية الطعن في الشيخ فركوس حفظه الله تعالى
    الحمد لله الذي أمر عباده بالصدق ولزوم محجة الصالحين والصلاة والسلام على نبينا محمد الصادق الأمين و على آله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجهم واقتفى آثارهم إلى يوم الدين أما بعد:
    قال الله تعالى في كتابه العظيم:( لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ) النساء (148)
    قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى:
    يخبر تعالى أنه لا يحب الجهر بالسوء من القول، أي: يبغض ذلك ويمقته ويعاقب عليه، ويشمل ذلك جميع الأقوال السيئة التي تسوء وتحزن، كالشتم والقذف والسب ونحو ذلك فإن ذلك كله من المنهي عنه الذي يبغضه الله. ويدل مفهومها أنه يحب الحسن من القول كالذكر والكلام الطيب اللين. وقوله: { إِلَّا مَن ظُلِمَ } أي: فإنه يجوز له أن يدعو على من ظلمه ويتشكى منه، ويجهر بالسوء لمن جهر له به، من غير أن يكذب عليه ولا يزيد على مظلمته، ولا يتعدى بشتمه غير ظالمه، ومع ذلك فعفوه وعـدم مقابلته أولى، كما قـال تعالى: { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } { وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا } ولما كانت الآية قد اشتملت على الكلام السيئ والحسن والمباح، أخبر تعالى أنه { سميع } فيسمع أقوالكم، فاحذروا أن تتكلموا بما يغضب ربكم فيعاقبكم على ذلك. وفيه أيضا ترغيب على القول الحسن. { عَلِيمٌ } بنياتكم ومصدر أقوالكم. اه من تيسير الكريم الرحمن من تفسير سورة النساء.
    قال جامعه عفا الله عنه:
    ومن باب دفع الظلم وبيان الحق وتذكير الناسي وتعليم الجاهل أضع سن القلم على القرطاس مستمدا العون ممن بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه لأكتب بعد طول إحجام، وأرد عاديات صبرنا على أصحابها ليالي وأيام، منها ما يتعلق بشخصي مما نسبه إلي المبطلون من أن عمر مكي يطعن على إمام البلد ومفتيها فضيلة الشيخ الوالد محمد بن علي فركوس حفظه الله تعالى ومنها ما يتعلق بالشيخين الكريمين والعالمين الجليلين عبد المجيد جمعة ولزهر سنيقرة حفظهما الله تعالى من كل سوء ومكروه.
    وكان الحامل على عدم الرد والبيان عدة دوافع أذكرها مرتبة مع بيان ما ينبغي بيانه والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
    أولاً: أن ما نسب إلي من الطعن في الشيخ فركوس فرية صلعاء وشبهة نكراء لا تروج على من قرأ ما كتبت في الرد على محب العلم فهو رد آنذاك على مجهول حال وعين عندي وعند جل الناس إلا أقل القليل، يكتب باسم مستعار، ويتكلم في مسائل كبار. والله المستعان
    ولعلي أذكر أول ما أذكر شيئا مما كان بيني وبين نبيل باهي أصلحه الله الذي قلب لمشايخه ظهر المجن ظنا منه أنه يحسن صنعا، وسيأتي بيان سبب ذكر كلامه بعد إن شاء الله.
    فقد اتصلت على نبيل باهي أصلحه الله قبل أن أكتب مقال: - تنبيه العامة – فوافقني على خطأ محب العلم وأبدى رأيه بترك الكتابة والرد خشية أن يستغل الصعافقة ردي على محب العلم في الطعن على الشيخ فركوس حفظه الله لأن محب العلم تبنى فتوى الشيخ حفظه الله في مسألة الصلاة بالتباعد، وكان يقال أيامها أن الشيخ يراجع ما يكتب.
    فقلت: لا تحمل هم هذا وذكرت قصة حسان رضي الله تعالى عنه يوم أراد أن يهجو قريش والنبي صلى الله عليه و سلم قرشي.
    ولم أذكر القصة يومها بلفظها ودونكها اليوم كما أوردها البخاري في صحيحه قال حدثنا محمد: حدثنا عبدة: أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
    استأذن حسان بن ثابت رسول الله ﷺ في هجاء المشركين، فقال رسول الله ﷺ : (فكيف بنسبي). فقال حسان: لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين.
    وعن هشام بن عروة، عن أبيه قال: ذهبت أسب حسان عند عائشة، فقالت: لا تسبه، فإنه كان ينافح عن رسول الله ﷺ .
    حدثنا أصبغ قال: أخبرني عبد الله بن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب: أن الهيثم بن أبي سنان أخبره: أنه سمع أبا هريرة في قصصه،
    يذكر النبي ﷺ يقول: (إن أخا لكم لا يقول الرفث). يعني بذاك ابن رواحة، قال:
    فينا رسول الله يتلو كتابه ::: إذا انشق معروف من الفجر ساطع
    أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا ::: به موقنات أن ما قال واقع
    يبيت يجافي جنبه عن فراشه ::: إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
    تابعه عُقَيل عن الزُهري.
    والشاهد قول حسان رضي الله عنه:
    لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين.
    ثم رددت على محب العلم وضمنت الرد كلام الشيخ فركوس حفظه الله في عدة مواضع وكنت أذكر الشيخ بالإمامة في دين الله تعالى، وأرسلت المقال إلى نبيل باهي أصلحه الله فعلق بقوله: بورك فيكم.
    ثم نشر عنه ثامر التيارتي - لا أعرفه – في هذه الأيام أنه كان يقول: لا يرتضي ردود عمر مكي على الشيخ فركوس حفظه الله، ولم يكذب نبيل هذا فإن كان قالها حقا فما عساني أقول. اللهم إنا نسألك حسن الاستقامة على دينك.
    أخي نبيل كلمتني مرارا وما ذكرت لي أني رددت على الشيخ فإن كنت تعتقد أنه خطأ فلماذا لم تنصحني وتبين لي؟
    أخي نبيل أليس قد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة قالها ثلاثا قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، فأين النصح وأين الحرص على بيان الحق إن كنا حقا قد ألممنا بذنب!
