إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تاريخ الدعوة السلفية في الجزائر للشيخ أزهر سنيقرة حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [تفريغ] تاريخ الدعوة السلفية في الجزائر للشيخ أزهر سنيقرة حفظه الله



    [تاريخ الدعوة السلفية في الجزائر]
    لفضيلة الشيخ:
    أبي عبد الله لزهر سنيقرة
    حفظه الله تعالى
    مفرغ من صوتية ساعة إجابة للأسئلة الواردة -اللقاء 118
    والذي كان ليلة الجمعة 30 جمادى الآخرة 1442 الموافق لـ 12 فبراير 2021



    السؤال: أحسن الله إليكم وبارك فيكم، إن من مميزات أهل السنة صراط مستقيم ومنهج قويم نقي من كل شوائب الأهواء والبدع، ومن جهاد مشايخ السنة المحافظة على مسار الدعوة من أن يحرف إلى التحزب والتكفير والغلو والتمييع والاحتواء عبر عقود من الزمن مر به هذا البلد.
    - فلعلكم شيخنا تسلطون الضوء على هذا العمل العظيم والدفاع عن حياظ السنة ما لقاه مشايخنا في سبيل ذلك.
    - وكيف لأبنائكم أن يحافظوا على هذا المسار مستقيما من غير اعوجاج إلى طرق شتى وأهواء متباينة وجزاكم الله خيرا؟

