إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه، فإنه يلوح له وجه تعسّفه" الصفرواي يرد على عبد العزيز بوفلجة -أصلحه الله-

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [جديد] "من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه، فإنه يلوح له وجه تعسّفه" الصفرواي يرد على عبد العزيز بوفلجة -أصلحه الله-

    بسم الله الرحمن الرحيم



    "من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه، فإنه يلوح له وجه تعسّفه"
    أبو عبد الله الصفراوي يخاصم عبد العزيز بوفلجة
    -أصلحه الله-




    الحمد لله مقلب القلوب كيفما يشاء والصلاة والسلام على من أرسله الله للأمة جمعاء، وعلى آله وصحبه الأئمة الحنفاء، ومن سار على نهجهم واقتفى آثارهم إلى يوم الحساب والجزاء؛ أما بعد:
    فإنّ من آخر من لفظته حوادث هذا العصر- بعد مرور الأيام والأعوام والأحداث- ما أعلنه أبو عبد الله عبد العزيز بوفلجة الصفراوي -أصلحه الله- من براءته من المفرقة ورؤوسها ومنهجهم الفاسد ...!!، وما تخلل بيانه من سوء أدب مع العلماء وأهل الفضل، وعلينا أن «لا ننزعج مما يحدث؛ لأنه لابد من التصفية والغربلة، فمثل السنة كمثل المدينة النبوية تنفي الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد، ومثلها كمثل سفينة نوح لا يركبها إلا الخلص الصادقين من عباد الله» 1
    ولا أدري لما يتلازم الارتماء في أحضان القوم مع هذ الأسلوب البعيد عن العلم وأهله..!!.

    وإنّ العارف لهذا الأخ ليعجب كل العجب من هذا الموقف المخزي؛ لما كان يعلمه عنه من شدته على من وصفهم اليوم بالمشايخ «من أصحاب المجلة، وفيهم الدكتور والدكتور والشيخ والواعظ...، وقل ما شئت من الألقاب المفخمة» 2 -على حد تعبيره-.
    وعلمه يقينا ما يكنّونه له؛ ما جعلهم لا يطيقونه ولا يرتضونه -كما صرح هو بذلك-، ما حمله ذلك على الوقيعة فيهم سرا وعلانية بمناسبة أو بدونها، وإلمامه بمخالفاتهم وطوامهم وطعوناتهم، وهو القائل: «ولا ينقضي العجب من الشيخ عبد الخالق هداه الله وهو يقول: لم أطعن حتى في صغار طلبة العلم
    !!
    وهو يعلم أنه قد طعن في جملة من طلبة العلم السلفيين في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفيهم من هو من أصحاب الشهادات والدراسات العليا، ممن لهم في المدينة ما يقرب من عشرين سنة، ومنهم من يزيد عليها، وفيهم من تجاوز سنه الأربعين.
    وكان هؤلاء الطلبة كثيرا ما يحتفون به وبجماعة المجلة إذا نزلوا المدينة ويكرمونهم لما معهم من العلم وتقدمهم فيه وفي السن ويحترمونهم ويجلونهم.
    وأكبر شاهد عليه صوتيته التي وصف فيها طلبة العلم السلفيين بالمدينة بمرضى القلوب؛ وما كان ذنبهم إلا أنهم يتحرون أخذ العلم عن أهله كما هي القاعدة السلفية: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم». 3

    واطلاعه على العلاقة التي تربط هؤلاء المشايخ مع مخالفيه خصوصا -ومخالفي السلفيين عموما- في المدينة النبوية والجامعة الإسلامية من علاقات ولقاءات وزيارات، قال -عفا الله عنه-: «وأما أهل السنة فاتفاقهم على الحق والهدى ومن أظهر فيهم الموافقة وهو على خلاف مذهبهم في الباطن لابد وأن يأتي يوم ينفضح فيه، وينكشف أمره، فمن أخفى عن أهل السنة بدعته، لم تخف عنهم ألفته وصحبته، فاعتبار الصاحب بصاحبه عندهم معتبر، والطيور على أشكالها تقع». 4
    وما يعلمه كذلك ببعض خبايا المجلة ومخالفاتها، من استكتابهم لبعض المخالفين الذين لا يخفى عليه حالهم؛ بل هو من أعرف الناس بهم، وقد سبق وخاصمهم بل قابحهم لأجل ذلك.
    وعلمه يقينا -كما صرّح- بأنّ:« عزالدين وعبد الخالق ورضا يدافعون عنهم بقوة وشدة ويتهموننا بظلم، ولهذا ما كانوا يرتضونني مطلقا بسبب هؤلاء......الذين كان عبد الخالق يتمنى رجوعهم للبلد للدعوة أما نحن فقطاع طرق» 5
    فالله العجب ولا حول ولا قوة إلا بالله.


