إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شهادة في عجالة على ما زعمه ماضي من تراجع صاحب العجالة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شهادة في عجالة على ما زعمه ماضي من تراجع صاحب العجالة

    بسم الله الرحمن الرحيم


    شهادة في عجالة
    على ما زعمه ماضي من تراجع صاحب العجالة





    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين أما بعد:
    قال الإمام أبو بكر محمد بن الحسين الآجري رحمه الله تعالى:
    ينبغي لمن علمه الله القرآن وفضله على غيره , ممن لم يحمله كتابه , وأحب أن يكون من أهل القرآن وأهل الله عز وجل وخاصته , وممن وعده الله من الفضل العظيم مما تقدم ذكرنا له.
    وممن قال الله عز وجل: {يتلونه حق تلاوته} [البقرة: 121] قيل في التفسير: يعملون به حق العمل.
    وممن قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع الكرام السفرة , والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق له أجران» أخرجه البخاري (4938) ومسلم (798).
    وقال بشر بن الحارث: سمعت عيسى بن يونس يقول: إذا ختم العبد القرآن قبل الملك بين عينيه.
    فينبغي له أن يجعل القرآن ربيعا لقلبه يعمر به ما خرب من قلبه , يتأدب بآداب القرآن , ويتخلق بأخلاق شريفة تبين به عن سائر الناس , ممن لا يقرأ القرآن.
    فأول ما ينبغي له أن يستعمل تقوى الله في السر والعلانية , باستعمال الورع في مطعمه ومشربه وملبسه ومكسبه , ويكون بصيرا بزمانه وفساد أهله , فهو يحذرهم على دينه , مقبلا على شأنه , مهموما بإصلاح ما فسد من أمره , حافظا للسانه , مميزا لكلامه , إن تكلم تكلم بعلم إذا رأى الكلام صوابا , وإن سكت سكت بعلم إذا كان السكوت صوابا , قليل الخوض فيما لا يعنيه , يخاف من لسانه أشد مما يخاف عدوه , يحبس لسانه كحبسه لعدوه؛ ليأمن شره وسوء عاقبتهه.
    قليل الضحك مما يضحك منه الناس لسوء عاقبة الضحك, إن سر بشيء مما يوافق الحق تبسم, يكره المزاح خوفا من اللعب , فإن مزح قال حقا , باسط الوجه , طيب الكلام , لا يمدح نفسه بما فيه , فكيف بما ليس فيه؟.
    يحذر نفسه أن تغلبه على ما تهوى مما يسخط مولاه , لا يغتاب أحدا , ولا يحقر أحدا , ولا يسب أحدا , ولا يشمت بمصيبه , ولا يبغي على أحد , ولا يحسده, ولا يسيء الظن بأحد إلا بمن يستحق، يحسد بعلم , ويظن بعلم , ويتكلم بما في الإنسان من عيب بعلم , ويسكت عن حقيقة ما فيه بعلم, وقد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى كل خلق حسن جميل , حافظا لجميع جوارحه عما نهي عنه, إن مشى مشى بعلم , وإن قعد قعد بعلم , يجتهد ليسلم الناس من لسانه ويده , لا يجهل؛ فإن جهل عليه حلم , لا يظلم , وإن ظلم عفا , لا يبغي , وإن بغي عليه صبر , يكظم غيظه ليرضي ربه ويغيظ عدوه, متواضع في نفسه, إذا قيل له الحق قبله من صغير أو كبير , يطلب الرفعة من الله عز وجل, لا من المخلوقين , ماقت للكبر, خائف على نفسه منه , لا يتآكل بالقرآن ولا يحب أن تقضي له به الحوائج ، ولا يسعى به إلى أبناء الملوك , ولا يجالس به الأغنياء ليكرموه.
