إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفريغ الدرس الأول في شرح كتاب الصيام من عمدة الأحكام لفضيلة الشيخ أبي عبد الله أزهر سنيقرة حفظه الله من دورة الإبانة العلمية الثانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [تفريغ] تفريغ الدرس الأول في شرح كتاب الصيام من عمدة الأحكام لفضيلة الشيخ أبي عبد الله أزهر سنيقرة حفظه الله من دورة الإبانة العلمية الثانية

    الدرس الأول في شرح كتاب الصيام من عمدة الأحكام لفضيلة الشيخ أبي عبد الله أزهر سنيقرة حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله:
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
    (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
    أما بعد:
    فإن أصدق الحديث كتاب الله،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها،وكل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة.
    أولا نحمد جل وعلا الذي يسر لقاءا آخر،ضمن هذه الدورة الثانية التي تُبث عبر إذاعة الإبانة،ونحن نعيش هذه الأيام مستقبلين شهر الصيام،ومما جرى عليه عمل علمائنا وهدي سلفنا،أنهم يتقصدون التذكير بما ينبغي أن يتذكره المسلم،وهو يستقبل هذا الركن العظيم من أركان دينه،وهذه الأيام والليالي المباركات من هذا الشهر العظيم،الذي كان نبينا عليه الصلاة والسلام يُبشر أصحابه بمقدمه،ونحن ولله الحمد على خطاهم وعلى هديهم نسير.
    ارتأينا أن تكون مدارسة أو أن يكون تذكير بما يتعلق بأحكام هذه العبادة،من خلال مدارسةٍ من متن من متون علماء هذه الأمة،وبالأحرى كتاب الصيام منه وجرى اختيار عمدة الأحكام من كلام خير الأنام عليه الصلاة والسلام،للامام الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي رحمة الله تبارك وتعالى عليه،والذي وُلد في السنة الواحدة بعد الأربعين بعد المئة الخامسة من هجرة النبي عليه الصلاة والسلام،وتوفي عليه رحمة الله سنة ستمئة لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
    مخلفاً أثراً طيباً وعلماً نافعاً ومصنفات كثيرة خاصة فيما يتعلق بالأحاديث و الفقه عموما،ومن هذه التركة المباركة هذا الكتاب الذي على اختصاره وقلة أحاديثه والتي لا تتجاوز الربعمئة وثلاثين حديثا،كلها في الأحكام بدءاً بكتاب الطهارة وانتهاءاً بكتاب العتق.
    هذا المتن المبارك الذي سببه إجابة هذا الامام لطلبٍ من طلبات طلبة العلم الذين كانوا في أيامهم يحرصون الحرص الشديد،على تحصيل العلم وعلى حفظه وعلى مدارسته وما إلى ذلكمن مثل هذه الأمور .
    قال المقدسي عليه رحمة الله في مقدمته لهذا الكتاب :أما بعد فإن بعض إخواني سألني اختصار جملة من أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الإمامان،أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن إبراهيم البخاري،ومسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري،فأجبته إلى سؤاله رجاء المنفعة به.
    المنفعة بهذا المتن الطيب الذي جمع فيه الحافظ المقدسي ما صح من أحاديث رسول الله،بل ما خرَّجه الإمامان البخاري ومسلم فيما يتعلق بأحاديث الأحكام،ولهذا جاء هذا المتن مختصر مقارنة مع غيره في بابه كالمنتقى والمحرر والبلوغ الذي ما اقتصر فيه أصحابه على ما جاء في الصحيحين .
    وقال في خاتمة هذه المقدمة:وأسأل الله أن ينفعنا به ومن كتبه أو سمعه أو قرأه أو حفظه أو نظر فيه،وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم،موجباً للفوز لديه في جنات النعيم،فإنه حسبنا ونعم الوكيل.
    ختمه بهذه الخاتمة الطيبة التي فيها هذا الدعاء المبارك،أن ينفع الله جل وعلا به خمس:
    من صنفه وهو الحافظ المقدسي، ومن كتبه وكاتبه والكتابة بأي وسيلة كانت سواء كان بالقلم والقرطاس،أو ما كان بهذه الوسائل الحديثة،وسامعه سواء على الطريقة الأولى السلفية في مجالس الإقراء أو في مجالس الشروح للأحاديث، فهذا كله يدخل تحت هذا الدعاء أن المصنف دعا لسامعه،وحافظه الذي يحفظ هذا المتن بحفظ أحاديثه وهذا الذي ننصح به طلبتنا،مادام أنه متن مختصر وأنه فيما صح من أحاديث رسول الله فيما رواه الشيخان،وأنه متعلق بالأحكام ونحن أحوج ما نكون إلى النصوص المتعلقة بالأحكام،وأضاف إليه والناظر فيه يعني حتى الذي نظر وتصفح هذا الكتاب فإن هذا الدعاء المبارك يشمله .