    وعودا على بيانه الذي استهله -أصلحه الله- بحشد الأدلة والنصوص لما هو معلوم بالدين بالضرورة...!! من الأمر بالاعتصام بالكتاب والسنة والنهي عن التفرق والاختلاف، وذكر أهم أسباب ذلك من البغي والظلم والحسد، وتغافل عن أعظم الأسباب -على حد تعبيره سابقا- حيث قال: «إن من أعظم أسباب التنازع والاختلاف مخالفة أمر الله ورسوله ، واتباع الهوى، والاعتداد بالرأي، ومصاحبة ومخالفة أهل الأهواء والاستئناس بهم، وغير ذلك من الأسباب الكثيرة». 6

    وأزيده على ذلك كله -وله خاصة- ما ذكره الإمام الشوكاني من الأسباب الّتي تؤدِّي إلى البعد عَن الحق: «وَمن جملَة الْأَسْبَاب الَّتِي يتسبب عَنْهَا ترك الْإِنْصَاف ويصدر عَنْهَا الْبعد عَن الْحق وكتم الْحجَّة وَعدم مَا أوجبه الله من الْبَيَان حب الشّرف وَالْمَال اللَّذين هما أعدى على الْإِنْسَان من ذئبين ضاريين كَمَا وصف ذَلِك رَسُول الله ﷺ .... وَهَذَا فِي الْحَقِيقَة من تَأْثِير الدُّنْيَا على الدّين والعاجلة على الآجلة، وَهُوَ لَو أمعن نظره وتدبر مَا وَقع فِيهِ؛ لعلم أَن ميله إِلَى هوى رجل أَو رجلَيْنِ أَو ثَلَاثَة أَو أَكثر مِمَّن يجاملهم فِي ذَلِك الْمجْلس، ويكتم الْحق مُطَابقَة لَهُم واستجلابا لمودتهم واستبقاء لما لديهم، وفرارا من نفورهم وَهُوَ من التَّقْصِير بِجَانِب الْحق والتعظيم لجَانب الْبَاطِل فلولا أَن هَؤُلَاءِ النَّفر لَدَيْهِ أعظم من الرب سُبْحَانَهُ لما مَال إِلَى هواهم وَترك مَا يعلم أَنه مُرَاد الله سُبْحَانَهُ ومطلبه من عباده، وَكَفاك بِهَذِهِ الفاقرة الْعَظِيمَة والداهية الجسيمة فَإِن رجلا يكون عِنْده فَرد من أَفْرَاد عباد الله أعظم قدرا من الله سُبْحَانَهُ لَيْسَ بعد تجرئه على الله شئ أرشدنا الله إِلَى الْحق بحوله وَطوله» [أدب الطلب ومنتهى الأرب (56)].

