إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فتح الإله بجمع أدلة شروط لا إله إلا الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فتح الإله بجمع أدلة شروط لا إله إلا الله

    فتح الإله بجمع أدلة شروط لا إله إلا الله
    بسم الله الرحمن الرحيم


    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
    أما بعد، فإن "لا إله إلا الله" هي العروة الوثقى، وهي كلمة التقوى، وهي الحنيفية ملة إبراهيم، وهي التي جعلها الله عز وجل كلمة باقية في عقبه، وهي التي خلقت لأجلها المخلوقات، وبها قامت الأرض والسموات، ولأجلها أرسلت الرسل، وأنزلت الكتب.
    ومعنى لا إله إلا الله : نفي الإلهية عما سوى الله تبارك وتعالى، وإثباتها لله وحده لا شريك له، ليس فيها حق لغيره، لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل، فمعناها : لا معبود بحق إلا الله.
    وقد قيدت هذه الشروط بقيود ثقال، هي أثقل على من أضله الله من الجبال وأشق عليه حملها من السلاسل والأغلال.
    أما من وفقه الله وهداه، ويسر له سبل النجاة وجعل هواه تبعا لما جاء به رسوله ومصطفاه فهي أسهل عليه، وألذ لديه من العذب الزلال. ["لا إله إلا الله" للشيخ رسلان حفظه الله (ص 20_27)].
    وقد اهتم أهل العلم سلفا وخلفا بهذه الشروط فجمعت وشرحت، ونظمت، فمنها المختصر ومنها المبسط، وذكروا لكل شرط ما عليه من أدلة من كتاب الله تعالى وسنة بيه صلى الله عليه وسلم، وإني رغبت في جمع ما ذكر أهل العلم من أدلة على شروط هذه الكلمة، محاولا الإفادة في هذا الباب والتسهيل على الطالب الرجوع إلى الأدلة.
    والله أسأل التوفيق والسداد.

    خطة البحث :
    1 _ معنى الشرط.
    2 _ ذكر الشروط مجملة.
    3 _ دليل حصرها في سبعة شروط.
    4 _ الرد على شبهة بدعية وإحداث هذه الشروط.
    5 _ ذكر الشروط مفصلة بأدلتها.
    6 _ توضيح وجه الاستدلال من النص إذا تطلب الأمر ذلك.
    والله ولي التوفيق.

    أولا : معنى الشرط :
    الشرط لغة : العلامة، ويجمع شروط وأشراط وشرائط [مختار الصحاح].
    الشرط اصطلاحا : قال الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله في تيسير الإله بشرح أدلة شروط لا إله إلا الله (15) : "والمراد هاهنا : ما يتحتم على المكلف معرفته، والعمل به، حتى يكون موحدا ظاهرا وباطنا".

    ثانيا _ ذكر الشروط مجملة :
    شروط لا إله إلا الله سبعة، وهي :
    الأول : العلم.
    الثاني : اليقين.
    الثالث : الإخلاص.
    الرابع : الصدق.
    الخامس : المحبة.
    السادس : الانقياد.
    السابع : القبول.
    وقد نظم هذه الشروط بعض العلماء، منهم العلامة حافظ بن أحمد الحطكمي رحمه الله تعالى، كما في منظومته النافعة "سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد"، فقال :
    وبشروط سبعة قد قيدت***وفي نصوص الوحي حقا وردت
    فإنه لم ينتفع قائلها***بالنطق إلا حيث يستطملها
    العلم واليقين والقبول***والانقياد فادر ما أقول
    والصدق والإخلاص والمحبه***وفقك الله لما أحبه
    ونظمها آخر فقال :
    علم يقين وإخلاص وصدقك***محبة وانقياد والقبول لها