    وفي النهاية سأل الله عز وجل أن يجعله خالصا لوجهه،وهذا من باب أنه أصل في قبول سائر الأعمال وأن الخلاص إنما بالاخلاص،وأن يجعله موجباً للفوز لديه لأنه عمل صالح،بل إنه من العمل الذي لا ينقطع بموت صاحبه لقول النبي عليه الصلاة والسلام :إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث،وذكر من هذه الثلاث:أو علم يُنتفع به،ترك من بعده علماً سواء أودعه كتاباً صنفه،أو أودعه قلوب طلبته وكانوا على طريقته من بعده،في نشر العلم وتعليم الناس وهذا فيه خير عظيم .
    هذا الكتاب الذي سماه مصنفه بعمدة الأحكام من كلام خير الأنام،ويُطلق عليه بكتاب العمدة الصغرى أو عمدة الأحكام الصغرى يعني تمييزا له عن كتابه الآخر عمدة الأحكام الكبرى وهذا لأن هذا مختصر .
    المهم هذه اطلالة مختصرة مقدمة لهذه الحلقة،أردنا من خلالها بإيجاز أن نشرح أو أن نذكر السبب في تصنيف هذا الكتاب،وبركة هذا الكتاب وموضوع هذا الكتاب.
    ومثل هذه الكتب إخواني كتب مباركة كيف لا ؟ وهي تحوي في طياتها الوحي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
    وهذه لا شك ريب أنها بركة وأية برك،وهي أصل العلم بعد الأصل الأول العلم قال الله قال رسوله عليه الصلاة والسلام.
    وموضوعنا من هذا الكتاب هو كتاب الصيام كتاب الصيام من كتاب بلوغ المرام ،وعادة الفقهاء وعادة المحدثين أنهم يقسمون كتبهم هذا التقسيم، فيجعلون المصنف أو الكتاب الأصل سواء كان في الأحاديث سواء كان من الجوامع أو من السنن أو ما إلى ذلك،التي سار فيها أصحابها على طريقة الأبواب،يُقسمون هذا المصنف إلى كتب،وفي باب الفقه العادة أنهم يبدؤون بكتاب الطهارة،لأنه مقدمة الكتب الأخرى جميعا،ولأن هذه المواضيع البدء إنما يكون بباب أو بكتاب الصلاة ولما كانت الطهارة سابقة للصلاة كان كالمقدمة لهذا الكتاب،فيبدؤون بكتاب الطهارة ثم بكتاب الصلاة،وهذا الذي جرى عليه عمل العلماء سواء من المحدثين أو من الفقهاء، جريا على ما تضمنه حديث جبريل عليه السلام وحديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما.
    حديث جبريل الذي فيه بيان التفصيل في الأحكام بما يُبدأ به وبما يُختم به،بأمر الله جل وعلا بالصلاة في باب العبادات قبل غيرها من الأحكام،أن تقيم الصلاة وأن تؤتي الزكاة .
    وكذا حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما في هذا الباب،وإن كان في المتفق عليه جاء بتقديم الحج على الصيام،وجاء عند مسلم بتقديم الصيام على الحج،ولهذا البخاري في ترتيبه سار على هذا الترتيب مقدما الحج على الصيام،ومسلم لما كان لفظه بتقديم الصوم على الحج بدأ بكتاب الصيام قبل كتاب الحج.
    وكذا المصنف وكأنه رجح ما ذهب إليه ابن عمر رضي الله تعالى عنه وأرضاه،خاصة أنه سئل يعني لما روى الحديث بني الاسلام على خمس قال:شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله،وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان والحج،فقيل له أي ابن عمر الحج وصوم رمضان ،كأنه يريد أن يصحح له قال:لا صوم رمضان والحج،والراوي أدرى بمرويه كما يُقال،وإن كانت الأحاديث المتفق عليها كما قلت بتقديم الحج على الصيام،وهذا على كل حال من باب أن أهمية الصيام لا شك ولا ريب عظيمة لأنه الركن الذي يتكرر في كل عام،بخلاف الحج قد يكون ركن العمر يعني وهذا يجزئ صاحبه،أن يحج مرة في عمره حجة الاسلام التي تُسمى وتُعرف بحجة الاسلام.
