بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد؛
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : فكل حياة المسلم خير، و لكن من فضل الله عز وجل أن جعل أوقاتاً فضلها غيرها من الأيام، ليزداد فيها المسلم أعمالا صالحة، ويحصل على أجور مضاعفة، فهناك شهر رمضان المبارك، وما فيه من الخيرات، والأعمال الصالحة والمضاعفة للأجور...
... وهناك هذه العشر، عشر ذي الحجة التي اقسم الله جل وعلا في محكم التنزيل، وقال سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: "وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ".
بمناسبة حلول أفضل الأيام عند الله تعالى، العشر الأوائل من ذي الحجة.. نكمل بإذن الله تعالى في سرد بعض الفوائد، تعليقات ،أو شروح -لمشايخنا السلفيين الثقات - للأحاديث المنتقاة من صحيح الترغيب و الترهيب للإمام الألباني رحمه الله تعالى،من كتاب العيدين والأضحية، وكتاب الحج والصوم.
ترغيبا في العمل الصالح في هذه الأيام العشر المباركة ، ومايتعلق ببضع أحكام الأضاحي ، إلى الترغيب في صيام يوم عرفة و بيان فضل هذا اليوم.
~~~~~
أحاديث من كتاب الحج :
• عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله عز وجل من هذه الأيامِ. يعني أيامَ العشرِ".
قالوا: يا رسولَ الله! ولا الجهادُ في سبيلِ الله؟ قال:
"ولا الجهادُ في سبيلِ الله؛ إلا رجلٌ* خرجَ بنفسهِ ومالهِ، ثم لم يرجعْ من ذلكَ بشيءٍ".
*أي: جهاد رجل .
رواه البخاري والترمذي وأبو داود وابن ماجه.
المحدث: الشيخ الألباني رحمه الله.
خلاصة حكم المحدث: حديث صحيح.
____
شرح حديث "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام العشر"
⏪للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله.
التفريغ#
يقول الحافظ عبد العظيم بن عبد القوي المنذري رحمه الله تعالى في كتابه "كفاية المتعبد و تحفة المتزهد"، ماجاء في العمل في العشر من ذي الحجة،
قول ابن عباس رضي الله عنهما
قال : قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيهن أحبُّ إلى الله عز وجل من هذه الأيامِ العشر".فقالوا: يا رسولَ الله! ولا الجهادُ في سبيلِ الله تعالى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ولا الجهادُ في سبيلِ الله تعالى؛ إلا رجلٌ خرجَ بنفسهِ ومالهِ، فلم يرجعْ من ذلكَ بشيءٍ". أخرجه البخاري .
لنزال في الباب الثاني من هذا الكتاب "كفاية المتعبد"، والحافظ المنذري رحمه الله تعالى وهو يتعلق بفقه فضائل الصيام،و ذكر
رحمه الله تعالى جملة من الفضائل فيما يتعلق بالصيام عوما، وفيما يتعلق بصيام أيام من السَنة أو من الشهر، أو الأسبوع، و ذكر هنا رحمه الله تعالى ماجاء في العمل في عشرِ ذي الحجة، وأورد حديثا عاما
في فضل عموم العمل، في فضل عموم العمل في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، و إيراده ذلك رحمه الله تعالى في باب "فضائل الصيام" من أجل أنّ من جملة العمل الذي يُفعل في العشر الأيام الأوائل من ذي الحجة، عدا يوم النحر، ⏪الصيام،
فهو من جملة الأعمال الصالحة لأنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم عمّم، قال: "ما من أيام العمل الصالح فيهن "
فيشمل قوله " العمل الصالح" الصيام . فهو من جملة الأعمال الصالحة التي يحرص على القيام بها في العشر الأول من شهر ذي الحجة.
والعشر الأول من شهر ذي الحجة، أيامها خير الأيام ،
كما أنّ الليالي العشر الأخيرة من رمضان هي خير الليالي، فخير أيام السنة العشر الأول من ذي الحجة، وخير الليالي السنة العشر الأواخر من رمضان، وفي العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، ⏪وفي العشر الأوائل من ذي الحجة يوم عرفة، وهو سيّد الأيام، وخيرها و أفضلها.