    ثم قدّم اعتذارا -باردا- لنفسه بين يدي سرده أصول مخالفات المفرقة فقال: «ثم إنّه لا عيب على من أعاد النظر في هذه المسألة الحادثة، متجردا للحق، طالبا رضا الله تعالى والدار الآخرة، ساعيا في إصلاح الأمور، إبراء للذمة أمام الله تعالى، وأمام خلقه، وهذه طريقة العلماء قديما وحديثا، ولا ينكر هذه الطريقة إلا جاهل، أو مكابر معاند».
    وهو كلام حقّ؛ ورد في غير موضعه، لأن مثلك -أصلحك الله- قد تواترت عنه النقول بما شهدتَه وعاينتَه من أخبار وأحوال، لا تحتمل خطأ أو صوابًا، بل تحتمل صدقا أو كذبًا، كمثل ما نقلته عن بعضهم من تحرّي الكذب والسب والشتم والطعن والسرقة وغيرها من الجراحات المفسرة، فهي أخبار شهدتَ عليها بنفسك، ونطقتَها بلسانك، ورقمتَها بقلمك، والرجوع عنها لا يكون إلا بعد تراجع الكذّاب عن كذبه، والطاعن عن طعنه، والسارق عن سرقته -وهذا ما طالب به مشايخنا القوم من بداية الأحداث-.
    وما نقلتَه عن الأئمة من رجوعهم عن بعض المسائل فإنما هي مسائل الحلال والحرام، فهي تخالف ما نحن بصدده، إذ لم ينقل عنهم أنهم جرّحوا أحدهم جرحا مفسّرا بالكذب والسرقة والطعن..؛ ثم تراجعوا عن ذلك ووصفوه بالصدّق والإمامة.

    ثم سرد -أصلحه الله- الأصول التي خالف فيها المفرقة وجانبوا فيها الصواب، وكلها شبهات قد أكل عليها الدهر وشرب، وتناولها طلبة العلم السلفيين بالتفنيد والتوضيح، وعليه فلن نقف عندها طويلا، بل سنحاول الرد عليها من كلام المرود عليه في أول حاله -لما تكنى بكنيته بدلا من اسمه لمصلحة رآها- مع ذكر ما يؤيد ذلك من أقوال أهل العلم:
    * قال عبد العزيز بوفلجة: «الأصل الأول: قيام هذا المنهج على مصادمة نصوص الكتاب والسنة الآمرة بالاجتماع والناهية عن الفرقة والاختلاف....».
    وهذه شنشنة الحزبيين والحلبيين وغيرهم من أهل الأهواء، الذين ما فتؤوا يحتجون على السلفيين بمثل هذه النصوص الحاثة على الاجتماع والمحذرة من الاختلاف، وهي من الأصول الدين العظيمة التي لا مجال لمصادمتها وردّها، وإنما ينبغي فهمها بما فهمها به أبو عبد الله الصفراوي -أصلحه الله- سابقا؛ إذ قال: «وأما أهل السنة فاتفاقهم على الحق والهدى ...» 7
    وهذا الفهم هو الذي لا يتصادم مع نصوص الوحي، ومقاصد الشرع، ومنهج السلف رضوان الله عليهم، إذ لم يكن يوما مجرّد التكتيل والتجميع -ولو على حساب الحق- غاية ومقصدا.
    فكل النصوص التي تحث على الاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف إنما هي مقيدة بالاجتماع على الحق والهدى، لا على الباطل والضلال، قال ابن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} وتمسكوا بدين الله الذي أمركم به، وعهده الذي عهده إليكم في كتابه إليكم من الألفة والاجتماع على كلمة الحق والتسليم لأمر الله». (تفسير الطبري 5/643)
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «لئن نفترق على الحق خير أن نجتمع على الباطل»
    وقال ابن القيم مبيّنا حقيقة هذا الاعتصام: «وهو تحكيمه دون آراء الرجال ومقاييسهم، ومعقولاتهم، وأذواقهم، وكشوفاتهم، ومواجيدهم، فمن لم يكن كذلك، فهو منسل من الاعتصام، فالدين كله في الاعتصام به وبحبله، علما وعملا، وإخلاصا واستعانة، ومتابعة، واستمرارًا على ذلك إلى يوم القيامة» (مدارج السالكين لابن القيم 3/ 323).
    وقال العلامة النجمي -رحمه الله-: "لا يجوز أن نترك الإنكار على المميّع حرصا على جمع الكلمة" [الدرر النجمية (381)]


    * قال عبد العزيز بوفلجة -أصلحه الله-: «الأصل الثاني: قيام هذا المنهج على الكذب؛ وقد أُسِّس بنيانه على ذلك من أول يوم ظهر فيه...
    الأصل الثالث: انتهاك أعراض المؤمنين بالكذب والبهتان والزور، ورميهم بالقبائح والمعايب افتراء وظلما، دون إقامة البراهين والأدلة على ذلك، والأعجب والأغرب ظهور ظاهرة تهمة الدنيا، والتأكل بالدعوة...
    الأصل الرابع: وهو قيام هذا المنهج على الغلظة والفضاضة والشراسة، مع القذف والسب والشتم والتنابز بالألقاب»

