إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأيَّامُ الزَّاهِرَةُ في مَصْرَعِ قِطْعَةِ «الغَبَاءِ» النَّادِرةِ ، مِنْ أكَاذيبِ «محمَّدٍ مُرَابِطٍ» الغَادِرَةِ ، الْحَلْقةُ (10)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأيَّامُ الزَّاهِرَةُ في مَصْرَعِ قِطْعَةِ «الغَبَاءِ» النَّادِرةِ ، مِنْ أكَاذيبِ «محمَّدٍ مُرَابِطٍ» الغَادِرَةِ ، الْحَلْقةُ (10)

    الأيَّامُ الزَّاهيَّةُ الزَّاهِرَةُ
    في مَصْرَعِ قِطْعَةِ «الغَبَاءِ» النَّادِرةِ
    مِنْ أكَاذيبِ «محمَّد مُرَابِطِ» الغَادِرَةِ ([1])
    الْحَلْقةُ العَاشِرَةُ (10)
    ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيـمٍ، أي : الْكَذَّابِ([2])، وَأَصْلُ أَعْمَالِ الْقُلُوبِ كُلِّهَا الصِّدْقُ ، وَأَضْــدَادُهَا مِنَ الرِّيَاء ... وَغَيرِهَا أَصْلُهَا «الْكَذِبُ»([3])، وَهُوَ : الإِخْبَارُ عَنِ الشَّيْءِ بِخِلاَفِ مَا هُوَ ، سَوَاءٌ تَعَمَّدتَ ذَلِكَ، أَم جَهِلتَهُ([4])، وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ الفُحْشِ ، وَضَرْبٌ مِنَ الدَّنَاءَةِ([5])، وَهوَ قَرِينُ الشِّرْكِ([6])، وأَقْوَى أَسبَابُ الْجَرْحِ([7])، وَالْكَاذِبُ أَسْوَأُ حَالًا مِنْ الْبَهِيـمَةِ الْعَجْمَاءِ([8])، فَاحْذَر أَن تَحُومَ حَولَكَ الظُّنُونُ فَتَخُونَكَ العَزِيـمَةُ فِي صِدقِ اللَّهْجَة ، فَتُسَجَّلَ فِي قَائِمَةِ الكَذَّابِينَ([9])
    وَالكَذَّابُ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ فَاسِقٌ ، لاَ تُقْبَلُ أَخْبَارُهِ ، وَلاَ شَهَادتُهُ فِي أَحْقَرِ الأَشْيَاءِ ، وَهُوَ تَحْتَ أَهْلِ البِدَعِ فِي بَابِ الأَخْبارِ وَالشَّهَادَةِ([10])؛ لأَنَّ البِدْعَةَ قَدْ يَقَعُ فِيـهَا بِقَصْدِ حُسْنٍ ... لَكنّ الكَذَّابَ مُتَقَصِّدٌ لِلكَذِبِ عَلَى العُلَمَاءِ ، وَعَلَى العِلمِ ، وَعَلَى قَوَاعِــــدِ الإسْلاَمِ([11])، وَمِنْ هُنَا عَقَدَ ابنُ عُدَيٍّ فِي (الكَامِلِ) حَوَالِي تِسْعَةً وَعِشْريِنَ بَابًا لِلكَذَّابِينَ ، وَبَابًا وَاحِدًا لأَهْلِ البِدَعِ ، وَقَبِلَ أَهْلُ السنَّةِ رِوَايَةَ أَهْلِ البِدَعِ الصَّادِقِينَ ، غَيْرِ الدُّعَاةِ([12])،«وَكَفَى بِالكَذِبِ بِدعَةً ، وَلَا سِيَّمَا عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَمَنهَجِهِم وَكُتُبِهم»([13])، ولِلْحَدَّادِ حِزْبٌ لَئِيمٌ ، قَامَ عَلَى الفُجُورِ وَالكَذِبِ([14]).
    ﴿وَجَادَلوا بِالبَاطِلِ لِيُدحِضُوا بِهِ الْحَقَّ، قَالَ العَلَّامةُ رَبِيعٌ :"هَذِهِ - الآيةُ- فِي أَعدَاءِ الرُّسُلِ الَّذِينَ كَذَّبُوهم وَحَارَبُوهُم بِأَشَدِّ أَنوَاعِ الْحَرْبِ وَالأَذَى ، وَالكَذِبِ عَلَيهِم وَالاِفتِرَاءِ ، وَلأَهْلِ البِدَعِ وَالأَهوَاءِ وَالضَّلاَلِ نَصِيبٌ مِنَ العَدَاوَةِ لِلحَقِّ وَأَهلِه، وَحَربِـهِم بِالأكَاذِيبِ وَالشَّائِعَاتِ([15])، وَمَا أكثَرَ الكَذَّابِينَ اليَومَ عَلَى حَمَلَةِ الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ ، وَدُعَاتِهَا([16])، وَ أَشَدُّ أَهلِ البِدِعِ افْتِرَاءً اليَومِ عَلَى الْمَنْهَجِ السَّلَفِيِّ هُم الْحَدَّادِيَّةُ([17])، وَحَرْبُـهُمُ هَذِهِ ... إنَّمَا تَقُومُ عَلَى الكَذِبِ ، وَالْجَهْلِ ، وَالْخِيَانَات([18])، لاَ أَفْجَرَ من هَذِهِ الْحَــــدَّادِيَّةِ ، وَلاَ أكذَبَ مِنْهَا ، وَاللهِ ، يَفُوقُونَ الْجَهْمِيَّةَ فِي الكَذِبِ ، وَيَفُوقُونَ الرَّوَافِضَ فِي الكَذِبِ([19]) ، هُم عِنْدِي فِي بَابِ الكَذِبِ أَخَسُّ مِنَ الْخَـــوَارِجِ وَالرَّوَافِضِ ، شَاءُوا أَم أَبَوا ؛ لأنَّهم أكْذَبُ مِنَ الرَّوَافِضِ عَلَى أَهْلِ السنَّةِ ، وَأكثَرُ حِقْــــدًا عَلَى أَهْلِ السنَّةِ ، وَأكثرُ افتِرَاءً وَكَذِبًا على أَهْلِ السنَّةِ ، وَمَعَ ذَلِكَ هُم يَلْبِسُونَ لِبَاسَ السُّنَّةِ ؛ كَذِبًا وَزُورًا ، وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِ السنَّةِ، وَلَوْ كَانَ عِنْدَهُم مِنَ السُّنَّةِ شَيْءٌ مَا حَارَبُوا أَهْلَ السنَّةِ بِالبَوَاقِـعِ ، وَالكَذِبِ ، وَالاِفْتَرَاءَاتِ ، وَقَدْ بَيَّنَا - والله - أكَاذِيبَهم ، فَهُم يَنْطَلِقُونَ مِنَ الكَذِبِ ، وَيَدُورُونَ فِي دَوَّامَةِ الكَذِبِ ، وَلاَ يَخْرجُونَ مِنْهَا -والله- ، وقَدْ حَصَدْنَاهُم حَصْــدًا بِالأَدِلَّةِ وَالبَرَاهِينَ ، وَبَيَّنَا أكاذِيبَـهم ، وَرَأْسُهُم الْحَــــدَّادُ الكَذَّابُ وَبَيَّنْتُ أَنَّهُ كَذَبَ فِي جُزْءٍ مِنْ كِتَابِ لَهُ مَائَةً وَعِشْرِينَ كِذْبَةً ... وَجَاءَ فَالِحٌ الْحَرْبِيّ ، فَاحْتَضَنُوهُ وَاحْتَضَنَهُم ، وَكَالَ لأَهْلِ السُّنَّةِ الأكَاذِيبَ([20])، وَلَا يُسْتَغْرَبُ هَذَا مِن فَالِح، «فَالشَّيْءُ مِنْ مَعدِنِهِ لَا يُستَغرَبُ ، وَكُلُّ إِنَاءٍ بِمَا فِيهِ يَنْضَحُ» "اهـ([21]).
    وَ"إنَّ الشِّرَاكَ قُدَّ مِنْ أَدِيـمِهِ" مثَلٌ يُضْرَبُ لِلشَّيْئَينِ بَيْنَهُمَا قُرْبٌ وَشَبَهٌ([22])، وَمِمَنْ شَابَهَ فَالِحًا فِي الكَذِبِ وَالْخِيَانَةِ ، وَتَلْفِيقِ التُّهَمِ البَاطِلَةِ :ذَلِكَ الْمُرَابِطُ الْهَابِطُ الْعَابِطُ ، قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ الأَزْهَرِيُّ (ت:370هـ):"العَابِطُ : الكَذَّابُ ، والعَبْطُ : الْكَذِب ، والعَبْطُ: الغِيبَةُ "اهـ([23])، وَالكَــــذَّابُ عَلى وَزْنِ "فَعَّالٍ" صِيغَةِ مُبَالَغَةٍ ، وَكَم تَمرَّغَ محَمَّدٌ مرَابِطٌ - شَفَاهُ الله - في أَوحَـالِ الكَذِبِ ؟! طَمَعا فِي نَيلِ مَأربِهِ ( الْهَابِط)، وهُوَ النَّيْلُ مِنْ شَيْخِنَا العَلَّامَةِ فَرْكُوسٍ وإخوانهِ وَأنصَارهِ .
    ما أَجوَدَ خِطَابَ الشَّيْخِ رَبيعٌ لِذَلك الْحِزبِيُّ الْمتَسَتِّرَ :"لاَ تَظَنّ أَيُّها «النَّكِرَةُ» أَنَّكَ قَدْ نِلتَ مَأرَبَكَ «الْهَابِطَ» بِمِثلِ هِذِهِ الأُكذُوبَةِ "اهـ([24])! وَمَا أَصَدَقَ الْمَثَلَ القَائِلَ :"أَكْذَبُ مِنْ صَبِىٍّ ؛ لَأَنَّهُ لَا تَمْيِيزَ لَهُ ، فَكُلُّ مَا يَجْــرِى عَلَى لِسَانِهِ يَتَحَدَّثُ بِهِ "اهـ([25])وَأَسْـرَعُ النَّاسِ غَضَـبًا «الصِّبيَانُ» وَالنِّسَاءُ([26])، وَالطّيْشُ : سُرْعَةُ الغَضَبِ مِنَ يَسِيـرِ الأُمُورِ، وَالْمُبَادَرَةُ بِالطَّيْشِ ، وَالإيقَاعُ بِالْمُؤْذِي وَالسَّرَفُ فِي العُقُوبَةِ ، وَإظْهَارُ الْجَزَعِ مِنْ أَدنَى ضَرَرٍ ، وَالسَّبُّ الفَاحِشُ"([27])، وَالكَذِبُ نَوْعٌ مِنَ الفُحْشِ([28])، وَيَنْشَعِبُ مِنَ الطَّيْشِ : «الغَبَاءُ»([29])، وَهوَ: الغَفْــــلَةُ([30])، وقَلِةُ الفِطْنَةِ([31])، وَالطَّبَاقَاءُ « الْغَبِيُّ الْأَحْمَقُ»([32]).
    وَمِن أَظْهَرِ صُور الطَّبَاقَاءِ عِنَدَ هَذَا الصَّبيّ العَابِط: قَولُهُ - قَبلَ أَنْ يَرتقي إلى بَيْعِ الكَاوكَاوْ-
    :"كُنْتُ ضِدَّ فَالِحٍ قَبْلَ أَن يَتَكَلَّمَ فِيهِ العُلَمَاءُ، يَومَ أَنْ كَانَ مِنْ أَعْلاَمِ السُنَّةِ، يَومَ أَنْ كَانَ يُوصَفُ بِالنَّاقِدِ البَصِيرِ ، رَفَضْتُ أَحكَامَهُ ، وَعالَجْتُ قَضِيَّتَهُ بِمَا وُفِّقْتُ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ ، وَبِمَا قَدَرْتُ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِيهِ الشَّيْخُ رَبِيعٌ "اهـ([33]).

    قُلتُ : يا عَابطُ- شَفَاكَ اللهُ - ، بَلَغْتَ 24 عَامًا في فِتْنَةِ فَالِح الْحَربيُّ ([34])، وَكانَ عَالِمًا مِنْ أَعْلاَمِ السُنَّةِ ، وَيُوُصَفُ بِالنَّاقِدِ البَصِيرِ ، وَلَم يَنطِقْ - يومها - عالِمٌ بِتحَذِيرٍ ، وَكنتَ تُحبّه كَثيرًا ، ومَعَ ذَلكِ كُنتَ ضِدَّهُ قَبْلَ العُلَمَاءِ وَالعُقلاءِ ؟! سُبَحانَ الله ! وَكَأنَّ لِسانَ حَالِكَ يَقُولُ لَهُم :«الوَقْتُ جزءٌ مِن عِلَاجِ» انحِرَافَاتِ فَالِحٍ ، سَتَظهرُ لَكُم كَما ظَهرت لي "اهـ
    فَكَيْفَ لَو نَاهَزْتَ - يَا عَابِطُ - السَّبْعِينَ ، وَشَـهدَ لَك أكَابِرُ بِالعِلمِ ، وَكَانَ فَالِـــــحٌ هُوَ الأَدْنَى سِنًّا وَعِلمًا وَخِبرَةً ؟! لعَلَّ الْجَهْرَ بالتَّحْذِيرِ مِنْه يَسُدُّ أُفقَ السَّمَاء ، وَلَا أظُنَّ أنَّكَ سَتُطَاوِعُ مَنْ خَالفَكَ مِنْ أكابِرِ العُلمَاءِ ، وَكيفَ تَنْتَبِهُ إلَى هَؤلَاءِ الصَّعافقةِ اللُّؤَماءِ ؟!
    قَالَ ابنُ السَّلْمَانِ(ت:1422هـ):"فَائِدَةٌ: وَاعْلَمْ أَنَّ الأَوْلادَ يَتَفَاوَتُونَ فِي الذَّكَاءِ وَعُلوِّ الْهِمَّةِ ، فيُعْطَى كُلُّ وَاحِــدٍ مَنْزِلَتَه ، وَيَتَبَيَّنُ ذَلِكَ بِاخْتَيَاراتِهِ لِنَفْسِهِ ، فَإِنْ الصِّبْيَانَ يَجْتِمَعُونَ لِلَّعِبِ ؛ فَيَقُـــولُ عَالِي الْهِمَّةِ : مَنْ يَكُونُ مَعِي؟ وَيَقُولُ قَاصرُ الْهِمَّةِ : مَنْ أَنَا مَـعَهُ ؟"اهـ([35])، وهذَ العَابِطُ اخَتَارَ - طَوعًا أَوْ كَرْهًا - الكَذِبَ ، قَالَ أَبُو إسَحَـاق القَيْرَوَانِيُّ(ت:453هـ): "اِختِيَارُ الْمَـرءِ قِطْعَةٌ مِن عَقْلِهِ ، تَدُلُّ عَلَى تَخَلُّفِهِ ، أَو فَضلِهِ "اهـ([36])، وَمِنْ فَرْطِ ذَكَاءِ الصَبِيِّ العَابِطِ أَنَّهُ سَجَّلَ (15) كِذْبَةً فِي( 15 دَقيقَةً) تَقْرِيبًا([37])، في صَوْتِية وسَـمَهَا بِـ«فَاجِعَةُ فَركُوسٍ 15»؛ شَحَنَها بالبَاطل وَالتُّهَمِ تَلْفِيقًا ، ومَعَ ذَلِكَ نَالَ تَصْفِيقًا ، فَكَانَت قِطْعَةً نَادِرَةً منْ الغَبَاوةِ وَالأكَاذيبِ ، قَالَ العَلَّامَــــةُ رَبيعٌ رَدًّا علَى فَالِحٍ :"أَئِمَّةُ الْحَدَّادِيَّةِ لَا يُطِيقُونَ هَذَا الكَلَامَ ، وَسَيَشُنُّونَ عَلَيْكَ الغَارَاتِ الشَّعْـــوَاء ... وَلِذَكَائِهِم وَعَبْقَرِيَّتِهم يَقِفُونَ عِنْدَ النَّصِّ الوَاضِـحِ طَوِيلاً يَفْحَصُونَهُ ، وَرَغْمَ اجتِهَادِهِم لَا يَفْهَمُونَهُ ، فَيَقَعُونَ فِي الأكَاذِيبِ وَالاِفْتِرَاءَاتِ مِنْ حَيْثُ يَشْعُرُونَ ، أَوْ لَا يَشْعُرُونَ "اهـ([38]).
    وَمِن النُّصُوصِ الْواضِحَةِ الَّتِي قَالَهَا شيخُنَا العَلَّامَةُ فَركُوسٌ :«لَسْنَا عَبِيدًا لِعُبَيْدٍ »، فَوَقَفَ عِنْدَهَا هَذَا الْمُرَابِطُ وَقْفَةَ الْمُتَعَصِّبِ الْجَاهِلِ ، ففَحَصَهَا، وَرَغمَ اجْتِهَادِهِ لَمْ يَفْهَمْهَا ؛ لِسِعَةِ جَبْهَتِهِ ، وشِدَّةِ تعَصُّبِهِ وَمكرهِ ، فَوَقَّعَ في هذِه الغبَاوَةِ والأكَاذِيبَ وَالاِفْتِرَاءَاتِ ، فَمَا أَصْدَقَ قَولَ ابن القَيَّمِ :
    فَتَحُوا جِرَابَ «الْجَهْل» مَع « كَذِبٍ» فَخُذْ ****** وَاحْـمِلْ «بِلَا كَيْلٍ وَلَا ميزَانِ» ([39]).
