إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأيَّامُ الزَّاهيّةُ الزَّاهِرَةُ ، في مَطْلَعِ العَلَمِ فَرْكُوسٍ وَالأَعْلاَمِ السَّلَفِيَّة الظَّاهِرَةِ ( الـحلقة 03)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأيَّامُ الزَّاهيّةُ الزَّاهِرَةُ ، في مَطْلَعِ العَلَمِ فَرْكُوسٍ وَالأَعْلاَمِ السَّلَفِيَّة الظَّاهِرَةِ ( الـحلقة 03)

    الأَيَّامُ الزَّاهِيَّةُ الزَّاهِرَةُ
    فِي مَطْلَعِ العَلَمِ فَرْكُوسٍ وَالأَعْلاَمِ السَّلَفِيَّة الظَّاهِرَةِ([1])
    وَمَصْرَعِ الأَقْزَامِ الفَالِحِيَّةِ الْمُجَاهِرَةِ([2])
    ( الْحَلقَةُ الثَّالثَةُ )
    ( الشَّاهِدُ الثَّامِنُ : الفِتَنُ )
    ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾، فَإنَّ الفِتَنَ وَالْحَـوَادِثَ تُبَيِّنُ لِلنَّاسِ العَدُوَّ مِنَ الصَّدِيـقِ ، وَتَقْسِمُهُم إِلَى مُحِقٍّ وَمُبْطِلٍ([3])؛ لأنَّ البَاطِلَ لهُ دَهشَةٌ وَرَوْعَةٌ فِي أَوَّلِهِ([4])، وَالأُمُورَ تَتَشَابَهُ مُقْبَلةً ، وَلاَ يَعْرِفُهَا إلاَّ ذُو الرَّأيِ ، فَإذَا أَدْبرَتْ عَرَفَهَا الْجَاهِلُ ، كـمَا يَعرِفُهَا العَاقِلُ([5])، قَالَ الْحَسنُ(ت:110هـ):"هَذِهِ الْفِتْنَةُ إِذَا أَقْبَلَتْ عَرَفَهَا كُلُّ عَالِمٍ ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَرَفَهَا كُلُّ جَاهِلٍ "اهـ([6])، كالْحَرْبِ تَتَرَاءَى لِأَخَفِّ النَّاسِ بِالصُّورَةِ الْمُسْتَحْسَنَةِ، تَمَّ تَتَجَلَّى عَنْ صُورَةٍ مُسْتَقْبَحَةٍ([7])، وَكَانَ خَلَفٌ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلنَّاسِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا هَذِهِ الْأَبْيَاتِ فِي الْفِتْنَةِ([8]وَكانُوا يَسْتَحِبُّونَ أنْ يَتَمَثَّلُوا بِهاذِهِ الأبْياتِ عِنْدَ الفِتَنِ ، قَالَ امرُؤ القَيْسِ :
    الْحَرْبُ أَوّلُ مَا تَكُونُ فتيّةً **** تَبْدُو بِزِينَتِـهَا لِكُـلّ جـَهُولِ .
    حتى إذا حَمِيَتْ وَشَبَّ ضِرَامُها **** عادتْ عجوزًا غيرَ ذَاتِ خليلِ .
    شَـمْطَاءَ جَزّتْ رَأْسَها وَتَنَكّرَتْ **** مَكْرُوهَةً لِلشَّمِّ والتَّقْبِيلِ.([9])
    وَإذَا لَم تَأتِ الفِتَنُ لَم نَدْرِ مَنِ الصَّادِقِ وَمَنِ الكَاذِبُ ، وَلَكِنّ إِذَا جَاءَتِ الفِتَنُ انحَازَ أَهْلُ الكَذِبُ وَأَهْلُ النِّفَاقِ، وَصَارُوا مَعَ الكُفَّارِ ، وَلَم يَبْقَ إِلَّا أَهْلُ اﻹيـمَانِ الصَّادِقِينَ فِي إِيـمَانِهِم([10])، فَسُبْحَانَ الَّذِي جَعَلَ الفِتَنَ تُصَفِّي وَتُغَرْبِلُ ، وَالْمَرءُ فِي خِضَمِهَا يُكَبِّرُ وَيُحَوْقِلُ([11])، قَالَ شَيخُنَا:" الفِتْنَةُ عَلَى قِسْمَيْن : فِتنَةُ الشَّهَوَاتِ ، وَفِتْنَةُ الشُّبُـهَاتِ ، أَمَّا فِتنَةُ الشَّــهَوَاتِ : فَتَرجِعُ إِلَى النِّسَاءِ وَالْمَالِ عَلَى الوَجْهِ الغَالِبِ ... أَمَّا فِتنَةُ الشُّبُهَاتِ فَأَنْوَاعٌ مِنهَا :فِتنَةُ الكُفْرِ ، فَالوَاجِبُ مُحَارَبةُ الكُفْرِ ، وَوَسَائِلِهِ الْمُوَصِّلَةِ إِلَيْهِ بِالْحُجَّةِ وَالبُرْهَانِ وَالدَّلِيلِ وَالبَيَانِ وَالقُوَّةِ ، أَمَّا فِتنَةُ البِدْعَة : فَالوَاجِبُ التَّعْرِيفُ بحَالِ أَهْلِ البِدْعَةِ ، وَالتَّحْذِيرُ مِنهُم ، وَإظْهَارُ السُّنَّةِ ، وَتَعْرِيفُ الْمُسْلِمِينَ بِهَا ، وقَمْعُ البِدَعِ بِمَا يُوجِبُهُ الشَّرْعُ مِنْ ضَوَابِطَ ، أمَّا فِتنَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ: فَإنَّ السَّلَامَةِ لَا يَعْدِلُهَا شَيْءٌ ، وَالقُعُودَ أَسْلَمُ ، إلَّا إِذَا ظَهَرَ الْحقُّ بِالأَدِلَّة الشَّرْعِيَّةِ ؛ فَالوَاجِبُ النُّصْرَةُ وَالإعَانَةُ بحَسَبِ الاِستِطَاعَةِ "اهـ([12]).
    وَمِنْ أَعظَمِ الفِتَنِ وَالأَحْدَاثِ الَّتِي وَقَعَتْ فِي الْحَرِمِ الْمِكِيِّ : فِتْنَةُ جُهَيْمَانَ العُتَيبِيِّ في عَامِ 1400هـ الْمَوَافِق لـِ 1979هـ ؛ حَيثُ قَدَّمَ جُهَيْمَانُ إِلَى الْمُصَلِّين صِهْرَهُ محمَّدَ بنَ عَبدِ اللهِ القَحْطَانِيّ بِاعتِبَارِهِ "الْمَهْدِي الْمُنتَظَرِ" ، وَمُجَــدِّدَ هَذَا الدِّيـنِ ، ثُمَّ قَامَ رِجَالُهُ جُـهَيْمَانُ بِاستِخرَاجِ أَسْلِحَةٍ خَفِيفَةٍ مِن تَوَابِيتَ أُدخِلَتْ قَبْلَ الصَّلَاةِ بِاعتِبَارِهَا تَحوِي جَثَامِينَ الْمَوْتَى للصَّلَاةِ عَلَيهِم فِي الْمَسجِدِ ، وَتَمَكَّنَ الْمُسَلَّحُونَ مِن إِغْلَاقِ الأَبوَابِ، وَسَدِّ مَنَافِذِ الْحَرَمِ ، وَالتَّحَصُّنِ دَاخِلَهُ([13])، وَكَانَ شيْخُنَا فَرْكُوسٌ في السَّادِسِ وَالعِشْرِينَ مِن عُمرهِ ، وَقَد حَدَّثَنَا أَنَّهُ اختلفَ مَعَ بَعْضِ إخْــوَانِهِ الطَّلبَةِ الَّذينَ تَحمَّسُوا لِمُبايَعةِ الْمَهْدِي الْمُنتَظَرِ الْمَزعُومِ ، لَكنَّ الشَّيخَ فَرْكُوسًا نَصَحَهم بالتَأنِّي ؛ حَتَّى يخرُجُ مِنَ العِرَاقِ جَيشٌ ؛ لِكَيْ يُحِارِبَ الْمَهْدِي ، وَزَادَ الفَاضِلُ مُصطَفَى بَلغِيثُ :" الشَّيخُ فَرْكُوسٌ قَالَ :" تَعَلَّمتُ دَرْسًا أَنَّهُ عِنْدَمَا تَحْدُثُ فِتنَةٌ أبْقى أَنَا الأَخِيرُ "اهـ([14]).
    وَكَذَلِكَ عَرَفَتْ هَذِهِ الْجَزَائِرُ فَتِنًا كَقِطَعِ اللِّيل الْمُظَلمِ، وَمِنْ أَشَدِّهَا فِتنَةُ العُشْريّةِ السَّوْدَاءِ، حَيثُ شُوِّهِتْ فِيها صُورَةُ الإِسْلَامِ ، وَأهَلَكَتِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تُـهلِكَ مِنَ الْحَــرْثِ وَالنَّسْلِ ، "وَشَـهَادَةً لِلتَّارِيـخ : فَإنَّ الشَّيْخَ قَدْ تَعَرَّضَ لِتَـهْدِيدَاتٍ بِالقَتْلِ مِنْ طَـرَفِ الْجَمَاعَاتِ الْمُسَـلَّحَةِ إبَّانَ سَنَواتِ الإرْهَابِ ، وكَذَلِكَ بَعْدَهُ ، وَلَـم يَكُــنْ ذَلِكَ دَافعًا لَهُ لِمُغَادَرتِهِ وَطَنَهُ ، مَعَ وُجُـــودِ إِغَرَاءَاتٍ دُنُيَوِيَّةٍ تَسْتَهْوِي عُشَّاقَ الْمَنَاصِبِ ، وَتُغْرِي اللَّاهِثِينَ خَلْفَ «الشُّهْرَةِ»؛ لِتَولِّي مَنَاصِبَ عُليَا في جَامِعَاتٍ خَارِجِيَّةٍ ، فَضْلًا عن أَنْ يَثنِيَ مِنْ عَزْمِهِ فِي مُحَارَبةِ هَذَا «الفِكْرِ الدَّخِيلِ» ، بَلْ ظَلَّ مُجَاهِـدًا فِي سَبِيلِ إِنْقَاذِ مَنِ ابتُلِيَ بِدَاءِ «الغُلوِّ وَالتَطَرُّفِ » ، وَمُنَافِحًا بقَلَمِهِ وَعِلْمِهِ ؛ لإرسَاءِ مَعالِمِ « الوَسَطِيَّةِ وَالِاعتِدَالِ» "([15])، وَرَوى بَعضُهُم قَائِلًا :"حَدَّثَنِي الشَّيخُ رَفِيقٌ تَعْوينَت عَنْ بَعْضِ جِيرَانِ الشًّيْخ مُحَمَّدٍ فَرْكُوسٍ قَالَ : كَانَ خِلاَلَ سَنَوَاتِ التِّسعِينَاتِ ، وَمَا مَرَّتْ بِهِ الْجَزَائِـــرُ مِنْ مِحْنَةٍ ، كَانَ بَعضُ الْمَفْتُونِينَ مِنَ التَّكْفِيرِيينَ يَأتُونَ تَحْتَ نَافِذَةِ بَيْتِ الشًّيْخِ ، وَيُنَادُونَهُ :( يَا فُركُوسُ ، يَا البَارِدُ ... وَيُكَرِّرَونَهَا ) ، قَالَ الشَّيخ فَرْكُوسُ :" كُنْتُ أَقُولُ إِذَا أَرَدتَ أَنْ تَحفَظَ شَيئَا جَعَلتَهُ فِي مَكَانٍ بَارِد كَالثَّلاَجَةِ ، فَالْحَمدُ لله ، كُنَّا بَارِدينَ ، فَحَفِظَنَا اللهَ ، وَعَصَمَنَا أَمَّا هَؤُلاَء ، فَكَانُوا سْخُونِين كَـمَا يقُولُونَ ، فَهَلَكُوا إلاَّ مَنْ شَاءَ اللهَ "اهـ([16]).
    وَمِنَ الفِتنِ الْحالِكَةِ : فِتْنَةُ الدَّوَاعِشِ ،" وَقَدْ شَهِدَتْ جِـهَاتٌ إِعْلَامِيَّةٌ خَارِجِيَّةٌ بِمَدَى تَأثِيرِ الدَّعوَةِ السَّلَفِيَّةِ عُمُومًا ، وَدَعْوَةِ الشَّيْخِ ـ حَفِظَهُ اللهِ ـ خُصُوصًا فِي إِبعَادِ «فِكْرِ التَطَرُّف التَّكْفِيرِيِّ » عَنْ شَبَابِ الْجَزَائِرِ ، وَحَالَتْ مُؤَلَّفَاتُه ﻛَ :«شَرَفِ الِانتِسَابِ إِلَى مَذْهَبِ السَّلَفِ ، وَجَوَانِبِ الِافتِرَاقِ مَع ما يُسمَّى بِالسَّلَفِيَّةِ الْجِهَادِيَّةِ وَالْحِزْبِيَّةِ » ، دُونَ الْتِحَـــاقِ الشَّبَابِ الْمُتَحَمِّسِ بـجَمَاعَاتِ القَتْلِ وَالتَّكْفِيرِ ، عَلَى العَكْسِ مِنَ الدُّوَلِ الإسْلَامِيَّةِ الْمُجَاوِرَةِ الأُخْرَى ؛ حَيْث كَانَتْ نِسْبَةُ تَأْثِيرِ فِرْقَةِ مَا يُعرَف ﺑ «دَاعِش» عَلَى الْمُغَرَّر بِهِم فِيهَا عَالِيَّةً ."([17])، قَالَت صَحيفة(cnn):"فِي الوَقْتِ الَّذِي يَقتَرِبُ فِيهِ رَقْم الْمُقَاتِلِينَ الْمَغَارِبَةِ بِتَنْظِيم الدَّولَةِ الإسْلَامِيَّةِ مِنْ 3000 ، وَيَصِلُ فِيـهِ عِندَ الْمُقَاتِلِينَ التُّونِسِيِّينَ إِلَى 1500 يَبدُوُ الرَّقم ضَئِيًلًا جِدًّا عِندَ الْجَزَائِرِ بحيْثُ لَا يَتَجَاوَزُ63 حَسْبَ تَصْرِيحَاتٍ رَسْـميَّةٍ ، الأَسبَابُ فِي ذَلِكَ مُتَعَدِّدَةٌ، لَكِنّ يُمْكِنُ إِجْمَالُهَا فِي ثَلَاثَةٍ ، وَذَلِكَ وِفقَ مَا نَشَرتهُ دِرَاسَةٌ لِمَرْكَزِ " كارنيغي" لِلشَّرْقِ الأَوسَطِ ...الثَّانِي - مِنَ الأَسبَابِ-: هُوَ صُعُودُ حَرَكَةِ الدَّعوَةِ السَّلَفِيَّةِ... وَمِنْ أَبرَزِ وُجُوهِهَا اليَومِ هُنَاكَ : عَليٌّ فَركُوسٌ ... شَكَّلتْ حِصْنًا لِلكَثِيرِ مِنَ الْمُتَعَاطِفِينَ سَابِقًا مَعَ الْجَبْهَةِ الإسْلَامِيَّةِ لِلإنقَاذِ "اهـ([18]). وَمِنَ الفِتنِ الْمُدْلَهِمَّةِ الَّتِي ضَربَتَ هَذِهِ الأُمَّةَ:« فِتْنَةُ الْحَدَّادِيَّة وفَالِحٍ الْحَرْبِيِّ(ت:1441هـ) »، قَالَ العَابِطُ :"لَقَد تَعَرَّضَ شَيْخُنَا الغَالِي الكَبِيرُ محَمَّدٌ عَلِيٌّ فَرْكُوسٌ لِعِدَّةِ حَمَلَاتٍ حِزْبِيَّةٍ مُقِيتَةٍ ، وَكَانَتْ أَشَدُّهَا يَوْمَ فِتْنَةِ فَالِــــحٍ "اهـ([19])، فَمَاذَا عَسَى أُولَئِكَ الْجَاحِدُونَ أَنْ يُجِيبُوا([20])، وَيُقَدِّمُوا ؟! ، إلاَّ مِثْلَ مَا قَاءَهُ شَيْخُ العَابِطِ حَانِقًا ؛ حَيثُ خَاطَبَ شَيْخَنَا قَائِلًا :" كُل يُومْ تَقطَّعْ فِينَا ، وَتَتْكَلَّمْ فِي كَلَامْ سَاقِطْ ، وَمَا يَسْوَاشْ قَاعْ ... الآنْ يَطْلَعَنَّا بِهْذَا الْمَقَالِ ... مِنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الدُّنيَا ، إِنْ لَم يَكُن أَعْلَمُنَا ؟! ... وَاللهِ مَا فَرَّقَ الْمُسْلِمِيـنَ إلاَّ رَجُـــلٌ لاَ يَرَى مِثلَ نَفْسِه ... يَتَكَّلَم بِنَفْسُو بلِي الْجَزَائر مَعْرُوفَةٌ بِهِ، الْجْهُدُو تَاعُوا وَاحِدْ مَا يَلْحَقْ لِيهِ ، أُوهُوَ أكبَرُ العُلَمَاءِ فِي الدُّنيَا ... هَذَا العُجْبُ الَّذِي يَكْسِرُ الظُّهُورَ ... واللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لأَنتَ أَعْلَمُ أَنَّهُ ظَلُومٌ جَـهُولٌ ... "اهـ([21]).