    المصنف عليه رحمة الله قدم كتاب الصيام والكتاب دائما وأبدا يكون جامع لأبواب تحته،ولهذا قال الشيخ العثيمين: أن الكتاب يكون للجنس والباب للنوع والفصل لمفردات المسائل.
    لأن التقسيم يكون أولا بالكتاب ثم بالباب ثم بالفصل،فكتاب الطهارة مثلا جنس أنواعه باب المياه وباب الآنية وباب الوضوء وباب الغسل وهكذا.
    فكتاب الصيام كذلك يُقال هذا جنس،ولأن ما سبقه في الصلاة والزكاة وهذا هو الصيام كلها جنس.
    ورتب العلماء رحمهم الله الفقه في باب العبادات على حسب حديث جبريل عليه السلام وحديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما في بعض ألفاظه، فقدموا الصلاة ثم الزكاة ثم الصيام ثم الحج ذكر هذا في الشرح الممتع في مقدمة أو بداية شرحه لكتاب الصيام عليه رحمة الله تبارك وتعالى.
    والصيام كما عرفه العلماء:صام يصوم صوماً أو صياماً كلاهما مصدر لهذا الفعل لفعل صام.
    والصيام في اللغة هو: مجرد الإمساك يعني أن يُمسك المرء عن فعله سواء كان كلاما أو ما إلى ذلك،ولهذا قال الله تبارك وتعالى في بيان هذا المعنى أي المعنى اللغوي في قوله لمريم عليها السلام:{فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا }مريم.
    إمساكها عن الكلام هذا بالنسبة لحالها صيام،بمعنى إمساك عن الكلام لا تكلم أحدا من الناس لأجل هذا .
    ويذكرون كذلك في هذا الباب استدلالاً بكلام العرب لقول النابغة عليه رحمة الله تبارك تعالى لما قال:وخيل صائمة وخيل غير صائمة،خيل صائمة يعني ممسكة عن العدو أو ممسكة عن السير،وهذا يعني مما يُستدل به يُستدل بكلام العرب على المعاني اللغوية،فقوله أي النابغة:
    خيل صيام وخيل غير صائمة
    تحت العجاج وأخرى تعلك اللُجما
    بمعنى أن الصيام هو بمعنى الإمساك في لغة العرب،صائمة بمعنى ممسكة عن السير،العرب يقولون هذا يقولون عن الأرض أنها صائمة إذا أمسكت عن إنبات النبات.
    ومن هذا المعنى جاء الصيام في الشرعي يعني في معناه الشرعي هو:إمساك عن أنواع المفطرات ما تعلق بشهوة البطن من الطعام والشراب،وما تعلق بشهوة والفرج كلها تعتبر من المفطرات،وهذا في وقت مخصوص من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
    ويجب أن يُضاف في التعريف الشرعي لفظة تعبداً يعني هذا الترك ليس مجرد ترك،الترك التعبدي الذي تركه التارك تعبداً لله،يعني لو أن انسان امتنع عن هذه المفطرات من غير هذه النية لا يُثاب على فعله ولا يكون عابداً بصيامه،الشرط بأن يكون بنية التعبد هذا الذي يشترطه العلماء في هذه المسألة، تفريقا بين ما كان تعبدا لله جل وعلا وما كان مجرد إمساك،إمساك طبيب مثلا يأمره بالإمساك عن الطعام حمية فيفعل هذا حمية،ليس بنية التعبد هذا لا يكون عند الله تبارك وتعالى عابدا لله عز وجل.
