إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[ صوتية وتفريغها ] معنى: الاستقامة |•| الشيخ عبد المجيد جمعة حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [تفريغ] [ صوتية وتفريغها ] معنى: الاستقامة |•| الشيخ عبد المجيد جمعة حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    [صوتية وتفريغها]
    مـعـنى الاسـتـقـامـة
    لفضيلة الشيخ عبد المجيد جمعة حفظه الله

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
    فيقول الشيخ الوالد؛ أبو عبد الرحمن عبد المجيد جمعة حفظه الله:
    قوله صلى الله عليه وسلم: "ثم استقم"، استقم على شعائر هذا الدين بأداء فرائضه والمحافظة على واجباته واجتناب نواهيه وزواجره، هذا معنى الاستقامة، أن تستقيم على أداء هذه الفرائض؛ لأن الايمان لا يكملُ إلا بأداء هذه الواجبات، وأداء هذه الفرائض، أما إذا قلتَ: "آمنت بالله" وقد ضيعت الفرائض واقترفت المحرمات وضيعت الواجبات فإن قولك: "آمنت بالله" لست صادقا فيها! فقولك مغشوش مخدوش.
    لأن قولك "آمنت بالله" يقتضي منك أن تؤديَ فرائض هذا الإله الذي أقررت بربوبيته وألوهيته؛ لأنّ هذا الإله المعبود بحق قد فرض عليك فرائض ونهى نواهي، فرض فرائض أن تأتيها ونهى نواهي فلا تنتهِكُها، فإذا فعلت ذلك فأنت حقا قد آمنت بالله ورضيت به ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
    إذن فالاستقامة هو سلوك هذا الطريق القويم المستقيم غير ذي عوج الموصل إلى الله عز وجل، فهو مستقيم في شرائعه مستقيم في أحكامه مستقيم في توحيده؛ لأن العبد يُخلِص العبادة لله الواحد القهار، بينما الشرك فقد شبهه الله عز وجل بالشركاء المتشاكسين، فالشُركاء المتشاكسون هم المتنازعون كالعبيد الذي يحكم فيهم أو يتولاهم ملوكٌ كُثُر فكل واحد ينازعه، فهم لا يدرون لمن يخلصوا أعمالهم.
    إذن فالاستقامة في التوحيد هو أن تفرد الله عز وجل بالعبادة وحده لا شريك له، هذه هي الإستقامة التي أمرنا باتباعها وسلوكها والذي قال عزوجل فيها {وأنّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل} وهذا الذي يقوله العبد في كل ركعة من صلاته نفلا كان أو فرضا {إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم} فأنت تسأل ربك عزوجل في كل ركعة من صلاتك تسأله أن يهديك هذا الصراط المستقيم؛ صراط الذين أنعم الله عليهم من الأنبياء والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وهذا التكرار في كل ركعة وأنت تقول: {اهدنا الصراط المستقيم} يعني إظهار لأهمية الهداية؛ لأن أكثر الناس قد ضلّوا عن هذا الصراط المستقيم فتحمد ربك عزوجل أن وفقك إلى هذا الصراط ثم تسأل ثانيا الثبات عليه، وهذا من معاني قوله صلى الله عليه وسلم: "ثم استقم " أي أثبت واستقم على قولك: "آمنت بالله".
    وتكرارك وإلحاحك في كلّ ركعة من صلاتك "اهدنا الصراط المستقيم" يعني يا رب ثبتنا على هذا الصراط؛ لأن هذا الصراط قد يزيغ عنه المرء ذات يمين وذات شِمال، ولأن الله إذالم يُثبّتك على هذا الصراط لضللت وزغت؛ لأن هذه القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمان يقلبها كيف يشاء، والله عز وجل هو الذي يثبت قدم عبده على توحيده وعلى طاعته وعلى حدوده وعلى اجتناب زواجره، فربنا عزوجل هو الذي يُثبِت كما قال تعالى: {يُثبت الله الذين أمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة}، فتأملوا كيف نسب التثبيت إلى نفسه يُثبت الله والله عزوجل هو الذي يثبت العبد؛ كما قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا} لولا أن ثبته الله عزوجل وهذا لما أدرك النبي صلى الله عليه وسلم هذه المعاني؛ لأنه كان أعرف بالله عزوجل كما قلت سابقا كان ينكسر و يبتهل ويتذلل بين يدي ربه عزوجل وكان يقول: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث لا تكلني إلى نفسي طرفة عين و أصلح لي شأني كله" هكذا يستغيث بالله رب العالمين يسأله أن لا يكله إلى نفسه؛ لأنّه علم أن هذه القلوب بين أصابع الرحمان فإذا وكلك الله عزوجل إلى نفسك وتخلى عنك وتركك أنت ونفسك وهواك خسرت الدنيا والأخرة ولضللت ضلال مبيناً، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء ولما سئل عن أكثر ما يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "يسأل ربه عز وجل أن يُثبت قلبه على دينه، وسئل عن هذا الدعاء فقال صلى الله عليه وسلم: "إنّ القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمان يقلبها كيف يشاء" هذه القلوب الله يقلبها هو الذي يقلبها من الإيمان إلى الكفر ومن الكفر إلى الإيمان يُقلبها من السنة إلى البدعة ومن البدعة إلى السنة، يُقلبها من الطاعة إلى المعصية ومن المعصية إلى الطاعة، ولهذا أحوج ما يحتاج إليه العبد بل وأشد حاجة من هواه الذي يتنفس به لأن الهواء إذا انقطع ينقطع الناس من الدنيا ومستراح أو مستراح منه وربما استراح من هذه الدنيا ولكن دينك هو رأس مالك فضياعه من أعظم الخُسرانِ، فلا تكون كالأحياء وهم في الناس أموات ماتت قلوبهم وقبرت في صدورهم.

    انتهى كلامه
    حفظه الله تعالى
    رابط الصوتية: https://bit.ly/3kcbVLo
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2021-09-19, 06:20 PM.

  • #2
    جزاك الله خيراً أخي إلياس، وحفظ الله شيخنا الوالد عبد المجيد جمعة

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك ونفع الله بك اخي أبى الهيثم

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
      يعمل...
      X