    الجواب: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
    ﴿يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾.
    ﴿يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا﴾.
    ﴿يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما﴾.
    أما بعد،
    فإن أحسن الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشرّ الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
    نحمد الله جلّ وعلا أولا على تجدد هذا اللقاء الذي نسأله تبارك وتعالى أن يجعله لقاء نافعا مثمرا بالخير والنفع لنا ولسائر المستمعين من إخواننا وأخواتنا.
    ونستهل هذا اللقاء هذه الليلة بهذا السؤال الذي يسأل فيه صاحبه عن: الدعوة السلفية في هذا البلد في هذه السنوات المتأخرة أو في هذه الفترة من تاريخ هذه الدعوة في هذا البلد الطيب الذي نسأله الله جلَّ وعلا أن يحفظه بالتوحيد والسنة وأن يجمع قلوب أهله على مرضاته وأن يوفقهم دائما وأبدا لما فيه خيرهم وصلاحهم في دينهم ودنياهم.
    هذا البلد كسائر البلاد الإسلامية، وأعداء هذه الملة يتكالبون على أمتنا من كل جانب محاولين تفريق شملها وضربها في عقيدتها، يحاولون تغيير مسار دعوتها؛ وهذا لتحريفها وإبعادها عن دينها مصداقا لقول الله تبارك وتعالى: ﴿ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم[البقرة: 120] أي ملة الكفر التي هي غير هذه الملة التي أصلها وأساسها توحيد الله جلَّ وعلا؛ ولهذا فهم يدندنون هذه الأيام حول أصل من أصول اعتقادنا ألا وهو: أصل الولاء والبراء، يريدون هدمه وصرف المسلمين عنه بتلك الدعوات الكفرية التي يطلقون عليها تارة بتوحيد الأديان، وتارة بتسامح الأديان، وتارة بتوحيد الحضارات، وما إلى ذلك من هذه المسميات المنمقة والتي تصب كلها في أمر واحد، هذا الأمر لا خير فيه، لا خير فيه لهذه الأمة؛ لأن خير هذه الأمة في تمسكها بدينها وعقيدتها بالدرجة الأولى وعدم انحرافها عن أصول اعتقادها، هذا الاعتقاد الذي كان عليه الأولون ولهذا رحم الله إمام دار الهجرة: ((لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها)) وقال عليه الصلاة والسلام: (( لقد بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء، قيل: من هم يا رسول الله قال: الذين يَصْلُحون إذا فسد الناس )) أو (( يُصْلِحون عند فساد الناس)) يصلحون أول ما يصلحون هي عقيدة المسلمين أن يردوها إلى المنبع الصافي وإلى الأصل الأصيل الذي تركنا عليه نبينا عليه الصلاة والسلام وبين الله عز وجلَّ أن الهداية باقية في الأمة ما بقيت الأمة متمسكة بعقيدة سلفها؛ لقوله تبارك وتعالى: ﴿فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا﴾ مفهوم هذه الآية إذا خالفوا في الإيمان وانحرفوا في المعتقد فإن هذا سيؤدي بهم إلى واحد من طرق الضلالة والغواية، نسأل الله العفو والعافية، وهذا تصديق قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((وستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة)) هذه الواحدة هي الجماعة هي الطائفة المنصورة والفرقة الناجية، هذه الطائفة التي ميزتها الثبات والصبر، والثبات على أصولها، والصبر في دعوتها، مهما تكالب عليها أعداؤها ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق)) والحقّ ليس في تميع أصحابه وليس في هذه الحزبيات النتنة وليس في هذا الغلو الذي يؤدي إلى انحراف الأمة في أصولها أو غير ذلك من هذه المسائل التي فرقت الأمة ومزقت صفها وشتت كلمتها، نسأل الله جلَّ وعلا أن يجمع أهلها على الحق المبين.
    فهذه الدعوة حتى لا أطيل على إخواني وهذا موضوع ربما يستحق، لا أقول حلقة بكاملها؛ بل حلقات متسلسلة لأجل ما مرت به الدعوة السلفية في هذا البلد، نسأل الله جلَّ وعلا أن يسلم أهله من كلّ شر وأن يحفظه بالتوحيد والسنة.
    لا ننكر لجمعية العلماء المسلمين الأولى جمعية: ابن باديس والعقبي والإبراهيمي والميلي من أمثال هؤلاء الذين كانت دعوتهم واضحة في الدعوة إلى التوحيد ونبذ البدع ومحاربتها بكلّ ما أوتوا به من قوة، سواء بالبيان والتدريس والخطابة المباشرة للأمة، سواء كان بالكتابات والمقالات من خلال الجرائد الكثيرة والنشريات المتعددة التي كانوا كلما منعهم المستعمر -أو المستدمر- من واحدة أنشأوا أخرى لنشر ما يعتقدونه من حق، ونفع الله جلّ وعلا بهم خلقا كثيرا.