    قُلْتُ : إنَّ ذَلِكَ الْمَقالَ حَرَّرتْهُ إدَارَةُ مَوقِعِ الشَّيْخِ ، وَوَرَدَ فيهِ: ( مِنْ أكثر الشَّخْصِيَّات الدِّينِيَّةِ فِي زَمَانِنَا هَذَا ـ إِنْ لَم يَكُن أكثرَهم ـ عِلمًا ، وَعَطَاءً لِبَلَدِهِ الْجَزَائِرِ )([22])، لَا( أَهْلِ الدُّنيَا) كَـمَا زَعَـمَهُ هَذَا الشَّيخُ الْمُنَاوِئُ ، وَقَد كَانَ شَيْخُنَا وَمَن مَعَهُ مِن إخْوَانِهِ يُحْسِنُونَ الظَنَّ بِمِثلهِ "- بنَاءً عَلَى الأَصْلِ-، وَيَتَغَافَلُون وَيَتَجَاهَلُونَ ، وَيَعْلَمُونُ وَيَحْلِمُونَ ، وَيتَّـهِمُونَ أَسْـمَاعَهم ، وَيُكَذِّبُونَ أَبصَارَهُم لَكِنَّ الوَاقِــعَ يَأْبَى إِلاَّ أَن يَتَّهِمَـهُم ، وَيُسِيءَ الظَنَّ بِهم ، فَيُفْصِحُ وَيَفْضَـحُ ، وَيُمِيطُ عَنْ هَذِهِ الأَبصَارِ غِشَاوَتَـها ، وَعَنِ الأَسْمَاعِ صَمَمَهَا([23])، وَيُسْفِرُ عَن طَيْشِ أَقْزامِ فَالِحٍ الْمُعْجَبِينَ ، وَيُمَيِّزُهم عَنْ أولِي النُّهَى وَالأحْلامِ الرَّبَّانِيِّينَ .
    فَالْحَاصِلُ وَالْمَقصُودُ :أَنَّ "الرَّاسخَ فِي الْعِلمِ لَو وَرَدَتْ عَلَيْهِ مِنَ الشُّبَهِ بِعَدَدِ أَموَاجِ الْبَحْرِ مَا أَزَالَت يَقِينَهُ ، وَلاَ قَدَحَتْ فِيهِ شَكًّا ؛ لأَنَّهُ قَدْ رَسَـخَ فِي الْعِلْمِ ، فَلاَ تَسْتَفِزُّهُ الشُّبُهَاتُ ، بَل إِذَا وَرَدَت عَلَيْهِ رَدَّهَا حَرَسُ الْعِلْمِ وَجَيشُهُ مَغلُولَةً مَغْلُوبَةً"([24])، فَالرُّسُوخُ في العِلْمِ صَـمَّامُ «اليَّقينِ» .
    ( الشَّاهِدُ التَّاسِعُ : اليَّقينُ )
    ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْـهُمْ أَئِمَّةً يَـهْدُونَ بِأَمْـرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾، فَأخْبَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّ بِالصَّبْرِ وَالْيَقِين تُنَالُ الاِمَامَةُ فِي الدّين ، وَهِي أَرْفَعُ مَرَاتِب الصِّدِّيقِينَ([25])، فَإِنَّ الدَّاعِيَ إلَى اللَّهِ تَعَالَى لَا يَتِمُّ لَهُ أَمْرُهُ إلَّا بِيَقِينِهِ لِلْحَقِّ ، الَّذِي يَدْعُو إلَيْهِ وَبَصِيرَتِهِ بِهِ، وَصَبْرِهِ عَلَى تَنْفِيذِ الدَّعْوَةِ إلَى اللَّهِ بِاحْتِمَالِ مَشَاقِّ الدَّعْوَةِ ، وَكَفِّ النَّفْسِ عَمَّا يُوهِنُ عَزْمَهُ ، وَيُضْعِفُ إرَادَتَهُ([26]).
    وَاليَقِينٍ هُوَ : سُكُــونُ الْقَلْبِ عِنْدَ الْعَمَلِ بِمَا صَدَّقَ بِهِ الْقَلْبُ ، فَالْقَلْبُ مُطْمَئِنٌّ لَيْسَ فِيهِ تَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَلَا يُؤَثِّرُ فِيهِ تَخَوُّفٌ ، فَالْقَلْبُ سَاكِنٌ آمِنٌ لَيْسَ يَخَافُ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلًا، وَلَا كَثِيرًا فَإِذَا هَمَّ الْقَلْبُ بِبَابٍ مِنَ الْخَيْرِ لَمْ يَـخْطُـرْ بِقَلْبِهِ قَاطِـــعٌ يَمْنَعُهُ ، وَلَا يُضْعِفُهُ عَنْ مَـا نَوَى مِنَ الْخَيْرِ سَكَنَ قَلْبُ الْمُوقِنِ ، وَرَسَخَ فِيهِ؛ حَتَّى صَارَ كَأَنَّهُ طُبِعَ عَلَيْهِ ، وَجُبِلَ عَلَيْهِ جَبْلًا ، وَإِنَّكَ لَا تَصِلُ إِلَى نَفْعٍ إِلَّا بِاللَّهِ ، وَلَا يَكُــــونُ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْخَلْقَ لَا يَمْلِكُـونَ لِأَنْفُسِهِمْ شَيْئًا ، وَلَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ إِلَّا بِاللَّهِ؛ لِيَسْكُنَ قَلْبُ الْمُوقِنِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، دُونَ خَلْقِهِ ، فَلَا يَرْجُو غَيْرَ اللَّهِ وَلَا يَخَافُ غَيْرَهُ ، وَزَالَ عَنْ قَلْبِهِ جَـمِيعُ الْخَلْقِ مِنْ أَنْ يَرْجُـوَ مِنْهُمْ أَحَدًا أَوْ يَخَافَهُ ، أَوْ يَتَّكِلَ عَلَيْهِ أَوْ عَلَى مَــــالِهِ ، أَوْ عَلَى بَدَنِهِ ، أَوْ عَلَى احْتِيَالِهِ ، فَلَمَّا عَرَفَ ذَلِكَ عَزَّ وَقَوِيَ ، وَاسْتَغْنَى بِاللَّهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ دُونَ مَا سِوَاهُ([27]).
    وَهَا هُنَا أَجْوِبَةٌ سُرِّبَتْ مِنْ مجَالِسِ شَيْخِنَا فَرْكُوسٍ مِنْ غَيْرِ إذِنْهِ ، لَكِنَّ أَقْزَامَ فَالِحٍ الْجُدُدَ أَذَاعُوهَا بِاسْمِ « فَاجِعَةِ فَرْكُوسٍ ...»؛ تَشْوِيهًا لِصُورَتِهِ ، لَكِنَّهَا - لِمَنْ تَأَمَّلَهَا([28])- تَنْويهٌ عَلى مَنَاقِبِهِ ، وتَنْبيـهٌ عَلَى مَا يَتَمَتَعُ بِهِ عَالِمُنَا مِنْ سِعَةِ «الصَّبْرِ » وَقُوةِ «اليَقِينِ»، وهَضْمِ «النَّفْسِ» ، وَجَمَالِ «التَّوَاضِعِ» وَبُعْدِ «النَّظَرِ»، وَرُسُوخِ «العِلِمِ»، وَ تَشْهَدُ عَلَى شِدَّةِ «غُرْبَةِ» عَالِمٍ في بلَدِهِ وَبَيْنَ أهْلِهِ ، وَتَشْهَدُ عَلَى «صِدْقِ» دَعْوَتهِ ، وَتُؤكِّدُ صِدْقَ الشَّيْخِ جُمُعَةَ في قَوْلِهِ عَن إحْدَى التَّسْريبَاتِ :"مَنِ اِستَمَعَ إِلَى الصَّوتِيَّةِ الْمُسَّرَّبَةِ يَقطَعُ أَنَّ الصَّعَافِقَةَ الاِحتِوَائِيِّينَ وَأَذنَابَـهُم قَومٌ بُهْتٌ ،أَغْبِيَاءُ ، فَلَمَّا اجْتَمَع فِيهِم أَمْرَانِ :سُوءُ الفَهْمِ ، وَسُوءُ القَصْدِ تَوَلَّدَ فِيهِم هَذَا الشَرُّ العَرِيضُ ، وَالْحِقْدُ الدَّفِينُ ، وَالفِتنَةِ العَمْيَاءُ ذَلِكَ أَنَّ هَذِه الصَّوتِيَّةَ عَلَيهِم...وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَؤُلَاءِ الصَّعَافِقَةَ الاِحْتِوَائِيِّينَ لَمَّا هُمِّشُوا فِي الوَاقِعِ لَم يَبْقَ لَهُم إِلَّا الْمَواقع ، فَاسْتَنْجَـدُوا بِصَوْتِيَّاتٍ قَدِيـمَةٍ؛ لِيَسْتَرْجِعُوا أَنْفَاسَهُم ... أَخْرِجُوا مَزِيدًا مِنَ الصَّوتِيَّاتِ ، فَلَا نَزْدَادُ إِلَّا «يَقِينًا» بِحَالِكِم ، وَمَنْهَجِكُم ، وَجَـهْلِكم ، وَسَفَاهَتِكم "اهـ([29]).
    وَحَسُبُكَ أَنَّ العَابطَ قَدِ اِنتَهَى إلى مَا اِنتَهَى، ثُمَّ تَوَقَّفَ ، فَانحَرَفَ - لِفَرْطِ الغَبَاءِ- قَائِلًا :"يَا شَيْخُ فَركُوسُ : كُنَّا نحسِنُ الظَنَّ بِكَ كَثِيرًا، وَنَطْمَئِنُّ إِلَى أَقوَالِك وَأَحكَامَكَ، وَكُنَّا نَفْهَمُ مِنْ رُدُودِكَ عَلَى جَمَاعَةِ الْحجُورِيِّ أَشْيَاءُ كَثيرَةٌ ، مِنهَا : شِدَّتُهم عَلَيْكَ وَسُوءُ أَدَبِهِم مَعَكَ ، وَهَذَا وَاضِـحٌ جِدًّا مِن مَضَامِينِ أَجَوِبَتِكَ وَأَحْكَامِكَ عَلَى رُدُودِهِم، فَقَدْ خُيِّلَ إِلَينَا بَعدَ تَوْصِيفِكَ لِرَدِّ ابنِ دَعَّاسٍ أَنَّ الرَّجُلَ كَالَ إِلَيكَ جُمَلًا مِنَ التُّهَمِ، وَخَاطَبَكَ بِلُغَةِ السُّوقِ ، وثبَّتَ ذَلِكَ فِي القَلْبِ أَنَّنّا لَم نَكُن نَقْرَأْ رُدُودَهُم وَلَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ لَوْمَنَا عَلَى هَذِهِ الثِّقَةِ الَّتِي وَضَعنَاهَا فِيكَ"اهـ([30]).
    قُلتُ :لَكِنَّ مُفَرِّقَةً - عَلَى لَغْوِكَ- قَدْ قَرَأُوا فَلْسَفَتَكَ وَوَقَفُوا ، ثُمَّ بِبَصَرِ تجْرِبَتِهم مَعَكَ كَفُّوا ؛ وَكَفَى بِالتَّجَارِبِ تَأْدِيبًا([31])، قَالَ العَلَّامَةُ رَبيع :"نَحْنُ جَرَّبْنَا هَؤُلَاءِ الأَحْزَابَ، إِنَّهُم كَالأَرضِ السَّبِخَةِ ، لَا يَنبُتُ فِيـهَا شَيْءٌ ، وَقُلُوبُ كَثِيرٍ مِنَ الصُّوفِيَّةِ أَقْرَبُ إِلَى الفِطْرَةِ مِنْ قُلُوبِهِم ، فَلَا تُضَيِّعُوا أَوقَاتَكُم فِي الْجِدَالِ مَعَهُم "اهـ([32]).
    فَلَا يَسْتَطِيعُ أَحَــــدٌ مِنَ النَّاسِ لَوْمَهم عَلَى «الثِّقَةَ» الَّتِي وَضَعُوهَا فِي الشَّيْخِ فَركُـوسٍ ، وَلاَ زَعْزَعَةَ «الطُّمَأنِينَة» في الرُّجُوعِ إلَيْهِ ، وَلاَ تَلْميعَ العَابِطِ فِي أَعْيُنِهمْ ، قَالَ العَلَّامَةُ رَبيع :"وَهَذَا مَنْـهَجٌ يَسِيرٌ عَلَيْهِ أَهْلُ السنَّةِ وَالْجَمَاعَـةِ ، وَأَهْلُ الْحَدِيثِ ، وَهُوَ : أَنَّ مَنْ عَلِمَ حُجَّــــةً عَلَى مَنْ لَمْ يَعْلَم ، وأنَّ الْجَــرْحَ مُقَدَّمٌ ، وَأَنَّهُ لَا غَضَاضَــةَ فِي هَذَا ، وَلَا نَقْصَ مِنْ أَيِّ إِمَامٍ يُزَكِّي رَجُـــلًا ، ثُمَّ يَأتِي مَنْ هُوَ مِثلُهُ أَوْ دُونَهُ، فَيُثبِتُ بِالْحُجَّةِ وَالبُرهَانِ الطَّعْنَ فِي هَذَا الرَّجُـلِ الَّذِي زَكَّاهُ ذَلِكُم الإمَامُ ، لَا ضَيْرَ فِي هَذَا وَلَا حَرَجَ ، وَلَا يُقَالَ تَنَقُّصٌ ، وَلَا يُقَالُ مُخَالِفٌ "اهـ .
