إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أخطاء في خطبة الحاجة يجب التنبه لها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أخطاء في خطبة الحاجة يجب التنبه لها

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أخطاء في خطبة الحاجة
    يجب التنبه لها


    إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
    أما بعد:
    فهذه بعض الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس، جمعت ما تيسر منها تذكيرا للناسي وتعلما للجاهل وتنبيها للمخطئ الغافل.

    أولا: تركها والإعراض عنها:
    قال العلامة المحدث الألباني رحمه الله في ((الأجوبة النافعة عن أسئلة لجنة مسجد الجامعة)): ((وإليك الآن ما وعدناك به من "بدع الجمعة" فأقول:
    ثم قال:
    36- إعراض الخطباء عن خطبة الحاجة "إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ... ")) اهـ.

    ثانيا: ترك فصل الخطاب وما ورد بعده:
    قال العلامة المحدث الألباني رحمه الله في ((الأجوبة النافعة عن أسئلة لجنة مسجد الجامعة)): ((وإليك الآن ما وعدناك به من "بدع الجمعة" فأقول:
    36- إعراض الخطباء ... وعن قوله صلى الله عليه وسلم في خطبه: "أما بعد فإن خير الكلام كلام الله")) اهـ.
    وقال رحمه الله في ((تمام المنة في التعليق على فقه السنة)): ((وينبغي أن يقول أحيانا بعد قوله: "أما بعد": "فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار". رواه مسلم وغيره وهو مخرج في "الإرواء" 608)) اهـ.

    ثالثا: زيادة لفظ (تعالى) بعد لفظ الجلالة:
    سئل العلامة محدث المدينة عبد المحسن العباد حفظه الله في ((شرح الترمذي كتاب الاستئذان)) (رقم: 293) عن ((زيادة (تعالى) في السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟
    فأجاب: ما وردت، ما وردت، أقول ما وردت)) اهـ.
    كذلك لم أقف على زيادة (تعالى) بعد لفظ الجلالة فيما صح من خطبة الحاجة.
    ثم وقفت على كلام للعلامة الألباني رحمه الله في ((سلسلة الهدى والنور)) (رقم: 525) يرد هذه الزيادة فقال: ((أنني أظن إما في هذه الخطبة وغالب الظن هكذا جاء حشو لفظة تعالى تعالى.
    إن الحمد لله أظن هنا جاء زيادة تعالى أو في غيرها المهم زيادة تعالى هذه ليس لها أصل في هذه الخطبة وأظننا نحن متفقون جميعا على أنه (انقطاع)
    فهذه الزيادة في أي مكان كان من هذه الخطبة فهي زيادة ونحن متفقون على أن كل زيادة في وٍرْد وَرًد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا ينبغي أن نأتي بها.
    ومثل هذه الزيادة تقع من كثير من الذين يسلمون فيقولون: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته فكلمة تعالى هنا أيضا من هذا القبيل.
    والحكمة التي تقال في بعض البلاد (الزائد أخو الناقص) هذا كلام صحيح فكما أنه لا يجوز أن ننقص من الورد الذي علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك لا يجوز ان نزيد فيه)) اهـ.

    رابعا: زيادة لفظ (ونستهديه):
    قال العلامة المحدث الألباني رحمه الله في ((الرد المفحم)) : ((بعض الخطباء وغيرهم يزيدون: "ونستهديه" أو غيره فيرجى الانتباه أن ذلك لم يرد ولا يجوز الزيادة على تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم)) اهـ.
    وقال رحمه الله في ((صحيح الترغيب والترهيب)) : ((قلت: يزيد بعض الخطباء هنا: "ونستهديه"، ولا أصل لها في هذه الخطبة الكريمة المعروفة بـ (خطبة الحاجة)، في شيء من طرقها التي كنت جمعتها عن النبي صلى الله عليه وسلم)) اهـ.

    خامسا: زيادة جملة (ونتوب إليه):
    قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((الشرح الممتع على زاد المستقنع)) : ((قوله: «ونتوب إليه».
    هذا ما درج عليه العلماء، من استفتاح كتبهم بهذه الخطبة، لكني ما رأيت: «ونتوب إليه» في الحديث، بل إن الحديث جاء على هذا النحو «ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله» فإن زادها الإنسان فلا بأس، وإن حذفها فهو أحسن ليطابق الحديث)) اهـ.
    وقال العلامة فركوس حفظه الله في ((روح التنفيس شرح عقائد ابن باديس)) : ((قوله: (ونتوب إليه (زيادةٌ مُدْرَجةٌ في الحديث الواردِ في خُطبة الحاجة، والأَوْلى ذِكْرُ الخُطبة ـ كما هي ـ مع المحافظةِ على نصِّها الثابت مِنْ غيرِ زيادةٍ عليها)) اهـ.