    هذا عن معنى الصيام والصيام إنما شُرع لمقاصد عظيمة ولحكم جليلة من هذه الحكم،والمقاصد ما ذكره العلماء ذكر الشيخ آدم الأثيوبي في شرحه لصحيح مسلم في المسألة الخامسة من هذا الكتاب قال في بيان حكمة مشروعية الصيام،ومشروعية الصيام أو فرضية الصيام كانت في السنة الثانية للهجرة بإجماع العلماء،وبالتالي فإن النبي عليه الصلاة والسلام قد صام من هذه السنة إلى أن توفاه الله تبارك وتعالى،توفاه في السنة الحادية عشر لهجرته في شهر ربيع الثاني،فصام هذه السنوات كلها صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
    قال الشيخ:اعلم أن من حكمة مشروعية الصيام كونه موجباً لسكون النفس،وكسر سورتها في الفضول المتعلقة بجميع الجوارح،من العين واللسان والأذن والفرج فبالصوم تضعف حركته في محسوساتها،وكونه موجباً للرحمة والعطف على المساكين،فإن الانسان إذا ذاق ألم الجوع في وقتٍ تذكر حال المساكين في سائر الأوقات،فيُسارع إلى الإحسان إليهم لدفع ألم الجوع عنهم فينال بذلك حُسن الجزاء من الله تبارك وتعالى.
    قال الزُرقاني عليه رحمة الله:شُرع الصيام لفوائد أعظمها كسر النفس وقهر الشيطان،الشبع نهر في النفس يَرِدَهُ الشيطان،والجوع نهر في الروح تَرِدَه الملائكة،ومنها أن الغني يعرف قدر نعمة الله عليه،بإقداره على ما مُنع منه كثيرا من الفقراء،من فضول الطعام والشراب والنكاح،فإنه بإمتناعه من ذلك في وقت مخصوص،وحصول المشقة له بذلك يتذكر به من مُنع ذلك على الإطلاق،فيوجب ذلك شكر نعمة الله عليه بالغنى، ويدعوه إلى رحمة أخيه المحتاج ومواساته بما يُمكن من ذلك.
    وهذا أمر مطلوب وهو من المقاصد الشرعية في هذا الباب،و أول حديث من أحاديث هذا الكتاب،أي كتاب الصيام من عمدة الأحكام،حديث النبي صلى الله عليه وسلم،قال المصنف عليه رحمة الله في هذا الحديث وهو أول أحاديث الصيام:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:لا تقدموا رمضان - الأصل لا تتقدموا رمضان يعني بأن تصوموا قبله بيوم أو يومين – لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين .
    هذا الحديث فيه النهي عن تقدم رمضان، أي بمعنى أن يتقدم الصائم على الصيام الذي أُمر به،والذي أُمر به هو أن يصوم هذا الشهر،والنبي صلى الله عليه وسلم علق هذا بما جعله سبباً لهذا الصيام ألا وهو الرؤية بمعنى رؤية هلال هذا الشهر لقول الله تبارك وتعالى:{ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} البقرة.
    ومعنى شهد أي يُفسره حديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:إذا رأيتموه فصوموا،يعني علق الصيام بالرؤية لا بغيرها.
    وفي هذا الحديث بيان لمخالفة أهل الضلالة، ممن يتقصدون مثل هذا الفعل كما هو صنيع الروافض ،الروافض يتقصدون التقدم على صيام الشهر بصيام يوم أو يومين،يزعمون أن هذا من باب الاحتياط لهذه العبادة.
    وفي الحقيقة نحن ما أُمرنا إلا بالإمتثال وما أُمرنا بالتشريع مع المُشرع جل وعلا مع الله تبارك وتعالى،لأننا لن نكون أعلم منه جل وعلا،يعني أعلم من الله تبارك وتعالى،والله جلوعلا قال: { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} الملك ،بلى الله تبارك وتعالى يعلم هذا وقد قدره.
    والصيام عبادة مؤقة بوقت سواء أيام بداية الصوم فيها،أو بوقت الصيام في كل يوم من هذه الأيام أن نبدأ من بعد طلوع الفجر إلى غروب الشمس،هذا هو الصيام الذي أوجبه الله جل وعلا علينا وتعبدنا به،يعني بالنسبة للصيام الواجب لأن العلماء يذكرون من أنواع الصيام الواجب،والصيام الواجب هو: صيام رمضان فحسب ولا يجب علينا صيام غير هذا الشهر .
    وصيام التطوع،صيام التطوع ولله الحمد والمنة كثير،أن يصوم الاثنين والخميس،أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر الأيام البيض،أن يصوم الست من شوال بعد رمضان،أن يصوم ما استطاع من الأيام في شعبان وهو مقدمة لصيام رمضان،وأن يصومها في النصف الأول لا في النصف الأخير،لأننا نُهينا عن صيام النصف الأخير ،إذا انتصف شعبان فلا تصوموا،على قول من صحح هذا الحديث ومن أعله فشيئ آخر،والصحيح أن الحديث هذا صحيح كما حقق في هذا الشيخ الألباني عليه رحمة الله تبارك وتعالى.
