بسم الله الرحمن الرحيم
إعلام الرفقة
بوقائع آخر مجلس لي مع الصعافقة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه أما بعد:
المسألة الثالثة:
ثم أثاروا مسألة الشيخ محمد بن هادي حفظه الله وأنه قال: لا تجالسوهم فإنهم لا يرجعون، فكيف يقول: لا يرجعون؟. فأجبتهم: بأن الشيخ حفظه الله بيّن قصده من كلامه، ودافعه الذي دفعه لحكمه، وهو قوله: معروف. أي معروف منهم ومن أمثالهم هذا الأمر.
والآن أقول:
- المكالمة واضحة في أن الشيخ حفظه نصح بعدم مجالستهم إلا بما يحقق رجوعهم، ويلزمهم بالتراجع عن باطلهم، ومن ذلك الشروط التي تشترط قبل المجلس عليهم. هذا الوجه الأول.
والثاني: أن عدم رجوعهم معروف عنهم؛ لأن المشايخ حاولوا معهم ولم تُجد نفعا محاولاتهم؛ كما أخبروا بذلك عنهم وبإقرار عبد الخالق ماضي أنهم ناصحوهم؛ كما في صوتية وهران التي فضحته وفضحت جماعته حيث قال:" هذه رسالة سأقرؤها لكم الرسالة التي وجهناها للشيخ فركوس إبراء للذمة حتى نجتمع وندرس القضايا، حتى أقول لكم يا شباب: الأسباب الذي فجرت الأمور، كانت أشياء عالقة بيننا، كانت أشياء الجماعة أحبوا أن يلزموننا بها"، إذن فكانت هناك مناصحات في أشياء يقول: إنها كانت عالقة، وأن المشايخ أرادوا -في نظرهم وتصورهم- أن يلزموهم بها.
الثالث: أن الشيخ أصاب فيما ظنه فيهم، فقد مضى زمن طويل على فتنتهم ومع ذلك لم يرجعوا عن باطلهم مع أن الشيخ ربيعا -حفظه الله- أثبت الأخطاء منهم ولم يتراجعوا عنها؛ وهم يتظاهرون، ويزعمون الأخذ بقوله، والرجوع إليه، فما بالهم لم يرجعوا عمّا أثبته الشيخ ربيع -حفظه الله عليهم-
فنطق أحدهم قائلا: إن الكلام ذكره الشيخ أزهر حفظه الله -وهو لم يشيخه، ولم يدعو له، وإنما التشييخ والدعاء من عندي- وقال: لا يرجعون فلعلهم نقلوا عن صوتية الشيخ لزهر التي أخبر فيها بذلك عنه، لا عن صوتيته مع الشيخ محمد بن هادي -حفظه الله- فقلت له: قولك هذا مردود عليك؛ لأنهم في البيان قالوا سمعناه بآذاننا في صوتيته مع أزهر يقول له. فلو كان كلامك صحيحا لقالوا: سمعنا لزهر ينقل عنه، فكلامك مردود عليك.
وهذا المتدخل لم يستمر بعد هذه المداخلة إلا قليلا ثم انصرف وبقي ثلاثة منهم فقط.
المسألة السادسة:
ما قال ربك ويلٌ للألى سكروا * * * وإنما قال : ويلٌ للمصلينا
- قال مقدمهم والذي كان يلي الكلام عنهم: إن الشيخ عبيدا -حفظه الله ورعاه- طلب من عبد المجيد جمعة -حفظه الله- أن يأتي إليه ويقدم الأدلة له وإلا اعتبره الشيخ سبب الفرقة التي تحدث بين السلفيين.
فقلت له: أن هذا يسأل عنه الشيخ عبد المجيد -حفظه الله-
ثانيا: أن البطانة السيئة فقاطعني منتقلا لموضوع آخر.
والآن أقول:
أولا: أن أسباب عدم ذهاب الشيخ عبد المجيد جمعة -حفظه الله- إلى الشيخ عبيد -حفظه الله- يسأل عنها الشيخ عبد المجيد جمعة فهو أعلم بها وأقدر على بيانها وطالب الحق الذي يريد أن يعلمه لا يعجزه السفر إلى الشيخ لسؤاله وتبين الحقيقة منه وبخاصة وهم يزعمون أنهم يريدون الحقيقة ويبحثون عنها ويسافرون من أجل معرفتها فالذي يسافر من أجل الحقيقة لطلاب العلم يهون عليه أن يسافر من أجلها لأهل العلم.
ثانيا: أن الشيخ -حفظه الله- لعله لم يسافر للشيخ عبيد حفظه لأحد الأسباب التالية أو لكلها وهي:
السبب الأول: ما صار معلوما من البطانة السيئة التي تحيط بالشيخين وتغير الحقائق لهم وتسعى جاهدة لقلبها لصالح الصعافقة أخدانهم فمهما بين أهل الحق للمشايخ الحقائق تلاعبوا بها بعدهم في دقائق؛ كمثل قولهم في الحقائق التي يثبتها المشايخ على خصومهم أنها قديمة، أو تابوا لله منها وهم يؤاخذونهم بها، أو أنها من الافتراء عليهم، ونحو هذا الكلام مما هو ثابت على الصعافقة بالأدلة والبراهين كما ذكرت جملة طيبة منها في مقالة "الأدلة والبراهين على سوء بطانة الشيخين" فليراجعها من شاء، إذن فمهما تكلم مشايخنا فعبثا يحاولون، وغايتهم –لشدة مكر الصعافقة- لا يدركون. يوضحه ويؤكده:
السبب الثاني: ما وقع للشيخ العلامة محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله- حيث عرض بعض الأدلة على الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- ومع ذلك لم يقبلها منه، ولم يمكنه من عرض كل حججه؛ فقال له الشيخ محمد: سأعرض حججي على العقلاء يقصد من السلفيين، وأنه سَيَظْهَرُ الحَقُّ إن شاء الله لكل ذي عينين، لأن المانع من وصوله إلى الشيخ ربيع والشيخ عبيد -حفظهما الله- لا يمكن أن يمنع من وصوله لكل خلق الله، وكذلك فعل ووقع ما كان يتوقعه، فلعل الشيخ اعتبر بحال العلامة محمد -حفظه الله- وتجربته فعمل مثل عمله، وذلك لأمرين:
الأول: أنه ليس في منزلته فلا يمكن أن يكون حظه أكبر من حظه.
الثاني: أن معه من الأدلة والبراهين ما يدعم بها قوله، وليست أدلته في قضية الجزائر بأضعف من الأدلة التي أدلى بها العلامة محمد -حفظه الله- في قضيته.
السبب الثالث: ما وقع لمشايخ الجزائر خاصة مع العلامة ربيع -حفظه الله ورعاه- حيث أيّدهم في أول أمرهم ونصحهم بمجانبتهم وأن ينشؤوا لهم مجلة خاصة بهم إمعانا في مفارقتهم لكن بعد أن تعاون صعافقة الجزائر مع صعافقة المملكة وقلبوا الحقائق عند الشيخ ربيع -حفظه الله- تغير موقفه -حفظه الله- من مؤيد إلى معارض، فأيقن مشايخنا أنهم مهما حاولوا في لقاءاتهم القصيرة مع مشايخنا فإن الصعافقة المرابطين هناك والمسافرين إليهم من كل مكان سينخرون في جذور الأدلة حتى يضعفوها عند علمائنا، ويُعْملون معاول التلبيس في أسس البراهين حتى يهدموها في أعين مشايخنا، ولم يبق لهم إلى عرض أدلتهم ليحذروا الناس من الصعافقة الذين يتلاعبون بالدعوة السلفية وأصولها ويحاولون هدمها من داخلها، وهذه التجربة مما يدعوا مشايخنا لعدم عرض أدلتهم مرة أخرى على أئمتنا ليس اتهاما لهم وشكّا في قوة منهجهم وصلابة مواقفهم وإنما معرفة بشر الصعافقة وشدة مكرهم التي دلت عليها الأدلة والبراهين وقد ذكرت جلمة منها في مقالتي "الأدلة والبراهين على سوء بطانة الشيخين".
السبب الرابع: اعتبارا بقصة الشيخ أحمد بازمول -حفظه الله- الذي أفسد الصعافقة بينه وبين العلامة عبيد -حفظه الله ورعاه- فتكلم فيه وحذر منه وقال عنه: أنه متسرع ومن شيوخ الفجأة ومع أن العلامة ربيعا -حفظه الله- أثنى عليه وزكاه وقال عنه إنه عالم إلا أن الصعافقة لم يروجوا إلا لكلام العلامة عبيد -حفظه الله ورعاه-؛ ليسقطوا من لا يعجبهم ومن يخافون بزوغ نجمه على أنفسهم، والذي يهمنا أن الشيخ أحمد -حفظه الله- طلب اللقاء بالشيخ عبيد مرتين حتى يُبين له الشيخ عبيد أخطاءه التي هو عليها ليتوب لله منها ولكن الشيخ -حفظه الله- لم يستقبله ولا مكنه من لقائه، حتى أنه قد توسط له للقاء به -في المرة الثانية- مجموعة من المشايخ المعروفين وأبى أن يستقبله، والآن أقول ما هي أخطاء الشيخ أحمد المنهجية التي تخرجه عن دائرة أهل السنة وتلحقه بدائرة أهل البدعة وهذا من أكبر الأدلة على سوء بطانة الشيخ -حفظه الله ورعاه- وهو من الأمور التي لا تشجع على اللقاء بالشيخ -حفظه الله- ومحاورته وعرض الأدلة عليه ما دام الصعافقة يحيطون به ويقلبون الحقائق لديه ويكذبون في نقل الوقائع عليه، سلمه الله من شرهم ورد كيدهم في نحورهم.
أولا:لقد اتصل علي أحد إخواننا السلفيين المعروفين في مدينة "مشرية" وهو الأخ لخضر إمام مسجد هنالك وأخبرني بالذي كنت أظنه في هؤلاء المناقشين أنهم من رؤوس الصعافقة عندهم في بلدتهم وأنهم على خلاف ما كانوا يتظاهرون به عندي من عدم تجرئهم على الطعن في العلامة محمد علي فركوس -حفظه الله- بإخباره إياي عن كثرة طعوناتهم في المشايخ في تغريداتهم وكتاباتهم ونحوها مما يصدر عنهم.
ثانيا:أنهم كما هو ديدن أمثالهم يناقشون من أجل عرض شبههم ومحاولة تشكيك مناقشهم في دينه ومنهجه وإن كانوا يتظاهرون بأنهم يريدون معرفة الحق والتزامه ومما دلني على هذا فيهم أمور:
الأمر الأول: أنني سألت من كان يلي الكلام عنهم بعد أن ذكرت له جملة من انحرافات عبد الخالق ماضي ماذا تقول فيه؟ فقال: لا أطعن فيه.
الأمر الثاني: أن الذي يريد معرفة الحق فإنه يقصد أهله وأعلم الناس به لا طلبة العلم الذين قد لا يجد عندهم مراده ومبتغاه أو يرى نفسه قرينا لهم فلا تخضع نفسه لكلامهم ولو كانت الأدلة معهم.
الأمر الثالث: أنه في غير ما مرة يسأل عما تم الجواب عليه ويكرر الأمر الذي بينت له وجهه حتى أنني قلت له مرات: وكأنك لست معي ولا تسمع كلامي وأشهدت عليه صاحبه وأظنه أكبرهم سنا على هذا، وهذا يدل على أنه عنده مهمة يريد إنجازها ويسعى لتحقيقها وكأنه مبرمج على طريقته وما يتكلم به ولذلك كان يفوته كثير مما أقوله له والله المستعان.
الأمر الرابع: سألته إن كان على يقين مما يتبناه فأجاب: بنعم. فقلت له: إذا كنتم على يقين من أمركم فلماذا جئتم عندي، فقال: أحالونا عليك ونحن طلاب حق نريده ونبحث عنه، وقد كررت عليه هذا السؤال مرات كثيرات، وكان الجواب الحقيقي هو الآتي:
لقد أخبرني أخونا لخضر إمام المسجد في مدينة مشرية عن حقيقة أمرهم والسبب الذي جاء بهم وهو محاولتهم التلبيس على رجل كان معهم ممن لا يزال مضطربا في مواقفه حائرا لا يعرف طريقه وذلك بسبب مجالسته لهم وسماعه لشبهاتهم، وإذا عرف السبب بَطَلَ العجب. وهذا الخبر أكد لي ما تفرسته فيهم من خلال محاورتهم.
وهنا لابد من التنبيه على أمر مهم: أن الذي علمناه من كلام علمائنا واطلعنا عليه في كتب أئمتنا أن أهل السنة غالبا لا يطلبون المناظرة ولا يريدون المجادلة بل ينهون عنها ولا يسعون لها وأن أهل الأهواء هم الذي يأتون لأهل الحق ليناظروهم ويجادلوهم، وانظر مثلا كتب أهل السنة وما عقدوا فيها من الأبواب التي تنهى عن مناظرة ومجادلة أهل الأهواء ومنها على سبيل التمثيل: كتاب الإبانة للإمام ابن بطة -رحمه الله- فقد عقد فيه بابا وهو: "ذم المراء والخصومات في الدين والتحذير من أهل الجدال والكلام" ونحوه من الأبواب.
فإذا وجدت من يناظر ويحاور ويخاصم فاعلم أنه يريد بذلك كله في الغالب التلبيس على مناظره أو أن يثبت لنفسه -إن هو غلبه- أن الحق معه لأنه ليس على يقين من دينه، ولذلك جاء على السلف رفضهم للمناظرة وإخبارهم لمن يريد مناظرتهم أنهم على يقين من دينهم أو ليسوا على شك من دينهم ويأمرون من يطلب ذلك منهم أن يذهب فيلتمس دينه أو لشاك مثله فيناظره ونحوه من الكلام.
وهذا الذي قلته لهم في أثناء محاورتهم: أنا لست على شك من ديني وأنا عليه ما بقيت حياتي لأنني معتقد لصحة الأدلة التي معي، (ولذلك لا أحتاج أن أناظر أحدا لأثبت لنفسي أو لغيري صحة ما أنا عليه والحمد لله).
ثالثا:أنهم يريدون استلال كلمة من المحاور لهم يستعملونها لنصرة باطلهم أو التلبيس على غيرهم أو تشويه صورة مناظرهم ومما يدل على هذا في هؤلاء الذين جاؤوا عندي ما وقع ممن كان يتقدمهم ويلي الكلام عنهم حيث أراد في الأخير أن يأخذ مني اعترافا بأنني لم أجبهم وإنما أحلتهم على الشيخ فركوس حفظه الله ليجيبهم، وهذا كان ظاهرا لي أنه يريد أن يستل مني اعترافا يستعمله عند من أرسله أو من يريد إضلاله والتلبيس عليه.
فقلت له: لا، ما من أمر إلا وأجبتكم عليه، ولكنني كنت أحيلكم في كثير من المسائل على الشيخ ابتداء لأنه أعلم بها وأقدر على بيانها، ثم كنت أتبع ذلك دائما بأجوبتي، ولكنني أراك في كثير من الأمور تذهل عنها وكأنك لم تحضرها وتسمعها، فإن شئت أن أعيد عليك المسائل وأجوبتها أعدت، ثم أشهدت عليه صاحبه والذي قلت أنه كان أفطن منه فأقر بأنني جاوبته على كل ما سألني عنه وكانت إحالتي له على الشيخ من باب رده إلى الأصل الذي بدأتهم به ولعل أجوبتي لا تقنعهم فيذهبون إلى من هو أعلم بها وأقدر على بيانها إن كانوا للحق طالبين وعلى نجاة أنفسهم حرصين.
رابعا:أنهم يدعون معرفة الأدلة التي نستدل بها وأنهم اطلعوا على البراهين التي عرضناها والحقيقة أنهم يكذبون في مزاعمهم وادعاءاتهم والواقع يكذبهم والمحاورة دائما تفضحهم ومن ذلك ما وقع لي مع هؤلاء من زعم المتحدث عنهم أنه سمع صوتية عبد الخالق التي يذكر فيها قصة غالية وزعم أنه قال فيها لنفرض فسألته إن كان سمعها فقال: أي نعم، والحقيقة أنه يكذب كما تقدم.
وهذا الذي يقع معهم كلما التقينا ببعضهم وهو دال على أنهم يستعملون التهميش لنا ويزعمون بدعيته ويطلبون منا الانصاف بالقراءة لهم وهم لا يفعلونه.
تنبيه: أما نحن والحمد لله فكل ما نذكره إنما نذكره عن دراية وما لم نطلع عليه لا نستحي من البوح به كمثل مسألة السرقات التي نسبوها للشيخ فركوس -حفظه الله- وإن كنا نجيبهم على قدر علمنا ونرد عليهم بقدر ما تبلغه فهومنا.
خامسا:أنهم يزعمون حرصهم على أن تكون الجماعة واحدة والكلمة متحدة، والحقيقة أنهم يرددون ما يقوله مشايخهم ويزعمه رؤساؤهم؛ ذلك الأمر الذي يكذبه واقعهم، ويأباه عليهم منهجهم وما هو ظاهر عليهم في تصرفاتهم ومعاملاتهم، وبيانه في النقاط التالية:
الأولى: كيف يزعمون إرادة الاجتماع وهم يطعنون في مشايخنا، ويثلبون علماءنا؛ بالكذب والافتراء، والتجني والادعاء؛ ومن كلمات بعضهم القبيحة، وطعوناتهم الصريحة، قول أبي الفضائح معلقا على أحد أذنابهم المتطاولين ممن كتب كتابة رديئة في الطعن في عالمنا وشامة بلادنا:" وفيه بيان ما عليه الدكتور فركوس من التمييع والجهل بمسائل الاعتقاد، وأنه لم يتشبع من كلام السلف في العقيدة، ولا عرف أصول أهل الأهواء والبدع، غفر الله له وهداه إلى الحق المبين، وكشف عنه غشاوة حب الرياسة، جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذا البيان" أقول: لو غيرك قالها! يا من سقطاتك في المعتقد فظيعة، وزلاتك في المنهج بشعة، وقد تقدم في هذه المقالة بعضها، ومنها: القول بأن الأنبياء لم ينجحوا في دعوتهم، والطعن في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ورمي طلبة العلم من السلفيين بالشرك الأكبر وهو تكفير صريح، والموازنات مع أهل البدع الصرحاء كعلي بلحاج كما مر وووو، وكما قيل قديما رمتني بدائها وانسلت.
وهذه النقطة ذكرتها من قبل في مقالة "الأدلة والبراهين" وفيها: - الأمر الأول: إذا كنتم تريدون الإصلاح كما تدعون فلماذا تسعون إلى إسقاط مشايخنا واستخراج طعن في علمائنا، فهل هذا هو حال من يسعى إلى الصلح والإصلاح؟.
الثانية: كيف يزعمون إرادة الاجتماع وهم يتشبثون بباطلهم، ويعلنون عدم اعترافهم بالحقائق الثابتة عليهم، ويوالون ويعادون على أنفسهم ومصالحهم.
الثالثة: كيف يزعمون إرادة الاجتماع وهم يرفضون أسبابه، ويضربون بعرض الحائط كل خطة رشد تؤدي إليه؛ ومن ذلك رفضهم لشروط مشايخنا التي اشترطوها عليهم للجلوس معهم؛ ولو كانت شرطا واحدا هو الاستغناء عن رجل يعلن بمناصرته لأهل الأهواء، ويشيّخ من سلك غير سبيل الأئمة العلماء، ولقد بعثت إليهم في إحدى مقالاتي رسالة ونصيحة، ومرغبات للسعي في الصلح من السنة الصريحة، ولكنهم لم يعيروها انتباها، ولم يلقوا لها بالا، وهي كما في مقالة "الجواب المندي لجبين البليدي الجزء الثاني" حيث قلت:
فإن قلت دليلي أنّكم لم تأخذوا بنصيحتهما بالاجتماع؟ فجوابك أنّ مشايخنا عازمون عليها مريدون لها لكن بشروط لابدّ منها؟ فإن قلت: لا يقبل مشايخ الإصلاح شروطا ولا يريدون اجتماعا مشروطا، قلت: وما في هذا؟ ألم يشترط المشركون شروطا على نبيّنا صلّى الله عليه وسلم في صلح الحديبية وكانت مجحفة فوافق عليها رجاء المصلحة العظمى المترتبة عليها؟ ألستم تزعمون في الدّاخل وتتكلّمون بالكلام الذّي تقصدون به الخارج أنّكم تريدون الصُّلح وتأملون رأب الصَّدع؟ إذا كان الأمر كذلك فلماذا تضحُّون بالاجتماع الذّي تذكرون مصالحه وتتباكون على ضياع ثماره برفض شروط هي في إمكانكم ويسيرة عليكم؟.
