إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القرائن والبراهين على الأسباب التي أكثرت من الصعافقة والاحتوائيين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القرائن والبراهين على الأسباب التي أكثرت من الصعافقة والاحتوائيين

    بسم الله الرحمن الرحيم

    القرائن والبراهين
    على الأسباب التي أكثرت من الصعافقة والاحتوائيين
    ـــ . ـــ


    إنَّ الحمد لله، نحمده ونَسْتعينُه ونَسْتغفِرُه، ونعوذ باللهِ مِنْ شرورِ أَنْفُسِنا، ومِنْ سَيِّئات أعمالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِيَ له، وأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَه لا شريكَ له، وأَشْهَدُ أنَّ محمَّدًا عَبْدُه ورسولُه؛ أمَّا بعد:
    فإن المحق المنصف الذي يتجرد للحق لابد أن يكون صادقا في إقباله ويكون صادقا في أقواله وأفعاله التي تفضي إلى صدق حاله وتجعل الناس يحكمون عليه أنه من الصادقين.
    إذ ليس الصدق بالأقوال ولا الادعاءات إنما هو بالاعتقاد والأعمال.
    ومن حكمة الله جل وعلا أن الصادق يثبت بصدقه ويكون صديقا اذا اشتد عليه الأذى وقدر الله له البلاء ولنا العظة في قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع ابنه
    كما في قوله تعإلى: ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ﴾[الصافات 102].
    قال الشيخ ابن السعدي رحمه الله (مختصرا ): فلما بلغ معه الغلام (أي في السعي) اي أدرك أن يسعى معه وبلغ سنا يكون في الغالب أحب ما يكون لوالديه قد ذهبت مشقته وأقبلت منفعته.
    فلما أسلم أي إبراهيم وابنه اسماعيل جزما بقتل ابنه وثمرة فؤاده امتثالا لأمر ربه وخوفا من عقابه والابن قد وطن نفسه على الصبر وهانت عليه في طاعة ربه ورضى والده .. إلى قوله تعإلى إن هذا (الذي امتحن به إبراهيم عليه السلام لهو البلاء المبين) أي الواضح الذي تبين به صفاء إبراهيم وكمال محبته لربه وخلته، فدل على صدق التسليم وكمال الانقياد لله جل وعلا.
    ولما أراد الله جل وعلا أن يبطل دعوة الكاذبين الذين ذكرهم في قوله جل وعلا : ﴿ أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ﴾[الصافات 151]. أي من كذبهم الواضح ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون . ﴿أَصْطَفَى الْبَنَات عَلَى الْبَنِينَ﴾ [الصافات 153]؛ أي اختار البنات على البنين. ﴿مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [الصافات 154] ؛ هذا الحكم الجائر . ﴿أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [الصافات 155] ؛ وتميزون هذا القول الباطل الجائر ، فإنكم لو تذكرتم لم تقولوا هذا القول ﴿ أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ﴾ [الصافات 156] ؛ أي حجة ظاهرة على قولكم ، من كتاب او رسول. ﴿فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الصافات 157]. وكل هذا غير واقع ،ولهذا قال : فاتوا بكتابكم إن كنتم صادقين ؛ فإن من يقول قولا لا يقيم عليه حجة شرعية ،فإنه كاذب متعمد ، أو قائل على الله بلا علم .
    وقد كثر في هذا الزمان مثل هؤلاء الذين أقوالهم وأفعالهم لا قيمة لها أمام الحجة الشرعية، بل الحجة الشرعية هادمة لما هم عليه من باطل وهوى. فيثبتون انحرافهم بحجج داحضة أو أهواء فاضحة أو جهل مركب . وهذا لأسباب عدة وأفكار شتى وغايات متفرقة تصب كلها في الضلال والحال والمقال يشهدان بهذا .
    السبب الأول هو: التعصب المذموم والتقليد الأعمى.
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : وكثير من الناس يزن الأقوال بالرجال، فإذا اعتقد في الرجل أنه معظم قبل أقواله وإن كانت باطلة مخالفة للكتاب والسنة، بل لا يصغي حينئذ إلى من يرد ذلك القول بالكتاب والسنة، بل يجعل صاحبه كأنه معصوم، وإذا ما اعتقد الرجل أنه غير معظم رد أقواله وإن كانت حقا، فيجعل قائل القول سببا للقبول والرد من غير وزن بالكتاب والسنة.
    وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه للحارث بن حوط لما قال له: يا علي أتظن ان طلحة والزبير كانا على باطل وأنت على حق؟ فقال: لا يا حارث إنه ملبوس عليك. إعرف الحق تعرف أهله. إن الحق لا يعرف بالرجال وإنما الرجال يعرفون بالحق.
    وكل من اتخذ شيخا أو عالما متبوعا في كل ما يقوله أو يفعله، يوالي على موافقته ويعادي على مخالفته غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو مبتدع ضال خارج عن الكتاب والسنة سواء كان من أهل العلم والدين كالمشايخ والعلماء. أو كان من أهل الحرب والديوان كالملوك والوزراء وهذا هو الأصل الفارق بين أهل السنة والجماعة وبين أهل البدع والفرقة فإن أهل السنة والجماعة يجعلون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الإمام المطلق الذي يتبعونه في كل شيء، ويوالون من والاه ويعادون من عاداه ويجعلون كتاب الله هو الكلام الذي يتبعون كله ويصدقون خبره كله. ويطيعون أمره كله ويجعلون خير الهدي والطريق والسنن والمناهج هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وأما أهل البدع فينصبون لهم إماما يتبعونه أو طريقا يسلكونه يوالون عليه ويعادون عليه، وإن كان فيه ما يخالف السنة حتى يوالوا من وافقهم على بعده عن السنة ويوالون من خالفهم مع قربه من السنة. (جامع المسائل 463/1).
    وكلام الشيخ رحمه الله واضح جلي يشفي العليل ويروي الغليل لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
    جاء في الفتاوى الكبرى لابن تيمية (م1 ص461/462): وليس لأحد أن يحتج بقول أحد في مسائل النزاع وإنما الحجة: النص و الاجماع. ودليل مستنبط من ذلك تقدر مقدماته بالأدلة الشرعية لا بأقوال بعض العلماء؛ فإن أقوال العلماء يحتج لها بالأدلة الشرعية ، لا يحتج بها على الأدلة الشرعية . ومن تربى على مذهب قد تعوده واعتقد ما فيه ، وهو لا يحسن الأدلة الشرعية وتنازع العلماء . لا يفرق بين ما جاء عن الرسول وما تلقته الأمة بالقبول ، بحيث يجب الإيمان به وبين ما قاله بعض العلماء ، وتتعسر أو تتعذر إقامة الحجة عليه .
    ومن كان لا يفرق بين هذا وهذا لم يحسن أن يتكلم في العلم بكلام العلماء وإنما هو من المقلدة الناقلين لأقوال غيرهم ، مثل المحدث عن غيره والشاهد عن غيره والناقل المحمود يكون حاكيا لا مفتيا. (نقله الشيخ محمد بازمول حفظه الله)
    وأما أصحاب المفاهيم الخاطئة والتأصيلات الباطلة فهذا سببه التربية العلمية الفاسدة أو الغامضة ، التي تأتي عن الجهلة وأصحاب المناهج الفيحاء . فهم يعلمون ويربون الأتباع خاصة والناس عامة على طريقة صوفية كن مع الشيخ كما يكون الميت مع غساله . فالشيخ بلغ المنتهى في العلم والدراية ولا يخطئ ولايجوز كائنا من كان أن يخطئه . فتخطئته تعد قدحا وطعنا فيه زعموا، وهذا لكي ينشروا مذهب الهوى ويعموه بالردى تضليلا وزرعا للفتنة بين الناس وليس حال الصعافقة ببعيد. فهم أثبتوا التعصب المذموم وأرادوا أن يرسّخوه بالافتراءات والفبركة للفيديوهات وبتر المسموعات ظلما وزورا والحق ظاهر وبيّن لمن أراده ووفاه حقه بالبحث والنظر من غير تعصب ولا ادعاء .