    وهذا من التناقض في أقبح صوره، إذ كيف يكون المصدّق العالم الفاضل المتخلق بالأمس مكذبا منتهِكا للأعراض سبّابا طعّانا اليوم، وكيف يكون المكذّب المتحري الكذب، السبّاب الشتّام بالأمس مصدّقا مؤدبا فاضلا اليوم...!! ولكن كما قال أبو عبد الله الصفراوي: «لقد ناديت لو أسمعت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
    فما وجد هؤلاء الصغار الصبيان ... ينفسوا على أحقادهم، ولينشروا خزعبلاتهم، وليكذبوا وليفجروا في الخصومة، ألا ما أقبحهم وأقبح أثرهم على أمة محمد ﷺ» 8

    وهو الذي كتب بأنه: «لم يكن من طريقت[ـه]ي وعادت[ـه]ي مجاراة الكذبة ممن يكذبون ويتحرّون الكذب، وممن يلبسون ويحسنون التلبيس والتدليس والتضليل ... » -ثم قال مخاطبا حمودة-: «كيف تطيب نفسك وأنت ترمي مسلما بريئا بالكذب والبهتان معتمدا على صوتية مسروقة، فجمعت بين قبحين وجريمتين» 9
    وقال أيضا -أصلحه الله-: « ولا ينقضي العجب من الشيخ عبد الخالق هداه الله وهو يقول: لم أطعن حتى في صغار طلبة العلم!!
    وهو يعلم أنه قد طعن في جملة من طلبة العلم السلفيين في مدينة المصطفى ﷺ...وكان هؤلاء الطلبة كثيرا ما يحتفون به وبجماعة المجلة إذا نزلوا المدينة ويكرمونهم لما معهم من العلم وتقدمهم فيه وفي السن ويحترمونهم ويجلونهم.
    وأكبر شاهد عليه صوتيته التي وصف فيها طلبة العلم السلفيين بالمدينة بمرضى القلوب؛ وما كان ذنبهم إلا أنهم يتحرون أخذ العلم عن أهله كما هي القاعدة السلفية: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم» 10

    وقال أيضا: «يا معشر الأحداث الصغار أما وجدتم إلا تفسيرات الرافضة لتحملوا عليها مصطلحات أهل العلم السلفيين الكبار؟!
    ألا فاتقوا الله واعدلوا في القول والحكم ولا يحملنك شنئان قوم على أن لا تقولوا كلمة الحق..
    وكل شيء مسطور مكتوب في كتاب، والله الموعد، وهو يحكم بيننا وبينهم يوم القيامة». 11

    وقال: «كل ما يتقيؤونه مكتوب مسطور في صحائفهم، يجدونه بين أيديهم يوم الحساب والجزاء، ويكون هؤلاء العلماء الكبار خصومهم.
    وسيكتب التاريخ أسماءهم ضمن المنازعين لأولي الأمر من أهل العلم السلفيين، فالناس شهداء الله في الأرض» 12

    وقال أيضا: «ولعلهم والله أعلم عرضوها على أصحاب المجلة، وفيهم الدكتور والدكتور والشيخ والواعظ...، وقل ما شئت من الألقاب المفخمة، ولا أدري هل تنبهوا لما فيها من نسبة قاعدة بلدي الرجل إلى منهج الرافضة فكتموا، أو لم يتنبهوا؟! فأحلاهما مر.
    فإن تنبهوا وكتموا فقد تعاونوا وتوطأوا على غش الشيخ وخذلانه؛ إذ لم يكونوا نصحة بررة!!
    بل قد تواطأوا على إلصاق منهج الرافضة بأئمة السلف!!
    وإن لم يتنبهوا فقد جهلوا والجاهل عليه أن يتعلم قبل أن يتصدر!!
    فتأمل أخي العاقل المنصف، كيف فضحهم الله تعالى وعاملهم بنقيض قصدهم؛ حيث إنهم أرادوا إلصاق منهج الرافضة بمشايخنا وعلى رأسهم علامة الجزائر، فانقلبت عليهم القضية رأسا على عقب» 13