وأنا الآن أتوجّه لمشايخ الإصلاح الذين أحببناهم في الله واحترمناهم لله: مشايخنا الكرام أسألكم بالله أن تستجيبوا لشروط مشايخنا ولو رأيتموها مجحفة، وتصورتموها ظالمة، ولكم الأسوة بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلم في صلح الحديبية حيث أنّه صلّى الله عليه وسلم وافق على شروط غاية في الظلم والإجحاف رجاء المصلحة الكبيرة ومنها:
- وافق على كتابة "بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ" بدل:"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" بعد أن أمر بها النّبيّ صلّى الله عليه وسلم الكاتب فمحيت لتكتب بدلا عنها الكلمة التي اقترحها المشركون.
- وافق على كتابة:" مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ" بدل :" مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ" التّي أمر الكاتب أن يكتبها لما اعترض سهيل عليها.
- وافق على الرجوع وعدم إتمام العمرة التّي خرج لها لما رفض سهيل دخولهم قائلا:" وَاللَّهِ لاَ تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّا أُخِذْنَا ضُغْطَةً وَلَكِنْ ذَلِكَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَكَتَبَ".
- وافق أن يردّ إليهم من أتى مسلما من عندهم وهذه كانت مِن أعظمها وأشقّها على المسلمين حتّى قالوا:" سُبْحَانَ اللَّهِ كَيْفَ يُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا" بل قد وقعت عندها واقعة وهي مجيء مسلم إليهم فطلب سهيل أن يردّوه إليه وأنّ ذلك أوّل من يقاضيهم عليه كما جاء في صحيح البخاري:" قَالَ الْمُسْلِمُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ كَيْفَ يُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو يَرْسُفُ فِي قُيُودِهِ، وَقَدْ خَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ، حَتَّى رَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ سُهَيْلٌ هَذَا يَا مُحَمَّدُ أَوَّلُ مَا أُقَاضِيكَ عَلَيْهِ أَنْ تَرُدَّهُ إِلَىَّ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم–" إِنَّا لَمْ نَقْضِ الْكِتَابَ بَعْدُ". قَالَ فَوَاللَّهِ إِذًا لَمْ أُصَالِحْكَ عَلَى شَىْءٍ أَبَدًا. قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-:" فَأَجِزْهُ لِي". قَالَ مَا أَنَا بِمُجِيزِهِ لَكَ. قَالَ:" بَلَى، فَافْعَلْ". قَالَ مَا أَنَا بِفَاعِلٍ. قَالَ مِكْرَزٌ بَلْ قَدْ أَجَزْنَاهُ لَكَ. قَالَ أَبُو جَنْدَلٍ أَيْ مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جِئْتُ مُسْلِمًا أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ لَقِيتُ وَكَانَ قَدْ عُذِّبَ عَذَابًا شَدِيدًا فِي اللَّهِ"، بل وقع أكثر من ذلك كما جاء في البخاري في القصة نفسها:" ثُمَّ رَجَعَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْمَدِينَةِ، فَجَاءَهُ أَبُو بَصِيرٍ -رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ- وَهْوَ مُسْلِمٌ فَأَرْسَلُوا فِي طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ، فَقَالُوا الْعَهْدَ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا. فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلَيْنِ، فَخَرَجَا بِهِ".
مشايخنا الكرام بارك الله فيكم ووفقكم لما فيه صلاح البلاد والعباد والدّعوة السّلفية أليس من الشروط التي لم يطلب الشّيخ أزهر حفظه الله ورعاه في يوم مضى غيره أن يُستغنى عن رجل واحد؟ لنفرض أنه متّهم وما قيل فيه ليس بصحيح وهو مظلوم أليست المصلحة الكبرى وهي الاجتماع تقتضي منكم الاستغناء عنه وترك الاستعانة به فإن كان كما يقال ويروّج رجلا مسكينا فلن يعجز المشايخ عن أن يجدوا له عملا أو إعانة.
مشايخنا الكرام بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير أشروط مشايخنا أعظم وأصعب من شروط المشركين على نبيّنا صلّى الله عليه وسلم.
شيخنا عبد الخالق وفقك الله ألست من قال عن العابدين: وأنا طبيعتي يوجد شيء؛ وأنا والله أحب الجمع بين النّاس، أحب الاجتماع والله لا أحب الفرقة، والله لا أحب الفرقة وأسعى لكي أزيل كل مشكلات الفرقة، ولا أكتمك سرًّا قضيّة الشّيخ العابدين للآن أنا الواقف حتّى لا يتكلّموا فيه قلت لهم: حتّى نلتقي معه ونناصحه ونذكر له كل ما ننقمه عليه والأخطاء الموجودة والأشياء المنهجية التّي أصبح ينحرف فيها، نناصحه، قلت لهم: هذا أخونا وهو من المشايخ وعنده علم، وهو زيادة فينا، إذا عاد زيادة فينا، نبذل له نصيحة أولا: نبرؤ ذمتنا أمام الله تعالى وثانيا نعطيه حقه لأنه له حق في النّصحية هذا مسلم له حق في النّصيحة نعطيه حقه، نذهب عنده ونتودد له ونبكي له ونتملق له ونفعل كل شيء نأخذ له هدية لكي يرجع فإذا تعنت وركب رأسه وكذا في هذه الحالة خلاص..." إذا كان تعاملك هذا مع من ظهر انحرافه فلاشك أنّ حظّ إخوانك منك سيكون أعظم، شيخنا عبد الخالق وفّقك الله لا نريد منك أن ترفض الاجتماع برفض شروط مشايخنا بل اسع على وفق منهجك هذا الذي ذكرته في هذه الكلمة لرأب الصّدع وجمع الكلمة.
مشايخنا الكرام وفّقكم الله وسدد على الخير خطاكم موقف منكم يوقف الفتنة ويرفع المحنة قفوه يُحفظ لكم وترتفع به أقداركم وتثقل به يوم قيامة موازينكم.
مشايخنا الكرام لا تلتفتوا إلى من يشجعكم على الإصرار على مواقفكم والاستمرار على قراراتكم"اهـ.
- ثم شيء آخر مهم وهو: لقد صار القوم في آخر أمرهم -مع الطعن- إلى انتقاد المشايخ حفظهم الله ورميهم بأن لهم مخالفات لدين الله وانحرافات عن شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ والأسئلة التي طرحتها عليهم ولم أجد جوابا عليها لا منهم ولا من أذنابهم كما في مقالة "الأدلة والبراهين" هي:
- الأمر الثاني: ما هو الدافع لكم لمثل هذه الانتقادات هل هو المنهج السلفي ولزوم قواعده وأصوله أم هو الدفاع عن النفس والانتقام لها؟ فإذا قلتم هو المنهج السلفي وما تقتضيه أصوله وقواعده، قلنا: فلماذا لم تنكروا عليهم هذه المسائل من قبل؟ بل لماذا لم تنتقدوا ما هو أفظع منها وأشنع على غيرهم ممن هم اليوم معكم بل ممن هو على خلاف طريق أهل السنة جميعا؟.
- الأمر الثالث: ماذا لو رجع مشايخنا إليكم وقبلوا بالجلوس معكم هل تشترطون عليهم التوبة من هذه المسائل كما قال الشيخ ربيع -حفظه الله تعالى- أم أنكم ترضون بمجالستهم ولو لم تصدر التوبة علانية منهم؟ فإن قلتم: لابد من التوبة قبل الجلوس معهم، قلنا: إذن أنتم الآن تقررون ما كنتم تنكرون من وضع الشروط للجلوس وهل طلب منكم مشايخنا إلا هذا؟ فإن قلتم نرضى بالجلوس معهم ولو لم يتوبوا إلى الله مما ننتقده عليهم، قلنا: لقد خالفتم الشيخ ربيعا حفظه الله ورعاه هذا أولا، وثانيا: هل هذا هو ما يقتضيه المنهج وأصوله منكم؟.
إذن من الذي كان يريد الاجتماع حقيقة ويسعى إليه حقا لا ادعاء؟ هم مشايخنا لأنهم أرادوا اجتماعا حقيقيا على السنة يحبه الله، لا اجتماعا ظاهريا على طريقة اليهود يبغضه سبحانه، ولذلك اشترطوا شروطا ضرورية ليكون الاجتماع مجديا، أما القوم فطالبوا باجتماع صوري أمام الناس يظهرونه وكل يعمل على شاكلته وحسب تصوره كما قال عبد الخالق ماضي في صوتية وهران وتقدم:"
- "هذا الأمر خلاص إنسان هو مقتنع به في رأسه، وجهة مقتنع بها خلاص؛ الله يسهل له هو الآن يعمل، أنا أعمل وهو يعمل، أنظر أنا الذي ينفعني الآن".
- "أنا أمكث جاعلها حكاية وأناصب عليها كذا وكذا هذه هذه خلاص أنظر نشق طريقنا يا إخواننا، "ولا يزال الناس مختلفين" لا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم الله فهمت، إلا من رحم الله، هذا السيد رأى أن يسلك هذا الطريق على أقل الحمد لله نقول الحمد لله ليس هو مثل غيره ممن يدعو إلى الشرك ويناصر البدع ووو عادي، فيه نوع شر، فيّ نوع شر، أترك ذاك النوع من الشر، لكن أنا شري قليل بالنسبة لآخرين، وهو شره قليل بالنسبة لآخرين، دعه هو يعمل ليس بمشكل، وليس بشرط أكون معه في مكان واحد" اهـ.
- وهذا ما قلته في مقالة "وقفات مع ما في بيان الشيخ أبي أسامة -سلمه الله- من مؤاخذات الجزء الثاني":
- الوجه الأول: قولك:" ما دعا إليه كبار العلماء من وجوب الاجتماع على الحق والتعاون على البر والتقوى" اعلم هداك الله أن مشايخنا حفظهم الله لم يخالفوا في هذا الأصل بل هم يدعون إليه ويصرون عليه أن يكون الاجتماع على الحق والتعاون على البر والتقوى أما جماعة الاحتواء فيريدونه اجتماعا ظاهريا وتعاونا جزئيا فنكون معا وكل يعمل على شاكلته ويسلك سبيله ومنهجه ومن ذلك معاملة الرجال التي انتقدها عليهم مشايخنا:
- من إعادة استكتاب المخالفين فأين التعاون على البر والتقوى وهم يصرون على إدماج المنحرفين ومخالفة إخوانهم فيهم وعليهم.
- ومن جلوس مع المخالفين بعد ظهور حالهم وتبين انحرافهم كابن حنفية المعسكري بل وتعظيمه وتقديمه وإحالة المستفتين عليه[3] ونصح الطلبة بكتبه[4] بل والذب عنه والاعتذار عن أخطائه[5] فأين الاجتماع على الحق والتعاون على البر والتقوى وهذا حالم وهذه طريقتهم؟.
- ومن اختلاط بالحزبيين والثناء على رؤوس المنحرفين في الوقت الذي يلمزون إخوانهم ويطعنون فيهم فكيف يكون الاجتماع معهم على الحق والتعاون معهم على البر والتقوى وهم ينطوون على هذه الطامات والمعضلات ولا يقرون بها ويصرحون بانتفاء وجودها جملة وتفصيلا؟.
- ومن توصية بعضهم طلبة العلم في المدينة النبوية بالشناقطة المنحرفين مع تنبيههم على التكتم على ذلك وعدم إبرازه حتى لا ينكر عليهم المتشددون في زعمه[6] من إخوانهم فكيف يكون الاجتماع معهم على الحق والتعاون معهم على البر والتقوى وهذا منهجهم ورأيهم في إخوانهم؟.
وغير ذلك مما خالفوا فيه إخوانهم وأصروا على مخالفتهم إلى آخر لحظة كان مشايخنا معهم، فهل يمكن أن يكون الاجتماع بهم على الحق المبين والتعاون معهم على البر والتقوى؟.
تنبيه مهم: لم تكن المسائل في المجلس على هذا الترتيب وإنما ذكرتها على حسب تذكري لها.
تنبيه آخر: ذكرت مجريات الأمور بالمعنى لا باللفظ وهو غير ممكن كما هو معلوم.
تنبيه ثالث: وهناك أمور أخرى لعلي لا أتذكرها ولو ذكروها وذكروني بها لعلي أتذكر حينها وأذكر أجوبتي لهم عليها والله الموفق لا رب لنا سواه.
تنبيه رابع: هذا هو حال الصعافقة كما عرفناهم زيادة على ما عندهم من قلب الحقائق والكذب والتلبيس والتدليس ولهذا أفتى العلامة محمد علي فركوس بتهميشهم وشيوخهم ولأجل هذا وذاك لا يريد السلفيون اللقاء بهم ولا محاورتهم وأنا منهم فلا أريد من صعفوق من أي مكان كان أن يأتي عندي إلى بلدتي ومحلي ليعرض شبهاته علي فإني على يقين من أمري ولست على شك من ديني ومن أراد معرفة ما أقوله وأدين الله به فهذا هو اعتقادي وهذه هي قناعاتي قد نشرتها في مقالاتي فليرجع إليها وليقرأها فإن اقتنع فالحمد لله وإن لم يقتنع فلا أملك له بعد ذلك شيئا.
والله الموفق للصواب ولا حول ولا قوة إلا بالله الملك الوهاب.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا غله إلا أنت أستغفرك واتوب إليك.
وكتبه: أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان
يوم الجمعة: 23 محرم 1442هـ
الموافق: 11 / 09 / 2020 م
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
إعلام الرفقة
بوقائع آخر مجلس لي مع الصعافقة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه أما بعد:
لقد جاء عندي أربعة من أبناء مدينة "مشرية" ظاهرهم أو غالبهم من الصعافقة اليوم العاشر من الشهر المحرم سنة 1442 هجرية الموافق لـ: 29 أوت 2020م.
ولقد دار حوار بيني وبينهم، أثاروا فيه جملة من الشبهات التي يتناقلها القوم ليؤثروا بها على السامعين لهم، ممن لا علم له بحالهم وحقيقتهم، ولقد بدأتهم حينما عرفت حالهم بقولي لهم: أن الأولى بمن كانت عنده شبهات أن يذهب لأهل العلم ليزيلوا شبهاته، ويبينوا حقائق الأمور له؛ لأنهم أعلم بها وأقدر على بيانها.
ثم استرسلت في النقاش معهم قائلا: إنني جربت النقاش في هذه المسائل، وأعلم أن حال المناقشين لا يخرج عن أحد رجلين: إما رجل درس المسألة واطلع على دلائلها، ومع ذلك لم يقتنع بها، وعنده شبه حولها؛ فهذا لا حل له إلا أن يرجع للعلماء؛ لأنهم أعلم بها، وأقدر على بيانها، وإما رجل معاند، مجادل، لا يريد الحق، وإنما غرضه طرح الشبه، فهذا الشرع ينهانا عن مجادلته ومحاورته والدخول في النقاش معه.
ولذلك أخبرتهم أنني أرى أن يرجعوا إن كانوا طالبين للحق إلى أهل العلم، فقال من كان يلي الكلام عنهم: لكنهم أحالونا عليك في مدينة "مشرية".
فقلت: لو كان في بداية الفتنة لقلت: أن الأمور لم تتضح لكم وأن الأدلة لم تصلكم، أما وقد مر على الواقعة قرابة الثلاثة سنوات والأدلة برزت وظهرت فلا مجال للنقاش حولها.
فقال: لكننا ما كلمنا أهل "مشرية" إلا وأحالونا عليك.
فقلت: هل أحالوكم على شيء مكتوم أم مكتوب؟.
فاستفهم.
فقلت له: هذه الأمور التي أحالوكم علي من أجلها هل هي من الأمور التي كتبتها أم كتمتها.
قال: بل كتبتها.
قلت: إذن يكفي الرجوع إليها، وإن كانت شبهة تتعلق بها ترجعون إلى أهل العلم لبينوها لكم إن كنتم طالبين للحق.
- ومع ذلك دخلوا في النقاش معي وأثاروا بعض المسائل أذكر ما أتذكره منها:
ثم استرسلت في النقاش معهم قائلا: إنني جربت النقاش في هذه المسائل، وأعلم أن حال المناقشين لا يخرج عن أحد رجلين: إما رجل درس المسألة واطلع على دلائلها، ومع ذلك لم يقتنع بها، وعنده شبه حولها؛ فهذا لا حل له إلا أن يرجع للعلماء؛ لأنهم أعلم بها، وأقدر على بيانها، وإما رجل معاند، مجادل، لا يريد الحق، وإنما غرضه طرح الشبه، فهذا الشرع ينهانا عن مجادلته ومحاورته والدخول في النقاش معه.
ولذلك أخبرتهم أنني أرى أن يرجعوا إن كانوا طالبين للحق إلى أهل العلم، فقال من كان يلي الكلام عنهم: لكنهم أحالونا عليك في مدينة "مشرية".
فقلت: لو كان في بداية الفتنة لقلت: أن الأمور لم تتضح لكم وأن الأدلة لم تصلكم، أما وقد مر على الواقعة قرابة الثلاثة سنوات والأدلة برزت وظهرت فلا مجال للنقاش حولها.
فقال: لكننا ما كلمنا أهل "مشرية" إلا وأحالونا عليك.
فقلت: هل أحالوكم على شيء مكتوم أم مكتوب؟.
فاستفهم.
فقلت له: هذه الأمور التي أحالوكم علي من أجلها هل هي من الأمور التي كتبتها أم كتمتها.
قال: بل كتبتها.
قلت: إذن يكفي الرجوع إليها، وإن كانت شبهة تتعلق بها ترجعون إلى أهل العلم لبينوها لكم إن كنتم طالبين للحق.
- ومع ذلك دخلوا في النقاش معي وأثاروا بعض المسائل أذكر ما أتذكره منها:
المسألة الأولى:
لما طرحت مسألة البطانة السيئة وقررت لهم أن الشيخين الجليلين فضيلة العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي وفضيلة العلامة الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري حفظهما الله ورعاهما عندهما بطانة سيئة، قال قائلهم ومن يلي الكلام عنهم: أنت تذكر هذا وصاحب الشأن ينكره وهو الشيخ ربيع حفظه الله.
فقلت له مجيبا: البطانة السيئة دلائلها قائمة في صحيح سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري، وفي كلام العلماء والأئمة بما فيهم الشيخ ربيع حفظه الله الذي قال: أن الشيخ الألباني له بطانة والشيخ ابن باز له بطانة والشيخ العثيمين له بطانة والشيخ مقبل له بطانة وقال عن الشيخ عبد المحسن العباد له بطانة مجرمة.
ثم سألته أليس الشيخ عبد المحسن حفظه الله ينكر أن تكون له بطانة تؤثر فيه؟ قال: نعم. قلت: فلماذا لا تأخذون بقوله وتنكرون وجودها لمجرد نفيه لوجودها؟ وبهذا السؤال توصلت معه إلى أن قرّرته بأن العبرة بالأدلة والبراهين لا بانتفاء الشيخ المعين، وأن الأدلة والبراهين دالة على وجود البطانة السيئة للشيخين الجليلين الشيخ ربيع والشيخ عبيد حفظهما الله ورعاهما وأني قد ذكرت جملة منها في مقالة "الأدلة والبراهين على سوء بطانة الشيخين".
فقلت له مجيبا: البطانة السيئة دلائلها قائمة في صحيح سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري، وفي كلام العلماء والأئمة بما فيهم الشيخ ربيع حفظه الله الذي قال: أن الشيخ الألباني له بطانة والشيخ ابن باز له بطانة والشيخ العثيمين له بطانة والشيخ مقبل له بطانة وقال عن الشيخ عبد المحسن العباد له بطانة مجرمة.
