إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القول المبين في أسباب النصر والتمكين من كلام رب العالمين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القول المبين في أسباب النصر والتمكين من كلام رب العالمين

    القول المبين في أسباب النصر والتمكين من كلام رب العالمين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين.
    أما بعد، فإنه ليحزننا ما يقع في بعض بلدان المسلمين من حروب، وخراب ودمار، وقتل للأنفس، واستحلال الأموال، واستباحة الأعراض الشريفة، وهذا طبع المؤمن يصاب لمصاب أخيه، ويحزن لحزنه.
    ومما نراه ونعايشه في واقعنا الأليم، ما يقع في البلاد الإسلامية وشعبها المسلم، أرض فلسطين وشعبها إخواننا الفلسطينيين؛ ففي كل مرة يتعرض إخواننا لهجمات عدوانية من طرف اليهود المغضوب عليهم أعداء الله تعالى وقتلة رسله –نسأل الله تعالى أن ينتقم منهم شر انتقام-، يقصفون المواطنين العزل، فتقتل أنفس، وتشرد عائلات، وترمل نساء، وييتم أطفال أبرياء، وتدمر مباني وسكنات.
    فإن هذا مما يحزننا، ونأسف لما يعانيه إخواننا في فلسطين.
    ومع كل عدوان ظالم من اليهود المحتلين تصدر ردود أفعال من المسلمين العرب وغيرهم؛ إذ ليست القضية الفلسطينية قضية عربية فحسب، بل هي قضية إسلامية تهم كل مسلم على وجه الأرض، فتكون ردود أفعال أبناء الوطن بالمقاومة الحربية –نسأل الله تعالى لهم النصر عليهم- فيجاهدون بما استطاعوا رغم قلة ذات اليد، حتى استعملوا الحجارة بأيديهم.
    وأما ردود المسلمين من غير الوطن الفلسطيني فمنها ما هو شرعي : كالدعاء والتضرع إلى الله تعالى، والتبرع بالأموال لفلسطين، ومحاولة بعض الدول إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، وما ينشره رواد مواقع التواصل الاجتماعي من كلمات مساندة ومشجعة لإخواننا وغيرها.
    ومن المواقف ما هو غير مشروع : كالمظاهرات، وما تحمله من بعض الشعارات البعيدة عن واقعنا اليوم اتجاهها.
    ومن أسوأ المواقف المنكرة المتاجرة بهذه القضية، وبأرواح المسلمين وبلادهم، فتجعل مطية للتكسب وجمع المال والله المستعان.
    إخوة الإيمان، إن كل مؤمن ليرجوا النصر العاجل على اليهود، كما نصر الله تعالى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم وجيشه من قبل ومكنهم، فهزم اليهود والمشركين وأذلهم الله تعالى على أيديهم، وإن هذا واقع لا محالة، فإن الله تعالى لايخلف وعده.
    إذ النصر من عند الله تعالى وحده، كما قال الله عز وجل {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ} [آل عمران 13].
    وقال تعالى {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران 123].
    وقال عز من قائل {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران 126].
    وقال تعالى {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران 160].
    وقال عز وجل {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال 10].
    وقال تعالى {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال 26].
    وقال تعالى {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} [التوبة 14].
    قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره (ص 129) : "فلا تعتمدوا على ما معكم من الأسباب، بل الأسباب فيها طمأنينة لقلوبكم، وأما النصر الحقيقي الذي لا معارض له، فهو مشيئة الله لنصر من يشاء من عباده، فإنه إن شاء نصر من معه الأسباب كما هي سنته في خلقه، وإن شاء نصر المستضعفين الأذلين ليبين لعباده أن الأمر كله بيديه، ومرجع الأمور إليه".
    لكن معشر المسلمين إذا طلبنا نصرة الله تعالى، فاعلموا أن علينا أسبابا لا بد أن نحققها وشروطا يجب أن نوفرها كما تحققت في جيش محمد صلى الله عليه وسلم الذي نرجوا عودته.
    وأساس تلك الأسباب والشروط :
    نصرة الله تعالى
    فإن نصرة الله عز وجل هي سبب النصر والتمكين للمسلمين، وفي ذلك يقول الله تعالى {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)} [الحج].
    وقال عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد 7].
    قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى في (21/193) : "يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله، إن تنصروا الله ينصركم بنصركم رسوله محمدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على أعدائه من أهل الكفر به وجهادكم إياهم معه لتكون كلمته العُليا ينصركم عليهم، ويظفركم بهم, فإنه ناصر دينه وأولياءه.
    كما حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة قوله{إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ}لأنه حقّ على الله أن يعطي من سأله، وينصر من نصره".
    قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى (10/77) : "وصف نفسه بالقوة والعزة، فبقوته خلق كل شيء فقدره تقديرا، وبعزته لا يقهره قاهر، ولا يغلبه غالب، بل كل شيء ذليل لديه، فقير إليه. ومن كان القوي العزيز ناصره فهو المنصور، وعدوه هو المقهور".
    ونصرة الله تعالى تكون بنصرة دينه ونبيه، يقاتل في سبيل الله مخلصا لتكون كلمته هي العليا كما قال العلماء المفسرون في ذلك.