    وَالنُّفُوسُ مَفْطُورَةٌ عَلَى حُبِّ مَا يُلَائِمُهَا، وَبُغْضِ مَا يَضُرُّهَا([33])، وَمَفْطُورَةٌ عَلَى حُبِّ الْحَقِّ ، وَهُوَ الَّذِي يُلَائِمُــهَا([34])، وَالقُلُوبُ مَفْطُورَةٌ عَلَى أَنْ يَتَجَلَّى لَهَا مِنَ الْحَقَائِقِ مَا هِي مُستَعِدَّةٌ لِتَجَلِّيـهَا فِيهَا فَإذَا تَجَلَّى فِيهَا شَيءٌ أَحَسَّت بِهِ إحْسَاسًا بَاطِنًا تَجَلِّيهِ فِيهَا([35])، وَ «الْحقُّ أَبْلَجُ ، وَالبَاطِلُ لَجْلَجٌ» أي: مُلْتَبِسٌ ، يَتَرَدَّدُ فِيهِ صَاحِبُه ، وَلَا يُصِيبُ مِنْهُ مَخْرَجًا([36])،﴿ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا ﴾، بَلْ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ : "أَتَيْتُ عَلِيًّا - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، فَقُلْتُ: "إِنِّي أَثْبَتُ مِنْ عَمِّي ، وَأَجْرَأُ ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَجْعَلَنِي مَكَانَهُ"، قَالَ:" يَا ابْنَ أَخِي ، إِنَّ رَأْيَ الشَّيْخِ خَيْرٌ مِنْ مَشْهَدِ الْغُلَامِ "اهـ([37]وما أَحْسَنَ قَوْلَ الشَّاعِرَةِ مَيسُون (ت:80هـ):
    وَلُبسُ عَبَاءَةٍ وَتَقَرَّ عَيْني ******* أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ لُبسِ الشُّفُوفِ
    فَكَيْفَ إِذَا لَبِسَ الأَقْزَامُ الشُّفُوفَ ، وَ«جَاءَتنَا الوَاضِحَةُ»([38])مِنْهُم عَلَى عَوْرَتِهِم بِالْمَكْشُوفِ ، وَعَلىَ مَعْدِنِهِم بِالزُّيُوفِ ، تُصَدِّقُ عُلُوَّ كَعْبِ شَيْخِنَا ، وَإنْ رَغِمتِ الأُنُوفُ ، وَتُحَقِّقُ مَن ظَنَّهُم بَبَغَاوَاتٍ فَرَارِيـجَ([39])بَهَالِيلَ([40])، وَتُصَدِّقُ مَنْ عَابَ مِنْهُم العَجَلَةَ([41])وَالفَهْمَ العَلِيلَ([42])، وَأنَّهُ استَخَفَّهُم العُجْبُ وَالْجَهْلُ وَالزَّادُ القَلِيلُ([43])،فَلَا عَجَبَ أَنْ يَتَصَوَّرُوا التَّقْليدَ هُوَ الدَّلِيلُ، قَال العَلَّامَةُ رَبيعٌ :"مِنْ عَجَائِبِهِ - أَيْ فَالِحٍ - تَألِيفُ هَذَا الكِتَابِ الَّذِي سَـمَّاهُ :( التَّحْقِيقَ السَّدِيدِ ، فِي الاِجتِهَادِ وَالاتِّبَاعِ وَالتَّقلِيد ...)... لَقَدْ نَقَلَ فِيهِ عَن العُلَمَاءِ أَقْوَالاً كَثِيرَةً ؛ مِنهَا مَا يَفْهَمُهُ ، وَمِنْهَا مَا لَا يَفهَمُه ، وَلَيْسَ فِيـهَا أَيَّ رَدٍّ عَلَيَّ ... وَقَدْ يَقَعُ فِيهِ فِي تَنَاقُضَاتٍ لَا يُدْرِكُهَا الْمِسْكِينُ ، وَقَدْ يَسُـوقُ كَلَامًا يَرُدُّ بِهِ عَلَى نَفْسِـهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُر، وَسَبَبُ ذَلِكَ تَعَلُّقُهُ بِالتَّقْلِيدِ البَاطِلِ الَّذي يُنَافِحُ عَنْه، وَفِي الوَقْتِ نَفسِهِ يُرِيدُ أَنْ يُوهِمَ النَّاسَ أَنَّهُ مِنَ الدُّعَاةِ إِلَى الكِتَابِ وَالسنَّةِ ، فَهُوَ كَالشَّاةِ العَائِرَةِ بَيْنَ غَنَمَيْنَ ...لَا يَسْتَحِقُّ عَمَلُهُ إِلَّا أَنْ يُسَمَّى بِـ (التّلْفِيقُ البَلِيدُ ) "اهـ([44]).
    قُلتُ : وَمِنْ عَجَائِبِ « غَلَامِ فَالِحِ الِجَـديدِ »: أنَّ غَبَاءَ الْمُفَرِّقَةِ - عَلَى لَغْوهِ - لَا نَظِيرَ لَهُ([45]وَأَنَّهم لِلْحَمَاقَةِ عُنْوَانٌ([46]وأنهَّم غَنَمٌ بِلاَ رَاعِ([47]لَكِنَّهُ يُعَاتِبُهم إذا لَمْ « يقَرَؤُوا للطَّرَفَيْنِ »، ومَاذَا يَرْجُو « غَلَامُ فَالِحِ الِجَديدِ » مِنْ غَبِيٍّ أَحْمَقَ «قَرَأ للطَّرَفَيْنِ »؟!، سِوَى أَنْ يَنْصُرَ الصَّعْفُوقَ - طَوْعًا أَوْ كَرْهًا - ؛ فَيَرْفَعَ رَايَةَ أَلْوَانِه، وَيُسَلِّمَ لغَايَةِ إخْوَانِهِ، وَيُقَلِّدَهُ في سِيَّاسَةِ عُدْوَانِهِ . وقَدْ سَمِعَ الشَّيْخُ الوَرعُ أَبُو أُسَامَةَ مِن «الطَّرَفَيْنِ»، فَانتَهَى قَائلاً:" إِنَّ الْمَشَايِـخَ كَانُوا أَدْرَى بِحَالِ جَمَاعَةِ الإصْلَاحِ لِطُولِ الصُّحْبَة وَالْمُلَازَمَة، حَيْثُ كَانُوا مَعَهُم في مُجمَّعٍ وَاحِدٍ، والَّذِي أَعْتَقِدُهُ أنَّ الشَّيْخَ مُحمَّد عَلي فَركُوس عَالِمٌ مِنْ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ "اهـ([48])، لَكِنّ صَعْفُوقًا أَجْربَ خَربشَ - وَلَوْ بَعْدَ حِين - طَاعِنًا:" أَبُو أُسَامَةَ يَهِدِمُ مِصْرًا ، وَيُعَوِّضُ النَّاسَ بَعْرًا - لِلّهِ ، ثُمَّ لِلتَّارِيخ -»([49])، وَكَـم قَرَأَ الفَاضِلُ إِبْرَاهِيمُ ابْوِيرَانُ وَرَدَّ ؟!، فَكَانَ جَــزَاؤهُ أنَّهُ - عَلَى لَغْو العَابِطِ -"انتِهَازِيّ ، وَلَيْسَ مِنْ دُعَاةِ الْحَقِّ ، وَلَا هُوَ طَالِبُ عِلم يُوثَقُ بِهِ ، وَأَنّ مِنْ تَضْيِيعِ الأَوْقَاتِ أَنْ يُشْتَغَلَ بِالرَّدِّ عَلَيْهِ، فَالرَّجُلُ لَا صِــلَةَ لَهُ بِالعِلمِ وَالتَّحْقِيقِ ، إذْ غَرَضُـهُ فِي مُهَاتَرَاتِه هُوَ تَحْقِيقُ مَصَالِحِه الشَّخْصِيَّةِ ، فَمِنَ العَبَثِ أَنْ يُجَـــارَى ، ويُنتَقَدَ انتقَادًا عِلمِيًّا ، وأنَّ التَّحْذِيــــرُ مِنْهُ بِلاَ هَوَادَةِ وَاجِبٌ شرعيٌّ ، مَعَ هَجرِهِ ، وَتَنفِيرِ العَامَّةِ وَالنَّاشِئَةِ مِن مَجَالِسِهِ ، وَأَن لاَ يُسْكَتَ عَنهُ ، وَأَن يُسَاءَ الظَنُّ بِهِ فِي كُلِّ أَحْـــوَالِهِ بَعدَمَا ظَهَرَ تَلَوُّنُهُ وَخِدَاعُهِ وَمَكْرُهُ ، وَلَو فَرضَنَا أَنَّهُ تَابَ وَتَرَاجَــــعَ ، فَتَوبَتُهُ تَنفَعُهُ بَينَهُ وَبَيْنَ اللهِ إن صَدَقَ فِيـهَا ، أَمَّــا أَن يُوثقَ بِهِ مَرَّةً أُخرَى فَهذَا ضرْبٌ مِن الْجُنُونِ ، أَسْـأَلُ الله أَن يُرِيـحَ الأُمَّةَ مِنهُ ، وَ مِن أَمثَالِهِ عَاجـــــلاً غَيْرَ آجِلِ "اهـ([50])، وَكَم قَرأَ أخُونا الفَاضِلُ أَبُو عَائِشَةَ عَوَّادٌ ، ثمَّ ردَّ ؟!، لَكـنَّ العَابطَ الفَالِـــــحيَّ حَكَمَ عَلَيْهُ قَائِلاً :" لَوْ قُسِّمَتْ كَـميَّةُ الغَبَاءِ الَّتِي عِنْدَ الْخَــمَّاس لَكَفَتْ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ "اهـ([51]).
    وَمِنْ عَجَائِبِ «غَلَامِ فَالِحِ الِجَديدِ» أَنْ يَعْتَرِضَ طريقَكِ مِنْ وَهَنِ اليَقِينِ وَالغَبَاءِ([52])، أَوْ أنَّكَ - عَلَى فِقْهِهِ- تَطعَنُ فِي يَقَينِ الأَنبِيَاءِ([53])، فإذَن :اِصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ مِنْ أَشْبَاهِ العَابِطِ الأَدْعيَاءِ([54])، وَاصْنَعْ مَا شِئْتَ إِذَا نَضَبَ مِنْ وَجْـهِكَ الْحَيَاءِ ، وَاعْبُد مَصَالِحَكَ ؛ حَتَّى يَسْقُطَ - وَهَيْهَاتَ - عَلَمُ مَجَـلَّةِ «الإحْيَاءِ»([55])، أَوْ يَأتِيكَ الدَّلِيلُ أَو الإعْيَاءُ ، أَوْ نَسْتَبْدِلَ - وَهَيْهَاتَ - الَّذي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ، فَاهْبِطُوا-إنْ شِئْتُم- بَيْدَاءَ «الكَذِبِ»، فَلَعَلَّكم تَجدُونَ مَا تَسْألونَهُ لَنَا مِنْ الضَّيْر ، وَقَدْ هَبَطَ العَابِطُ - عَلى لَغْوِ الصَّعْفُوقِ حَفْنَاوِي -«هُبُوطَ الطَّيْرِ»([56])، وَوافَقَ "شَنٌّ طَبَقَةَ"([57])في «الهُبُوطِ وَالعُجْبِ وَالعُدْوانِ »، من أشَبَاهِ خَالدٍ حـمَّودَةَ وَ«حَدَّادِي رُضَوَانَ»([58])، وَكأَنَّ لَقَبَهُ عَلى خِصَالِهِ عُنْوَانٌ ، وقَلَّدَهم «الدَّجَّالُ أَبو حُذيفةَ حَفْنَاوِي» البَهْلَوَانِ ؛ فَصَارَ كَذِبُهُ قَوسَ أَلْوانِ([59])، وأمسَى يَرْوِي حِكَايَاتِ الْحَيَوَانِ([60]).
    فَصَدَقَ الشَّيخُ جُمعَةُ في قَولِهِ:" لَم يَبْقَ لَهُم إِلاَّ حِكَايَاتٌ قَدْ مَضَى عَلَيهَا الوَقْتُ، وَتَحَوَّلَت مجَالِسُهُم إِلَى الطُّعونِ ، وَالإفْكِ ، وَالبُهْتَانِ ، وَالاِتِّهَامِ ، وَالتَّلبِيسِ ، وَالتَّدْلِيسِ "اهـ([61])، ذَلِكِ بِأَنَّهُم جَحَدُوا عُلَوَّ كَعْبِ شَيْخِنا فركوسٍ ظُلْمًا وَعُلُوًّا، وَغَلَوْا في هَذَا الصَّعَفُوقِ العَابِطِ الهَابِطِ غُلُوًّا([62]قَال ابنُ بَادِيسٍ (ت:1359هـ) :"اتَّهِمُونا مَا شِئتُم، فَقَدْ ـ وَاللهِ ـ سَمِعْنَا الْمَدْحَ كَثِيرًا ، فَرَاقَ لَنَا أَنْ نَسْمَعَ الذَّمَّ ؛ لنَعْرِفَ أَنَّنَا نَعْمَلُ لِلهِ ؛ لَا يُقَدِّمُنَا مَـدْحٌ ، وَلَا يُؤَخِّرُنَا ذَمٌّ ، وَلَولَا ذَّمُّكُـم مَـا عَرَفْنَا هَذَا مِنْ أَنفُسِنَا بـ ( اليَقِين ) الْمُسْتَنِدِ لِلوَاقِع "اهـ([63]وبِعَبَارَةٍ بَلِيغَةٍ مُوجزَة :«اخُطُونَا»([64])، هَل تُرِيدُونَ أَنْ تُهْبِطُونَا ؟!، فَإنَّه كَما يُقَال :« كُلَّ شَيءٍ بِالسِّيْفِ ، إِلَّا الْمَحَبَّةَ بِالكِيفِ »
    ( الشَّاهِدُ العَاشِرُ : فِتنةِ حُبِّ الظُّهُورِ )
    ﴿وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا﴾، أي :أَنْ يَقُولَ لَهُمُ النَّاسُ عُلَمَاءُ، وَلَيْسُوا بِأَهْلِ عِلْمٍ([65])، وأنْ يَقُولُوا فِيهِم الْخَيْرُ ، وَلَا خَيْرَ فِيهم ، وَأَنْ يَقُولُوا هُم عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ([66])، وَيحبُّونَ أَنْ يحْمَدُوا بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ وَالإخْلَاصِ ، وَهَذَا الضَّربُ يَكثُرُ فِيـمن انْـحَرفِ مِنَ الْمُنَتَسِبِينَ إِلَى العِلمِ وَالفَقْرِ وَالعِبَادَةِ عَنِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيم([67])، قَاَلَ الأَلبَانِيُّ(ت:1420هـ):" وَالْحَقُّ ، وَالْحَقُّ أَقُولُ :إِنَّ مِنَ فِتَنِ هَذَا الزَّمَانِ : حُبَّ الظُّهُورِ "اهـ([68])، مَا أَحسَنَ قَولَ الَقائِل :
    بئسَ الزَّعَامَةُ إِنْ تَكُنْ أَهْدَافَهَا ****** حُبُّ الظُّهُورِ وَبئسَ مَنْ يَتَزَعَّمُ([69])
    لَيْسَ الْخُمُولُ بِعَارٍ ****** عَلَى امْرِئٍ ذِي كَـمَالِ
    فَلَيْلَةُ القَدْرِ تَخْفى ****** وَتِلْكَ خَيرُ اللَّيَالِي([70])
    وَأَصْلَ الْجَاهِ هُوَ انْتِشَارُ الصِّيتِ وَالِاشْتِهَارِ ، وَهُوَ مَذْمُومٌ ، بَلِ الْمَحْمُودُ الْخُمُولُ ، إِلَّا مَنْ شَهَّرَهُ اللهُ تَعَالى ؛ لِنَشْرِ دِينِهِ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفِ طَلَبِ الشُّهْرَةِ مِنْهُ([71])، قَالَ الفُضَيْلُ(ت:187هـ) :"عَلَامَّةُ الزُّهْدِ فِي النَّاسِ يَعْنِي إِذَا لَمْ يُحِبَّ ثَنَاءَ النَّاسِ عَلَيْهِ ، وَلَمْ يُبَالِ بِمَذَمَّتِـهِمْ ، إنْ قَدَرْتَ أَنْ لَا تُعْرَفَ فَافْعَلْ ، وَمَا عَلَيْكَ إِنْ لَمْ يُثْنَ عَلَيْكَ ، وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تَكُـــونَ مَذْمُومًا عِنْدَ النَّاسِ إِذَا كُنْتَ عِنْدَ اللهِ مَحْمُودًا "اهـ([72]).