    هذه أنواع الصيام المستحبة التي ندبنا إليها نبينا عليه الصلاة والسلام فقوله: لا تقدموا رمضان بصوم يوم،يعني لا تتقدموا هذا الصيام ولو بيوم ولا يومين،ونهى عن صيام اليوم الذي يُشك فيه واليوم الذي يُشك فيه يكون فيما هو قبل رمضان بيومين،قال:إلا رجلا كان يصوم صوما فليصمه ،رجل كان يصوم يوماً وهذا الحديث رواه البخاري في كتاب الصوم باب لا يتقدمن رمضان بصوم يوم ولا يومين،وأخرجه كذلك مسلم في كتاب الصيام باب لا تقدوا رمضان بصوم يوم ولا يومين،وهذا اللفظ له يعني اللفظ لمسلم عليه رحمة الله تبارك وتعالى،وأخرجه كذلك أبو داوود وأخرجه النسائي وغيرهم والترمذي وابن ماجة في كتاب الصيام من سننهم جميعا عليهم رحمة الله تبارك وتعالى.
    قال: إلا رجلا كان يصوم صوماً فليصمه،يعني كانت عادته أن يصوم أياماً مخصوصة،والأيام المخصوصة التي جاءت السنة بصومها واستحباب صومها،مثل الاثنين والخميس مثلا ،إذا كانت عادته أن يصوم كل من الاثنين والخميس ووافق تقديم رمضان بيوم أو يومين صيام أحد هذين اليومين فإنه يصومه جرياً على عادته، أو إذا كان يصوم الثلاثة أيام من كل شهر أيام البيض ووافق هذا تقدم رمضان بيوم أو يومين له أن يُتم صيامه لأنه عادته،هذا إذا تحقق هذا وهذا في الحقيقة لا يتحقق وهذا قد نجعله مما يُعرف بالألغاز الفقهية،لأن الأيام البيض تكون في منتصف الشهر ولا تكون في آخر الشهر،فلا يمكن أن يُوافق هذا صيام يوم من أيام البيض،هذا تنبيهاً فقط .
    والنهي هنا يُحمل على التحريم بمعنى أنه لا يحل لمسلم أن يتقدم صيام رمضان بمثل هذا الصيام،قُبيل رمضان بصيام يوم أو يومين،والعلة في هذا واضحة لأن هذه العبادة مخصوصة ولابد من التفريق بين العبادات،مثل ما نهى النبي عليه الصلاة والسلام أن تُصلى النافلة بعد الفريضة من غير أن يكون فصل بينهما بقيام أو بالكلام،فكذلك بالنسبة للصيام وكما نُهينا عن صيام ما قبله بيوم أو يومين،نُهينا بصيام ما بعده وهذا من أنواع الصيام المحرم أن نصوم يوم الفطر يوم عيد الفطر،فهذا كذلك محرم حتى تبقى هذه العبادة منفصلة عن غيرها،وهي الركن من أركان هذا الدين الذي تعبدنا الله جل وعلا به.
    وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد ذلك: فإذا رأيتموه فصوموا،فإذا رأيتموه أي: رأيتم هذا الشهر فصوموه،وهذا فيه دليل على أن الصيام متعلق بالرؤية،بالرؤية المجردة لا الرؤية بآلة من الآلات لأننا ما أُمرنا بذلك ولو ثبتت الرؤية عندنا بآلة من الآلات،الأصل أننا نحكم بها كما قاله الشيخ العثيمين عليه رحمة الله تبارك وتعالى.
    ولكن أن نعتمد على الحساب كما يفعل بعضهم ويعتمده بعض المسلمين في بعض البلاد،هذا غير صحيح وقول مرجوح عند المحققين من الفقهاء،وإن قال به بعضهم لأنه مخالف لما جاء في الكتاب والسنة،ما جاء في الكتاب:{ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُوما جاء في السنة:إذا رأيتموه فصوموا،علق الصيام على الرؤية لا غير والله تبارك وتعالى لم يكلفنا إلا بالرؤية،أما غير ذلك فلم نُكلف به،وأصل في هذا الباب:{ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا } الطلاق
    ولهذا في هذا الباب يكون ناس ذوي الاختصاص في مراقبة الهلال وفي الرؤية لهم يعني خبرة في هذا الباب،ولهم رؤية ثاقبة يعني نظرهم جيد فهؤلاء يُعتمد عليهم،فإذا رأى أحدهم الهلال فإنه يأمر غيره،يُخبر ولي أمر المسلمين أنه رآه وإذا رآه وجب على ولي الأمر أن يأمر بالصيام لأن الشرط تحقق ألا وهو:صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته كذلك وهذه الرؤية قد تحققت،يعني تحققت براءٍ عدل من المسلمين يعني يُحكم على رؤيته بدخول الشهر وهذا جرى عليه عمل المسلمين،من بداية الصيام ألا وهو السنة الثانية من هجرة النبي عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا.
