إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سنة مهجورة إنشاء مسجد في المعسكرات والمخيمات البرية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سنة مهجورة إنشاء مسجد في المعسكرات والمخيمات البرية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ????سنة مهجورة إنشاء مسجد في المعسكرات والمخيمات البرية????


    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
    أما بعد:

    فمن السنن التي يغفل عنها الكثير إنشاءُ مسجد في المعسكرات والمخيّمات البرية.

    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن أناسا نزلوا على حكم سعد بن معاذ، فأرسل إليه فجاء على حمار، فلما بلغ قريبا من المسجد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((قوموا إلى خيركم، أو سيّدكم)).
    فقال: ((يا سعد إن هؤلاء نزلوا على حكمك)).
    قال: فإنّي أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم.
    قال: ((حكمت بحكم الله، أو: بحكم الملك)).متفق عليه.

    قال العلامة العيني رحمه الله في ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)) : ((أراد به المسجد الذي أعده صلى الله عليه وسلم، أيام محاصرته لبني قريظة، والذي ظن أنه المسجد النبوي فقد غلط، والصواب ما ذكرناه)) اهـ.

    وقال العلامة بدر الدين الدماميني رحمه الله في ((مصابيح الجامع)) : ((قيل: ذكرُ المسجد هنا وَهْم؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان مجاهدًا لبني قريظة، ولا مسجد هناك، وسعدٌ إنَّما جاء من المسجد، والأشبهُ أن المسجدَ تصحيف، وصوابه: فلما دنا من النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما رواه مسلم، وأبو داود.
    قلت: هذا من نمط ما تقدم من الإقدام على تخطئة الرواية الثابتة الصحيحة بمجرد خيالٍ يقوم في النفس، إذ لا مانع أن يكون هناك مسجدٌ اختطه النبي - صلى الله عليه وسلم)) اهـ.

    وقال العلامة القسطلاني رحمه الله في ((إرشاد الساري لشرح)) : ((الذي أعدّه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للصلاة أيام محاصرته لبني قريظة قيل والأشبه أن قوله من المسجد تصحيف وصوابه فلما دنا من النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كما في مسلم وأبي داود، وهذا فيه تخطئة الراوي بمجرد الظن فالأولى كما في المصابيح حمله على ما مرّ من كونه اختط عليه الصلاة هناك مسجدًا)) اهـ.

    وقال العلامة أبو يحيى زكريا الأنصاري المصري الشافعي رحمه الله في ((منحة الباري بشرح صحيح البخاري)) : ((قريبًا من المسجد؛ هو المسجد الذي أعده - صلى الله عليه وسلم - أيام محاصرته لبني قريظة، وقيل: هو المسجد النبوي قيل: وهو غلط)) اهـ.

    ????وسبب غلط من ذهب إلى أنه المسجد النبوي أن النبي عليه الصلاة والسلام كان محاصرا بني قريظة ولأن سعدا رضي الله عنه ضربت له خيمة كان مقيما بها في المسجد النبوي فقدومه منه.

    عن عائشة رضي الله عنها، قالت: أصيب سعد يوم الخندق في الأكحل، (فضرب النبي صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد، ليعوده من قريب).
    أخرجه البخاري.

    قال العلامة القرطبي رحمه الله في ((المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم)) : ((وقوله: (فضرب عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيمة في المسجد، يعوده من قريب)؛ هذا نص على أن سعدًا كان مقيمًا في المسجد في هذه الحالة، وقد ذكر في هذا الحديث بعد هذا: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أرسل إليه، فأتاه، فلما دنا قريبًا من المسجد، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قوموا إلى سيدكم)، وظاهره: أنه كان خارجًا عن المسجد، وأنه أتى إليه)) اهـ.

    وقال العلامة أبو الفضل عياض اليحصبى رحمه الله في ((إكمال المعلم بفوائد مسلم)) : ((فإن كان أراد مسجد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد جاء سعد بن معاذ وفيه كان)) اهـ.

    ????أما قوله رحمه الله: ((قال بعضهم: انظر قوله: (من المسجد) وكذا جاء في حديث شعبة في مسلم والبخاري، وأراه وهما.
    ثم قال:
    فإن كان الراوي أراد مسجدا اختطه النبي صلى الله عليه وسلم هناك كان يصلي فيه مدة مقامه لم يكن وهما)) اهـ.