    وبقي من بقايا هذه الجمعية بعض المشايخ والعلماء الذين أبقوا على خطها، يعني على خطها المتميز في سلفية المعتقد، وهذا في الغالب؛ لأن حقيقة ينبغي أن تذكر: أن أعضاء الجمعية لم يكونوا كلهم على عقيدة واحدة على العقيدة السلفية، حتى قال أحدهم قال هذا الشيخ الجزائري رحمة الله عليه قال لنا مرة: الجمعية لم يكن فيها سلفي إلا الشيخ العقبي وهو من تلاميذه، إلا الشيخ طيب العقبي رحمه الله الذي كان واضحا في عقيدته وفي منهجه صادعا بالحق في جميع مناسباته رحمة الله عليه، فهؤلاء أبقوا بقية من هؤلاء الشيخ الجزائري وإن كانوا قد أقام في المدينة وسكنها ولظروف خاصة مرت عائلته ومر بها بلدنا؛ ولكن من غيره من أمثال الذي عرفناه في منطقتنا الشيخ العرباوي رحمه الله تبارك وتعالى، وكان نحسبه داعية إلى السنة صادعا بالحق له منهج رسيم في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، نهج منهج الحكمة والموعظة الحسنة ونفع الله جلَّ وعلا به الكثير من طلبته في منطقتنا.
    موجود غيره إلا أنهم كانوا على غير العقيدة السلفية ولهذا كانوا من المحاربين لإخواننا أو لنا جميعا طلبة العلم وكنّا حينها صغارا مازلنا شبابا؛ ولكن كلّ ما ظهر داعية للسّنة وصدع بعقيدته إلا وحاربوه لأنهم كانوا على عقيدة أشعرية، نسأل الله جلَّ وعلا أن يغفر لهم ولسائر المسلمين، وهذا في أواخر السبعينيات.
    وهذه الدعوة شهادة بالحقّ أقولها بحق لأني عشتها أن الأثر الطيّب والأثر الكبير لهذه الدعوة في بلدنا يعود إلى بعض أئمّة السنة وعلمائها على رأسهم الشيخ الألباني رحمة الله عليه، فالشيخ الألباني أيامها كل ما صدر عنه شريط وصل إلينا بعد يوم أو يومين وحينها كانت التسجيلات رديئة وما إلى ذلك، ورغم ذلك يصل الشريط يطوف على طلبة العلم في البلد في ظرف قياسي؛ يعني كنا؛ أذكر ننتقل من مكان إلى مكان يعني عشرات الكيلومترات لأجل شريط واحد بلغنا أنه وصل الأخ الفلاني، ونستمع إليه بشغف ونستفيد منه، وعلى طريقة الشيخ الألباني رحمة الله عليه في التأصيل للمنهج ولهذه الدعوة. وبدأ حينها شيء من النشاط الضعيف من الطلبة الشباب في نشر هذه الدعوة.
    وتعطّل هذا النشاط ببعض طلبة العلم ممّا رجع من الجامعة الإسلامية وكانت لهم جهود لا تنكر في هذا الباب أنا لا أريد ذكر الأسماء ولكنها معروفة من الاعتبارات ليس المجال مجال ذكرها؛ ولكن من هؤلاء الذين الله جلّ وعلا نحسبهم وثبتهم في دعوتهم؛ شيخنا الشيخ فركوس حفظه الله تبارك وتعالى، وبدأت هذه النشاطات تزيد وتكثر والدعوة تنتشر بسبب كذلك بعض إخواننا الذين تقدموا للخطابة والمساجد فنفع الله جلَّ وعلا بهم كذلك نفعا طيبا مباركا، وبدأ هذا النشاط الذي ابتداء كان علميا يزيد ويتقوى بمعرفة العلماء وزيارتهم والانتفاع بدروسهم وتسجيلاتهم وهي كثيرة، من أمثال الشيخ العثيمين رحمة الله عليه والشيخ ربيع والشيخ العباد، و غيرهم من المشايخ الكبار والشيخ الفوزان وغيرهم ولله الحمد والمنة؛ ولكن أثر الشيخ الألباني في الدعوة في الجزائر أثر معلوم ملموس لا ينكره إلا جاحد مكابر.
    ثم بعد ذلك بدأ يقع الانحراف في بعض الطلبة المحسوبين على الدعوة السلفية؛ يعني الحزبية تارة وبالمنهج التكفيري تارة أخرى، حتى جاءت هذه الحزبية وفتحت باب الأحزاب وأُنشئت الأحزاب التي عرفت حينها بالأحزاب الإسلامية؛ ولكنها أحزاب فرقت المسلمين ولم تأخذ من الإسلام إلا الاسم كهذه المعروفة.
    ثم بعد ذلك وقع ما وقع؛ لأن بعض هذه الأحزاب قامت على أصل كما يقولون -يعني- كما يقول أصحابها ورؤساؤها: على أصل المطالبة والمغالبة؛ المطالبة بالعمل السياسي والمغالبة بالعمل المسلح، بعد هذا العمل السياسي الذي أتى على الأخضر واليابس وأوقع البلاد في حمام من الدماء والفتن وما إلى ذلك، وقتل الآلاف ومنهم بعض الخواص من إخواني من طلبة العلم، وهدد من هدد بالقتل من قبل هؤلاء؛ يعني من قبل هؤلاء التكفيرين وما وقع من الأمور التي يعلمها الجميع من تلك الاعتقالات وفتح المعتقلات للمستقيمين السلفيين من إخواننا التي جمعوا فيه الآلاف؛ ويعني هذه الأمور التي وقعت كان لها أثرها لا شك ولا ريب؛ لأن مثل هذه الأمور فتن إذا وقعت في الأمة أول ما تؤثر فيه هي الدعوة التي في أخف وأقل أحوالها أنها تتعطل أو تتأخر أو تتوقف وهذا الذي وقع، ذلك النشاط الذي كان ماشيا في غالبه نشاط السلفيين الواضحين على خطى ثابتة؛ لأن هذا كان بالرجوع إلى العلماء واستشارتهم والاستفادة من توجيهاتهم، وهذا هو السلفي في الحقيقة، يرجع في أموره كلها إلى علمائه ومشايخه ولا يستقلّ برأيه وإن رأى أن ظاهره فيه خير ولكنه لا بد أن يستفيد ممن سبقه في العلم وممن يكبره في العلم والقدر والسن وهذا له دوره.