    قال الشيخ بن برجس رحمه الله معنونا خطورة علماء السوء : الأمة لا تصاب بشر مثل إصابتها بوجود علماء السوء فإنهم يلبسون لباس أهل الحق ويلبّسون على الناس دينهم (شرحه على الأصول الستة)
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن الانسان قد يعرف أن الحق مع غيره ومع هذا يجحد ذلك لحسده إياه أو لطلب علوه عليه ، أو لهوى النفس. (مجموع الفتاوى 191-7)
    والذي خصه الشيخ رحمه الله بهذا الوصف فإنه يدل على الانحراف وخبث السريرة وغموض المنهج أن من كان وصفه هذا فهو راد للحق معرض عنه من غير نظر ولا بحث، فالغاية هي الطعن المفضي إلى التشتيت والتمزيق لصفوف أهل السنة وزرع الشك في قلوب الاحداث وكذلك يفعلون.
    قال الشيخ أبو عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله: الواجب على المسلم أن لا يظهر في غير مظهره، ولا خلاف ما يبطن، ولا خلاف حاله، ولا يحكم على نفسه بعلو مرتبته وسموها ولا يتكلف ما ليس له فان الخُلق من صدق الحال، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام "المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور " [نصيحة إلى مغرور]

    السبب الثاني:
    البطانة السيئة والمخالطة القبيحة مع من منهجه خفي أو غامض أو أنه مخالف أو مخذل فلا للعلم أقبلوا وتبحروا وأقاموا الحجة على الناس وبينوا ولا إلى المنهج انتسبوا وأصوله حققوا فما اجتهدوا إلاّ في الادعاء مع الانزواء وزرع الفتن بالافتراء ؛ لهذا كان لزاما أن نعرف بكلام العلماء هؤلاء لكي يتحرز منهم ويبتعد عنهم الأتقياء
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية : ولا ينبغي لأحد من أهل السنة والجماعة أن يخالط أحدا من أهل الأهواء حتى يصاحبه ويكون خاصته مخافة أن يستزله أو يستزل غيره بصحبة هذا. [مجموع الفتاوى 17/465]
    قال سفيان رحمه الله: ليس شيء أبلغ في فساد رجل وصلاحه من صاحب .[ الابانة لابن بطة 4-5]
    قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله معلقا: وذلك أن طباع الانسان مجبولة على الاقتداء والتشبه بمن يقارن، فمجالسة طلاب العلم تحرك في النفس الحرص على طلب العلم ومجالسة الزهاد تزهد في الدنيا ومجالسة المبتدعة وأهل الأهواء تردي في مهاوي البدع، ومجالسة الحريص على الدنيا تحرك في النفس الحرص على الدنيا وهكذا، ولهذا يلزم على المرء أن يختار من القرناء والخلطاء من يكون في خلطتهم خير ونفع وأن يحذر أشد الحذر من قرناء السوء، والتوفيق لصحبة الجليس الصالح معدود في أفضل النعم .
    قال الشيخ أزهر سنيقرة حفظه الله: الواضح لايصاحب ولايجالس إلا الواضح . وقال الشيخ العلامة أبو عبد المعز في ذكر صفة المصاحب: فاعلم أن الصاحب ساحب والمؤمن لا يصاحب إلاّ مؤمنا يزيد به إيمانا وقوة ويقينا ويجتمعان على حب الله وطاعته ويتعاونان على الخير والصلاح والعفو، وذلك الذب عني به الاسلام وأمر بالثبات عليه، قال عليه الصلاة والسلام "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز"رواه مسلم
    اما المقصر في الالتزام المضيع للأحكام فينصح وتعطى له الحقوق الاخوية العامة ولا يصاحب إلا عند الحاجة) الفتوى رقم 386
    ومن هنا نستفيد بالاستقراء والنظر في حال الناس والأصحاب والأخلاء أن الذين يضطربون كثيرا ولا يثبتون ويتلونون هم الذين يخالطون الغث والسمين وليس عندهم عزم ولا ولاء ولا براء فيكون منهجهم مبني على الشك وعدم اليقين.
    وصنف آخر يتعمد تكثير الأصحاب وإعطاء كل صاحب مبتغاه في مواقف المعتقد فهذا لا تجد له عدوا ولا طعانا فيه فقد جاء بتمييع خفي وماكر لا يعرفه إلا المبرزين في المنهج العالمين بهذه الخفايا. فأصحاب المنهج الحق يظهرون بهذا الحق لهذا قال عليه الصلاة والسلام (ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم) فدل الحديث على أصناف ثلاثة، طائفة منصورة وطائفة مخذلة وطائفة مخالفة.
