إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[ تفريغ خطبة جمعة ] أَتَاكُـــم شَهرُ رَمَضـــان للشيخ : أبو أويس ياسين شوشار - حفظه اللّه - تأريخ: 19 شعبان 1442 الموافق لـ 02 أفريل 2021

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [تفريغ] [ تفريغ خطبة جمعة ] أَتَاكُـــم شَهرُ رَمَضـــان للشيخ : أبو أويس ياسين شوشار - حفظه اللّه - تأريخ: 19 شعبان 1442 الموافق لـ 02 أفريل 2021

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله:
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
    (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
    و بعد:
    فإن أصدق الحديث كتاب الله،وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها،وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة،وكل ضلالة في النار.
    أما بعد عباد الله،أُبشركم إذا أمد الله تعالى تعالى في أعماركم بشهر مبارك كريم،يأتي دائما محملا بالهدايا والعطايا والهبات،إنه الشهر الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه شهر مبارك،كما في حديث أبي هريرة عند بعض أهل السنن وهو صحيح قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُبشر أصحابه يقول: أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه،تُفتح فيه أبواب الجنان وتُغلق فيه أبواب النيران وتُصفد مردة الجن والشياطين،لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم.
    ألا يُبشر بعضنا بعضا بهذا الخير؟ وقد بشر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وهم من هم في تقوى الله عز وجل،وهم من هم في الحرص على العمل الصالح وإرضاء الرب الكريم سبحانه تبارك وتعالى.
    والنبي صلى الله عليه وسلم يفتح قلوبهم بهذه البشارة العظيمة صلى الله عليه وسلم،ويفتح نفوسهم عليه الصلاة والسلام بهذا الإخبار المحمل بالخير العظيم،أتاكم شهر رمضان شهر مبارك .
    فكيف لا يُبشر الناس بشهر هو محل للبركات،بشهر هو محل للحسنات،وتعظيم الأجور عند الله رب البريات،كيف لا يُبشر الناس بشهر يُعين الله تعالى [..]على طاعته فتفتح أبواب السماء وتُفتح أبواب الجنان،فتتوق النفوس ولو كانت ضعيفة وتتوق النفوس ولو كانت مذنبة إلى طاعة ذي الجلال والإكرام لما علمت من هذا الخير العظيم وتُغلق فيه أبواب النيران، لا إله إلا الله كيما يستقيم الناس على طاعة ذي الجلال والإكرام،كيما يتحفز المذنب للاستمرار على التوبة إلى الله سبحانه تبارك وتعالى.
    تُغلُّ فيه الشياطين فلا تخلص إلى ما كانت تخلص إليه قبل رمضان وبعد رمضان،وهذا من البشارات العظيمة عباد الله،لمن أراد أن يغفر الله له سبحانه وتعالى.
    كيف لا يُبشر الناس بشهر فيه ليلة مباركة هذه الليلة عباد الله قال الله تعالى عنها:{خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }القدر
    أي أن العمل فيها لوحدها خير من العمل في ألف شهر تأملوا عباد الله .
    كيف لا يُبشر الناس بشهر رمضان وهو شهر لله فيه في كل ليلة عتقاء من النار لا إله إلا الله،يعتقهم ربهم سبحانه تبارك وتعالى،لعظيم ما كانوا عليه من اخلاص لله من صدق مع الله،من توبة صادقة معه جل وعلا من عزم ومجاهدة وجهاد،يعتقهم ربهم سبحانه تبارك وتعالى من سواء الجحيم.
    كيف لا يُبشر الناس بشهر يُجيب فيه الله تعالى الدعوات،ولهذا جاء في احديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لله فيه في كل يوم وليلة دعوة مستجابة. يُجيب الله فيها الداعين بينما يتوجه الناس إلى الله رب العالمين،وقد تعددت مسائلهم وتنوعت احتياجاتهم،هذا يسأل الله تعالى ولدا وذاك يسأل توبة وإنابة والتوفيق إليها،وذاك يسأل الله من واسع عطائه وذاك يسأل وذاك يسأل والله تعالى سبحانه هو الذي يجيب الدعوات،{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}البقرة
    كيف لا يُبشر الناس بشهر خصه الله تعالى بإنزال القرآن فيه قال ابن كثير رحمه الله تعالى:هذا يدل دلالة على تفضيل هذا الشهر على غيره من الشهور.
    تأملوا عباد الله كيف لا يُبشر الناس بشهر يأتي محملا بالهدايا والعطايا والهبات،والله تعالى هو مانحها سبحانه ومعطيها جل وعلا سبحانه تبارك وتعالى .
    كيف لا يُبشر الناس بشهر وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم يجتهد فيه اجتهادا عظيما في طاعة ذي الجلال والإكرام،بل كل ما أنقضت منه بعض أيامه كلما ازداد في العطاء كلما اجتهد اجتهادا صلوات ربي وسلامه عليه.
    ولهذا قالت حبيبة الحبيب رضي الله عنها وأرضاها أمنا عائشة رضي الله عنها قالت:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلت عليه العشر اجتهد اجتهادا لم يكن يجتهده من قبل أي في الأيام التي خلت .
    وتقدمت يرعاكم الله كيف لا يُبشر الناس بشهر يغفر الله تعالى فيه الذنوب والخطايا سبحانه تبارك وتعالى،قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة عند البخاري ومسلم:من صام رمضان ايمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه .
    وفي حديث أبي هريرة لما أخبر صلى الله عليه وسلم وهو يصعد أعواد منبره عليه الصلاة والسلام يقول:آمين آمين آمين،فلما استفسر الصحابة منه كان من بين أجوبته عليه الصلاة والسلام أن جبريل أخبره:رغِمَ أنف امرئ دخل عليه رمضان ثم خرج فلم يُغفر له .