    وَمَا أَحْسَنَ صَنيعَ ابن الْمُبَارِك(ت:181هـ)!؛"حَيثُ أَتَى عَلَى سِقَايَةٍ، وَالنَّاسُ يَشْرَبُونَ مِنْهَا ، فَدَنَا مِنهَا ؛ لِيَشْربَ ، وَلَم يَعْرِفْهُ النَّاسُ ، فَزَحَـمُوهُ ، وَدَفَعُوهُ ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ لِي : مَا العَيْشُ إِلَّا هَكَذَا يَعْنِي حَيْثُ لَم نُعْرَفْ وَلَمْ نُوَقَّرْ "اهـ([73])، وَرَوَى بَعضُهُم قَائِلًا :"حَدَّثَنِي أَحَدُ الْمَشَايِخ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الشَّيْخِ فَركُوسٍ مَرَّةً فِي سَيَّارَةٍ فِي العَاصِمَةِ، فَحَانَ وَقْتُ الصَّلَاةِ ، فَقَالَ الشَّيْخُ لَابُدَّ أنْ نُصَلِّي في مَسْجِدٍ لَا يَعْرِفُنَا فِيهِ أَحَــــدٌ .... الَخ القِصَّةِ "اهـ([74]).
    وَمِنْ مَظَاهِرِ قُوةِ« اليَقِينِ»، وَالزُّهْدِ فِي «الشُّهْرَةِ»: الرُّجُوعُ عَنِ الْخَطَأ ، قَال إِبْرَاهِيمُ بنَ أَدْهَم :"مَا صَدَقَ اللهَ عَبْدٌ أَحَبَّ الشُّهْرَةَ ، عَلَّقَ الذَّهَبِّي(ت:748هـ) قَائِلاً:" عَلاَمَةُ الْمُخْلِصِ الَّذِي قَدْ يُحبُّ شُهرَةً ، وَلاَ يَشعُرُ بِهَا ، أَنَّهُ إِذَا عُوتِبَ فِي ذَلِكَ، لاَ يَحْرَدُ (أي: لا يغضبُ)، وَلاَ يُبرِّئُ نَفْسَه ، بَلْ يَعترِفُ، وَيَقُوْلُ :رَحِمَ اللهُ مَنْ أَهدَى إِلَيَّ عُيُوبِي "اهـ([75])، قَال شَيْخُنَا :"يَجدُرُ التَّنْبِيهُ إِلَى مَسَائِلَ فَاتَني بَيَانُـهَا فِي مَقَالِي الْمَوُسُـوم ﺑ : ... وَقَدْ نَبَّهني إلى هَذَا ... بَعْضُ الأَفَاضِــــلِ مِنْ طَلَبَتِي القُدَامَى بِأَدَبٍ رَفيعٍ في العِبَارَةِ "اهـ([76])، وِفي مَوضِعٍ آخَرَ قَال:" قَدْ تَرِدُ مُؤَاخَذَتِي مِنْ جِهَةِ عَدَمِ التَّنْبِيهِ عَلَى هَذَا الأَمْرِ ، أَوِ التَّعْلِيقِ عَلَيْهِ أَوْ عَدَمِ التَّعْرِيفِ بِالشَّخْصِيَّاتِ الْمَذكُورَةِ بِوَضْعِ تَرْجَـمَةٍ مُوجَزَةٍ لِبَيَانِ حَالِهِم وَهَذَا- بِلَا شَكٍّ - سَهْوٌ مِنِّي ، أَوْ خَطأٌ ، أَوْ تَقْصِيرٌ "اهـ([77]). وَقَالَ الشَّيْخُ مَاهِرٌ القَحطَانِيُّ :" كَانَ الشَّيْخُ يُصَـلِّي وَطُلَّابُهُ بِالْمَسْـجِدِ الْحَــرَامِ بـجَانِبِي ، فَرَأَيتُ أَنَّهم لَا يُصَـلُّونَ عَلَى الْجَنَازَةِ بَعْدَ صَـلَاةِ الفَجْرِ أَخْذًا بِعُمُومِ النَّهي ... فَأَرْسَلتُ لِلشَّيْخِ إجْـمَاعا نَقَلَهُ صَاحِبُ الْمُغْنِي ، فَرَجَعَ ، وَصَارَ يُصَلِّي "اهـ([78]).
    قَالَ ابن القِيِّمِ(ت:751هـ):" فَإِذَا حَدَّثتكَ نَفسُك بِطَلَب الْإِخْلَاصِ فَأَقْبِلْ عَلَى الطَّمَعِ أَوَّلًا فَاذْبَحْهُ بِسِكِّينِ الْيَأْسِ ، وَأَقْبِلْ عَلَى الْمَدْحِ وَالثَّنَاءِ ، فَازْهَدْ فِيهِمَا زُهْدَ عُشَّاقِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ ... أمَّا ذَبحُ الطَّمَعِ فَيُسَهِّلُهُ عَلَيْك عِلمُكَ يَقِينًا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْء يطْمع فِيهِ إِلَّا وَبِيَدِ اللهِ وَحْدَهُ ... وَأَمَّا الزُّهــــدُ فِي الثَّنَاءِ وَالْمَدْحِ فَيُسَهِّلُهُ عَلَيْك عِلمُكَ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَنْفَعُ مَدْحُه وَيَزِينُ ، وَيَضُرُّ ذَمُّهُ وَيَشِينُ ، إِلَّا الله وَحْدَهُ ... وَلنْ يُقْدَرَ عَلَى ذَلِك إِلَّا بـ« الصَّبْرِ وَالْيَقِين »"اهـ([79]).
    وَغرَّدَ الشَّيْخُ لَزْهَـــرُ قَائِلًا :"حَدَّثَنِي أَخِي الوَقُــورُ الدّكتُورُ عَبْدُ الْمَجِيــــدِ جُـمُعَةُ أَنَّ مُصْطَفَى مُبَرَّم حَدَّثَهُ : أَنّ الشَّيخَ فَركُوسًا لَمَّا زَارَ الشَّيخُ رَبيعًا لأَوَّلِ مَرَّةٍ كُنتُ عِنْدَ الشَّيْخِ، فَلَمَّا خَرَجَ الشَّيْخُ فَركُوسٌ مِنْ عِنْدِهِ وَضَــــعَ الشَّيْخُ رَبِيعٌ يَدَيْهِ عَلَى رَأْسِـهِ مُتَعَجِّبًا ، وَقَائِلًا : سُبْحَانَ اللهِ ! مِثْلُ هَذَا الشَّيخِ يُطْعَنُ فِيهِ؟!؛ (لأَنَّ الشَّيخَ كَانَ يَظُنَّ أَنَّ الشَّيخَ فَركُوسًا مِنَ الشَّبَابِ)"اهـ([80]). وَغرَّدَ أشرَفُ البَيُّومِيُّ([81])قائلا :" مَوْقِفٌ - لَا يُنْسَى مِنْ ذَاكِرَتِي : أَدَبٌّ جَــمٌّ ... كَانَ الشَّيخُ رَبيعٌ جَالِسًا عَلَى سـرِيرِهِ ، وَكَانَ الشَّيْخُ فَركُــــوسٌ جَالِسًا في الأَرضِ ، وَكنْتُ بجَانِبِ الشَّيخِ فَرْكُـوسٍ عَلَى الأَرضِ ، فَنَظَرَ الشَّيخُ رَبيعٌ إِلَى الشَّيخِ فَركُوسٍ ، وَقَالَ لَهُ :لَو تَجْلِسُ عَلى الكُرْسِيِّ يَا شَيخُ فَركُوسٍ أَرْيَحُ لَكَ ، فَتَبَسَّمَ الشَّيْخُ فَرْكُوسٍ قَائِلًا : "جَزَاكُـم الله خَيْرًا ، هَكَــذَا تَعَلَّمْنَا الْجُلُوسِ مَعَ عُلَمَائِنَا "اهـ([82]). وَكَتَبَتْ بَعْضُ الصُّحُفِ الْجَزَائِريَّة :حُضُورٌ قَوِيٌّ ، وَتَأْثِيرٌ فِي النَّاسِ وَفَتَاوى مُثِيرةٌ لِلجَـدَلِ ، مَا هَيَ العَوَامِـــلُ الَّتي جَعَلَتِ الشَّيْخَ مُحمَّد عَليّ فَركُوس يُؤَثّرُ في النّاسِ بِـهَذِهِ الطَّرِيقَةِ رَغم ( ابتِعَادِهِ عَنِ الأَضْوَاءِ )، وَحَذَرِهِ الشَّدِيدِ فيِ(التَّعَامُلِ مَعَ جُمهُورِ النّاسِ )؟... يُشيرُ مُتَابِعُو الشَّيخَ فَركُوس أَنَّ طَبِيعَةَ تَكْوِينِ شَـخْصِيَّتِهِ ( تَتَحَاشَى الظُّهُورَ وَمُوَاجَهَةَ الْجَمَاهِيرِ )([83]).
    قَالَ الفَاضِلُ الدّكتُورُ أَحْمَدُ بُوزِيَّانُ :"إنَّ الشَّيْخَ - فَرْكُوسًا - كَـمَا عَرَفْنَاهُ - لَا يَطْرَبُ لِثَنَاءِ الْمُثْنِينَ وَلَا يَغْتَرُّ بِشَهَادِةِ أَهْلِ الصِّدْقِ لَهُ بِالعلمِ وَالعَمَلِ ، بَلْ مِمَّا حَفِظْتُهُ عَنْهُ كَلِمَةً رَدَّدَهَا عَلَيْنَا مِرَارًا فِي فِتنَةِ فَالِحٍ لَمَا تَرَكَ كَثِيرٌ مِن إخْوَانِنَا مَجْلِسَ الشَّيخِ - وَلأَكْثَرِهِم عِندِي عُذْرُه إذْ ذَّاك - ، وَصـِرْنَا عَدَدًا قَلِيلًا تَسَعُنَا الْمَكتَبَةَ مَعَ ضِيقِهَا، وَهِيَ قَولُهُ :" أَنَا لَا أَحْتَاجُ إِلَى تَزْكِيَّةِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ؛ لأَنَّ الرَّجُلَ يُزَكّيكَ اليَومَ ، وَيُجَرِّحُكَ غَدًا، وَلَكِنْ أَحتَاجُ إِلَى التَّزكِيَّةِ الرَّبَّانِيَّةِ ، فَإِنَّ اللهَ إِذَا زَكَّاكَ ، فَلَنْ يُسْقِطَكَ أَحَدٌ "اهـ([84]). قَالِ العَلَمُ صَـالِحٌ آلُ الشَّيخِ:" لَيْسَت التَّزْكِّيةُ بِأَنَّ شَيْخَهَ فُلاَنٌ ، وَإِنَّمَا التَّزْكِيَّةُ بِأَنَّهُ ثَبَتَ عَلَى قَــوْلِ أَشْياخٍ مِن أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَهَذَا ظَاهِرٌ ، وَالْحَمْدُ لله ، وَفِي قِصَّةِ الْخَوَارِجِ عِبْرَةٌ لِمَن اعتَبَرَ([85]فَـ (عَبْدُ الرَّحــــمنِ بنُ مُلجِمٍ قَاتِلُ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - ) كَانَ فِي الْمَدِينَةِ مِن أَكثَرِ النَّاسِ إِحْكَامًا لِلقُـــرْآنِ ، فَكَتَبَ عُمَرُ - رَضِيَ الله عَنهُ - إلَى عَاهِلِهِ ... : إِنِّي مُرْسِلٌ إِلَيْكَ بِرَجُــــلٍ آثَرْتُكَ بِهِ عَلَى نَفْسِي، وَهُو عَبدُ الرَّحمَنِ بنُ مُلجِمٍ ، اِجعَلْ لَهُ دَارًا يُعَلِّم النَّاسَ فِيهَا القُرْآنَ ، فَلَّمَا وَصَلَ الْمَكْتُوبُ إِلَى عَمرٍو اسْتَأَجَرِ لَهُ دَارًا ، أَو اكْتَرِي لَهُ دَارًا ، فَجَعَلَهُ يُعَلِّمُ النَّاسَ ، وَكَانَ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ عِبَادَةً وَصَلاَحًا فِي أَوَّلِ أَمرِهِ حَتَّى دَخَلَتْهُ الفِتْنَةُ "اهـ([86]).