    الكذْبَةُ(01)
    قَالَ العَابِطُ :"إِلَى مَنْ بَقِي فِي صُفُوفِ الْمُفَرِّقَةِ "اهـ([40]).
    قُلتُ :"إِذا كَانَت بَقِيَّةُ الشَّيْءِ - وَإِنْ كَثُرَت فِي نَفْسِهَا - قَليلَةً بِالْإِضَافَة إِلَى مُعْظَمِهِ كَانَت خَلِيقَة بِأَن تُوصَـفَ بِالقِلًّةِ "([41])، فَدَلَّ قَولُك :«مَنْ بَقِي» دِلاَلَةً وَاضِـحَةً عَلَى أَنَّ الْمُفَرِّقَــــةَ - عَلَى لَغْوِكَ - تَنَاقَصُوا تَنَاقُصًا يَؤُولُ إِلَى الزَّوالِ ؛ وهَذِه دَعْوَى عَرِيضَةٌ جِدًّا ، فَهَلْ"صِرْتَ مِنْ أَهْلِ الاِستِقرَاءِ التَامّ ؟! ... مَا هَذِه الاِدّعَاءَاتِ العَريضَـة ؟! وكأنّكَ النَّاطِقُ الرَّسْـمِيُّ بِاسْـم السَّلَفِيِّينَ ، وكأَنَّ أَهْلَ السُّنَّة اجتَمَعُوا عِنْدَكَ ، أَو طُفتَ بِهم ، وَأكَّدُوا لَكَ "([42])أَنَّهم ضِدَّ الْمُفَرِّقَةِ .
    بَل إنَّ خَدَنَكَ
    أَبَا الْحُمْــرَةِ قَالَ :"سُنَّةُ اللهِ تَعَالَى فِي كُلِّ مَنْ أَرَادَ الإصْلَاحَ أَنَّهُ يجِدُ مِنَ الْمُنَاوِئينَ أكثَرَ مِمَّا يَجِدُ مِنَ الْمُؤَازرِينَ وَالْمُعَاوِنِينَ "اهـ([43])، ثُمَّ تأمَّل مَا غَرَّدَ بِهِ- في08 أَفْريل2019م- أَحَدُ الأَقزَامِ مُعترفًا :"أَمَّا بَعْضُ إخوَانِنَا فَهُم في مُدُنٍ أكبَرُ مِنْ دَامُوسِنَا بِأَضعَافٍ ، وَرَغَمَ ذَلِكَ فَهُم أَفرَادٌ قَلِيلُونَ يَشْكُونَ ظُلمًا وَغُربَةً تَجعَلُنَا نُشفِقُ عَلَيهِم ، كَانَ اللهُ مَعَهُم "اهـ([44])، والأصلُ استِصْحَابُ الْحَالِ .
    وَقَالَ
    ابنُ حَزْمٍ(ت:456هـ):" وَلَا يَكُنْ غَرَضُكَ أنْ تُوِهِمَ نَفْسَكَ أَنَّكَ غَالِبٌ ، أَوْ تُوهِمَ مَنْ حَضَرَكَ مِمَّن يَغْتَرُّ بِكَ ، وَيَثِقُ بـحُكمِكَ أنَّكَ غَالِبٌ ، وَأنتَ بِالْحَقِيــــقَةِ مَغْلُوبٌ ، فَتَكُونَ خَسِيسًا وَضِيعًا جِدًّا ، وَسَخِيفًا اَلبَتَةَ ، وَسَاقِطَ الْهِمَّةِ ، بِمَنْزِلَةِ مَنْ يُوهِمُ نَفْسَهُ أَنَّهُ مَلِكٌ مُطَاعٌ ، وَهُوَ شَقِيٌّ مَنْحوسٌ ، أَوْ فِي نِصَابِ مَنْ يُقَالُ لَهُ إِنَّكَ أَبْيَضُ مَلَيِــــحٌ ، وَهُوَ أَسْـوَدُ مُشَوَّهٌ ، فَيَحْصُلُ مَسْـخَرَةٌ وَمَهْزَأَةٌ عِنْدَ أَهْلِ العُقُولِ الَّذِينَ قَضَاؤُهُم هُوَ الْحَقُّ "اهـ([45]) ، وقَالَ ابن تَيْمِيَّةَ(ت:728هـ):"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَانَ غَايَةُ كَيْدِ الشَّيْطَانِ الْوَسْوَسَةَ ، فَإِنَّ شَيْطَانَ الْجِنِّ إذَا غلَبَ وَسْوَسَ ، وَشَيْـطَانَ الْإِنْسِ إذَا غلَبَ كَذَبَ "اهـ([46]).
    الكذْبَةُ(02)
    قَالَ العَابطُ :"عِنْدَمَا نَقُولُ بِأَنَّ الْحُجَجَ وَاضِـحَةٌ فَنَحْنُ نَقْصِدُ بِلاَ أَدنى شَكٍّ أَنَّهَا ظَاهِرَةٌ ، وَوَاضِحَةٌ عِنْدَ مَنْ بَلَغْتُهُ ؛ لأَنَّ فِي مُقَابِلِ هَؤُلاَءِ أَقْوَامٌ لَم تَبْلُغْـهُم الْحُجَــجُ ، رُبَّمَا فِيـهِم مَنْ قَصَّـرَ في البَحْثُ عَنهَا ، لَكِنّ فِي النِّهَايَةِ لَم تَبْلغْهُ هَذِهِ الْحُجَجُ "اهـ([47]).
    قُلتُ : وَمِنْ هَؤُلاَءِ : الشَّيْخُ أَبو أُسَامَةَ ؛ حَيْثُ قَالَ :"أَعْتَرِفُ وَأَعتَذِرُ عَمَّا كَانَ مِنْ تَقْصِيرٍ فِيـمَا وَجَبَ عَلَيَّ مِنَ الْجِدِّ فِي طَلَبِ الْحَقِّ ، والبَحْثِ ، والنَّظَرِ فِي قَضِيَّةِ (مَشَايِخ الإصْلَاحِ )، وَعَدَمِ الاِستِمَاعِ إِلَى جَمِيعِ الأَطْرَاف "اهـ([48])، لَكنّ فِي النِّهَايَةِ بَلغَتْهُ هَذِهِ الْحُجَـجُ ، فَحَرَّرَ بَيَانًا ؛ انتِصَارًا لِشُيُوخِ الْمَجلَّةِ وَأقْزَامِهم ، ثمَّ بَعْدَ أُسبُوعَيْنِ حَـرَّرَ «تَرَاجُعًا وَتَوْضِيحًا وَاعْتِذَارًا»([49])لِمشَايِـخَنَا ، ثمَّ أكَدَه بَعدَمَا انْفصَلَ من جَمعِيَّةِ الْمِديَّةِ مُنذُ أشهرٍ فقَط .
    فَأَيْنَ «وُضُوحُ الْحُجَجِ عِنْدَ مَنْ بَلَغْتُه»؟! هَلِ التَّلْبِيسُ سَحَرَ الشَّيْخَ أَبَا أسَامَةَ؟! بل هَا هُوَ أَحَدُ الأَبْوَاقِ من شِدَّةِ الشَكِّ يُؤَسِّسُ حِوَارًا كَاذِبًا غَبِيًّا جدَّا؛ بحْثًا عن وُضُوحٍ يَقتنعُ بهِ ، فتَخَيَّلُ مُفَرِّقًا يقُول لَهُ:" كَيْفَ لَا تُوجَدُ الأَدِلَّةُ وَهِيَ وَاضِحَةٌ ، كَوُضُوحِ الشَّمْسِ فِي رَابِعَةِ النَّهَارِ؟! "اهـ، فَأفْحَمَهُ - زَعَمًا- هَذَا الْمِسْكينُ قَائلًا :"لَوْ كَانَتْ وَاضِـحَةً لَمَـا اخْتَلَفْنَا "اهـ([50])، أَيْ : أَنَّ الاِخْتِلَافَ - في ذِهْنِ هَذَا العَلِيلِ- فَرْعٌ عَنْ عَدَمِ الوُضُوحِ ، فَلا عَجب أَن يَشْرَعَ في سِلْسِلَةٍ وَسَمَهَا بـ «فِي كُلِّ يَوْمٍ سُؤَالاَنِ»، وَقَدْ بَلَغَ ذَرْعُـهَا 208 سُؤَالًا إِلَى اليَومِ([51])، وَلا يزالُ يَتَوَّسَلُ الوُضُوحَ - شَفَاهُ الله- .
    يَا عَابِطَ ، هَذَا حَالُ مَن تَشَبَّعَ بالوُضُوحِ ، فَلَا غَرَابَة أَن تُصَـارِعَ «تَلْبِيسَ الْمُفَرّقَــــةِ» - زَعَمًا- عَلَى مِثْلَ هَذَا الغَبِيَّ ، وَمَا أكثَرَهُم ! وَتَفْتَقِرُ دَوْمًا إلى «كَشفِ الشُّبُـهَاتِ» عَنْهُم ، وَتحَاوِلُ «تَصْحِيحَ الْمَفَاهِيمِ» عِنْدَهُم ، وَدَفْعَ خَطَرِ تَشْويشِ «الْمُنْدَسِّينَ»([52])عَنهُم ، وَلَا زِلِت تُقَاومِ .
    يا عَابِطُ ، قَد جُمعَت رُدُودُ العَلّامةِ رَبيعٍ عَلى فَالِحٍ في«الْمَجمُوعِ الوَاضِـحِ» عَبرَ سَنَوَاتٍ ، فَبَلَغَت 444 صَفحَةً ، أَمَّا أَنتَ - يَا عابطُ - فَقد خَربَشتَ لَأنصَاركَ أَكثَرَ مِنْ 1400 صَفْحَةً في 20 شَهْرًا تَقْرِيبًا([53])، فضَلًا عَن إِسهَامِ أخدَانِكَ إلَى يومنَا ، فأين هَذَا الوضُوحُ الْمَوْهُومُ ؟! قَالَ ابنُ عُثَيْمِينَ (ت:1421هـ) :"مَنْ أَرَادَ الْحَــقَّ فَإِنَّ الْحَـقَّ سَهْلٌ قَرِيبٌ ، لاَ يحتَاجُ إِلَى مُجَادَلاَتٍ كَبِيرَةِ ؛ لأَنَّهُ وَاضِـحٌ "اهـ([54]).
    وَمِنْ أَحْدَثِ مَا غَرَّدَ به العَابطُ : قَولهُ :"فِتنَةُ الْمُفَرِّقَةِ مَا أَعظَمَهَا مِنْ فِتنَةٍ ! وَمَا أَشَدَّهَا مِنْ مُصِيبَةٍ دَمَّرَتِ النُّفُوسَ ، وَأَمْرَضَتِ القُلُوبَ ، وَأَضْعَفَتِ العُقُولَ ، فِتنَةٌ أَنْسَتَنَا جَـمِيلَ أَخْلَاقِنَا ، وَأَنْزَلَتْ عَلَى عَلَاقَاتِنَا ظَلَامًا خَفِيًّا كَاذِبًا يُذهِبُ نُورَ الْمَوَدَّةِ عِندَ كُلِّ امتِحَانٍ "اهـ([55]).
    قُلتُ :سُبحَانَ اللهِ ! هَل فِتْنَةٌ بَلَغَت العَامَ الرَّابِعَ ، وَأحدَثت هَذَا الْخَطَرَ وَالضَّرَرَ حُجَجُـها ظَاهِرَةٌ وَوَاضِحَةٌ عِنْدَ مَنْ بَلَغْتُهُ ؟!
    الكِذْبَةُ(03)
    قَالَ ذَلك العَابِطُ :"أُرِيدُ أَن أُنَاقِشَهُم فِي مَسْأَلَةٍ كَثُرَ فِيهَا الكَلاَمُ ، وَاتَّسَعَ فِيهَا النِّقَاشُ ، وَهِي قَولُ الدّكتُورِ فَركُوسٍ عَنْ الشَّيْخِ العَلاَّمَةِ الإِمَامِ عُبَيْدِ الله الْجَابِرِيِّ "لَسْنَا عَبِيدًا لِعُبَيْدٍ "اهـ([56]).
    قُلتُ : في حُــدُودِ بَـحْثِي لَمْ تُشَغِّبْ بالأَمْسِ - وَأَنْتَ الثَّرثارُ - إلاَّ بَتَوْتَرةٍ مُقْتبَضَةٍ ؛ حَيْثُ غَرّدَتَ - في 12/03/2019 م- قَائِلا :"اِفهَم أَيُّها الْمُتَعَصِّب :عِندَمَا تَتَكَلَّمُ فِي مَسَائِلِ العَقِيدَةِ فَقُـلْ ، وَلاَ تَخَفْ : "لَسْنَا عَبِيدًا "، حَتَّى لِلأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ ، والْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ ، لَكِنّ إِذَا قَدَّمَ لَكَ أَصغَرُ النَّاسِ قَدْرًا نَصِيحَةً ، فَلاَ تَقُلْ لَهُ :" لَسْنَا عَبِيدًا لَكَ "، فَهِي إِسَاءَةُ أَدَبٍ وَاضِحَةٍ بِإجْمَاعِ العُقَلاَءِ فَكَيْفَ وَقَدْ قُلتَها لإمَامٍ مِنْ أَئِمَّةِ الإسْلاَمِ؟!"اهـ([57])، ثمَّ ردّ عَليْك أَخُونَا خالدُ أبُو عليٍّ - جَزَاهُ الله خَيرًا - رَدًّا مُخْتَصَرًا([58])، وَلَم يُعَلِّقْ عَلى مَقَالِه سِوى الشّيْخِ لَزَهَرَ ؛ حيثُ قال :"جَزَاكَ اللهُ خَيرًا عَلَى مَقَالِكِ الْمُختَصَرِ ، وِالْمُحَقِّق للغَرَضِ ، وإنْ كَانَ الرَّجُلُ يَكْفِيهِ قَولَ القَائِلِ :
    أَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِ السَّفِيهِ ***** فَكُلُّ مَا قَالَهُ فَهُو فِيهِ ... اهـ .
    ثُمَّ بَعْدَ عَامٍ وَنِصفٍ - فِي 07/09/2020 - أَظْهَرت - يَا عَابِطُ- الْجُملَةَ إلَى الواجِهَةِ ، وَمَعَ ذَلِكَ لَم تُعَلِّقْ بِأكثَرَ من 15 دَقِيقَةٍ([59])، مَعَ بِضِعِ تَغْريدَاتٍ، بَلَ إنَّك اعْتَرفَتَ بَنُفُورِ خَصْمِك مِن الْجِدَالِ في الْمَوضُوعِ ؛ حَيْثُ غَرَّدَتَ -في 10/09/2020 م- قَائِـلاً :"أُعْطِيكُم دَلِيلاً وَاحِدًا يُؤَكِّدُ نُفُورَ أَتبَاعِ فَركُوسٍ مِنْ مَقُولَتِهِ " لَسَنَا عَبِيدًا لِعُبَيْدٍ"، هَؤُلاَءِ الأَتبَاعُ مَلَؤُوا الدُّنيَا بِأَقوَالِه : الزَّمَـــنُ جُزْءٌ ... التَّـهمِيش ... الْمَطَّاط ... أَمّا" لَسْنَا " فَلَمْ تُنْقَلْ في حِسَابَاتِهِم ، وَلَم يَحتَجُّوا بِهَا إِلاَّ نَادِرًا ..."اهـ .
    الكذْبَةُ(04)
    قَالَ العَابِطُ :" لَمَّا بَلغَتْهُ نَصِيحَةُ الشَّيْخِ عُبَيْدٍ قَابَلَهَا بِهَذَا القُبْحِ ، الَّذِي أَلِفْنَاهُ عِنْدَ أَهْلِ البِدَعِ .... أَهْلُ السنَّةِ لَم يَعْتَادُوا مِثْلَ هَذِهَ الكلمَاتِ الشَّنِيعَةِ "اهـ([60]).
    قُلْتَ :" بِكَلَامِــكَ هَذَا ... أَنتَ تُحَـرّفُ مَنْـهجَ السَّلَفِ فِي هَذَا البَابِ ، وَتَفتَرِي الكَذِبَ عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ، وَتَزعُمُ([61])أَنّهم لَم يَعتَادُوا مِثْلَ هَذِه الكَلِمَاتِ ، وَكَأنَّكَ تَتَبَّعْتَ أَقوَالَهم، وَاستَقْرَأْتَ أَحوالَهم اسْتِقرَاءً ، فَلم تَجِد مِثْلَ هَذِهَ الكلمَاتِ أبدًا ،"وَمَنْ تَكَلَّمَ فِي الدِّينِ بِلَا عِلْمٍ كَانَ كَاذِبًا، وَإِنْ كَانَ لَا يَتَعَمَّدُ الْكَذِبَ "([62]).