    إن مما يسوء ويحزن في هذه السنوات الخداعات قلة النصح وانعدام الصبر وسرعة التشهير باسم بيان الحق وتحذير الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    بل المحذر منه لو بلغه خطأه فتاب منه ما قبلت توبته في حدادية مقيتة وتجبر عظيم. والله المستعان
    أخي نبيل قلت أنك رأيت أمورا لا يحسن خوضها، فلماذا خضتها؟!
    ومما ينبغي لك أن تنتبه له أخي نبيل قولك: لست قاضيا ولا حاكما!
    فما عساك تقول فيمن سمع من طرفين وحكم بأن أحدهما ظالم والآخر مظلوم أليس هذا هو الحكم وهذا هو القضاء؟!
    هذا من التناقض أخي نبيل تدارك نفسك فإنما إصابة الحق والثبات عليه وعدم التناقض والتلون توفيق من الله وحده، رتبه على أسباب منها لزوم خشية الله ودوام مراقبته.
    وليعلم القارئ الكريم أني ذكرت كلام نبيل باهي أصلحه الله لأمور:
    أولا: بيانا للحق الذي علمه الله وعلم هو أنه حق في مسألة محب العلم.
    ثانيا: تأييدا لشهادات الإخوة ضد نبيل باهي وما آل إليه لعله يتدارك نفسه قبل أن تبلغ الحلقوم.
    ثالثا: قبل شهور روجعت في مسألة الرد على محب العلم فقلت: لم أتيقن أن الشيخ يوافقه على كل ما كتب.
    وقلت: لو علمت أن الشيخ أقره على كلامه لما رددت عليه ولسلكت طريقا أخرى، لا لأن الكلام بموافقة الشيخ حفظه الله له صار حقا، ولكن من باب التأدب مع أهل العلم.
    فبلغني أن أحد الإخوة يزعم أنه أكد لي ذلك في محادثة عبر الواتس موهما بذلك إخوانه أن عمر يتنصل أو قل يكذب. أعوذ بالله
    فقلت: قال بعض السلف ما استعين على الكذابين بمثل التاريخ.
    وذكرت أن بين المقال الأول ورسالته نحو من ثلاثة أشهر، راسلني وكان ذلك في 26 ماي 2021ميلادي
    وكنت رددت على محب العلم في 28فيفري2021ميلادي أي قبل ثمانية وثمانين يوما، وقلت ما أشار علي أحد منكم إنسكم وجنكم بعدم الرد إلا نبيل باهي أصلحه الله وقد بينت وجهة نظره عن النهي مع عدم جزمه بأن محب العلم يكتب بإذن الشيخ فركوس حفظه الله. والله المستعان.
    رابعا: دفع ما نتوقع من التشويش، والدفع أولى من الرفع كما هو مقرر.
    ومما يحسن ذكره أن محب العلم نسب ما يكتب إلى نفسه ولم يعزه إلى أحد من أهل العلم وأخبر أن ممن لهم الفضل عليه بعد الله في ذلك الشيخ فركوس حفظه الله تعالى.
    وبناء عليه كانت مقدمة مقال إرشاد الحلماء في بيان أصلين مهمين:
    الأول: عمن يؤخذ العلم.
    والثاني: من يحق له الكلام في النوازل.
    ولم يرد عن الشيخ فركوس حفظه الله وقتها تقريظ ولا ثناء ولا تقديم ولا إقرار لمحب العلم لا مسموع ولا مكتوب. فتنبه.
    زيادة على هذا فالشيخ فركوس حفظه الله وإدارة موقه ينبهون في الموقع على عدم قبول ما ينسب إلى الشيخ من مسائل وفتاوى إلا ما كان محفوظا في موقعه. فتدبر
    هذا ومما تقرر عند أهل السنة أن الرد على الطالب ليس ردا على العالم خلافا لما عليه الصعافقة الجهلة، فكيف يقال: عمر يطعن في الشيخ فركوس حفظه الله وأقره الشيخ لزهر على ذلك أعاذنا الله و مشايخنا و إخواننا من الحور بعد الكور.
    ثانيا: أن ما نسب إلي من الطعن في الشيخ فركوس حفظه الله رددت على من أورده في وقته وهو محمد عواد أصلحه الله وذلك قوله:
    فإني ـ يعلم الله ـ لم أجد وصفا أصف به هذه الأسطر إلا قول: أصلحك الله يا أخانا وأعيذك بالله من التجاسر على العلماء.
    أقول: آمين.
    وكان قاله تعليقا على قولي:
    وقلت لبعض إخواني ممن سافر معي: إقرأ علينا هذه الفائدة من كلام -محب العلم- فقرأ فتعجبت من فهمه واستغربت أن يكون هذا بإقرار عالم من العلماء، ففي كلامه ما لا يقره عليه طلاب العلم فضلا عمن بلغ الإمامة في دين الله تعالى، والله المستعان".
    فأجبته في وقتها بما علم الله صدقه فقلت:
    أستبعد أن يكون العلماء الأكابر اطلعوا على كل ما كتبه، ومن ذلك ما جاء بيانه في هذا التعقيب -أي مقال إرشاد الحلماء-، وذلك معنى قولي: فتعجبت من فهمه واستغربت أن يكون هذا بإقرار عالم من العلماء، ففي كلامه ما لا يقره عليه طلاب العلم فضلا عمن بلغ الإمامة في دين الله تعالى، والله المستعان".
    وليس تجاسرا كما فهمته أخي الكريم، فنظر العالم ليس كنظر الطالب، والخطأ في كلامه هذا الذي عقبت عليه بين لا أحسبه يخفى على العالم أخي الحبيب خاصة من بلغ الإمامة في الدين فهذا تنزيه لهم وليس تجاسرا عليهم كما تقدم. اه من مقال -إرشاد الحلماء- في موقع الإبانة السلفي.