    حتى جاءت بعد ذلك هذه الفتن في التّسعينات ثم تبعتها الفتن الأخرى المتعلقة بتسلط المتصوفة على السلفية وأهلها حتى جاءت الفترة الأخيرة من تسلط هؤلاء على إخواننا وعلى دعوتنا محاولين إبعاد هذه الدعوة عن الساحة وعن المساجد ولكنهم عبثا يحاولون ﴿يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون[التوبة: 32] هذا أصل عشناه ونعيشه دائما وأبدا، هذه الدعوة ماضية بإذن الله؛ لأنّها دعوة ربانية، الله تبارك وتعالى أيَّد فيها نبيه، بدأ وحيدا ثم انضم إليه الصديق ثم كانت أمة بعد ذلك، وهي باقية أمة إلى قيام الساعة (( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق)) لا يضرّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة وهم على ذلك، لا يتوانون ولا يتبدّلون ولا يتغيرون نسأل الله جلَّ وعلا أن نكون منهم وأن يستخدمنا في دعوته لنكون جندا من جنودها.
    حتى ظهرت الفتة الأخيرة في هذه الأيام فتنة هؤلاء الصعافقة الذين في الحقيقة فتنتهم انضمت إلى سابقتيها، إلى آثار الحزبية في بلدنا وعلى دعوتنا إلى آثار هذه الصعفقة في بلدنا وعلى دعوتنا، هذه الصعفقة التي قامت على الطعن في الفضلاء وعلى رأسهم المشايخ وعلى رأسهم شيخنا الهمام محمد علي فركوس حفظه الله وغيره من المشايخ الذين ما ساروا على نهج هؤلاء الصعافقة الذين أردوا أن يحرفوا مسار هذه الدعوة بهذه الطرق الملتوية الخبيثة التي فضحهم الله جل وعلا فيها، فضحهم الله أنهم كانوا يخطّطون لتحريف مسارها للزج بها في منهج التمييع والجمع على الهباب على طريقة: "كلّ السلفيين" أو "الكل سلفيون"، وهذا منهجهم في الحقيقة؛ ولكن دائما وأبدا الله تبارك وتعالى يجعل في الأمّة من يبقي على مسارها الصحيح ويحافظ على ثوابتها وعلى أصولها، الأصول هي هي لا تتغير ونحن دعوتنا إلى هذه الأصول التي لا تتغير ونسعى دائما وأبدا للثبات عليها وتثبيت إخواننا عليه هذا هو الأصل، يريدون أن يجعلوا هذه الدّعوة كدعوة المتصوفة، دعوة المتصوفة القائمة على التعصب الأعمى لبعض سميهم المشايخ سميهم الأئمة سميهم الرؤساء سميهم ما شئت إلى درجة إذا قال فلان فقوله لا يرد وكأن القاعدة بل إن القاعدة يراد تبديلها، الآن عندنا قواعد كثيرة يراد تبديلها، قاعدة «كل يؤخذ من قوله ويرد» إلى فلان أو فلان وفلان فقط هذا قوله ولا يرد لأنه وحي، حتى أصبحنا نسمع أنا راني مع الكبار، من الكبار؟ فلان وفلان فقط هؤلاء هم الكبار غيرهم جميعا صغار؛ لأن الغير يخالف قولهم ومنهجهم والغير فيهم من هم أكبر من هؤلاء الذين كبروهم، يريدون تغيير قاعدة «لا تقل في الإسلام قولا ليس لك فيه إمام» قال لك هذا قول لا ينبغي أن يتعمد، سار عليه السلف وأصله أئمتهم لأهميته ولعظيم أثره في الأمة، هذا القول المنسوب إلى الإمام أحمد، وقاله غيره ممن سبقه وممن جاء بعده، أصل من الأصول هذا حتى تمشي الدعوة على مسارها الصحيح وتكون الأمة في مأمن من هذه الفتن كلها.
    ولهذا بعد هذه النبذة اليسيرة أنا نصيحتي لإخواني وأبنائي:
    أن يحافظوا على دعوتهم لأنها مكسب عظيم هو أغلى المكاسب وأشرفها وأفضلها عند الله تبارك وتعالى، وهو أمانة في أعناقنا جميعا، الذي يُسيء إلى دعوته بشيء يسير هذا قد خالف هذا الأصل وما حافظ على الأمانة.
    وبهذه المناسبة أذكر فتوى سمعناها من الشيخ الألباني رحمة الله عليه وأظن أن غالب الإخوة ربما مرت به هذه لما سئل عن مسألة متعلقة بالتهريب وما التهريب؛ يعني تهريب السلع أوشيء من هذا القبيل، والشيخ الألباني قال كلامه ليس بلفظه وإنما بمعناه، قال: "إن مثل هذا جائز لأنه بيع وشراء وشروط البيع الصحيحة متوفرة إلا أنه لما منع منه وليّ الأمر هذا ينبغي أن يعتبر"، وقال: شرط آخر: "أنه لا يفعله من ظاهره الاستقامة لأنه إذا فعله من ظاهره الاستقامة سيُساء إلى منهجه ودعوته" هذا لأجل هذا الاعتبار كان لديهم هم على عدم الاساءة إلى هذه الدعوة بأي صورة من الصور وبأي شكل من الأشكال.
    هذه الأمانة أنصح أبنائي بالمحافظة عليها والسير على مسارها الصحيح، وهذا لا يتأتى ولا يتحقق إلا بالسير على الطريقة التي سار عليها من سبقنا على هذا المنهج وعلى هذه الدعوة.