    فَفِي مَسْألَةِ مَنْ حَلَفَ بِعِتْقِ أَمَتِه أَنْ لَا َيَفْعَلَ كَذَا، فَوَلَدَتْ بَعْدَ اليَمِينِ ، وَقَبْلَ الْحِنْثِ لاَ يَعْتِقونَ مَعَهَا، قِيلَ لأَشْهَب:" إنَّ مَالِكًا قَالَ يَعْتِقونَ مَعَهَا"، قَالَ :"وَإنْ قَالَهُ مَالِكٌ ، «فَلَسْنَا لَهُ بِمَمَالِيكَ» يَقْتَضِي اجْتِهادَهُ ، كمَا قَال ابنُ رُشِدٍ ، خِلاَفَ مَا قَالَهُ الْجُمهُورُ أَنَّهُ مُقَلِّدٌ لَهُ "اهـ([63]). وِقيل للإمــــامِ أحمدَ بن حَنبَلَ:" إنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْن الْمُبَارَكِ قَدْ كَتَبَهَا "، فَقَالَ لَهُ أَحْـمَدُ :"ابنُ الْمُبَارَكِ لَم يَنْزِلْ مِنَ السَّمَاءِ "اهـ([64])، وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ(ت:1420هـ):"ثَبَتَ عَنِ شَيْخِ الإسْلاَم ابنِ تَيْمِيَّةَ -رَحِمَهُ الله- أَنَّ السُّبْحَةَ لَيْسَت بِدعَةً... وَلَكِنَّنَا لاَ نُوَافِقُهُ فِي كُلِّ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ؛ لأَنَّهُ لَيسَ نَبِيًّا مَعْصُومًا ... «نَحْنُ لَسْنَا تَيْمِيِينَ» ، وَلَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَنْتَسِبَ إِلَى رَجُلٍ غَيْرِ مَعْصُومِ لَبَقِي كُلُّ فَرْدٍ مِنَّا عَلَى مَذْهَبِهِ القَدِيمِ ، أَنَا شَخْصِيًّا كُنتً حَنَفِيًّا "اهـ([65])، وقيلَ لابن بازٍ (ت:1420هـ) إنَّ الشَّيْــخَ ابنَ إبرَاهِيـمَ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ مَنْ حَكَم بِغَيْرِ شَرعِ اللهِ مُستَحِلًّا وَمَنْ لَيسَ كَذَلِكَ ، فَأَجَابَ الشَّيْخُ ابن بَازٍ :" الشًّيخُ محمَّد بن إبرَاهِيمَ مَا هُوَ مَعصُومٌ ، عَالِمٌ مِنَ العُلمَاء "اهـ([66])، وَاستنْكَــرَ الشَّيخُ لَزهَرُ قَائلًا :"هَلْ كَلَامُ الشَّيخِ رَبِيعٍ وَحْيٌ ؟ أبدًا ، كَذَلِكَ بِالنِّسبَةِ لِأَيِّ قَضِيَّةٍ مِنَ القَضَايَا ، مَا فِيــهَا شِي إنِسَانٌ مَخْلُوق يُلزِمُ بِقَولِ إِنسَانٍ آخَرَ "اهـ ، فَسُئِلَ النَّجميُّ(ت:1429هـ) عنهُ ، فَأَجَابَ قائلاً :" كَلَامُهُ مَا هُو وَحْيٌ، لَكِنَّ كَلَامَهُ مَبْنِيٌّ عَلَى الوَحْيِ كَلَامُ عِلمٍ "اهـ([67])، وَقَالَ العَلاَّمَةُ رَبيع :"مَنْ قَدَّمَ قَوْلَ أَحَدٍ مِنهُم عَلَى قَولِ اللهِ وَرَسُولِهِ نَقُولُ لَهُ مَا قَالُهُ ابنُ عَبَّاسٍ :"يُوشِكُ أَنْ تَنْزلَ عَلَيْكُم حجَارَةٌ مِنَ السّمَاءِ أَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ، وَتَقُولُونَ :"قَالَ أَبُو بَكرٍ وَعُمَرُ؟! ... «لَسْنَا بِبَغَاوَاتٍ»، وَلاَ رُبِّينا ـ وَالْحَمدُ للهِ ـ عَلَى الببَّغَاوِيَّةِ ، وَالتَّقلِيدِ الأَعْمَى، وَالتَّعُصُّبِ الأَهْوَجِ([68])، وَلَقَدْ قَرَّرْنَا ـ وَللهِ الْحَمْدُ ـ أَنَّنَا «لاَ نَعبُد إلِاّ اللهَ»، وَلاَ نَتَّبِعُ إِلاَّ مَنْهَجَهُ ، وَلَسنَا مِن عُبَّادِ الأَحبَارِ وَالرُّهْبَانِ ، وَلاَ مِنَ الرَّوَافِض ، وَلاَ مِنْ غُلاَةِ الصُّوفِيّةِ الَّذِينَ يُقَدِّسُونَ الأَشْخَاصَ ، وَيَعْتَقِدُونَ فِيهِم العِصْمَةَ "اهـ([69]).
    لَكنَّ هَذَا العَابِطَ - زِيَادَةً عَلَى كَذِبهِ- يَرَى ذَلِكَ نَفَسًا ثَوريَّا ؛ فقَالَ :" أَمَّا هَذَا الاِندفَاعُ ، وَهَذَا التَّـهُوُّرُ ، وَهَذَا النَّفَسُ الثًّورِيُّ ، الًّذي يَدُلُّ عَلَى اسْتِعْلاَءِ فِي النَّفسِ ... "اهـ، فيُقَــــالُ لَهُ:" وَكَذَلِكَ إعْرَاضُكَ وَاعْتَراضُكَ انْدِفَاعٌ ، وَتَهَوُّرُ تَعصُّبٍ، وَنَفَسُ تَقْديسٍ ، يَدُلُّ بِكُلِّ وُضُوحٍ عَلَى أَنَّكَ حُبْلَى بِالغُلُوِّ في العَلَّامَةِ عُبَيْدٍ "اهـ .
    الكذْبَةُ(05)
    قَالَ العَابطُ :"لَمَّا بَلغَتْهُ نَصِيحَةُ الشَّيْخِ عُبَيْدٍ قَابَلَهَا بِهَذَا القُبْحِ ، الَّذِي أَلِفْنَاهُ عِنْدَ أَهْلِ البِدَعِ ... عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ كَلِمَة عَلي بَلحَاج الَّتِي تُشْبِهُ كَلِمَةَ الدّكتُورِ فَركُوسِ قَالَ:"... نَحْنُ عَبِيدٌ للهِ" ... وَهَذِهِ كَلِمَةٌ لِرَأَسِ الإِخوَانِ وَالضَّلاَلِ ، قَالَ :"... لَسنَا عَبِيدًا لِأَحَدٍ ..."اهـ([70]).
    قُلت : وَتَنَاسَيْتَ - يَا عَابِطُ - أَن تَضُـمَّ قَوْلَ صَعافِقَةِ الأَوْرَاسِ :"لَسْنَا عَبِيدًا لأَحَــــدٍ ، إلاّ للهِ عَزَّ وَجَلَّ "اهـ([71])، بَلْ صفَّقَتَ عَلَيهِمْ مُبْتَهِجًا :"حَيَّاكُم اللهُ يَا أُسُودَ الأَورَاسِ "اهـ، قَالَ إحْسَانٌ ظَهِيـرٌ (ت:1407هـ):" انظُـرْ التَّنَاقُــــضَ وَالتَّعَارُضَ وَالتَّخَـالُفَ ، وَهَذَا كُلُّهُ مِن لَوَازِمِ الكَـذَّابِ الأَفَّـاكِ الْمُفتَرِي ، تُنكِرُ شَيْئاً ، ثُمَّ تَأتِيهِ؟! "اهـ([72])، وَمِنْ مَسَـائلِ الْجَاهِليَّة الَّتي قَرَّرَهَا الإِمَامُ مُحمَّد بن عَبْدِ الوَهَّابِ(ت:1206هـ):"الْمَسألَةُ (الْخَامِسَةُ وَالتِّسْعُونَ ): التَّنَاقُضُ الوَاضِـحُ ، قَال الله تَعَالى ﴿ كَذَّبُوا بِالْحقِّ لَمَّا جَـــاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ ﴾، وَهكَذا أهْلُ البدَعِ مِنَ الغُلَاةِ وَغَيْرِهِم ، يَدَّعونَ الإِسلامَ ، ويَعْمَلونَ أعْمَالا تُناقِضُ ما هُم عَلَيْهِ مِنَ الدّين "اهـ([73]).
    وَمِن آفَةِ الكَذَّابِ نِسيَانُ كَذِبِهِ ******** وَتَلْقَاهُ ذَا حِفظٍ إِذَا كَانَ حَاذِقاً([74]).
    يَا عابطُ :"إنْ كُنْتَ كَذُوباً فَكُنْ ذَكُــــوراً"([75])، حَتَّى لاَ تَتَلَبَّسَ بـِ « التَّنَاقُضِ الوَاضِـحِ »، ومِن هَذَا الْجِنْسِ : مَا غَرَّدَت بِهِ قَائلًا :"(فَاجِعَةُ فَركُوسٍ 15) كَانتَ عَلَيْهم شَدِيدَةً وَقَاسِيَّةً ، نَعَم فَجْأَةً وَقَفُـوا بِأَنفْسِهِم عَلَى رَدِّ فَركُـــوسٍ الْمُزَلْزلِ عَلى مَقُـولَةِ فَرْكُوسٍ ، الَّتِي طَالَمَا افْتَخَــرُوا بِهَا ، وَرَفَعُوا عَقِيرَتَهم بِتِرْدَادِهَا "اهـ([76])،ثُمَّ في الغَدِ نَقَضَتَ غَزْلَكَ قَائِلًا :"أُعْطِيكُم دَلِيلاً وَاحِدًا يُؤَكِّدُ نُفُورَ أَتبَاعِ فَركُوسٍ مِنْ مَقُولَتِهِ "لَسَنَا عَبِيدًا لِعُبَيْدٍ "، هَؤُلاَءِ الأَتبَاعُ مَلَؤُوا الدُّنيَا بِأَقوَالِه : الزَّمَــنُ جُزْءٌ ... أَمّا "لَسنَا عَبِيدًا لِعُبُيدٍ "، فَلَم تُنْقَلْ فِي حِسَابَاتِهِم ، وَلَم يَحتَجُّوا بِهَا إِلاَّ نَادِرًا ... "اهـ([77])
    قُلتُ : وَمَن شَابَهَ مُحِبَّهُ فَمَا ظَلَمَ ، قَالَ الشيخ ربيع:"مِن عَجَائِبِ فَالِحٍ أَنَّهُ فِي أَحكَامِهِ وَفَتَاوَاهُ إِنَّمَا يَتَّبِعُ هَوَاهُ، فَيَقَعُ فِي التَّنَاقُضِ الشَّنِيعِ، القَائِمِ عَلَى الفُجُورِ "اهـ([78])، وَرَدَّ عَلَى خَدَنِ فَالِحٍ قَائِلًا :"لَا أُشَبِّهُ تَنَاقُضَهُ الدَّالَ عَلَى كَذِبِهِ وَجَـهْلِهِ وَتَهَوُّرِه إِلاَّ بِتَنَاقُضِ ذَلِكُم الدَّجَّالِ (ابنِ صَيَّادْ )"اهـ([79]).

    فالْحَاصِلُ : أنَّ تَنَاقُضَ هَذَا العَابِطِ" نَاشِئٌ عَن مخَالَفَةِ الْحُجَجِ الشَّرعِيَّةِ وَالعَقْلِيَّةِ ، وَصَاحِبُهُ مُكَابِـرٌ مُعَانِدٌ "([80]) ، وَإنَّ "التَّعَصُّبُ يَحْمِلُ الرَّجُــلَ الْعَاقِــلَ عَلَى الْكَلِــــمَاتِ الْمُتَنَاقِضَةِ "([81])، قَالَ شَيخُنَا أَبُو عَبْدِ الْمُعِزِّ :"الصَّادِقُ ... لاَ تَلْمَسُ مِنْهُ اِضْطِرَابًا فِي دَعْوَتِهِ ، وَلاَ تَلْبيسًا فِيـــها ؛ فتَسْلَمُ أقْوالُهُ وَأَفعَالُهُ مِنَ التَّنَاقُضِ ، وَالتَّضَادِّ ... بِخِلاَفِ الكَاذِبِ فِي دَعْوَتِهِ ، فَإنَّ الشُّبْـهَةَ دَلِيـــلُه ، وَرَدَّ الدَّليلِ بالتَّكذِيبِ حُجَّتُهُ ، وَالتَّأوِيلَ وَالْمُغَالَطَاتِ عُمْدَتُهُ، وَالتَّعصُّبَ نَزْعَتُهُ ، وبَطَرَ الْحَقِّ، وغَمْطَ النَّاسِ خُلُقُه ، وَ الوَقِيــــعةَ ـ وَرَميَ خَصْــــمِه بِالْجَهْلِ ، وَالغَفْلَةِ سِلاَحُه ، وَأُسْلُوبَ رُدودِه أَشْبَهُ بالْمَيَازِيبِ تَجمَعُ الْمَاءَ كَدَرًا ، وتُفرِّقُهً هَدَرًا "اهـ([82])، وَالْحَمدُ لله عَلَى عَصْرٍ زَادُ التَّنَاقُضِ فيه نَافِقٌ([83]).
    الكذْبَةُ(06)
    قَالَ العَابِطُ :"هَذِهِ الكَلِمَةُ تُضَـمُّ لِقَامُوسِ الْمُوَافَقَاتِ ، الَّتِي وَافَــــقَ الدّكتُورُ فَركُــوسٌ أَهْلَ البِدَعِ فِي تَقْرِيـرِهَا ، وَالقَولِ بِهَا ، فَلَيسَتْ هِيَ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ ، وَلَوْ كَانَت كَذَلِكَ لَوَجَدَنَا لَهُ عُذرًا ، لَكِن هِي كَلِمَاتٌ كَثِيرةٌ تَدُلُّ دَلَالَةً وَاضِحَةً عَلَى تَوَافُقِ الْمَشْـرَبِ "اهـ([84]).
    قلت : أَينَ هَذَا «الوُضُوحُ الكَاذِبُ» وَهُوَ يَتَبَدَّدُ مِنْ وجْـهَين ؟!
    الوَجْهُ الأوَّلُ : قال ابنُ القَيِّم (ت:751هـ):"وَمُشَارَكَةُ أَهْلِ البَاطِلِ لِلمُحِقِّ فِي الْمَسْأَلَةِ لَا يَدُلُّ على بُطْلَانِهَا ، وَلَا تَكُونُ إِضَافَتُها لَهُم مُوجِبَةً لِبُطْلَانِــهَا مَا لَم يَخْتَصُّ بِهَا اهـ([85])، وقَدْ مَرَّ سَابقًا أنَّ أَهلَ السُّنَّةِ اِسْتَـعْمَلُوا نحْوَ هَذِهِ الكَلمَةِ ،"وَمَنْ تَكَلَّمَ فِي الدِّينِ بِلَا عِلْمٍ كَانَ كَاذِبًا ، وَإِنْ كَانَ لَا يَتَعَمَّدُ الْكَذِبَ([86]).
    الوَجهُ الثَّاني :سُئِلَ العَلَّامَةُ عُبَيْدٌ مَا يَلِي :"يَتَزَعَّمُ وَيَتَصَّدَرُ بَعضُ طَلَبَةِ العِلم فِي القَضَايَا النَّازِلِةِ فِي الْمَنَاهجِ ، وَمَعْرِفَةِ الرِّجَالِ ، وَيُخَالِفُونَ كِبَارَ العُلَمَاءِ، الّذينَ لَهُم صَبْرٌ فِي مَعْرِفَةِ هَذِهِ القَضَايَا ، بِحُجَّةِ أَنَّنَا« لَسنَا مَجْبُورِينَ بِاتِّبَاعِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ » فَمَا تَوْجِيهُكُم ؟! .
    قُلتُ : تأمّل هَذه الْجملةَ «لَسنَا مَجْبُورِينَ بِاتِّبَاعِ أَحَدٍ » تَجِدُهَا تُرادِفُ قَولَ القَائِل« لَسنَا عَبيدًا لأَحَدٍ »، لَكنَّ الشَّيْخَ عُبَيْدًا أَجَابَ قَائِلاً :"أَنْتَ لَسْتَ مُجْبرًا بِاتِّبَاعِ فُلاَنٍ نَعَم ، لَكَنَّ قَوْلَكَ هَذَا مجْمَلٌ؛ فَإنَّهُ يَحتَمِلُ الْخَطَأَ وَالصَّوَابَ ، ويَحتَمِلُ الْحَقَّ وَالبَاطِلَ، و كَانَ جَدِيرًا بِكَ أَنْ تُفْصِحَ، فَإنَّ العِبرَةَ لَيسَتْ بِقَولِ فُلاَنٍ، أَو عِلاَّنٍ لذَاتِهِ، بَلْ العِبرَةُ بِالدَّلِيلِ "اهـ([87]).