    المنصورة؛ قال الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله وشفاه: فلله الحمد على نصرة من لا حول ولا قوة له إلا بالله، ثم بالحق والصدق والعدل والإنصاف الذي أزعج أهل الباطل والأهواء اندفعوا كالمجانين يخبطون خبط عشواء قد اعيتهم الحيل بعد فقدهم الحجج فلجؤوا إلى الكذب والمغالطات والتجهيل وافتعال التهم شأن كل ضال مبطل محارب للحق وأهله وناصرا للباطل وأهله . [كتاب بيان فساد المعيار حوار مع حزبي متستر]
    ذكر الشيخ حفظه الله: على أن المنصور هو بالحق والصدق والعدل والإنصاف وهذه هي صفات أهل الحق وسمات أهل السنة والجماعة الخلص الذين كما قال شيخ الاسلام رحمه الله (هم خير الناس للناس اعلم الناس بالحق وارحم الناس على الخلق، خيرهم للناس نازل وشر الناس اليهم صاعد)،
    فالله أكبر؛ ذكر الشيخ هذه الأوصاف مفصلة وكأنه في وسط كل ملتقى لجموع السلفيين على اختلاف الأمصار، وهو يصف حالهم مع الصعافقة الأغمار.
    الصنف الثاني: ألا وهم الذين أزعجهم أهل الإنصاف والحق بالصدع به وإظهاره للناس وتعليمهم اياه.
    فكأن الشيخ ربيع حفظه الله يتكلم عن الصعافقة ويفصل فيهم تفصيلا بينا،
    -قال أولا: هم أهل باطل وأهواء إنهم لا دليل لهم على ما هم عليه من الانحراف.
    - اندفعوا كالمجانين يخبطون خبط عشواء وهذا الذي فعلوه وشهدت عليهم الفيديوهات والصوتيات من البذاءة والطعن في الاخيار والتكذيب وذكر الاعراض، ومشايخنا من هذا براء.
    -قد أعيتهم الحيل بعد فقدهم الحجج لم يتركوا سبيلا إلا وسلكوه لأجل التسقيط وأن يغرّروا بالناس فيلبّسون عليهم ويخرجون من المحنة كالمسكين المظلوم، فلجئوا إلى الكذب والمغالطات وهذا الذي أتعبنا وأكثر اللغط، يكذبون ويكثرون المغالطات لأجل الإسقاط مع من اتخذوهم من الجهلة ذرائع لنشر هذا الباطل، والتجهيل وافتعال التهم فيتهمون طلبة العلم بالتصدر والتقدم بين يدي العلماء ويفتعلون التهم وينسبون المشيخة زورا وبهتانا لمن هو منها براء لأجل أبعاد الناس عن أهل الحق وجمعهم مع أهل الباطل هذا كله ضلال قد ظهر جليا في الصعافقة وبمن تشبه بهم أو كانت فيهم خصلة من خصالهم وقد ضللهم الشيخ ربيع حفظه الله في هذا الكلام الذي هو حجة عليهم في قوله حفظه الله: وهذا شأن كل ضال مبطل محارب للحق وأهله وناصر للباطل وأهله ، الله أكبر إنها شهادة من عالم بصير .
    فمن حارب أهل الحق فإنه ينصر أهل الباطل بالإلزام والعكس بالعكس.
    أما الثاني: فهم المخذلة، قال الشيخ العلامة بن سعدي رحمه الله (ومما يجب على المؤمنين ان يحذروا غاية الحذر من المخذلين المرجفين ومن المفسدين بينهم في السعي في الفتن والتفريق بينهم، إن هؤلاء اضر عليهم من العدو المحارب ...) مجموع المؤلفات 26/ص88
    فالشيخ رحمه الله يذكرهم وكأنه يعيش بين أظهرنا.