    إن كسب الناس من الدنيا الكثير بلا فقه ولا بصيرة , كسب هو القليل بفقه وعلم , إن لبس الناس اللين الفاخر , لبس هو من الحلال ما يستر به عورته , إن وسع عليه وسع , وإن أمسك عليه أمسك , يقنع بالقليل فيكفيه , ويحذر على نفسه من الدنيا ما يطغيه، يتبع واجبات القرآن والسنة , يأكل الطعام بعلم , ويشرب بعلم , ويلبس بعلم , وينام بعلم , ويجامع أهله بعلم , ويصحب الإخوان بعلم , ويزورهم بعلم , ويستأذن عليهم بعلم, ويجاور جاره بعلم , يلزم نفسه بر والديه: فيخفض لهما جناحه , ويخفض لصوتهما صوته ويبذل لهما ماله , وينظر إليهما بعين الوقار والرحمة , يدعو لهما بالبقاء , ويشكر لهما عند الكبر, لا يضجر بهما , ولا يحقرهما , إن استعانا به على طاعة أعانهما , وإن استعانا به على معصية لم يعنهما عليها , ورفق بهما في معصيته إياهما يحسن الأدب ليرجعا عن قبيح ما أرادا مما لا يحسن بهما فعله.
    يصل الرحم , ويكره القطيعة , من قطعه لم يقطعه , ومن عصى الله فيه أطاع الله فيه , يصحب المؤمنين بعلم , ويجالسهم بعلم , من صحبه نفعه، حسن المجالسة لمن جالس.
    إن علم غيره رفق به , لا يعنف من أخطأ ولا يخجله , رفيق في أموره , صبور على تعليم الخير, يأنس به المتعلم , ويفرح به المجالس , مجالسته تفيد خيرا , مؤدب لمن جالسه بأدب القرآن والسنة.
    إن أصيب بمصيبة , فالقرآن والسنة مؤدبان؛ يحزن بعلم، ويبكي بعلم، ويصبر بعلم، يتطهر بعلم، ويصلي بعلم، ويزكي بعلم ويتصدق بعلم، ويصوم بعلم، ويحج بعلم ويجاهد بعلم، ويكتسب بعلم، وينفق بعلم , وينبسط في الأمور بعلم , وينقبض عنها بعلم، قد أدبه القرآن والسنة, يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه , ولا يرضى من نفسه أن يؤدي ما فرض الله عز وجل عليه بجهل , قد جعل العلم والفقه دليله إلى كل خير، إذا درس القرآن فبحضور فهم وعقل.
    همته إيقاع الفهم لما ألزمه الله عز وجل من اتباع ما أمر , والانتهاء عما نهى , ليس همته متى أختم السورة؟ همته متى أستغني بالله عن غيره؟ متى أكون من المتقين؟ متى أكون من المحسنين؟ متى أكون من المتوكلين؟ متى أكون من الخاشعين؟ متى أكون من الصابرين؟ متى أكون من الصادقين؟ متى أكون من الخائفين؟ متى أكون من الراجين؟ متى أزهد في الدنيا؟ متى أرغب في الآخرة متى أتوب من الذنوب؟ متى أعرف النعم المتواترة؟ متى أشكر عليها؟ متى أعقل عن الله الخطاب؟ متى أفقه ما أتلو؟ متى أغلب نفسي على هواها؟ متى أجاهد في الله عز وجل حق الجهاد؟ متى أحفظ لساني؟ متى أغض طرفي؟ متى أحفظ فرجي؟ متى أستحي من الله حق الحياء؟ متى أشتغل بعيبي؟ متى أصلح ما فسد من أمري؟ متى أحاسب نفسي؟ متى أتزود ليوم معادي؟ متى أكون عن الله راضيا؟ متى أكون بالله واثقا؟ متى أكون بزجر القرآن متعظا؟ متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلا؟ متى أحب ما أحب؟ متى أبغض ما أبغض؟ متى أنصح لله؟ متى أخلص له عملي؟ متى أقصر أملي؟ متى أتأهب ليوم موتي وقد غيب عني أجلي؟ متى أعمر قبري , متى أفكر في الموقف وشدته؟ متى أفكر في خلوتي مع ربي؟.
    متى أفكر في المنقلب؟ متى أحذر مما حذرني منه ربي من نار حرها شديد وقعرها بعيد، وغمها طويل , لا يموت أهلها فيستريحوا , ولا تقال عثرتهم , ولا ترحم عبرتهم , طعامهم الزقوم , وشرابهم الحميم , {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب} [النساء: 56] , ندموا حيث لا ينفعهم الندم , وعضوا على الأيدي أسفا على تقصيرهم في طاعة الله عز وجل, وركوبهم لمعاصي الله تعالى فقال منهم قائل: {يا ليتني قدمت لحياتي} [الفجر: 24].
    وقال قائل: {رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت} [المؤمنون: 100]. وقال قائل: {يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها}
    وقال قائل: {يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا} [المؤمنون 28]
    وقالت فرقة منهم ووجوههم تتقلب في أنواع العذاب قالوا: {يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا} [الأحزاب: 66].