    وقَالَ العَلَّامَةُ رَبِيعٌ :"أُؤَكِّدُ أَنَّهُ لَو زَكَّى أَبَا الْحَسَنِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ : فَإِنَّنَا نَتَعَامَلُ مَعَ هَذِهِ التَّزْكِيَّاتِ بِمَنْهَجِ الله الْحَقِّ ؛ لِيَتَبَيَّنَ لِلنَّاسِ الصَّوَابِ مِنَ الْخَطَأِ، وَاللهِ لَوْ زَكَّاهُ مِثلُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلَ ، وَلَيْسَ مَعَهُ حُجَّةٌ فَإِنَّ تَزْكِيَّتَهُ لاَ يَجُوزُ قَبُولُهَا أَبَدًا ؛ لأنَّ الْجُرُوحَ مَوْجُودَةٌ الَّتي نَادِى بِـهَا أَسْلَافُنَا .... فَلاَ يَفْرَحُ أَبُو الْحَسَنِ ، وَلاَ يَفْرَحُ غَيْرُهُ ، فَإِنَّا رَأَيْنَا القُطْبِيِينَ وَعَدْنَانَ عَرْعُورٍ وَالْمَغْــرَاوِيَّ يَلْجَؤُونَ إِلَى هَذِهِ الوَسَائِلِ الَّتِي لَا تُغْنِي فِي دِينِ اللهِ ، وَعِنْدَ اللهِ ، وَعِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ لَا تُغني شيئًا([87] جَـاء - الْحَدَّادُ - مُتَمَسْكِنًا، مُتَلَطِّفًا مُتَخَفِّيًّا؛ حَتَّى أَخَذَ التَّزكِيَّةَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، ثُمَّ شَرَعَ يُجَمِّعُ الأَوغَادَ وَالْهَمَجَ حَوْلَهُ ، فَمَا شَعَرَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ إِلَّا بِالثَّوْرَةِ عَلَيْهِم ، وَعَلَى عُلَمَاءِ الْمَمْلَكَةِ ، عُلَمَاءِ السُّنَّةِ فِي كُلِّ مَكَانٍ "اهـ([88]).
    فَـ« التَّزْكِيَّةُ» وَسِيلةُ مِنْ وسَائلِ أَهْلِ الشُّرُورِ ، وَسَبَبٌ مِنْ أَسبَابِ الغُرُور ، وَمَظِنَّةُ افْتِنَانِ مَنْ كَانَ في عُمر الزُّهُــورِ ، وَبَرِيدٌ إَلى حُبِّ الشُّهرةِ وَالظُّهُورِ ، وَكَـمْ قَصَمَ مِن ظُهورٍ ؟!،" فَأَمَّا وُجُودُ الشُّهْرةِ مِنْ جِهَةِ اللهِ سُبحَانَهُ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ مِنَ الْعَبْدِ فَلَيْسَ بِمَذْمُومٍ، نَعَمْ فِيهِ فِتنَةٌ عَلَى الضُّعَفَاءِ دُونَ الأَقْوَيَاءِ ، وَهُم كَالغَرِيقِ الضَّعِيفِ إِذَا كَانَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الغَرْقَى ، فَالأَولَى بِهِ أَنْ لَا يَعْرِفَهُ أَحَدٌ مِنهُم ، فَإنَّهُم يَتَعَلَّقُونَ بِهِ ، فَيَضْعُفُ عَنهُم ، فَيَهْلَكُ مَعَهُم ، وَأَمَّا القَـــــوِيُّ : فَالأَوْلَى أَن يَعْرَفَهُ الغَرْقَى ؛ لِيَتَعَلَّقُوا بِه ، فَيُنَجِّيهِم ، وَيُثَابُ عَلَى ذَلِكَ "([89]). فَالْحَاصِلُ وَالْمَقْصُودُ : أنَّ شَيْخَنَا فَركُوسًا لَمْ يَسْعَ أَلْبَتَةَ([90])إلَى العُلَمَاءِ ؛ طَلَبًا لتَزْكِيَّةِ ذَاتِهِ ، وَسَعْيًا لتَحْقِيقِ الشُّهْرَةِ وَلذَّاتِهِ ، وَإنَّمَا وَرَدَت تِلكَ التَّزْكِيَاتُ وَالأثْنِيَّةُ رَغَدًا ، مِن غَيِرِ كَدٍّ ، أَوسَعْيٍ ، أَوِ افْتِقَارٍ ، أَوْ تَمَسُّحٍ كَاذِبٍ ؛ حَيْثُ لَم يَنشُـرْ شَيْخُنَا مُسَاجَلَاتٍ عِلِمِيَّةً سَجَّلَهَا مَعَ عُلمَاءٍ أَكابِرَ في حَياتِهِم ، وَمِنْ هُنَا يَظهَرُ تَلْبيسُ هَذَا العَابِطِ في خِطَابِهِ للشَّيخِ فَركُوسٍ ؛ حيثُ قَالَ :" يَا شَيْخُ رَحِمَكَ اللهُ ... وَبَعْدَ أَن انحَرَفَ - فَالِحٌ -وَظَهَرَ ضَلَالُهُ تَكَلَّمَ الأَئِمّةُ ... كَانَ مِن ثِمَارِ جُهُودِ الشَّيخِ رَبِيع فِي الرَّدِّ عَلَى فَالِحٍ رُجُوعُ الشَّبَابِ إِلَى مَجَالِسِكِ بَعْدَ دِفَاعِ الشَّيْخِ رَبيع عَنْكَ "اهـ([91]).
    قُلتُ : وَهَلْ سَـجَّلَ التَّاريخُ تَمَسَّحَ الشَّيخِ فَرْكُوسٍ بِالشَّيخِ رَبيعٍ أَو غيرِهِ ؛ ليُدَافِعَ عَنْهُ ؟! ، وَإنَّمَا (شَيْخُنَا هَمَّشَ نَفسَهُ ) في فتنَةِ فَالِحٍ([92])؛ طَمَعًا في فَضْلِ الله تَعَالَى ، وَها هُوَ الشَّيخُ رَبيعٌ يُحَذِّرُ - عَلى زَعمِهم - مِنْ شَيْخِنَا ، فَهَلْ سَجَّلَ التَّاريـخُ تَمَسَّحَ الشَّيخِ فَرْكُوسٍ بِغَيْرِ الشَّيخِ رَبيعٍ؟!، وَها هُوَ الشَّيخُ رَبيعٌ يُدَافِعَ عَن الصَّعافيقِ وَشُيوخِ العَابِط من بابِ حُسِن الظَنِّ بِهم ؛ فَهَلِ ارتَفعَ أَحَدٌ مِنهُم إلَى رُتبَةِ العُلَمَاءِ ؟!، وَإنَّمَا رَفَرفَ الَعلَمُ شَيْخُنَا بِنُصْرَةِ الكَتابِ وَالسُنَّة .
    ( الشَّاهِدُ الْحَادِي عَشَرَ : نُصْـرَةُ السنَّةِ )
    ﴿ فَلْيَحْـذَرِ الَّذِينَ يُـخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَـهُمْ عَذَابٌ أَلِيـمٌ ﴾، وَمَنْ رَدَّ حَدِيثَ رَسُــــولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّـمَ - فَهُوَ عَلَى شَفَى هَلَكَةٍ ، وَأَيُّ فِتْنَةٍ إِنَّمَا هِيَ الْكُفْرُ([93])، قَال العَلاَّمَــــةُ رَبِيع بن هَادِي :" أَمَّا شَيْخُ الإِسْــــلاَمِ ابن تَيْمِيَّةِ - رَحِـمَه الله تَعَالَى - فَلَهُ نَقْدٌ قَوِيٌّ لأَبِي إسمَاعِيلَ الهَرَوِيِّ، ثَمَّ بَعْدَ هَذَا النَّقدِ قَدْ يَعْتَذِرُ لهُ لأَسبَابٍ قَوِيَّةٍ مِنْ عِلمِهِ ، وَجِهَادِهِ لِلبِدَعِ ، وَفي نُصْـرَةِ السنَّةِ ([94])، وَإِذَا كَانَ عُلمَاءُ السنَّةِ وَالتَّوحِيدِ فِي كُلِّ مَكَانٍ يَحتَرِمِونَ ابنَ حَجَــرٍ وَالنَّوَويَّ وَأَمثَالَهُمُا ، مِمَّن فِيهِ أَشعَرِيَّةٌ ، يَـحتَرِمُونَـهُم لِأَجلِ خِدمَتِـهم لِسُنَّةِ رَسُـولِ اللهِ ، مَعَ نَيْلِ بَعضِهِم مِن شَيخِ الإِسلاَمِ ابنِ تَيَمِيَّةِ وَابنِ القَيِّم ؛ فَكَيفَ لاَ يَحتَرمُونَ الأَلبَانِيَّ وَيُحِبُّونَهُ مِن أَجلِ خِدمَتِهِ للسُنَّةِ وَالعَقِيدَةِ وَالمنهَجِ السَلَفيّ، وَالذَبَّ عَن كُلّ ذَلِكَ ، وَتَصَدِّيهِ لِأَهلِ البِدَعِ "اهـ([95]). وَردَّ الْمُحَدّثُ النَّجمِيُّ(ت:1429هـ) عَلَى الْمُحدِّثِ العَبَّادِ قَائِلاً:" قُلتَ : ( إنَّ السَّلَفِيِّينَ انقسَمُوا إِلَى قِسْمَينِ مِنْ أَجْلِ رَجُلَيْن )، وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّكَ تَقْصِدُ بِالرَّجُلَينَ الشَّيْخَ رَبيعَ بنَ هَادِي الْمَدخَلِيَّ وَأَبَا الْحَسَنِ السُّلَيْمَانِي ... أَتَرَانِي يَا شَيْخُ عَبدُ الْمُحْسِنِ نَسِيرُ عَلَى مَنْهَجِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ ؟!... مَنْ دَرَسَ مَا عَلَيْهِ الرَّجُلَانِ تَبَيَّنَ لَهُ مَا يَأَتي : أَوَّلاً: إنَّ الشَّيْخَ رَبِيعًا مَعْرُوفٌ بِدَعْوَتِهِ إِلَى السُّنَّةِ ، مَعَ مَعْرَفَتِهِ التَّامَّةِ لَهَا ، وَجِـهَادُهُ مِنْ زَمَنٍ طَوِيلٍ مِنْ أَجْلهَا ، ثَانيًا : أَنَّ الشَّيْخَ رَبِيعًا قَدْ أَلَّفَ مُؤَلَّفَاتٍ مُعْظَمُهَا فِي الرَّدِّ عَلَى مَنْ خَالَفُوا السُّنّةِ ... أَمَّا أَبُو الْحَسَنِ فَهُوَ شَابٌّ غَرِيرٌ أَلَّفَ كِتابًا أَوْ كِتَابَيْنِ لَم يَتَمَحَّضْ فِيهَا لِلحَقِّ "اهـ([96]). وقَالَ العَلّامَةُ مُحيِ الدِّين ذَبًّا عَنْ أَخِيهِ الشَّيخِ فَرْكُوسٌ قَائِلاً:" لاَ أُبَالِغُ لَو قُلتُ لاَ أَعرفُ خَيرًا فِي الْجزَائِرِ، أَخرجَهُ الله لَهم ؛ لنَشْرِ السنَّةِ ، وَمَنهجِ السَّلَفِ الصَّالِح - رحِمَهم الله- ([97] لَهُ جُـهدٌ فِي مُحَارَبَةِ الصُّوفِيَّةِ وَأَربَابِ البِدَعِ "اهـ([98])، وَقَالَ العَلاَّمَةُ مُحَمَّدٌ عَكُّـورٌ :" الشّيْخُ فَركُوسٌ مَشْهُودٌ لَهُ بِعِلْمِهِ ، وَهُوَ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ "اهـ([99])، وَقَالَ الشَّيْخُ الدّكتُورُ صَالِحٌ الكَشْبُورُ:" فَالشَّيْخُ - أي فَرْكُــوسٌ - عُرِفَ بِالسُّنَّةِ ، وَعُرِفَتْ بِهِ فِي بَلَدِنَا ، فَقَدْ حَسَـمَ عَنِ النَّاسِ مَعرَّةَ الصُّـوفِيَّةِ ، وَكَلَبَ التَّكْفِيرِ، وَعَادِيَّةَ الإخْوَانِ ، وَعُبَالَةَ أَصنَافِ الْمُبْتَدِعَةِ، بِلاَ نَكْسٍ ، وَلاَ فَسْلٍ ، فَاصْطَلَمَهُم الله بِه وَقَطَعَ نِظَامَهُم ، وَعَفَّى آثارَهُم ، أَفَيُقَالُ بَعْدَ هَذَا أَنَّهُ ضَعِيفٌ فِي الْمَنْهَجِ؟!، أَوْ أَنَّه جَاهِلٌ بِالطَّوَائِفِ وَالفِرَقِ ؟!، وَالله ، قَدْ رَأَيْنَاهُ خَوَّاضًا لِلغَمَرَاتِ ، غَيُورًا عَلَى الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ "اهـ([100]). وَقَالَ الصَّعْفُوقِ خَالِدٌ حَمُّودَةُ:"صَارَ مِحْنَةً يَتَمَيَّزُ بِهَا السُّنِّي الصَّادِقُ مِنَ الْمُبْتَدِعِ الغَارِقِ([101]صَارَ عَلَمًا عَلَى السَّـلَفِيَّةِ وَالسُّنَّةِ ، وَقَدْ أَعَـزَّهَا اللهُ ، وَصَانَ جَنَابَـهَا ، وَحَــــلاَّهَا وَقَارًا وَهَيْبَةً ؛ بِسَبَبِ انتِسَابِ الشَّيْخِ إِلَيْهَا ، وَجَـهْرهِ بِذَلِكِ ... قَدْ أَحْيَا اللهُ بِهِ مِن الْحَــقِّ سُنَنًا وَأَحْكَامًا ، وَقَمَعَ بِهِ مِنَ الْمُخَالَفَاتِ وَالْمُحْدَثَاتِ مَـا يَشْهَدُ بِهِ كُلُّ مُنْصِــــفٍ ... فَلاَ عَلَيْهِ أَن يُنَاصِبَ الشَّيْخَ وَإخْــوَانَهُ مِنْ حَمَلةِ السُّنَّةِ وَدُعَاتِهَا فِي بِلاَدِنَا العَدَاءَ ..."([102]) ، قَالَ العَابِطُ :"اللَّهُمَّ احْفَظْ لأَهْلِ السنَّةِ شَيْخَهُم الكَبِيرَ ، وَعَالَمهم النَّحْرِير مُحَمَّد عَلي فَركُوس "اهـ([103]). وَسُئِلَ فَالِحٌ الْحَرْبِيُّ في زَمَنِ دُوَيْلَتِهِ عَنْ حَـالِ شَيْخِنَا فَرْكُوس ، فأَجَابَ :"بَلَغَنِي أَنَّه لَا يَتَكَلَّمُ فِي الْمَنْهَجِ ، وَيُنَاصِـرُ العِيدَ شِرِيفِي ، فَإِذَا ثَبَتَ هَذَا فَإنَّهُ يُلْحَــقُ بِهِ "اهـ، وَلَمَّا بَلَغَ شَيْخَنَا هَذَا أَجَابَ جَوابَ الْمُوقِـنِ :"لاَ يَهُمُّنِي كَلاَمُ الشَّيْخِ فَالِــح ، وَلاَ غَيْرُهُ ، أَنَا مَا يَرْفَعُنِي الشَّيْخُ فَالِـحٌ ، يَرْفَعُني اللهُ تَعَالَى ؛ لأَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُــولُ :﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ... ﴾اهـ، فَرَدَّ فَالِحٌ الْحَرْبِيُّ قَائلاً:" يَرْفَعُكَ اللهُ بِالسُّنَّةِ ... ايش - ثُمَّ ضَـحِكَ - الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُم وَأُوتُوا الْعِلْمَ ... الَّذِي خَالَفَ فِي مَنْهجِ أَهلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَة يَكُونُ قَدْ آمَنَ "اهـ([104]).