    - المخذلة يخرج منها أهل الإفساد بالافتراءات وتكثير النقولات المزعومة والتهم المشؤومة لكي يسقطوا أهل الحق ويبعدوا الناس عنهم ويخلوا لهم الجو للباطل وترويجه وتصدير المميعة وضعاف الدين وليس حال من ذهبوا يشتكون علماءنا إلى الشيخ ربيع والشيخ عبيد ببعيد، ظنوا أنهم سيفلحون وان لهم ذلك.
    -المخذلة يخرج منهم المرجفة الذين يكثرون التهويل والتخويف ويلتجئون إلى كل الوسائل وعلى سبيل ذلك التشكي والتبكي إلى ولاة الأمر من السلاطين والعلماء، والهدف هو القضاء على أهل المنهج الواضح وقطع التواصل الواقع بين طلبة العلم والعلماء لكي يتركوا الناس عامة وطلبة العلم خاصة بلا واسطة اهتداء فتكثر الفتن ويتجرأ على الدين وإحكامه كل جويهل .
    والحمد لله قد منّ الله علينا في بلدنا بأئمة وعلماء، وعلى رأسهم سماحة الوالد العلامة: أبو عبد المعز محمد علي فركوس، وأخويه العالم الأصولي المحقق: أبو عبد الرحمان عبد المجيد جمعة، وأبو الإفادة ومربي السلفيين الناقد الأمين: أبو عبد الله أزهر سنيقرة وإخوانهم من طلاب العلم وهم كثير جعلهم الله حصنا لنصرة الدين .
    قال الشيخ أزهر حفظه الله: إياكم والتخذيل ،اصدعوا بالحق ولا تتوانوا ،كونوا واضحين فالسلفي واضح.
    قال الشيخ عبد المجيد حفظه الله في جوابه على أحد الأسئلة نصه. قال السائل: شيخنا هل التخذيل مخرج من السلفية بارك الله فيك ؟ المخذول الذي يرى الحق ولا ينصره ويحث الناس ويأمر الطلبة بالاعتزال وعدم الخوض في مناصرته وهو أشد من المخالف .
    -المخذل شره عظيم خاصة مما عايشناه من بعض من انتسب إلى العلم، علّم الناس هذا الباطل وقعّد له قواعد فخرج على يده من لا يعرف المنهج السلفي وتعلم عنده أحكام ما أنزل الله بها من سلطان فاستفاد جهلا مركبا فأصبح يرى التخذيل صبرا وتؤدة وحكمة وهذه أصول حلبية منكرة؛ نصحح ولا نجرح! والنصيحة عندهم تبقى قائمة إلى الابد.
    وتوسع فيها الرمضانية والمآربة نسأل الله السلام والعافية .
    فالذي يجهل بأصول السلف فالواجب عليه التعلم وسؤال العلماء الثقات فهذا سبيل إلى الاصلاح وتصحيح الأحكام الباطلة والمعتقدات المنحرفة والالتجاء إلى العلماء برفع الشبه والازدياد بالهدى لا يصدر هذا إلا من متجرد للحق ومخلص في الإقبال عليه .
    الثالث: المخالف فهو الذي يُظهر المخالفة والعداء وشره واضح وضوح الشمس في رابعة النهار .
    وهذه الأخطار والشرور التي تكثر في هذه الأيام تتمثل في:
    -تكتل بعض المخالفين مع بعض المندسين لإسقاط السلفيين وقطع الطريق بينهم وبين طلاب العلم والمشايخ بالكذب والافتراء وتزيين الباطل نسأل الله العافية .
    -نصرة بعض المندسين أو أصحاب المناهج الغامضة المنزوية للصعافقة لخدمة أهدافهم القذرة من الطعن في المشايخ ووصفهم من ما هم منه براء .
    -ذكر الطعونات للعوام وحتى الذين لا يُصلّون فأصبحوا يسبون مشايخنا بالأسماء وهم لا يعرفونهم البتة.
    كسدت البضاعة حتى أصبحوا يجمعون النطيحة والمتردية واللّكع ومن كان على وزنه.
    -تصدر بعض الجهلة المغرورين وهم في الحقيقة مرتزقة بالمال بدعواهم أنهم يحبون المناظرة في نصرة ماهم عليه من هوى فأنى لهم ذلك! فنحن ليس عندنا شك في ديننا ونبرأ إلى الله أن نخرجهم من الظل الذي هم فيه إلى الشمس والإنارة .