    وقال العلامة محمد بن علي بن آدم بن موسى الإثيوبي الولوي حفظه الله في ((البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج)) : ((الحقّ أنه لا وهم في قوله: "دنا من المسجد"؛ لأنَّ المراد: المسجد الذي كان يصلي فيه النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أيام حصاره لبني قريظة، وكيف يدّعي الوهم، وقد اتّفق الشيخان عليه، فقد أورداه في ((صحيحيهما)) بهذا اللفظ: (فلما دنا من المسجد)، لفظ البخاريّ، ولفظ مسلم: (فلما دنا قريبًا من المسجد)، فلا وَهَمَ، فتأمله بالإمعان، والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل)) اهـ.

    ????وفي هذا الباب سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((فتاوى نور على الدرب)) : ((من الطفل عبد الرحمن من المدينة المنورة يقول أنا طفل أبلغ من العمر اثنتي عشرة سنة ومتمسك بالصلوات المكتوبة مع الجماعة وعندما نذهب إلى رحلةٍ في البر أبني مسجداً صغيراً على استطاعتي وأفرشه وأؤذن في كل فرض في المسجد الذي عملته وأصلى بإخوتي الأصغر مني سناً في هذا المسجد وبعد الصلاة أحدث على أخوتي بما أعرفه من أحاديث نبوية وهكذا أعمل في كل رحلة إلي البر فأرجو منكم إفادتي بالحكم على عملي هذا علماً بأني مولعاً جدا ببناء المساجد في أي مكان وأي وقت فأرجو إفادتي إذا كان يجوز هدم هذا المسجد الذي عملته وبناء أي مشروع محله علماً بأنه صغير جداً؟

    فأجاب رحمه الله تعالى: نقول نشكرك أيها الطفل على هذا العمل النبيل ونرجو لك التوفيق والثبات وهذا عمل طيب إذا كانت همتك تنصرف إلى بناء المساجد فإن من بنى لله مسجداً بنىّ الله له بيتاً في الجنة وهذه المساجد التي تبنيها إذا كنت تبنيها على الطرق وببناءٍ مُحكمٍ مُعدٍ للبقاء فإنه لا ينبغي أن تهدمها بل تبقى حتى تنفع المسلمين وأما إذا كانت في جوانب بعيدة عن الطرق ولا ينتفع بها إلا من نزل بها أو عليها وهي غير مبنيةٍ ببناءٍ محكم فإنه لا حرج عليك أن تهدمها وإن أبقيتها فلا حرج أيضاً ما لم تكن الأرض مملوكة فإن كانت الأرض مملوكة للغير فإنه لا يجوز لك إحداث بناء فيها)) اهـ.

    فهذا التطبيق العملي للطفل الصغير لهذه السنة العزيزة دافع قوي للتمسك بها من أصحاب السنة.

    هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    ✍️ كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: يوم الأثنين 18 صفر سنة 1442 هـ
    الموافق لـ: 5 أكتوبر سنة 2020 ف

  • #2
    قال الشيخ الفاضل زاهد الساحلي حفظه الله: ((لقد أطلعت على رسالة الشيخ الفاضل عز الدين أبوزخار وفقه الله، بشأن سنية بناء المساجد المؤقتة داخل مخيمات البدو والمعسكرات التدريبية ، وعند ملازمة الثغور للرباط وجبهات القتال وهي رسالة نوعية موثقة بالأدلة والشواهد ورد فيها على وهم المتوهمين في هذه المسألة ، وقد نبهنا سدده الله على السند الشرعي لهذه السنة الفعلية العزيزة ، فهي رسالة مفيدة جدا تستحق النشر حتى تبلغ أفاق الأرض ، وهذا ما عهدناه من كتابات الباحث أبوزخار المتميزة واختياره للمسائل المفيدة بعناية فائقة ، حتى لا يكاد يدع للمتعقب خللا إلا نادرا ومن رأى غير ذلك فقد تعمد العماية وسلك سبيل الغواية)) اهـ.

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
    يعمل...
    X