⏪فالحاصل أنّ العشر الأول من ذي الحجة، أيام فاضلة عظيمة ومباركة، وهي خير أيام العمل الصالح، و ينبغي على العبد المسلم إذا وُفق لإدراكها أن يغنم العمل الصالح فيها، من صلاة و صيام، وصدقةٍ وغير ذلك من الطاعات والعبادات.
وأورد رحمه الله تعالى حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" ما مِن أيام العمل الصالح فيهن أحبّ إلى الله تعالى من هذه الأيام العشر" أي: العشر الأول من شهر ذي الحجة .
فقالوا: يارسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولا الجهاد في سبيل الله ،إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" قال أخرجه البخاري .
وهذا اللفظ الذي ساقه رحمه الله تعالى هو لفظ الترمذي في جامعه، أما لفظ الإمام البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم :" ما العملُ في أيامٍ أفضل من العمل في في هذه" أي: العشر الأول من ذي الحجة. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله" قال:"ولا الجهاد إلا رجلٌ خرج يُخاطر بنفسه وماله ولم يرجع بشيء" .
والحديث دلّ دلالة ظاهرة على فضل هذه العشر، وعظم شأنها وأنّها خير أيام العمل الصالح، وأنّ المسلم ينبغي أن يَغْنَم تلك الأيام وأن يحرص فيها على الأعمال الصالحة، ومن جملة العمل الصالح الذي يُحرَص عليه في هذه العشر : الصيام ، ولأجل هذا أورده المنذري رحمه الله تعالى بالأبواب المتعلقة بفضائل الصيام.نعم.
رابط المادة :
https://youtu.be
/KAzpDyRWSoU
~~~~
• وفي روايةٍ للبيهقي* قال:
"ما من عملٍ أزكى عندَ الله ولا أَعظم أجراً من خيرٍ يعملُه في عَشرِ الأضحى".
قيل: ولا الجهادُ في سبيل الله؟ قال:
"ولا الجهادُ في سبيلِ الله، إلا رجلٌ خرج بنفسهِ ومالِه فلم يرجعْ من ذلك بشيءٍ".
* قال: فكان سعيد بن جبير إذا دخلَ أيامُ العَشرِ اجتهدَ اجتهاداً شديداً، حتى ما يكادُ يُقدَرُ عليه.
المحدث: الشيخ الألباني رحمه الله.
خلاصة حكم المحدث: حديث حسن .
________
قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله :
"أيها المؤمنون : أرأيتم تجَّارَ الدنيا الحريصون عليها أشدَّ الحرص كيف أنهم إذا جاءت مواسم التجارة الدنيوية الرابحة يواصلون ليلهم بنهارهم ويبذلون جدَّهم ونشاطهم حتى إن بعضهم بعد انقضاء تلك المواسم ليسقط مريضًا من شدة نصَبه وتعبه في سبيل تحصيل شيء من حطام الدنيا ، وأهلُ الله وصفوته وخاصته أهل التجارة الرابحة والغنيمة البينة الواضحة التجارة الأخروية لا يفوِّتون هذه الفرصة العظيمة والموسم الثمين ، بل يجدِّون ويجتهدون وعلى الله جل في علاه قصد السبيل . نسأله جل في علاه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يوفقنا أجمعين لتعظيم هذه العشر وحُسن العمل فيها .
⏪لقد كان لهذه العشر -يا معاشر العباد- عند السلف شأنٌ عظيم ومكانةٌ علية ؛ روى المروزي في كتابه قيام الليل عن أبي عثمان النهدي رحمه الله تعالى قال : « كَانُوا -أي السلف- يُعَظِّمُونَ ثَلَاثَ عَشَرَاتٍ ؛ الْعَشْرُ الْأُوَلُ مِنَ الْمُحَرَّمِ , وَالْعَشْرُ الْأُوَلُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ , وَالْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ» . وكانوا يجتهدون في عشر ذي الحجة عبادةً وتقربًا إلى الله عز وجل اجتهادا عظيما ، فقد كان سعيد بن جبير رحمه الله تعالى -فيما رواه الدارمي في سننه- إذا دخلت العشر الأوَل من شهر ذي الحجة اجتهد فيها اجتهادًا شديدا حتى ما يكاد يقدِر ؛ أي من شدة اجتهاده رحمه الله .
فعلينا عباد الله أن ندرك فضلها وعظيم قدرها ، وأن نجاهد أنفسنا على حسن العمل فيها".