    قُلتُ : وَفَالِحٌ - آنذاكَ- بَلغَ السِّتِّينَ ، وَزَكَّاهُ أَكَابِرُ، أَمَّا شَيْخُنَا فقَدْ بَلَغَ الْخمْسِينَ ، وَلَم يَلْتَفَتْ إِلَى فَالِحٍ ، وَلَا إلَى أَقْزَامِهِ في الْجَزَائِرِ ، مِن أَمثَالِ ( محمَّد الصُّمَيْلي - العيدُ عُدُّونَةِ - وَفَوَّازٍ حمر العين الْجَزَائِريِّ)([105])، والصَّعافيقُ الثَلَاثَةُ : زُهَيرٍ مُعَلِّم - يُوسُف شعيبي - ربيع شُـمَاني([106]). لَكنَّ الزَّمَانَ عَالَجَ مَقَاصِدَ الْمُكلَّفينَ ، فَصُـرِعُ فَالِحٌ وَزَبَانِيَّتُهُ صَـرْعًا ، وَقُرِعَ اللِّئَامُ قَرْعًا، وَطَلَعَ «العَلَمُ السَّلَفِيُّ فَرْكُوسٌ » شَرْعًا ؛ حَيْثُ رَفَعَهُ اللهِ بِالسُّنَّةِ ، وحَسبُكَ - أَيُّهَا العَاقِلُ - أن تتَأَمَّلَ هَاتَينَ الغَزوَتَينِ :«تَسْلِيطَ الأَضوَاءِ» و« تَبْيِينَ الْحَقَائِقِ لِلسَّالِكِ».
    وَكُلُّ مَنِ اتَّبَعَ الرَّسُــولَ فَاللهُ كَافِيهِ ، وَهَادِيهِ ، وَنَاصِرُهُ ، وَرَازِقُهُ([107])، وَقَدْ دَارَتْ أَقْوَالُ السَّلَفِ عَلَى أَنَّ فَضْلَ اللَّهِ وَرَحْـمَتَهُ هِيَ الْإِسْلَامُ وَالسُّنَّةُ ، وَعَلَى حَسَبِ حَيَاةِ الْقَلْبِ يَكُـــونُ فَرَحُهُ بِهِمَا وَكُلَّمَا كَانَ أَرْسَخَ فِيهِمَا كَانَ قَلْبُهُ أَشَـدَّ فَرَحًا ؛ حَتَّى إِنَّ الْقَلْبَ لَيَرْقُصُ فَرَحَا إِذَا بَاشَرَ رُوحَ السُّنَّةِ أَحْزَنَ مَا يَكُونُ النَّاسُ ، وَهُوَ مُمْتَلِئٌ أَمْنًا أَخْوَفَ مَا يَكُونُ النَّاسُ([108]).
    فَلاتِّبَاعِ السُّنَّة أَخِي الْحَبِيبِ ثَمَرَاتٌ كَثِيرَةٌ ، مِنهَا :حَيَاةُ القَلْبِ([109]﴿ لِيَـهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ﴾، وَعُلَمَاءُ أَهل السنَّةِ أَحْيَاءٌ ، وَ" يُحيُونَ بِكِتَابِ اللهِ الْمَوْتَى ، وَيُبَصِّرُونَ بِنُورِ اللهِ أَهْلِ العَمَى، فَكَمْ مِن قَتِيلٍ لإبلِيسٍ قَدْ أَحْيَوْهُ "([110])، وَشَيْخُنَا فَرْكُوسٌ - كَـمَا أَقَرَّ ذَلك الصَّعْفُوقُ - أَحْيَا اللهُ بِهِ مِن الْحَقِّ سُنَنًا وَأَحْكَامًا ، وَقَمَعَ بِهِ مِنَ الْمُخَالَفَاتِ وَالْمُحْـدَثَاتِ مَا يَشْـهَدُ بِهِ كُلُّ مُنْصِفٍ "([111]) فَهلْ منَ الإنْصَـافِ أن يُـخَاطِبَنَا العَابِطُ قَائِلًا :" كأَنَّكُم تُدَافِعُونَ عَنْ شَيْخٍ مَيِّتٍ "اهـ؟!([112])، بَلْ إنَّهُ خَاطَبَ شَيْخَنَا قَائِلاً:" اِعْلَمْ أَيُّهَا العَزِيزُ :أَنَّ الطَّاعِنِينَ مَهْمَا طَعَنُوا ، وَمَهْمَا كَذَبُوا ، فَأَنَا ابنُك الوَفيّ لَكَ ، الصَّـــــادِقُ فِي أُخُوُّتِكَ ، لاَ أُحِبُّ أَنْ يُسَاءَ إِلَيْكَ بِكَلِمَةٍ مُشِينَةٍ "اهـ([113])، لَكنَّ قُبَيْلَ هَذَا الْخِطَابَ أَطَّلَتْ بَيْنَ تِلْكَ الغَزْوَتَيْنِ([114])جَرِيدَةُ «الْخَبَرِ» بِالبِنْدِ العَريضِ : ( وَقَّعُوا علَى مِيثَاقِ الْحِفَاظِ عَلَى السُّنَّة : 55 عَالِمًا ودَاعيَةً يَتَّهِمُونَ فَرْكُوس بِتَفْرِيقِ الْمُسْلِمِينَ ). فَلِمَاذَا لَم تَلْتَهِبْ مَشَاعِرُ صِّدقِ أُخُوُّتِكَ؟!، إلَّا إنْ كُنتَ شَاهِدًا سَامِدًا([115])، أَوْ ميِّتًا جامِدًا، أَو لَئِيـمًا جاحِــــدًا ، أوْ فَالِحيًّا مَـارِدًا ، لَكنَّكَ مُصَفَّدٌ مَحْطُومٍ ، أَو قَاصِرًا غَيْرُ مَفْطُومٍ ، أَوْ كَـمَا قَالَ العَلّامَةُ رَبيع في رَدِّه عَلَى فَالِـــــح :"إنَّ أَئِمَّةَ الْحَدَّادِيَّةِ لَا يُطِيقُونَ هَذَا الكَلَامَ ، وَسَيَشُنُّونَ عَلَيْكَ الغَارَاتِ الشَّعْوَاء ، ثم أَقُولَ لَكَ :... لَا تَسْتَعْجِلْ ، فَإنَّ القَوْمَ مَشْغُولُونَ الآنَ بِرَبيع وَأَمْثَالِهِ ... لَابُدَّ مِنْ تَلَمُّسِ الأَعْذَارِ لإمَامِهم ، فَإنَّهُ إِمَّا يَخَافُ مِنْ مُوَاجـَهَةِ هَذِهِ الفِرَقِ ، أَو يَسْتَحيِي مِنهُم ، أَوْ أنَّه يُؤلِّف في الرَّدِّ عَلَيـهُم ، وَيُخْفِي ذَلِكَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَـــــةِ ، وَهُنَاكَ يُعْلْنُ رُدُودَهُ عَلَى هَذِهِ الفِرَقِ عَلَى رُؤُوسِ الأَشْهَادِ "اهـ([116]). وَالآنَ أَقْزَامُ فَالِحٍ مَشْغُولُونَ الآنَ بِشَيْخِنا وَأَمْثَالِهِ ، وَ لَا بُدَّ مِنْ تَلَمُّسِ الأَعْذَارِ لشُيُوخِهم رِجــــالِ مَجَلَّةِ الإصــــلاَح ، قَال شَيْخُنَا :"وتَفاصَـحَ مُدَّعُو الوَسَطِيَّة ـ زَعَمًا ـ أنَّ الْمَقالَ وإِنْ كان ما يَحْوِيهِ حقًّا، لكنَّه سَابِقٌ لأَوَانِهِ ، وَجَاءَ فِي غَيْرِ وَقْتِهِ ، وَأَنَّ مَصْلَحَةَ اجتِمَاعِ الْجَزَائِريِّين أَوْلى بالتَّقديم مِنَ الْمُبَادَرَةِ إِلَى بَيَانِ مَا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ وَنَشْرِه؛ والْحَقِيقةُ أَنَّ أَهْلَ العِلم وَالْحِكمةِ أَحْرَى بِمَعْرَفَةِ الوَقْتِ الْمُنَاسِبِ لِهَذَا البَيَان ... وَالغَرِيبُ فِي الأَمْـــرِ : أنَّ مُدَّعي الوَسَطِيَّة لَم يُسْمَع لَهُم صَوْتٌ وُقُوفًا إلَى جَانِبِ الْحَقِّ لِصَدِّ عُدُوَانِ الْمُبْطِلينَ؛ وَسَيُسِجِّلُ عَلَيهِم التَّاريخُ وَصْمَةَ عَارٍ: طَعْنًا فِي ظُهُورِ الْمُنَادِين إِلَى الإصْلَاحِ ، وَبَيَانِ الْحَقِّ ، وَتَقْرِيرِ الدِّين الْخَالِصِ ، وَ(خَوَرًا) وجُبْنًا بِسُكُوتِهم عَنْ رَافِعِي لِوَاءِ التَّجَهُّم والتَّعصُّبِ والإشَادَةِ بِالقُبُورِ وَالأَضْرِحَةِ ؛ فَإلَى اللهِ الْمُشْتَكَى "اهـ([117]).
    وَهَذَا العَابِطُ الْمَيِّتُ ذُو الْخَوَرِ ، قَدْ حَـاوَرَ شَيْخَنَا فَركُوسًا - زَعَــمًا - في هُدُوءٍ([118])، لَكنَّه هَمَّشَ صَوْتَ ( خُوَارِه)([119])؛ لِأَنّ شَيْخَنَا خَاطَبَ أَمْثَالَهُ قَائِلًا: "مَاذَا عَسَاني أَنْ أَقُولَ لِلْغَوِيِّ، أَوْ العَيِيِّ الَّذِي لَم يَفْهَمْ مَقَالِي ؟!، إنَّ الْحُكمَ بِالتَّكْفِيرِ قَبْلَ فَهْمِ مُرَادي حُمقٌ وبَلَادَةٌ ، قَالَ البُحْتُرِيُّ:
    عَلَيَّ نَحْتُ القَوَافِي مِنْ مَقَاطِعِهَا ***** وَمَا عَلَيَّ إِذَا لَمْ تَفْهَمِ ( البَقَرُ) "اهـ([120]).
    وَلَقَدْ أَدْرَكَ صَعْفُوقٌ مُرِيدٌ صَرْعَ شَيْخِهِ العَابِطِ ، فَأَشَفَقَ عَليْهِ قَائِلًا : " إنَّ هَذَا الْحِوَارَ مِنْ طَرَفٍ وَاحِـدٍ ، وَكَأَنَّكَ تخَاطِبُ حَجَرًا ، أَو جَـمَادًا ؛ حَيْثُ لَم نَسْمَعْ ، وَلَم نَقْرَأْ مِنَ الطَّرَفِ الثَّانِي ، وَلَا كَلِمَةً ، بَلْ وَلَا حَرْفَ ، فَيَا تَرى هَلْ يُعَدُّ هَذَا العَمَلُ مِنْ فَضِيلَتِهِ إقْرَارٌ بِالْخَطَأِ ؟ ، أَمْ ضُعْفٌ فِي الْمَنْهَجِ ؟، أَمْ يُوجَدُ عُذْرٌ صِـحِيٌّ ...؟! "اهـ([121]).
    قُلْتُ : بَلْ لأَنَّ ذَلِكَ الْخُوَارَ :"فِي الْحَقِيقَةِ لَا يَنبَغِي أَنْ يُلْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضْلًا أَنْ يُرَدَّ عَلَيْهِ ، أَوْ يُكْتَبَ فِيهِ "اهـ([122])، ولأَنَّ شَيْخَنَا خَاطَبَ أَمْثَالَهُ مِن قَبْلُ قَائلًا :" هَكَذَا اتَّخَذَ ثُلَّةٌ مِنْهُم الْمَقَالَ- تَسْلِيطَ الأَضْوَاءَ - مُتَّكَأً لِلقَفْزِ فِي سُلَّم الشُّهْرَةِ ، بِادِّعَائِـهِم مُنَاظَرَةَ الكَاتِبِ وَالاِلْتِقاءَ بِهِ لِلإنْكَار عَلَيْهِ وَنُصْحِه وَلَم يَكُنْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِك ، وَإنَّـمَا هُوَ شَهْوَةُ الظُّهُورِ ، وشَبَقُ السَّبْقِ إِلَى الأَخبَارِ "اهـ([123]وَمَنْ تَأمَّلَ حالَ العَابِطِ لَيُدْركُ أَنَّ مَثَلَهُ " مَثَلُ رَجُلٍ خَامِلِ الذِّكْر لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ بَالَ فِي زَمْزَمَ ؛ لِيَشْتَـهِرَ بَيْنَ النَّاسِ ، وَفِي الْمَثَلِ خَالِفْ تُعْرَفُ "([124]). فلَا عجب أَنْ يَسَتَفِزَّ الشَّيخَ قائلًا:" كأَنَّكُم تُدَافِعُونَ عَنْ شَيْخٍ مَيِّتٍ ، الأَلْبَانِيِّ - رَحِمَهُ الله- كَفَى مُؤْنَةَ الدِّفَاعِ عَنْ نَفسِهِ ، وَكَذَلِكَ بَاقِي العُلَمَاءِ ، احتَاجَ الألْبَاني للدِّفاعِ بَعْدَمَا تُوفِي "اهـ([125]).
    قَلت :قَال العَابطُ :" قَدْ يَنْزَعِجُ البَعْضُ ، وَيَضْطَرِبُ عِندَمَا يُوَاجِهُ جَحَافِلَ الْمُبْطِلِينَ ، وَقَدْ جَهَّزُوا كُلَّ مَا لَدَيهِم لِلنَّيْلِ مِنْ عِرْضِ الشَّيْخِ رَبيع ... وَعَزَاءُ الْمُصَابِ فِي هَذَا الْجوَابِ ، وَهِي وَسَائِلُ ... مِنْ أَجمَلِ مَا يُعَزِّي العَبْدَ بِهِ نَفْسَهُ : هُوَ أَنْ يَسْتَشْعِرَ أَنّ اللهَ قَدْ وَفَّقَهُ لِلدِّفَاعِ عَنْ رَجُلٍ إِمَــامٍ مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ السُّنَّةِ ، فَكَانَ مِنْ أَنْصَارِهِ وَأَحْبَابَهِ ، وَ( الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ) "اهـ([126]).
