إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التماوت في إشارة التشهد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التماوت في إشارة التشهد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ‏التماوت في إشارة التشهد

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
    أما بعد:
    فمن صور ‌‏التماوت في إشارة التشهد الخفض والرفع لإصبع المسبحة أو إدارتها وهذا مخالف للسنة، وما عليه الأئمة.
    فالعلماء في حركة إصبع المسبحة على قولين مبنيين على زيادة الحركة في طرق الحديث:
    الأول: من رأي أن الزيادة في الحديث صحيحة قال بتحريك الإصبع المسبحة والرواية (فرأيته يحركها يدعو بها)، وهذا يخالف الخفض والرفع لإصبع المسبحة أو إدارتها.
    الثاني: من رأي من العلماء أن هذه الزيادة ضعيفة (شاذة) اكتفى بالإشارة بدون الحركة، وهذا ظاهر في مخالفة الخفض والرفع لإصبع المسبحة أو إدارتها.

    ومن صور ‌‏التماوت طأطأة الأصبع السباحة والانحناء بها، والصحيح استقامتها وأن تكون في اتجاه القبلة.
    عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أنه رأى رجلا يحرك الحصى بيده وهو في الصلاة، فلما انصرف، قال له عبد الله: (لا تحرك الحصى وأنت في الصلاة فإن ذلك من الشيطان، ولكن اصنع كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع، قال: وكيف كان يصنع؟ قال: فوضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام في القبلة، ورمى ببصره إليها أو نحوها، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع).
    أخرجه النسائي في ((السنن الصغرى)) و ((الكبرى)) وابن خزيمة في ((صحيحه)) ومن طريقه ابن حبان في ((صحيحه)) والبيهقي في ((السنن الكبرى)) وصححه الألباني.
    وفي رواية عند ابن عوانة: (كان إذا قعد في الصلاة أشار بإصبعه إلى القبلة، ورَمَى ببصره إليها).

    وفي الإشارة بالسباحة في التشهد إفراط وتفريط.
    ومن التفريط الذي يقع فيه بعض المأمومين في صلاة الجماعة أنهم يقطعون الإشارة بالسباحة عقب انتهائهم في التشهد – الأول أو الأخير – ولو كان الإمام يشير بسباحته، وهذا خلاف ما أمرنا به من متابعة الإمام.
    عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رقال: ((إنما جعل الإمام ليؤتم به)).
    أخرجه البخاري.
    وفي الباب حديث عن عائشة رضي الله عنها أخرجه البخاري أيضًا.
    فمن قطع إشارة السباحة في التشهد الأوسط أو الأخير قبل الإمام فقد خالف هذا النص، ووقع في التماوت، وعلى المأموم أن لا يقطع الإشارة ويمكث مشيرًا بإصبعه السباحة إلى أن ينتهي الإمام.

    وفي الغالب أن من يقطع الإشارة قبل السلام وبخل على نفسه اكمال سنة الإشارة يبقى ساكتًا ويبخل على نفسه بالدعاء.
    والدعاء بعد التشهد الأوسط أو الأخير سنة ثابتة يغفل عنه كثير من المصلين.
    وقد بوب الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: (باب الدعاء قبل السلام) وساق جملة من الأحاديث منها:
    عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي.
    قال: ((قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم)).
    متفق عليه.

    ومن صور ‌‏التماوت ترك الإشارة إلى ما بعد السلام، ومن المعلوم لذا الجميع أن بداية الصلاة تكبيرة الإحرام، ونهايتها التسليم.
    عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم)).
    أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي وابن أبي شيبة وعبد الرزاق الصنعاني والشافعي والدارقطني والبزار والبيهقي في ((الكبرى)) و((الصغرى)) والبغوي والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) وصححه الألباني.
    وبهذا يعلم خطأ من استمر بإشارة السباحة حتى بعد السلام، فقطع الإشارة يكون قبل السلام لا بعدها كما يفعله بعض المصلين، لأن آخر ما يشرع فعله ويختم به الصلاة السلام.
    ومن أتي بخلاف هذا فعليه الدليل، وليس له سبيل.
    بل جاء الأمر بالوقف عن الإشارة ووضع اليد على الفخذ قبل السلام.
    عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله وأشار بيده إلى الجانبين.
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((علام تومئون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله)).
    أخرجه مسلم.
    فمن سّلم قبل أن يقطع الإشارة فقد جانب الصواب ووقع في الخطأ بلا ارتياب، وخالف السنة ويخشى عليه من الوقع في البدعة.

    ومن صور ‌‏التماوت ترك الإشارة بالكلية، وهذا اماتة لهذه السنة، كما يفعله الإباضية ومن نحى نحوهم.

    ومن صور ‌‏التماوت صرف النظر عن الإصبع السباحة والالتفات عنها.
    عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أنه رأى رجلا يحرك الحصى بيده وهو في الصلاة، فلما انصرف، قال له عبد الله: (لا تحرك الحصى وأنت في الصلاة فإن ذلك من الشيطان، ولكن اصنع كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع، قال: وكيف كان يصنع؟ قال: فوضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام في القبلة، ورمى ببصره إليها أو نحوها، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع).
    أخرجه النسائي في ((السنن الصغرى)) و ((الكبرى)) وابن خزيمة في ((صحيحه)) ومن طريقه ابن حبان في ((صحيحه)) والبيهقي في ((السنن الكبرى)) وصححه الألباني.
    وفي رواية عند ابن عوانة: (كان إذا قعد في الصلاة أشار بإصبعه إلى القبلة، ورَمَى ببصره إليها).

    هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: ليلة السبت 19 المحرم سنة 1443 هـ
    الموافق لـ: 8 أغسطس سنة 2021 ف

  • #2
    جزاك الله خيرا شيخنا على هذه التنبيهات والفوائد الطيبة
    ولكن أشكل علي فهم الصورة الأولى وذلك في قولك
    "من رأي أن الزيادة في الحديث صحيحة قال بتحريك الإصبع المسبحة والرواية (فرأيته يحركها يدعو بها)، وهذا يخالف الخفض والرفع لإصبع المسبحة أو إدارتها"
    فما هي صفة التحريك الصحيحة؟
    وبارك الله فيك

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا شيخنا على هذه التنبيهات والفوائد الطيبة
      ولكن أشكل علي فهم الصورة الأولى وذلك في قولك
      "من رأي أن الزيادة في الحديث صحيحة قال بتحريك الإصبع المسبحة والرواية (فرأيته يحركها يدعو بها)، وهذا يخالف الخفض والرفع لإصبع المسبحة أو إدارتها"
      فما هي صفة التحريك الصحيحة؟
      وبارك الله فيك

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا وبارك فيك بحث لطيف زاخر بالفوائد

        تعليق


        • #5
          آمين جمعين أيها الفاضلين.
          والنسبة للحركة أخي الكريم السعيد من يذهب للحركة كالالباني أنها حركة يسيرة جدا وسريعة ولا ينزلها بحيث تكون خفضا ويرفعا.
          والله أعلم

          تعليق


          • #6
            جزاك الله خيرا شيخنا ونفع بك

            تعليق


            • #7
              آمين وإياك أخي الكريم.

              تعليق

              الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
              يعمل...
              X