    سادسا: إضافة قول الله تعالى: {من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا} [الكهف: 17].
    قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((الشرح الممتع على زاد المستقنع)): ((كثير من الإخوان يقول: من يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، فينقلون الآية إلى هذا الحديث؛ والأليق بالإنسان والأكمل في الأدب أن يتمشى على ما جاء به الحديث، لأن كونه يضع لفظا مكان اللفظ النبوي شبه اعتراض على الرسول صلى الله عليه وسلم كأنه قال: لماذا لم تقل الذي في الآية؟
    وهذه المسألة لا يتفطن لها إلا القليل من الناس، فالشيء الذي جاءت به السنة يقال كما جاءت به السنة، ولا يستبدل كلام الرسول صلى الله عليه وسلم بغيره أبدا، حتى لو كان من القرآن؛ لأننا نقول له: هل أنت أحفظ للقرآن من الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وهل أنت أكثر تعظيما لله ولكتابه من الرسول صلى الله عليه وسلم؟ قل كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له»، وأما قوله: «ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا»، ففي هذا الموضع لا يقال)) اهـ.

    سابعا: التزام ذكر الآيات الثلاث وعدم تركها أحيانا:
    والآيات الثلاث قول الله عز وجل:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً , يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} .
    قال العلامة المحدث الألباني رحمه الله في ((تمام المنة في التعليق على فقه السنة)): ((وكان أحيانا لا يذكر هذه الآيات الثلاث)) اهـ.

    ثامنا: الإخلال بترتيب الآيات الثلاث:
    قال العلامة المحدث الألباني رحمه الله في ((صحيح الترغيب والترهيب)): ((وفيها بيان أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أحياناً يقرأ بعدها ثلاث آيات معروفة من سور: (آل عمران)، (النساء)، و (الأحزاب)، وبعضهم يقدم منها ما شاء ويؤخر، وربما زاد فيها ما ليس منها، غير منتبهين أن ذلك خلاف هديه صلى الله عليه وسلم ، وأنه لا يجوز التصرف في الأوراد ولو بتبديل لفظ، ولو لم يتغير المعنى)) اهـ.

    تاسعا: الإتيان بروايات ضعيفة لم تصح:
    قال العلامة المحدث الألباني رحمه الله في ((تمام المنة في التعليق على فقه السنة)): ((قوله: "وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد قال: "الحمد لله نستعينه ونستغفره ... من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله تعالى شيئا".
    وعن ابن شهاب أنه سئل عن تشهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فذكر نحوه وقال: "ومن يعصهما فقد غوى". رواهما أبو داود".
    قلت: إسنادهما ضعيف.
    أما الأول ففيه أبو عياض وهو مجهول وقد أعله المنذري وابن القيم والشوكاني بغيره. والحق ما ذكرته)) اهـ.

    عاشرا: اقتصار خطبة الحاجة على خطبة النكاح فقط:
    قال العلامة المحدث الألباني رحمه الله في ((الكتاب النصيحة)): ((مما يؤكد عموم مشروعيتها بين يدي كل عمل صالح حديث ابن عباس الذي رواه مسلم في قصة قدوم ضماد مكة وفيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم له هذه الخطبة المباركة وأن ضمادا أسلم بعد سماعها فلم يكن ثمة نكاح ولا عقد زواج! )) اهـ.