ثم سألته أليس الشيخ عبد المحسن حفظه الله ينكر أن تكون له بطانة تؤثر فيه؟ قال: نعم. قلت: فلماذا لا تأخذون بقوله وتنكرون وجودها لمجرد نفيه لوجودها؟ وبهذا السؤال توصلت معه إلى أن قرّرته بأن العبرة بالأدلة والبراهين لا بانتفاء الشيخ المعين، وأن الأدلة والبراهين دالة على وجود البطانة السيئة للشيخين الجليلين الشيخ ربيع والشيخ عبيد حفظهما الله ورعاهما وأني قد ذكرت جملة منها في مقالة "الأدلة والبراهين على سوء بطانة الشيخين".
المسألة الثانية:
مما قاله لي أحدهم أن الشيخ ربيعا حفظه الله قال أنه قد اطلع على كل الأدلة فقلت له: إذا كان الشيخ قد اطلع على كل الأدلة فهذا فيه تهمة له، وطعن فيه؛ لأنه حفظه الله أيّد بيان براءة الذمة الذي اجتمع فيه القوم على الكذب الصريح على الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله، وقَوَّلوه ما لم يقله، فهل تظن أن الشيخ اطلع على الصوتية وعلم كذبهم وأيّدهم عليه؟ هذا ما لا نعتقده فيه، ولا نظن الشيخ يقع في مثله؛ وإنما الشيخ قُرئ عليه البيان وهو أيده وأثنى عليه ثقة بالذين من حوله ممن أوصله له وقرأه عليه، واعتقادا منه أن ما ذكر في البيان صحيح لا غبار على صحته، وهو حفظه الله لم يتتبع أدلتهم دليلا دليلا ليتأكد بنفسه، وإلا لكان اطلع على كذبهم على الشيخ محمد بن هادي حفظه الله وحينئذ لم يكن ليؤيدهم، ولا ليثني على بيانهم. وقلت له: فكلامنا هو الدفاع حقيقة عن الشيخ ربيع حفظه الله لأننا نبين جلية الأمر ونتهم الصعافقة المحيطين به ولا نتهم الشيخ نفسه حفظه الله ونعتذر له ونقول: أنه لا لوم ولا تبعة عليه، إنما التبعة على الصعافقة المحيطين به الذين يبلغونه الحقائق على خلاف وجهها.
والخلاصة: أن الشيخ حفظه الله أيّد البيان ولم يتتبع ما بني عليه من الصوتية التي كانت بين الشيخ العلامة محمد بن هادي والشيخ الوالد أزهر سنيقرة حفظهما الله ونحوها؛ ثقة منه فيمن بلغه من الصعافقة المحيطين به، وإحسانا للظن بهم، فهو يأخذ كلامهم على أنه حق، ولا يراجع ما يقولونه بعدهم لأنه لا يشك فيهم، وبيان براءة الذمة من أقوى الأدلة على ذلك.
فإذا قال قائلهم وقد قال لي ذلك أحدهم أنهم لم يكذبوا عليه. فأقول الآن: لماذا إذن تراجعوا في حاشية البيان الثاني عن ذلك لما افتضح أمرهم؟ مع أن ذلك التراجع لا ينفعهم ولا يقبل منهم لأن التراجع الحقيقي أن يتحللوا من الشيخ حفظه الله ويطلعوا العلامة ربيعا حفظه الله على حقيقة الأمر حتى يُعدِّل موقفه بناء على تجلي الحقيقة له، ولكنهم لم يفعلوا ذلك وأعتقد أنهم لن يفعلوه لأن ذلك يفضحهم ويطلع الشيخ ربيعا على طويتهم فينقلب الأمر عليهم والله المستعان.
وأقول الآن: ومن الأدلة على أن الشيخ ربيعا حفظه الله لا يراجع الأدلة بنفسه فلا يسمعها بأذنيه إن كانت مسموعة، ولا يطالعها بعينيه إن كانت مقروءة: مسألة المجالس السرية التي أنكر الشيخ وجودها، وهي ثابتة على الصعفوق عبد الواحد بصوته، ولذلك طلب الشيخ حسن بن عبد الوهاب البنا رحمه الله من الشيخ ربيع حفظه الله أن يراجع تقريرات عبد الواحد بنفسه.
والخلاصة: أن الشيخ حفظه الله أيّد البيان ولم يتتبع ما بني عليه من الصوتية التي كانت بين الشيخ العلامة محمد بن هادي والشيخ الوالد أزهر سنيقرة حفظهما الله ونحوها؛ ثقة منه فيمن بلغه من الصعافقة المحيطين به، وإحسانا للظن بهم، فهو يأخذ كلامهم على أنه حق، ولا يراجع ما يقولونه بعدهم لأنه لا يشك فيهم، وبيان براءة الذمة من أقوى الأدلة على ذلك.
فإذا قال قائلهم وقد قال لي ذلك أحدهم أنهم لم يكذبوا عليه. فأقول الآن: لماذا إذن تراجعوا في حاشية البيان الثاني عن ذلك لما افتضح أمرهم؟ مع أن ذلك التراجع لا ينفعهم ولا يقبل منهم لأن التراجع الحقيقي أن يتحللوا من الشيخ حفظه الله ويطلعوا العلامة ربيعا حفظه الله على حقيقة الأمر حتى يُعدِّل موقفه بناء على تجلي الحقيقة له، ولكنهم لم يفعلوا ذلك وأعتقد أنهم لن يفعلوه لأن ذلك يفضحهم ويطلع الشيخ ربيعا على طويتهم فينقلب الأمر عليهم والله المستعان.
وأقول الآن: ومن الأدلة على أن الشيخ ربيعا حفظه الله لا يراجع الأدلة بنفسه فلا يسمعها بأذنيه إن كانت مسموعة، ولا يطالعها بعينيه إن كانت مقروءة: مسألة المجالس السرية التي أنكر الشيخ وجودها، وهي ثابتة على الصعفوق عبد الواحد بصوته، ولذلك طلب الشيخ حسن بن عبد الوهاب البنا رحمه الله من الشيخ ربيع حفظه الله أن يراجع تقريرات عبد الواحد بنفسه.
المسألة الثالثة:
ثم أثاروا مسألة الشيخ محمد بن هادي حفظه الله وأنه قال: لا تجالسوهم فإنهم لا يرجعون، فكيف يقول: لا يرجعون؟. فأجبتهم: بأن الشيخ حفظه الله بيّن قصده من كلامه، ودافعه الذي دفعه لحكمه، وهو قوله: معروف. أي معروف منهم ومن أمثالهم هذا الأمر.
والآن أقول:
- المكالمة واضحة في أن الشيخ حفظه نصح بعدم مجالستهم إلا بما يحقق رجوعهم، ويلزمهم بالتراجع عن باطلهم، ومن ذلك الشروط التي تشترط قبل المجلس عليهم. هذا الوجه الأول.
والثاني: أن عدم رجوعهم معروف عنهم؛ لأن المشايخ حاولوا معهم ولم تُجد نفعا محاولاتهم؛ كما أخبروا بذلك عنهم وبإقرار عبد الخالق ماضي أنهم ناصحوهم؛ كما في صوتية وهران التي فضحته وفضحت جماعته حيث قال:" هذه رسالة سأقرؤها لكم الرسالة التي وجهناها للشيخ فركوس إبراء للذمة حتى نجتمع وندرس القضايا، حتى أقول لكم يا شباب: الأسباب الذي فجرت الأمور، كانت أشياء عالقة بيننا، كانت أشياء الجماعة أحبوا أن يلزموننا بها"، إذن فكانت هناك مناصحات في أشياء يقول: إنها كانت عالقة، وأن المشايخ أرادوا -في نظرهم وتصورهم- أن يلزموهم بها.
الثالث: أن الشيخ أصاب فيما ظنه فيهم، فقد مضى زمن طويل على فتنتهم ومع ذلك لم يرجعوا عن باطلهم مع أن الشيخ ربيعا -حفظه الله- أثبت الأخطاء منهم ولم يتراجعوا عنها؛ وهم يتظاهرون، ويزعمون الأخذ بقوله، والرجوع إليه، فما بالهم لم يرجعوا عمّا أثبته الشيخ ربيع -حفظه الله عليهم-
فنطق أحدهم قائلا: إن الكلام ذكره الشيخ أزهر حفظه الله -وهو لم يشيخه، ولم يدعو له، وإنما التشييخ والدعاء من عندي- وقال: لا يرجعون فلعلهم نقلوا عن صوتية الشيخ لزهر التي أخبر فيها بذلك عنه، لا عن صوتيته مع الشيخ محمد بن هادي -حفظه الله- فقلت له: قولك هذا مردود عليك؛ لأنهم في البيان قالوا سمعناه بآذاننا في صوتيته مع أزهر يقول له. فلو كان كلامك صحيحا لقالوا: سمعنا لزهر ينقل عنه، فكلامك مردود عليك.
وهذا المتدخل لم يستمر بعد هذه المداخلة إلا قليلا ثم انصرف وبقي ثلاثة منهم فقط.
المسألة الرابعة:
ثم أثاروا مسألة التأكل بالدعوة وأن الشيخ فركوس -حفظه الله- قال: أن عبد الخالق أخذ أربعمئة مليون من بلاط، وأن عبد الخالق أقسم أنه لم يأخذ لا أربعمئة ولا أربعين ولا شيء. فقلت له: لقد تراجع الناقل عن نقله. فقال لي: إذا هو كذاب. قلت: لنقل إنه كذاب وليس عنده تأويل أو نحوه. فهل نقلت أنت كلامك هذا لتنتقد الشيخ فركوس حفظه الله أم الأخ يونس عفا الله عنه؟. فقال: المهم أن يونس بن لحجر كذاب، فقلت: ولكنك لماذا نقلت الكلام؟ للإنكار على الشيخ فركوس أم على يونس؟ فقال: على الشيخ فركوس. فقلت: إذن فقد زالت حجتك.
ثم استرسلت قائلا: أما مسألة التأكل بالدعوة فقد ذكرتُ أدلتها وهي كثيرة فيما يتعلق بعبد الخالق ماضي، ومنها ما كان يدفعه له أحد الإخوة من الراتب الشهري، وكذلك ما كان يعطيه من مال لأجل تذكرة الطائرة شهريا ولو أتى بسيارته، فاعترض قائلا: لم تذكر اسم هذا الرجل. فقلت له: لا يهم ذكر الأسماء هنا. قال: بل يهم. قلت: وما ينفعك ذكر اسمه وأنت لا تعرفه؟ قال: بل هو مهم. فقلت له حينها: اسمه (ع م) وسميته لهم، وقلت له: احفظ الاسم، واسأل عنه عبد الخالق ،وكررته عليه مرارا ليحفظه.
وقلت: إنني ذكرت في الرد أن من شاء أن يلقى هؤلاء الشهود؛ سعينا في عقد لقاء له معهم؛ ومع ذلك فليست عمدتنا على الشهود فقط؛ لأننا نعرف أن الشهود يطعن الصعافقةُ فيهم كلما احتججنا عليهم بهم، ولذلك فعمدتنا على غير ذلك كما ذكرت في المقالة من كلام عبد الخالق نفسه ومن أفعاله:
أما كلامه: فذكرت له مسألة غالية وأنه اعتذر له بعد أن ذكر طلبه لقطعة الأرض من الغني، وهو من التأكل بالدعوة قطعا، فأنكر أن يكون عبد الخالق أخبر، وقال إنما قال: لنفرض. فقلت له: لم يقل هذه الكلمة، وإنما قرر أنه سأل الغني، ثم اعتذر له باعتذارات باردة. فقال: بل قال لنفرض. فقلت له: لعلك لم تسمع الصوتية. فقال: بل سمعتها. والحقيقة أنه لم يسمعها وإنما يردد ما قاله غالية يومها حينما ذكرت كلام عبد الخالق الذي أقر فيه بقصته وأخذ يعتذر له. وإليكم التفريغ من الصوتية نفسها التي تدل أنه لم يقل لنفرض؛ كما يزعمون:
تتكلم أنت على مصطفى قالية أو الإخوة طلبة العلم هاجروا في سبيل الله لتعليم الناس، ومنهم من يقول إنه ذهب إلى رجل غني، وقال له: اشتر لي قطعة أرض أنا خائف () قالها المسكين في وضعية ليس عنده سكن، حتى حينما يذهب إلى العاصمة ليس له مسكن والله يبيت عند الإخوة، وزوجته يسكن أهلها في القصبة في غرفة لا يذهب إليهم ينتظرونه عامين حتى يذهب إليهم يأخذها عند أمها وهو يطوف على الإخوة يبحث أين يبيت، أين هو المشكل خسارة فيه يعني، الفجار يشترون لهم الذين يلعبون الكرة، والفنانين من مغنيّين وكذا؛ واحد مؤمن ومجاهد في سبيل الله يبذل العلم خسارة فيه يعني"[1].
البداية من الدقيقة 28 و28 ثانية إلى الدقيقة 29 و20 ثانية.
تنبيه: قال لي الذي كان يلي الكلام عنهم: إن الشيخ أزهر ذكر أن الشاهد في قضية "غالية" قد نكل عن الشهادة، فقلت له: إن الشّهود لا زالوا موجودين وهم للمباهلة مستعدون، وأنا كنت أقصد الذين سمعوا من الشاهد كلامه وهم مجموعة من الإخوة شهدوا بذلك عليه وإلى الآن هم في أتم الاستعداد لمباهلته ومع ذلك أنا ما كنت بصدد إثباتها على "غالية" وإنما نقلت تقرير عبد الخالق للواقعة، واعتذاره لصاحبه بالاعتذارات الباردة، والتي تدل على استساغته أمر التأكّل بالدّعوة، وأننا نحتجّ عليه من كلامه وفعله وليس بكلام الشّهود فيه، إذن فسواء ثبتت قصة غالية عندكم أم لم تثبت فالحجّة قائمة على شيخكم ماضي بتبريراته للواقعة، واستساغته للفعلة، والله المستعان.
- وأما فعله فذكرت له سرقة عبد الخالق ماضي للكتاب الذي نسبه إلى نفسه وباعه وأكل ثمنه، وإن كان لبّس على أتباعه بادعائه أنه لم يأخذ إلا ما لا يتعدى ثلاثين نسخة منه لما طبع فرد عليه الأخ أبو عائشة محمد عواد -جزاه الله خيرا- مبيّنا أن كتابة دار الفضيلة في أوّل صفحاته حقوق الطبع محفوظة لدار الفضيلة تدل كما هو معروف على أن المؤلّف باع حقوقه للدار وأكل ثمنه.
وهنا أثاروا مسألة السرقة العلمية للشيخ فركوس حفظه الله:
ثم استرسلت قائلا: أما مسألة التأكل بالدعوة فقد ذكرتُ أدلتها وهي كثيرة فيما يتعلق بعبد الخالق ماضي، ومنها ما كان يدفعه له أحد الإخوة من الراتب الشهري، وكذلك ما كان يعطيه من مال لأجل تذكرة الطائرة شهريا ولو أتى بسيارته، فاعترض قائلا: لم تذكر اسم هذا الرجل. فقلت له: لا يهم ذكر الأسماء هنا. قال: بل يهم. قلت: وما ينفعك ذكر اسمه وأنت لا تعرفه؟ قال: بل هو مهم. فقلت له حينها: اسمه (ع م) وسميته لهم، وقلت له: احفظ الاسم، واسأل عنه عبد الخالق ،وكررته عليه مرارا ليحفظه.
وقلت: إنني ذكرت في الرد أن من شاء أن يلقى هؤلاء الشهود؛ سعينا في عقد لقاء له معهم؛ ومع ذلك فليست عمدتنا على الشهود فقط؛ لأننا نعرف أن الشهود يطعن الصعافقةُ فيهم كلما احتججنا عليهم بهم، ولذلك فعمدتنا على غير ذلك كما ذكرت في المقالة من كلام عبد الخالق نفسه ومن أفعاله:
أما كلامه: فذكرت له مسألة غالية وأنه اعتذر له بعد أن ذكر طلبه لقطعة الأرض من الغني، وهو من التأكل بالدعوة قطعا، فأنكر أن يكون عبد الخالق أخبر، وقال إنما قال: لنفرض. فقلت له: لم يقل هذه الكلمة، وإنما قرر أنه سأل الغني، ثم اعتذر له باعتذارات باردة. فقال: بل قال لنفرض. فقلت له: لعلك لم تسمع الصوتية. فقال: بل سمعتها. والحقيقة أنه لم يسمعها وإنما يردد ما قاله غالية يومها حينما ذكرت كلام عبد الخالق الذي أقر فيه بقصته وأخذ يعتذر له. وإليكم التفريغ من الصوتية نفسها التي تدل أنه لم يقل لنفرض؛ كما يزعمون:
تتكلم أنت على مصطفى قالية أو الإخوة طلبة العلم هاجروا في سبيل الله لتعليم الناس، ومنهم من يقول إنه ذهب إلى رجل غني، وقال له: اشتر لي قطعة أرض أنا خائف () قالها المسكين في وضعية ليس عنده سكن، حتى حينما يذهب إلى العاصمة ليس له مسكن والله يبيت عند الإخوة، وزوجته يسكن أهلها في القصبة في غرفة لا يذهب إليهم ينتظرونه عامين حتى يذهب إليهم يأخذها عند أمها وهو يطوف على الإخوة يبحث أين يبيت، أين هو المشكل خسارة فيه يعني، الفجار يشترون لهم الذين يلعبون الكرة، والفنانين من مغنيّين وكذا؛ واحد مؤمن ومجاهد في سبيل الله يبذل العلم خسارة فيه يعني"[1].
البداية من الدقيقة 28 و28 ثانية إلى الدقيقة 29 و20 ثانية.
تنبيه: قال لي الذي كان يلي الكلام عنهم: إن الشيخ أزهر ذكر أن الشاهد في قضية "غالية" قد نكل عن الشهادة، فقلت له: إن الشّهود لا زالوا موجودين وهم للمباهلة مستعدون، وأنا كنت أقصد الذين سمعوا من الشاهد كلامه وهم مجموعة من الإخوة شهدوا بذلك عليه وإلى الآن هم في أتم الاستعداد لمباهلته ومع ذلك أنا ما كنت بصدد إثباتها على "غالية" وإنما نقلت تقرير عبد الخالق للواقعة، واعتذاره لصاحبه بالاعتذارات الباردة، والتي تدل على استساغته أمر التأكّل بالدّعوة، وأننا نحتجّ عليه من كلامه وفعله وليس بكلام الشّهود فيه، إذن فسواء ثبتت قصة غالية عندكم أم لم تثبت فالحجّة قائمة على شيخكم ماضي بتبريراته للواقعة، واستساغته للفعلة، والله المستعان.
- وأما فعله فذكرت له سرقة عبد الخالق ماضي للكتاب الذي نسبه إلى نفسه وباعه وأكل ثمنه، وإن كان لبّس على أتباعه بادعائه أنه لم يأخذ إلا ما لا يتعدى ثلاثين نسخة منه لما طبع فرد عليه الأخ أبو عائشة محمد عواد -جزاه الله خيرا- مبيّنا أن كتابة دار الفضيلة في أوّل صفحاته حقوق الطبع محفوظة لدار الفضيلة تدل كما هو معروف على أن المؤلّف باع حقوقه للدار وأكل ثمنه.
وهنا أثاروا مسألة السرقة العلمية للشيخ فركوس حفظه الله:
المسألة الخامسة:
أثار من كان يلي الكلام عنهم مسألة السرقة العلمية للعلامة محمد علي فركوس حفظه الله تعالى ورعاه قائلا: إن كان عبد الخالق ماضي سرق، فالشيخ فركوس أيضا سرق، وهو ثابت عليه كما بين أحدهم –وسماه لا أذكر اسمه- فقلت له مجيبا:
أولا: أنا لم أطلع على هذه المسألة حتى أجيبك عليها بالتفصيل.
ثانيا: أولى من يجيبك عليها العلامة محمد علي فركوس -حفظه الله- فهو أعلم بها وأقدر على بيانها كما نصحتكم من البداية (لأن طالب الحق الباحث عنه يذهب إلى من يقدر على تجليته له).