/خطبة "فضل ذي الحجة"، للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد؛
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : فكل حياة المسلم خير، و لكن من فضل الله عز وجل أن جعل أوقاتاً فضلها غيرها من الأيام، ليزداد فيها المسلم أعمالا صالحة، ويحصل على أجور مضاعفة، فهناك شهر رمضان المبارك، وما فيه من الخيرات، والأعمال الصالحة والمضاعفة للأجور...
... وهناك هذه العشر، عشر ذي الحجة التي اقسم الله جل وعلا في محكم التنزيل، وقال سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: "وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ".
بمناسبة حلول أفضل الأيام عند الله تعالى، العشر الأوائل من ذي الحجة.. نكمل بإذن الله تعالى في سرد بعض الفوائد، تعليقات ،أو شروح -لمشايخنا السلفيين الثقات - للأحاديث المنتقاة من صحيح الترغيب و الترهيب للإمام الألباني رحمه الله تعالى،من كتاب العيدين والأضحية، وكتاب الحج والصوم.
ترغيبا في العمل الصالح في هذه الأيام العشر المباركة ، ومايتعلق ببضع أحكام الأضاحي ، إلى الترغيب في صيام يوم عرفة و بيان فضل هذا اليوم.
~~~~~
أحاديث من كتاب الحج :
• عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله عز وجل من هذه الأيامِ. يعني أيامَ العشرِ".
قالوا: يا رسولَ الله! ولا الجهادُ في سبيلِ الله؟ قال:
"ولا الجهادُ في سبيلِ الله؛ إلا رجلٌ* خرجَ بنفسهِ ومالهِ، ثم لم يرجعْ من ذلكَ بشيءٍ".
*أي: جهاد رجل .
رواه البخاري والترمذي وأبو داود وابن ماجه.
المحدث: الشيخ الألباني رحمه الله.
خلاصة حكم المحدث: حديث صحيح.
____
شرح حديث "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام العشر"
⏪للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله.
التفريغ#
يقول الحافظ عبد العظيم بن عبد القوي المنذري رحمه الله تعالى في كتابه "كفاية المتعبد و تحفة المتزهد"، ماجاء في العمل في العشر من ذي الحجة،
قول ابن عباس رضي الله عنهما
قال : قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيهن أحبُّ إلى الله عز وجل من هذه الأيامِ العشر".فقالوا: يا رسولَ الله! ولا الجهادُ في سبيلِ الله تعالى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ولا الجهادُ في سبيلِ الله تعالى؛ إلا رجلٌ خرجَ بنفسهِ ومالهِ، فلم يرجعْ من ذلكَ بشيءٍ". أخرجه البخاري .
لنزال في الباب الثاني من هذا الكتاب "كفاية المتعبد"، والحافظ المنذري رحمه الله تعالى وهو يتعلق بفقه فضائل الصيام،و ذكر
رحمه الله تعالى جملة من الفضائل فيما يتعلق بالصيام عوما، وفيما يتعلق بصيام أيام من السَنة أو من الشهر، أو الأسبوع، و ذكر هنا رحمه الله تعالى ماجاء في العمل في عشرِ ذي الحجة، وأورد حديثا عاما
في فضل عموم العمل، في فضل عموم العمل في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، و إيراده ذلك رحمه الله تعالى في باب "فضائل الصيام" من أجل أنّ من جملة العمل الذي يُفعل في العشر الأيام الأوائل من ذي الحجة، عدا يوم النحر، ⏪الصيام،
فهو من جملة الأعمال الصالحة لأنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم عمّم، قال: "ما من أيام العمل الصالح فيهن "
فيشمل قوله " العمل الصالح" الصيام . فهو من جملة الأعمال الصالحة التي يحرص على القيام بها في العشر الأول من شهر ذي الحجة.
والعشر الأول من شهر ذي الحجة، أيامها خير الأيام ،
كما أنّ الليالي العشر الأخيرة من رمضان هي خير الليالي، فخير أيام السنة العشر الأول من ذي الحجة، وخير الليالي السنة العشر الأواخر من رمضان، وفي العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، ⏪وفي العشر الأوائل من ذي الحجة يوم عرفة، وهو سيّد الأيام، وخيرها و أفضلها.