    فهذه مجموعة من النقول مما خطه أبو عبد الله الصفراوي بيده، ووصفه لمن يؤيدهم اليوم بــ: نشر الخزعبلات والتنفيس على الأحقاد والكذب -بل وتحري الكذب- والبهتان والفجور في الخصومة وما أقبحهم وأقبح أثرهم على الأمة والتلبيس والتجليس والتضليل والسرقة والطعن والجور والظلم ومنازعة أولي الأمر والجهل والغش....
    فيا عجبا هل تاب الكذابون من كذبهم وتحريهم للكذب وظلمهم وطعنهم وبغيهم وسرقتهم وغشهم..، وقد سوَّدَتْ أقلامهم صحائف كل ناد ومنبر، بكل أنواع القبح والظلم والغي والبغي بل حتى التكفير، الذي لو حاولنا استقصاءه لطال المقال وخرج عن المقصود، أم إنها الأهواء وترك الْإِنصَاف والبعد عَن الحق وكتم الْحجَّة وَعدم إظهار ما أوجبه الله من الحق والعدل ... فيا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وألسنتنا على الحق والصدق.
    ثم اعلم -أصلحنا الله وإياك- أنّ لك مما أنكرته على السلفيين -على حد زعمك- من الكذب والقبائح وسوء المنطق من ذلك كثير؛ كوصفك بعضهم بالكلاب النابحة..، 14 بل كيف ترتضي أن تكون مع الكذبة وأنت تعلم أنهم واقعون في الكذب من أول يوم -كما ذكرت- إن لم تكن كذابا مثلهم، وكيف تدعي الأدب والورع وأنت من وصفت أشياخهم بالجهل والمسكنة والغش والظلم وغيرها من الأوصاف. 15

    * قال عبد العزيز بوفلجة -أصلحه الله-: «الأصل الخامس:وهو إلقاء الأحكام الشديدة الغليظة على المخالف السني، فبعضها تصل إلى التبديع والتفسيق، وبعضها ولعلها من سفهاء القوم: تصل إلى التكفير.. »
    وهذه مجرد دعوى عارية عن الصحة والدليل، فإننا لم نسمع من مشايخنا وصف من خالفهم في هذه القضية بالمبتدعة والفسقة، ناهيك عن تكفيرهم وإخراجهم من دائرة الإسلام، وما نقل لك -عمن وصفتهم بالسفه- هم وحدهم المسؤولون عن كلامهم، ولا يصح نسبة ذلك للمشايخ، بل ما تعلمناه من مشايخنا عدم التقدم بين أيدي المشايخ والعلماء؛ خاصة في باب الأحكام والأوصاف، وأن لا ننازع الأمر أهله قال أبو عبد الله الصفراوي -أصلحه الله-: «وسيكتب التاريخ أسماءهم ضمن المنازعين لأولي الأمر من أهل العلم السلفيين، فالناس شهداء الله في الأرض». 14
    وقد كان أبو عبد الله الصفراوي -أصلحه الله- ممّن ينازع الأمر أهله، ومِن ذلك حُكمه على بعض مشايخ المجلة ووصفه لهم بما لم يُسبق إليه وقتئذٍ!! كوصف بعضهم بالوعّاظ القصاص، ووصف بعضهم الآخر بالتمييع والتخذيل وموالاة الحلبيين وغير ذلك من الأوصاف مما هو معروف منتشر عنه؛ وذلك قبل ظهور هذه الأحداث وتكلّم المشايخ.