ثالثا: أنّ أخذ جملة أو كلمة ليس كأخذ كتاب كامل بعنوانه وفصوله وفهرسه فقال هنا: لا! السرقة سرقة سواء كانت كتابا أو جملة. فقلت له: نعم، ثم استرسلت في بيان ما يدل على عدم التساوي بين الصورتين.
رابعا: أن التشابه في الكلام لا يعني بالضرورة أن الكاتب سرقه؛ لأنه قد يكون حافظا للكلام، وهو من رصيده العلمي الذي حصله طوال حياته، فعند الكتابة قد يقوله وهو غير مستحضر أنه مما حفظه من غيره ولذلك لا يحيل عليه، وضربت له المثال بالمتنبي الذي اتهمه الكثيرون بالسرقات، وهو ما يعرف بمسألة سرقات المتنبي والخصومة فيه، وأن منهم من أجاب: أن هذا لا يعني أنه سرق لأنه راوية شعر فهو لكثرة حفظه قد يقول ما يشابه به غيره مما قد قيل قبله ولم يقصد أخذه وانتحاله وإنما وافقه للرصيد الموجود عنده. فأقر بصحة هذا الوجه الذي أوردته عليه وقرره. (وسيأتي ما يزيده وضوحا ويؤكده في النقطة الثانية من النقاط التالية).
خامسا: قلت له: هل قرأت للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله. فقال: نعم. فقلت: ألم تر كثرة الإحالات في كتبه وتنوعها بل لعله لا تخلو صفحة من صفحات كتبه من إحالة... فقال مقاطعا: نعم ولكن عبد الخالق ماضي أيضا أحال مئة وسبعة وستين مرة في كتابه (يقصد المسروق).
فقلت له: الشيخ حفظه الله يحيل وبكثرة بل أحيانا يحيل على أكثر من كتاب في الموضع الواحد فيحيل على أربعة كتب أو ستة كتب أو أكثر. وهذا يدل على أنه لا ينتهج منهج السرقة العلمية أما بالنسبة لإحالات عبد الخالق ماضي.. فقال لي مقاطعا: نحن لا نتكلم على عبد الخالق ماضي. فقلت له: نعم، ولكنك أثرت مسألة الإحالة في كتابه وهذه لابد من الجواب عليها ثم سألته: أجيب أم لا؟ فقال: بل تجيب.
فقلت: إحالته هذه التي تذكرها هي بدورها مسروقة كمثل سائر الكتاب وإن كان يغير فيها بزيادة أو نحوه ليتظاهر أنه هو صاحبها فشتان بين الإحالتين. ( وانظر إلى حقيقة هذا الذي قلته لهم في النقطة الخامسة من النقاط التالية).
والآن أقول:
ثم مما يدل على الفوارق العظيمة بين العلامة محمد علي فركوس حفظه الله ورعاه وبين عبد الخالق ماضي هداه الله في هذه المسألة النقاط الآتية:
1- الأولى: أن عبد الخالق ماضي -هداه الله- ديدنه السرقات العلمية؛ في دروسه، وخطبه، وكتاباته، ونتاج بنانه، وهذا مشهور عنه، ومعلوم من فعله: فكم هي الخطب المنبرية التي سرقها، وكم هي الدروس العلمية التي انتحلها، بل من الأمور التي يعلمها عنه المشايخ خاصة بما فيهم أصحاب المجلة، واسألوهم -إن كانوا يصدقون، وبالحق ينطقون- عن المقالات التي كان يبعثها لتنشر في المجلة، واكتشفوا أنه سرقها وانتحلها، وكيف كان موقفه لما ردوها عليه ولم يقبلوها منه؟ بينما الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله- له من الكتب والمقالات العلمية الشيء الكثير، وهي من بنات أفكاره، ومن رقم يده، وأسلوبه فيها متحد، وطريقه فيها على نسق واحد.
2- الثانية: أن الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله- من جالسه، وسمع منه، وتبصر في علمه والتفصيل الذي يقوله عند إجابة سائليه؛ لَيدرك تمام الإدراك تمكنه من العلم، وتبحره فيه، وضبطه لما يتكلّم به، ويخوض في مسائله؛ كما يلاحظ استحضاره لأقوال العلماء في أصول الفقه، وفروعه، حتى إن السامع له ليظن أنه يقرأ الجواب أو يطالع من كتاب، فهل يُسوّى بين مَن هذا حاله؛ وبين من علمه مسروق جلُّه، وهو لا يستطيع أن يرتجل كلمة يلقيها كما يشهد بذلك على نفسه؟.
ومما يدلّ على هذه الحال التي ذكرتها عن الشيخ فركوس -حفظه الله- ما شهد به الشيخ ناصر زكري -حفظه الله- لما زاره في مكتبته العامرة بالعلم، والدعوة، والنصح، والإرشاد، والخير الذي يُنقل عنه في كل ناد:
قال محمد الحكمي: سعدت كثيرا باستضافة الشيخ الفاضل ناصر زكري لي بمزرعته، وقد كان لقاء ممتعا؛ بحضور أخي الأكبر الشيخ الفاضل عيسى الكاملي، وقد قص الشيخ ناصر رحلته إلى بلدان المغرب العربي بالتفصيل، وقد ذكر كلاما يثلج الصدر عن حال إخواننا من المشائخ وطلبة العلم، وممّا ذكر الشيخ ناصر زكري؛ أنه لا يحضر دروس العلامة فركوس إلا من كان مخلصا في طلب العلم.
فقلت له: كيف ذلك يا شيخ ناصر؟
فقال لي: يا دكتور محمد تخيل هذا الموقف:
مكتبة العلامة فركوس صغيرة جدا، وكل الطلاب ينتظرون مجيء الشيخ بعد صلاة الفجر قرابة نصف ساعة وهم وقوف، والأعداد خارج المكتبة قرابة 500 أو أكثر، فإذا جاء الشيخ يجيب على الأسئلة قرابة ساعة ونصف تقريبا وهم على حالهم وقوف.
يا دكتور محمد، أعجبت كثيرا بتلك الأعداد من طلاب العلم المخلصين -أحسبهم كذلك والله حسيبهم- وما زاد إعجابي أكثر سعة علم الشيخ فركوس؛ فهو في علم الحديث محدث، وفي الفقه أصولي؛ فيجيب على المذاهب الأربعة ويبين الأقوال الراجحة بالدليل، وهذا ما جعلني أقول: إن العلامة فركوس لو كان في السعودية لكان كبار أعضاء هيئة كبار العلماء.
وأختم لكم بهذه المقولة من الشيخ ناصر جزاه الله خيرا؛ فقد قال لي: منذ أن عرفت نفسي وبدأت في طلب العلم، ما رأيت عالما يحضر له أعداد هائلة من طلاب العلم ويلتف حوله كما رأيت حول العلامة فركوس حفظه الله" اهـ.
هذه شهادة شيخ من خارج بلاد الجزائر، رأى مجلس الشيخ وسمع منه فأُعجب به، واعترف بقدره، وهذا الذي شهد به الشيخ ناصر زكري -حفظه الله- هو الذي يشهد به كل منصف لقي الشيخ فركوس، وسمع كلامه من طلاب العلم وغيرهم، بل ولو أنصف القوم لشهدوا به ولم ينكروه ويكفينا منهم أنهم لما أسسوا المجلة لم يختاروا غيره ليكون مفتيا للناس على صفحاتها، بل مما هو معروف لكل طالب علم؛ أن الكثير منهم كان يجيب بأجوبته ويتبنى اختياراته ولا يحيل عليه عند الإجابة بها أو عند ذكره في دروسه لها، وقد مثلت على ذلك في بعض المقالات.
3- الثالثة: أن عدم الإحالة إذا لم تكن ديدن المرء وأسلوبه الذي يسير عليه ويتبناه في كل كتاباته؛ قد يكون لفاعلها واللاجئ إليها أسباب منطقية لا تخالف الشريعة الإسلامية؛ كمثل ما ذكر عن نقولات ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله- في شرحه على الطحاوية من كلام الإمامين: ابن القيم وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهما الله- فقد أكثر من النقل عنهما، ولم يحل عليهما، فبُرر ذلك بأنه كان في زمن غلب عليه أهل الأهواء، ممن يناصبون أهل السنة العداء فخشي على نفسه من تسلطهم إن هو ذكر أسماء من ينقل عنهم فأخفى الأسماء؛ خوفا على نفسه وطلبا لسلامته، ولأجل هذا كنت أحلت هؤلاء على الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله- حتى يسمعون أعذاره، ويطلعون على أسبابه ومبرراته.
فهنا أمران:
الأمر الأول: أنه فرق بين من ديدنه الأخذ وعدم الإحالة؛ ومن تقع له المرة فالمرة، ولذلك كما ذكر الأخ محمد عواد -جزاه الله خيرا- في المقالات التي سيأتي ذكرها والإشارة إليها في النقاط التالية، أن أهل السنة لم يؤاخذوا كل من وقع مثل هذا منه؛ كعز الدين رمضاني، والعيسي، والحاج مسعود؛ لأنه فيما اطلعوا عليه لم يقع كثيرا منهم ولم يكن ديدنا لهم، بعكس من أنكروا عليه، وفضحوا أمره؛ من أمثال الدكتور! ماضي السارق لكتاب بأكمله، وغيرها من السرقات المعلومة عنه، والله أعلم.
الأمر الثاني: أنه قد يكون لمن لا يقع منه ذلك كثيرا مبررات وأسباب، تجعله معذورا في شريعة الملك الوهاب؛ كمثل ما ذكر عن ابن أبي العز -رحمه الله-
4 الرابعة: وإذا أردت أن تزداد علما بهذه المسألة، ودراية بجواب هذه الشبهة، ومعرفة بمسألة السرقات العلمية، وكذلك إحالات عبد الخالق في كتابه المسروق فارجع إلى مقالة أخينا أبي عائشة محمد عواد -حفظه الله- "تهريج فزاعة الحقول (دحض تخرصات الهابط في قضية "الوضع في الحديث"، هذا زيادة على حلقاته المعنونة بـ: "فتح الخالق في كشف سرقات عبد الخالق"، وكذلك مقالته "الشهب الحارقة في من اتهم الأزهر الأغر بالسرقة" فرق بين البق والقبق". وهاك بعض ما جاء في بعضها:
5- الخامسة: ومما قاله الأخ محمد عواد -جزاه الله خيرا- في مقالة "فتح الخالق" الحلقة الثالثة في الحاشية رقم 2: ومن حذاقته -أصلحه الله- في نقله وسرقته للمصادر، قام بعزو الفوائد لمظانها، موهما للقارئ أنها من كده وجهده، وجعل لكل فقرة وفائدة مصدرا، بل حتى أن صاحب الرسالة الأصلية عمر فلاتة كان يفوته عزوها أحيانا!
ومن حذاقته -أيضا- عزوه لنقولاته إلى كتب شتى!، والصحيح أنه ينقل من كتاب واحد وهو "الوضع في الحديث"، معتمدا على مصادر عمر فلاته في كتابه، ثم ينقلها معزوة في رسالته بطريقة خبيثة، وهي تغيره لطبعة الكتاب، حتى تتغير الصفحة فلا يكشف أمره -حينئذ- ولا يفتضح، وقد نبه الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- على من اعتمد على مصادر الغير في بعض كتبه، متهما فاعلها بالسرقة والانتحال!، قال في مقدمته على الجزء الرابع من الصحيحة:".. وبعضهم يخرج الأحاديث بطريقة يوهم القراء أنه بقلمه، وهو لغيره، حرصا منه على الشهرة وأن يقال فيه محدث! وهؤلاء فيهم كثرة وأساليبهم مختلفة"، وقال أيضا (المصدر السابق):"... وإذا رأيت لأحدهم تحقيقا ونفسا طويلا في ذلك (يريد تصحيح الاحاديث وتضعيفها) فهو على الغالب مسروق منتحل! والمنصفون منهم يعزون التحقيق لصاحبه، وقليل ما هم".
وعلى كل أنصح بالرجوع إلى المقالات المشار إليها آنفا في النقطة الثالثة فهي مهمة لمن أراد الزيادة والاستفادة.
6- السادسة: ومما يؤكد ما ذكرته لهم من التفريق بين من يؤخذ جملة ومن يسرق كتابا ما نقله الأخ محمد عواد -جزاه الله خيرا- في مقالته "تهريج فزاعة الحقول":" بل قد أفتى بحرمة هذه الفعال الشنيعة الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- فقال:" إن سرقة التصانيف محرمة لا تجوز! قال -رحمه الله-:" لا يجوز للمسلم أن يأخذ العلم من كتاب ولا ينسبه إليه هذا ولو كان بحثا أو تحقيقا فكيف بنا إذا كان كتابا يأخذه برمته ثم ينسبه لنفسه". يقول الأخ محمد عواد معلقا:" فكما ترى قد جعل الشيخ المحدث سرقة المصنفات أشد حرمة من سرقة البحوث والتحقيقات".
أولا: أنا لم أطلع على هذه المسألة حتى أجيبك عليها بالتفصيل.
ثانيا: أولى من يجيبك عليها العلامة محمد علي فركوس -حفظه الله- فهو أعلم بها وأقدر على بيانها كما نصحتكم من البداية (لأن طالب الحق الباحث عنه يذهب إلى من يقدر على تجليته له).
ثالثا: أنّ أخذ جملة أو كلمة ليس كأخذ كتاب كامل بعنوانه وفصوله وفهرسه فقال هنا: لا! السرقة سرقة سواء كانت كتابا أو جملة. فقلت له: نعم، ثم استرسلت في بيان ما يدل على عدم التساوي بين الصورتين.
رابعا: أن التشابه في الكلام لا يعني بالضرورة أن الكاتب سرقه؛ لأنه قد يكون حافظا للكلام، وهو من رصيده العلمي الذي حصله طوال حياته، فعند الكتابة قد يقوله وهو غير مستحضر أنه مما حفظه من غيره ولذلك لا يحيل عليه، وضربت له المثال بالمتنبي الذي اتهمه الكثيرون بالسرقات، وهو ما يعرف بمسألة سرقات المتنبي والخصومة فيه، وأن منهم من أجاب: أن هذا لا يعني أنه سرق لأنه راوية شعر فهو لكثرة حفظه قد يقول ما يشابه به غيره مما قد قيل قبله ولم يقصد أخذه وانتحاله وإنما وافقه للرصيد الموجود عنده. فأقر بصحة هذا الوجه الذي أوردته عليه وقرره. (وسيأتي ما يزيده وضوحا ويؤكده في النقطة الثانية من النقاط التالية).
خامسا: قلت له: هل قرأت للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله. فقال: نعم. فقلت: ألم تر كثرة الإحالات في كتبه وتنوعها بل لعله لا تخلو صفحة من صفحات كتبه من إحالة... فقال مقاطعا: نعم ولكن عبد الخالق ماضي أيضا أحال مئة وسبعة وستين مرة في كتابه (يقصد المسروق).
فقلت له: الشيخ حفظه الله يحيل وبكثرة بل أحيانا يحيل على أكثر من كتاب في الموضع الواحد فيحيل على أربعة كتب أو ستة كتب أو أكثر. وهذا يدل على أنه لا ينتهج منهج السرقة العلمية أما بالنسبة لإحالات عبد الخالق ماضي.. فقال لي مقاطعا: نحن لا نتكلم على عبد الخالق ماضي. فقلت له: نعم، ولكنك أثرت مسألة الإحالة في كتابه وهذه لابد من الجواب عليها ثم سألته: أجيب أم لا؟ فقال: بل تجيب.
فقلت: إحالته هذه التي تذكرها هي بدورها مسروقة كمثل سائر الكتاب وإن كان يغير فيها بزيادة أو نحوه ليتظاهر أنه هو صاحبها فشتان بين الإحالتين. ( وانظر إلى حقيقة هذا الذي قلته لهم في النقطة الخامسة من النقاط التالية).
والآن أقول:
ثم مما يدل على الفوارق العظيمة بين العلامة محمد علي فركوس حفظه الله ورعاه وبين عبد الخالق ماضي هداه الله في هذه المسألة النقاط الآتية:
1- الأولى: أن عبد الخالق ماضي -هداه الله- ديدنه السرقات العلمية؛ في دروسه، وخطبه، وكتاباته، ونتاج بنانه، وهذا مشهور عنه، ومعلوم من فعله: فكم هي الخطب المنبرية التي سرقها، وكم هي الدروس العلمية التي انتحلها، بل من الأمور التي يعلمها عنه المشايخ خاصة بما فيهم أصحاب المجلة، واسألوهم -إن كانوا يصدقون، وبالحق ينطقون- عن المقالات التي كان يبعثها لتنشر في المجلة، واكتشفوا أنه سرقها وانتحلها، وكيف كان موقفه لما ردوها عليه ولم يقبلوها منه؟ بينما الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله- له من الكتب والمقالات العلمية الشيء الكثير، وهي من بنات أفكاره، ومن رقم يده، وأسلوبه فيها متحد، وطريقه فيها على نسق واحد.
2- الثانية: أن الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله- من جالسه، وسمع منه، وتبصر في علمه والتفصيل الذي يقوله عند إجابة سائليه؛ لَيدرك تمام الإدراك تمكنه من العلم، وتبحره فيه، وضبطه لما يتكلّم به، ويخوض في مسائله؛ كما يلاحظ استحضاره لأقوال العلماء في أصول الفقه، وفروعه، حتى إن السامع له ليظن أنه يقرأ الجواب أو يطالع من كتاب، فهل يُسوّى بين مَن هذا حاله؛ وبين من علمه مسروق جلُّه، وهو لا يستطيع أن يرتجل كلمة يلقيها كما يشهد بذلك على نفسه؟.
ومما يدلّ على هذه الحال التي ذكرتها عن الشيخ فركوس -حفظه الله- ما شهد به الشيخ ناصر زكري -حفظه الله- لما زاره في مكتبته العامرة بالعلم، والدعوة، والنصح، والإرشاد، والخير الذي يُنقل عنه في كل ناد:
قال محمد الحكمي: سعدت كثيرا باستضافة الشيخ الفاضل ناصر زكري لي بمزرعته، وقد كان لقاء ممتعا؛ بحضور أخي الأكبر الشيخ الفاضل عيسى الكاملي، وقد قص الشيخ ناصر رحلته إلى بلدان المغرب العربي بالتفصيل، وقد ذكر كلاما يثلج الصدر عن حال إخواننا من المشائخ وطلبة العلم، وممّا ذكر الشيخ ناصر زكري؛ أنه لا يحضر دروس العلامة فركوس إلا من كان مخلصا في طلب العلم.
فقلت له: كيف ذلك يا شيخ ناصر؟
فقال لي: يا دكتور محمد تخيل هذا الموقف:
مكتبة العلامة فركوس صغيرة جدا، وكل الطلاب ينتظرون مجيء الشيخ بعد صلاة الفجر قرابة نصف ساعة وهم وقوف، والأعداد خارج المكتبة قرابة 500 أو أكثر، فإذا جاء الشيخ يجيب على الأسئلة قرابة ساعة ونصف تقريبا وهم على حالهم وقوف.
يا دكتور محمد، أعجبت كثيرا بتلك الأعداد من طلاب العلم المخلصين -أحسبهم كذلك والله حسيبهم- وما زاد إعجابي أكثر سعة علم الشيخ فركوس؛ فهو في علم الحديث محدث، وفي الفقه أصولي؛ فيجيب على المذاهب الأربعة ويبين الأقوال الراجحة بالدليل، وهذا ما جعلني أقول: إن العلامة فركوس لو كان في السعودية لكان كبار أعضاء هيئة كبار العلماء.
وأختم لكم بهذه المقولة من الشيخ ناصر جزاه الله خيرا؛ فقد قال لي: منذ أن عرفت نفسي وبدأت في طلب العلم، ما رأيت عالما يحضر له أعداد هائلة من طلاب العلم ويلتف حوله كما رأيت حول العلامة فركوس حفظه الله" اهـ.