    فهذه النار يا معشر المسلمين يا حملة القرآن , حذرها الله المؤمنين في غير موضع من كتابه , فقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} [التحريم: 6] .
    وقال عز وجل: {واتقوا النار التي أعدت للكافرين} [آل عمران: 131] .
    وقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون} [الحشر: 18] .
    ثم حذر المؤمنين أن يغفلوا عما فرض عليهم , وما عهده إليهم , ألا يضعوه، وأن يحفظوا ما استرعاهم من حدوده , ولا يكونوا كغيرهم ممن فسق عن أمره , فعذبهم بأنواع العذاب , فقال عز وجل: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون} [الحشر: 19] .
    ثم أعلم المؤمنين أنه: {لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون} [الحشر: 20] .
    فالمؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرض القرآن , فكان كالمرآة , يرى بها ما حسن من فعله , وما قبح منه , فما حذره مولاه حذره , وما خوفه به من عقابه خافه، وما رغبه فيه مولاه رغب فيه ورجاه.
    فمن كانت هذه صفته , أو ما قارب هذه الصفة , فقد تلاه حق تلاوته , ورعاه حق رعايته , وكان له القرآن شاهدا وشفيعا وأنيسا وحرزا , ومن كان هذا وصفه نفع نفسه ونفع أهله , وعاد على والديه , وعلى ولده كل خير في الدنيا وفي الآخرة. انتهى كلامه رحمه الله وغفر له من كتابه الفذ: أخلاق حملة القرآن.
    قال مقيده عفا الله عنه:
    هذا كلام عظيم من إمام جليل جمع فيه خصالا من الخير حميدة ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء كان ممن حمله الله كتابه أو لا، فالعبد فيها على الحتم والإلزام لا مناص له منها، وهي في حق من حمله الله كتابه آكد وفي حق من أوتي فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أشد تأكيدا وهم العلماء وطلاب العلم، وقد تضمن كلامه رحمه الله تعالى النهي عن كل ما يضاد هذه الخصال الطيبة من خصال قبيحة ذميمة، يقبح بكل مسلم الاتصاف بها أو ببعضها، وهي في حق من آتاه الله العلم أقبح، والله المستعان.
    وهي نصيحة غالية من إمام كبير، ذكرتها بين يدي الرد لعلها تجد إلى القلوب مسلكا وطريقا، فيجد المرء في تخليص نفس (والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم)[البقرة 213].
    وإنك لتعجب أشد العجب عندما تجد كثيرا من الخصال الذميمة مما تقدم النهي عنها في كلام هذا الإمام الجليل الناصح، المستنبطة من نصوص الكتاب والسنة مجتمعة فيمن ينتسب لهذه الدعوة السلفية الطيبة بل يحسبه كثير من العامة الجهال من العلماء، والله المستعان.
    إن الحامل على كتابة هذه الكلمات بعد هذا الانقطاع، ولا بد من حامل على هذا وذاك.
    أن الصعافقة خرجوا عن مضمار النقد العلمي والأدب إلى التدني والجهالة حتى صاروا يجادلون في المسلمات عند أهل السنة، وما لا يختلف فيه اثنان ممن له أدنى مسكة من علم، ومن ذلك قول سفيههم: (النجمة والهلال) يمثلان الاسلام.
    وأما معاودة الرد فسببها: تلكم الصوتية الأخيرة من الدكتور ماضي أصلحه الله التي يزعم فيها أن صاحب العجالة تراجع ثم تراجع عن التراجع، وهذا من جملة ما يؤخذ على الدكتور من مخازي، فهو كل ما تكلم فضح وكنا نظن أن تعاقب الأيام والليالي وما فيها من الحوادث تنحته فيصير إلى ما يرضي الله سبحانه، ولكن الظاهر أنها ما نحتت إلا جسمه وشكله، فهو والحال هاته كما قيل:
    أسمعت لو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي
    ولو نار نفخت فيها لأضاءت *** ولكن أنت تنفخ في رماد