    وإن كان هذا يفهم منه الطعن بعد هذا البيان فإني تائب إلى الله منه راجع عنه إلى الحق والصواب وألتمس من الشيخ العفو والمسامحة وهو لذلك أهل فيما نحسبه والله حسيبه.
    ومما ينبغي ذكره ما كان بيني وبين عواد أصلحه الله على إثر مقال -تنبيه العامة- في مكالمة هاتفية وكان يقول لي عن محب العلم أنه طالب علم معروف وأن الشيخ فركوس اطلع على ما كتب. فقلت: أتجزم لي أن الشيخ اطلع على المنشور الذي رددت عليه وهو: أمران يشدان انتباه الخاصة والعامة؟.
    فلم يجزم وامتنع ثم جزم بعد ذلك فيما علق به وهو قوله:
    فتالله لقد باركه وارتضاه من هو أفقه وأعلم بالمفسدة والمصلحة منك، فأمسك.
    وقلت في وقتها لبعض الإخوة ممن هم اليوم مع هؤلاء الصعافقة الجدد: وقد استحييت من الشيخ فركوس فلم أجب أبا عائشة عن مسألة من هو أعلم بالمفسدة والمصلحة، وقلت لهم: قال صلى الله عليه سلم: من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فلا يبدها علانية الحديث ورسول الله صلى الله عليه و سلم أعلم الناس بالمصلحة والمفسدة وهذا كلام الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله. والله المستعان.
    وكنت أشفق على عواد أصلحه الله ولا زلت لما يبلغني عنه من خلط في مسائل العلم، كإعادة تغريدة عبد القدوس وهي قوله:
    سؤال للإثراء والمناقشة:
    ابن عباس رضي الله عنه وعن أبيه، عندما كان يقول: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء آقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وتقولون قال أبو بكر وعمر.
    هل إنكاره على فتيا أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. كان (بحظرتهما) أم أن الظاهر أنه كان يرد عليهما وهما غائبان.
    تاريخ التغريدة يوم 03جوان2021ميلادي.
    وهذا من الجهل المدقع من المغرد والمعيد والمعجب.
    إعلموا رحمكم الله أنكم موقوفون بين يدي الله فمسؤولون والأمر عظيم والخطب جلل والكلام في مسائل العلم من الخطر بمكان، ولا بد للمتكلم في مسائل العلم مهما بلغ كعبه في العلم أن يكون له إمام سبقه إلى ما قال كما أثر عن غير واحد من أئمة السلف: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.
    فيقال للمغرد والمعيد: من استأنس بمثل هذا من الأئمة في مسألة الإنكار العلني على ولاة الأمر؟.
    ثم اعلموا أصلحكم الله أن ابن عباس رضي الله عنهما قال كلامه المذكور لعروة بن الزبير رضي الله عنه.
    وعروة هذا ولد في السنة السادسة من خلافة عثمان رضي الله عنه أي بعد وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بثمانية عشرة سنة وبضعة أشهر وبعد وفاة عمر الفاروق رضي الله عنه بنحو سبع سنين فلو ناقش عروة بن عباس رضي الله عنهما عند ولادته لحججتم، فكيف يقال أنكر بن عباس رضي الله عنهما على أبي بكر و عمر رضي الله عنهما في غيبتهما؟
    قال الذهبي رحمه الله في ترجمة عروة بن الزبير رضي الله عنه
    قال خليفة ولد عروة سنة ثلاث وعشرين . فهذا قول قوي ، وقيل : مولده بعد ذلك .
    قال مصعب بن عبد الله : ولد لست سنين خلت من خلافة عثمان . اه من السير
    قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى:
    حدثنا حجاج حدثنا شريك عن الأعمش عن الفضيل بن عمرو قال أراه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال تمتع النبي صلى الله عليه وسلم فقال عروة بن الزبير نهى أبو بكر وعمر عن المتعة فقال ابن عباس ما يقول عرية قال يقول نهى أبو بكر وعمر عن المتعة فقال ابن عباس أراهم سيهلكون أقول قال النبي صلى الله عليه وسلم ويقول نهى أبو بكر وعمر. المسند برقم 3111.

    أوردها سعد وسعد مشتمل ::: ما هكذا يا سعد تورد الإبل
    ومما لبس به عواد أصلحه الله ما غرد به يوم 30جوان2021ميلادي وهو قوله:
    ـ تحامل الوليد بن عتبة -وهو يومئذ أمير المدينة- على الحسين بن علي في أمر كان بينهما، (فهدده الحسين وشدد عليه)، ووافقه عبدالله بن الزبير في ذلك (وكانا عند الوليد).
    فبلغ ذلك المسور بن مخرمة وعبدالرحمن بن عثمان (وما كانا حاضرين)!، فوافقاهما في (التهديد)!
    [قال الألباني: إسناده جيد]
    فعواد استبدل الألفاظ الواردة في الأثر بما يخدم مذهبه على طريقة أهل الأهواء، لأنه لو أورد ألفاظ الأثر لكان في كلامه دعوة للخروج بالسيف، فعدل عن ذلك إلى ما رأيت، كي يقبل كلامه ولا يستقبح.
    وأما الأثر فأورده الإمام بن كثير رحمه الله تعالى فقال:
    قال ابن إسحاق: وحدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي أن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي حدثه أنه كان بين الحسين بن علي بن أبي طالب وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان- والوليد يومئذ أمير المدينة، أمره عليها عمه معاوية بن أبي سفيان. – منازعة في مال كان بينهما بذي المروة فكان الوليد تحامل على الحسين في حقه لسلطانه، فقال له الحسين: أحلف بالله لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي ثم لأقومن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لأدعون بحلف الفضول.
    قال فقال عبد الله بن الزبير- وهو عند الوليد حين قال له الحسين ما قال- وأنا أحلف بالله لئن دعا به لآخذن سيفي ثم لأقومن معه حتى ينصف من حقه أو نموت جميعا.
    قال وبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري فقال مثل ذلك.
    وبلغت عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي فقال مثل ذلك.