    ثالثا : دليل حصرها في سبعة شروط :
    شروط لا إله إلا الله دلت على أصلها النصوص من الكتاب والسنة، وقام العلماء باستخراجها وبينوا الشروط منها، عن طريق التتبع والاستقراء التام الصحيح للنصوص [تيسير الإله للعلامة الجابري (ص 72)].
    قال العلامة حافظ الحكمي رحمه الله في معارج القبول شرح سلم الوصول (2/518) : "(وبشروط سبعة) متعلق بقيدت (قد قيدت) أي : قد قيد انتفاع قائلها بها في الدنيا والآخرة من الدخول في الإسلام والفوز بالجنة والنجاة من النار (وفي نصوص الوحي) من الكتاب والسنة (حقا وردت) صريحة صحيحة".
    تنبيه مهم : قد يعترض معترض على حصر الشروط في سبعة فيثبت أكثر من ذلك.
    والجواب عن ذلك من وجهين :
    الأول : أن حصرها في سبعة على وجه الاختصار، وما زيد على ذلك فهو على وجه البسط.
    الثاني : أن ما زيد من الشروط هو داخل في السبعة.
    قال الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله في تيسير الإله (ص 73) : "لا منافاة بين عددها سبعة أو ثمانية أو تسعة، وذلك لأم قصرها على السبعة على سبيل الاختصار وما يزيد على ذلك فعلى سبيل البسط.
    أو يقال : ما زيد على السبعة فهو داخل فيها، وعلى سبيل المثال : الكفر بما يعبد من دون الله داخل في شرط الإخلاص المنافي للشرك".
    رابعا : رد شبهة بدعية هذه الشروط وأنها محدثة :
    اعترض بعض المعاصرين على هذه الشروط، بأنها محدثة، وأن أول من تكلم بها هو الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله، ولم يسبق إلى ذلك، والجواب عن هذه الشبهة من عدة وجوه :
    الأول : أن هذه الشروط دل عليها نصوص الكتاب والسنة.
    الثاني : أن هذه الشروط كانت معلومة عند السلف.
    الثالث : أن جمع هذه الشروط واستقراؤها مثلها مثل باقي العلوم والاصطلاحات التي جاءت عن طريق الاستقراء والتتبع، مثل أصول الفقه وأقسام التوحيد وشروط العبادات وغيرها.
    الرابع : أن العلماء أقروا بها، وتلقوها بالقبول، فأقبلوا عليها نشرا وشرحا ونظما.
    قال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى في "تيسير الإله" (72) : "أحدها : الإمام الشيخ عبد الرحمن بن حسن لم يكن هو أول من ذكرها، بل هذه الشروط معلومة عبد أهل العلم بالاستقراء الصحيح من كلام الأقدمين، وما صنعه الشيخ عبد الرحمن هو جمعها وتجريد الكلام عليه بالأدلة، وهذه سنة متبعة لدى أهل العلم، فعلى سبيل المثال علم أصول الفقه كان مفرقا يتكلم فيه الصحابة، والأئمة بعدهم حتى جاء الإمام الشافعي رحمه الله فجمع هذا العلم وجرد الكلام عليه وألَّف فيه كتابا معروفا "الرسالة"، ثم تتابع بعد التصنيف في هذا الفن شعرا ونثرا، فلا غرابة ولا عجبا أن يجرد الشيخ عبد الرحمن الكلام على شروط "لا إله إلا الله" ويجمعه في مصنف مدعما صنيعه بالدليل من الكتاب والسنة.
    ثانيها : لم يكن من علمائنا اعتراض على تدوين أبي الحسن الشيخ عبد الرحمن هذه الشروط قبل هذا المعاصر، بل تلقوها بالقبول ونشروها وشرحوها".