    ولطالما نصحه الناصحون من أهل السنة الذين يريدون له الخير في الدنيا والآخرة، بلزوم الصمت والمحافظة على العور والإبقاء على ما بقي له من عين على ضعف فيها، فهي على كل حال خير له من العمى، لكنه لا يحب الناصحين:
    رأيتك لا ترى إلا بعين *** وعينك لا ترى إلا قليلا.
    فأما إذا أصبت بفرد عين *** فخذ من عينك الأخرى كفيلا
    فقد أبقيت أنك عن قليل *** بظهر الكف تلتمس السبيلا



    ولكل آفة آية وآية فقد البصيرة الكذب والتلون والركون إلى قلب الحقائق واللجوء إلى التعمية والغمغمة، حتى إذا ما ألف المرء ذاك صار له خلقا وسجية، نسأل الله تعالى العافية والسلامة.
    لا تكاد تفارق العبد في مزاحه وجده، وهذا الواقع المعاش فيه دليل من دلائل صدق نبيينا صلى الله عليه وسلم القائل: وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.
    .
    والرزية الكبرى والبلية العظمى في زمن الفتن هذا أن كلام المتناقض الكذاب تراه مسجلا مسموعا تارة، و مشاهدا مرئيا تارة أخرى، ومع ذلك لا تسمع لصاحبه تراجعا ولا أوبة إلا ما ألفه القوم من التبريرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وذلك قمة الخذلان والله المستعان.
    ومعلوم عند جميع العقلاء أن الكذاب لا يتبجح ولا يتشدق إلا عند كذاب مثله، أو في وسط لا يعرف فيه، ولا مكذب له فيه ولا مقارع، فحاله كأم عامر في غنم قوم تولى عنها الناصر:
    فقيل لها: عيثي جعار، وأبشري *** بلحم امرئ لم يشهد اليوم ناصره



    فالشاهد أن الدكتور ماضي أصلحه الله لما خلا هو وخدنه عبد الحكيم الوهراني ببعض من شاكلهما من مدينة عين الصفراء طهرها الله من الصعافقة الأشرار وسائر بلاد المسلمين، قال معميا:
    كنا نود أن يأتي الرجل ـ أي بن حنيفية ـ أكثر فأكثر بإقحامه معنا في الدورات العلمية، وبالمشاركة بمقال في المجلة حتى يعرف أن إخوانه يعني كان قصدهم هو الاجتماع والعمل سويا و،،، لكن طيلة أربع سنوات والدكتور فركوس يقول: لا أتركوه.
    يا شيخ معليش نجيبوه يشارك معنا في دورة على الأقل يقول: هذو الناس يعني راهم يعني نصحوني وبنيتهم أنني أعمل معهم.
    قال: ـ أي الشيخ فركوس حفظه الله ـ لا حتى باقي ما زال ما زال.