    الحادي عشر: استبدال لفظ (أشهد) بلفظ (نشهد):
    قال العلامة فركوس حفظه الله في ((روح التنفيس شرح عقائد ابن باديس)) : ((إيرادُ المصنِّفِ ـ رحمه الله ـ الفعلَ في الشهادتين بصيغة الجمع، فهو خلافُ المنصوصِ عليه في الأحاديث المُثبِتة لها بصيغة المتكلِّم المفرد، فالأفعالُ في نصِّ الأحاديث ورَدَتْ بصيغة الجمع ما عدا الشهادتين، قال ابنُ القيِّم -رحمه الله- في ((تهذيب السنن)): «والأحاديث كُلُّها متَّفِقةٌ على أنَّ: «نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِهِ» بالنون، والشهادتان بالإفراد: «وأشهد أَنْ لا إله إلَّا الله، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسوله»، قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية: لمَّا كانَتْ كلمةُ الشهادة لا يتحمَّلها أحَدٌ عن أحَدٍ، ولا تقبل النيابةَ بحالٍ أفرد الشهادةَ بها، ولمَّا كانَتِ الاستعانة والاستعاذةُ والاستغفار يقبل ذلك: فيستغفر الرجلُ لغيره، ويستعينُ اللهَ له، ويستعيذُ بالله له؛ أتى فيها بلفظ الجمع؛ ولهذا يقول: «اللهمّ أعِنَّا، وأعِذْنا، واغفِرْ لنا». قال ذلك في حديثِ ابنِ مسعودٍ، وليس فيه: «نَحْمَدُهُ»، وفي حديثِ ابنِ عبَّاسٍ: «نَحْمَدُهُ» بالنون، مع أنَّ الحمد لا يتحمَّله أحَدٌ عن أحَدٍ ولا يقبل النيابةَ، فإِنْ كانَتْ هذه اللفظةُ محفوظةً فيه إلى ألفاظ الحمد والاستعانة على نسقٍ واحدٍ ففيه معنًى آخَرُ، وهو أنَّ الاستعانة والاستعاذة والاستغفار طلبٌ وإنشاءٌ، فيُستحَبُّ للطالب أَنْ يطلبه لنفسه ولإخوانه المؤمنين، وأمَّا الشهادة فهي إخبارٌ عن شهادته لله بالوحدانية ولنبيِّه بالرسالة، وهي خبرٌ يُطابِق عَقْدَ القلب وتصديقَه، وهذا إنما يخبر به الإنسانُ عن نفسه لعلمِه بحاله، بخلافِ إخباره عن غيره، فإنه إنما يخبر عن قوله ونُطقه لا عن عقد قلبه، واللهُ أعلمُ)) اهـ.

    الثاني عشر: اللحن:
    من المعلوم أن خطبة الحاجة جاءت في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد كره السلف اللحن في الحديث.
    قال العلامة ابن الصلاح رحمه الله في ((معرفة أنواع علوم الحديث)): ((ينبغي للمحدث أن لا يروي حديثه بقراءة لحان، أو مصحف. روينا عن النضر بن شميل أنه قال: (جاءت هذه الأحاديث عن الأصل معربة).
    وأخبرنا أبو بكر بن أبي المعالي الفراوي -قراءة عليه- قال: أخبرنا الإمام أبو جدي أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، أنا الإمام أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي، حدثني محمد بن معاذ، قال: أنا بعض أصحابنا، عن أبي داود السنجي قال: سمعت الأصمعي يقول: إن أخوف ما أخاف على طالب العلم، إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار)) لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يلحن، فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه.
    قلت: فحق على طالب الحديث أن يتعلم من النحو، واللغة ما يتخلص به من شين اللحن، والتحريف، ومعرتهما.
    روينا عن شعبة، قال: (من طلب الحديث، ولم يبصر العربية فمثله مثل رجل عليه برنس ليس له رأس)، أو كما قال.
    وعن حماد بن سلمة، قال: (مثل الذي يطلب الحديث، ولا يعرف النحو مثل الحمار عليه مخلاة لا شعير فيها)) اهـ.