    قُلتُ : تَأَمَّل قَول الشَّيْخَ عُبَيْدٍ « هَذَا مجْمَلٌ ... يَحتَمِلُ ... جَدِيرًا بِكَ أَنْ تُفْصِحَ »، أي :أنَّ هذه الكلمةَ غَيرُ ظَاهِرَةٍ في «الطَّعْنِ»، وَلا يتَبَادرُ عِندَ الإطْلَاقِ ، وَلَمّا تَصَـوَّرَ الشَّيْخُ عُبَيْدٌ مِن هذا القَائلِ الْجَهْلَ وَجَّـهَهُ قَائلاً:" قَوْلُكَ هَذَا فِي غَايَةِ الفَسَـادِ وَالبُطْلاَنِ ، وَلاَ يَفْهَمُ مِنْهُ أَحَـــدٌ إِلاَّ أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَرْبِطَ النَّاسَ بِكَ ، أَوْ بِمَنْ هُوَ عَلىَ شَاكِلَتِكَ مِنَ الْمُتَصَدِّرِينِ "اهـ([88]).
    قُلتُ : تأمَّلْ قَولَ الْجَابريِّ : «لاَ يَفْهَمُ مِنْهُ أَحَدٌ إِلاَّ أَنَّكَ ... » فيه نَفْيٌ وإثبَاتٌ ، "وَهَذَا مِنْ أَقوَى طُرُقِ الْحَصـرِ"([89])، فَلو كانَ سوءُ الأدَبِ يَتَبَادَرُ إِلَى الذِّهنِ لَنَبَّهَ إلَيْهِ تَنْبِيـهًا ، والظَّاهُرُ : هُو مَا دَلَّ بِنَفْسِهِ عَلَى مَعنى رَاجِحٍ مَعَ احتِمَالِ غَيْرِه([90])، وَهذَا ما فَهِمَهُ العَابِط ؛ حيث قَال:" أَبَو حَفْصٍ تَكَلَّمَ عَنِ الرُّهْبَانِ ، وَتَكَلَّمَ عَنِ العُبودية ، وَكَلَامُهُ فِي ظَاهِرِهِ حَقٌّ وَصَوَابٌ "اهـ([91]).
    قُلتُ : فَلِمَاذَا صَنَّفْتَ هَذِهِ الكَلِمَةَ - يَا عَابِطُ- مِنَ الكَلمَاتِ الَّتِي وَافَقَ فيهَا شَيخُنَا أَهْلَ البِدَعِ فِي تَقْرِيـرِهَا ، وَأَنَّهَا تَدُلُّ دَلَالَةً وَاضِحَةً عَلَى تَوَافُقِ الْمَشْرَبِ ؟! غَرَّد العَابِطُ قَائلًا :"ليس لأَنَّ الكَلِمَةَ مُحَرَّمَـةٌ فِي مَضمُونِهَا ، وَلَكِنَّهَا استعمَلَت فِي غَيْر مَوْضِعهَا ، وَخُوطِبَ بِهَا العُلمَاءُ ، فَالْعَاقِلُ يَفهَمُ مِنْ قَائِلِهَا رَفْضَ النُّصحِ ، وَانتقَاص العُلمَاءِ ، وَهَذَا الَّذِي فَهِمَهُ فَركُوسٍ مِنْ أَبِي حَفْصٍ "اهـ([92]).
    قُلتُ : وَالْجوابُ مِن وَجْـهَين :

    الوَجْهُ الأَوَّلُ: إنَّ شَيْخَنَا قَابَلَ بِهَذِهِ الكَلِمَةِ السَّائِلَ ، لَا الشَّيخَ عُبيدًا ، وَكأنَّ شَيْخَنَا نَبَّهَ السَّائِلَ عَلَى وُجُوبِ نَبْذِ "التَّعَصُّبِ" ، الَّذِي قَدْ يُوصِلُ إلى عُبُودِيَّةِ الشَيْخِ ؛"فإنّهُ أَثنَاءَ تَحْصِيلِ الطُّلاَبِ العِلْمَ عَلى يَدِ الشَّيْخِ يُخْلِصُ لَهمُ الشّيخُ، ويُخْلِصُونَ لَهُ ، فَيَحْدُثُ بَينَهُم تَآلُفٌ قَلْبِيٌّ ، وَرُبَّمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ البَعْضُ ، إِلَى دَرَجَةٍ يَتَجَـاوَزُونَ القَوَاعِدَ الشَّـرْعِيَّةِ بَيْنَ الشَّيْخِ وَطُلاَّبِ العِلْمِ([93])، قد تَصِـــلُ فِي أَقْصَى دَرَجَةِ الغُلُوِّ إِلَى اعتِقَادِ أُلُوهِيَّةِ هَذَا الْمَتْبُوعِ([94])، وعُبُودِيَّةِ هَذَا التَّابِعِ .
    الوَجْهُ الثَّاني : إنَّ أَبَا حَفْصٍ (ت:1425هـ) كَان تكْفيريًّا ، فَلِذَا أَسَاءَ الظَنَّ بِهِ شَيْخُنا ، وَ"سُوءُ الظَنِّ مَعَ وُجُودِ القَرَائِن الدَّالَةِ عَلَيْهِ غَيْرُ مَمْنُوعٍ([95])، قَال الشَّيْخُ عُبَيْدٌ:" مَنْ نَهَاني عن الاِشتِغَال بِالرُّدُودِ ... لَا أُشَطِّـط عَلَيْهِ إِذَا عَرَفْتُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ ، أَعْرِفُ أَنَّهُ يُريدُ نُصْــحِي ، وَيُريدُ أَن أُحَصِّـلَ أَبْوَابًا مِنَ العِلمِ "اهـ([96])، وإنَّ هَذَا العَابِطَ وَشِلَّتَهُ لَيَصْدُقُ عَلَيْهم قَولُ شَيخِهِم توفيق :"لَمْ يَعُدْ قَصدُهُم طَلَبَ الْحَقِّ وَعُلُوَّهُ ، بَلْ نُصْرَةَ أَنْفُسِهِم ، وَمَن يُوَافِقُهْم عَلى رِيَاسَتـِهِم، وَإسَاءَةَ الظَّـنِّ بِالْمُخَالِفِ ... وَإظْهَارَهُ فِي صُورَةِ الْجَاهِلِ ، الْحَقِيرِ، الْمُتَطَاوِلِ ، الَّذِي لاَ قِيمَةَ لَهُ ، وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنَ الأَسَالِيبِ ، الَّتِي هِي بَغْيٌ وَظُلمٌ وَاعْتِدَاءٌ "اهـ([97]).
    الكذْبَةُ(07)
    قَالَ العَابِطُ :"اسْتَشْنَعَ تِلكَ الِكلِمَةَ ... الكَثِيرُ مِن أَتبَاعِ الدُّكتُورِ فَركُوسٍ "اهـ .
    قال العَلَّامةُ رَبيع: "نَحْــنُ في عَصْرٍ ـ يَا أَخِي ـ إِذَا جِئتَ تَتَكَلَّمُ فيِ الهَــــوَاءِ قَالُوا وَقَالُوا ، لَم يَقبَلُوا كَلَامَكَ ، كَيفَ هَذا ؟ يُطَالِبُونَ بِتَوثِيقِ الأَقوَالِ ، وَنِسبتِهَا إِلَى الكُتُبِ بِالْجُزءِ وَالصَّفْحَةِ ، فَالنَّاسُ أَلِفُوا هَذَا ؛ فَأَصبَحَ عُرفًا ، وَأَمَّا قَالُوا وَقَالُوا دُونَ أَنْ يُسَمَّى ، فَأَصبَحَ لَا يُجْدي ، أَوَّلاً لَا يَـهتَدُونَ إِلَى هَذَا القَائِلِ ، وَقَدْ يَشُكُّـونَ فِي صِدقِكَ ، وَيَقُولُونَ : هَذَا يَتَكَلَّم فِي الهَوَاءِ"اهـ([98])، وَقَالَ ابن تَيْمِيّةَ(ت:728هـ):" وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْقُلَ مَقَالَةً عَنْ طَائِفَةٍ فَلْيُسَمِّ الْقَائِلَ وَالنَّاقِلَ ، وَإِلَّا فَكُـلُّ أَحَدٍ يَقْدِرُ عَلَى الْكَذِبِ "اهـ([99])، يَا عَابِطُ ، سـمِّ لَنَا هَؤُلَاء الْمُسْتَشْنِعِينَ الَّذِين زَعَمتَ أَنَّهم مِن أَتبَاعِ الشَّيْخِ فَركُوسٍ ، وَيُنشَدُ فِي تَكِذِيب خَبَرٍ وإبْطَالِهِ :
    إِذَا ذَهَبَ «الْحِمَارُ» بِأُمّ عَـمرٍو ******* فَلَا رَجَعَتْ وَلَا رَجَعَ «الْحِمَارُ»([100])
    الكذْبَةُ(08)
    قَالَ العَابِطُ:"اسْتَشْنَعَ تِلكَ الِكلِمَةَ ... «الكَثِيرُ» مِن أَتبَاعِ الدُّكتُورِ فَركُوسٍ ، وَأَعْرِفُ« كَثِيرًا» مِنْ إِخْوَانِنَا مِمَّن رَجَعَ ، وَتَابَ إِلَى اللهِ ، وَتَرَكَ الدّكتُورَ ، كَانَ سَبَبُ رُجُوعِهِ هِيَ تِلكَ الكَلِمَةُ "اهـ .
    قُلتُ : وكَذَلِكَ قُلْتَ مِنْ قبلُ :"أُرِيدُ أَن أُنَاقِشَهُم فِي مَسْأَلَةٍ « كَثُرَ فِيهَا الكَلاَمُ» اهـ، وقَولك:"هِي كَلِمَاتٌ« كَثِيرةٌ» "اهـ، وفي موضعٍ آخَرَ :"شَيْخُ فركُوسُ، لَقَدِ انتَفَى ظُهُورُ الْحَقِّ عِندَ «الكَثِيرِ مِنِ طَلَبَةِ العِلمِ»، وَالدُّعَاةِ فِي هَذِهِ الفِتنَةِ ، وَصَارُوا إِلى الأَخذِ بِكَلَامِ غَيركـم "اهـ([101]).
    وكَذَلِكَ قَالَ ذَلكَ الْحدَّاديُّ أَبُو الْحَسَنِ :"
    عَرَفَ الكَثِيرُ مِنْ طَلَبَةِ العِلمِ أَنَّ أكثرَ مَا كَتَبَهُ الشَّيْخُ رَبيعٌ - سَدَّدَهُ الله - مِنْ رَسَائِلَ وَأَدِلَّةٍ ، أَنَّهَا بَعِيدَةٌ عَنْ مَوْضِعِ النّزَاعِ "اهـ([102]).

    قَال العلاَّمَةُ رَبيعٌ :"اِستَخْرَجتُ مِنْ كَلَامِهِ - أي : أبي الْحَسنِ - قَوَاعِدَهُ وَأُصُولَهُ الفَاسِدَةِ ، الَّتِي يَتَبَاهَى بِهَا ، وَيَتَطَاوَلُ بِـهَا عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَقِّ ، تِلكَ الأُصُـولُ الَّتي انْضَمَّ بِـهَا إِلَى رَكْبِ أَهْلِ الأَهْـوَاء ... 17- أَبُو الْحَسَنِ يَتَبَاهَى بـ ِ«الكَثْرَةِ ، وَلَو كَانَت خَيَّالِيَّةً» ... وَيُرِيدُ أَن يُوَاجِهَ العُلَمَاءَ بِهَذِهِ «الكَثرَةِ الْمَزعُومَةِ» مِنَ الْمُتَحَزِّبيِنَ لَهُ بِالبَاطِلِ ، وَهُم قِلَّةٌ ، وَمَنَ الْمَخدُوعِينَ "اهـ([103]).
    فَالْمَقْصُودُ : أنَّ هَذِهِ «الكَثْرَةَ الْمَزعُومَةَ وَالْخَيالِيَّةَ» تُضَـمُّ إلى قَامُوسِ الْمُوَافَقَاتِ الَّتِي وَافَقَ فيها العَابِطُ الْحَدَّادِيَّةَ .
    الكذْبَةُ(09)
    قَالَ العَابطُ :"مِنهُم مَن أَعرِفُهُ خَرَجَ يَومَهَا مِنْ مَجلِسِ الدّكتُورِ بِمُجَرَّدِ سَمَاعِهِ لِهِذِهِ الكَلِمَةِ، وَحُقّ لَهُ ذَلِكَ "اهـ([104]).
    غَرَّدَ أَخُونَا الفَاضِلُ خَالدٌ السَّـلَفِيُّ قَائِلًا:" الهَابِطُ يَفضَحُ نَفسَهُ مِنْ جَدِيدٍ بِقَولِه :" فَمِنهُم مَنْ أَعرِفُهُ خَرَجَ يَومَهَا ..."، كَيفَ خَرَجَ مِن الْمَجلسِ مَنْ خَرَجَ، وكَلَامُ الشَّيخِ كَانَ فِي طَريِقِهِ إِلَى البَيْتِ بَعدِ انتهَاءِ الْمَجلسِ ، وَتَفَرُّقِ الْجَمعِ ؟! "اهـ([105]).
    قُلتُ : ولَقَدْ وَقَفَ هذَا العَابطُ عَلَى هذَا الاِعْتِراضِ ، لَكنَّهُ خَرَجَ عَن مَحَلِّ النِّزَاعِ ؛ لِيُعْطِيَ دَرْسًا في الغَبَاءِ ، فقَالَ :"غَبَاءُ الْمُفَرِّقةِ لَا نَظِيرَ له ، انتِحَارِيٌّ يُقَدِّمُ نَفسَه رَخِيصَةً ؛ لِيُنقِذَ شَيْخَه ، لكنّهُ - لِلأَسَفِ - زَادَ فِي تَوْرِيطِهِ ، فَأثبَتَ الْمَقُولَةَ، وذَكَرَ حَتَّى مَكَانَ ذِكْرِها ، وَأَقُولُ لَهُ : لَنْ أُنَاقِشَكَ فِي هَذِه الْجُزْئِيَّةِ، لأَنّك كَفِيتَنِي مُؤنَةِ ذَلِكَ، وَصَحَّحَتَ الرِّوَايَةَ ، لَكِن إيّاكَ أَن تَكتبَ بَيَانًا تُكَذِّبُ فِيهِ نَفسَكَ ، كَمَا فَعَلَ الأَوَّلُونَ ، وَمِمَّا يُستَفَادُ مِنْ رِوَايَةِ هَذَا الغَبِي : أَنَّ الدُّكـتُورَ يَسْتَغِلُّ طَرِيقَهُ مِن مَجْلِسِـه إِلَى بَيْتِهِ فِي نَشْرِ الأَحْقَادِ وَالْمَطَاعِنِ وَالكَذِبِ ، وَيُؤَكِّدُ هَذِهِ الْحَقِيقَةَ حِوَارَهُ مَعَ الأَخ صِالِحٍ، فهُوَ يَقُولُ فِي الطَّرِيقِ مَا يَتَجَنَّب ذِكْرهُ في الْمَجْلِسِ ، وَفِيهِ أَمثِلَةٌ أُخرَى كَثِيرَةٌ "اهـ([106])
    قُلتُ : تَأَمَّلْ غَبَاوَةَ العَابِطِ فِي قَوْلِهِ السَّابِقِ:«أثبَتَ الْمَقُولَةَ ، وذَكَرَ حَتَّى مَكَانَ ذِكْرِها»، وهُوَ هُنَا الطَّريقُ إلَى البَيْتِ، وكأَنَّ العابِطَ اعترفَ بِكَذِبهِ طَوْعًا، ولَا عَجبَ مِنْ غَبَاوتهِ أبدًا؛ لأنَّ فالِحًا كَانَ أيضًا مِثْلَه "يَسُوقُ كَلَامًا يَرُدُّ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشعُرُ"([107])، فَلمَّا انفضَحَ كذِبُ العَابِطِ هَرَبَ مِن محَلِّ النِّزَاعِ قَائِلاً: «لَنْ أُنَاقِشَكَ فِي هَذِه الْجُزْئِيَّةِ، لأَنّك كَفِيتَنِي مُؤنَةِ ذَلِكَ ، وَصَحَّحَتَ الرِّوَايَةَ»، وَكأنَّ النَّزَاعَ في صِحَّةِ في الرِّوايَّةِ ، وحتَّى لا يُسْألَ عَن ذَلِك الَّذِي« خَرَجَ مِنْ مَجلِسِ الدّكتُورِ بِمُجَرَّدِ سَمَاعِهِ لِهِذِهِ الكَلِمَةِ» بَالغَ في الفِرارِ؛ حَيْثُ قاَلُ :«مِمَّا يُستَفَادُ مِنْ رِوَايَةِ هَذَا الغَبِي ... الَخ ».