    خامسا : ذكر الشروط مفصلة بأدلتها :
    الشرط الأول : العلم.
    العلم بمعنى "لا إله إلا الله" نفيا وإثباتا، علما ينافي الجهل.
    أدلته :
    أ _ من القرآن :
    1 _ قال الله تعالى {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ} (محمد 19).
    2 _ وقال تعالى {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (الزخرف 86)، أي : إلا من شهد بـ "لا إله إلا الله" وهم يعلمون بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم [معارج القبول (2/519)].
    3 _ وقال عز وجل {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آل عمران 18).
    4 _ وقال تعالى {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}(الزمر 9).
    5 _ وقال تعالى {وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (إبراهيم 52).
    6 _ وقال جل وعلا {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} (العنكبوت 43).
    ب _ من السنة :
    1 _ روى مسلم في صحيحه عن عثمان، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله، دخل الجنة".
    الشرط الثاني : اليقين.
    اليقين المنافي للشك، وذلك بأن يكون قائلها مستيقنا بمدلول هذه الكلمة يقينا جازما، فإن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن، فكيف إذا دخله الشك والارتياب [معارج القبول (2/519)].
    أدلته :
    أ _ من القرآن :
    1 _ قال الله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحجرات 15).
    2 _ وقال تعالى {إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} (التوبة 45).
    3 _ وقال تعالى {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} (إبراهيم 10).
    4 _ {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ} (الدخان 9) أي : أي ليسوا على يقين فيما يظهرونه من الإيمان والإقرار [القرطبي].
    5 _ {إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ} (سبأ 54) أي : كانوا في الدنيا في شك وريبة ، فلهذا لم يتقبل منهم الإيمان عند معاينة العذاب [ابن كثير].
    ب _ من السنة :
    1 _ روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما، إلا دخل الجنة".
    2 _ وله عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "اذهب بنعلي هاتين، فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه، فبشره بالجنة".
    3 _ روى ابن حبان في صحيحه عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ما على الأرض نفس تموت لا تشرك بالله شيئا، وتشهد أني رسول الله يرجع ذلك إلى قلب موقن إلا غفر لها" حسنه الإمام الألباني رحمه الله في الصحيحة (2278).
    الشرط الثالث : القبول.
    القبول لما اقتضته واستلزمته هذه الكلمة بالقلب واللسان، المنافي للرد.
    أدلته :
    أ _ من القرآن :
    1 _ {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} (الصافات 35) جعل الله علة تعذيبهم وسببه استكبارهم عن قول "لا إله إلا الله" [معارج القبول للحكمي (2/520)].
    ب _ من السنة :
    1 _ روى الشيخان عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقية، قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب، أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به".
    الشرط الرابع : الانقياد.
    الانقياد والاستسلام التام لما دلت عليه "لا إله إلا الله"، انقيادا ينافي الترك.
    أدلته :
    أ _ من القرآن :
    1 _قال الله تعالى {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (لقمان 22).
    2 _ وقال تعالى {وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} (الزمر 54).
    3 _ وقال عز من قائل {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (النساء 125).
    4 _ وقال تعالى {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (النساء 56) أي : وينقادوا لأمرك انقيادا [تفسير البغوي].
    ب _ من السنة :
    1 _ روى ابن عاصم في السنة وابن بطة في الإبانة عن عبد الله بن عمرو، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به".
    تنبيه مهم : الحديث ضعفه غير واحد من أهل الحديث كالإمام الألباني رحمه الله في المشكاة (167)، لكن استشهد به العلماء ممن صنفوا في شرح أدلة "لا إله إلا الله" كالإمام عبد الرحمن بن حسن رحمه الله، وذلك لصحة معناه.
    قال الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله في تيسير الإله (64) : "المصنف استشهد به لصحة معناه كما ذكر الحافظ ابن رجب مدعما بالأدلة".
    وقال الإمام محمد أمان الجامي رحمه الله في شرح شروط لا إله إلا الله (94) : "هذا دليل الانقياد من السنة، والحديث وإن تكلم فيه بعض أهل العلم لكنه لا يضر، لأن معناه صحيح مائة بالمائة".
    الشرط الخامس : الصدق.
    الصدق فيها المنافي للكذب، وهو أن يقولها صدقا من قلبه، يواطئ قلبه لسانه [المعارج 2/522].
    أدلته :
    أ _ من القرآن :
    1 _ قال الله تعالى {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت 3).
    2 _ وقال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)} (البقرة).
    3 _ وقال عز وجل {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ} (الزمر 32) أي : كذّب بكتاب الله إذ أنـزله على محمد، وابتعثه الله به رسولا وأنكر قول لا إله إلا الله [الطبري].
    4 _ وقال الله تعالى {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ} (اليل 6) أي : وصدّق بأن الله واحد لا شريك له [الطبري].
    ب _ من السنة :
    1 _ روى الشيخان عن طلحة بن عبيد الله، قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس، يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "خمس صلوات في اليوم والليلة". فقال : هل علي غيرها؟ قال : "لا، إلا أن تطوع". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وصيام رمضان". قال : هل علي غيره؟ قال : "لا، إلا أن تطوع". قال : وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة، قال : هل علي غيرها؟ قال : "لا، إلا أن تطوع". قال : فأدبر الرجل وهو يقول : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أفلح إن صدق".
    2 _ روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم، ومعاذ رديفه على الرحل، قال : "يا معاذ بن جبل"، قال : لبيك يا رسول الله وسعديك، قال : "يا معاذ"، قال : لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا ، قال : "ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، صدقا من قلبه، إلا حرمه الله على النار".
    3 _ روى أحمد في المسند عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "أبشروا وبشروا من وراءكم، أنه من شهد أن لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة" صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (35).
    4 _ وله أيضا عن معاذ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله صادقا من قلبه، دخل الجنة" صححه الإمام الألباني رحمه الله في الصحيحة (1204).

