إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حقوق الأخوة في الله | الشيخ السعيد بوشن حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [خطبة جمعة] حقوق الأخوة في الله | الشيخ السعيد بوشن حفظه الله

    بعض حقوق الأخوة في الله
    بسم الله الرحمان الرحيم ، الصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين .
    أما بعد :
    عباد الله ايها المؤمنون : لقد وصف الله سبحانه عباده بأحسن الصفات فقال سبحانه " انما المؤمنون إخوة " ، وقال عليه الصلاة والسلام " المسلم أخو المسلم ،لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يحقره " ، فالأخوة نعمة من الله وجب شكرها ، ومنة منه سبحانه وتعالى يتعين الحفاظ عليها ، قال تعالى " فأصبحتم بنعمته إخوانا " ، قال قتادة رحمه الله : ذكر لنا أن رجلا قال لابن مسعود : كيف أصبحتم ؟ قال اصبحنا بنعمة الله إخوانا .
    واعلموا رحمكم الله ان للأخوة في الله حقوق بين المؤمنين يجب مراعاتها والاجتهاد في تطبيقها ، ذلك ان التآخي في الدنيا يوجب التآخي في الآخرة ، قال صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يستظلون بعرش الرحمن يوم القيامة " ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه "
    لذلك عبد الله تريث قبل المصاحبة ، وتخير قبل المعاملة ، قال صلى الله عليه وسلم " الرجل على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل " ، وقال عليه الصلاة والسلام " لا تصاحب الا مؤمنا " .
    عباد الله من حق الاخ على أخيه المناصحة في الله سرا لا جهرا ، قال صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة " ، لأن الرفقة الصالحة تبصر الإنسان بعيوبه ليعمل على إصلاحها ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " المؤمن مرآة أخيه " ، وهو المعنى الذي قاله تعالى في كتابه " وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " .
    عباد الله : من حق اخيك عليك زيارته وتفقد أحواله ، إن كان محتاجا تعينه او فقيرا تغنيه أو كئيبا فتفرحه ، قال صلى الله عليه وسلم : " أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى ، فأرصد الله على مدرجته ملكا ، فقال له : اين تذهب ؟ قال : ازور اخا لي في الله في قرية كذا وكذا . قال : هل له عليك من نعمة ترُبُّها ؟ قال : لا ، ولكنني أحببته في الله . قال : فإني رسول الله إليك ؛ إن الله قد أحبك كما أحببته فيه ." ، قال النووي في هذا الحديث : " فضل المحبة في الله تعالى ، وانها سبب لحب الله تعالى للعبد ، وفيه فضل زيارة الصالحين والأصحاب " .
    واعلموا رحمكم الله أن كثيرا من إخوانكم يعانون في صمت ، ويموتون في غفلة منا ، وتشرد ابناؤهم ونحن في سكرات الدنيا وشهواتها ، وينتكسون ونحن في لعب ولهو ، فاحذروا ان تكونوا سببا في ضياع إخوانكم ، قال صلى الله عليه وسلم : " أحب الأعمال الى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، او تكشف عنه كربة ، او تطرد عنه جوعا ، او تقضي عنه دينا " .
    ايها المؤمنون من حق اخيك عليه ان تغفر زلته وتعفو عن هفوته فكلنا ذاك الرجل ، قال تعالى : " ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون " ، وقال سبحانه " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " ، ويقول ابو الدرداء : إذا تغير أخوك وحال عما كان عليه فلا تدعه لأجل ذلك فإن أخاك يعوج مرة ويستقيم مرة أخرى " ، وقال إبراهيم النخعي : " لا تقطع أخاك ولا تهجره عند الذنب يذنبه فإنه يرتكبه اليوم ويتركه غدا " ، بل الواجب الدعاء له في ظهر الغيب بالتوبة والرجوع إلى الطريق المستقيم فقد قال صلى الله عليه وسلم " إذا دعا الرجل لأخيه في ظهر الغيب قال الملك ولك مثل ذلك" رواه مسلم . وكان أبو الدرداء يقول : " إني لأدعو لسبعين من إخواني في سجودي اسميهم بأسمائهم " . رواه أحمد .
    أيها الإخوة اعلموا رحمكم الله أن من حق الأخ المؤمن على أخيه المؤمن أن يستر عليه خطئه ولا يشيعه بين الناس ، قال صلى الله عليه وسلم " يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه ! لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلمتتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته " ، وقال عليه الصلاة والسلام " من ستر أخيه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة " .
    عباد الله من الحقوق التي توجبها اخوة الإيمان بين الأخوين الفرح بما آتاه الله جلا وعلا وقد تسابق الصحابة رضوان الله عليهم في إبلاغ كعب بن مالك رضي الله عنه عندما نزل الوحي بقبول توبته فرحا بذلك وبهجة وسرورا ، وقال له صلى الله عليه وسلم مبشرا له فرحا مسرورا : " ابشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك امك " ، وقد فرح النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام عدي بن حاتم من وجاء العرب ، قال عدي : " فرأيت وجهه تبسط فرحا " . رواه الترمذي وحسنه الالباني ، وفرح عليه الصلاة والسلام لما جاء واحد من خبراء العرب من القافلة ومعرفة الاثر وشهد بصحة نسب أسامة بن زيد إلى ابيه رضي الله عنهما و فرح النبي صلى الله عليه وسلم بظهور براءة عائشة قال : " ابشري يا عائشة فقد انزل الله براءتك " قالت : " وإني لأتبين السرور في وجهه وهو يمسح جبينه " .
    أيها المؤمنون : الأخوة في الله دين يجب بذل جهد في الحفاظ عليها ، قال سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى : " قيل لمحمد بن المنكدر : اي العمل احب إليك ؟ قال : إدخال السرور على مؤمن ، قيل : فما بقي من لذتك ؟ قال : الإفضال على الإخوان " ، قال يحيى بن معاذ رحمه الله تعالى : " اخوك من عرفك العيوب ، وصديقك من حذرك من الذنوب " ، قال أبو سليمان الدارني رحمه الله " إنما الأخ الذي تعظك رؤيته قبل أن يعظك بكلامه " ، وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : " لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهرا أو جمعة او ما شاء الله ، أحب إلي من حجة بعد حجة ، ولطبق بدانق أهديه إلى أخ لي في الله أحب إلى من دينار أنفقه في سبيل الله عز وجل " .
    خطبة جمعة : للشيخ السعيد بوشن حفظه الله .
    نفع الله بها الجميع .






الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X