    -سكوت من نحسبهم على خير وعدم إظهار البراءة من هذا المنهج الأفيح المخالف جامع الأشرار الطعانين في الأخيار أعطاه نفس وجعل له صولة ويا أسفى على تضييع مسألة الولاء والبراء التي هي أوثق عرى الايمان .
    فالنصيحة النصيحة لنا ولإخواننا بالرجوع إلى العمل بكلام العلماء والاستبصار بكل ما قعّده مشايخنا في تفنيد شبه أهل الباطل والهوى وتوثيق الوصال بيننا وبين العلماء وطلاب العلم الفضلاء؛ لأن المعتقد أن طلبة العلم هم همزة وصل بين الناس وأهل العلم فالطلبة ينقلون المسائل والعلماء يصدرون الأحكام .
    -قال الشيخ أزهر حفظه الله (عدم الرجوع إلى طلبة العلم في الأمور المهمات والمصالح العامة تجنبا للمفاسد ووقوعا في الزلات )
    -التكاتف على محاربة هذا المنهج الدخيل والشر الأصيل مع تصحيح الأخطاء في ما بيننا بطريق السلف وهذا يكون بتطبيق نصائح مشايخنا الأكابر فإن الوقت قد حان فيه وقت الامتحان فمن صدع بالحق وأظهره وعاد لأجله و والى فيه فهو منا ونحن منه وله مالنا وعليه ما علينا وإما غير ذلك من المخذلة وأهل المناهج الغامضة والمميعة الذين قال فيهم شيخنا أزهر حفظه الله (من يمسك العصى في الوسط) فنحن براء من هذه المناهج الفيحاء المطاطية العوجاء الخليط .
    وإليك نصائح الشيخ عبد المجيد حفظه الله :
    -من يعرف المنهج السلفي يجب عليه أن يتبرأ من هؤلاء الصعافقة ويظهر البراءة، (خاصة اذا كان من الاصحاب والاصدقاء)
    فهذا فيه اظهار للولاء والبراء وانه على منهجنا وطريقتنا.
    وقال الشيخ ومن لم يفعل ويخالطه فيلحق به ولا كرامة
    ومن لا يعرف المنهج كالعامة والجهال فإننا نبين لهم شر هؤلاء بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا فيه تنبيه كان من الشيخ لجميع الإخوة على الإكثار من التحذير من الصعافقة الأشرار والوقوف لهم وقفة رجل واحد، فلا نترك لهم سبيل ولا ذريعة لنشر هذا الفكر المفرق الهدام الذي بني على الطعن في الأخيار (ن ه)
    ومن الخير الذي يمس من يتبرأ من الباطل، أنه يتصف بالحق فالبراءة من الباطل تستلزم الالتزام بالحق.
    -فيه دلالة واضحة على تحقيق مسألة الولاء والبراء وهذا شرف لمن فعل فهو على طريقة أهل السنة والجماعة.
    المحافظة على نفسه وعرضه من الطعن واللمز وان يُلحقه الناس بأهل الأهواء والصعافقة .
    -يجنب نفسه الاتصاف بأوصاف المخذلة والمميعة ويكون من أهل المنهج الواضح وأهل الحق والهدى ندعو الله أن يجمعنا على خير وهدى وأن يجنبنا الرّدى وييسر لنا الطريق المستقيم .
    وكان هذا ردّا على ما وقع من المستجدّات والأحداث الباطلة، وإلا فإننا نعتقد التهميش لهؤلاء عملا بنصيحة شيخنا وإمامنا أبي عبد المعز العلامة محمد علي فركوس، ولكن لقاعدة: وإن عدتم عدنا -وهذا بنصح مشايخنا وعلمائنا- نبرأ إلى الله أن نتقدم بين أيديهم وأن نخذلهم أو نقر بالطعن فيهم حفظهم الله جميعا.

    ونصر بهم الدين والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل وسبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب اليك .
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2021-06-07, 12:19 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا أخي فيصل وبارك فيك

    تعليق


    • #3
      احسن الله اليك اخي فيصل وبارك الله فيك

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
      يعمل...
      X