    وَكَذَلِكَ "لَمَّا أُصِيبَ فَالِحٌ فِي مَقَاتِلِهِ ، وَفُضِحَ بِفَسَادِ تَأصِيلِهِ وَأَحْكَامِهِ ، وَظَهَرَ جَهْلُهَ ذَهَبَ يَتَعَلَّقُ بِأَشيَاءٍ لَيْسَتْ أَسَاسِيَّةً فِي النِّزَاعِ "اهـ([108])، فَدَلَّ هَذَا« عَلَى التَّسَابُقِ إِلَى الْمَهْرَبِ ، وَالتَّوَافُقِ في الْمَشْرَبِ »، قَالَ العَلَّامَـةُ رَبِيعٌ ردًّا عَلَى صَديق فَالِـحٍ :"وَدَلِيــــلُ هَذِهِ البَلَادَةِ وَالغَبَاءِ : كَذِبُكَ الْمكْشُوفِ ، وَتَنَاقُضُكَ الْمَفضُوحِ "اهـ([109]).
    الكذْبَةُ(10)
    قَالَ العَابطُ :"وَمِنْ أَعْجَبِ مَا سَـمِعتُهُ فِي هَذَا البَابِ هُوَ : جَوَابُ لَزْهَرَ الَّذِي يَعْرفُ جَيِّدًا أَنَّ هَذَا الكَلاَمَ مَا كَانَ يَنْبَغَيِ لِلدكْتُورِ أَنْ يُجِيبَ بِهِ الشَّيخَ عُبَيْدًا، فَقَدِ اعْتَذَرَ لَهُ لَزْهَرُ بِعُذْرِ قَبِيحٍ وَهَوَّنَ مِنْ هَذِهِ القَضِيَّةِ، وَاستْغَفَلَ أَتبَاعَهُ، فَقَالَ :"مِثلُ الْمَجَانِينِ عِندَنَا ، مُؤَاخَذَاتٌ عَلَى شَيْخِنَا الشَّيخِ فَركُوسٍ ، قَالَ : نَحنُ لَسنَا عَبِيدًا لِعُبَيدٍ ... يَعنِي - يَا شَيخُ- تُبْ إِلَى اللهِ مِن هَذَا ... وَمَاذَا يَقُولُ التَّائِبُ؟! يَقُولُ أَخطَأتُ ، هَذَا عَبْدٌ لِعُبَيْدٍ "اهـ([110]).
    قُلتُ : يَا عَرِيضَ القَفَا ، كان من الْمَفْرُوضِ أَن تَسْتَشْهِدَ بِكلَامِ الشَّيخِ لَزْهَرَ الَّذِي يَدُلُّ على أنَّه «يَعْرَفُ جَيِّدًا أَنَّ هَذَا الكَلاَمَ مَا كَانَ يَنْبَغَيِ لِلدكْتُورِ أَنْ يُجِيبَ بِهِ الشَّيخَ عُبَيْدًا»، لَكنَّك جِئتَ بالشُّبَهةِ ، ثمَّ كَفَنِـهَا ؛ حَيثُ سُقْتَ مَا يدُلُّ عَلى تَوَافُقِ الشَّيخَينَ في البَابِ ، بلْ إنَّكَ في موضِعٍ آخَر جَمَعَت للشَّيخِ لَزْهَرَ تَغْريدَتَيْنِ مِنْ جِنسِ مَا ذَكَرتَ، ثُمَّ عَلَّقَت قَائِلَا:" كَلِمَةُ لَزْهَرَ أَشْنَعُ مِنْ كَلِمَةِ الدّكْتُورِ فَرْكُوسٍ كَونُهُ خَاطبَ بِهَا كُـلَّ الْمُشَايِخِ ، وَليَسَ الشَّيخَ ربيعًا فَحَسْبُ "اهـ([111]).
    قُلتُ :إذا كَانَت كَلِمَةُ لَزهَرَ أَشنَعَ وَأَوْسَعَ فلِمَاذَا َتَكْذِبُ قَائلًا :"يَعْرَفُ جَيِّدًا أَنَّ هَذَا الكَلاَمَ مَا كَانَ يَنْبَغَيِ لِلدكْتُورِ أَنْ يُجِيبَ بِهِ الشَّيخُ عُبَيْدًا "اهـ ، وَكأنَّ العَابطَ يريدُ أن يُصَوَّرَ كَلَامَ الشَّيخِ لَزهَرَ حُجَّةً عَلَى شَيْخِهِ فِي ذِهنِ السَّامِعِ ، فَجَاء بقَرْني حِمَارٍ .
    الكذْبَةُ(11)
    عَلَّقَ العَابِطُ الْمسْكينُ عَلى قَولِ الشَّيْخِ لَزهَرَ السَّابقِ ، فقَالَ :"إنَّهَا الاِنتِكَاسَةِ - وَرَبِّ الكَعْبَةِ -... لأَنَّكَ تَعْرِفُ أَقدَارَ العُلمَاء ، وَتَعْرِفُ جَيِّدًا أَنَّ العُلمَاءَ لَا يُخَاطَبُونَ إِلَّا بِالعِبَارَاتِ الْمُهَذَّبَةِ وَالكَلِمَاتِ الْحَسَنَة "اهـ([112]).
    قُلتُ :﴿وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ أَنَّ تِلْكَ الكَلِــــمَةَ نَطَقَ بِنَحْوِهَا عُلمَاءُ أَكَابِرُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ ، ويَعْتَقِدُ أَنَّ تِلْكَ الكَلِمَةَ فِي ظَاهِرِهَا حَقٌّ وَصَـوَابٌ ، حَيْثُ عَرضَ العَابِطُ مَقطْعًا لِشَيخِنَا يَقُولُ فِيه :"أمَّا قَولُ - أَبِي حَفْصٍ- (فَلَيسَ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ رُهبَانًا يَتُوبُ النَّاسُ عِنْدَهُم) فَهَذَا الكَلَامُ ... فِيهِ تَعْرِيضٌ بِعُلَمَائِنَا وَدُعَاتِنَا ، وَاستِخْفَافٌ بِـهِم ، وَالتَّقْلِيلُ مِن شَأنِهِم يَنبَغِي الِاستِغفَارُ مِنْهُ، وَ التَّوبَةُ ، الوَاجِبُ أَن يَتَأَدَّبَ مَعَ العُلمَاءُ "اهـ([113]).
    عَلَّقَ العَابِطُ قائلا:"أَبُو حَفْصٍ تَكَلَّمَ عَنِ الرُّهْبَانِ ، وَتَكَلَّمَ عَنِ العُبودية ، وَكَلَامُهُ فِي ظَاهِرِهِ حَقٌّ وَصَوَابٌ ، فَلِمَاذَا انتَقَدَهُ الدّكتُورُ فَركُوسٌ ، وَاعتَبَرَ كَلَامَهُ مِنْ إِسَاءَةٍ الأَدَبِ مَعَ العُلمَاءِ؟ "اهـ.
    قُلتُ : وَإذَا كَانَ انتِقَادُ شَيخِنَا بَاطِلًا فَلمَاذَا تُلزمُــــه بِالبَاطِلِ ؟! أمَا عَلمِتَ أنَّهُ :"لَا يُدْفَعُ البَاطِلُ بِمِثْلِهِ، وإِنَّمَا يُبطَلُ بِالْحَقِّ ... وَهَذا خُرُوجٌ عَن سُلطَانِ الْحَقِّ؛ إلَى حَيِّزِ الْمُغَالَبَةِ وَالْمُوَاثَبَة، وَدَفْعِ آفَةٍ بِآفَةٍ([114])، فَلزمَ العَابِطَ أن يَحْمِلَ قَولَ شَيخِنَا «لَسْنَا عَبِيدًا لِعُبَيْدٍ » عَلى ظَاهِرِه ، ولَا عَجبَ مِنْ هَذَا الغَبَاءِ أبدًا ؛ لأنَّ فالِحًا كَانَ أيضًا مِثْلَه "يَسُـوقُ كَلَامًا يَرُدُّ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشعُرُ"([115]).
    الكذْبَةُ(12)
    قَالَ العَابطُ :" يَا لَزْهَرُ إِنَّكَ تَعْلَمُ جَيِّدًا أَنَّ كَلِمَةَ الدّكتُورِ فَرْكُوسٍ كَلِمَةٌ قبيحَةٌ "اهـ([116]).
    قُلتُ : بَلْ غَرَّدَ الشَّيْخُ لَزْهَرُ قَائلاً :"إذَا قُلتَ :"لَسنَا عَبِيدًا لِعُبَيْد " قَالَ السَّفِيهُ : هَذَا طَعْنٌ فِي الشَّيخِ عُبِيدٍ ، فَبِأَيِّ عَقْلٍ يُفكِّرُ هَؤُلاَءِ الْحَمْقَى ؟! وَبِأَيِّ أُسْلُوبٍ يَفْهَمون ؟! "اهـ([117]). فَالشَّيخُ لَزْهَرُ واضِـحٌ جِدًّا جدًّا في اسْتَقْبَاحِ مَا فَهِمَه العَابِطُ وَشِلَّتُهِ ، وَلَمْ يَسْتَقبحْ كَلِمَةَ العَلاَّمَةِ فَرْكوسٍ ، بَلْ إنَّ العَابطَ شَهِدَ عَلَى ذَلكَ ، فقال في مَوْضِع :" كَلِمَةُ لَزْهَرَ أَشْنَعُ مِنْ كَلِمَة الدّكْتُورِ فَرْكُوسٍ "اهـ([118]).﴿وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ.
    الكذْبَةُ(13)
    قَالَ العَابطُ :"مَا كُنْتَ لِتَقْبَلَهَا لَوْ قِيلَتْ فِيكَ ، لَوْ قِيلَ إنَّنَا لَسْنَا عَبِيدًا لِلزَهْرِ "اهـ([119]).
    قُلتُ : وَهَا أَنا مقَيّدُ الْمَقَالِ أَقُولُ منْشَرِحًا :"لَسْنَا عَبِيدًا لِأَحَدٍ منَ العُلَمَاء، لاَ للشَّيْخِ رَبيعٍ ، وَلَا للشَّيْخِ عُبَيْدٍ الْجَابِرِيِّ، وَلاَ للشَّيْخ فَرْكُوسٍ، ولاَ لِلشّيخِ محمّد بن هَادِي ، وَلاَ للشَّيْخِ لَزهَرَ، وَلَا للشَّيْخِ جُمُعَةَ ، وَإنَّمَا عَلَّمُوني ، وَتعَلَّمتُ مِنهُم أَنَّنا لَسْنَا عَبِيدًا إلَّا لله ".
    الكذْبَةُ(14)
    قَالَ العَابطُ :"لَمَّا قَالَهَا الدّكتُورُ فَركُـوسٌ اِسْتَشْنَعَ تِلكَ الِكلِمةَ عُقَلاَءُ النَّاسِ "اهـ([120]).
    قُلتُ : وهَذَا ظَاهِرٌ في العُمُــــومِ ، فَمَنْ لَم يَسْتَشْنِعْ فقَدْ شَـــذَّ عَنِ عُقلَاءِ النَّاسِ ، بَلْ إنَّ العَابِطَ نَقَلَ إجْمَاعَهِم في مَوْضِع آخرَ ؛ فقَالَ :" لاَ تَقُــــلْ لَهُ :"لَسْنَا عَبِيدًا لَكَ"، فَهِيَ إِسَاءَةُ أَدَبٍ وَاضِـحَةٍ بِإجْمَاعِ العُقَلاَءِ "اهـ([121])، ونَظَيرُ هذَا قَولُهُ :"التَّارِيخُ الْمُشْرِقُ لِلشَّيْخِ عَبْدِ الغَنِيِّ ... وَمَا تَحَقَّقَ مِنْ إِجْمَاعٍ عَلَى صَـلَابَتِهِ في السُّنَّةِ ، وَفَهْمِهِ لْمَسَائِلِ الْمَنْـهَجِ وَالرِّجَــالِ "اهـ([122])، وَقَولهُ أيضًا :"فَالِــحٌ الْحَربيُّ كَانَ عَالِمًا بِاتِّفَاقِ العُلَمَاءِ "اهـ([123])، وكَذَا قَوْله :"العُقَلاَءُ وَالعُلَمَاءُ قَدِ اتَّفَقُوا عَلَى مضَامِينِ مَقَالِي "اهـ([124]).
    قُلتُ : وَمَنْ شَابَهَ مُحِبَّهُ فَمَا ظَلَمَ ، قَالَ العَلَّامَـــةُ رَبيع :" لَكِنَّ فَالِحًا جَعَلَ نَفسَهُ هُوَ الْمِيزَانُ ... مَا وَافَقَ هَوَاهُ ... يُبَالِغُ فِي نُصْرَتِهِ ، وَلَوْ بِالأكَاذِيبِ وَالتُّرَهَاتِ ، وَادِّعَاءِ الإجْمَاعِ "اهـ([125])، قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بن حَنَبَلٍ(ت:241هـ):"مَنْ ادَّعَى الْإِجْمَاعَ فَهُوَ كَاذِبٌ ، لَعَلَّ النَّاسَ اخْتَلَفُوا ، هَذِهِ دَعْوَى بِشْـرٍ الْمَرِيسِيِّ وَالْأَصَمِّ "اهـ([126])، وَقَالَ الألبَانيُّ(ت:1420هـ):" الإِجـمَاعُ الَّذي لَا بُدَ مِن الإقرَارِ بِهِ ، والاِعتِرَافِ بِهِ هُو : الْمَعلُومُ مِنَ الدِّينِ بِالضّرُورَةِ ... بحَيثُ أَنَّه لَا يُمكِنُ لِلمُسْلمِ أَن يَتَصَوَّرَ أَنَّ مسلمًا مَا يُخَالِفُ فِي ذَلِكَ ... أَمَّا الإجمَاعُ الْمَنْفِيُّ أَو الْمَشكُوكُ فِيهِ فَهُوَ الإجمَاعُ النَّظَرِيُّ القَائِمُ عَلَى تَتَبُّعٍ ، فَرَأَى فُلَانًا يَقُولُ بِهَذَا القَوْلِ، وَفُلَانًا يَقُولُ ، وَفُلَانًا ، وَفُلَانًا ، إذًا الْمَسألَةُ عَليهَا إِجمَاعٌ فَكَذَّبَ الإمَامُ أَحمدَ "اهـ([127]).
    الكِذْبَةُ(15)
    قَالَ العَابِطُ:" اِستَشْنَعَ تِلكَ الِكلِمةَ عُقَلاَءُ النَّاسِ "اهـ.
    قُلتُ : وَهذَا يَتَضَمَّنُ تَزْكِيَّةً لِنَفْسِهِ ، وَلأَتْرابِه الأَقزَامِ ؛ لأَنَّ مَضمُونَ تَزْكِيتِـهم لأَنْفْسِهم الإخْبَارُ بِأَنَّ اللهَ جَعَلَ مَا هُم عَلَيهِ حَقًّا، وما عَلَيْهِ غَيرُ الْمستَشنِعينَ بَاطِلاً، فـ﴿ انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ﴾ ، قَالَ ابنُ السِّعْدِيِّ(ت:1376هـ):" أيْ بِتَزكِيَّتِهِم أَنْفُسَهُم ؛ لأَنَّ هَذَا مِنْ أَعْظَمِ الاِفترَاءِ عَلى اللهِ تَعَالى ؛ لأَنَّ مَضمُونَ تَزْكِيتِهم لأَنْفْسِهم الإخْبَارُ بِأَنَّ اللهَ جَعَلَ مَا هُم عَلَيهِ حَقًّا ، وَمَا عَلَيْهِ الْمُؤمِنُونَ الْمُسْلِمُونَ بَاطِلاً، وَهَذَا أَعْظَمُ الكَذِبِ ،وَقَلْبُ الْحَقَائِقِ، بِجعَلِ الْحَقَّ بَاطِلاً، والبَاطِلِ حَقًّا ، ولهَذَا قَالَ تَعالَى :﴿ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا﴾، أي ظاهِرًا بَيِّنًا مُوجِبًا لِلعُقُوبِةِ البَلِيغَةِ ، وَالعَذَابِ الأَلِيـمِ "اهـ ([128]) ، وَقَال بَكر أبو زيدٍ(ت:1429هـ):" تَعَلَّم - رَحِـمك الله- الصِّدقَ قَبلَ أَن تَتَعَلَّم العِلمَ ... فَالصِّدقُ مِن طَرِيقٍ وَاحِدٍ ، أَمَّا نَقِيضُهُ الكَذِبُ فَضُرُوبٌ وَأَلْوَانٌ وَمَسَالِكُ وَأَوْدِيَّةٌ، يجمَعُهَا ثَلَاثَةٌ ... الثَّالثُ :« كَذِبُ الغبيِّ»"اهـ .
    علَّقَ ابن عثيْمين(ت:1420هـ) شارِحًا: "
    « كَذِبُ الغبيِّ» ... فَيقُولُ مَثَلاً عَن أَهْلِ الكَلَامِ إنَّهم هُمُ العُقَلَاءِ ، وَأَنَّهُم أَهلُ العِلمِ وَالْحِكمَةِ ، أَمَّا أَهْلُ السُّنَّةِ فَهُم أَغبيَاءٌ "اهـ([129]).