    الشرط السادس : الإخلاص.

    الإخلاص هو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك والنفاق والرياء.
    أدلته :
    أ _ من القرآن :
    1 _ قال الله تعالى {لَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} (الزمر 3).
    2 _ وقال تعالى {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (البينة 5).
    3 _ وقال عز وجل {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} (الزمر 11).
    4 _ وقال جل وعلا {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146)} (النساء) فاتشرط كونهم مع المؤمنين أن يخلصوا دينهم لله.
    ب _ من السنة :
    1 _ روى البخاري عن أبي هريرة أنه قال : قيل يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة، من قال لا إله إلا الله، خالصا من قلبه، أو نفسه".
    2 _ روى الشيخان عن عتبان بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "فإن الله قد حرم على النار من قال : لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله".
    3 _ روى الترمذي في السنن عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما قال عبد لا إله إلا الله قط مخلصا، إلا فتحت له أبواب السماء، حتى تفضي إلى العرش، ما اجتنب الكبائر" حسنه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي (3590).
    4 _ روى النسائي في السنن عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى عليه وسلم قال : "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا ، وابتغي به وجهه" حسنه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن النسائي (3140).
    الشرط السابع : المحبة.
    محبة هذه الكلمة وما اقتضته ودلت عليه، ولأهلها العاملين بها ملتزمين لشروطها، وبغض من ناقض ذلك.
    أدلته :
    أ _ من القرآن :
    1 _ قال الله تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} (البقرة 165).
    2 _ وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (المائدة 54).
    3 _ وقال عز وجل {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (المجادلة 22).
    4 _ وقال تعالى {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (آل عمران 31).
    5 _ وقال جل وعلا {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (التوبة 24).
    ب _ من السنة :
    1 _ روى الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار".

    هذا ما يسر الله تعالى جمعه، نسأل الله العلي القدير أن يجعلها في ميزان الحسنات يوم لا ينفع مال ولا بنون، ونسأله سبحانه أن ينفع بها.
    سبحانك الله وبحمدك أشهد ألا إله إلان أنت أستغفرك وأتوب إليك.
    والحمد لله رب العالمين.
    كتبه : أبو البراء يوسف صفصاف.
    11 جمادى الأولى 1443
    16 ديسمبر 2021


  • #2
    جزاك الله خيرا ، وجعله في ميزان حسناتك آمين

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
    يعمل...
    X