    فلما بلغ ذلك الوليد ابن عتبة أنصفه من حقه حتى رضي. اه من البداية والنهاية
    قال متعقبه عفا الله عنه:
    عواد أصلحه الله كما تقدم وجد أثر الحسين رضي الله تعالى عنه فحسبه تمرة غراب وهو على علم أن كثيرا ممن يتابعونه لا علاقة لهم بالبحث و التتبع فاستبدل ألفاظ الأثر بكلمة (التهديد) التي تحتمل أكثر من معنى لشمولها، ونسي أو تناسا أن دين الله لا ينصر بالشبهات واتباع المتشابهات قال تعالى:( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) آل عمران (7)
    وليته إذ رأى في الأثر ما يشكل على كل سلفي علم حرمة الخروج بالسيف على السلطان المسلم وإن جار وظلم، طلب المخرج بمراجعة كلام أهل العلم كما هو صنيع مريد النجاة بين يدي الله ولكنه للأسف تغافل عما فيه نجاته وتمادى فيما فيه ضلاله وشقوته، وراح يلبس على من يقرأ كلامه بذكر ما لا يعلم هو كيف المخرج منه، ولكن كما قيل:
    يبتلى المرء في أيام محنته ::: حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن.
    وليعلم عواد أصلحه الله وغيره أن ليس في الأثر مشروعية الإنكار العلني من وراء حجاب لا بالقول ولا بالفعل، وهذا الأثر أورده أهل العلم كابن كثير في البداية و النهاية وغيره، في ذكرهم لقصة حلف الفضول ذلكم الحلف الذي حضره رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النبوة وقال فيه: لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت به في الإسلام لأجبت تحالفوا أن يردوا الفضول على أهلها ، وألا يعز ظالم مظلوما. رواه الحميدي
    ودونك يا عواد كلام إمام من أئمة السنة يبين لك ما في هذا الأثر من الفقه ويذهب عنك ما تجد من لوثة الجهل واتباع الهوى.
    قال ابن جرير رحمه الله في تعليقه على أثر الحسين رضي الله تعالى عنه:
    وحدثنا تميم بن المنتصر، قال: أخبرنا يزيد قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: " لما دخل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مكة عام الفتح، قام خطيبا في الناس فقال: " يا أيها الناس! : ما كان من حلف في الجاهلية، فإن الإسلام لم يزده إلا شدة، ولا حلف في الإسلام ".
    إلى أن قال رحمه الله:
    فإن قال لنا: أو جائز في الحلف الذي أمر النبي – صلى الله عليه وسلم -بالوفاء به من حلف الجاهلية، وقد علمت أن القوم إنما كانوا يتعاقدون بينهم على أن يرث بعضهم بعضا، ويكون بعضهم عونا لبعض على من أرادوه بظلم أو أرادهم بذلك أن يوفي بشروطه التي كانوا تعاقدوه عليها في الجاهلية؟
    قيل: إن الذي أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بالوفاء به من ذلك هو ما لم يفسخه الإسلام، ولم يبطله حكم القرآن، وهو التعاون على الحق، والنصرة على الأخذ على يد الظالم الباغي.
    فإن قال: فإن هذا حق لكل مسلم على كل مسلم فما المعنى الذي خص به في الجاهلية حتى وجب من أجله الوفاء به، ونهى عن مثله في الإسلام استئنافه؟ وهل على مسلم من حرج في معاقدة إخوان له من أهل الإسلام على التناصر إن بغى أحدا منهم أحد بظلم أو قصده بسوء؟
    قيل: إن ذلك من معنى ما ذهب إليه بعيد.
    وإنما معنى قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: " ما كان من حلف في الجاهلية، فتمسكوا به " إنما هو الحلف على النصرة من بعضهم لبعض في الحق، وذلك، وإن كان واجبا على كل مسلم لكل مسلم، فإن على الحليف من ذلك لحليفه من وجوب حق نصرته على من بغاه بظلم دون سائر الناس غيره ما يجب للقريب على قريبه، والنسيب على نسيبه، دون سائر الناس غيره.
    وإن نابته نائبة من عدو له قصده بظلم من الدفاع عنه، فله من استصراخه عليه بما قد نهي عن استصراخ عشيرته وقبيلته بمثله، وذلك أن الأخبار متظاهرة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: " من تعزى بعزاء الجاهلية، فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا ".والتعزي بعزاء الجاهلية: هو أن ينادي من ركب بظلم: يال بني فلان كما قال الشاعر:
    فلما التقت فرساننا ورجالهم ... دعوا: يا لكعب واعتزينا بعامر
    فنهى – صلى الله عليه وسلم – المظلوم عن الاعتزاء بما ذكرنا وأمر من ظلم فاستصرخ على ظالمه أن يقول: يا لعباد الله ويا للمسلمين.
    ثم أطلق له من الاستصراخ بحليفه مما نهى عن الاستصراخ بمثله بنسيبه من قبيلته وعشيرته.
    فأجاز للرجل من أهل حلف الفضول أو غيره أن يقول: يا لحلف الفضول {أو يا لحلف المطيبين} وما أشبه ذلك.
    أوما تسمعه يقول في الخبر الذي ذكرت عن عبد الله بن طلحة التيمي: " ولو دعيت إليه اليوم في الإسلام لأجبت
    أوما ترى الحسين بن علي قال للوليد بن عتبة: أقسم بالله لتنصفن لي من حقي أو لآخذن سيفي، ثم لأقومن في مسجد النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم لأدعون بحلف الفضول؟ فذلك هو الخصوص الذي خص به الحليف بالحلف الذي كان عقده في الجاهلية من حليفه دون سائر الناس غيره. اه من تهذيب الآثار لابن جرير المكتبة الشاملة.
    فهل علمت يا عواد أصلحك الله أن ما ورد في قصة الحسين رضي الله تعالى عنه مع أمير المدينة خصومة في مال كان بينهما، وأن حسينا رضي الله عنه طالبه بحقه في مجلسه وبين يديه، وأن ما فعله حسين رضي الله عنه وما دعا إليه خاص بحلفاء حلف الفضول وهم قريش، وما اشتد وتأكد هذا الحلف إلا بأمره صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس ما كان من حلف في الجاهلية، فإن الإسلام لم يزده إلا شدة، ولا حلف في الإسلام " فكفاكم تلبيسا على الناس.