    قُلتُ : وَإنَّ العَالِمَ قَدْ يُمسِكُ عَنِ الكَلَامِ ؛ لِقُصُورِ الْمُخَاطَبِ ، أَوْ لِهَـوَاهُ([127])، وَقَدْ لاَ يَكْتبُ فِي بَيَانِ حُقُوقِــه عَلَى النَّاسِ ، فَكانَ حَقًّا عَلَى مَنْ هُوَ مِنْ تَلَامِذَتِه تَسْطيرُ ذِلكَ ([128])، وَلاَ سِيَّمَا إِذَا كَانَ هَذَا الصَّاِئلُ خُنْفُشَارًا([129])، أَوْ عَابطًا حَامِـلاً مِنْشَارًا ، أو خَامِلاً أَرادَ أَن يَنْتَشِرَ ذكْرهِ - وَلو بِسُوءٍ - اِنْتِشَارًا ، فَنَازَلَ العُلَمَاءَ وَمَا بَلَغَ مَا أُوتُوا مِعْشَارًا([130])، ولِسَانُ حَالِهِ يَنْفخُ مُعجَبًا مِهْذَارًا :
    الْعُجْبُ وَالْإِفْكُ وَالْحَدَّادُ يَعْرِفِنِي ***** وَالطَّعْنُ وَاللُّؤْمُ وَالصَّعُفُوقُ وَالقَزَمُ([131])
    أَدْرِي بأنَّ سِيَاطَ الْحَـــقِّ مُوجِــــعَةٌ ***** فَمَا يَؤزُّنِي إلاَّ شِـــــدَّةُ الأَلَـمِ([132])
    قَدْ كُنْتُ عَابِطَ قَوْمِي وَبَرَابِطَهُم ***** وأَناَ مِنْكَ - يَا سَلَفِيُّ - مَوضِعُ القَدَمِ ؟!([133])
    إِنَّ هَذَا الدَّاءَ العُضَالَ ـ لَعَمْرُ اللهِ ـ مِنَ دَوَاهِي هَذَا العَصْرِ الَّذِي نَطَقَ فِيهِ الأَصَاغِرُ مُتَطَاوَلِينَ عَلَى كُبَرَائِـهم ، وَفُضَلاَئِهم ، وَمُحَاوِلِينَ إسقَاطَهم بِزَعْزَعَةِ الثِّقَةِ بَينَـهم وَبَيْنَ أُمَّتِهم ، وَهَيْـهَات هَيْـهَاتَ أَن يَستَطِيعُوا([134])، إنَّهَا بَلِيَّةٌ عمَّتْ، حَتَّى أَعْمَتْ ، وَلَابُد لَنَا مِنْ كَبْحِ جِمَاحِهَا الهَائِج ، وَلَيْسَ لِكَبْحِها دَوَاءٌ أَنْجَعُ وأنجَحُ مِنْ تَبْصِيرِ طَالِبِ العِلم بحَقِيقَةِ طَلَبِ العِلم ، وَمُحَارَبَةُ ظَاهِرَةِ « التَّهجِينِ العِلمِي » الَّتِي أَخَذَت بِالانتِشَارِ ، فَكَانَ مِنْ آثَارِهَا : أَنْ نُصَابَ بِأَمثَالِ تِلكَ السَّرَطَانَاتِ الْمُخِيفَةِ ، فَمَا إِنْ نَسمَعَ بِفُلَانٍ أَنَّهُ أَخَذَ بِطَلَبِ العِلم ؛ حَتَّى نَسْمَعَ -بَعْدَ غَفْوَةٍ خَاطِفَةٍ - يُقَدَّمُ لِلعَامَّةِ عَالِمًا جِهْبِذًا ، وَ مُفْتِيًا لَوْذِعيًّا ، وَدَاعِيةً أَخَّاذاً ([135]).
    وَالَغَيْرَةُ عَلَى العُلَمَاءِ مِن الْمَكَارمِ ، بَلْ هِيَ أُخْتُ الَغَيْرَةِ عَلَى الْمَحَارِم ... وَالْمُتعَالِمُ مَحَلُّ إِعْجابٍ مِنَ العَامَّةِ ، فَتَرى العَامِيَّ إذَا سَـمَعَ الْمُتَعاِلِمَ يَجيشُ بـ« تَعَالُمِهِ الكَـذَّاب»، الْمَحْرُومِ مِن الصِّــدقِ وُقُوفًا عِندَ حُدُودِ الشَّرْعِ يَضْربُ بِيَمِينهِ عَلَى شِمَالِه؛ تَعَجُّبًا مِنْ عِلمِهِ وَطَرَبًا، بَيْنَمَا العَالِمُونَ يَضْربُونَ عَلَى شَـمَائِلِهم ؛ حَزَنًا وَأسَفًا([136])، وأَعْظَمُ النَّاسِ فُرْقَانًا بَيْنَ الْمُشْتَبِهَاتِ أَعْظَمُ النَّاس بَصِيرَةً ، وَالتَّشَابُهُ يَقَعُ فِي الْأَقْوَالِ والأَعمَالِ وَالْأَحْوَالِ وَالْأَمْوَالِ وَالرِّجَالِ([137]).
    فَلِذَا انْتَخَبْتُ تلْكَ البَيِّنَاتٍ وَالشُّهُودِ الأُصُولِ ؛ تُنْصِفَ - إِنْ شَاءَ الله - تَصْنِيفَ شَيْخِـنَا رَيْـحَانَةِ الْجَزَائِر الدّكْتُورِ أَبِي عَبْدِ الْمُعِزِّ مُحَمَّدٍ علِيٍّ فَرْكُوسٍ في طَبَقَةِ العُلمَاء الفُحُـولُ ، وَتَصِـفُ تعْنِيفَ «الْحَدَّادِيَّةِ الرَّقْمِيَّةِ » اللُّؤَمَاء النُّحُــولِ ، وَتزْيِّيفَ« الأَقْزَامِ الْفَالِحِيَّة» الْمُعْجَبِيِنِ ، وَشُيُوخِ «الفَجْـأَة وَالفَجْــــعةِ»([138]) الْمُحَجَّبِينَ ، منِ مِثْلِ مَجْمُوعَةِ رَوْضَةِ « الأَطْفَالِ» الْمُحِبّينَ([139])، وكَذَا مُنتَدَيَاتِ «التَصْفِيَّةِ والتَّرْبِيَّةِ » الكَذَّبِين .
    فَلَيْسَتْ هذه الوُريقات اِنْفِعَالاً مُتَفَلِّتًا، وَلَا أَلَمًا مُتَعَنِّتًا ، وَلَا شُعُورًا مُتَشَتِّتًا ، وَإلَّا لضُرِبُ الْحَدِيدُ وَهُوَ سَاخِــنٌ ، وَمَاذَا يُرْجَى منْ عَابِطٍ عَافِـنٍ ، وَطَاوُوسٍ فَاتِنٍ ، وخُنفُشَارٍ مَاجِـنٍ([140])، وفَرَّوجِ الدَّوَاجِنِ ، وَهو يُنكِرُ «البَيِّنَاتِ» النَّاطِقَةِ ، ويشْكُرُ تِلْكَ «البَيَانَاتِ» النَّاعقِةِ ، وَيَرفْعَ رَايَةَ دُوَيْلَةِ «الصَّعَافِقَةِ» ، وَيُحاكي بَنَينَ «الْمُرَاهَقَةِ»([141]) . وَإِنَّمَا يَكتفِي العُقَلَاءُ مِن «القِلاَدَةِ مَا يُحِيطُ العُنُقَ» ، وَالبَلاَءُ مُوكَلٌ بِالْمَنْطِقِ ؛ لأنّ «الْجدَلَ» من أَخَسِّ ما اِعْتَنَى السَّلَفُ بَذَمِّهِ وَلَفْظِهِ([142])، وَ«الوَقْتُ» أَنْفَسُ شَيْءٍ اِعْتَنَوا بِحِفْظِهِ ، و«جُــزْءٌ مِنَ عِلاَجِ» أَدِلَّةِ الْمَرْءِ وَوَعْظِه ، وَ" كَفَى بِالتَّجَارِبِ تَأْدِيبًا ، وَبِتَقَلُّبِ ( الأَيَّامِ ) عِظَةً"([143]).

    ( يُتبَعُ - إِنْ شَاءَ اللهُ - ) ....


    ([1])عطف العلم فركوس على الأعلام من باب ( عطف العام على الْخاص) ، وَأُفْرِدَ الْأَوَّلُ بِالذِّكْرِ اهْتِمَامًا بِشَأْنِهِ ، ومن أمثلته: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي} والنسك العبادة فهو أعم (الإتقان 3/241 ) السيوطي(911هـ)
    ([2])الْمُجَاهَرَةُ : أي الإعلان ، وَفِي الْحديث :«كلُّ أمَّتي مُعَافًى إِلَّا المُجَاهِرِين» هُم الَّذِينَ جَاهَرُوا بِمَعَاصِيهم ، وأظْهَرُوها، وكَشَفُوا مَا سَتَر اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْها ، فَيَتَحدَّثون بِهِ ، والْمراد هنا : الْمعلنون لعداوتهم للعلمَاء ، وقد كانوا من قبل يطعنون سرا .
    ([3])( مجموع فتاوى 6/171 ) ابن باز(ت:1420هـ ).
    ([4]) (مفتاح دار السعادة 2/142 ) ابن قيم الجوزية (ت: 751هـ )
    ([5]) (الأمثال ص 105 ) أبو عُبيد القاسم بن سلاّم (ت: 224هـ)
    ([6]) (الطبقات الكبرى(7/ 166) ) ابن سعد (ت: 230هـ)
    ([7]) (طرح التثريب في شرح التقريب 7/218 ) زين الدين العراقي (المتوفى: 806هـ)
    ([8]) (السنن المأثورة للشافعي ص344 ) المزني (المتوفى: 264هـ)
    ([9]) ( صحيح البخاري : بَابُ الفِتْنَةِ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ البَحْرِ )
    ([10])(شرح رسالة الدلائل ص77) العلامة د/ صالِح الفوزان .
    ([11])( رسالة إلى حمودة ومن كان على شاكلته ) الشيخ د/ عبد المجيد جمعة .
    ([12])( في الوسائل الْمَانعة للفِتَن ) العلامة د/ محمد فركُوسٍ .
    ([13])هذه الأحداث فسرت بتفسيرات مغرضة ؛ طعنا في آل سعود ، فلذا اكتفيت بِمَا تواتر من الأحداث .
    ([14]) (حث النفوس على نيل الدروس بجمع مناقب العلامة محمد علي فركوس -حفظه الله- ) منتديات الإبانة ،
    ([15]) (تنبيه أُولي البصائر ،في ردِّ مقولةِ: «وماذا قدَّم الدكتور فركُوس للجزائر» ) إدارة الموقع الرسمي للعلامة د/ محمد فركوس
    ([16]) (حث النفوس على نيل الدروس بجمع مناقب العلامة محمد علي فركوس -حفظه الله-. الصفحة 01 )
    ([17]) (تنبيه أُولي البصائر ،في ردِّ مقولةِ: «وماذا قدَّم الدكتور فركُوس للجزائر» ) إدارة الموقع الرسمي للعلامة د/ محمد فركوس
    ([18]) (مَا هِي أَسبَابُ غِيَابُ الْجَزَائِريين عَن صُفُوفِ القِتِال دَاخِل تَنظِيم "دَاعِش"؟) نشر في 15/10/2015 على موقع (cnn) وَسيأتي - إن شَاءَ الله تَعَالَى - بَابُ "السِّريِّةِ وَالكِتْمَانِ عِندَ الصّعافيقِ الغِلْمَانِ ".
    ([19])(توضيح وتراجع ص 4 / في ربيع الثاني 1439هـ) محمد مرابط
    ([20]) (تنبيه أُولي البصائر ،في ردِّ مقولةِ: «وماذا قدَّم الدكتور فركُوس للجزائر» ) إدارة الموقع الرسمي للعلامة د/ محمد فركوس
    ([21]) مقطع صوتي يوتيوب (عبد الخالق ماضي يطعن في الشيخ فركوس - حفظه الله - بدون حياء ) قناة السلف .
    ([22]) (تنبيه أُولي البصائر ،في ردِّ مقولةِ: «وماذا قدَّم الدكتور فركُوس للجزائر» ) إدارة الموقع الرسمي للعلامة د/ محمد فركوس
    ([23])( رسالة إلى حمودة ومن كان على شاكلته ) الشيخ د/ عبد المجيد جمعة .
    ([24]) (مفتاح دار السعادة 1/140 ) ابن قيم الجوزية (ت: 751هـ)
    ([25]) (مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة ص81 ) ابن قيم الجوزية (ت: 751هـ)
    ([26]) (إعلام الموقعين عن رب العالمين 4/103 ) ابن قيم الجوزية (ت: 751هـ)
    ([27])(الزهد الكبير ص352 ) أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ)
    ([28])سأتعرض إلى أهمها وخاصة فاجعة 11 قربيا إن شاء الله .
    ([29])رسالة (واتساب)
    ([30])(حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس –وفقه الله- الحلقة 03 )
    ([31])(سراج الملوك ص72 ) أبو بكر الطرطوشي (ت: 520هـ)
    ([32])( اللباب من مجموع ونصائح وتوجيهات الشباب ص37 ) العلامة د/ربيع بن هادي الْمدخلي .
    ([33])( الرد على المنطقيين ص430 ) ابن تيمية (المتوفى: 728هـ)
    ([34])(مجموع الفتاوى 7/537 ) ابن تيمية (المتوفى: 728هـ)
    ([35])(درء تعارض العقل والنقل 8/41 ) ابن تيمية (المتوفى: 728هـ)
    ([36])(مجمع الأمثال 1/207 ) أبو الفضل الميداني (المتوفى: 518هـ)
    ([37])(السنن الكبرى 10/193 ) أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ)
    ([38])عنوان صوتية أصدرها محمد مرابط
    ([39])وصف العلامة محمد بن هادي الصعافقة بالفراريج الببغاوات كما سيأتي بنصه .
    ([40])سُئِلَ الشَّيخُ مُحيِ الدِّين السُّؤَالَ الآتِي :(شَيْخُنَا الفَاضِلُ : هَلِ اطَّلعتُـم عَلَى الأَخطَاءِ الْمَنسُوبَةِ إِلَى الشّيخِ فَركُوسٍ ؟، فَأَجَابَ قَائلاً : حَتىَّ لَو اطَّلَعَتُ عَلَيهَا ... وَلَكِنّ الطُّلاَبَ الصِّغَارَ - هَدانَا الله وَإيَّاهُم - يُنَفِّرُونَ عَن هَذِهِ الأَخطَاءِ ، وَيُكَبِّرُونَهَا ، وَأَظُنُّهم بَهَالِيلَ، فَهمُهُم رَدِيءٌ )( واتساب)، ( انظر تتوالى البشائر ... ) أكرم فتحون .
    ([41])( نصيحة وتوجيه ) موقع العلامة د/ محمد فركوس .
    ([42])قد سبق قليلا قول الشَّيخُ مُحيِ الدِّين: "... أَظُنُّهم بَهَالِيلَ ، فَهمُهُم رَدِيءٌ "، وخاطب الشيخ جمعة الصعفوق حمودة :"ما كنت أعلم أنك غبي سيئ الفهم "( الجواب من الجواب 03 )
    ([43])( نصيحة وتوجيه ) موقع العلامة د/ محمد فركوس .
    ([44])قد سبق قليلا قول الشَّيخُ مُحيِ الدِّين: "... أَظُنُّهم بَهَالِيلَ ، فَهمُهُم رَدِيءٌ "، وخاطب الشيخ جمعة الصعفوق حمودة قائلا :"ما كنت أعلم أنك غبي سيئ الفهم "( الجواب من الجواب 03 )، وحمودة من نخبة الأقزام ومن شيوخهم .
