إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التمسك بالسنة سبيل النجاة من الفتن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التمسك بالسنة سبيل النجاة من الفتن

    التَّمسُّك بالسنة سَبيلُ النجاة من الفتن


    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا الصادق الأمين، وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

    أما بعد، فإن نبينا ﷺ قد بين الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وما ترك شيئا يُقرب إلى رب العالمين إلا وبينه وحث عليه، ولا شيئا يُغضب الله تعالى ويؤدي إلى الهلاك إلا وحذر الأمة منه.

    ومما رغب فيه -صلوات الله وسلامه عليه-: التمسك بالسنة عند الفتن، فقد أخبر النبي ﷺ باختلاف الناس من بعده وحذر من ذلك، وترك وصيةً هي العلاج لهذا الاختلاف، وسيبل النجاة منه، ألا وهي التمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، حيث قال ﷺ -كما في حديث العرباض- : "فإنه من يَعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة ضلالة" رواه أبو داود والترمذي وصححه الإمام الألباني -رحمه الله- في صحيح سنن الترمذي (2676)،
    فكان من دلائل صدق نبوته ما أخبر به ﷺ من الاختلاف الذي يقع في أمته، من حيثُ العقيدة، والمنهج، والآداب وغيرها، ولا نزال نعيش ما حذر النبي ﷺ من اختلاف الأمة إلى يومنا هذا، ومن بين أُمَّتِه ﷺ قومٌ أكرمهم الله تعالى بالتمسك بسبيل النجاة الذي بينه النبي ﷺ حيث قال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم" رواه مسلم عن جابر بن عبد الله، وقد بين النبي ﷺ أوصافهم حيث قال مجيبا عن سؤال الصحب الكرام: قالوا من هم يا رسول الله؟، قال: "ما أنا عليه وأصحابي" رواه الترمذي عن عبد الله بن عمرو وصححه الإمام الألباني -رحمه الله- في صحيح سنن الترمذي (2641)، فأهل السنة السلفيون هم الذين عملوا حقيقة بقوله ﷺ: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ" -تقدم تخريجه-.
    فتمسكوا بكتاب الله تعالى، وبسنة النبي ﷺ، عملا بقواعد السلف؛ فعصمهم الله تعالى من الفتن على مر العصور؛ وذلك لأن منْ حَكَّم السنة نطق بالحكمة، وَوُفق للحكمة، وهذا من فضل الله تعالى على أهل السنة.
    نسأل الله العلي القدير أن يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

    وإنه ما يزال الاختلاف في هذه الأمة إلى يوم الناس هذا؛ فنجد أصنافا من الخائضين، مؤججين نار الفتن، ساعين إلى زرع الفرقة والشقاق بين أبناء المنهج الواحد، وبين علمائه، ماشين بالنميمة مهرولين بالبهتان والكذب، سلم الله مشايخنا من كيد هؤلاء ومن يؤزهم.
    فالواجب على المؤمن التمسك بالسنة في مثل هذه المواقف، ومن ذلك ما ثبت في معاملة العلماء وحقوق العلماء، كما في قول النبي ﷺ عن عبادة بن الصامت: "ليس منَّا مَنْ لم يُجِلَّ كبيرَنا، ويرحمْ صغيرَنا ويَعْرِفْ لعالِمِنا حقَّهُ" رواه الحكام في المستدرك وصححه الإمام الألباني -رحمه الله- في صحيح الجامع (5443).
    وحقوق العلماء كثيرة مبثوثة في كتب أهل العلم، يعلمها كل من نظر فيها أو سمع من أهل العلم ذلك، ومن ذلكم:
    الأول: الدعاء للعلماء.
    الثاني: توقيرهم واحترامهم.
    الثالث: عدم الطعن فيهم أو انتقاصهم.
    الرابع: الذب عنهم.
    الخامس: النصح لهم.
    السادس: الالتفاف حولهم والرجوع إليهم.
    السابع: إحسان الظن بهم.
    وليس العالم بالمعصوم؛ فإنه من بني آدم ولا يسلم ابن آدم من الخطأ، لكن العالم إذا اجتهد فإنه يدور بين الأجر والأجرين، فإن أصاب فله الأجران، وإن أخطأ فله أجر اجتهاده، فإن أخطأ العالم جاز مراجعته وتبيين وجه الصواب في المسألة، لكن الصادق في نصحه للعالم يتقيد بآداب النصيحة، ومن ذلكم:
    الأول: التثبت من نسبة الخطأ إليه.
    الثاني: بيان الخطأ بالتي هي أحسن وبدليله.
    الثالث: عدم التهجم عليه أو مخاطبته بألفاظ لا تليق بمكانة العلماء.
    الرابع: حفظ كرامته وعدم التعرض له بالطعن والثلب.
    الخامس: عدم انتقاصه أو التهوين منه والتقليل من شأنه.
    السادس: عدم محاولة إسقاطه بذلك الخطأ.
    السابع: لا يخرج يقرع الطبول لما رآه من خطأ.
    هذا، والأخطر من هذا كله أن تجد من يكذب على العالم ويلصق به التهم محاولا إسقاطه بغير حق وبغير منطلق شرعي، فهذا أسوأ ما يكون تجاه العلماء، وإننا لنحسب أن العلماء أولياء لله تعالى، فمن حاربهم أو آذاهم دخل في حرب خاسرة مع رب العزة والجلال، حيث يقول الله -عز وجل- كما في الحديث القدسي: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب" رواه البخاري عن أبي هريرة، رقم (6502).
    هذه بعض الوصايا التي ينبغي التواصي بها، والتذكير بها في زمن انقلبت فيه الموازين، وجهل الناس أصول دينهم وقواعد شريعتهم.
    نسأل الله تعالى أن ينفعنا بما قرأنا وأن يزيدنا علما، ويجعله في ميزان حسناتنا يوم لا ينفع درهم ولا مال ولا بنون.
    كتبه: أبو البراء يوسف صفصاف.
    11 ربيع الآخر 1443
    12 نوفمبر 2021
    التعديل الأخير تم بواسطة إدارة الإبانة السلفية; الساعة 2021-11-21, 11:14 PM. سبب آخر: تنسيق

  • #2
    جزاك الله خيرا

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
    يعمل...
    X