    إلى أن رجع الرجل إلى ما كان عليه. إنتهى كلام الدكتور ماضي أصلحه الله.
    وفي كلامه هذا عدة مآخذ ومخالفات، منها:
    1ـ في قوله: كنا نود أن يأتي الرجل أكثر فأكثر.
    يقال جوابا على هذا الزعم: أثبت العرش ثم انقش، متى أظهر ابن حنيفية الرجوع؟ فضلا عن الرجوع؟
    أليس هو القائل في مجلس النصح الذي تدندن حوله أنه (لم يقتنع بكلام الناصحين، وأنه سيخرج من المكان الذي به أضرحة ومن الجمعية لما للشمل فقط) كما يشهد بذلك كل من له علم بما كان في ذلكم المجلس؟.
    2ـ في قوله: بإقحامه معنا في الدورات العلمية، وبالمشاركة بمقال في المجلة.
    ويقال جوابا على هذا: أليس فيما تقترحه تزكية لهذا الحزبي المحترق و رفع من عقيرته؟
    ـ أليس فيه غش للمسلمين، بإخراج حزبي في صورة سلفي؟، أليس فيه مخالفة لما كان عليه السلف الكرام رضي الله عنهم من مجانبة أهل الأهواء وإبعادهم؟.
    قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى:
    من عظم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام.
    قال الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله معلقا على كلام الفضيل رحمه الله تعالى:
    لأن البدعة ضد الإسلام فإذا شجعت المبتدع فقد أعنت على هدم الإسلام، لأن الإسلام هو السنة والسنة هي الإسلام. اهـ من شرح السنة للبربهاري للشيخ الفوزان حفظه الله ص 471.
    واعلم يا دكتور أن هذا محل اتفاق عند أئمة السنة وأساطينها، قال الإمام الصابوني رحمه الله مخبرا عما كان عليه أهل السنة:
    واتفقـوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم، وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم، والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله - عز وجل - بمجانبتهم ومهاجرتهم. اهـ عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص 123.
    3ـ في قوله: حتى يعرف أن إخوانه يعني كان قصدهم هو الاجتماع والعمل سويا و،،،.
    يقال جوابا عليه:
    الغاية لا تبرر الوسيلة يا فضيلة الدكتور، أتهلك أمة ممن استرعاك سمعه وائتمنك على دينه من أجل استعطاف من لم يظهر الرجوع أصلا؟.
    إن هذا لشيء عجاب.
    4ـ في قوله: لكن طيلة أربع سنوات والدكتور فركوس يقول: لا أتركوه.
    يقال جوابا عليه:
    إن الشيخ العالم الوقور محمد بن علي فركوس عالم جليل لم يصدر عن هوى في نفسه أو إشباعا لرغبته وإنما صنع هذا نصحا للأمة وقياما بالواجب المحتوم وسيرا على خطى سلف هذه الأمة الكريمة، وأراك تعد صنيع الشيخ حفظه الله سبب رجوع من توهم الناس أنه تراجع وهو لم يتراجع أصلا، وهذا أنت تعلم صدقه في قرارة نفسك.
    لتشنع بذلك على الشيخ وينفض من حوله من يبلغه كلامك ويتقرر في الأذهان أن المشايخ الواضحين مفرقة وأنكم أنتم من كان يسعى للم الشمل والإصلاح كما صرحتم به غير مرة، فخرا بما ليس فيكم، كالفاخرة بحدج ربتها، فأبى الله إلا أن ينضح كل إناء بما فيه، و (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب)[آل عمران 179] وذلك أثناء الدهر وبمرور الأيام، فصدق عندئذ القائل:
    ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا *** ويأتيك بالأخبار من لم تزود
    ومثله قول شيخنا حفظه الله: الوقت جزء من العلاج.
    وهذه شهادتي على ما كان من سؤالي للشيخ فركوس حفظه الله عما جرى في الغرب الجزائري وبالأخص في مدينة معسكر حرسها الله وسائر بلاد المسلمين، على إثر جلوس المشايخ مع ابن حنيفية وتناقل بعض الإخوة أن الرجل تاب وخرج مما كان فيه.
    فأتيت مجلس الشيخ العامر بالقبة حرسها الله بالإسلام والسنة، وسألته عن صحة خبر تراجع ابن حنيفية وذكرت ما كان بين الإخوة في تلكم الفترة فقال حفظه الله:
    جلسنا مع ابن حنيفية قبل أيام ولا يفهم أني جلست معه وحدي وإنما كان معنا جمع من الدعاة وكلمناه ـ وذكر الشيخ مسألتان ـ المسألة الأولى قال الشيخ تعلقها بالتوحيد لكونه يدرس في مكان به سبعة قبور، والثانية: انخراطه في جمعية العلماء المسلمين المعروفة بانحرافها عن جادة الحق والصواب، المشتهرة بعداء أهل السنة ومحاربتهم.
    فقال: ـ أي ابن حنيفية ـ ما قنعتونيش ـ أي لم يقتنع بما قاله المشايخ، ثم قال: وسأخرج من المزار والجمعية لما للشمل فقط.
    ثم أطنب الشيخ فركوس في الحديث وأخبر عن واقع الأمر في تلكم الأيام من أن الإخوة قد انفضوا من حول ابن حنيفية بسبب ما يثار عليه، ثم قال الشيخ حفظه الله: حاله ـ ابن حنيفية ـ كرجل تتعارك معه فتطرحه أرضا وتتمكن منه فيقول: أفلتني ولا أرجع لقتالك فبمجرد ما تفلته يرجع لحربك.
    يريد الشيخ حفظه الله: أن خروجه لم يكن للم الشمل وإنما اضطر إليه الحزبي اضطرارا وإلا فلا حاجة له فيه.
    وصدق الشيخ فركوس حفظه الله وأدى ما عليه من النصيحة لأبنائه وإخوانه فنسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحفظه وسائر أهل السنة وأن يجنبنا سبل الردى وأن يحفظنا بالكتاب والسنة ما حيينا ، إن ربي لسميع الدعاء وإنه على كل شيء قدير ؟
    هذا ما أردته نقله في هذه العجالة ردا على أبي الفضائح وصاحب العجالة.
    والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
    والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين.
    وكتب أبو عبد الرحمن عمر مكي التيهرتي عفا الله عنه وعن والديه وسائر المسلمين ليلة الإثنين 22 ربيع الأول 1442 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم
    ببلدية عمر ولاية البويرة
    حرسها الله وسائر بلاد المسلمين.
    التعديل الأخير تم بواسطة مكي المهداوي; الساعة 2020-11-11, 08:42 PM.