    وأشفقوا على أنفسكم وعلى من يحسن بكم الظن من إخوانكم واعلموا أنكم بين يدي الله يوم القيامة موقوفون وعن أعمالكم وأقوالكم مسؤولون فتخففوا وأعدوا للسؤال جوابا.
    فطوبى لنفس جوزت وتخففت:::فتنجو كفافا لا عليها ولا لها
    ثالثا: أن الذين تولوا كبر هذه الفتنة مجموعة من حدثاء الأسنان لا يعرفون إلا بالجهل والتسرع وعدم الضبط وهم في أناس عالجوا فتنا كثيرة حسبناهم نالوا منها دروسا وآخرها فتنة الصعافقة، فكان هذا الظن بإخواننا أنهم سيتفطنون لما يحيكه الصعافقة الجدد، فهم على منوال الصعافقة المتقدمين حذو القذة بالقذة، وإذا بالأمر ليس كذلك إلا من رحم ربك وقليل ماهم والله المستعان.
    ومن هؤلاء السفهاء الأغمار على سبيل التمثيل عبد الحق العباسي النمام الكذاب الخائن الذي يسعى لإيقاد نار الفتن وإذكاءها ومن خيانته تسجيلاته لبعض الإخوة والمشايخ حفظهم الله وتنقله بين المشايخ بالتحريش والنميمة، ولم يسلم منه محالف ولا مخالف عامله الله بعدله.
    وكان قد اتصل علي مرة وسجل المكالمة ولم يخبرني حتى كان في آخر المكالمة استأذن ظنا منه أنه سيظفر بشيء من الطعن في الشيخ عبد المجيد جمعة حفظه الله.
    فكان من فضل الله علي أن أرشدته إلى قواعد أهل الحديث والأثر، فما انتفع بها، ولم ينل من مراده شيئا ورجع بخفي حنين والحمد لله رب العالمين.
    وهنا جملة اعتراضية، اتصل علي عبد الحق عامله الله بعدله بعدها وسجل ولم يستأذن، وكان مما نشره قولي: بعد ذكري لولي أمرنا عبد المجيد تبون (وفقه الله).
    فعلق بعض أخدانه على كلامي في صفحته بكلام معناه: إن كنت تدعو لمن يقر بيع الخمور والتعامل بالربا ويحكم بالقوانين الوضعية فراجع إسلامك لا سلفيتك.
    هكذا في تقرير عجيب لمنهج الخوارج والتكفيريين، فمن دعا للسلطان عند هؤلاء مشكوك في إسلامه فضلا عن سلفيته والله المستعان.
    قال البربهاري رحمه الله:
    إذا رأيت الرجل يدعو للسلطان فاعلم أنه صاحب سنة وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب بدعة. شرح السنة
    والناظر المتأمل فيما يكتب هؤلاء السفهاء في وسائل التواصل يعلم علم اليقين أنهم يحملون فكر الخوارج يبطنون غلا دفينا لبلاد التوحيد والسنة، لا يكادون يذكرون السعودية وحكامها إلا بسوء، بل حتى علماءها أولئك العلماء الأفذاذ لم يسلموا من ألسن كتيبة السوء، وهم مع ذلك يعتذر بعضهم لبعض ويستر بعضهم بعضا، وكأن شيئا لم يكن، على القاعدة الإخوانية الخسيسة قاعدة (المعذرة والتعاون).
    وعودا على بدء فالشاهد أنني لم آذن له بالتسجيل وقال بأنه سيسمعها بعض الإخوة ويحذفها ولا ينشرها ولا يسمعها للمشايخ وقلت له: وما ضرني أن يسمعها المشايخ الأصل أن يراقب العبد ربه ويحرص على قول كلمة الحق وأن يجمع ولا يفرق في كلام نحو هذا.
    ومع ذلك فقد خان وسجل ونشر الصوتية في مواقع التواصل ثم بعدها بأيام اتصل علي في يوم ثلاثاء بعد كتابة الشيخ لمقالاته في مسألة الانكار العلني على ولاة الأمر وقال بأنه ذاهب إلى الشيخ فركوس حفظه الله وطلب رأيي!
    فقلت: أنت وكيل علي تتكلم بلساني؟
    أنت خائن نمام محرش، وذكرت له أنه سجلني ونشر كلامي وهذا يعاقب عليه القانون وقلت له: سأرفع عليك دعوة قضائية أي لأجل التسجيل.
    وأعلم أنه قد سجل المكالمة فإن معه شيء من خشية الله فليخرجها.
    ثم ذهب في نفس اليوم إلى الشيخ حفظه الله وقال له بأنه كلم عمر مكي وطلب منه التوبة والتراجع وأخبره أن الشيخ كتب عدة مقالات وأن عمر مكي كان رده على دعوى هذا الكذاب الأشر، بأن قال: سأرفع عليك دعوة قضائية.
    وصور للشيخ فركوس حفظه الله أنني قلت هذا في مقابل مقالاته وهذا والله وبالله وتالله كذب وافتراء وبهتان وباطل.
    لنا وعبد الحق موقف بين يدي الله تعالى (يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله).
    وقد تبين لمتتبع الأحداث وما يجري في الساحة الدعوية أن هذه الأمور كلها مدبرة مخطط لها يسعون من خلالها لضرب الدعوة السلفية وتفكيكها من الداخل. والله المستعان
    وبناء على كلام هذا السفيه المتعجرف بنى الشيخ فركوس حفظه الله تعالى كلامه الذي نشره هذا الكذاب وغيره وهو قوله: هؤلاء يكتبون تحت ضغوطات ويخافون على مناصبهم، ويقولون الدليل الدليل وإذا جاء جاء الدليل يهرعون للمحاكم، وهذا كله بني على كلام هذا كذاب والله المستعان.