    تنبيه!
    قال العلامة المحدث الألباني -رحمه الله- في ((الكتاب النصيحة)): ((وهي خطبة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه وقد كانت أهملت في بعض السنين فأحياها بعض الأئمة كالإمام الطحاوي وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم الجوزية رحمهم الله وغيرهم.
    ثم أهملت في القرون المتأخرة فجاء دورنا ولله الحمد في إحيائها فألفت فيها الرسالة المعروفة "خطبة الحاجة" ونفع الله بها من شاء من محبي السنة وانتشر العمل بها في صدور الكتب والرسائل وفي خطب الجمع وغيرها فلله المنة .
    فمن العجائب أن يقف في طريقها بعض الفضلاء فيكتب كلمة في كتابه النافع "تصحيح الدعاء" ص 454, فيقول ما ملخصه:
    "في الخطبة محدثات منها: التزام افتتاح خطبة الجمعة بخطبة الحاجة الواردة في حديث ابن مسعود رضي الله عنه والعجب أن حديث ابن مسعود هذا رواه أصحاب "السنن" مترجمين له في كناب "النكاح" سوي النسائي فقد ترجم له أيضا في "الصلوات" ومن تتبع هدى النبي صلى الله عليه وسلم لم ير فيه التزام افتتاح خطبه صلى الله عليه وسلم بذلك … ولم نر في فعله صلى الله عليه وسلم وفي الهدي الراتب لصحابته رضي الله عنهم التزام هذه الصيغة في خطبهم وافتتاح أمورهم وهؤلاء المؤلفون من علماء الإسلام لا تراهم كذلك ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فإنه في كتبه وفتاويه يفتتح بها تارة وبغيرها تارة أخرى…".
    فأقول: وبالله التوفيق :
    أولا: هي ليست فرضا حتى لا تترك بل قد يكون العكس هو الأصوب وهو تركها أحيانا حتى لا يتوهم أحد فرضيتها كما في حديث قيام رمضان: "أني خشيت أن تكتب عليكم".
    ومما يدلل على أننا مدركون لذلك جيدا ولله الحمد : أنني لم أفتتح عددا من مؤلفاتي وتحقيقاتي بهذه الخطبة مثل كتاب "الإيمان" لابن أبي شيبة و"حجاب المرأة المسلمة" الطبعة الأولى و "تمام المنة" الطبعة الثانية و"آداب الزفاف" الطبعة الثانية ومن آخر ذلك مقدمتي على الطبعة الجديدة من المجلد الأول من "السلسلة الصحيحة" وغير ذلك كثير.
    ثانيا: إذا كان الالتزام بدعة فما حكم إهمالها مطلقا؟! فإني لم أره افتتح كتابا له بهذه الخطبة المباركة مستفيضا عنها بخطب ينشئها هو نفسه! أليس هذا من باب: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} ؟!
    ثالثا: عزا الفاضل المشار إليه في هذا الموضع من حاشية كتابه إلى فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 18/286 287 مشيرا إليه بقوله: "مهم"!
    فأقول نعم مهم ومن أهمه قوله رحمه الله فإن حديث ابن مسعود لم يخص النكاح وإنما هي خطبة لكل حاجة في مخاطبة العباد بعضهم بعضا
    فما قيمة تعجب الفاضل المذكور من كون أصحاب السنن رووا خطبة الحاجة في كتاب النكاح؟!
    وكذلك الأمر في قوله في آخر بحثه: "بهذا التقرير تعلم فقه أصحاب "السنن" رحمهم الله تعالى في ترجمة خطبة الحاجة في كتاب النكاح وتقرير العلماء بمشروعيتها بين عقد الزواج!!
    ومن عظيم تقدير المولى سبحانه أن ترد خطبة الحاجة في مجلد الفتاوى الذي عزا إليه الفاضل المذكور! في مقدمة رسالتين لشيخ الإسلام رحمه الله 18/76, 210 بخلاف ذاك الموضع الذي أشار هو إليه حاثا عليه والذي تكلم فيه تفضيلا عن هذه الخطبة النبوية المباركة هذا فضلا عن المجلدان منه أو كتبه الأخرى ومثله الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله.
    فهلا كان هذان الإمامان قدوة لهذا الفاضل فيتأسى بهما ولو مرة فيفتتح كتابا له بخطبة الحاجة؟!
    رابعا: مما يؤكد عموم مشروعيتها بين يدي كل عمل صالح حديث ابن عباس الذي رواه مسلم في قصة قدوم ضماد مكة وفيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم له هذه الخطبة المباركة وأن ضمادا أسلم بعد سماعها فلم يكن ثمة نكاح ولا عقد زواج!
    خامسا: وكأن شيخ الإسلام رحمه الله يشير في بعض كلامه إلى وقوع إهمال في هذه الخطبة كما أشرت إليه فقال رحمه الله:
    "ولهذه استحبت وفعلت في مخاطبة الناس بالعلم عموما وخصوصا من تعليم الكتاب والسنة والفقه في ذلك وموعظة الناس ومجادلتهم أن يفتتح بهذه الخطبة الشرعية النبوية. وكان الذي عليه شيوخ زماننا الذين أدركناهم وأخذنا عنهم وغيرهم يفتتحون مجالس التفسير أو الفقه في الجوامع والمدارس وغيرها بخطبة أخرى ... ".
    إلى أن قال رحمه الله: "كما رأيت قوما يخطبون للنكاح بغير الخطبة المشروعة وكل قوم لهم نوع غير الآخرين....".
    أقول: فتأمل مقابلته رحمه الله بين افتتاح الشيوخ مجالسهم بغير خطبة الحاجة الشرعية وكذا ما يفعله القوم الذين يخطبون للنكاح بغير الخطبة المشروعة يظهر لك الحق وينكشف أمامك الصواب بلا ارتياب....والحمد لله رب العالمين)) اهـ.
    هذه ما وقفت عليه من الأخطاء التي يقع فيها كثير من الخطباء في خطبة الحاجة.
    هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    سوكنة ليبيا: يوم الأحد 1 ربيع الأول سنة 1442 هـ
    الموافق لـ: 18 أكتوبر سنة 2020 ف
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2020-10-22, 08:21 AM.
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X