    * قال عبد العزيز بوفلجة: «الأصل السادس:وهو قيام هذا المنهج على قاعدة التهميش المحدثة، وهذه القاعدة من القواعد المبتدعة، المخالفة للقرآن والسنة، ولمنهج سلف الأمة.. »
    وقد أعلن في بيانه أنه كان ممن اغتر بها في بداية الأمر، ثم بدى له أنها قاعدة تقوم على صد الناس من سماع الحق، ثم ذكر كلام الشيخ العلامة محمد علي فركوس -حفظه الله تعالى وبارك في علمه وعمله-:«قد كان من عدل سلفنا الصالح قبول الحق من أي جهة كان؛ إذ لا أثر للمتكلم بالحق في قبوله ورفضه، ولذلك استفاد علماؤنا من كتب ابن حجر والنووي القرطبي والغزالي من الأشاعرة وغيرهم» موهما تناقضه، وهو المتناقض في كل ما قال، والله المستعان.
    وما أوتي الرجل إلا من سوء فهمه؛ وهو الدكتور «ومن جملة طلبة العلم السلفيين في مدينة المصطفى ﷺ، وهو من أصحاب الشهادات والدراسات العليا، ممن لهم في المدينة ما يقرب من عشرين سنة، أو ما يزيد عليها 15 -كما أخبر عن نفسه متفاخرا-.
    فقبول الحق من أي جهة كان؛ صواب لا غبار عليه، وحق لا يتنازع فيه، كيف وقد دلّت عليه السنة كما في حديث أبي هريرة ﭬ مع الشيطان، أما قرره الشيخ من تهميش أهل الشبه والتشغيب والجدل والمراء -وعدم السماع أو القراءة لهم ولا الرد عليهم- يخالف المسألة الأولى صورة وحكما، فما زال السلف والأئمة إلى اليوم ينهون عن السماع لأهل الشبه والضلال وعدم القراءة في كتبهم ومناقشتهم، وما ذلك إلا للأسباب التالية -على حد حرف تعبير أبي عبد الله الصفراوي-: «
    1- لأنهم قوم أهل جدل ومراء، ولن ينتهوا إلا أن يشاء الله تعالى.
    2- يسعون جاهدين لرد الاعتبار، ولا طريق لهم الآن إلا الردود؛ لأنه قد انقطعت صلتهم بالعلم والدعوة، فلهذا أنشأوا منتدى الفرطاس -منتدى الجدال والمراء- لجلب القراء والمشاهدين.
    3- صاروا مولعين بحمل كلام السلفيين وما يجري على ألسنتهم على المعاني الباطلة للفرق الهالكة، التي لا تخطر على بال المتكلم بها، ويأباها اللفظ والسياق، وهذه الطريقة من أخس الطرق وأقبحها شرعا وعقلا، مع ما تضمنته من الظلم والجور.
    والله المستعان على ما يصفون، وحسبنا الله ونعم الوكيل». 16 وقد أوجز أصلحه الله وأفاد.


    وأقلب عليك خاتمتك فأقول:
    ومشايخنا من جملة بني آدم، لم يدَّع أحد منهم أنه لم يخطئ، وقد تبرؤوا وتراجعوا على ما قالوه أو اجتهدوا فيه وكان خطأ -حقا وحقيقة لا وهما وادعاءا-، ودفعوا عن أنفسهم مما نُسب إليهم كذبا وزورا وبهتانا، وكانوا ساعين في إصلاح الأمور، واجتماع الكلمة.
    فهذا تمام القول، وقد اجتهدت في رد كلام عبد العزيز بوفلجة -أصلحه الله- من كلام -أبي عبد الله الصفرواي فقط، إذ ما نقل لنا وما سمعناه من كلامه كثير؛ لكن يسهل رد ذلك وإنكاره؛ بخلاف ما سطره وكتبه؛ وكل ذلك كان عنه مسؤولا، وهما الشخص نفسه والقلم نفسه، إلا أنّ المنهج قد تغيّر والطرح قد تبدّل بما تمليه المرحلة والواقع، وما لم أذكر هنا من التفصيل في رد هذه الشبه التي أكل عليها الدهر وشرب، فقد ذكره غيري وقد تقصدت عدم ذكر ذلك تحت كل أصل؛ حتى لا يثقل الرد، ولانتشارها وظهورها في مواقع التواصل الاجتماعي.

