إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أدب الفضلاء في استئذان العلماء في الرد على السفهاء (بتعليق الشيخ الفاضل زاهد الساحلي حفظه الله)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أدب الفضلاء في استئذان العلماء في الرد على السفهاء (بتعليق الشيخ الفاضل زاهد الساحلي حفظه الله)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أدب الفضلاء في استئذان العلماء في الرد على السفهاء
    (بتعليق الشيخ الفاضل زاهد الساحلي حفظه الله)
    قال الشيخ الفاضل زاهد الساحلي حفظه الله:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الأمين.
    فقد اطلعت على مقال الشيخ عزالدين أبوزخار الطرابلسي حفظه الله ورعاه، فوجدت مقاله بشأن استشارة أهل العلم والخبرة عند تجشم الرد، فرأيت مقاله جيدا ومناسبا جدا، وهو توجيه لطائفة من الناس ممن اغتروا بثقافتهم أو علمهم المحدود، وتناسوا الرجوع إلى أهل العلم وأصحاب الخبرة.
    فالمقال يستحق النشر، والاستفادة منه، وجزاه الله خيرا، وجزاكم الله خيرا.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. انتهى

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
    أما بعد:
    فقد يسلك كثير من الفضلاء مسلك المشورة والاستعانة برأي من سبقه من أهل العلم والخبرة عند عزمهم غلى الرد على بعض السفاء.
    وهذا إرهاص يُعنوِن على سمو أدبهم الراقي، وخلقهم الكريم، تحسن الإشادة به والإشارة إليه والحث عليه.
    وصدور هذا الأدب العالي منهم من سنن الهدى، أقرنا عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعمل بهذه المسلك شاعر النبي صلى الله عليه وسلم -حسان بن ثابت رضي الله عنه-، وهذا من كمال أدبه وحسن خلقه.
    فعن عائشة رضي الله عنها قالت: استأذن حسان النبي صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين. قال: ((كيف بنسبي؟!)). فقال حسان: لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين. أخرجه البخاري.
    فالعالم له نظر ثاقب، وخبرة واسعة، يوجه بها المسترشد عند الرد، كما وجه النبي عليه الصلاة والسلام حسانا رضي الله عنه في هجائه للمشركين أن يستعين بإبي بكر الصديق رضي الله عنه لمعرفة أنساب قريش لخبرته بذلك.
    فمما يؤسف له أن بعض الأغمار لا يحسن الرد عليهم، فإذا رد عليه اشتهر وبرز، وربما ذهب من رق دينه لضحالة علمه، وبساطة فكره، فيتابعه في أقواله وأرائه فيقع في شراكه.
    -وربما صرفه العالم إلى ما هو أولى حال الرد، سواء في مواجهة عامة الناس أو من الشبهات.
    -ولربما نبهه أيضا على أشياء تستحق العناية بها والاهتمام بنقضها أولا، وأشياء الأولى طيها وصرف النظر عنها.
    -ولعل العالم أضاف قيودا أو احترازات أساسية أو ثانوية تقوي الرد على المستهدف.
    -أو سد بعض الفراغات بعبارات مناسبة أو أضاف نقاطا تغيب أحيانا على كاتب الرد.
    -أو نال تشجيعا من ذوي الرأي والحصافة، الذي يفعل عامل الهمة لمواصلة عمله الدؤوب ليخرج رده في أبهى صورة.

    فهذا بعض ما يستفيده طالب العلم من العالم عند استشارته وشروعه الرد على أهل الخلاف، وقد قيل: (ما خاب من استشار).
    هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: يوم الثلاثاء 27 المحرم سنة 1442 هـ
    الموافق لـ: 15 سبتمبر سنة 2020 ف
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2020-09-20, 07:22 AM.
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X