    ([45]) هذا ما غرد به محمد مرابط (في 08 /09/2020)
    ([46]) (حُسنُ البَيَان فِي أَنَّ المُفَرِّقَةَ لِلحَمَاقَةِ عُنوَان!) أبو حاتم البليدي ، منتديات التصفية والتربية
    ([47]) في ( 31 أغسطس 2020 ) غرد حفناوي . تنبيه : ( راع ) اسم منقوص ، والأصح حذف الياء ، لكنّه كتبها ( راعي )
    ([48])([جديد] توضيح من الشيخ أبي أسامة مصطفى بن وقليل -وفقه الله- ) منتديات الإبانة .
    ([49])منتديات التصفية و التربية
    ([50])(الْمُدهِشُ آخر صفحة ) محمد مرابط
    ([51])(زجرُ الوسواس وتأديبُ الخمّاس الحلقة 02 ) محمد مرابط
    ([52]) هذا ما وقع لي مع أحد الصَّعَافِيق الْمراجيج ، ووقع لبعض إخواني .
    ([53]) قَالَ الصعفوق أبو حذيفة حفناوي :"قالوا : لِمَاذا تجرون وراءنا لنقاشنا ما دمتم أنكم على الحق ؟، قلنا: وهل كان الأنبياء - وهم قدوة الدعاة - شاكين في دينهم لَما نصحوا أقوامهم وبلغوا في ذلك ؟! "، ستأتي قصة هذا الصعفوق إن شاء الله في باب الكذب .
    ([54])مقطع يوتيوب (نصيحة جادة و قـيـمة لناس حاسي بحبح خاصة والشباب عامة د:4 ث:55) محمد مرابط
    ([55])عنوان صوتية أصدرها محمد مرابط
    ([56])وقفت على منشورة تحت عنوان (بين الهبوط للقمة وجنون العظمة ) ، لكنها غير مؤرخة ، وسيأتي الجواب عليها.
    ([57])مثل عربي مشهور يُضرَبُ لِلمُتوَافِقِينَ ( مجمع الأمثال 2/359) .
    ([58])الـمعروف باسـم أبي حاتم البليدي ، كذا غرّد أخي الفاضل أبو عائشة محمد في 05/12/2019 .
    ([59])( لا تقولوا قوس قزح، فإن قزح شيطان....) موضوع ( سلسلة الأحاديث الضعيفة ... 2/264 )
    ([60])غَرَّد أبو حذيفة حفناوي قائلا:" ذَكَّرَنِي كَلَامُ فَأرِ الْحُـقُولِ فِي الشَّيْخَيْنِ الفَاضِلَيْنِ رَبِيع وَعُبَيْدٍ بِقِصَّةِ أَسَدِ الغَابَةِ مَعَ القِرْدِ وَالفَأرِ؛ حَيْثُ رَبَطَ القِرْدُ الأَسَدَ عَلَى حِينِ غَفْلَةِ مِنهُ ، ثم حَلَّهُ الفَأرُ ، فَلمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ :" غَابَةٌ صَارَ فِيَها الفِئْرانُ وَالقُرُودُ مِنْ أَهْلِ الْحُلُولِ وَالعُقُودِ لَم يَبْقَ فِيهَا قُعُود يَفْتَتحُهَا الأُسُودُ ، ثُمّ يَرِثُهَا الفِئرَانُ وَالقُرُودُ "ثُمَّ غَادَرَ الغَابَة "اهـ ( التويتر) في 08/09/2019 .
    ([61]) ( كذب عديم الحياء وقليل الأدب عثمان عيسي بما تلفظ به في صوتية المجلس الرهيب )
    ([62]) سيأتيك إن شاء باب ( الغلو الفاحش في محمد مرابط ) .
    ([63])( صحيفة النجاح 1933م ) بواسطة .
    ([64]) كلمة تنسب إلى شيخنا لزهر ، وهي على اختصارها ذات معنى جلي .
    ([65])(جامع البيان في تأويل القرآن 7/466 ) الطبري (المتوفى: 310هـ)
    ([66])(تنوير المقباس من تفسير ابن عباس ص 62 ) جمعه الفيروز آبادى (ت: 817هـ)
    ([67])تفسير القرآن الكريم (ابن القيم) ص79 )
    ([68]) (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة 11/ 698 ) الألباني (المتوفى: 1420هـ)
    ([69]) ( الأعمال الشعرية للشاعر زكي قنصل (ت:1414 هـ) ص ج1/ ص 101 - أشباه الرجال - )
    ([70])نظمهما النَّحوي أبو العباس القيجاطي (ت:535هـ) (بغية الوعاة ص300 ) السيوطي (ت: 911هـ)
    ([71])(إحياء علوم الدين 3/275 ) أبو حامد الغزالي(ت: 505هـ)
    ([72])(حلية الأولياء 8/88 ) أبو نعيم الأصبهاني (ت: 430هـ)
    ([73]) (صفة الصفوة 2/323 ) ابن الجوزي (ت: 597هـ)
    ([74]) (حث النفوس على نيل الدروس بجمع مناقب العلامة محمد علي فركوس ) منتديات الإبانة
    ([75])(سير أعلام النبلاء 7/393 )
    ([76])(تنبيه واستدراك على مقال «تبيين الحقائق للسالك ... )العلامة د/ محمد فركوس
    ([77])(جواب عن بعض الانتقادات ) العلامة د/ محمد فركوس
    ([78])( حث النفوس على نيل الدروس بجمع مناقب العلامة محمد علي فركوس -حفظه الله- ) منتديات الابانة .
    ([79])(الفوائد ص149 ) ابن قيم الجوزية (ت: 751هـ)
    ([80])في 15/10/2018 .
    ([81])من تلاميذ الشيخ محمد بن هادي الْمقربين .
    ([82]) (حث النفوس على نيل الدروس بجمع مناقب العلامة محمد علي فركوس -حفظه الله-) منتديات الإبانة ،
    ([83])بواسطة الْموقع الإلكتروني ( جزايرس )
    ([84]) (هكذا عرفت الشيخ أبا عبد المعز مُحمد علي فركوس ) منتديات الإبانة .
    ([85]) ( شرح كشف الشبهات مفرغ - صالح آل الشيخ - ص338/ المكتبة الشاملة ) .
    ([86]) ( شرح كشف الشبهات مفرغ - صالح آل الشيخ - ص337/ المكتبة الشاملة ) .
    ([87]) (شريط التحذير الحسن من فتنة أبي الحسن الوجه الأول )
    ([88]) (فتاوى في العقيدة والمنهج (الحلقة الأولى) ص27 )
    ([89])(إحياء علوم الدين 3/278 ) أبو حامد الغزالي(ت: 505هـ)
    ([90])في همزة "البتة" القطع والوصل، والثاني هو القياس (جامع الدروس العربية 3/42 ) الغلايينى (ت:1364هـ)
    ([91]) (حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - وفقه الله- الحلقة 08 ) محمد مرابط منتديات ( التصفية والتربية ) .
    ([92]) ستأتي نظرية ( لَم أكن مع فالِح ، ولست فَالِحيًا ) - إن شاء اله تعالى -
    ([93])(مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة )1/613 ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)
    ([94]) (إبطال مزاعم أبي الحسن حول المجمل والمفصل ص 15 ) العلامة د. ربيع بن هادي
    ([95]) ( إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل ) العلامة د . ربيع بن هادي .
    ([96]) (نصيحة العلامة أحمد النجمي للشيخ العباد حول كتابه (رفقاً أهل السنة بأهل السنة ) )
    ([97]) (‏ و تتوالى البشائر و لله الحمد ، تزكيات لمشايخنا أسود السنة في الجزائر) أكرم فتحون
    ([98]) (‏ و تتوالى البشائر و لله الحمد ، تزكيات لمشايخنا أسود السنة في الجزائر) أكرم فتحون
    ([99]) (‏ و تتوالى البشائر و لله الحمد ، تزكيات لمشايخنا أسود السنة في الجزائر) أكرم فتحون
    ([100]) (ركوب المغمّضة والمعمّة ) صالـح الكشبور .
    ([101])( التَّنكيل بما جاء به ميلود الباتني من أباطيل... ) خالد حمُّودَةُ
    ([102])(هل يعلم غلام السوء يوسف العنابي لماذا يُعرض الفضلاء عن الرد عليه؟) خالد حمودة .
    ([103]) تعليق على (لتَّنكيل بما جاء به ميلود الباتني من أباطيل في تعقُّبه على الشَّيخ الجليل)
    ([104])( الرَّدِّ عَلَى أَخْطَاءِ الدّكتُورِ مُحمَّدٍ عَلِي فَرْكُوسٍ ص 42/43 ) مُحَمَّدٌ الصُّمَيْلي الْجَزَائِريّ (1425هـ /2004م)
    ([105])ولعلَّهم تراجعوا ، والظاهر من حسابه التويتر أنه على خطى الصعافقة .
    ([106])هؤلاء كانوا من أذناب فالِح في الإقامة الجامعية باب الزوار 03/ العاصمة بين 2002 و2004 .
    ([107])(قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص239 ) ابن تيمية (ت: 728هـ )
    ([108])(اجتماع الجيوش الإسلامية 2/38 ) ابن قيم الْجوزية (ت: 751هـ)
    ([109])(المنح العلية ص19 ) عبد الله بن حمود الفريـج
    ([110]) (الرد على الجهمية والزنادقة ص55 ) أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل (ت: 241هـ)
    ([111])(هل يعلم غلام السوء يوسف العنابي لماذا يُعرض الفضلاء عن الرد عليه؟) كتبه خالد حمودة ، وأثنى على المقال الدكتوران عبد العزيز بوفلجة ، وعبد الخاق ماضي ، ومحمد مرابط .
    ([112])صوتية ( عقيدة فركوس في العلم هي عقيدة غلاة التكفير ) محمد مرابط
    ([113])(حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس –وفقه الله- 08/08)
    ([114])أقصد بالغزوتين :«تَسْلِيطَ الأَضوَاءِ» و« تَبْيِينَ الْحَقَائِقِ لِلسَّالِكِ» للعلامة د/ محمد فركوس .
    ([115])السمُوْدُ : الغَفْلَةُ ، والسهْوُ ، " وأنْتُمْ سامِدُونَ "( المحيط في اللغة 2/254 )، وقد يطلق ويريد به التكبر .
    ([116])( براءة الأمناء ص 32 ) العلامة د/ ربيع بن هادي .
    ([117])(تبيين الحقائق للسالك )
    ([118]) سلسلة ( حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس -وفقه الله-) في ثَمَان حلقات .
    ([119])الْـخُوارُ: صَوْتُ البَقر( النهاية في الغريب 2/87 ) ابن الأثير (ت:606هـ)
    ([120])(تبيين الحقائق للسالك )
    ([121])( حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - وفقه الله- 08/08 ).
    ([122])هذا مَا أجاب به مرابط على مقالٍ نشرته منتديات (الإبانة) - صوتية ( غباء ، وأي غباء يا لزهر ) ، فكان الْجوابُ
    ([123])(تبيين الحقائق للسالك )
    ([124])(روح المعاني 6/175 ) الألوسي (ت: 1270هـ)
    ([125])صوتية ( عقيدة فركوس في العلم هي عقيدة غلاة التكفير ) محمد مرابط
    ([126])(تلقين الأدب لمن جـحد الرّبيع وأصابه الكلب ، كتبه في 2012 م ) محمد مرابط - منتديات التصفية والتربية -
    ([127])( جواب الاِعتراضات الْمصرية على الفتيا المصرية ص172 ) ابن تيمية (ت:728 )
    ([128]) ( قواعد في التعامل مع العلمَاء ص 11 ) تقديم ابن باز .
    ([129])انظر معنى وقصة الْخنفشار في ( التعالًم ص17) بكر أبو زيد (ت:1429هـ)
    ([130])قِيل : المِعْشارُ هو عُشْرُ العُشَيْرِ، والعُشَيْرُ هو عُشْرُ العُشْر، فيكون جزءاً من ألفٍ» قال الْمَاوردي: «وهو الأظهرُ؛ لأنَّ المرادَ به المبالغةَ في التقليل » (الدر المصون 9/198 ) ابن السمين الحلبي (ت: 756هـ) فَالعُشْر : (0،1) والجمع أعشار ، العُشَير : (0،01) والجمع عشيرات ، المعشار: (0،001) ( شبكة الفصيح ) .
    ([131]) هذَا البيت حاكيت فيه قول المتنبي : الخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي **** وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ .
    ([132]) هذا البيت وما بعده كتبه صعفوق يمدح به شيخه ، لكن غيرت منه (يَؤزُّنِي ) ، وأصله يؤزك .
    ([133]) عابط القوم : أي كذَّابهم ، بَرَابط جمع ( بربط ): وهو العُود (من آلات الموسيقى)، وهذا البيت أيضًا لذَلك الصَّعفوق النافِخ في شيخه مرابط ، لكن غيرت منه ما يناسبُ .
    ([134]) (الدفاع النفيس في الردِّ على سلالة أهل التلبيس ) موقع الرسمي للعلامة د/ مـحمد فركوس .
    ([135]) مقدمة الناشر ( ثَمر الثَّمَام شرح «غاية الإحكام في آداب الفهم والإفهام» ص 8 )
    ([136])( التعالُم ص 12 وما بعدها ) في الأصل : "ما الَغَيْرَةُ عَلَى ( الكتاب ) إلا من المحارم ...
    ([137])(الروح ص 260 ) ابن قيم الجوزية (ت: 751هـ)
    ([138])قال العلامة محمد بن هادي :" لا يغتروا بحدثاء الأسنان، وشيوخ الفجأة ، بل أنا أقول شيوخ الفجعة، الذين فَجعون في أمر الدعوة ، وشتّتوها وفرّقوها و مزقوا أهلها، هؤلاء شيوخ الفجعة -نعوذ بالله- الذين يلهثون وراء التزكيات و يرسلون من طلاب العلم لجمع التزكيات لهم من الأشياخ " مقطع صوتي مفرغ ([جديد]"مقتطفات " لا تغتروا بمشايخ الفجأة بل شيوخ الفجعة..)
    ([139]) هذه المجموعة تسمى مجموعة روضة المحبين ، وهو موقع إعلامي موثوق عند صعافيق الجزائري .
    ([140]) قيلَ: الماجِنُ عنْدَ العَرَبِ الَّذِي يَرْتَكِبُ المَقابِحَ المُرْدِية والفَضَائِح المُخْزِيَة، وَلَا يَمُضُّه عَذْلُ عاذِلِهِ، وَلَا تَقْريعُ مَنْ يُقَرِّعُه.
    ([141])الْمُرَاهِقُ : مَنْ قَارَبَ البُلُوغَ ( الشرح الممتع 15/63 ) ، وليس المراد منه مفهوم الغرب وعلم الاجتماع .
    ([142]) واللفظ لُغةً : الترك والطَّرح ، تقول: أكلت التمر ولفظت النَّوى؛ أي طرحته. انظر ( بَابَ ذَمِّ الْجِدَالِ وَالْخُصُومَاتِ فِي الدِّينِ ) الآجُــرِّيُّ (ت: 360هـ)
    ([143])(سراج الملوك ص72 ) أبو بكر الطرطوشي (ت: 520هـ)


الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X