    فنقول أول ما نستفيده من فوائد هذا الحديث الذي مناسبته واضحة ظاهرة،كونه اختاره المصنف ليكون أول أحاديث هذا الكتاب،لأنه متعلق ببداية الصيام ولهذا مما نستفيده كما أفاده الشيخ ابن باز عليه رحمة الله،أنه لا يجوز للمسلم أن يتقدم رمضان بصوم يوم أو يومين على سبيل الاحتياط،يخشون أن يفوتهم شيئ.
    يعني هذا ربما نجده عند الكثير من الناس يقلك أنا من باب الاحتياط أصوم قبله بيوم أو يومين،مُنع من هذا ونهاه النبي عليه الصلاة والسلام عن مثل هذا الفعل،لأن العبادات تنبني على ضوابط شرعية مقررة ومضبوطة لا تُبنى على الشكوك ولا على الأوهام،وبالتالي لا يجوز صيام – وهذا داخل في هذا النهي – اليوم الذي يُشك فيه كما صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام.
    أما الحديث الثاني المتعلق بالرؤية وتأكيد النبي عليه الصلاة والسلام على هذه الرؤية،يعني هذا في الحديث الثاني من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما،قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:إذا رأيتموه – يعني الضمير يعود على هلال شهر رمضان – فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا – والضمير هنا عائد على شهر هلال شوال – فإن غم عليكم فاقدروا له،وهذا أفاد فائدة زائدة على ما في الحديث الأول .
    الحديث الأول أن الصيام لا يثبت إلا بالرؤية وهذا ما عليه المحققون من العلماء،وأن إثبات الشهر بالحساب هذا قول مردود على أصحابه،مخالف لما دلت عليه النصوص.
    وقال بعده عليه الصلاة والسلام:إذا رأيتموه فصوموا،وفي الرواية الأخرى :صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته،زاد:فإن غم عليكم – يعني الانسان اجتهد لتحقيق الأمر ولكنه غُم عليه بأمر خارج عن قدرته لوجود سحاب أو وجود غبار أو ما إلى ذلك – فإن غم عليكم قال:فاقدروا له ،بمعنى قدروا له.
    هذا جاءت الروايات الأخرى مفسرة لمعنى هذا التقدير،وفي قوله عليه الصلاة والسلام:فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثون،يعني أكملوا عدة هذا الشهر،ما رأيتم الهلال وقد اجتهدتم في رؤيته فتنتقلون إلى الأمر الآخر ألا وهو التقدير.
    والتقدير حتى لا يتوه الانسان في معناه،وقد اختلف العلماء في هذا المعنى اختلافا كثيرا،قال القرطبي:أي قدروا تمام الشهر بالعدد ثلاثين يوما،وهذا هو أصح الأقوال قال:يُقال قدرت الشيئ أقدره وأُقدره بالتخفيف بمعنى قدرته بالتشديد قال: وهذا مذهب الجمهور في معنى هذا الحديث،وقد دل على صحته ما رواه أبو هريرة مكان فاقدروا له فأكملوا العدة ثلاثين يعني من شعبان أو كذلك من رمضان إذا كان لرؤية هلال شوال.
    وهذا الحديث حجة على من حمل فاقدروا له على معنى تقدير المنازل القمريةً،واعتبار حسابها وإليه سار ابن قتيبة من اللغويين ومطرف بن عبد الله بن الشخير من كبراء التابعين.
    ومن الحجة أيضا على هؤلاء قوله: إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب،فأُلغي الحساب ولم يجعله طريقا لذلك .انتهى كلام القرطبي عليه رحمة الله .
