إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفريغ للكلمة التي بعنوان: «فضل كتاب الله والاهتمام به» للشيخ مصطفى بن وقليل حفظه الله .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفريغ للكلمة التي بعنوان: «فضل كتاب الله والاهتمام به» للشيخ مصطفى بن وقليل حفظه الله .

    بسم الله الرحمن الرحيم


    هذا تفريغ للكلمة التي بعنوان:
    «فضل كتاب الله والاهتمام به»

    لشيخنا أبي أسامة مصطفى بن وقليل حفظه الله .
    التي ألقاها ليلة الجمعة 24 شوال 1442هـ
    وكانت بمناسبة حفظ بنات أحد طلاب الشيخ القرآن كاملاً .
    جزى الله خيراً من فرغها.


    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
    هذه مناسبة طيبة فرحاً ببنات أخينا في الله موسى، أن أكملن حفظ كتاب الله، وهذه الوليمة لا بأس بها كما أفتوا علماؤنا بجواز الإيلام فرحاً بختم القرآن وهو من الفرح والله تعالى يقول: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون}[يونس- (58) ] وفُسر فضل الله القرآن وفُسر محمد وكل التفاسير هذه يستوعبها اللفظ، واختلافها من اختلاف التنوع هذا شيء يفرح به؛ أعظم ما يفرح به المؤمن أن يوفق لحفظ كلام الله رب العالمين هذا الكلام المبارك الذي أنزله الله على عباده طريقاً للهداية؛ أعظم ما يحصل به الهداية هو كلام رب العالمين كما قال الله -تبارك وتعالى-: {ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}[البقرة- (2)] وقال الله تعالى {هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ}[ البقرة 185] وقال تعالى: {قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي ۖ وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ} [سبأ- (50)]
    {قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي}: الضلال هو من الأهواء، من الأنفس.
    {وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي}: الهداية أعظم أسبابها: التعرض لكلام رب العالمين كلام الله -سبحانه- الكتاب المبارك قال الله تعالى: {وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ}[الأنعام-55] أي كثير البركة كثير الخير كيف لا وقد حوى معرفة الله حوى أسماء الله وصفاته سبحانه وتعالى تَعَرَّف به على ربك رب العالمين بالقرآن ، وَتَعَرَّف على الله، وتَعَرَّف إلى عباده تعَرّف إليهم بما في كلامه -سبحانه- أنزل القرآن ليعرفوه وليذكروه وليعبدوه وليتحاكموا إلى شرعه وحكمه -سبحانه وتعالى- له الحكم في الدنيا والاخرة -سبحانه- {أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ}[الأنعام- (62)].
    كلام الله مبارك عظيم البركة عظيم المنفعة أصل العلوم كلام رب العالمين أصل العلوم جميع العلوم النافعة أصلها في القرآن جميع العبادات أصولها في القرآن جميع الشرائع والتشريعات أصولها في القرآن؛ من أراد أصول العلوم فليأخذها من القرآن، ليكن همك كلام الله رب العالمين يكن وردك وصدرك إليه ترد ومنه تصدر، وما يمكن أن تصل إلى هذه الدرجة إلا إذا كنت شديد العناية بالقرآن الكريم وكذلك كان أصحاب رسول الله عندهم شدة عناية بالقرآن الكريم لهذا من توفيق الله أن تشغل وقتك وذهنك وقلبك بالقرآن قراءة وحفظاً وتدبراً وفهماً ومراجعة في التفسير؛ غريب القرآن وفي التفاسير التي ترجع إلى كلام السلف تفسير البغوي، تفسير ابن جرير وتفسير ابن كثير وابن السعدي وغيرها من التفاسير النافعة التي بنى أصحابها تفسيرهم فيها على كلام السلف والله تعالى أنزل على محمد القرآن فبلغه آياتٍ؛ ألفاظ ومعاني؛ القرآن مبلغ بألفاظه ومعانيه؛ كل ذلك منقول عن رسول الله ﷺ لمن أراد فهم القرآن؛ فعليه بكلام السلف تفاسير السلف يحرص طالب العلم على القرآن كما قلنا: فيه أصل العلوم أن تتعرّف إلى الله بأسمائه وصفاته، وان تتعرف إلى مواطن سخطه ومواطن رضاه، متى يرضى ومتى يسخط منهم أولياؤه ومنهم أعداؤه؟ كل هذا مبين في القرآن. ما هي عاقبة المتقين؟ عاقبة المطيعين؟ ما هي عاقبة الفجار عاقبة الكفار؟ وما الذي يرضيه عنك -سبحانه-؟ تعرف كيف ترضي الرب -سبحانه وتعالى- من القرآن الكريم.
    فحُريٌّ بطالب العلم أن يكون اهتمامه بالقرآن عظيمان ولا يتخلف عن قراءة القرآن والقيام به في الليل، وكذلك إن كان أهلاً؛ إذ لا يتخلف عن تدريسه؛ كما كان السلف، كثير من كبار الصحابة كان يُقرئ القرآن ويعلم القرآن قال ﷺ: {خيركم من تعلم القرآن وعلمه}. وقال ﷺ: {إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين}.