    فهو محل لمغفرة الرب الكريم سبحانه،وقد جئنا ببضاعة مزجاة ونسأل الله تعالى أن يغفر ذنوبنا،وأن يُكفر عنا سيئاتنا سبحانه تبارك وتعالى.
    كل ابن آدم خطاء وهو محل عظيم لمن اغتنم الفرصة وبادر إلى طاعة ذي الجلال والإكرام،والله يقول الحق وهو يهدي إلى سواء السبيل.
    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،والصلاة والسلام على النبي الأمين والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ،وعلى من سار على منهاجه القويم،واقتفى أثره إلى يوم الدين،أما بعد:
    كيف لا يُبشر المؤمن بشهر هو أعظم الأسباب لدخول جنة النعيم،لما يكون فيه من طاعة ذي الجلال والإكرام من الصيام والقيام وقراءة القرآن والذكر للرب الكريم،وفعل الصالحات والخيرات والتصدق والإنفاق على الفقراء والمحتاجين،وفي عموم ذلك الإخلاص لله عز وجل والإحسان في متابعة الرسول الله صلى الله عليه وسلم.
    فالله تعالى سبحانه يُدخل الناس جنة النعيم،جاء في حديث للنبي صلى الله عليه وسلم،أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم:يا رسول الله أرأيت إن صليت الخمس وصمت رمضان وحججت البيت ممن أنا؟قال:من أهل جنة النعيم،صلى الله عليه وسلم.
    فأنت من أهل جنة النعيم إن شاء الله تعالى،وكلنا يؤمل الدخول إلى الجنة والنجاة من النار،فشمروا على ساعد الجد يا رعاكم الله في طاعة ذي الجلال والإكرام .
    استقبلوا شهركم بالتوبة إلى الله عز وجل والندم على ما فات،والتحسر على ما مضى فإن الندم توبة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم،أقلعوا عن هاته القاذورات وعاهدوا الله تعالى على الاستمرار على هاته المجاهدة،فلن يُستقبل رمضان بأعظم من هاته التوبة التي تقدمها بين يدي عملك الصالح يا رعاك الله.
    أذنب رجل فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم تائبا منيبا،وذكر ذنبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم،فقال له النبي عليه الصلاة والسلام:صلي معنا،فلما صلى قال:أين السائل؟ قال:أنا،قال:قد غفر الله لك،لا إله إلا الله.
    قال تعالى:{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ}هود
    يقول العلماء:جاء هذا الرجل وقد اجتمع على قلبه من الحسرة ما اجتمع،والندم على ما فعل [..] وجاء وقد كان من أحزن الناس وأبأس الناس،فلما جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،إذ بالنبي صلى الله عليه وسلم يأمره بالصلاة معه،فلما صلى بشره هاته البشارة العظيمة،:{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ}.
    فصار هذا العبد المؤمن من أعظم الناس فرحا قال: أهي لي يا رسول الله؟ قال:ولمن عمل بذلك من أمتي،أي من أذنب ثم تاب إلى الله عز وجل واستقبل الطاعة والقربى،فإن الله تعالى يعطيه هذا الخير العظيم،:{ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ}.
    وإذا تعلق ذنبك بالآخرين بالآدميين فرد المظالم إلى أهلها يا رعاك الله.
    الاخلاص الاخلاص عباد الله هو عنوان الفلاح وسبب النجاح،من أراد أن يغفر الله له سبحانه،أن يوفقه جل وعلا سبحانه،فليخلص عمله تبارك وتعالى.
    الصدق الصدق عباد الله،جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له أنه يقتصر على أداء الفرض من جهة الصلاة قال: أرأيت إن صليت المكتوبات وصمت رمضان ممن أنا؟فقال:مع الشهداء والصديقين،فلما ولى قال:والله لا أزيد عليها،فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم:أفلح إن صدق ،أفلح أي أدرك فلاحا ما بعده فلاح،إذا كان صادقا مع ربه ومولاه،فكن صادقا مع ربك سبحانه تبارك وتعالى،وأنت تنيب إلى ربك وأنت تعمل من هاته الصالحات وأنت تفارق من هاته المعاصي والسيئات،فإن الله عز وجل عالم السر والخفايا جل وعلا،عالم ما في هذه القلوب إذا علم منك صدقا وفقك سبحانه تبارك وتعالى.
    أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لإدراك أيامه المباركة،وأن يوفقنا لصيامه وقيامه،والعمل فيه بما يرضيه جل وعلا.
    أسأل الله تعالى أن يوفقنا سبحانه تبارك وتعالى لاستقباله والعمل فيه بطاعة الله،والخروج منه وقد غفر لنا سبحانه تبارك وتعالى ورضي عنا.
    اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
    اللهم أبرم لهاته الأمة أمر رشد وصلاح يُعز فيها أهل الطاعة ويعاف فيه أهل المعصية،ويؤمر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر.
    اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى،اللهم اجعل بلدنا الجزائر آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين،اللهم من أرادنا وديننا وبلدنا بسوء فاجعل كيده في نحره واشغله بنفسه واجعل الدائرة تدور عليه،ومن أرادنا وديننا وبلدنا بخير فوقه لما تحب وترضى.
    اللهم وفقنا لما تحب وترضى،اللهم صل وسلم وزد وبارك على النبي الأمين والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم،وعلى من سار على منهاجه واقتفى أثره إلى يوم الدين.
    سبحانك اللهم وبحمدك
    أشهد أن لا إله إلا الله إلا أنت
    أستغفرك وأتوب إليك

    انتهى
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تفريغ أم صهيب السلفية

    مصدر التفريغ:



    https://elibana.org/vb/node/161958

  • #2
    بارك الله فيك

    تعليق


    • #3
      وفيك بارك الله

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
      يعمل...
      X