إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فوائد منهجية من قصة عبد الله بن عمر في سبب إيراد حديث جبريل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فوائد منهجية من قصة عبد الله بن عمر في سبب إيراد حديث جبريل

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله،وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه،أما بعد:
    فقد روى الإمام مسلم في صحيحه في أول حديث في كتاب الإيمان في إيراد حديث جبريل قصة سبب إيراد الصحابي الجليل عبد الله بن عمر لهذا الحديث فعَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيٌّ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ، حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْن، فَقُلْنَا: لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ فِي الْقَدَر، فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب، دَاخِلًا الْمَسْجِدَ، فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي، أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِه، وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِه، فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَن، إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ، يَقْرَأُونَ الْقُرْآنَ، وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ، وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ، وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ، وَأَنَّ الْأَمْرَ أَنُفٌ، قَالَ: فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ، وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي، وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، لَوْ أَنَّ لِأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ، مَا قَبِلَ اللهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بَالْقَدَر، ثُمَّ قَالَ:
    حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب وساق الحديث

    في هذا الأثر جملة من الفوائد المنهجية:
    -لا ضير ولا حرج في تسمية المخالف لا سيما إذا كان رأسا في البدعة كما سمي في الأثر حيث سمي معبد الجهني،وهذه هي طريقة السلف في تسمية المخالفين في مختلف الأمصار والبلدان لأجل التنفير منهم والتحذير منهم.
    -فيه الرد على من يقول أننا نرد على البدعة ولا نرد على المبتدع،والسلف كانوا يحذرون من المبتدعة وينفرون منهم جدا،وهذه البدعة لها من يحملها وينشرها ويزين فعلها للناس فلا بد من قطع الطريق عليهم لأجل حماية عقائد الناس.
    -فيه أن سفر الحج والعمرة من أسباب لقاء العلماء والإفادة منهم وسؤالهم عما أشكل على العبد وخاصة في المسائل النوازل.
    -فيه الرد على من يزهد ويطعن في زيارة أهل العلم في تلك الديار مشنعين على السلفيين أنهم جعلوا ذلك من أركان الحج والعمرة،بل فعل السلفيين هو أدب السلف مع علمائهم،فلا تُخل عمرتك وحجتك من زيارة أهل العلم والأخذ عنهم والإفادة من علومهم وتوجيهاتهم.
    -فيه أن المرجع في المسائل النوازل لأهل العلم لأن حميدا ويحي تحريا البحث عن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    -لا حرج من سؤال أهل العلم عن البدع ومقالات أهل البدع ولا يعد قدحا في صاحبه مع مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك وهو أن يكون بقدر الحاجة ولا يكون للتشفي والانتقام بل للتعلم والنصح.
    -فيه الرد على من يطعن في السلفيين في سؤالهم المشايخ عن البدع وأهلها بحجة الاشتغال بالعلم والإقبال على ما ينفع.
    -ومن العلم الذي ينفع المسلمين معرفة الباطل وأهله لاجتنابه والحذر منه والتحذير منه ديانة ونصحا للناس.
    -فيه أنه لا يغتر بأهل الباطل فيما يظهرون من الزهد والاشتغال بالعلم،فكثير من أهل الباطل عبر التاريخ تعلموا وتمكنوا من علوم لم يكن السلف يغترون بذلك،بل كانوا يتعاملون معهم المعاملة الشرعية.
    -فيه أن من وافق منهج أهل السنة في باب لا يعني أنه على المنهج السوي والطريق القويم،ولا بد أن يتأثر فيما وافق فيه أهل الحق في شيء من الانحراف،فهؤلاء كانوا يوافقون أهل السنة في طلب العلم والبحث عنه لكنهم انحرفوا في أبواب من العلوم والعقائد.
    -فيه الرد على من ينتسب للسلفية ويأخذ منها أشياء ويخالف في أصول أهل السنة كمسألة الولاء والبراء فتجده يُحدث القواعد لحماية أهل الباطل بحجة المنهج الواسع الأفيح وينشئ الجمعيات التي يشتغل فيها مع المخالفين لأهل السنة وينشط معهم في الجانب الدعوي ويخالطهم ويركن إليهم،أو من يُجوز تعدد الأحزاب والجماعات أو من يرى جواز الخروج على الحكام بأي طريق من طرق الخروج كمن بارك للثورات ممن ينتسبون للسلفية.
    -فيه البراءة من المخالفين فإن ابن عمر تبرأ من هؤلاء.
    -فيه التشديد والزجر عن المحدثات بالكلام القوي كما فعل ابن عمر حيث شدد فيهم القول.
    -فيه أن لا حرج على العالم إذا شدد العبارة في المخالفين نصحا وديانة لأجل تنفير الناس من ذلك الباطل.
    -فيه الرد على من يطعن في العالم بحجة أنه يشدد العبارة ويتكلم بالكلام القوي في أهل الأهواء والبدع.
    هذه بعض الفوائد وأسأل الله التوفيق والسداد.

  • #2
    بارك الله فيكم شيخنا أبا الحسن.
    اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
    وسيم بن أحمد قاسيمي -غفر الله له-

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا نفع الله بك أبا الحسن

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا أخي نسيم

        تعليق

        الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
        يعمل...
        X