    الإيمان بالله تعالى وعمل الصالحات
    الإيمان شأنه عظيم، فلا تصح أعمال العبد إلا به، وهو سبب دخول الجنة، ورفع الدرجات، ونبيل الولاية من الله، ومحبة الله، وبه تطيب الحياة، ومن ثمراته أن الله تعالى يدافع عن عباده المحققين للإيمان وينصرهم على عدوه وعدوهم.
    قال تعالى {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر 51].
    قال تعالى {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم 47].
    قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)} [الصف].
    وقال عز وجل {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر 51].
    وقال تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور 55].
    وقال تعالى {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران 139].
    دعاء الله تعالى الإلحاح عليه
    قال الله تعالى {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة 250].
    وقال تعالى {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة 286].
    وقال تعالى {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [آل عمران 147].
    وكذلك كان دأب الأنبياء والمرسلين
    فهذا نوح يقول كما حكاه الله تعالى عنه {قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ} [المؤمنون 26].
    وكذلك هود كما قال تعالى {قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ} [المؤمنون 39].
    التوبة والإنابة إلى الله تعالى
    قال تعالى {وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} [الزمر 54].
    وفي مقابل هذه الشروط، لابد من أمر آخر، وهو انتفاء أسباب الخسران والهزيمة، ومنها :
    اللجوء إلى غير الله تعالى والإشراك به
    فالمشركون الأولون طلبوا النصرة من غير الله تعالى، ولجؤوا إلى أوثانهم وأصنامهم فقال الله عز وجل فيهم {وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ} [192].
    وقال تعالى {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ} [الأعراف 197].
    وقال تعالى {أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ} [الأنبياء 43].
    وقال تعالى {أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَٰنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ} [الملك 20].
    وكذلك الحال في زماننا، فإذا تركنا اللجوء إلى الله تعالى وحده، وطلبنا النصرة من غيره، من الأولياء والصالحين، فإننا نحرم نصرة الله تعالى، إذ الاستغاثة بغيره من المقبورين أو الأحياء ممن يسمونهم أولياء شرك بالله تعالى، حرمه رب العالمين، ووعد أهله بالخسران المبين.
    الذنوب والمعاصي
    فإن أول ما يتهم العبد إذا تعرض للخسران نفسه، كقال تعالى {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى 30].
    وقال عز وجل {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} [هود 113].
    فذنوب العبد ومعاصيه سبب لخسرانه وتسلط الأعداء عليه، فعلينا معشر المؤمنين أن نراجع أنفسنا، ونكف عن معصية ربنا، حتى نحظى بنصر الله تعالى.
    العجب بالنفس
    إن من أخلاق المسلم التواضع لله تعالى، فلا يعجب بنفسه قوة أو كثرة، فأنها من أسباب الخسارة وعدم التمكين، كما قال الله تعالى {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} [التوبة 25] فعاتب الله تعالى المسلمين وبين خطر هذا الداء الذي هو العجب بالنفس، وبين الله تعالى أن الغلبة تكون بنصر الله تعالى لا بالكثرة والقوة.
    فعلينا معشر المسلمين كما قرأنا أن نحقق هذه الشروط، شروط النصر والتمكين، وأن نجتنب أسباب الهزيمة والخسران، حتى نحظى بتأييد ونصر رب العالمين.
    وأننا لنواسي إخواننا بفلسطين ونوصيهم بأن يصبروا ويثبتوا، فإن الصبر مفتاح الفرج، وإن مع العسر يسرا، وإن نبينا صلى الله عليه وسلم أوذي فصبر ونصر، وكذلك الأنبياء من قبل، كما قال الله تعالى قال تعالى {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَاوَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ} [الأنعام 34].
    فمن أردا النصرة أتى بأسبابها واتقى موانعها {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)} [العنكبوت].
    وإن على كل مؤمن نصرة إخوانه المسلمين، كل على حسب قدرته، ما يستطيعه كل مؤمن : دعوة صادقة مخلصا فيها لله تعالى سائلا ربه أن ينصر إخوانه.
    فاللهم يا حي يا قيوم انصر إخواننا في فلسطين، وكن لهم عونا ونصيرا.
    جمعت هذا على عجل فما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطئ فمني ومن الشيطان، راجيا الله تعالى أن يبصرنا بحقيقة أسباب النصرة والأخذ بها.
    وسبحانك الله وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
    كتبه : أبو البراء يوسف صفصاف.
    10 شوال 1442
    23 ماي 2021

  • #2
    جزاك الله خيرا أخي أبا البراء.
    اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
    وسيم بن أحمد قاسيمي -غفر الله له-

    تعليق


    • يوسف صفصاف
      يوسف صفصاف تم التعليق
      تعديل التعليق
      آمين وإياك أخي الحبيب
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X