⏪فالحاصل أنّ العشر الأول من ذي الحجة، أيام فاضلة عظيمة ومباركة، وهي خير أيام العمل الصالح، و ينبغي على العبد المسلم إذا وُفق لإدراكها أن يغنم العمل الصالح فيها، من صلاة و صيام، وصدقةٍ وغير ذلك من الطاعات والعبادات.
وأورد رحمه الله تعالى حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" ما مِن أيام العمل الصالح فيهن أحبّ إلى الله تعالى من هذه الأيام العشر" أي: العشر الأول من شهر ذي الحجة .
فقالوا: يارسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولا الجهاد في سبيل الله ،إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" قال أخرجه البخاري .
وهذا اللفظ الذي ساقه رحمه الله تعالى هو لفظ الترمذي في جامعه، أما لفظ الإمام البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم :" ما العملُ في أيامٍ أفضل من العمل في في هذه" أي: العشر الأول من ذي الحجة. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله" قال:"ولا الجهاد إلا رجلٌ خرج يُخاطر بنفسه وماله ولم يرجع بشيء" .
والحديث دلّ دلالة ظاهرة على فضل هذه العشر، وعظم شأنها وأنّها خير أيام العمل الصالح، وأنّ المسلم ينبغي أن يَغْنَم تلك الأيام وأن يحرص فيها على الأعمال الصالحة، ومن جملة العمل الصالح الذي يُحرَص عليه في هذه العشر : الصيام ، ولأجل هذا أورده المنذري رحمه الله تعالى بالأبواب المتعلقة بفضائل الصيام.نعم.
رابط المادة :
https://youtu.be
/KAzpDyRWSoU
~~~~
• وفي روايةٍ للبيهقي* قال:
"ما من عملٍ أزكى عندَ الله ولا أَعظم أجراً من خيرٍ يعملُه في عَشرِ الأضحى".
قيل: ولا الجهادُ في سبيل الله؟ قال:
"ولا الجهادُ في سبيلِ الله، إلا رجلٌ خرج بنفسهِ ومالِه فلم يرجعْ من ذلك بشيءٍ".
* قال: فكان سعيد بن جبير إذا دخلَ أيامُ العَشرِ اجتهدَ اجتهاداً شديداً، حتى ما يكادُ يُقدَرُ عليه.
المحدث: الشيخ الألباني رحمه الله.
خلاصة حكم المحدث: حديث حسن .
________
قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله :
"أيها المؤمنون : أرأيتم تجَّارَ الدنيا الحريصون عليها أشدَّ الحرص كيف أنهم إذا جاءت مواسم التجارة الدنيوية الرابحة يواصلون ليلهم بنهارهم ويبذلون جدَّهم ونشاطهم حتى إن بعضهم بعد انقضاء تلك المواسم ليسقط مريضًا من شدة نصَبه وتعبه في سبيل تحصيل شيء من حطام الدنيا ، وأهلُ الله وصفوته وخاصته أهل التجارة الرابحة والغنيمة البينة الواضحة التجارة الأخروية لا يفوِّتون هذه الفرصة العظيمة والموسم الثمين ، بل يجدِّون ويجتهدون وعلى الله جل في علاه قصد السبيل . نسأله جل في علاه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يوفقنا أجمعين لتعظيم هذه العشر وحُسن العمل فيها .
⏪لقد كان لهذه العشر -يا معاشر العباد- عند السلف شأنٌ عظيم ومكانةٌ علية ؛ روى المروزي في كتابه قيام الليل عن أبي عثمان النهدي رحمه الله تعالى قال : « كَانُوا -أي السلف- يُعَظِّمُونَ ثَلَاثَ عَشَرَاتٍ ؛ الْعَشْرُ الْأُوَلُ مِنَ الْمُحَرَّمِ , وَالْعَشْرُ الْأُوَلُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ , وَالْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ» . وكانوا يجتهدون في عشر ذي الحجة عبادةً وتقربًا إلى الله عز وجل اجتهادا عظيما ، فقد كان سعيد بن جبير رحمه الله تعالى -فيما رواه الدارمي في سننه- إذا دخلت العشر الأوَل من شهر ذي الحجة اجتهد فيها اجتهادًا شديدا حتى ما يكاد يقدِر ؛ أي من شدة اجتهاده رحمه الله .
فعلينا عباد الله أن ندرك فضلها وعظيم قدرها ، وأن نجاهد أنفسنا على حسن العمل فيها".
/خطبة "فضل ذي الحجة"، للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله.
تعليق