هذه شهادة شيخ من خارج بلاد الجزائر، رأى مجلس الشيخ وسمع منه فأُعجب به، واعترف بقدره، وهذا الذي شهد به الشيخ ناصر زكري -حفظه الله- هو الذي يشهد به كل منصف لقي الشيخ فركوس، وسمع كلامه من طلاب العلم وغيرهم، بل ولو أنصف القوم لشهدوا به ولم ينكروه ويكفينا منهم أنهم لما أسسوا المجلة لم يختاروا غيره ليكون مفتيا للناس على صفحاتها، بل مما هو معروف لكل طالب علم؛ أن الكثير منهم كان يجيب بأجوبته ويتبنى اختياراته ولا يحيل عليه عند الإجابة بها أو عند ذكره في دروسه لها، وقد مثلت على ذلك في بعض المقالات.
3- الثالثة: أن عدم الإحالة إذا لم تكن ديدن المرء وأسلوبه الذي يسير عليه ويتبناه في كل كتاباته؛ قد يكون لفاعلها واللاجئ إليها أسباب منطقية لا تخالف الشريعة الإسلامية؛ كمثل ما ذكر عن نقولات ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله- في شرحه على الطحاوية من كلام الإمامين: ابن القيم وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهما الله- فقد أكثر من النقل عنهما، ولم يحل عليهما، فبُرر ذلك بأنه كان في زمن غلب عليه أهل الأهواء، ممن يناصبون أهل السنة العداء فخشي على نفسه من تسلطهم إن هو ذكر أسماء من ينقل عنهم فأخفى الأسماء؛ خوفا على نفسه وطلبا لسلامته، ولأجل هذا كنت أحلت هؤلاء على الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله- حتى يسمعون أعذاره، ويطلعون على أسبابه ومبرراته.
فهنا أمران:
الأمر الأول: أنه فرق بين من ديدنه الأخذ وعدم الإحالة؛ ومن تقع له المرة فالمرة، ولذلك كما ذكر الأخ محمد عواد -جزاه الله خيرا- في المقالات التي سيأتي ذكرها والإشارة إليها في النقاط التالية، أن أهل السنة لم يؤاخذوا كل من وقع مثل هذا منه؛ كعز الدين رمضاني، والعيسي، والحاج مسعود؛ لأنه فيما اطلعوا عليه لم يقع كثيرا منهم ولم يكن ديدنا لهم، بعكس من أنكروا عليه، وفضحوا أمره؛ من أمثال الدكتور! ماضي السارق لكتاب بأكمله، وغيرها من السرقات المعلومة عنه، والله أعلم.
الأمر الثاني: أنه قد يكون لمن لا يقع منه ذلك كثيرا مبررات وأسباب، تجعله معذورا في شريعة الملك الوهاب؛ كمثل ما ذكر عن ابن أبي العز -رحمه الله-
4 الرابعة: وإذا أردت أن تزداد علما بهذه المسألة، ودراية بجواب هذه الشبهة، ومعرفة بمسألة السرقات العلمية، وكذلك إحالات عبد الخالق في كتابه المسروق فارجع إلى مقالة أخينا أبي عائشة محمد عواد -حفظه الله- "تهريج فزاعة الحقول (دحض تخرصات الهابط في قضية "الوضع في الحديث"، هذا زيادة على حلقاته المعنونة بـ: "فتح الخالق في كشف سرقات عبد الخالق"، وكذلك مقالته "الشهب الحارقة في من اتهم الأزهر الأغر بالسرقة" فرق بين البق والقبق". وهاك بعض ما جاء في بعضها:
5- الخامسة: ومما قاله الأخ محمد عواد -جزاه الله خيرا- في مقالة "فتح الخالق" الحلقة الثالثة في الحاشية رقم 2: ومن حذاقته -أصلحه الله- في نقله وسرقته للمصادر، قام بعزو الفوائد لمظانها، موهما للقارئ أنها من كده وجهده، وجعل لكل فقرة وفائدة مصدرا، بل حتى أن صاحب الرسالة الأصلية عمر فلاتة كان يفوته عزوها أحيانا!
ومن حذاقته -أيضا- عزوه لنقولاته إلى كتب شتى!، والصحيح أنه ينقل من كتاب واحد وهو "الوضع في الحديث"، معتمدا على مصادر عمر فلاته في كتابه، ثم ينقلها معزوة في رسالته بطريقة خبيثة، وهي تغيره لطبعة الكتاب، حتى تتغير الصفحة فلا يكشف أمره -حينئذ- ولا يفتضح، وقد نبه الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- على من اعتمد على مصادر الغير في بعض كتبه، متهما فاعلها بالسرقة والانتحال!، قال في مقدمته على الجزء الرابع من الصحيحة:".. وبعضهم يخرج الأحاديث بطريقة يوهم القراء أنه بقلمه، وهو لغيره، حرصا منه على الشهرة وأن يقال فيه محدث! وهؤلاء فيهم كثرة وأساليبهم مختلفة"، وقال أيضا (المصدر السابق):"... وإذا رأيت لأحدهم تحقيقا ونفسا طويلا في ذلك (يريد تصحيح الاحاديث وتضعيفها) فهو على الغالب مسروق منتحل! والمنصفون منهم يعزون التحقيق لصاحبه، وقليل ما هم".
وعلى كل أنصح بالرجوع إلى المقالات المشار إليها آنفا في النقطة الثالثة فهي مهمة لمن أراد الزيادة والاستفادة.
6- السادسة: ومما يؤكد ما ذكرته لهم من التفريق بين من يؤخذ جملة ومن يسرق كتابا ما نقله الأخ محمد عواد -جزاه الله خيرا- في مقالته "تهريج فزاعة الحقول":" بل قد أفتى بحرمة هذه الفعال الشنيعة الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- فقال:" إن سرقة التصانيف محرمة لا تجوز! قال -رحمه الله-:" لا يجوز للمسلم أن يأخذ العلم من كتاب ولا ينسبه إليه هذا ولو كان بحثا أو تحقيقا فكيف بنا إذا كان كتابا يأخذه برمته ثم ينسبه لنفسه". يقول الأخ محمد عواد معلقا:" فكما ترى قد جعل الشيخ المحدث سرقة المصنفات أشد حرمة من سرقة البحوث والتحقيقات".
المسألة السادسة:
- ثم مما تكلم به مقدمهم والذي كان يأخذ زمام الحوار بدلا عنهم أنه زعم أن الشيخ فركوس -حفظه الله- متناقض فقال: عنده -أي الشيخ فركوس- صوتية يصرح فيها بأنه وقف في وجه فالح وحده ولم يكن أحد معه، وصوتية أخرى يقول فيها: أنه في فتنة فالح اعتزل الفتنة ونحوه من الكلام فقلت له:
أولا: هذا يسأل عنه الشيخ فركوس -حفظه الله- فهو أعلم به وأقدر على بيانه (أي أردهم إلى الأصل الذي بدأتهم به ونصحتهم في أول المجلس بلزومه).
ثانيا: أما جوابي فأقول: هذا ليس فيه تناقض أبدا، لأنني قد أخبر عن اعتزالي للفتنة وفي الوقت نفسه أخبر أن لا أحد وقف معي حينما تعرضت لهجوم خصومي علي وهذا لا تناقض فيه.
تنبيه: أقول: أن هذا كله بناء على أن الصوتيتين موجودتان كما أخبر بهما المتحدث وإلا فأنا لم أطلع عليهما ولم أسمعهما.
أولا: هذا يسأل عنه الشيخ فركوس -حفظه الله- فهو أعلم به وأقدر على بيانه (أي أردهم إلى الأصل الذي بدأتهم به ونصحتهم في أول المجلس بلزومه).
ثانيا: أما جوابي فأقول: هذا ليس فيه تناقض أبدا، لأنني قد أخبر عن اعتزالي للفتنة وفي الوقت نفسه أخبر أن لا أحد وقف معي حينما تعرضت لهجوم خصومي علي وهذا لا تناقض فيه.
تنبيه: أقول: أن هذا كله بناء على أن الصوتيتين موجودتان كما أخبر بهما المتحدث وإلا فأنا لم أطلع عليهما ولم أسمعهما.
المسألة السابعة:
ومن أقوى شبهاتهم التي كانوا يركزون عليها وكرروا كثيرا -وبخاصة في آخر المجلس- ذكرها؛ وهي قولهم حينما كررت عليهم نصيحتي بالذهاب إلى الشيخ فركوس -حفظه الله-؛ ليجلي لهم حقائق الشبهات التي عندهم: لماذا لا يذكر الشيخ أجوبته، ويرد على الإشكالات التي تثار حوله؛ حتى يعلمها الناس، ولا يبقيهم في حيرة ووسواس، وأنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، وأنا لو ذهبت إليه وحدي وجلى الأمور لي فكيف يعلم ذلك غيري ممن هو في ليبيا وغيرها من البلاد فلابد له من البيان.
فقلت له: ليس بالضرورة أن يتكلم ويرد.
فقال: بل هو ضروري.
وقال: آخر -ولم يتكلم من قبل إلا نادرا- أنا من الأول لم أتكلم وكنت أنصت وأعجبتني محاورتك وكلماتك ولكن يا أخي كيف تقول ليس بالضرورة بل هو ضروري.
فقلت لهم: اتركوني أبين لكم ذلك.
فقال الأخير: تفضل تفضل.
فقلت لهم موجها الخطاب لرأسهم ومن كان يلي الكلام عنهم:
أولا: أولى من يُسأل عن هذا الشيخ فركوس حفظه الله فهو أعلم به وأقدر على بيانه (أي أردهم دائما إلى الأصل الذي بدأتهم به ونصحتهم في أول المجلس بلزومه).
ثانيا: هل قرأت للشيخ فركوس حفظه الله؟ قال: نعم. فقلت: إذن تعلم أن الشيخ فركوس -حفظه الله- مع كثرة الرادين عليه والطاعنين فيه فإنه لا يرد عليهم ولا يلتفت إليهم.
قال: بل له ردود في موقعه. قلت: تلك الردود ليست له وإنما هي من إدارة موقعه. فقال: هو مقر لها. قلت: نعم، هو مقر لها ولكنه لم يكتبها، وإن أذن بنشرها فلا تنسب إليه ردا. فجادل في هذه المسألة البديهية؛ (ومما يدل على بداهة هذه المسألة المثال التالي: أنا مثلا دافعت عن الشيخ فركوس -حفظه الله- في بعض مقالاتي فهل تنسب ردودي للعلامة فركوس -حفظه الله- وإن أقرها ورضيها وهكذا ردود كثير من طلبة العلم؟).
ثم قال لي: كيف يترك الناس دون أن يعلمهم بحقيقة الأمر ويجليه لهم.
قلت: الناس قسمان: قسم منصف فهذا لاشك يعرف الحقيقة من خلال الأدلة المبثوثة، ومعاند صاحب هوى لا ينفعه الردود ولو كثرت ونشرت.
فاستمر يردد أن الشيخ يجب عليه أن يبين فكيف يترك الناس دون بيان وتأخير البيان عن وقت الحاجة ونحو هذا الكلام.
فقلت: اذهب إلى الشيخ واعرض اشكالاتك وهو سيظهر لك حججه، فإن اقتنعت بها فاطلب منه أن ينشرها على الملأ حتى يطلع الناس عليها، ويستفيدون منها؛ فإذا فعلت واستفاد الناس من نشرها كان لك أجرها وأجر كل من استفاد منها، واعلم أنه إذا صحت نيتك فإن الله سبحانه وتعالى سيوفقك قال النبي صلى الله عليه وسلم:" ومن يتحر الخير يعطه ومن يتق الشر يوقه".
فقال لي: أصدقك القول أني لن اذهب إليه.
فقلت له: لماذا؟.
فقال لي: لأنه قال لأحد الأئمة سماه –أنا لا أذكر اسمه- ممن ذهب لسؤاله: لقد أغضبتني.
فقلت له: بالعكس الشيخ يزوره الكثير من الإخوة وهو يجيبهم ونحو هذا الكلام.
فقال لي: لكن قال للأخ أغضبتني.
فقلت له: لعله أساء الأدب معه.
والآن أقول: كون الشيخ حفظه الله يقول لأحدهم أغضبتني هذا لا يعني ترك الذهاب إليه والاستفادة منه لأمور:
الأول: أن هذه حادثة عين لا عموم لها والعبرة بواقع الشيخ العام لا بواقعة وحادثة خاصة لعل الرجل كما تقدم أغضبه فعلا وكما قال الإمام الشافعي: ومن استُغضب فلم يغضب فهو حمار (نقله عنه الإمام ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة كما نقله غيره).
الثاني: أن الغضب ليس من الأخلاق المذمومة مطلقا بل هو من القوى التي فطر الله الناس عليها فإن استعملها العبد في مراضي الله كانت محبوبة لله مطلوبة في شريعته سبحانه، وإن استعملها في مساخط الله كانت مبغوضة لله منهي عنها في دين الله جل جلاله، فالغضب ليس مذموما على إطلاقه كيف وهو من الصفات التي اتصف بها الرب سبحانه ونبيه صلوات الله وسلامه عليه وأصحابه والصالحون من بعدهم.
الثالث: هذا الشيخ ربيع -حفظه الله- كم هي مواقفه المسجلة عنه والتي يغضب فيها ويوبخ بعض الحاضرين عنده –وذلك من الشيخ لأمر استوجبه وكانت الحكمة تقتضيه- فهل هذا يسوغ لهذا القائل وأمثاله أن يتركوا الذهاب عنده لغضبه فضلا أن يذموه به؟ لا شك إنهم إذا فعلوا هذا كانوا من الحمقى؛ قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ يَحْتَمِلَ الطَّالِبُ مَا يَكُونُ مِنْ الشَّيْخِ أَوْ مِنْ بَقِيَّةِ الطَّلَبَةِ لِئَلَّا يَفُوتَهُ الْعِلْمِ فَتَفُوتَهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ مَعَ حُصُولِ الْعَدُوِّ طَلَبِهِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ مِنْ الْأَرْبَعَةِ الْمَأْمُورِ بِالِاسْتِعَاذَةِ مِنْهُنَّ فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ:" تَعَوَّذُوا بِاَللَّهِ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ".
وَقَدْ قِيلَ: لَمَحْبَرَةٌ تُجَالِسُنِي نَهَارِي أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أُنْسِ الصَّدِيقِ وَرِزْمَةُ كَاغِدٍ فِي الْبَيْتِ عِنْدِي أَعَزُّ إلَيَّ مِنْ عَدْلِ الدَّقِيقِ وَلَطْمَةُ عَالِمٍ فِي الْخَدِّ مِنِّي أَلَذُّ عَلَيَّ مِنْ شُرْبِ الرَّحِيقِ.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ غَضِبَ الْأَعْمَشُ يَوْمًا عَلَى رَجُلٍ مِنْ الطَّلَبَةِ فَقَالَ آخَرُ لَوْ غَضِبَ عَلَيَّ مِثْلُك لَمْ أَعُدْ إلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الْأَعْمَشُ: إذًا هُوَ أَحْمَقُ مِثْلُك يَتْرُكُ مَا يَنْفَعُهُ لِسُوءِ خُلُقِي. ذَكَرَهُ الْبَيْهَقِيّ" اهـ.
- نعود إلى ذكر المحاورة قال هذا المتحدث عنهم: المفروض أن ينشر ردا على ما يثار حوله ليبين للناس الحقائق أنت مثلا لو أحدهم تكلم فيك تسكت أم ترد؟.
فقلت له: ضربت المثل بي؟ فلم يستمع وأكثر اللغط. فقلت له: ضربت المثل بي فاسمع إذن.
لقد كذب علي الصعافقة الهابط وغيره وزعموا أنني طعنت في الشيخ ربيع -حفظه الله ورعاه-، وبتروا كلاما، لي وأخرجوه عن سياقه وسباقه، واحتجوا به على باطلهم وافترائهم على طريقة أبي النواس القائل:
دع المساجد للعُبَّاد تسكنها * * * وطف بنا حول خمَّارٍ ليسقينافقلت له: ليس بالضرورة أن يتكلم ويرد.
فقال: بل هو ضروري.
وقال: آخر -ولم يتكلم من قبل إلا نادرا- أنا من الأول لم أتكلم وكنت أنصت وأعجبتني محاورتك وكلماتك ولكن يا أخي كيف تقول ليس بالضرورة بل هو ضروري.
فقلت لهم: اتركوني أبين لكم ذلك.
فقال الأخير: تفضل تفضل.
فقلت لهم موجها الخطاب لرأسهم ومن كان يلي الكلام عنهم:
أولا: أولى من يُسأل عن هذا الشيخ فركوس حفظه الله فهو أعلم به وأقدر على بيانه (أي أردهم دائما إلى الأصل الذي بدأتهم به ونصحتهم في أول المجلس بلزومه).
ثانيا: هل قرأت للشيخ فركوس حفظه الله؟ قال: نعم. فقلت: إذن تعلم أن الشيخ فركوس -حفظه الله- مع كثرة الرادين عليه والطاعنين فيه فإنه لا يرد عليهم ولا يلتفت إليهم.
قال: بل له ردود في موقعه. قلت: تلك الردود ليست له وإنما هي من إدارة موقعه. فقال: هو مقر لها. قلت: نعم، هو مقر لها ولكنه لم يكتبها، وإن أذن بنشرها فلا تنسب إليه ردا. فجادل في هذه المسألة البديهية؛ (ومما يدل على بداهة هذه المسألة المثال التالي: أنا مثلا دافعت عن الشيخ فركوس -حفظه الله- في بعض مقالاتي فهل تنسب ردودي للعلامة فركوس -حفظه الله- وإن أقرها ورضيها وهكذا ردود كثير من طلبة العلم؟).
ثم قال لي: كيف يترك الناس دون أن يعلمهم بحقيقة الأمر ويجليه لهم.
قلت: الناس قسمان: قسم منصف فهذا لاشك يعرف الحقيقة من خلال الأدلة المبثوثة، ومعاند صاحب هوى لا ينفعه الردود ولو كثرت ونشرت.
فاستمر يردد أن الشيخ يجب عليه أن يبين فكيف يترك الناس دون بيان وتأخير البيان عن وقت الحاجة ونحو هذا الكلام.
فقلت: اذهب إلى الشيخ واعرض اشكالاتك وهو سيظهر لك حججه، فإن اقتنعت بها فاطلب منه أن ينشرها على الملأ حتى يطلع الناس عليها، ويستفيدون منها؛ فإذا فعلت واستفاد الناس من نشرها كان لك أجرها وأجر كل من استفاد منها، واعلم أنه إذا صحت نيتك فإن الله سبحانه وتعالى سيوفقك قال النبي صلى الله عليه وسلم:" ومن يتحر الخير يعطه ومن يتق الشر يوقه".
فقال لي: أصدقك القول أني لن اذهب إليه.
فقلت له: لماذا؟.
فقال لي: لأنه قال لأحد الأئمة سماه –أنا لا أذكر اسمه- ممن ذهب لسؤاله: لقد أغضبتني.
فقلت له: بالعكس الشيخ يزوره الكثير من الإخوة وهو يجيبهم ونحو هذا الكلام.
فقال لي: لكن قال للأخ أغضبتني.
فقلت له: لعله أساء الأدب معه.
والآن أقول: كون الشيخ حفظه الله يقول لأحدهم أغضبتني هذا لا يعني ترك الذهاب إليه والاستفادة منه لأمور:
الأول: أن هذه حادثة عين لا عموم لها والعبرة بواقع الشيخ العام لا بواقعة وحادثة خاصة لعل الرجل كما تقدم أغضبه فعلا وكما قال الإمام الشافعي: ومن استُغضب فلم يغضب فهو حمار (نقله عنه الإمام ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة كما نقله غيره).
الثاني: أن الغضب ليس من الأخلاق المذمومة مطلقا بل هو من القوى التي فطر الله الناس عليها فإن استعملها العبد في مراضي الله كانت محبوبة لله مطلوبة في شريعته سبحانه، وإن استعملها في مساخط الله كانت مبغوضة لله منهي عنها في دين الله جل جلاله، فالغضب ليس مذموما على إطلاقه كيف وهو من الصفات التي اتصف بها الرب سبحانه ونبيه صلوات الله وسلامه عليه وأصحابه والصالحون من بعدهم.