    يعني فيه رد على من اعتبر الحساب منهم ابن قتيبة اللغوي،وأحد التابعين من كبار التابعين مطرف بن عبد الله بن الشخير رحمة الله تبارك وتعالى عليه.
    والحجة فيما وافق الدليل لا في قول القائل،وهذه قاعدة وأصل ينبغي أن يسير عليه المسلمون جميعا،أن العبرة فيما صح به الدليل وأن العالم يُحتج لقوله ولا يُحتج بقوله كما هو مذهب بعض المخالفين في هذا الباب.
    فالتقدير بمعنى إكمال عدة الشهر السابق،يعني إكمال عدة شهر شعبان بالنسبة لهلال رمضان،وفي هذا اثبات على أن الرؤية لا تثبت ولا تكون إلا برؤية الهلال،أو ما يتحقق به إذا غُم علينا رؤيته،فالذي يقوم مقامه أن نُكمل عدة شعبان،والشهر عندنا لا يكون إلا تسع وعشرون أو ثلاثون يوما، ولا يكون أكثر ولا أقل من ذلك ،فإذا لم يكن والرؤية يوم الشك يبدأ في ليلة التاسع والعشرين فإذا رُؤي الهلال يوم الشك،يبدأ في ليلة التاسع والعشرين،فإذا رُؤي الهلال كان من الغد أول رمضان،يعني ليلة الثلاثين هي ليلة الشك،فإذا صمنا عند الرؤية نكون قد يكون شهر شعبان فيه تسع وعشرون يوما،وإذا لم نتمكن من الرؤية نكمل العدة بمعنى نُكمل الثلاثين من شهر شعبان،وأول رمضان يكون بعد انقضاء هذه الثلاثين،وهذا هو الأصل الذي دل عليه الحديث وعليه يُحمل معنى التقدير له بما تفسره الرواية الثانية،ومعلوم أن ألفاظ الحديث إذا تعددت في الحديث الواحد،أنها يُفسر بعضها بعضاً فإذا تعددت الروايات في الحديث الواحد.
    ثم قال المصنف عليه رحمة الله،وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:تسحروا فإن في السحور بركة .
    النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالسحور،والسحور هي الأكلة التي تُؤكل قبل الفجر تقرباً لله جل وعلا،ومن فضلها ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام أن فيها بركة.
    والنبي قال:تسحروا،بالأمر والأمر في اصطلاح الأصوليين أقل ما يدل عليه الاستحباب،يعني أقل ما يُقال في السحور أنه مستحب،ولكن الأصل في الأمر أنه يُحمل على الوجوب إلا إذا جاءت صارفة تصرفه من الوجوب إلى ما دونه وهوالاستحباب.
    وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه واصل في الصيام،وهذا يجعله بعض الفقهاء دليل أو صارف لهذا الأمر من الوجوب إلى الاستحباب.
    وكذلك يعني السحور العلة فيه هو طلب هذه البركة،والتقوي على هذه العبادة،وفيه كذلك مخالفة لأهل الكتاب لأنهم لا يتسحرون،ومخالفة أهل الكتاب من الأمور التي كان يتقصدها النبي عليه الصلاة والسلام.
    هذه البركة،البركة بمعنى جماع الخير وفي هذه المقصود بالبركة البركة في صيامك،خاصة إذا كان يُظن فيه البركة،وقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يتسحر الصائم ولو بتمرات،ولو بتمرات يحقق بها سنة نبيه عليه الصلاة والسلام هذا من جهة،وينال فضل هذه السنة ألا وهو حصول البركة،وهذا أمر ينبغي أن يحرص عليه المسلم وأن يجتهد فيه،كل المواطن التي ذُكر لنا أن فيها بركة يعني الوحي أخبرنا بها ينبغي أن نحرص عليها،سواء في طعامنا أو في شرابنا أو في سيعنا أو في استيقاظنا،الاستيقاظ: بورك لأمتي في بكورها،البركة عند الاستيقاظ في مثل هذا الوقت المبكر،نسأل الله أن يوفقنا لهذه الأمور كلها.
    ثم ذكر المصنف عليه رحمة الله وهذا آخر الأحاديث المقررة بالنسبة لي،حديث أنس بن مالك كذلك قال عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال:تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،ثم قام إلى الصلاة،قال أنس قلت لزيد: كم كان بين الآذان والسحور ؟
    قال: قدر خمسين آية،يعني قدر ما يقرأ القارئ خمسون آية،يعني هذا في تقدير الوقت،والأمة كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام:لاتزال بخير ما عجلت الفطور وأخرت السحور.