    هذا وإن الذي صدر من الشيخ حفظه الله غير مقبول شرعا لأن فيه اتهاما لغير ما رجل من السلفيين بغير حق ودونما برهان، والشيخ فركوس حفظه الله تعالى لا يعرف حال المتكلم الكذاب، فكان الأحرى به حفظه الله أن يتثبت من خبره لجهالته، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) الحجرات06.
    هذا وإني لا أحمل على الشيخ حفظه حقدا ولا غلا وهو مني في حل، وأرجو أن يتجاوز الله عنا وعنه وعن كل أهل السنة بمنه وكرمه إنه سبحانه وتعالى جواد كريم.
    وهذا غيض من فيض مما يفعله هؤلاء المرضى، ومع هذه الأمور الواضحات لا زال من إخواننا من يقول ما فيه تحريش ولا شيء والشيخ فركوس حفظه الله قال: افتعلوا قضية التحريش، ردا منهم للواقع المعاش في جمود ما كنا نظن أن يوجد في أوساط السلفيين مثله. والله المستعان.
    وأما مجمل ما قلت عن مقالات الشيخ فركوس حفظه الله تعالى:
    فالذي أدين الله تعالى به أن الشيخ عالم جليل عرف قدره العلماء ذاع صيته واشتهرت عدالته نحسبه والله حسيبه وهو حفظه الله كغيره من أهل العلم يؤخذ من قوله ويرد يعرف له فضله وتصان كرامته ويرد خطأه، وهو حفظه الله يحارب التقليد ويدعوا للتمسك بالسنة، ويقرر أنه لا تنبغي معارضة حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم بكلام غيره. والمانع من أهل العلم عن الإنكار العلني على ولاة الأمر من وراء حجاب معه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية، ولكن ليأخذ بيده فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه) رواه أحمد وابن أبي عاصم وقد صححه الإمام الألباني وغيره.
    وللفائدة فقد ضعف الحديث الشيخ مقبل رحمه فمن زعم أن الشيخ مقبل جمع بين الأحاديث فقد أبعد النجعة فالشيخ مقبل رحمه لا يصح عنده الحديث فهو يعمل بعمومات النصوص الواردة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما هو مبين في كلامه لمن تتبعه.
    وعند المانع أيضا حديث: (سيد الشهداء حمزة ابن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله). رواه الحاكم وصححه الألباني.
    وقوله صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر) أخرجه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن
    وعن طارق بن شهاب رضي الله عنه: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم وقد وضع رجله في الغرز: (أي الجهاد أفضل؟ قال: كلمة حق عند سلطان جائر) رواه النسائي وصححه النووي.
    وهذا في حضور المنكر عليه كما هو صريح من قوله صلى الله عليه وسلم، وأما ما أورده الشيخ حفظه الله تعالى فجملة آثار قد أجاب عنها أهل العلم قديما وحديثا ولا ينبغي أن يعارض بها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقدم في كلام بن عباس رضي الله عنهما، وهذا الذي عليه الشيخ فركوس حفظه الله تعالى نفسه وغيره من أهل العلم و الفضل. والله الموفق.
    والشيخ فركوس حفظه الله تعالى فارق الخوارج بما ذكر من قيود، بل لما تكلم بعض المشايخ وردوا على الشيخ ردودا فيها شدة أنكرت ذلك، وقلت: هذا لا ينبغي فالشيخ معروف بسلفيته ما قلنا لا تردوا ولكن ردوا بأدب.
    وهذا يشهد عليه إخواننا ممن يسمع كلامنا والله المستعان.
    وأما مسألة رميي للشيخ فركوس حفظه الله تعالى بالخروج فأتحداهم إنسهم وجنهم أن يأتوا بكلمة واحدة في حق هذا العالم الجليل بل قلت في ردي على محب العلم:
    أولا: كتبته نصيحة للكاتب وللمسلمين وبيانا لما تقرر من أصول أهل السنة، ومنها:
    سد ذريعة الخروج على ولاة الأمر، وليس معنى هذا أني أقول عن الكاتب خارجي كما هو معلوم، فمن قال هذا فلنا وإياه موقف بين يدي الله.
    وقلت في نفس المقال:
    أخي محمد نحن لا نرد على عالم ولكننا نرد على من تصفونه بأنه طالب علم.
    وليس ردنا على طالب العلم رد على العالم، كما قرره الصعافقة فتأمل.
    والله أعلم. اه من مقال -إرشاد الحلماء-
    وقلت في نفس المقال:
    يا أخي الكريم إن الفهم نعمة من الله، ليس الملاحظ ما ذكرت من أن الآخذ بالفتوى يرمى بالخروج.
    بل من يفتات على ولي الأمر ومن ينكر عليه علانية في غير مجلسه، ومن يتكلم بما قد يكون سببا للخروج، هو من وافق الخوارج فيما هو من أصولهم. وليس كل من وقع في بدعة وقعت البدعة عليه، قال الإمام الألباني رحمه الله: ليس كل من وقع في البدعة يقال له: مبتدع، فقد اتفق علماء السنة والجماعة على التفريق بين الحكم على الفعل والحكم على المعين الفاعل، فإن الحكم على المعين لا يتم إلا بانتفاء الموانع وتحقق الشروط. اه.
    وهذا كله قبل كتابة الشيخ فركوس حفظه الله تعالى لمقالاته في مسألة الإنكار، وما رميت محب العلم بالخروج بعدما تأكدت أن الشيخ فركوس حفظه الله من وراءه فكيف بالشيخ حفظه الله، ومما يزيد الأمر وضوحا أني اعتبرت مسألة الانكار العلني على ولاة الأمر في غيبتهم بالشروط المذكورة من المسائل التي طالها الخلاف وقال بقول الشيخ بعض من تقدمه وذلك في مقال – تنبيه العامة -تعليقا على قول خالد أبو علي:
    وتبقى حكم وطريقة النصيحة لولي الأمر معروفة لا خلاف فيها .
    فقلت:
    يقال: قولك: لا خلاف فيها.