    قُلتُ : كَذَلكَ قَالَ العَابطِ في مَوضِعٍ:"غَبَاءُ الْمُفَرِّقَةِ ... لَا نَظِيرَ لَهُ ؛ حَتَّى فِي مَدَارِسِ الْحَدَّادِيَّةِ لَو تَأَمَّلتَ فِي مَنَاهِجهِم وَمَقَالَاتِهِم مِن لَدُن محمُودٍ الْحَدَّادِ، وَمُرُورًا بِفَالِح الْحَرْبِيِّ ، وَانتِهَاءً إِلَى الْحَجَاوِرَةِ ، فَلَو أَنَّكَ تَأَمَّلتَ فِي أَقوَالِهِم لَمَا وَجَدتُ عُشرَ هَذَا الغَبَاءِ الَّذي عُرفِ بِهِ الْمُفَرِّقَةِ ... "اهـ([130]).

    قُلتُ : يَا مُنصِفُ، تأَمَّلْ ، وَكأنَّ العَابِطَ مِيزَانٌ ، وَلَا ينتَطِحُ في حُكمِهِ عَنْزَانِ ، فَاستَقْرَأَ - زَعَمَا- مَا سَطَّرتُهُ مَدَارِسُ الْحدَّادِيَّةِ والْمُفَرِّقَةُ ، ثُمَّ قَارَنَ وَوَازَنَ ، فَانتَهَى إلَى مَا انتَهى ، لَكنّ لَا عَجبَ لأَنَّ :"فَالِحًا [أَيضًا] جَعَلَ نَفسَهُ هُوَ الْمِيزَانُ ... مَا وَافَقَ هَوَاهُ - وَلَو كَانَ خَطَأً أَو بَاطِلًا - يُبَالِغُ فِي نُصْرَتِهِ ، وَلَوْ بِالأكَاذِيبِ وَالتُّرَهَاتِ ، وَادِّعَاءِ الإجْمَاعِ ... وَالتَّهَاوِيلِ وَالأَرَاجِيفِ "([131]).
    وَمِنْ أَرَاجِيف العَابِط أنَّهُ اجتَهَدَ - زَعَمَا- في التَّدْلِيلِ عَلَى غَبَاءِ الْمُفرقَةِ ، لَكِنّ أَيْنَ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ غَبَاءَهم لَا نَظِيرَ لَهُ؟! تَهوِيلٌ بَالبَاطِلِ يَقُومُ عَلَى الهَوَى ، فَمَا أَجْوَدَ أَن يُخَاطَبَ كَمَا خَاطَبَ العَلَّامةُ رَبيعٌ ذَلك الْحِــزبِيَّ الْمتَسَتِّرَ "النِّقَاشُ فِي مِثْلِ هَذَا ، وَ«التَّهْويلُ» بِهِ مِن الشَّغَبِ فَقَط ، لَا تَقْديرًا لِلعِلمِ ، وَلَا تَقْدِيـمَ نَصِيحَةٍ لِلمُسْلمِين ، بَلْ تَدْرِيبٌ «لِلأَغْبِيَاءِ» عَلى الشَّغَبِ ، وَالْمُهَاتَرَةِ بِالكَلَامِ الفَارِغ "اهـ([132])، والعَابِطُ صَار عِندَ بَعضِ الأَغبِيَاءِ «شَيخٌ وَأستاذٌ»([133]).
    ومِنْ تَدريبَاتِ الأَغْبِيَاءِ : قَولُ العَابِطُ :"سَأثبِتُ دَلِيلَينِ عَلَى هَذَا الغَبَاءِ الَّذِي تَمَيَّزَ بِهِ الْمُفَرِّقَــــةُ ... لَزهَرُ نَشَرَ مَقَالَةً يَرُدُّ صَاحِبُهَا الَّذِي كَتَبَ بِاسْـمٍ مُستَعَارٍ ... نَشَرَهُ لَزهَرُ بِاسمِ الإدَارَةِ ، وَحَتَّى فِي الأُمُورِ التِّقنِيَّة لَزَهَرُ مُتَشَبِّثٌ بِعِنَادِهِ ، فَقَد نَبَّهتُهُ مِن قَبْلُ أَنَّ اسْمَ الإدَارَةِ لَا تُنشَرُ بِهِ إلَّا بَيَانَاتِ الإدَارَةِ ، أَو مَقَالَاتُ وَرُدُودِ الْمَشَايِخِ وَالعُلمَاءِ ..."اهـ([134]).
    قُلتُ : سُبْحَانَ اللهِ ! إنَّ الشَّيخَ الفَاضلَ لَزْهَرَ سِنيقرَةَ (62 عاما)- بَارَكَ الله في عُمُرِه-، "حَصَلَ عَلَى بَاكَالُوريَا «رِيَاضيات»، وَدرسَ في«جَامِعَةِ هُوَّارِي بُومَدين لِلعُلُومِ التِّقنيَّة» سَنَتَينِ ، إِلَى حِين افتِتَاحِ «الْمَعهَدِ الوَطَنِيِّ العَالِي لأُصُولِ الدِّينِ»([135])، وَهَذَا يُتَرجِمُ عَن ذَكَاءٍ فِطْرِيٍّ وَافِرٍ ، وَجدٍّ في العَملِ ، وحِرْصٍ على النَّجَاحِ في حَيَاتِهِ اليَوْمِيَّةِ ، وتَدَرُبٍّ عَميقٍ في التَّفكيروالتَّخطيطِ ، وَهَنْدَسَةِ الْمَشَارِيع ، قَالَ العَلَّامَةُ صَالِحٌ آل الشَّيخ(64 سنة):"مِنَ الأَشيَاءِ الَّتِي أَثَّرَتْ فِي «صِنَاعَةِ التَّفْكِير عِنْدِي»...، فِي فَتْرَةِ الشَّبَابِ، الدَّرَاسَةُ عَادِيَّةٌ ، تخَصُّصٌ عِلْمِيٌّ ، وَكُنْتُ أُحِبُّ «الرِيَاضيات» ... بِقُوَّةٍ ، فَأَدَى بِهذا إلى الذَّهَابِ إِلَى كُلِيَّةِ الهَنْدَسَــــةِ ... هَذِهِ العُلُومُ النَّظرِيَّةُ الْحَيَاتِيَّةُ مُهِمَّةٌ جِدًا فِي صِيَاغَةِ التَّفكِيرِ ، وَفِي مَعْرَفِةِ التَّرتِيبِ الْمَنْطِقِيِّ لِلأَشيَاءِ ، وَالنَّتَائِج عَلَى النَّظَرِيَّاتِ ، وَالقَوَانِينِ ... دَرَستُ فِي الفَلسَفَةِ ... أَحَدُ أَقسَامِهَا الفَلْسَلَفَةُ الرِّيَاضِيَّةُ ... كَانَ أَفَلَاطُـــونَ يَقُولُ لِتَلَامِذَتِه :«مَنْ لَم يَكُن مُهَنْدِسًا فَلَا يَدخُلْ بَيْتي»... قُلت: سُبحَانَ اللهِ !... لأَنَّ عِلمَ الهَندَسَةِ يُفِيدُ في إِعَادَةِ تَرْكِيبِ الذِّهنِ ، وَفَهْمِهِ لِلأُمُورِ وَمُعطَيَاتِ الأَشيَاءِ ، فَهَذَا إطَارٌ كان مُؤَثِّرًا إِيجَابِيًّا فِي حَيَاتِي ، وَهُو إِطَارُ تَعَلُّم الرِّيَاضِيَاتِ ، وَالهَنْدَسِيَّة الْمَدَنِية أَو الْمِكَانِكِيَّة أَو الكَهْربَائِيَّة "اهـ([136]).
    قلت : وَاستِشْهَادُ العُلمَاءِ بِالدِّرَاسَةِ النِّظَامِيَّةِ وَنحوِهَا مِنَ القَرَائِنِ عَلَى ذِهنِيَّةِ الرَّجُلِ وَذَكَائِهِ مَوجُودٌ عِندَهُم، فَلِذَا قالَ الْمُحَدِّثُ عَبدُ الْمُحسِنِ العَبَّاد (90 عاما) عن فَالِحٍ :"كَانَ تَرْتِيبُهُ الرَّابِعَ بَعدَ الْمَائة مِنْ دُفعَتِهِ البَالِــــغِ عَــدَدُهم(119) "اهـ([137])، وَمَنْ شَابَهَ مُحِبَّهُ فَمَا ظَلَم ، قَال العَابِطُ :"مِمَّا اشْتُـهِر فِي تَصَانِيفِ التَّرَاجِــــمِ ، بَلْهَ فِي عُرفِ العُقَلَاءِ أَنَّ أَجْوَدَ وَأَوثَقَ تَرْجَـمَةٍ لِلرَّجُلِ هيِ : مَا خَطَّتْهَا يَدَاهُ وَتَلَفَّظَ بِهَا فَاهُ ، وَهَذَا النَّوعُ مِنَ التَّراجِـــــمِ عَزِيزٌ جِدًّا([138])، مُنْذُ فَتحْتُ عَيْنِي عَلَى هَذِهِ الدُّنيَا وَأَنَا أَعمَلُ وَأُتَاجِرُ، بِعْتُ الكَاوكَاو وَغَيرَه مِمَّا أحله الله ... اِمتَلَكت كَذِلِكَ مَكتَبَةً كَبِيرَةً ، وَعَمِلتُ مُوَظَّفًا فِي شَركَاتٍ وَمُؤَسَّسَاتٍ ، وَدَخَلتُ فِي تِجَارَةِ الْجُملَةِ ، وَكنتُ مُشْرِفًا عَلَى مَكتَبِ دِرَاسَاتِ التَّصْفِيَّة ، واليَومُ أَعمَلُ مُرَاقِبًا فِي مَدرَسَةِ عُكَاظ ... عِندمَا كَانَتِ الْحَربُ مُشتَعِلَةً مَعَ جَمَاعَةِ العَرْبِيِّ بلغَ جُمعَةَ ... بِأَنَّنِي أَبِيعُ الكَاوكَاو ، فَانتَفَضَ وَانْزَعَج ... وَازدَادَ عَـجْبي وَأَلَمِي عِندَمَا رَأيتُ جُمعَةَ يَسْعَى فِي إيجَادِ عَمَلٍ ليِ ، وَقُلتُ فِي نَفْسِي : هَل بَيْع الكَاوْكَاو عَار عِندَ الشَّيخِ ؟! "اهـ([139]).
    قُلتُ : إنَّ التَّحْـذِيرَ مِن عَبْدِ الْحَمِيد العَربي كَانَ في سنة 1433هـ([140])، أَي: قَبْل عَشْرِ سَنِينِ فَقَط ، وَكانَ العَابطُ في سِنِّ الثّلَاثِينِ ، وَلا ريبَ أنَّ بَيعَ الكَاكاو مُبَاحٌ ، لَكنَّــها لَا تَفْتَقِرُ إِلَى جُـهْد ذِهْنِيّ، وَلَا يَبْنِي صِنَاعَةَ تَفْكِيرٍ ، فَلِهذا يَمْتَـهنُ الأَطْفَالُ بَيْعَ الكَاكاو ونحوه في العُطَلِ ، ورَجُلٌ يَبِيعُ الكَاكَاو فِي العَاصِمَة ، وَفي هَذَا السِّنِّ لَيُتَرجِمُ عَن مُستوَى ضَعِيفٍ فِي الدِّرَاسَةِ النِّظَامِيَّةِ ، وَسَطْحيَّةٍ في التَّفْكِير ، فَلِذَا مَا وُفِّقَ إِلَى الظَّفَرِ بِوَظِيَفةٍ مُحْتَرَمَةٍ ، أو حِرْفَةٍ حُرَّةٍ مُلائِمَةٍ لِمَقَامِهِ الدَّعَوِيّ .
    وَهَذَا لَهُ أثرٌ في قَبُولِ الْحَقِّ ورَدِّهِ، قَال ابن عُثَيْمين(ت:1421هـ):"
    الَّذي يَطلُبُ العِلمَ في الْجَامِعَةِ لأَجْــلِ أَن يَنَالَ الشَّهَادَةَ نَقُولُ : مَا الَّذِي فِي قَلبِكَ ؟ ... إذا قَالَ : لَا ، أَنَا أُريدُ أَنْ أَنفَعَ الْخَلقَ ؛ لأَنَّ الأُمُورَ الآنَ لَا يُمكِنُ الوُصُــولَ إِلَى نَفعِ الْخَلقِ بِالتَّدرِيسِ إِلَّا بِالشَّهَادَاتِ ، وَأَنَا أُرِيــــدُ أَن أَصِل إِلَى هَذَا ، أَو لَا يُوَظَّفُ الإنسَانُ وَظِيفَةً كَبِيرَةً يَكُونُ قَائِدًا فِيهَا مُدِيرًا عَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُسلِمِينَ إِلَّا بِالشَّهَادَةِ ، وَأَنَا أُريِدُ هَذَا، قُلنَا :الْحَمدُ للهِ هَذِه نِيَّةٌ طَيِّبَةٌ "اهـ([141]).
    فَالْحمدُ لله ، أرَادَ الشيخُ جُمُعَةُ السِّترَ عَلى
    العَابِطِ ، وَقَطْعَ طَرِيقِ الطَّعنِ فِيهِ ، وَالْحمدُ لله الَّذي وقع قَبْلَ هَذِهِ الأَحْدَاثِ الْجَارِيَّة ، فَكانَ مِنَ غَبَاءِ العَابِط ، وَزَهْوِهِ ، ونُكتِهِ الْمُضْحِكَة أن يُعنْونَ صَوْتِيَتَهُ بـ« غَبَاءٌ ، وَأَيُّ غَبَاءٍ يَا لَزهَرُ» ، وَشَرُّ البَلِيَّةِ مَا يُضحِكُ .

    ومِنْ تَدريبَاتِ الأَغْبِيَاءِ : قَوْلُ العَابِط :"الدَّلِيلُ الأَوَّلُ عَلَى غَبَاءِ هَذَا الرَّجُلِ وَمَنْ مَعَهُ كَذَلِكَ : أَنَّهُ أَرَادَ أَن يُلزِمَ الأَخ عَبْدَ العَزِيــزِ بِمَا كَانَ يَكتُبُهُ مِن قَبْلُ ، فَلَزهَرُ أَعلَنَـهَا اليَوم بِأَنَّكَ يَا عَبْدَ العَزِيــزِ كُنتَ تَكتُبُ عِندَنَا بِاسمٍ مُستَعَارٍ ، أَلَا وَهُوَ الصَّفرَاوِيِّ ، فَلمَاذَا انقَلَبَت اليَومَ ، وَصِرتَ تُنكِرُ مَا كُنتَ تَعْرفُ ، فَبَيَانُ ذَلِكَ أَن لَزَهـرَ يَشْهَدُ اليَوم بِنَفسِهِ عَلَى نَفسِهِ ، وَيخْتَصِـرُ الطَّريقَ عَلَى أَهل السنَّة، وَيُؤَكِّدُ بِأَنَّنَا كُنَّا نَكتُبُ بِالأسمَاءِ الْمستَعارَةِ ، وَنَستَعِينُ بِهَا فِي الرَّدِّ عَلَى الْمَشَايِخِ... وَهَذِهِ فِي الْحَقِيقَةِ اجتَهَدَ السَّلَفِيَّونَ فِي إثبَاتِهَا ، وَالْحَمدُ لِلَّهِ قَد صَدَّقُهُم اليَوم لَزْهَرُ ... "اهـ([142]).
    قُلتُ : وَهَذَا يتعلَّقُ بِمَبَحَثِ «الأَسمَاءِ الْمُستَعَارَةِ وَالسِّرِّيَة» ، وَفِيهِ تَفْصِيــــلٌ ، فَلذَا أُرجِئُهُ إِلَى بَابِه - إنْ شَاءَ اللهُ- ، لَكِـن يَكْفِي الْمُنْصِفَ أنَّ الشَّيخَ لَزْهَــرَ هُوَ الْمُشْرِفُ العَامُ ، وَاطَّلَعَ عَلَى الْمَقَالِ الْمَقصُودِ ، ثُمَّ وَقَّعَ عَلَيْهِ بتَعْلِيقٍ ، وكَأنَّ هذَا الْمَقَالَ خَطَّهُ ، ورَضِي عَنْهِ ، فَلَا أَثَرَ للْجَهْلِ بالكَاتِبِ عَيْنًا وَحَالًا، وَدَخَلَ «عِنْدنَا» في اِستِثنَاء العَابِط :«إلَّا بَيَانَاتِ الإدَارَةِ أَو مَقَالَاتُ وَرُدُودِ الْمَشَايِخِ وَالعُلمَاءِ»، فَكانَ مِنَ غَبَاءِ العَابِط ، وَزَهْوِهِ، ونُكتِهِ الْمُضْحِكَة أن يُعنونَ صَوْتِيَتِهِ بـ« غَبَاءٌ ، وَأَيُّ غَبَاءٍ يَا لَزهَرُ»، ولَا عَجبَ مِنْ غَبَاءِ العَابِطِ أبدًا ؛ لأنَّ فالِحًا كَانَ أيضًا مِثْلَه "يَسُـوقُ كَلَامًا يَرُدُّ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشعُرُ"([143])، وَمَنْ شَابَهَ مُحِبَّهُ فَمَا ظَلَمَ .