    أن نكون دائما وأبدا أن نكون متصلين بأئمتنا وعلمائنا ومشايخنا، أن نلزم غرز العلماء؛ يعني كأصل عام.
    ولا يعني هذا بحال من الأحوال أنه لا يجوز لك أن تُخالف عالم في مسألة من المسائل، لا! أبدا؛ بل هذا من أصولنا أننا نخالف، حتى العالم، نخالف من هو أعلم منا، نخالف من هو أكبر منا في مسألة ظهر لنا الحق في خلاف قوله؛ لأننا نعتقد وهذا أصل من الأصول كذلك أن العبرة في قول القائل بدليله لا بقوله، مثلا يأتي قائل يقول: هذه المسألة دليلها كذا والعالم الفلاني قال فيها بكذا، أحيانا تجد قول يستشهد به صاحبه بقول عالم من العلماء، والعالم له قولان في المسألة: قول مثلا بالجواز أو بالبطلان والقول بخلافه، كل هذا موجد ثابت عنه، فإذا استدل هو بقوله وهو يرى الجواز بقوله في جواز ذلك يحتج عليه بقوله بخلاف ذلك، هذا نفس العالم فهذا دليل على أنّ الحجة ليست في أقوالهم، الحجة إنما في أدلتهم ودائما وأبدا، قد تكون هناك مسائل اجتهادية الخلاف فيها سائغ تبقى مسائل اجتهادية، لا تزول أبدا، وهذا من زمن الصحابة رضي الله تعالى عنهم إلى أيامنا هذه وسيبقى هذا في الأمة، وهذا النوع من الخلاف هذا لا يضر بحال من الأحوال لأنه من الاختلاف السائغ الذي سببه الاجتهاد، والاجتهاد تتفاوت فيه مدارك العلماء واستنبطاتهم وما إلى ذلك من مثل هذه الأمور، فلزوم غرز العلماء مما يحفظ لنا السير على المسار الصحيح لهذه الدعوة.
    أن نحرص الحرص الشديد كذلك على المحافظة على الاجتماع والألفة الذي يكون بين السلفيين؛ لأن اجتماعنا فيه القوة وفيه الخير وفيه البركة ولأننا دعينا لهذا الاجتماع، أمرنا به ربنا تبارك وتعالى بقوله: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا[آل عمران: 103] وأمرنا به نبينا عليه الصلاة والسلام في نصوص كثيرة من مثل قوله: (( الجماعة رحمة والفرقة عذاب )) نختلف ونتفرق على مسألة اجتهادية أوخلافية ويقع بيننا ما يقع من التراشق أو من التقابض أو من العراك، هذه مسائل مع الأسف الشديد نعيشها، نسأل الله العفو والعافية.
    نحافظ كذلك على هذا المسار بالمحافظة على الأخوة الإيمانية، هذه الرابطة العظيمة وهي من أعظم نعم الله جلَّ وعلا علينا ﴿واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألَّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً[آل عمران: 103].
    أن نكون ملتزمين بشرع ربنا متبعين لهدي نبينا عليه الصلاة والسلام مجتمعين على إمامنا، أن نطيع ولاة الأمر فينا بالمعروف ولا نخالف أوامرهم ولا ننزع يدا عن طاعتهم لأن في هذا شر وبلاء عظيم.
    نسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع قلوبنا على الحق ولعل الله عزَّ وجل للقاء ربما نتوسع في هذه المسألة ونذكر ما نعتقده فيها، والله تبارك تعالى أعلم.
    رابط الملف الصوتي: http://bit.ly/3b4Ktte
    رابط الملف الكتابي: https://bit.ly/2MUdIHo
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2021-02-14, 07:32 AM.

  • #2
    جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب وبارك فيكم

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم أمة الاسلام شيخنا ومتعكم بالصحة والعافية

      تعليق


      • #4
        حفظ الله شيخنا الغالي وبارك فيكم.
        التعديل الأخير تم بواسطة وسيم قاسيمي; الساعة 2021-02-13, 10:58 AM.
        اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
        وسيم بن أحمد قاسيمي -غفر الله له-

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرا شيخنا

          تعليق


          • #6
            جزاك الله شيخنا ووالدنا.
            كلمات رائعة ونصائح غالية نابعة من قلب محب للعلم صادع بالحق متعلق بكتاب ربنا وسنة نبينا ونهج سلفنا.
            جعلها الله في ميزان حسناتك وأسأل الله أن ينفع بها.

            تعليق


            • #7
              جزاكم الله خيرا والدنا الكريم
              كلمة ماتعة ونصيحة نافعة

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيكم شيخنا وجزاك الله خيرا

                تعليق

                الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
                يعمل...
                X