    فهذا السحور بالفتح مما أو ما يُتسحر به قال أهل العلم كما أن الطهور ما يتطهر به وما إلى ذلك من مثل هذه الألفاظ الشرعية.
    قام إلى الصلاة بعد أن تسحر،وهذا فيه دليل على تأخير السحور،لا كما يفعله الكثير من الناس،فإنهم يتسحرون في أول الليل حتى لا يستيقظوا،وأفضلهم من يستيقظ عند آذان الفجر للصلاة،ولا يستيقظ قبلها بقليل لتحصيل هذه البركة.
    ومن الهدي القويم أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يتسحر مع أصحابه،وفي هذا دليل على تواضعه وسعييه لتحقيق الألفة والمحبة بين أصحابه.
    ولهذا الغالب من حال المسلمين أن يتسحروا في بيوتهم،وأن يجتمعوا على هذه الأكلة المباركة،كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يجتمع فيها مع أصحابه.
    ولهذا الواجب علينا أن نجتهد في تحقيق هذه السنة، التي أمرنا بها نبينا عليه الصلاة والسلام،يعني هي سنة من باب أنها من هديه عليه الصلاة والسلام،ولما كانت بالأمر والأمر في أصله يدل على الوجوب،فإنه يجب على المسلم أن يتسحر ولو بالشيئ القليل،تحقيقا لهذه البركة وإن ذهب بعضهم إلى أن هذا الأمر صرفه عن الوجوب الوصال الذي كان النبي عليه الصلاة والسلام يفعله،وبالتالي لا يتسحر هذا هو المقصود،وينزل من درجة الوجوب إلى درجة الاستحباب.
    ولكن الصائم إذا اجتهد ليستيقظ للسحور ثم ما استيقظ فهذا لا يؤثر على صيامه بإذن الله،لأنه نوى الخير ولم يدركه لمانع خارج عن قدرته،لكن الانسان لابد من أن يتخذ الأسباب ويتهيأ لمثل هذا،وخاصة أن في السحور تبييت للنية وتبييت النية مما هو ركن من أركان الصيام،لقول النبي عليه الصلاة والسلام:لا صيام لمن لم يُبيت النية من الليل.
    يعني لابد من تبييت النية وتبييت النية ليس شرطا أن يتلفظ بها كما هو في سائر العبادات إلا في الحج والعمرة،ولكن لابد أن يعزم عليها وينوي في قلبه القيام بها.
    هذا عن حديث أو حديثي أنس المتعلقة بالسحور وحكمه وأدبه،وأن السنة فيه هو التأخير،وهذا التأخير فيه خير عظيم لهذه الأمة،إلى درجة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:لايزال أمر أمتي أو لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور.
    فنسأل الله عز وجل أن يوفقنا في هذا الشهر المبارك الطيب لما يحبه ويرضاه،وأن يرزقنا الاخلاص في القول والعمل،ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا وسائر إخواننا من مشايخنا النجاح في هذه الدورة كالنجاح الذي تحقق في الدورة السابقة،بهذا الإقبال الطيب من إخواننا ومن طلبة العلم فينا،فنسأل الله عز وجل التوفيق للجميع وأن يحفظنا وإخواننا وسائر المسلمين بحفظه،وأن يرفع عنا هذا البلاء وأن يُفرج عن كل من أُبتلي به وأن يشفيه وأن يرحم أمواتنا الذين ماتوا بسببه،ونحسبهم عند الله جل وعلا أن يكتبهم ممن مات بهذه الأوبئة حتى تُكتب له الشهادة عند الله تبارك وتعالى.
    وبارك الله فيكم جميعا،وسبحانك الله وبحمدك،أشهد أن لا إله ألا أنت ،أستغفرك وأتوب إليك.


    انتهى
    ــــــــــــــ

    تفريغ أم صهيب السلفية

    مصدر التفريغ:


    https://www.youtube.com/watch?v=37Y4UknLyTo

  • #2
    بارك الله فيك

    تعليق


    • #3
      وفيك بارك الله

      تعليق


      • #4
        أثابك اللّٰه خيراً

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أم عبد البر مشاهدة المشاركة
          أثابك اللّٰه خيراً
          واياك أم عبد البر

          تعليق

          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
          يعمل...
          X