    ثُمَّ تَابَعَ العَابِطُ في تدريبَاتِ الأَغْبِيَاءِ؛ فَقال:"الدَّلِيلِ الآخَر... الرَّجُلُ ...يُلْزَمُ بِمَا كَانَ يَقُولُهُ فِي حَالَةٍ وَاحِدَةِ فَقَط إِذَا تَنَكَّرَ مِمَّا كَانَ يَقُولُهُ مِن قَبلُ ، وَأنَكَرَ أَن يَكُونَ فَعَلَ هَذِهِ الأَفعَالَ أَو قَالَ بِمِثلِ هَذِهِ الأَقوَالِ مِن قَبْلُ ، أَو ظَهَرَ في صُورَةٍ غَيرِ الصُّورَةِ الَّتي عُرِفَ بِهَا ، فَاليَومُ الأَخُ عَبدُ العَزِيـــز بُوفَلجة ... أَعْلَنَهَا صَرِيحَةً مُدوِيَّةً بِأَنَّهُ رَجَعَ عَن أخْطَائِهِ كُلِّهَا، وَرَجَعَ عَنْ تَأَيْيدِهِ سَوَاءٌ كَانَ بِالأسمَاءِ الْمُستَعَارَةِ ، أَو بالاسِمِ الصَّـريـح ... فَهُوَ رَاجِعٌ عَنْ كُلِّ مَا يُنقَلُ عَنهُ ، فَمَا فَائِدَةُ أَن تُلزِمَــــهُ اليَومَ بِمَا كَانَ يَكتُبُهُ مِن قَبلُ "اهـ([144]).
    قُلتُ :مِنْ فَوَائِدِ ذَلِكَ أن يَعلَمَ بُوفلجَةَ أنَّ "اللهَ يَأبَى إِلَّا أَنْ يَفْضَحَ الْمُفتَرِيَ الْكَذَّابَ ، وَيُنْطِقَهُ بِمَا يُبَيِّنُ بَاطِلَهُ([145])؛ وَمِنْ فَوَائِدِ ذَلِكَ أن يُعَايِنَ الطَّالِبُ غَبَاوَةَ أُستَاذِهِ العَابِطِ! رُبَّمَا «لَو قُسّمَت كَمِيّةُ الغَبَاءِ الَّتي عِنْدَ [هَذَا الْعابِطِ] الْخمَّاسِ لَكَفَتْ أُمَّةً مِنَ النَّاس"([146])، وَالأَقْرَبُونَ أَوَلَى بالْمَعْرُوفِ .
    وَمِنْ فَوَائِدِ ذَلِكَ : أَنْ يَظْهَرَ صِدْقُ مَنْ خَبَرَ هَذَا الأُسْتَاذَ
    الوَسْوَاسَ ، الَّذين مَا رَأوا هَذَا الفَايس بُوكِيّ " ثَابِتًا فِي شَيءٍ مِثلَ ثَبَاتِهِ عَلَى غَبَائِهِ"([147])وَباطِلِهِ ، ولَا عَجبَ مِنْ ذَلِكَ ؛ لأنَّ "مِنْ مَنْـهَجِ فَالِحٍ : أَنَّهُ «لَا يَعْتَرِفُ» بِأَخْطَائِهِ الْجَسِيـمَةِ ، وَيَسْتَحِيلُ عِنْدَهُ الاِعترَافُ بِأَخْـطَائِهِ ، وَإعلَانُ تَوْبَتِهِ وَرُجُوعِهِ عَنهَا ؛ لأَنَّ ذَلِكَ مِنْ أَشَدِّ العُيُوبِ فِي الْمَنْهَج الْحَدَّادِيُّ"([148])، فلِذَا يُحَرِّفُ الْمَنْطَوقَ بغير قَرِينَةٍ كَما تقدَّم .

    وَمِنْ فَوَائِدِ ذَلِكَ :أَنْ تَظْهَرَ«سُوءُ الإرَادَةِ، الَّتِي تَسْتَلِزمُ سُوءَ الفَهْم»، لأنَّ سُؤَالَ العَابِطِ:"مَا فَائِدَةُ أَن تُلزِمَهُ اليَومَ بِمَا كَانَ يَكتُبُهُ مِن قَبلُ؟ "اهـ يُرَادِفُ قَولَ بُوفَلْجَةَ :"لَا عَيْبَ عَلَى مَن أَعَادَ النَّظَرَ فِي هَذِهِ الْمَسأَلَةِ الْحَادِثَة "اهـ، وَقَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُهمَا ؛ حَيثُ قَال مُحِبُّ الْحَقِّ والإنْصَافِ :"وَهُوَ كَلَامٌ حَقٌّ ؛ وَرَدَ فِي غَيْرِ مَوضِعِهِ، لأَنَّ مِثلَكَ - أَصلَحَكَ الله- قَد تَوَاتَرَتْ عَنهُ النُّقُولُ بِمَا شَهِدتَه وَعَاينتَه مِنْ أَخْبَارٍ وَأَحْوَالٍ ، لَا تَحتَمل خَطأً أَو صَوَابًا ، بَل تَحْتَمِلُ «صِدْقًا أَو كَذِبًا»، كَمِثَلِ مَا نَقَلتَهُ عَنْ بَعْضهِم مِنْ تَحَرّي الكَذِبِ ... وَغَيرِهَا مِنَ الْجرَاحَاتِ الْمُفَسِّرَةِ ، فَهِيَ أَخْبَارٌ شَهِدتَ عَلَيهَا بِنَفسِكَ ، وَنَطَقْتـها بِلسَانِكَ ، وَرَقَمتَها بِقلَمِكَ ، وَالرُّجُوعُ عَنـهَا لَا يَكُونُ إِلَّا بَعْدَ تَرَاجَعَ الكَذَّابُ عَن كَذَبِهِ ، وَالطَّاعِن عَنْ طَعْنِهِ ...، وَمَا نَقلتَه عَنِ الأَئِــمَّة مِنْ رُجُوعِهِم عَن بَعضِ الْمَسَائِل فَإِنَّمَا هِيَ مَسَائِلُ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ ، فَهِي تخَالِفُ مَا نحنُ بِصَدَدِهِ ، إِذْ لَم يُنْقلْ عَنهُم أَنَّهُم جَرَّحُوا أَحَدَهم جَرحًا مُفَسَّرًا بِالكَذَبِ ... ؛ ثُمَّ تَرَاجَعُوا عَنْ ذَلِكَ ، وَوَصَفُوهُ بِالصِّدْقِ وَالإمَامَةِ "اهـ([149]).
    لَكنَّ العَابِط لَم يفَهَم ، وبوفلَجةَ لَم يَسْتَفْهِم ، «
    غَبَاءٌ ، وَأَيُّ غَبَاءٍ يَا» عَابِطُ ، وَلَا عَجَبَ ؛ لأنَّ فَالِحًا الْحربيِ أيضًا كان "يَنقُلَ الكَلَامَ يَظُنُّ أنَّه لَهُ ، وَهُوَ عَلَيْهِ ، وَيُضِيفُ إِلَى ذَلِكَ رَمْيَ الأَبرِيَاءِ بِمَثَالِبِهِ وَمَعَايِبِهِ، ويُحاوِلُ إضفَاءَ هَالَاتِ النَّزاهَةِ ، وَالبُعْدَ عَنْ نَقَائِصِهِ الْمَعرُوفَةِ([150])، وفَالِحٌ فِي كُلِّ مَا يُخَاصِمُ فِيهِ ، وَيُضَلِّلُ بِهِ يَسِيرُ عَلَى مَنْهَج «عَنْزَةٌ وَلَو طَارَتْ»([151])

    وخِتَامًا: أَسُوقُ الكِذْبَةَ السّادِسَةَ عَشَرَ ؛ احتياطًا ، وَعِلَاوَةً ، وَتنْبيها مجَمَلًا عَلى خُلُقٍ نَتِنٍ جِدًّا، يَقْدَحُ في عَقْلِ العَابِط وَشلَّتِهِ ، الَّذِينَ اسْتَشَنَعُوا - زَعَمًا- قَوْلَ شَيْخِنَا فَركُوسٍ ، وَيَخْرِمُ مُرُوءَتَهُم ، أمَّا البَسْطُ فقَد تقَدَّمَ في مَا مَضى منَ الْحلقاتِ ، وَسَأُعزّزُ ذَلِكَ- إن شَاء الله - في مَا تَبقَى منهَا .
    قَال العَابِطُ:"يَا لَزْهَرُ ... إنَّ أَبَا حَفْصٍ ... قَالَ كَلَامًا يُشبِهُ كَلَامَ الدّكتُورِ فَركُوسٍ، فَلَمَّا كَانَتْ يَومها الفِطَرُ سَليمَةً ، وَكَانَتِ النَّوَايَا حَسنَةً ، وَكَانَ الْمَقصُودُ مِنَ الرُّدُودِ هُو نُصرةُ العُلمَاءِ، فِي تِلكَ الأَيَّامِ استَشْنَعْتَ هَذَا الكَلَامِ، وَاستَشْنَعَهُ الدّكتُورُ فَركُوسٌ ، وَرَدَّ عَلَيْهِ ، وَلَم تَقُل أَنْتَ كَذَلِك بِمثلِ مَا قُلتَ بِهِ اليَومِ "اهـ([152]).
    قُلتُ : يَعْنِي أَنَّ فِطَرَ مَشَايخِنَا- اليَومَ - انحَرَفَتْ ، وَقُصُودَهم انجَرَفَتْ إلَى نُصْرَةِ أنفُسِهم ، وَتَطَرَّفَتْ إلى الطَّعنِ في العُلمَاءِ ، يا عَابِطُ ، جِئتَ"لِتَطْعَنَ فِي نِيَّاتِ [عُلَمَائـ]نَا ... إنَّهَا الْجُرأَةُ الَّتِي عَلَتْكَ فِي هَذِهِ الفِتنَةِ ، وَحَمَلَتك عَلَى الطَّعْنِ فِي الظَّوَاهِرِ ، وَالبَوَاطِنِ ... وَمَنِ ادَّعَى أَمـرًا - وَهُوَ كَاذِبٌ - أَظْهَرَ اللهُ كَذِبَهُ ، وَلَو بَعْدَ حِينٍ "([153])،﴿وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ، أي : كَذِبِه ، أَو فَحوَاهُ([154])، وَمَقْصِدِه وَمَغْزَاه ، وَمَا يُعَرِّضُونَ بِهِ مِنْ تَهْجِينِ أَمْرِكَ وَأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ([155]) . فَيَعْدِلُونَ عَنِ التَّصْرِيــح بِمَقَاصِدِهم إِلَى التَّعْريضِ ، وَالإِشَارِة([156])، واستُدِلَّ بِفَحْـوَى كَلَامِهِم عَلَى فَسَادِ دَخِيلَتِهم([157])، ولَابدَّ أَنْ يُظهِرَ الله مَا فِي قُلُوبِهِم ، وَيَتَبَيَّنَ بِفَلتَاتِ أَلسِنَتـِهم ، فَإنَّ الأَلسُـنَ مَغَارِفُ القُلِوبِ([158]).
    وَمِنْ سُـوءِ طوِيَّةِ هَذَا العَابِطِ ، الَّتِي أَظْــهَرَهَا اللهُ معَ الوَقْتِ : مَا خَاطَب بِهِ العَلَّامَــــةَ فَرْكُوسًا في ربيع الثاني 1440 هـ؛ قَال :"اِعْلَم- أَيُّـهَا العَزِيــزُ - أَنَّ الطَّاعِنِينَ مَهْمَا طَعَنُوا ، وَمَهْمَا كَذَبُوا ، فَأَنَا ابنُكَ «الوَفِيُّ لَكَ»، «الصَّادِقُ» فِي أُخُوَّتِكَ ، لَا أُحُبُّ أَن يُسَاءَ إِلَيْكَ بِكَلِمَةٍ مُشِينَةٍ "اهـ([159]).
    قُلتُ : تَأَمَّلْ - يا مُنصِفُ - قَولَ العَابِط:«الصَّادِقُ لَك، الوَفِيُّ»؛ قَالَ الرَّاغِبُ(ت:502هـ):"الوَفَاءُ أَخُو الصِّدقِ وَالعَدْلِ ، وَ«الغَدرُ» أَخُو الكَذِبِ وَالْجَوْرِ ، وَذَلِكَ أَنَّ الوَفَاءَ صِدْقُ اللِّسَان وَالفِعلِ مَعًا، وَ«الغَدرُ» كَذِبٌ بِهِمَا ، لأَنَّ فِيهِ مَعَ الكَذِبِ نَقْضُ العَهْدِ "اهـ([160])، وَتَرْكُ الْوَفَاءِ بِهِ([161])، أَمَّا الْمَكـرُ : فَقَد يَكُونُ ابتدَاءً مِن غَيْر عَقْدٍ([162])،﴿وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ .

    ( يُتبَعُ - إن شاء الله - )


    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ([1]) جاء هذا العنوان انتصارا للشيخ حسن علجت ، الذِي طعن فيه محمد مرابط في خربشته السافلة (القطعة النّادرة من أيّام آيت علجت الغابرة ).
    ([2]) (تفسير يحيى بن سلام 2/529 ) يحيى بن سلام القيرواني (ت: 200هـ)
    ([3]) (الفوائد ص 136 ) ابن قيم الجوزية (ت: 751هـ)
    ([4]) (الأذكار النووية ص582 ) النووي(ت: 676هـ)،(القول المفيد 2/274 ) العثيمين (ت: 1421هـ)،( تطريز رياض الصالحين 1/ 862) فيصل المبارك النجدي (ت: 1376هـ)
    ([5]) (سراج الملوكص57 ) أبو بكر الطرطوشي المالكي (ت: 520هـ)
    ([6]) (درء تعارض العقل والنقل 6/397 ) ابن تيمية( ت:728هـ)
    ([7]) ( السلسلة الضعيفة 1/93 )
    ([8]) (مجموع الفتاوى 20/74 ) ابن تيـمية (ت: 728هـ)
    ([9]) ( شرح حلية طالب العلم ص 221 ) محمد صالح العثيمين ( ت:1420هـ)
    ([10]) (كشف أكاذيب وتحريفات وخيانات فوزي البحريني ص 103)
    ([11]) ( بهجة القاري ص: 103 ) العلامة د. ربيع بن هادي
    ([12]) (الثبات على السنة ص 30 ) العلامة د. ربيع بن هادي
    ([13]) (براءة الأمناء مما يبهتهم به أهل المهانة والخيانة الجهلاء ص 27 )العلامة د. ربيع بن هادي
    ([14]) (إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل ص 11 ) د . العلامة الشيخ ربيع بن هادي
    ([15]) (هل يجوز أن يُرمَى بالإرجاء من يقول: ... ص 1 ) العلامة د. ربيع بن هادي
    ([16]) (العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم ص 1 ) العلامة د. ربيع بن هادي
    ([17]) (فتاوى في العقيدة والمنهج (الحلقة 03 ))العلامة د. ربيع بن هادي .
    ([18]) (هل يجوز أن يُرمَى بالإرجاء من يقول ص 1 ) العلامة د . ربيع بن هادي .
    ([19]) (فتاوى في العقيدة والمنهج (الحلقة الثالثة) ص 7 ) د . العلامة ربيع بن هادي
    ([20]) (الثبات على السنَّة ص 30 ) للعلامة د. ربيع بن هادي
    ([21]) ( براءة الأمناء ص 1 ) العلامة د/ ربيع بن هادي .
    ([22]) (مجمع الأمثال 1/40) أبو الفضل الميداني (المتوفى: 518هـ)
    ([23]) (تهذيب اللغة 2/110) أَبُو مَنْصُورٍ الأَزْهَرِيُّ (ت:370هـ) .
    ([24]) ( بيان فساد المعيار حوار مع حزبي متستر ) العلامة د ربيع بن هادي
    ([25]) (مجمع الأمثال 2/169) أبو الفضل الميداني (المتوفى: 518هـ)
    ([26]) (الذريعة إلى مكارم الشريعة 1/243 ) الراغب الأصفهاني (ت : 502هـ)
    ([27]) (تهذيب الأخلاق ص29 ) الجاحظ (المتوفى: 255هـ) ،( نضرة النعيم 10 /4868 ) عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد
    ([28]) (سراج الملوكص57 ) أبو بكر الطرطوشي المالكي (ت: 520هـ)
    ([29]) (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر 26 /397 ) ابن منظور (المتوفى: 711هـ)
    ([30]) (المحكم والمحيط الأعظم 6/66 ) أبو الحسن سيده ( ت: 458هـ)
    ([31]) ( شـمس العلوم 8/4900 ) نشوان الحميرى اليمني (ت: 573هـ)
    ([32]) (غريب الحديث 2/863 ) إبراهيم الحربي (ت :285)
    ([33]) مادة صوتية منتشرة
    ([34]) ( حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - وفقه الله- حلقة 3 ) محمد مرابط منتديات التصفية والتربية .