الثالث: هذا الشيخ ربيع -حفظه الله- كم هي مواقفه المسجلة عنه والتي يغضب فيها ويوبخ بعض الحاضرين عنده –وذلك من الشيخ لأمر استوجبه وكانت الحكمة تقتضيه- فهل هذا يسوغ لهذا القائل وأمثاله أن يتركوا الذهاب عنده لغضبه فضلا أن يذموه به؟ لا شك إنهم إذا فعلوا هذا كانوا من الحمقى؛ قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ يَحْتَمِلَ الطَّالِبُ مَا يَكُونُ مِنْ الشَّيْخِ أَوْ مِنْ بَقِيَّةِ الطَّلَبَةِ لِئَلَّا يَفُوتَهُ الْعِلْمِ فَتَفُوتَهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ مَعَ حُصُولِ الْعَدُوِّ طَلَبِهِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ مِنْ الْأَرْبَعَةِ الْمَأْمُورِ بِالِاسْتِعَاذَةِ مِنْهُنَّ فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ:" تَعَوَّذُوا بِاَللَّهِ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ".
وَقَدْ قِيلَ: لَمَحْبَرَةٌ تُجَالِسُنِي نَهَارِي أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أُنْسِ الصَّدِيقِ وَرِزْمَةُ كَاغِدٍ فِي الْبَيْتِ عِنْدِي أَعَزُّ إلَيَّ مِنْ عَدْلِ الدَّقِيقِ وَلَطْمَةُ عَالِمٍ فِي الْخَدِّ مِنِّي أَلَذُّ عَلَيَّ مِنْ شُرْبِ الرَّحِيقِ.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ غَضِبَ الْأَعْمَشُ يَوْمًا عَلَى رَجُلٍ مِنْ الطَّلَبَةِ فَقَالَ آخَرُ لَوْ غَضِبَ عَلَيَّ مِثْلُك لَمْ أَعُدْ إلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الْأَعْمَشُ: إذًا هُوَ أَحْمَقُ مِثْلُك يَتْرُكُ مَا يَنْفَعُهُ لِسُوءِ خُلُقِي. ذَكَرَهُ الْبَيْهَقِيّ" اهـ.
- نعود إلى ذكر المحاورة قال هذا المتحدث عنهم: المفروض أن ينشر ردا على ما يثار حوله ليبين للناس الحقائق أنت مثلا لو أحدهم تكلم فيك تسكت أم ترد؟.
فقلت له: ضربت المثل بي؟ فلم يستمع وأكثر اللغط. فقلت له: ضربت المثل بي فاسمع إذن.
لقد كذب علي الصعافقة الهابط وغيره وزعموا أنني طعنت في الشيخ ربيع -حفظه الله ورعاه-، وبتروا كلاما، لي وأخرجوه عن سياقه وسباقه، واحتجوا به على باطلهم وافترائهم على طريقة أبي النواس القائل:
ما قال ربك ويلٌ للألى سكروا * * * وإنما قال : ويلٌ للمصلينا
ومع ذلك لم أرد عليهم[2] ولم أبين حقيقتهم.
فقال لي أحدهم: إذا فعلوا هذا الفعل فهذا ليس من الرجولة فضلا أن يكون من الدين أو كلاما نحوه.
فقلت لهم: أتدرون لماذا لم أرد؛ لأن الناس أحد رجلين:
إما طالب حق ومنصف إذا قرأ كلامهم رجع إلى مقالتي وتأكد بنفسه من كلامي وحينئذ سيجد كذبهم علي وافتراءهم في حقي وهنا سيتركهم ولا يأخذ بكلامهم.
وإما صاحب هوى وهذا حتى لو رددت وبينت فإنه يصر على موقفه ولا يتزحزح عن مكانه.
وهذا الذي وقع لي مع أحدهم ممن جاءني بقصاصة قد كتب عليها كلامي المبتور وكلامٍ آخر لأخينا الدكتور أحمد بوزيان -حفظه الله- فبينت له بإرجاعه إلى المقالة أنهم بتروا كلامي فاستغفر الله ثم عاد إِلَيَّ بعد ذلك يحمل الفكرة نفسها بعد أن استغفر الله منها.
وأمثال هؤلاء لا ينفع معهم الرد ولو وصلهم فإذا فعلت كنت مضيعا لوقتك معهم.
هذا جوابي يبين لك لماذا لا يرد الشيخ -حفظه الله- ولو ذهبت إليه لعلك تجد أجوبة أخرى شافية لك.
فقال: لكن كيف يترك الناس دون بيان لهم ولا يريد هدايتهم وتأخير البيان عن وقت الحاجة ونحوه.
فقلت له: أنت لا تريد بيان الحق لهؤلاء الذين تتكلم عليهم.
فقال: هو الذي لا يبين أو نحوه.
فقلت: أنت الذي لا تريد بيان الحق لهم.
فقال له صاحبه وهو أكثر فطنة منه: اسأله كيف؟.
فقلت له: أحسنت هذا هو السؤال المطلوب.
فقال لي: كيف؟.
فقلت له: أنت لا تريد بيان الحق لهم؛ لأنه بإمكانك أن تذهب إلى الشيخ وتعرض إشكالاتك عليه فإذا أجابك عنها واقتنعت بها طلبت منه أن ينشر بيانا حولها لينتفع بها غيرك كانتفاعك فإذا فعل كنت سببا في بيان الحق لهم (وكما يقولون: المتسبب له حكم المباشر).
فكونك لا تريد الذهاب إليه مع إمكانية ترتب هذا الخير على ذهابك وسؤالك فأنت لا تريد بيان الحق لهؤلاء الذين تتحدث عنهم.
وفي الأخير قال: فهمتك.
ثم قال لي: تدبر أو فكر في هذا الذي قلت لك من عدم سعيه أي الشيخ لبيان الحق للناس.
فقلت له: وأنت تدبر أو فكر في هذا الذي قلت لك من عدم سعيك لبيان الحق للناس.
ثم انصرفوا بعد أن كررت عليهم النصح بالذهاب إلى العلامة فركوس -حفظه الله- إن كانوا يريدون الخير لهم ولغيرهم ولا أظنهم فاعلين إلا أن يشاء الله رب العالمين.
والآن أقول: هؤلاء يريدون من الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله- أن يترك أشغاله وأموره المهمة التي عنده وينشغل بهم وبالرد عليهم وعلى ترهاتهم ثم لا يحصل ما يزعمون من رجوعهم ورجوع أمثالهم من أهل العناد والإفساد وهذا في الحقيقة هو مراد كثير من المنحرفين وأهل الأهواء الضالين من أهل السنة السلفيين أن يشغلوهم عن مهماتهم وأن يجاريهم العلماء في سفههم شغلا لهم كما قلت وطمعا في الشهرة التي ينالونها برد العلماء عليهم وغير ذلك من النيات الفاسدة التي عندهم، واعتبر هذا بالإمام الألباني -رحمه الله- والشيخ ربيع -حفظه الله- وغيرهما من أهل السنة ولقد تكلمت على هذ المسألة في مقالتي "فضح المولى لأصحاب المجلة بحملتهم الأخيرة على شيخنا فركوس الفقيه العلامة" ومما جاء فيها:
فالشيخ أظهر أدلته وأنكرتم وقوع ذلك منه فترككم ولم يلتفت إليكم، فهل أردتم أن ينقطع عن أموره المهمة ومشاغله العظيمة ويجاريكم ويستمر في مجادلتكم؟ فهل تظنون الشيخ متفرغا لكم؟ فاعلموا أن الشيخ ليس كذلك ولذلك قال هذه الكلمة الحكمة "الزمن جزء من العلاج" حافظا بها جهوده، قاطعا بها أملكم في أن تجروه إلى الحضيض معكم، وهذا الذي أثار حفائظكم وجمَّعكم لتنكروا الكلمة التي آلمتكم.
والذي فعله الشيخ معكم هو طريق العلماء، ومنهج الفقهاء؛ ومن أقرب الأمثلة الدالة على ما أقول ما قاله العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- في "بيان مراحل فتنة أبي الحسن المأربي" ص6:" أما أنا فانصرفت إلى مشاغلي وقتا طويلا متغافلا عنه مدة طويلة -إلا أنه قد أضطر إلى أن أكتب على فترات متباعدة بعض المقالات- وهو وأتباعه يتحدّون السّلفيين بكتابه "قطع اللجاج" وألحَّ عليَّ بعض المشايخ وبعض طلاب العلم أن أرد على هذا الكتاب فأتعلل بمشاغلي وبأن باطله سيظهر للناس".
أليس قول الشيخ ربيع -حفظه الله- "وبأن باطله سيظهر للناس" هو بمعنى ما قاله شيخنا -حفظه الله- "الزمن جزء من العلاج" أتستطيعون إيراد كلماتكم التي قلتموها في كلام شيخنا فركوس -حفظه الله- على كلام الشيخ ربيع حفظه الله هذا؟
قلت: وراجع المقالة إن أردت الاستزادة.
ثم إن الشبهات لا تكاد تنتهي فكلما رد أهل الحق شبهة أثار المبطلون غيرها؛ فلو انشغل السلفيون بها لضاع عليهم وقتهم، وذهبت في رد الترهات جهودهم، فليس من الحكمة أبدا أن نشتغل بالكلام على المبطلين في كل وقت وحين، وأن نرد كل ما يصدر عنهم دون حد ننتهي عنده معهم؛ وبخاصة إذا علم السلفيون حقيقتهم وصاروا في حصن حصين من شبهاتهم، وعُلم بالمقابل مع طول الزمن أن كلامنا مهما كانت البراهين والأدلة تؤيده لا يجدي فيهم ولا ينفعهم، فهنا لابد من تركهم والعناية بما ينفع في الدنيا أو يكون دخرا للمسلم في الآخرة.
فقال لي أحدهم: إذا فعلوا هذا الفعل فهذا ليس من الرجولة فضلا أن يكون من الدين أو كلاما نحوه.
فقلت لهم: أتدرون لماذا لم أرد؛ لأن الناس أحد رجلين:
إما طالب حق ومنصف إذا قرأ كلامهم رجع إلى مقالتي وتأكد بنفسه من كلامي وحينئذ سيجد كذبهم علي وافتراءهم في حقي وهنا سيتركهم ولا يأخذ بكلامهم.
وإما صاحب هوى وهذا حتى لو رددت وبينت فإنه يصر على موقفه ولا يتزحزح عن مكانه.
وهذا الذي وقع لي مع أحدهم ممن جاءني بقصاصة قد كتب عليها كلامي المبتور وكلامٍ آخر لأخينا الدكتور أحمد بوزيان -حفظه الله- فبينت له بإرجاعه إلى المقالة أنهم بتروا كلامي فاستغفر الله ثم عاد إِلَيَّ بعد ذلك يحمل الفكرة نفسها بعد أن استغفر الله منها.
وأمثال هؤلاء لا ينفع معهم الرد ولو وصلهم فإذا فعلت كنت مضيعا لوقتك معهم.
هذا جوابي يبين لك لماذا لا يرد الشيخ -حفظه الله- ولو ذهبت إليه لعلك تجد أجوبة أخرى شافية لك.
فقال: لكن كيف يترك الناس دون بيان لهم ولا يريد هدايتهم وتأخير البيان عن وقت الحاجة ونحوه.
فقلت له: أنت لا تريد بيان الحق لهؤلاء الذين تتكلم عليهم.
فقال: هو الذي لا يبين أو نحوه.
فقلت: أنت الذي لا تريد بيان الحق لهم.
فقال له صاحبه وهو أكثر فطنة منه: اسأله كيف؟.
فقلت له: أحسنت هذا هو السؤال المطلوب.
فقال لي: كيف؟.
فقلت له: أنت لا تريد بيان الحق لهم؛ لأنه بإمكانك أن تذهب إلى الشيخ وتعرض إشكالاتك عليه فإذا أجابك عنها واقتنعت بها طلبت منه أن ينشر بيانا حولها لينتفع بها غيرك كانتفاعك فإذا فعل كنت سببا في بيان الحق لهم (وكما يقولون: المتسبب له حكم المباشر).
فكونك لا تريد الذهاب إليه مع إمكانية ترتب هذا الخير على ذهابك وسؤالك فأنت لا تريد بيان الحق لهؤلاء الذين تتحدث عنهم.
وفي الأخير قال: فهمتك.
ثم قال لي: تدبر أو فكر في هذا الذي قلت لك من عدم سعيه أي الشيخ لبيان الحق للناس.
فقلت له: وأنت تدبر أو فكر في هذا الذي قلت لك من عدم سعيك لبيان الحق للناس.
ثم انصرفوا بعد أن كررت عليهم النصح بالذهاب إلى العلامة فركوس -حفظه الله- إن كانوا يريدون الخير لهم ولغيرهم ولا أظنهم فاعلين إلا أن يشاء الله رب العالمين.
والآن أقول: هؤلاء يريدون من الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله- أن يترك أشغاله وأموره المهمة التي عنده وينشغل بهم وبالرد عليهم وعلى ترهاتهم ثم لا يحصل ما يزعمون من رجوعهم ورجوع أمثالهم من أهل العناد والإفساد وهذا في الحقيقة هو مراد كثير من المنحرفين وأهل الأهواء الضالين من أهل السنة السلفيين أن يشغلوهم عن مهماتهم وأن يجاريهم العلماء في سفههم شغلا لهم كما قلت وطمعا في الشهرة التي ينالونها برد العلماء عليهم وغير ذلك من النيات الفاسدة التي عندهم، واعتبر هذا بالإمام الألباني -رحمه الله- والشيخ ربيع -حفظه الله- وغيرهما من أهل السنة ولقد تكلمت على هذ المسألة في مقالتي "فضح المولى لأصحاب المجلة بحملتهم الأخيرة على شيخنا فركوس الفقيه العلامة" ومما جاء فيها:
فالشيخ أظهر أدلته وأنكرتم وقوع ذلك منه فترككم ولم يلتفت إليكم، فهل أردتم أن ينقطع عن أموره المهمة ومشاغله العظيمة ويجاريكم ويستمر في مجادلتكم؟ فهل تظنون الشيخ متفرغا لكم؟ فاعلموا أن الشيخ ليس كذلك ولذلك قال هذه الكلمة الحكمة "الزمن جزء من العلاج" حافظا بها جهوده، قاطعا بها أملكم في أن تجروه إلى الحضيض معكم، وهذا الذي أثار حفائظكم وجمَّعكم لتنكروا الكلمة التي آلمتكم.
والذي فعله الشيخ معكم هو طريق العلماء، ومنهج الفقهاء؛ ومن أقرب الأمثلة الدالة على ما أقول ما قاله العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- في "بيان مراحل فتنة أبي الحسن المأربي" ص6:" أما أنا فانصرفت إلى مشاغلي وقتا طويلا متغافلا عنه مدة طويلة -إلا أنه قد أضطر إلى أن أكتب على فترات متباعدة بعض المقالات- وهو وأتباعه يتحدّون السّلفيين بكتابه "قطع اللجاج" وألحَّ عليَّ بعض المشايخ وبعض طلاب العلم أن أرد على هذا الكتاب فأتعلل بمشاغلي وبأن باطله سيظهر للناس".
أليس قول الشيخ ربيع -حفظه الله- "وبأن باطله سيظهر للناس" هو بمعنى ما قاله شيخنا -حفظه الله- "الزمن جزء من العلاج" أتستطيعون إيراد كلماتكم التي قلتموها في كلام شيخنا فركوس -حفظه الله- على كلام الشيخ ربيع حفظه الله هذا؟
قلت: وراجع المقالة إن أردت الاستزادة.
ثم إن الشبهات لا تكاد تنتهي فكلما رد أهل الحق شبهة أثار المبطلون غيرها؛ فلو انشغل السلفيون بها لضاع عليهم وقتهم، وذهبت في رد الترهات جهودهم، فليس من الحكمة أبدا أن نشتغل بالكلام على المبطلين في كل وقت وحين، وأن نرد كل ما يصدر عنهم دون حد ننتهي عنده معهم؛ وبخاصة إذا علم السلفيون حقيقتهم وصاروا في حصن حصين من شبهاتهم، وعُلم بالمقابل مع طول الزمن أن كلامنا مهما كانت البراهين والأدلة تؤيده لا يجدي فيهم ولا ينفعهم، فهنا لابد من تركهم والعناية بما ينفع في الدنيا أو يكون دخرا للمسلم في الآخرة.
المسألة الثامنة:
- لما ذكرت لهم جملة من أخطاء القوم قال الذي يلي الكلام عنهم: أن الكل له أخطاء فإن كان لمشايخ الإصلاح أخطاء فللآخرين أخطاء.
فقلت له: هذا الكلام صحيح لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".
لكنهم ليسوا سواء ويوجد فرق بين الطائفتين وهو:
- أن مشايخنا حفظهم الله ما ذكر لهم خطأ إلا وتابوا لله منه، وأعلنوا صراحة تراجعهم عنه، وذكرت له أن الشيخ أزهر -حفظه الله- لم يُنبه على خطأ إلا وتراجع عنه؛ والأدلة على ذلك كثيرة ومشهورة منشورة، أما القوم فإنهم أعلنوا عن طريق المتحدث عنهم يومئذ وهو عبد الخالق ماضي أنهم لا يعترفون بالأخطاء المنسوبة إليهم، وأن "الرجوع فرع الإقرار"، وشتان بين من يعترف بخطئه ويتوب لله منه وبين من يصر عليه ولا يعترف به.
وهذا هو الفرق بين أهل السنة والجماعة وأهل الأهواء، أن أهل السنة والجماعة يعترفون بأخطائهم إذا ذكرت لهم ويتوبون لله منها بينما أهل الأهواء يصرون عليها ولا يعترفون بها، فلهذا تطمئن النفس للأخذ عن السني والوثوق به إذ مهما ظهرت له أخطاؤه تاب منها ورجع عنها، فأنت لا تخشى على نفسك أن تقع في منكر أو باطل بسبب متابعتك له، لأنه مهما تبين الخطأ له أعلن التوبة منه فتعلم ذلك فتتراجع بدورك عن الخطأ إن كنت تابعته عليه، بعكس أهل الأهواء فإنهم وإن علموا خطأهم يصرون عليه ولا يتوبون لله منه فإذا أنت أخذت عنهم واتبعتهم لم تأمن أن تأخذ ما أصروا عليه من الباطل الذي بُين لهم وظهر جليا واضحا أمام أعينهم، وهكذا يكون ديدنهم مهما ظهرت لهم أخطاؤهم فلن يتوبوا لله منها بل يصرون دوما عليها وهذا فيه خطر على من يأخذ بقولهم ويتبعهم في هديهم.
وهذا الكلام قد قلته من قبل حيث قلت في مقالة "الأدلة والبراهين على سوء بطانة الشيخين":
الثالث: حتى ولو فرضنا صحة بعضها فإن مشايخنا أعلنوها صريحة أنهم تائبون منها راجعون عنها بل وصرحوا وطلبوا حفظهم الله من أي أحد عنده عليهم ملاحظة أن يتقدم بها إليهم وينصح لهم ليعلموها ويتوبوا إلى الله منها فهل فعلتم وكنتم نصحة صادقين أم جبنتم وغدوتم فضحة خائنين.
الرابع: أنه شتان بين مشايخنا ورجال المجلة فإنه مما هو معروف عن مشايخنا والحمد لله أنهم لم يُنصحوا في شيء أخطئوا فيه إلا تابوا منه وأعلنوا تراجعهم عنه أما رجال المجلة فإنهم يعلنون أنهم لم يخطئوا جملة وتفصيلا وهم يردون كل ما ينتقد من الأخطاء عليهم وينزهون منها أنفسهم.