    قال الله -تبارك وتعالى- : {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}[العنكبوت-49] .
    كان القراء هم أهل العلم، وقال الله تبارك وتعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}[الأنفال-(2)] .
    القرآن له شأن عظيم في حياة المؤمن له شأن عظيم علينا جميعاً أن نهتم بكلام الله، نهتم كذلك بالتفاسير؛ كما قلت: يقرأ طالب العلم تفسيراً ميسراً ويجعله كالورد هذا ينبغي أن يكون في طلبة العلم تفسير مختصر تجعله كالورد لك تقرأه وحدك أو مع صديقك أو مع مجموعة من طلبة العلم ورداً له أثر عظيم خاصة بعض التفاسير التي ألفاظها محكمة فيها توفيق عقائده موافقة لعقيدة السلف تفسير من ابن السعدي تفسير الميسر طباعة -مجمع الملك فهد- فهذه التفاسير تصلح أن تكون كالمتون يتداولها طلبة العلم وكلما ختموها مرة أعادوا ختمها مرة ثانية فيها بركة؛ حفظ ألفاظ تفاسير العلماء المبنية على تفاسير السلف فيه بركة كبيرة.
    نسأل الله أن يوفقنا وجميع طلبة العلم للتفقه في كلام الله رب العالمين والاهتمام بكلام الله رب العالمين وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله انتقاداً لبعض علماء الأصول والفقه أنهم ذكروا أنه لا يحتاج العالم المجتهد أو المفتي إلى حفظ القرآن يكفيه أن يحفظ مواطن آيات الأحكام قال: هذا قصور عظيم؛ لأن أحكام الشريعة الأمر والنهي يتعلق بالقلب وباللسان والجوارح، القلب عليه واجبات وعليه ترك كثير من المنكرات أعمال القلوب هناك معارف هي علوم يجب الإيمان بها تصديقها والتزامها الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر القضاء والقدر وغيرها من أصول الإيمان، وهناك عبادات على القلب التزامها الخوف من الله والرجاء فيه سبحانه وحده والتوكل عليه والإنابة إليه والتواضع للإخوان المؤمنين، وأيضاً كثير من العبادات القلبية التي يجب أن تكون في كل مؤمن، وهكذا هناك محرمات على القلب، كذلك الإخلاص من الواجبات أن يكون عمله كله لله، وأيضاً هناك محرمات على القلب فيحرم عليك الرياء، الشرك بالله، العمل لغير الله،طلب المنزلة في قلوب الناس، هذه كلها أعمال قلبية ما تحبط الأعمال يجب أن تبرئ قلبك منها الكبر، العجب، احتقار الناس وغيرها من الأمراض القلبية؛ كذلك أمراض النفاق هذه كلها معاصي قلبية خطيرة، وجرائم قلبية خطيرة لابد أن تبرأ منها، وتجنب قلبك الوقوع فيها، وهذه موجودة في القرآن علاجها موجود في القرآن، وهكذا الألسن عليها واجبات شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، أذكار الصلاة، الأوراد وغيرها من العبادات اللسانية، وهكذا الجوارح الأحكام الشرعية في القرآن تشمل أحكام القلوب أعمال القلوب، تشمل كذلك أعمال اللسان وأعمال الجوارح وهذا كله موجود أصوله في القرآن لهذا الاهتمام بالقرآن ومعرفة أحكام القرآن شيء عظيم نفعه جليل على المؤمن أن يديم النظر في القرآن الكريم، قراءة القرآن ومراجعته وفيه العلاج لجميع أمراض القلوب من أمراض الشهوات والشبهات قال الله - تبارك وتعالى-: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}[الإسراء-(82)] القرآن فيه كله شفاء لجميع الأمراض تعلق القلب بغير الله تعلقه بالنساء تعلقه بالدنيا هذه أمراض كذلك أمراض الشبهات كشبهات أهل البدع علاجها في القرآن تجد العلماء ينزعون من القرآن يردون على أهل البدع هذا لعظم تعلقهم بالقرآن وحسن فهمهم لكلام الله؛ كثير من البدع يرد أهل العلم عليها ويردونها ويكشفون عورها من القرآن؛ انظر إلى كتب العقيدة، وتصفح الآيات المذكورة في كتب العقيدة آيات كثيرة يرد بها أهل السنة على أهل البدع؛ لأن القرآن فيه كل شيء خاصة ما يتعلق بالإيمان مسائل الإيمان وأصول الإيمان علمها في القرآن من التوفيق لطالب العلم أن يقصر عقله وذهنه وقلبه على القرآن وأنتم حريٌّ بكم يا طلبة العلم؛ حريٌّ بكم ألا تفرّطوا في كلام الله؛ حريٌّ بكم فأنتم يرجى منكم نفع الناس وإصلاح عقائد الناس إصلاح عبادات الناس هداية الناس إلى الصراط المستقيم، لابد أن يكون لكم ورد، لنا جميعا المتحدث وغيره، لا بد أن يكون عندنا اهتمام كبير! وانظروا إلى علماء الدعوة علماء الدعوة السلفية واهتمامهم وحسن نزعهم من القرآن استدلالاتهم من القرآن تدل على كثرة قراءتهم للقرآن واهتمامهم بالتفسير وهذه أصول عظيمة القرآن والسنة والإجماع هذه أصول أهل السنة كلام الله وكلام رسوله ﷺ أجمع عليه في السلف؛ هذه أصول السنة ترجع إلى ما أجمع عليه السلف من كلام الله وكلام رسوله ﷺ.