    إطلاق منك لا ينبغي، ثم من أين لك أنها مسألة محل اتفاق بين أهل العلم، ومن سبقك إلى نفي الخلاف؟
    بل المطلع على المسألة يرى فيها اختلافا بين أهل السنة، والسبب في ذلك والله أعلم، هو الاختلاف في الحكم على حديث عياض ابن غنم رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه. رواه ابن أبي عاصم.
    وقد تقدم أن الحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله، وضعفه الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله، ومن قال بمشروعية النصح العلني ـ الشيخ مقبل رحمه الله ـ اشترط وضوح منهج الناصح خاصة فيما يتعلق بالخروج وأنه معروف بعدم الدعوة للخروج، ونصيحته لولي الأمر إنما هي متعلقة بذلك المنكر فقط ولا يجوز الخروج وهكذا، معتبرا هذا امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره، وغيرها من الأدلة العامة.
    قال الشيخ العلامة صالح آل الشيخ حفظه الله معلقا على حديث عياض ابن غنم رضي الله عنه:
    وهذا الحديث إسناده قوي ولم يصب من ضعف إسناده وله شواهد كثيرة ذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد، ويؤيده ما جاء في الصحيحين من أنه قيل لأسامة بن زيد: ألا تدخل على عثمان فتكلمه؟ فقال أسامة: إنكم لترون أني لا أكلمه، ألا أسمعكم، إني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا لا أكون أول من فتحه. متفق عليه، وهذا موافق لهذا الأصل. اهـ اللآلئ البهية ج2ص482. اه. من مقال -تنبيه العامة-
    هذا وقد كتب إلي بعض إخواني على الواتس يوم 02مارس2021ميلادي بعدما أرسل إلي إنكار الشيخ فركوس حفظه الله تعالى على وزارة الشؤون الدينية نهيهم عن الجمع في المطر مخالفين بذلك سنة من سننه صلى الله عليه وسلم.
    وقال المرسل: أخي مكي ما جوابك عن هذا هل هو طعن وتشهير بولاة الأمر؟
    فقلت: الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
    فقد حدثني أخي عبد الحكيم حامول وفقه الله أنه سمع جواب الشيخ على إشكال أورد على ما أرسلت.
    فقال الشيخ حفظه الله: لم نجد طريقة نوصل بها النصح إلا هذه.
    ثانيا: أنظر إلى طريقة الإنكار وكيفيته.
    ثالثا: منزلة الشيخ ووضوح منهجه فهو المعروف بدعوته السلفية في باب النهي عن الخروج.
    رابعا: لم يتضمن تنبيهه مقارنة بذكر نشاط الولاة في باب المعاصي وتكاسلهم في باب الطاعات. والله أعلم.
    ومما يحسن ذكره أن ما أنكره الشيخ مخالف للسنة بخلاف ما ينكره محب العلم فالمسألة اجتهادية ولكل حظه من النظر اه من محادثة على الواتس في التاريخ المذكور أوله
    فانظر يا رعاك الله بعد هذا كله يصورون عمر مكي بأنه يطعن على الشيخ فركوس حفظه الله بل أشد من هذا أن المشايخ حفظهم الله يقرونه على الطعن في الشيخ فركوس حفظه الله. والله المستعان.
    فما عسانا نقول أمر عجيب يترك اللبيب حيرانا وأعجب منه أن يصدق هذا طلاب العلم ويرفعون به رأسا!
    ومما قيل عن المشايخ أنهم يحذرون الناس من مجالس الشيخ فركوس حفظه الله.
    وهذا والله ما سمعته من المشايخ طيلة معرفتي بهم بل عرفنا ضد هذا وكلمت الشيخ لزهر حفظه الله تعالى فقال: أعوذ بالله الله تعالى يأمرهم بالرجوع لأهل العلم وأنا أنهاهم عن التواصل مع عالم من علماء هذه الأمة! وهذه شهادة نلقى بها الله سبحانه وتعالى.
    ومن الشبه التي روج لها الصعافقة الجدد قولهم: عمر يقول لا أذهب للشيخ فركوس حفظه الله حتى يذهب هو للشيخ ربيع.
    يقال: هذا سببه الجهل وقلة الفهم فقد كلمني بعض الصعافقة الجدد في بداية الأحداث وقالوا اذهب للشيخ يبين لك. قلت الشيخ كتب وبين.
    وأنا قرأت كلامه وفهمته وأنا على قول غيره من أهل العلم.
    فجعلوا يحصرون الحق في قول الشيخ حفظه الله ووجوب الذهاب إليه فقلت: كذلك الصعافقة كانوا يفعلون مع الشيخ فركوس حفظه الله يلزمونه بالذهاب للشيخ ربيع حفظه الله ويجعلون عدم ذهابه للشيخ ربيع حفظه الله خللا منهجيا.
    فقالوا ما قالوا والله المستعان
    أهزُّ بالشعر أقوامًا ذوي وسنٍ
    في الجهل لو ضُربوا بالسيف ما شعروا
    عليَّ نحتُ القوافي من مقاطعها
    وما عليَّ لهم إذا لم تفهمِ البقرُ
    رابعا: طعون هؤلاء الأغمار في أهل العلم والفضل ورميهم بالعظائم كنا نعتقد أن هذا كاف لنبذهم وهجرهم وإلجامهم، إذ كيف يقبل قول من يتكلم في من هو في منزلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله أو الشيخ اللحيدان رحمه الله وغيرهما من أهل العلم وأما من لم يوافق الشيخ فركوس من مشايخ الجزائر فحدث ولا حرج مقلدة جماعة أشرار، جهلة بل هجروا وحذر منهم بحجة الدفاع عن الشيخ فركوس حفظه الله وفتاويه زعموا!
    فأين إعمال أصول أهل الحديث وقواعدهم معاشر السلفيين؟
    قال أبو حاتم الرازي رحمه: وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر.
    أين الإنصاف أين التثبت أين قبول خبر الثقة أين رد خبر الكذاب الفتان، أين عقد المجالس للسماع من المتخاصمين. لا نملك إلا أن نقول: اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها.