- والآن أقول: وثمة فرق آخر وهو:
أن غرض مشايخنا والحمد لله من كلامهم في الرجال نصرة دين الله سبحانه وحفظ شرعه جل جلاله أما القوم فإنهم لا يتكلمون إلا فيمن تدعوا مصلحتهم للكلام فيهم ويكون صالحهم في جرحهم فشتان بين من يتكلم دينا ومن يتكلم مصلحة وقد سقت جملة من مواقف القوم تدل على هذا منهم:
فقلت في مقالة "الأدلة والبراهين على سوء بطانة الشيخين":
الأول: أين كانت تلكم المؤاخذات قبل أن يتكلم مشايخنا في رجال مجلتكم؟ فإن قالوا: نحن كنا نعلمها ولكن كنا نتستر عليهم ولا نريد فضحهم وذلك حرصا على الاجتماع معهم أما وقد تكلموا فينا وفارقونا فإننا لا نبقي عليهم ولا مجال الآن للسكوت على أخطائهم، فجوابه هو: أن هذا من أكبر الأدلة التي تُدينكم وأنكم تنتهجون النهج المطاطي والسبيل التميعي فلذلك تجتمعون مع من تعتقدون انحرافه وتتيقنون الأخطاء العظيمة في طريقته، وأنكم بسبب منهجكم الأفيح لا تخاصمون أحدا لأجل الدين ولا انتصارا لمنهج السلف الصالحين وإنما لأجل أنفسكم ودفاعا عن ذواتكم وهذه هي حقيقتكم، ولذلك لم يعلم عنكم أنكم تكلمتم في أحد إلا بعد أن تكلم فيكم ورد عليكم وحذر منكم؛ فأنتم تنتصرون لأنفسكم لا لدين ربكم وهذه بعض الأمثلة الدالة على ذلك منكم:
المثال الأول: لم يتكلم رجال المجلة في مشايخنا إلا بعد أن تكلموا فيهم وردوا عليهم وبينوا للسلفيين أخطاءهم.
المثال الثاني: لم يتكلموا في الحلبي إلا بعد أن استهزأ بهم وسخر منهم واحتقر رسولهم فلقد أخبرنا بذلك غير ما مرة عبد الخالق ماضي هداه الله؛ فإنه ما ذُكر الحلبي في مجلس من مجالسنا مع الدكتور!؟ ماضي إلا وقص علينا قصة رسولهم وهو عز الدين رمضاني معه حيث إن هذا الأخير لما سلم له الرسالة التي كتبوها إليه طلب منه أن يقرأها منفردا وأن يطلع عليها وحيدا لكن الحلبي خالف ذلك الطلب والرجاء وراح -في احتقار لهم وازدراء للرسول الذي ناب عنهم في إبلاغ رسالتهم- يفتحها ويقرؤها على الملأ معلقا على جملها، فهذا الذي جعلهم يتكلمون فيه ويحذرون منه.
المثال الثالث: لم يتكلموا في عبد المالك رمضاني إلا بعد أن أخرج صوتيتين فضحهم بها وأظهر حقيقتهم للخافقين بنشرها فحينئذ تكلموا باحتشام فيه، وأظهروا انتقادهم مع تحفظ عليه، مع أن الكلام الذي ذكره الرمضاني الصغير عنه ليرد به عليه وهو طعنه في الشيخ عبيد والشيخ ربيع سمعوه منه قديما ولم يدفعهم للكلام فيه، بل رأوا المصلحة في السكوت عليه فهل أعراضهم عندهم أغلى وأعظم من أعراض علمائنا الكبار الذي يتمسحون اليوم بهم؟ أقول: هي مقدمة عندهم -كما هو واضح من مواقفهم- على دين رب العالمين فضلا عن علماء الملة وأئمة المسلمين.
المثال الرابع: لم يتكلموا في الشيخ محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله- إلا بعد أن أيد مشايخنا فيما قالوه فيهم وناصرهم ونصح بعدم الوثوق بهم حينئذ أصدروا بيانهم للكلام فيه والتحذير منه والتقليل من شأنه حتى أنهم جردوه من لقب الشيخ فضلا عن غيره من الألقاب التي كانت تطلق عليه منهم ومن أشباههم.
والآن ازيدكم مثالا آخر وهو:
المثال الخامس: لم يتكلموا في ابن حنفية الذي كان من أسباب خصومتهم لإخوانهم وتفريقهم لصفوف السلفيين في بلدهم إلا بعد أن صار سبة عليهم ومن أسباب فضيحتهم ومن دواعي ترك الإخوة السلفيين لهم وهذا تفطن له كل متتبع لقضيتهم إلا ما كان من شرذمة أتباعهم الذين سيطر الهوى عليهم نسأل الله السلامة والعافية.
- وهناك أيضا فرق آخر وهو:
أن مشايخنا معروف عنهم القوة في المنهج بالدعوة إليه ونصرته والكلام فيمن خالفه وتنكب طريقه بينما الآخرون معروف عنهم التميع وقلة الكلام في المنهج والتظاهر بسعة الأفق في معاملة المخالفين ومحاولة تقريبهم والتقرب منهم وهذا هو الذي كان سببا في الفرقة التي وقعت بين مشايخنا وبينهم وهو أمر ملاحظ عليهم معروف -عند طلبة العلم وغيرهم- عنهم.
وما موقفهم من ابن حنفية وعبد المالك رمضاني ومن قبل الحلبي إلا من أكبر الأدلة على ذلك.
وإليك بعض ما يدل على ذلك فيهم من كلام عبد الخالق ماضي من صوتية وهران التي فضحته وفضحت منهجهم المطاطي الاحتوائي الذي هم عليه:
- أولا: كثرة تشييخه لابن حنفية في المجلس فلا يذكره إلا واصفا له بالشيخ بعكس كلامه على مشايخ السنة فإنه يجردهم من كل لقب يستحقونه وهم أهل له:
وهذه كثيرة أحيل من أراد أن يتأكد منها أو يعدها على الصوتية نفسها حتى لا أطيل بإيرادها.
- ثانيا: إقراره بالذي كان ينكره مما نقلناه في شهادتنا عنه وهو زعمه أن ابن حنفية أعلم من الشيخ فركوس -حفظه الله- والحمد لله الذي أظهر الحق على لسان منكره:
- جاء الحديث على الشيخ ابن حنيفية وقال لي أحدهم: لازم يتوب ويعلن التوبة قلت له: انظر هذا الشيخ بن حنفية هذا إنسان كبير في السن ليس ابن ثلاثين.......
قلت له: هذا ليس بالشاب الصغير الذي نقول له: تب ونبغي عليه هذا رجل كبير في السن وعنده علم ممكن يفوق علم الشيخ فركوس هكذا يعني....
- ثالثا: ذكر حرصه على كسب ابن حنفية وغيره من المنحرفين هذا الحرص الذي لم نر عشر معشاره في هذه الفتنة مع مشايخ السنة السلفيين:
أنا أقول لك نحن يعلم الله أقولها والله انظر ليس خوفا من أحد والله العظيم حرصا مني على أننا نكسب الشيخ بن حنفية ونكسب غيره.
- رابعا: ذكره لكثرة رجائهم لبعد المالك رمضاني وتتبعهم له في طرقات مكة ومحاولاتهم العظيمة معه ما لم نجد لهم ولو جزء يسيرا منه مع مشايخ السنة السلفيين الأقحاح:
لعلكم اطلعتم على الرسالة التي كتبها الشيخ توفيق عمروني كيف كنا نترجى ونحاول مع الشيخ عبد المالك في قضايا بيننا ندرسها دراسة شرعية حتى وصلنا قلنا له، نترجاه نحن في قافلة نتبعه في المدينة قال لنا: لالا في مكة، ذهبنا إليه إلى مكة، في مكة صرنا نتبعه كل يوم، ومع ذلك لم نيأس قلنا له تعالى ننتظرك في الجزائر تكاليف سفرك علينا.
- خامسا: اعتباره لابن حنفية من الدعاة السلفيين وأنه يعز عليه أنه يحرم من الدعوة:
أنا يعلم الله ليعز علينا أن أحدا من الدعاة المنتسبين للدعوة السلفية أنه يحرم أو كذا حتى لو حرم هو شخصيا يوجد إخوانه من طلبة العلم هم قائمون بواجب الدعوة.
سادسا: تقريره أنهم في زمن خروج علي بلحاج من السجن كانوا جميعا على الدعوة السلفية ولم تكن هذه الأمور!؟؟:
ماضي: لا تقف الدعوة السلفية، هذه قلناها لعلي بلحاج في سبعة وثمانين، سبعة وثمانين أنا قلتها لعلي بلحاج لما خرج من السجن وذهبنا إليه أنا ذهبت أسأل سؤالا واحدا في ذلك الزمن، دخلت إليه أنا وثلاثة من إخواننا من الدعاة ذلك الزمن، قلت له: لماذا أدخلوك السجن لأننا كنا في شك هل صحيح أفتى لبويا علي أم لم يفت لبويا علي بحمل السلاح، ذهبنا نتأكد إذا كان صحيحا أنه أفتى له أم لم يفت له، ذلك الزمن لم تكن هذه الأمور كنا جميعا دعوة سلفية كذا كما يقولون سلفية واحدة فهمت.
أقول: ما هي هذه الأمور التي لم تكن يومئذ (أتقصد تميز أهل السنة والجماعة عن المنحرفين وإعمال غربال الجرح والتعديل؟ هذا هو الظاهر من كلامك). مما يقوي هذا الظاهر من كلامه الآتي:
سابعا: اعتباره لعلي بلحاج من الدعاة السلفيين ووصفه له بذلك بعد خروجه من السجن:
"وقلتها له في ذلك الزمن قال أنا حائر خرجت وجدت الدعوة السلفية، قلت له: هذا يدل على أنك لست وحيدا في الدعوة السلفية، يوجد دعاة هم قائمون بالدعوة حتى وإن غبت أنت خمس سنوات انظر كيف مشت الدعوة في هدوء ولا يوجد المشاكل التي كنت تفعلها ذاك الزمن فهمت أنا أقول لك.
ثامنا: الدعاء لعلي بلحاج الذي لا يختلف في اثنان كما لا ينتطح فيه عنزان بأن يسهل الله له في عمله:
"هذا الأمر خلاص إنسان هو مقتنع به في رأسه، وجهة مقتنع بها خلاص؛ الله يسهل له هو الآن يعمل، أنا أعمل وهو يعمل، أنظر أنا الذي ينفعني الآن".
قلت: قد يقول القائل: هذا ليس فيه دعاء له وإقرار له على عمله وإنما هي طريقة عندنا في الكلام قد ندعوا بالتسهيل لمن لا نرضى عمله، أقول هذا الكلام صحيح وهو الذي ينبغي أن يصار إليه في أمثاله ولكن يعكر عليه ما سيأتي في النقطة الآتية فتنبه له:
تاسعا: التهوين مما عليه علي بلحاج من ضلالات وانحرافات ومعاملته له بمنهج الموازنات والحض على تركه يعمل مع وضع آية في غير موضعها على طريقة الإخوان المفلسين:
"أنا أمكث جاعلها حكاية وأناصب عليها كذا وكذا هذه هذه خلاص أنظر نشق طريقنا يا إخواننا، "ولا يزال الناس مختلفين" لا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم الله فهمت، إلا من رحم الله، هذا السيد رأى أن يسلك هذا الطريق على أقل الحمد لله نقول الحمد لله ليس هو مثل غيره ممن يدعو إلى الشرك ويناصر البدع ووو عادي، فيه نوع شر، فيّ نوع شر، أترك ذاك النوع من الشر، لكن أنا شري قليل بالنسبة لآخرين، وهو شره قليل بالنسبة لآخرين، دعه هو يعمل ليس بمشكل، وليس بشرط أكون معه في مكان واحد.
عاشرا: توقفه في الحكم على ابن حنفية بالخروج من السلفية مع ما عنده من الموبقات في الوقت الذي يصف إخوانه وعلى رأسهم العلامة فركوس حفظه الله بأنهم على منهج الحدادية والخوارج كما رمى جملة من طلبة العلم والسلفيين بالشرك الأكبر حيث زعم أنهم يخافون من مشايخهم خوف السر والله المستعان:
- طالب: سلمنا بأن هذا خطأ هل يخرج من المنهج السلفي؟
- ماضي: هذا يسأل عنه العلماء هذا يسأل عنه العلماء لا يسأل عنه مثلي، يسأل عنه العلماء يذهبون لواحد من كبار العلماء الشيخ الفوازن أو المشايخ الكبار الشيخ ربيع أو غيره يذهبون يقول: ها هي الأمور ها هي، هذا الإنسان ها هو هذا الشيء الموجود.
قلت: هذه عشرة مواطن من صوتية وهران خاصة أكتفي بها لبيان المنهج الاحتوائي الذي عليه أحد القوم وعند أصحابه مثيلاتها ثم يأتي من يدافع عنهم ويزعم أنهم بريئون مما ينسب إليهم وينكر عليهم؟ أقول لكل من لا زال يعظم المنهج السلفي ويقدره حق قدره: المشكلة في هؤلاء هو تصورهم المنحرف عن المنهج الحق والذي يريدون إلصاقه به زورا وبهتانا وأرادوا جر مشايخنا السلفيين إليه تدريجيا، فلما تفطن لهم مشايخنا وناصحوهم انقلبوا عليهم وحاربوهم.
- ويوجد فرق آخر أيضا وهو:
- كما يروى عن عيسى عليه السلام أنه لما سأله الحواريون عن كيفية التمييز بين النبي الذي يأتي من بعده وبين من يدعي النبوة من الكذابين على الله سبحانه قال:" من ثمارهم تعرفونهم" فأنت إذا نظرت إلى أتباعهم ومن يلتف اليوم حولهم ترى المتردية والنطيحة وما أكل السبع ولن تجد فيمن ينتصر لهم ويؤيدهم إلا كل مطعون عليه معروف بالتميع من سالف زمنه أو بكثرة الانتقال أو بشدة المراء والجدال أو نحوهما من سيئ الفعال والخصال ممن لا يؤسف عليهم وهذا ما لمسناه في مدينتنا وهو الذي يخبرك به السلفيون في كل مدينة وقرية في بلدنا.
فشتان بين من اِلْتَفَّ حوله السلفيون والسنيون المعروفون، ومن اِلْتَفَّ حوله المميِّعون، والمتخبطون الحائرون، والمتذبذبون المتقلِّبون.
- وإليكم بفرق آخر أيضا وهو:
- أنهم كانوا يطعنون ويحتقرون قبل الفتنة بعض المشايخ والطلبة؛ مع أنهم معهم، وعلى نفس منهجهم، ولا يظهرون المخالفة لهم، لا لشيء إلا لأن أسلوب أحدهم لا يعجبهم، أو يحسدونه ولا يرونه بالقدر الذي يثنى عليه به، أو لأنه مع من يبطنون له العداوة والحقد ويضمرون له الغل والحسد، فلما صار في الفتنة معهم رفعوا من قدره، وأثنوا عليه، وأصبح من خيرة السلفيين ومن الممدوحين المعظمين؛ مثل: عبد الغني عوسات -هداه الله- الذي كان الكثير منهم يطعن فيه، بل ويأمر بعدم إشراكه في الدورات العلمية بسبب طريقته ودعوته ومواعظه ودروسه، وكعبد الله البخاري الذي لم يكن عبد الخالق يرضى بما يعامله به السلفيون، ويصفه به السنيون؛ ولقد جمعنا مجلس معه بشهود عبد الغني عوسات -واسألوا الأخير إن شئتم- فكان يغمزه ويلمزه بإظهار الإنكار على من يصفه بالعلامة، ولقد استأذنت عبد الغني عوسات يومها في نصحه ونصحته، وكغلامَيْ السوء الذين كانا غرضا لعبد الخالق يطعن فيهما، وينكر على الشيخ أزهر تقريبه وتقديمه لهما، ثم صار بعد الفتنة يثني عليهما، ويمدحهما، ويبالغ في الحفاوة بهما، وهذا كله على عكس طريقة مشايخنا حفظهم الله الذين لا يطعنون في الرجل إلا إذا انحرف وللمنهج خالف، وترك قليلا أو كثيرا من الحق ولم يعبأ بنصائح أهل الصدق؛ فحينئذ يتكلمون فيه ويحذرون الناس منه، أما ما دام على الحق سائرا ولأهله موافقا فإنهم يكرمونه ولو كان صغيرا، ويثنون عليه ولو كان علمه نزرا يسيرا.
فشتان بين مشايخنا حفظهم الله الذين يبنون ولاءهم وبراءهم ومدحهم وذمهم وجرحهم وتعديلهم على العقيدة والمنهج والدين الذي بعث به سيد الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وبين مشايخ الاحتواء الذين يبنون ذلك كله على المصالح الشخصية والولاءات الذاتية.
المسألة التاسعة:فقلت له: هذا الكلام صحيح لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".
لكنهم ليسوا سواء ويوجد فرق بين الطائفتين وهو:
- أن مشايخنا حفظهم الله ما ذكر لهم خطأ إلا وتابوا لله منه، وأعلنوا صراحة تراجعهم عنه، وذكرت له أن الشيخ أزهر -حفظه الله- لم يُنبه على خطأ إلا وتراجع عنه؛ والأدلة على ذلك كثيرة ومشهورة منشورة، أما القوم فإنهم أعلنوا عن طريق المتحدث عنهم يومئذ وهو عبد الخالق ماضي أنهم لا يعترفون بالأخطاء المنسوبة إليهم، وأن "الرجوع فرع الإقرار"، وشتان بين من يعترف بخطئه ويتوب لله منه وبين من يصر عليه ولا يعترف به.
وهذا هو الفرق بين أهل السنة والجماعة وأهل الأهواء، أن أهل السنة والجماعة يعترفون بأخطائهم إذا ذكرت لهم ويتوبون لله منها بينما أهل الأهواء يصرون عليها ولا يعترفون بها، فلهذا تطمئن النفس للأخذ عن السني والوثوق به إذ مهما ظهرت له أخطاؤه تاب منها ورجع عنها، فأنت لا تخشى على نفسك أن تقع في منكر أو باطل بسبب متابعتك له، لأنه مهما تبين الخطأ له أعلن التوبة منه فتعلم ذلك فتتراجع بدورك عن الخطأ إن كنت تابعته عليه، بعكس أهل الأهواء فإنهم وإن علموا خطأهم يصرون عليه ولا يتوبون لله منه فإذا أنت أخذت عنهم واتبعتهم لم تأمن أن تأخذ ما أصروا عليه من الباطل الذي بُين لهم وظهر جليا واضحا أمام أعينهم، وهكذا يكون ديدنهم مهما ظهرت لهم أخطاؤهم فلن يتوبوا لله منها بل يصرون دوما عليها وهذا فيه خطر على من يأخذ بقولهم ويتبعهم في هديهم.
وهذا الكلام قد قلته من قبل حيث قلت في مقالة "الأدلة والبراهين على سوء بطانة الشيخين":
الثالث: حتى ولو فرضنا صحة بعضها فإن مشايخنا أعلنوها صريحة أنهم تائبون منها راجعون عنها بل وصرحوا وطلبوا حفظهم الله من أي أحد عنده عليهم ملاحظة أن يتقدم بها إليهم وينصح لهم ليعلموها ويتوبوا إلى الله منها فهل فعلتم وكنتم نصحة صادقين أم جبنتم وغدوتم فضحة خائنين.
الرابع: أنه شتان بين مشايخنا ورجال المجلة فإنه مما هو معروف عن مشايخنا والحمد لله أنهم لم يُنصحوا في شيء أخطئوا فيه إلا تابوا منه وأعلنوا تراجعهم عنه أما رجال المجلة فإنهم يعلنون أنهم لم يخطئوا جملة وتفصيلا وهم يردون كل ما ينتقد من الأخطاء عليهم وينزهون منها أنفسهم.
- والآن أقول: وثمة فرق آخر وهو:
أن غرض مشايخنا والحمد لله من كلامهم في الرجال نصرة دين الله سبحانه وحفظ شرعه جل جلاله أما القوم فإنهم لا يتكلمون إلا فيمن تدعوا مصلحتهم للكلام فيهم ويكون صالحهم في جرحهم فشتان بين من يتكلم دينا ومن يتكلم مصلحة وقد سقت جملة من مواقف القوم تدل على هذا منهم:
فقلت في مقالة "الأدلة والبراهين على سوء بطانة الشيخين":
الأول: أين كانت تلكم المؤاخذات قبل أن يتكلم مشايخنا في رجال مجلتكم؟ فإن قالوا: نحن كنا نعلمها ولكن كنا نتستر عليهم ولا نريد فضحهم وذلك حرصا على الاجتماع معهم أما وقد تكلموا فينا وفارقونا فإننا لا نبقي عليهم ولا مجال الآن للسكوت على أخطائهم، فجوابه هو: أن هذا من أكبر الأدلة التي تُدينكم وأنكم تنتهجون النهج المطاطي والسبيل التميعي فلذلك تجتمعون مع من تعتقدون انحرافه وتتيقنون الأخطاء العظيمة في طريقته، وأنكم بسبب منهجكم الأفيح لا تخاصمون أحدا لأجل الدين ولا انتصارا لمنهج السلف الصالحين وإنما لأجل أنفسكم ودفاعا عن ذواتكم وهذه هي حقيقتكم، ولذلك لم يعلم عنكم أنكم تكلمتم في أحد إلا بعد أن تكلم فيكم ورد عليكم وحذر منكم؛ فأنتم تنتصرون لأنفسكم لا لدين ربكم وهذه بعض الأمثلة الدالة على ذلك منكم:
المثال الأول: لم يتكلم رجال المجلة في مشايخنا إلا بعد أن تكلموا فيهم وردوا عليهم وبينوا للسلفيين أخطاءهم.