    نسأل الله أن يبارك لأخينا والحمد لله من فضل الله علينا وعلى كثير من الإخوان ختم أولادهم وبناتهم كلام الله هذه نعمة، ولكنها تحتاج إلى رعاية هذه هي نقطة البداية من حفظ كلام الله الآن سيبدأ بفهم كلام الله، ويقرأ كتب العقيدة، وكتب كذلك الفقه، ويقرأ أيضاً -كما قلنا- في التفسير والحمد لله إخوانكم يحاولون أن يقربوا لكم هذه العلوم بما معهم من العلم نسأل الله أن يوفقهم ويجزيهم خير الجزاء وتعاونوا على البر والتقوى ويهتم طالب العلم بحفظ كتب السنة بعد أن يحفظ كلام الله يحفظ سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويحفظ أيضاً المتون العلمية التي جعلها العلماء مقربة للأحكام الشريعة لا سيما كتب شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يقرأ الكتب النافعة العظيمة الإنسان يتقوى أو يحاول أن يحفظ ما استطاع وأن يحفظ أهله وأولاده أيضاً هذه المتون ففيها بركة كبيرة، و نحرص على تحفيظ أولادنا هذه المتون فمن استطاع أن ينفع أولاد المسلمين بتحفيظهم العقيدة السلفية فليفعل هذه والله فيها بركة عظيمة قد يحفظ الآن وهو صغير متن في العقيدة ألفاظه سليمة يضبطه ضبط جيد فيأتي اليوم الذي سيفهمه لو قرأ القرآن سيفهمه قرأ السنة سيفهمه وتحفيظ أولاد المسلمين ألفاظ العلم هذا مما قال ابن أبي زيد -رحمه الله- يهتم الإنسان إلى أن يوصل إلى قلوب أولاد المسلمين، أن يتسابق يسابق الشر إلى قلوب أولاد المسلمين عليكم أن تسابقوا الشر إلى قلوب أولادكم تحفظوا أولادكم كلام رب العالمين وكلام السلف وكلام العلماء قبل أن يغزوهم كلام الأشرار؛ هناك من الوسائل التي تبث الشر الآن بين المجتمعات الإسلامية وسائل خبيثة كفيلة بأن تهدم علم طالب علم عياذاً بالله لو لم يعتصم بالله.
    علينا أن نكف أولادنا عن هذه الشرور نسابق إلى قلوب أولادنا وعقول أولادنا بتحفيظهم النصوص الشرعية -كلام الله كلام رسوله- والمتون العلمية، والذي يعين على نشر هذه العلوم وتحفيظها للأولاد هذا مجاهد في سبيل الله رهنا، كذلك الذي يفهمه المعاني لكن الذي يحفظه ما هو: مجاهد؛ لأن تحفيظ أولاد المسلمين النصوص الشرعية هو وضع قاعدة عظيمة للإيمان. الرسول ﷺ بماذا بعث؟ بعث بوضع لماذا سمي الرسول رسوله كما قال السلف إنما الرسول مبلغ لمن؟ لكلام المرسل فهذا القرآن نصوصه وألفاظه جليلة النفع لهذا يحاول من وُلِّي على أولاد المسلمين يحاول قدر المستطاع أن يحفظ أولاده وأولاد إخوانه النصوص الشرعية كلام الله كلام رسوله ﷺ وكلام السلف، و يحاول يحفظ أولاد المسلمين النصوص هذه أعظم ما تنفع به أولاد المسلمين أنك تحفظهم النصوص لو وجدت مدارس تحفظ المتون هذه نرجوا أنها تعين على الدعوة وتعين على نشر الإسلام؛ الذي يُحفِظ القرآن ينشر الإسلام وكذلك أهم منها الذي يفهم المعاني صحيح لكن ابتداءً أولاد المسلمين الصغار نحاول أن نحفظهم المتون لعل الله أن يوفقهم ويشرح لهم هذه المتون ويعينهم على فهم كلام الله وكلام رسوله ﷺ.
    هذا إن شاء الله ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله لعلكم ترحمون والحمد لله رب العالمين وبارك الله في الجميع.
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2021-06-08, 01:51 PM.
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X