    هذا وليعلم أن من الكذب المفضوح زعم محبة هؤلاء الأوباش للشيخ فركوس حفظه الله إذ محب العلماء لله تعالى يحبهم على قدر السابقة والفضل وعليه فليعلم أننا نحب الشيخ فركوس لله ونأمل أن نجد ثواب ذلك عند الله ولا نقول هذا تملقا وتزلفا فهو نفسه بحاجة إلى تزكية نفسه وتطهيرها وكل الناس كذلك وقد سبق وقلتها ندافع عن الشيخ لا لأجل أن يرضى هو وإنما لنرضي ربنا سبحانه وتعالى.
    ونحب الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى أكثر من محبتنا للشيخ فركوس وكل من هو أعلى من الشيخ علما وقدرا وسابقة وفضلا نحبه أكثر من الشيخ ونحب الشيخ أكثر ممن هو فوقهم في العلم والفضل والقدر وهذا محفوظ عن أهل السنة حتى مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقدمون حب أبي بكر رضي الله عنه على كل الصحابة ثم عمر رضي الله عنه كما في حديث أنس رضي الله عنه:
    فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببت قال أنس فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم. رواه البخاري
    خامسا: أن طلبة العلم يعلمون أصول وقواعد هذه الدعوة الطيبة ويعلمون أن المخرج من الفتن هو التحاكم للكتاب والسنة وهذه الأصول الشريفة، وهم الذين يسعون لبيان فساد هذه القواعد المحدثة والدفاع عن مشايخهم وإخوانهم ببيان واقعهم وذكر كلامهم وصفاء دعوتهم وسلامة منهجهم وبيان كذب المفتري عليهم والسعي للم الشمل ورأب الصدع، ولكن للأسف خاب الظن في كثير منهم بل بعضهم فرح بافتراق أكابر هذه الدعوة المباركة في هذا البلد الطيب بل منهم من كتب في إظهار فرحه وهذا لسوء طويته. والله المستعان.
    وهب أن لهؤلاء المشايخ أخطاء أليس لهم حق في النصح أليس لهم حق في التوبة، أليس في ديننا بيان لكيفية التعامل مع من وقع في الخطأ، الشيخ لزهر حفظه الله تعالى مرارا يقول: أين هي أخطاؤنا يا عباد الله كي نصحح، ومع ذلك فلا مجيب. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    ومن الغريب أن بعض من ينسب للعلم ويعد من طلبته جمعنا به مجلس مع أحد المخالفين للمنهج الحق فقال: يتلطف بمن أظهر السنة ولو كانوا كذابين.
    فقلت معقبا عليه وذلك في جمع من إخواننا: أن ما عليه أهل السنة أن الكذاب أشر من بعض أهل البدع كما قرره أهل السنة قديما و حديثا ومنهم الشيخ الربيع حفظه الله تعالى وغيره من أهل العلم.
    وهو اليوم لا يتلطف مع الصادقين من علماء هذه الأمة الكريمة ويرميهم بالتقليد والجهل والانحراف، يلينون للمخالفين ويظلمون الواضحين. والله المستعان.
    بل لما ظهرت منه جفوة وقطيعة من كان يتمسح بهم من أهل العلم، كلمه بعض إخوانه في ذلك فتحجج بكثرة المشاغل وقلة الوقت، ووو..... من الأمور التي تسكت المكلم، لأجل أن لا يتواصل الأمر ويخرج ما في نفسه قبل أوانه على طريقة أهل الأهواء والعياذ بالله.
    ثم هو اليوم يعقد المجالس لغيبة أهل العلم، وتنقصهم وتشكيك الناس فيهم، ومع الذين لا يتورعون عن الكذب على العلماء والسعي الحثيث لتشويههم وتنفير الناس عنهم، بنشر هفواتهم وتتبع زلاتهم بعد معاشرة دامت سنين طويلة والله المستعان، قال صلى الله عليه وسلم: (يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ: لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِع اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ) رواه أحمد وأبو داود وابن حبّان، وصحّحه الألباني
    فدونك نصيحة أخ مشفق إن بقيت على ما أنت عليه أخي أبا عبد الله فأبشر بالذي يسوؤك. نسأل الله تعالى لنا ولك الهداية والسداد.
    وختاما يقال: أهل السنة وعلى رأسهم العلماء لا يريدون من الناس أن يعاملوهم بغير ما جاء في هذه الشريعة الغراء، يا إخواننا عاملوا الناس بالذي يحب ربكم سبحانه وتعالى.
    ودعوا عنكم بنيات الطريق.
    قال الإمام سعد ابن علي الزنجاني رحمه الله:
    تدبر كلام الله واعتمد الخبر ::: ودع عنك رأيا لا يلائمه أثر
    ونهج الهدى فالزمه واقتدي بالألى :: هم شهدوا التنزيل علك تنجبر
    وكن موقنا أنّا وكل مكلف :::: أمرنا بقفو الحق والأخذ بالحذر
    وحكّم فيما بيننا قول مالك ::::::: قديم حليم عالم الغيب مقتدر
    سمعيا بصير واحد متكلم :::: مريد لما يجري على الخلق من قدر
    وقول رسول قد تحقق صدقه ::::: بما جاءه من معجز قاهر ظهر
    فقيل لنا ردوا إلى الله أمركم ::::: إذا ما تنازعتم لتنجوا من الغرر
    أو اتبعوا ما سنّ فيه محمد :::: فطاعته ترضي الذي أنزل الزبر
    فمن خالف الوحي المبين بعقله ::: فذاك امرؤ قد خاب حقا وقد خسر
    هذا والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    وكتب العبد الفقير إلى عفو ربه المعترف بتقصيره وعظيم ذنبه أبو عبد الرحمن عمر مكي الهلالي التيهرتي كان الله له ليلة الثلاثاء 16جمادى الثانية1443من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الموافق ل: 17جانفي2022ميلادي بخميس الخشنة بومرداس حرسها الله وسائر بلاد المسلمين.







الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X