    وإنني أختم هذه الكتابة بنصيحة خالصة صادقة من القلب إلى أبي عبد الله عبد العزيز بوفلجة الصفراوي بأن يتقي الله في هذه الدعوة، وأن لا يكون عونا وسببا في صد الناس عنها، فهي دعوة قائمة على العلم والعدل والرحمة، والالتفاف حول علمائه ومشايخه أهل الفقه والعلم والدراية، بدون تعصب ولا تقليد.
    كما أنصح أهل الجزائر عموما بالالتفاف حول المشايخ والتعاون معهم على الخير والبر والتقوى، وإعانتهم على الدعوة، من أمثال الشيخ الكبير علم البلد ومفتيها الشيخ العلامة محمد علي فركوس حفظه الله تعالى وإخوانه المشايخ وطلبة العلم، وأن يشتغلوا بالنافع وقد صدق أبو عبد الله الصفراوي إذ قال: «الحمد لله عرفنا الحق ونحن سائرون فيما ينفع وهم كالكلاب ينبحون» -على حد تعبيره-

    ولا يفوتني في الأخير أن أهنئك على صفك الجديد، والالتحاق بالرّكب العنيد، الذي جمع كل فض وغليظ، ومخالف بغيض، بدءا بخصوم الأمس؛ من زملائك في الجامعة وأشياخهم وأضرابهم ....
    والله المستعان والحمد لله رب العالمين.
    كتبه:
    محبّ الحق والإنصاف
    فرغ منه: صبيحة يوم الإثنين 15/04/1442
    التعديل الأخير تم بواسطة إدارة الإبانة السلفية; الساعة 2020-12-05, 09:42 AM.

  • #2
    يا عبدالعزيز، نصيحة لوجه الله،تب إلى ربك وكفاك مكابرةً وتعنتًا، فوالله لقد أسأت وظلمت، وصدقت فيك فراسة الصادقين من مشايخنا، ولك عبرة فيمن سبقك -وإن لم يكن مثلك في الإساءة والتناقض بل والتخبط- يداك أوكتا وفوك نفخ.
    وبهذه المناسبة لا يفوتني أن أشيد بالموقف السلفي المشرف الذي أظهره إخواننا في عين الصفراء خاصة أقرب الناس منه في ثباتهم على الحق ولزومهم غرز مشايخهم، فجزاهم الله خيرا وبارك فيهم.

    ملاحظة:
    أرجو من إخواني جميعًا أن تكون تعليقاتهم شهادات تعضد مضمون الموضوع وتعين المنصوح والمردود عليه للرجوع إلى الحق.
    التعديل الأخير تم بواسطة إدارة الإبانة السلفية; الساعة 2020-11-30, 12:16 PM.

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيكم ، يبدو أن الرجل مغلوب على أمره ، ولا معنى لما ذكره سوى العموم ، ورده بارد جدا

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي أبو عبد الله الصفراوي على هذا المقال الطيب

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك َوجزاك خيرا

          تعليق


          • #6
            الله المستعان، نسأل الله له الهداية.

            تعليق


            • #7
              اللهم إنا نعوذ بك من الحور بعد الكور ونسألك الثبات على الدين ؛ فو الله إنّ الأمر لعظيم والفتنة لشديدة ، كيف لا وقد تكالب فيها أصحاب الشهوات و الشبهات علينا . حتى أن بعضهم اجتمع بأهل البدع و أصحاب الأفكار المنحرفة وأوقدوها حربا استباحوا فيها أعراض علمائنا ومشايخنا ورموهم بالباطل زورا وبهتانا . بتقديم الغلمان والأغمار وإلباسهم ثوب العلم ومن عاشرهم عرفهم ، مما جعل كثيرا من إخواننا يغتر بهم ويسير وراءهم ، كل هذا حدث تحت رعاية شيوخ كنا نحسبهم والله حسيبهم.
              أسأل الله العلي العظيم أن يهديهم و إيّانا وأن يردنا جميعا إلى الحق ردا جميلا.