  • #2
    بارك الله فيك أخي الحبيب أبا عبد الرحمن على ما خطت يمينك.

    أسأل الله أن يرفع علَم شيخنا وأن يعلي مقامَه في الدارين.

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك أخي أبا عبد الرحمن

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرًا أخي الكريم على هذا الرد الموفق وبورك فيك.

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيرا أخي مكي، ونسأل الله أن يبارك في جهودك .

          تعليق


          • #6
            جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم أحبتي في الله.
            وجزى الله خيرا شيخنا الحبيب أبا عبد الله على ما يقدمه لهذه الدعوة الطيبة من جهود تذكر فتشكر.
            وأشهد الله في علياءه أننا استفدنا من مجالسته ودروسه وسمته وتعليمه من الخير الشيء الكثير، فجزاه الله عنا وعن الإسلام خير ما يجزي عالما عن أمته إنه سبحانه جواد كريم.
            آمين

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة مكي المهداوي مشاهدة المشاركة
              جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم أحبتي في الله.
              وجزى الله خيرا شيخنا الحبيب أبا عبد الله على ما يقدمه لهذه الدعوة الطيبة من جهود تذكر فتشكر.
              وأشهد الله في علياءه أننا استفدنا من مجالسته ودروسه وسمته وتعليمه من الخير الشيء الكثير، فجزاه الله عنا وعن الإسلام خير ما يجزي عالما عن أمته إنه سبحانه جواد كريم.
              آمين
              وأنا على ذلك من الشاهدين فكنا بعد حلقات الشيخ نعتز بسلفيتنا و نصدع بالحق و لا نخاف لومة لائم فنبتت نبتة تأثروا بمنهاج رجال المجلة فأصبحوا يثبطوننا بحجة المصلحة و المفسدة فأصبحنا في ضيق شديد حتى اتضح أمرهم

              تعليق


              • #8
                جزاكم الله خيرا ووفقكم وسددكم وثبت على الحق خطاكم

                تعليق

                الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
                يعمل...
                X