    ([35]) (موارد الظمآن لدروس الزمان 1/579 ) عبد العزيز السَّلمان (المتوفى: 1422هـ)
    ([36]) (زهر الآداب ، وثمر الألباب 1/36 )
    ([37]) الصوتية فيها 18 دقيقة ، لكن أنقصنا زمن الشواهد الصوتية .
    ([38]) ( براءة الأمناء ص 32 ) العلامة د/ ربيع بن هادي .
    ([39]) (نونية ابن القيم ص 151 )
    ([40]) صوتية (قطع النّزاع ، وهداية الأتباع ) لأبي معاذ محمد مرابط منتديات التصفية والتربية .
    ([41]) (فيض القدير 2/179) المناوي (المتوفى: 1031هـ)
    ([42]) هذا من جواب محمد مرابط جعلته عليه ، انظر( نقضُ الدّواهي من مقالةِ «التّشنيع» لنَبِيل بَاهِي )
    ([43]) ( منشورات مجموعة الصراط السوي في 06/01/2021 )
    ([44]) (تويتر محفوظ قبايلي الداموسي ).
    ([45]) (التقريب لِحد المنطق ص 194 ) ابن حزمٍ(ت:456هـ)
    ([46]) (مجموع الفتاوى 22/608) ابن تيمية (ت: 728هـ )
    ([47]) صوتية (قطع النّزاع ، وهداية الأتباع ) محمد مرابط منتديات التصفية والتربية .
    ([48]) (بيان للشيخ الفاضل أبي أسامة : إلى الإخوة المشايخ الدعاة إلى الله ... ) منتديات التصفية والتربية في الثامن من ذي الحجة 1440هـ .
    ([49]) أرشيف منتديات الإبانة السلفية .
    ([50]) ( حوار بين سلفي ومصعفقين الحلقة الأولى ) العضو :أبو حذيفة خفناوي ، منتديات التصفية والتربية .
    ([51]) في: 01 فبراير2021م [حساب التويتر (أبو حذيفة عبد الحكيم حفناوي)].
    ([52]) ( كشف الشبهات ) سلسلة منشورات يصدرها محمد مرابط ، أمَّا( بيان تلبيس المفرقة ) ، و
    ([53]) (تُرَّهَات محمَّد كربوز) خالد حمودة ( منتديات التصفية والتربية ) ، وسيأتي مزيد بسط ذلك في مصرع الثرثرة .
    ([54]) (قوت القلوب في معاملة المحبوب 1/239 ) أبو طالب المكي (ت: 386هـ)
    ([55]) حساب ( التويتر ) محمد مرابط في 17 ماي 2021 .
    ([56]) صوتية (قطع النّزاع ، وهداية الأتباع ) محمد مرابط منتديات التصفية والتربية .
    ([57]) في 12 مارس 2019 م ( تويتر محمد مرابط )
    ([58]) ( الرَّدّ عَلى تَلبِيسِ البليد ، على قول الشيخ " لسنا عبيدا لعبيد") انظر أرشيف منتديات الإبانة .
    ([59]) مادىة صَوَتِيَّة ( قَطْعِ النَّزاعِ ) محمد مرابط ، منتديات التصفية
    ([60]) صوتية (قطع النّزاع ، وهداية الأتباع ) محمد مرابط ، منتديات التصفية والتربية .
    ([61]) هذا الجملة من كلام محمد مرابط جعلتها عليه ، (نقضُ الدّواهي ، من مقالةِ «التّشنيع» لنَبِيل بَاهِي ) منتديات التصفية
    ([62]) (الفتاوى الكبرى لابن تيمية 1/191) ابن تيمية (ت: 728هـ)
    ([63]) (نيل الاِبتهاج بتطريز الديباج ص 442 ) أحمد بابا التبنكي (ت: 1036 هـ)
    ([64]) (طبقات الحنابلة 1/329 ) أبو الحسين ابن أبي يعلى (ت: 526هـ)
    ([65]) ( فتاوي جدة 033 ) الألباني
    ([66]) يوتيوب (الامام بن باز: الشيخ محمدبن إبراهيم ليس بمعصوم في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله
    ([67]) مادة صوتية مفرغة (التحذيرات النيرة على لزهر سنيقرة /أهل الحديث الجزائر العصمة) بواسطة موقع ( الرَّد على الفراكسة )، وهو موقع صعافقة الجزائر مداره الذب عن رجال مجلة الإصلاح والطعن في الشيخ فركوس وإخوانه المشايخ .
    ([68]) (إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل ص 5 ) ”العلامة د. ربيع بن هادي
    ([69]) (إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل ص 15 ) العلامة د. ربيع بن هادي.
    ([70]) صوتية (قطع النّزاع ، وهداية الأتباع ) لأبي معاذ محمد مرابط منتديات التصفية والتربية .
    ([71]) ( بيان التأسيس ، لإبطال المنهج الخسيس ) منتديات (التصفية والتربية) .
    ([72]) (الشيعة وأهل البيت ص120 ) إحسان إلهي ظهير الباكستاني (المتوفى: 1407هـ).
    ([73]) رسالة (مسائل الْجاهلية ) محمد بن عبد الوهاب .
    ([74]) (بهجة المجالس ، وأنس المجالس ص127 ) ابن عبد البر القرطبي (المتوفى: 463هـ)
    ([75]) وَيضرب للرجل يكذب ثم ينسى فيحدث بخلاف ذلك (مجمع الأمثال 1/74 ) أبو الفضل الميداني (ت: 518هـ)
    ([76]) في 09/09/2020 م ( حساب تويتر محمد مرابط)
    ([77]) في 10/09/2020 م ( حساب تويتر محمد مرابط)
    ([78]) (النهج الثابت الرشيد في إبطال دَعَاوَى فالح ص 28 )العلامة د. ربيع بن هادي
    ([79]) (إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل ص25 ) العلامة د. ربيع بن هادي
    ([80]) من كلام محمد مرابط جعلته عليه ( زجر الوسواس الحلقة 02 ) منتديات التصفية و التربية .
    ([81]) (مفاتيح الغيب= التفسير الكبير27/ 469) قَال الفوزان:"تفسير الرازي أغلبه مبني على علم الكلام والمنطق والجدال فيه أشياء كثيرة منتقدة عليه ، ولكن لا يمنع أين يكون مع هذا فيه بعض الفوائد ، فطالب العلم المتمكن يقرأ فيه ، ليستفيد فيه مما فيه من الفوائد ، ويتجنب ما فيه من الأخطاء "( مقطع يوتيوب بعنوان يسأل عن تفسير الرازي ) .
    ([82]) (تبيين الحقائق للسالك لِتَوقِّي طُرُق الغواية وأسبابِ المهالك ) العلامة د / محمد فركوس
    ([83]) ( التعالُم 57 ) بكر بن أبو زيد (ت: 1429هـ)
    ([84]) صوتية (قطع النّزاع ، وهداية الأتباع ) لأبي معاذ محمد مرابط منتديات التصفية والتربية .
    ([85]) (مفتاح دار السعادة 1/30 ) ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)
    ([86]) (الفتاوى الكبرى لابن تيمية 1/191) ابن تيمية (ت: 728هـ)
    ([87]) صوتية مفرغة (جناية التمييع على المنهج السلفي) العلامة عبيد الله الجابري ، تفريغ نسيم منصوري .
    ([88]) (جناية التمييع على المنهج السلفي) ) العلامة عبيد الله الجابري
    ([89]) (القول الـمفيد 1/539 ) محمد صالـح العثيـمين (ت:1421هـ)
    ([90]) (الأصول من علم الأصول ص 49 ) محمد صالـح العثيـمين (ت:1421هـ)
    ([91]) صوتية (قطع النّزاع ، وهداية الأتباع ) لأبي معاذ محمد مرابط منتديات التصفية والتربية .
    ([92]) في 08 /09/2020 ( تويتر أبو معاذ محمد مرابط )
    ([93]) من مقدمة العلامة حسن البنا لكتاب :"التعصب للشيوخ " ص 5 .
    ([94]) ( التعصب للشيوخ ص 20 ) للشيخ أبي عبد الأعلى المصري راجعه وقدمه الشيخ حسن البنا
    ([95]) (تيسير الكريم الرحمن ص 407 ) عبد الرحمن السعدي (ت: 1376هـ)
    ([96]) (الحد الفاصل بين معاملة أهل الحق وأهل الباطل ) بواسطة ( قَنَاَةُ سَلَفيَةُ لِنَشْرِ فَوَائِدِ مَشَايِخِ السُنَّةَ ) في15 يوليو 2020
    ([97]) ذم التفرق – توفيق عمروني - ( مجلة الإصلاح ) العدد 62
    ([98]) (أجوبة فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي السلفية على أسئلة أبي رواحة المنهجية ص31 ) .
    ([99]) (منهاج السنة النبوية 2/518 ) ابن تيمية (ت:728هـ)
    ([100]) (الأمثال المولدة ص329 ) أبو بكر الخوارزمي، (ت: 383هـ)
    ([101]) (منهاج السنة النبوية 2/518 ) ابن تيمية (ت:728هـ)
    ([102]) (التنكيل بما في لجاج أبي الحسن من الأباطيل ص 6 ) العلامة ربيع بن هادي .
    ([103]) ( جناية أبي الحسن على الأصول السَلَفِيَّةِ من ص ( 1 إلى 6) )
    ([104]) صوتية (قطع النّزاع ، وهداية الأتباع ) محمد مرابط ، منتديات التصفية والتربية .
    ([105]) في 07 / 09 / 2020 م (تويتر خالد السلفي )
    ([106]) غردها مرابط في 08 /09/2020 ( هذه الفقرة مكونة من تغريدتين )
    ([107]) (النهج الثابت الرشيد في إبطال دَعَاوَى فالح - الحلقة الأولى ص07 )العلامة د . ربيع بن هادي
    ([108]) (هل يجوز التنازل عن الواجبات مراعاة للمصالح والمفاسد ص 3 ) العلامة د . ربيع بن هادي
    ([109]) (إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل ص13) العلامة د . ربيع بن هادي
    ([110]) صوتية (قطع النّزاع ، وهداية الأتباع ) لأبي معاذ محمد مرابط منتديات التصفية والتربية .
    ([111]) صوتية نشرها على حسابه ( التويتر ) .
    ([112]) صوتية (قطع النّزاع ، وهداية الأتباع ) محمد مرابط ، منتديات التصفية والتربية .
    ([113]) صوتية (قطع النّزاع ، وهداية الأتباع ) محمد مرابط ، منتديات التصفية والتربية .
    ([114]) (الرد على المخالف في الاسلام ص 56 )
    ([115]) (النهج الثابت الرشيد في إبطال دَعَاوَى فالح - الحلقة الأولى ص07 )العلامة د ربيع بن هادي
    ([116]) صوتية (قطع النّزاع ، وهداية الأتباع ) محمد مرابط ، منتديات التصفية والتربية .
    ([117]) في : 12/05/2019 م ( التويتر) .
    ([118]) صوتية نشرها على حسابه ( التويتر ) .
    ([119]) صوتية (قطع النّزاع ، وهداية الأتباع ) محمد مرابط ، منتديات التصفية والتربية .
    ([120]) صوتية (قطع النّزاع ، وهداية الأتباع ) محمد مرابط ، منتديات التصفية والتربية .
    ([121]) في 12/03/2019 - انظر ( الرَّدَّ عَلَى تَلْبِيسِ البَلِيدِ عَلَى قَولِ الشَّيخِ " لَسنَا عَبِيدًا لِعُبَيدٍ")
    ([122]) تغريدة في 22/10/2018 .
    ([123]) غرّدَ بِذَلِك محمد مرابط في ( 06/06/2018 ).
    ([124]) ( يا هذا أشفق على نفسك! ) محمد مرابط ( الصفحة 3 من تعليقه على مقاله وقفة اعتبار )
    ([125]) (براءة الأمناء ص33 )العلامة د. ربيع بن هادي
    ([126]) (إعلام الموقعين عن رب العالمين 2/ 175 ) ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)
    ([127]) مقطع صوتي (ما المقصود بقول الإمام أحمد رحمه الله " من ادعى الإجماع فقد كذب" وهل في هذا نفي الإجماع؟) بوابة صوتيات الألباني رحمه الله .
    ([128]) (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص182 ) عبد الرحمن السعدي (ت: 1376هـ)
    ([129]) ( شرح حلية طالب العلم ص 219- 220 ) محمد صالح العثيمين ( ت:1420هـ)
    ([130]) مادةٌ صوتية ( غباء ، وأي غباء يا لزهر ) محمد مرابط
    ([131]) (براءة الأمناء ص33 ) ) العلامة د/ ربيع بن هادي .
    ([132]) (بيان فساد المعيار حوار مع حزبي متستر ص10 ) العلامة د/ ربيع بن هادي .
    ([133]) (حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - وفقه الله - حلقة 08 والأخيرة )
    ([134]) (صوتية ( غباء ، وأي غباء يا لزهر ) محمد مرابط
    ([135]) (منتديات الآجري ) منقول منتديات التصفية لكنه غير موجود
    ([136]) بتصرف يسير جدا من مادة صوتية بصيعة يوتيوب (تجربة الشيخ صالح آل الشيخ في دراسة علم الهندسة) ، وهو مستل من حصة تلفزيزنية بعنوان (قصة نجاح معالي الوزير صالح آل الشيخ | لقاء الخميس) .
    ([137]) ( رفقا أهل السنة 6/ص 321 ) انظر كتب ورسائل عبد المحسن العباد البدر .
    ([138]) (زجرُ الوسواس وتأديبُ الخمّاس) محمد مرابط منتديات التصفية والتربية
    ([139]) ( كشف الشبهات رقم 96 ) محمد مرابط منتديات التصفية والتربية .
    ([140]) (بيان في التحذير من عبد الحميد العربي ( مشايخ الإصلاح )) منتديات التصفية والتربية .
    ([141]) صوتية (شرح رياض الصالحين الوجه الأول/ شريط 74 ) الشيخ محمد صالح العثيمين (ت:1421هـ)
    ([142]) (صوتية ( غباء ، وأي غباء يا لزهر ) محمد مرابط
    ([143]) (النهج الثابت الرشيد في إبطال دَعَاوَى فالح - الحلقة الأولى ص07 )العلامة د ربيع بن هادي
    ([144]) (صوتية ( غباء ، وأي غباء يا لزهر ) محمد مرابط
    ([145]) (مفتاح دار السعادة 2/185) ابن قيم الجوزية (ت: 751هـ)
    ([146]) هذه الفقرة من كلام محمد مرابط أراد به الطعن بها في أحد إخواننا الأفاضل ، فجعلتها عليه ، انظر ( زجر الوسواس ) محمد مرابط منتديات التصفية والتربية .
    ([147]) هذه الفقرة من كلام محمد مرابط أراد به الطعن بها في أحد إخواننا الأفاضل ، فجعلتها عليه ، انظر ( زجر الوسواس ) محمد مرابط منتديات التصفية والتربية .
    ([148]) (النهج الثابت الرشيد في إبطال دَعَاوَى فالح ص41 ) العلامة د/ ربيع بن هادي
    ([149]) ("من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه، فإنه يلوح له وجه تعسّفه" ) منتديات الإبانة .
    ([150]) (رد الصارم المصقول ص 26/ الحلقة 02 )
    ([151]) ( النهج الثابت الرشيد في إبطال دَعَاوَى فالـح ص 24 ) أشرطةٌ مفرغة للشيخ ربيع المدخلي
    ([152]) صوتية (قطع النّزاع ، وهداية الأتباع ) لأبي معاذ محمد مرابط منتديات التصفية والتربية .
    ([153]) من رد توفيق عمروني على الشيخ جمعة (نسف التصريح ص8 -) .
    ([154]) (النكت والعيون 5/304) أبو الحسن الماوردي (ت: 450هـ)
    ([155]) (فتح القدير 5/48) محمد الشوكاني (ت: 1250هـ)
    ([156]) (تفسير المراغي 26/71) أحمد المراغي (ت:1371هـ)
    ([157]) (الوسيط في تفسير القرآن المجيد 4/129 ) أبو الحسن الواحدي(ت: 468هـ)
    ([158]) (تيسير الكريم الرحمن ص789) : عبد الرحمن السعدي (ت: 1376هـ)
    ([159]) (حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس –وفقه الله- الحلقة 02 )
    ([160]) (الذريعة إلى مكارم الشريعة ص209 ) بالراغب الأصفهانى (ت: 502هـ)
    ([161]) (الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية 2/766 ) أبو نصر الفارابي (ت: 393هـ)
    ([162]) (معجم الفروق اللغوية ص509 ) أبو هلال العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2021-08-25, 02:26 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي عبد الرحمان

    تعليق


    • #3
      بوركت أخي محمد على المرور .

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
      يعمل...
      X