              تعليق


              • #8
                تعليق على التعليق:

                الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه:
                فقد خرج علينا عبد العزيز بوفلجة -أصلحه الله- بتعليق يتوعد فيه وينذر، واصفا رد أبي عبد الله الصفراوي عليه بالهزيل، مدعيا جهالته عينا وحالا، مع أنه لا أحد أعرف منه بالذي رد عليه وخاصمه -إذا هو نفسه ولسانه وقلمه- لكنه أخفى اسمه، وتسمى بكنيته لمصلحة رآها -ولم يُشغَّب عليه في ذلك بمثل ما شغَّب به الآن-، خاصة وهو من طلاب الجامعة الإسلامية وقد يعود ذلك عليه بالمفسدة.

                ثم ذكر أن هذا الرد بني على أصول فاسدة:
                1- تهمة الدنيا وحب الشرف والمال: والقارئ للرد يدرك يقينا أن لا تهمة بذلك لا من قريب أو بعيد، ولكن حسبه التذكير ببعض أسباب التفرق والاختلاف، ومن ذلك حب الشرف والمال؛ الذي يعده الشيخ ربيع -حفظه الله- من أعظم أسباب التفرق والشقاق خاصة في هذا الزمان.
                2- الإصرار على قاعدة التهميش: وهذا من العجب إذ أنك لا تجد في الرد؛ إلا كلام أبي عبد الله الصفراوي يرد فيه على من ينكر التهميش بكلام طيب ناسب إيراده.
                3- أما ما ذكرت من خيانة المجالس الخاصة، واستخراج المحادثات الخاصة: فأبشرك أننا لم نخرج شيئا من ذلك ولا هي من أخلاقنا وشيمنا -وعندنا من ذلك الكثير الثقيل- ولكن اعتمدنا على ما نشرته علنًا بقلمك، وبعض المحادثات التي نشرت في مواقع التواصل مما لا صلة لنا بنشره وإخراجه.
                4-إدانة التائب بذنبه السابق: وليس الرد عليك لأجل ذلك، وإنما لإثبات تناقضك وتخبّطك -الظاهر حتى في كتابة هذا التعليق-، علّك تراجع نفسك وتفيء إلى ربك.
                5- التفريق بين المتماثلات: ولا أدري ما وجه ذلك، ولعلك تراجع صاحب الرد -أبو عبد الله الصفراوي- لمزيد التوضيح والتفصيل.
                6- تهمة إساءة الأدب مع العلماء: فهذا من العجائب والله: وأنت من أساء في الأولى والثانية:
                - أسأت -باسم عبد العزيز بوفلجة- لمشايخك اليوم بماسبق بيانه.
                - وأسأت -باسم أبي عبد الله الصفراوي- مع الشيخ محمد ابن هادي الذي شهد له الكبار بالعلم، ومع الشيخ محمد علي فركوس الذي شهد له بالعلم الكبار كالشيخين ربيع وعبيد -حفظهم الله جميعا- الذي كنت تصفه بأنه لا علم له، ناهيك عن إسائتك الأدب مع المشايخ وطلبة العلم.
                وكل ذلك ستحمله في صحائفك لتقف به عند رب لا يظلم، فأعد لذك جوابا ولا حول ولا قوة إلا بالله.

                ثم رجع أخيرا ليهدد بكشف المستور، وفضح الأمور؛ ولا غرو ولا عجب في ذلك، فهي من أخص صفات أخدان اليوم، وأقبح صفاتهم، التي سرعان ما أصابته عدوتها فاستحكمت، ومن العجب أن تذم هذا وأنت تتوعد به الآن، لكن نبشرك أننّا على العهد -ماحيينا- ثابتون؛ في كشف الباطل والرد عليه، وبيان الحق والدعوة إليه، بالعلم والعدل والأدب والرفق كما أوصى بذلك العلماء ووجهوا.
                وإن مما نصحوا به ترك الاشتغال بأمثالك بعد رد الباطل وبيان الحق، وإنا لذلك ممتثلون والحمد لله رب العالمين.



                التعديل الأخير تم بواسطة إدارة الإبانة السلفية; الساعة 2020-12-01, 11:34 AM.

                تعليق


                • #9
                  جزاك الله خيرا على هذا الرد العلمي وبارك الله فيك

                  تعليق


                  • #10
                    جزاك الله خيرا

                    تعليق


                    • #11
                      جزاكم الله خيرا وبارك فيكم..
                      نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية..

                      تعليق

                      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
                      يعمل...
                      X