المثال الثاني: لم يتكلموا في الحلبي إلا بعد أن استهزأ بهم وسخر منهم واحتقر رسولهم فلقد أخبرنا بذلك غير ما مرة عبد الخالق ماضي هداه الله؛ فإنه ما ذُكر الحلبي في مجلس من مجالسنا مع الدكتور!؟ ماضي إلا وقص علينا قصة رسولهم وهو عز الدين رمضاني معه حيث إن هذا الأخير لما سلم له الرسالة التي كتبوها إليه طلب منه أن يقرأها منفردا وأن يطلع عليها وحيدا لكن الحلبي خالف ذلك الطلب والرجاء وراح -في احتقار لهم وازدراء للرسول الذي ناب عنهم في إبلاغ رسالتهم- يفتحها ويقرؤها على الملأ معلقا على جملها، فهذا الذي جعلهم يتكلمون فيه ويحذرون منه.
المثال الثالث: لم يتكلموا في عبد المالك رمضاني إلا بعد أن أخرج صوتيتين فضحهم بها وأظهر حقيقتهم للخافقين بنشرها فحينئذ تكلموا باحتشام فيه، وأظهروا انتقادهم مع تحفظ عليه، مع أن الكلام الذي ذكره الرمضاني الصغير عنه ليرد به عليه وهو طعنه في الشيخ عبيد والشيخ ربيع سمعوه منه قديما ولم يدفعهم للكلام فيه، بل رأوا المصلحة في السكوت عليه فهل أعراضهم عندهم أغلى وأعظم من أعراض علمائنا الكبار الذي يتمسحون اليوم بهم؟ أقول: هي مقدمة عندهم -كما هو واضح من مواقفهم- على دين رب العالمين فضلا عن علماء الملة وأئمة المسلمين.
المثال الرابع: لم يتكلموا في الشيخ محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله- إلا بعد أن أيد مشايخنا فيما قالوه فيهم وناصرهم ونصح بعدم الوثوق بهم حينئذ أصدروا بيانهم للكلام فيه والتحذير منه والتقليل من شأنه حتى أنهم جردوه من لقب الشيخ فضلا عن غيره من الألقاب التي كانت تطلق عليه منهم ومن أشباههم.
والآن ازيدكم مثالا آخر وهو:
المثال الخامس: لم يتكلموا في ابن حنفية الذي كان من أسباب خصومتهم لإخوانهم وتفريقهم لصفوف السلفيين في بلدهم إلا بعد أن صار سبة عليهم ومن أسباب فضيحتهم ومن دواعي ترك الإخوة السلفيين لهم وهذا تفطن له كل متتبع لقضيتهم إلا ما كان من شرذمة أتباعهم الذين سيطر الهوى عليهم نسأل الله السلامة والعافية.
- وهناك أيضا فرق آخر وهو:
أن مشايخنا معروف عنهم القوة في المنهج بالدعوة إليه ونصرته والكلام فيمن خالفه وتنكب طريقه بينما الآخرون معروف عنهم التميع وقلة الكلام في المنهج والتظاهر بسعة الأفق في معاملة المخالفين ومحاولة تقريبهم والتقرب منهم وهذا هو الذي كان سببا في الفرقة التي وقعت بين مشايخنا وبينهم وهو أمر ملاحظ عليهم معروف -عند طلبة العلم وغيرهم- عنهم.
وما موقفهم من ابن حنفية وعبد المالك رمضاني ومن قبل الحلبي إلا من أكبر الأدلة على ذلك.
وإليك بعض ما يدل على ذلك فيهم من كلام عبد الخالق ماضي من صوتية وهران التي فضحته وفضحت منهجهم المطاطي الاحتوائي الذي هم عليه:
- أولا: كثرة تشييخه لابن حنفية في المجلس فلا يذكره إلا واصفا له بالشيخ بعكس كلامه على مشايخ السنة فإنه يجردهم من كل لقب يستحقونه وهم أهل له:
وهذه كثيرة أحيل من أراد أن يتأكد منها أو يعدها على الصوتية نفسها حتى لا أطيل بإيرادها.
- ثانيا: إقراره بالذي كان ينكره مما نقلناه في شهادتنا عنه وهو زعمه أن ابن حنفية أعلم من الشيخ فركوس -حفظه الله- والحمد لله الذي أظهر الحق على لسان منكره:
- جاء الحديث على الشيخ ابن حنيفية وقال لي أحدهم: لازم يتوب ويعلن التوبة قلت له: انظر هذا الشيخ بن حنفية هذا إنسان كبير في السن ليس ابن ثلاثين.......
قلت له: هذا ليس بالشاب الصغير الذي نقول له: تب ونبغي عليه هذا رجل كبير في السن وعنده علم ممكن يفوق علم الشيخ فركوس هكذا يعني....
- ثالثا: ذكر حرصه على كسب ابن حنفية وغيره من المنحرفين هذا الحرص الذي لم نر عشر معشاره في هذه الفتنة مع مشايخ السنة السلفيين:
أنا أقول لك نحن يعلم الله أقولها والله انظر ليس خوفا من أحد والله العظيم حرصا مني على أننا نكسب الشيخ بن حنفية ونكسب غيره.
- رابعا: ذكره لكثرة رجائهم لبعد المالك رمضاني وتتبعهم له في طرقات مكة ومحاولاتهم العظيمة معه ما لم نجد لهم ولو جزء يسيرا منه مع مشايخ السنة السلفيين الأقحاح:
لعلكم اطلعتم على الرسالة التي كتبها الشيخ توفيق عمروني كيف كنا نترجى ونحاول مع الشيخ عبد المالك في قضايا بيننا ندرسها دراسة شرعية حتى وصلنا قلنا له، نترجاه نحن في قافلة نتبعه في المدينة قال لنا: لالا في مكة، ذهبنا إليه إلى مكة، في مكة صرنا نتبعه كل يوم، ومع ذلك لم نيأس قلنا له تعالى ننتظرك في الجزائر تكاليف سفرك علينا.
- خامسا: اعتباره لابن حنفية من الدعاة السلفيين وأنه يعز عليه أنه يحرم من الدعوة:
أنا يعلم الله ليعز علينا أن أحدا من الدعاة المنتسبين للدعوة السلفية أنه يحرم أو كذا حتى لو حرم هو شخصيا يوجد إخوانه من طلبة العلم هم قائمون بواجب الدعوة.
سادسا: تقريره أنهم في زمن خروج علي بلحاج من السجن كانوا جميعا على الدعوة السلفية ولم تكن هذه الأمور!؟؟:
ماضي: لا تقف الدعوة السلفية، هذه قلناها لعلي بلحاج في سبعة وثمانين، سبعة وثمانين أنا قلتها لعلي بلحاج لما خرج من السجن وذهبنا إليه أنا ذهبت أسأل سؤالا واحدا في ذلك الزمن، دخلت إليه أنا وثلاثة من إخواننا من الدعاة ذلك الزمن، قلت له: لماذا أدخلوك السجن لأننا كنا في شك هل صحيح أفتى لبويا علي أم لم يفت لبويا علي بحمل السلاح، ذهبنا نتأكد إذا كان صحيحا أنه أفتى له أم لم يفت له، ذلك الزمن لم تكن هذه الأمور كنا جميعا دعوة سلفية كذا كما يقولون سلفية واحدة فهمت.
أقول: ما هي هذه الأمور التي لم تكن يومئذ (أتقصد تميز أهل السنة والجماعة عن المنحرفين وإعمال غربال الجرح والتعديل؟ هذا هو الظاهر من كلامك). مما يقوي هذا الظاهر من كلامه الآتي:
سابعا: اعتباره لعلي بلحاج من الدعاة السلفيين ووصفه له بذلك بعد خروجه من السجن:
"وقلتها له في ذلك الزمن قال أنا حائر خرجت وجدت الدعوة السلفية، قلت له: هذا يدل على أنك لست وحيدا في الدعوة السلفية، يوجد دعاة هم قائمون بالدعوة حتى وإن غبت أنت خمس سنوات انظر كيف مشت الدعوة في هدوء ولا يوجد المشاكل التي كنت تفعلها ذاك الزمن فهمت أنا أقول لك.
ثامنا: الدعاء لعلي بلحاج الذي لا يختلف في اثنان كما لا ينتطح فيه عنزان بأن يسهل الله له في عمله:
"هذا الأمر خلاص إنسان هو مقتنع به في رأسه، وجهة مقتنع بها خلاص؛ الله يسهل له هو الآن يعمل، أنا أعمل وهو يعمل، أنظر أنا الذي ينفعني الآن".
قلت: قد يقول القائل: هذا ليس فيه دعاء له وإقرار له على عمله وإنما هي طريقة عندنا في الكلام قد ندعوا بالتسهيل لمن لا نرضى عمله، أقول هذا الكلام صحيح وهو الذي ينبغي أن يصار إليه في أمثاله ولكن يعكر عليه ما سيأتي في النقطة الآتية فتنبه له:
تاسعا: التهوين مما عليه علي بلحاج من ضلالات وانحرافات ومعاملته له بمنهج الموازنات والحض على تركه يعمل مع وضع آية في غير موضعها على طريقة الإخوان المفلسين:
"أنا أمكث جاعلها حكاية وأناصب عليها كذا وكذا هذه هذه خلاص أنظر نشق طريقنا يا إخواننا، "ولا يزال الناس مختلفين" لا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم الله فهمت، إلا من رحم الله، هذا السيد رأى أن يسلك هذا الطريق على أقل الحمد لله نقول الحمد لله ليس هو مثل غيره ممن يدعو إلى الشرك ويناصر البدع ووو عادي، فيه نوع شر، فيّ نوع شر، أترك ذاك النوع من الشر، لكن أنا شري قليل بالنسبة لآخرين، وهو شره قليل بالنسبة لآخرين، دعه هو يعمل ليس بمشكل، وليس بشرط أكون معه في مكان واحد.
عاشرا: توقفه في الحكم على ابن حنفية بالخروج من السلفية مع ما عنده من الموبقات في الوقت الذي يصف إخوانه وعلى رأسهم العلامة فركوس حفظه الله بأنهم على منهج الحدادية والخوارج كما رمى جملة من طلبة العلم والسلفيين بالشرك الأكبر حيث زعم أنهم يخافون من مشايخهم خوف السر والله المستعان:
- طالب: سلمنا بأن هذا خطأ هل يخرج من المنهج السلفي؟
- ماضي: هذا يسأل عنه العلماء هذا يسأل عنه العلماء لا يسأل عنه مثلي، يسأل عنه العلماء يذهبون لواحد من كبار العلماء الشيخ الفوازن أو المشايخ الكبار الشيخ ربيع أو غيره يذهبون يقول: ها هي الأمور ها هي، هذا الإنسان ها هو هذا الشيء الموجود.
قلت: هذه عشرة مواطن من صوتية وهران خاصة أكتفي بها لبيان المنهج الاحتوائي الذي عليه أحد القوم وعند أصحابه مثيلاتها ثم يأتي من يدافع عنهم ويزعم أنهم بريئون مما ينسب إليهم وينكر عليهم؟ أقول لكل من لا زال يعظم المنهج السلفي ويقدره حق قدره: المشكلة في هؤلاء هو تصورهم المنحرف عن المنهج الحق والذي يريدون إلصاقه به زورا وبهتانا وأرادوا جر مشايخنا السلفيين إليه تدريجيا، فلما تفطن لهم مشايخنا وناصحوهم انقلبوا عليهم وحاربوهم.
- ويوجد فرق آخر أيضا وهو:
- كما يروى عن عيسى عليه السلام أنه لما سأله الحواريون عن كيفية التمييز بين النبي الذي يأتي من بعده وبين من يدعي النبوة من الكذابين على الله سبحانه قال:" من ثمارهم تعرفونهم" فأنت إذا نظرت إلى أتباعهم ومن يلتف اليوم حولهم ترى المتردية والنطيحة وما أكل السبع ولن تجد فيمن ينتصر لهم ويؤيدهم إلا كل مطعون عليه معروف بالتميع من سالف زمنه أو بكثرة الانتقال أو بشدة المراء والجدال أو نحوهما من سيئ الفعال والخصال ممن لا يؤسف عليهم وهذا ما لمسناه في مدينتنا وهو الذي يخبرك به السلفيون في كل مدينة وقرية في بلدنا.
فشتان بين من اِلْتَفَّ حوله السلفيون والسنيون المعروفون، ومن اِلْتَفَّ حوله المميِّعون، والمتخبطون الحائرون، والمتذبذبون المتقلِّبون.
- وإليكم بفرق آخر أيضا وهو:
- أنهم كانوا يطعنون ويحتقرون قبل الفتنة بعض المشايخ والطلبة؛ مع أنهم معهم، وعلى نفس منهجهم، ولا يظهرون المخالفة لهم، لا لشيء إلا لأن أسلوب أحدهم لا يعجبهم، أو يحسدونه ولا يرونه بالقدر الذي يثنى عليه به، أو لأنه مع من يبطنون له العداوة والحقد ويضمرون له الغل والحسد، فلما صار في الفتنة معهم رفعوا من قدره، وأثنوا عليه، وأصبح من خيرة السلفيين ومن الممدوحين المعظمين؛ مثل: عبد الغني عوسات -هداه الله- الذي كان الكثير منهم يطعن فيه، بل ويأمر بعدم إشراكه في الدورات العلمية بسبب طريقته ودعوته ومواعظه ودروسه، وكعبد الله البخاري الذي لم يكن عبد الخالق يرضى بما يعامله به السلفيون، ويصفه به السنيون؛ ولقد جمعنا مجلس معه بشهود عبد الغني عوسات -واسألوا الأخير إن شئتم- فكان يغمزه ويلمزه بإظهار الإنكار على من يصفه بالعلامة، ولقد استأذنت عبد الغني عوسات يومها في نصحه ونصحته، وكغلامَيْ السوء الذين كانا غرضا لعبد الخالق يطعن فيهما، وينكر على الشيخ أزهر تقريبه وتقديمه لهما، ثم صار بعد الفتنة يثني عليهما، ويمدحهما، ويبالغ في الحفاوة بهما، وهذا كله على عكس طريقة مشايخنا حفظهم الله الذين لا يطعنون في الرجل إلا إذا انحرف وللمنهج خالف، وترك قليلا أو كثيرا من الحق ولم يعبأ بنصائح أهل الصدق؛ فحينئذ يتكلمون فيه ويحذرون الناس منه، أما ما دام على الحق سائرا ولأهله موافقا فإنهم يكرمونه ولو كان صغيرا، ويثنون عليه ولو كان علمه نزرا يسيرا.
فشتان بين مشايخنا حفظهم الله الذين يبنون ولاءهم وبراءهم ومدحهم وذمهم وجرحهم وتعديلهم على العقيدة والمنهج والدين الذي بعث به سيد الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وبين مشايخ الاحتواء الذين يبنون ذلك كله على المصالح الشخصية والولاءات الذاتية.
- قال مقدمهم والذي كان يلي الكلام عنهم: إن الشيخ عبيدا -حفظه الله ورعاه- طلب من عبد المجيد جمعة -حفظه الله- أن يأتي إليه ويقدم الأدلة له وإلا اعتبره الشيخ سبب الفرقة التي تحدث بين السلفيين.
فقلت له: أن هذا يسأل عنه الشيخ عبد المجيد -حفظه الله-
ثانيا: أن البطانة السيئة فقاطعني منتقلا لموضوع آخر.
والآن أقول:
أولا: أن أسباب عدم ذهاب الشيخ عبد المجيد جمعة -حفظه الله- إلى الشيخ عبيد -حفظه الله- يسأل عنها الشيخ عبد المجيد جمعة فهو أعلم بها وأقدر على بيانها وطالب الحق الذي يريد أن يعلمه لا يعجزه السفر إلى الشيخ لسؤاله وتبين الحقيقة منه وبخاصة وهم يزعمون أنهم يريدون الحقيقة ويبحثون عنها ويسافرون من أجل معرفتها فالذي يسافر من أجل الحقيقة لطلاب العلم يهون عليه أن يسافر من أجلها لأهل العلم.
ثانيا: أن الشيخ -حفظه الله- لعله لم يسافر للشيخ عبيد حفظه لأحد الأسباب التالية أو لكلها وهي:
السبب الأول: ما صار معلوما من البطانة السيئة التي تحيط بالشيخين وتغير الحقائق لهم وتسعى جاهدة لقلبها لصالح الصعافقة أخدانهم فمهما بين أهل الحق للمشايخ الحقائق تلاعبوا بها بعدهم في دقائق؛ كمثل قولهم في الحقائق التي يثبتها المشايخ على خصومهم أنها قديمة، أو تابوا لله منها وهم يؤاخذونهم بها، أو أنها من الافتراء عليهم، ونحو هذا الكلام مما هو ثابت على الصعافقة بالأدلة والبراهين كما ذكرت جملة طيبة منها في مقالة "الأدلة والبراهين على سوء بطانة الشيخين" فليراجعها من شاء، إذن فمهما تكلم مشايخنا فعبثا يحاولون، وغايتهم –لشدة مكر الصعافقة- لا يدركون. يوضحه ويؤكده:
السبب الثاني: ما وقع للشيخ العلامة محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله- حيث عرض بعض الأدلة على الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- ومع ذلك لم يقبلها منه، ولم يمكنه من عرض كل حججه؛ فقال له الشيخ محمد: سأعرض حججي على العقلاء يقصد من السلفيين، وأنه سَيَظْهَرُ الحَقُّ إن شاء الله لكل ذي عينين، لأن المانع من وصوله إلى الشيخ ربيع والشيخ عبيد -حفظهما الله- لا يمكن أن يمنع من وصوله لكل خلق الله، وكذلك فعل ووقع ما كان يتوقعه، فلعل الشيخ اعتبر بحال العلامة محمد -حفظه الله- وتجربته فعمل مثل عمله، وذلك لأمرين:
الأول: أنه ليس في منزلته فلا يمكن أن يكون حظه أكبر من حظه.
الثاني: أن معه من الأدلة والبراهين ما يدعم بها قوله، وليست أدلته في قضية الجزائر بأضعف من الأدلة التي أدلى بها العلامة محمد -حفظه الله- في قضيته.
السبب الثالث: ما وقع لمشايخ الجزائر خاصة مع العلامة ربيع -حفظه الله ورعاه- حيث أيّدهم في أول أمرهم ونصحهم بمجانبتهم وأن ينشؤوا لهم مجلة خاصة بهم إمعانا في مفارقتهم لكن بعد أن تعاون صعافقة الجزائر مع صعافقة المملكة وقلبوا الحقائق عند الشيخ ربيع -حفظه الله- تغير موقفه -حفظه الله- من مؤيد إلى معارض، فأيقن مشايخنا أنهم مهما حاولوا في لقاءاتهم القصيرة مع مشايخنا فإن الصعافقة المرابطين هناك والمسافرين إليهم من كل مكان سينخرون في جذور الأدلة حتى يضعفوها عند علمائنا، ويُعْملون معاول التلبيس في أسس البراهين حتى يهدموها في أعين مشايخنا، ولم يبق لهم إلى عرض أدلتهم ليحذروا الناس من الصعافقة الذين يتلاعبون بالدعوة السلفية وأصولها ويحاولون هدمها من داخلها، وهذه التجربة مما يدعوا مشايخنا لعدم عرض أدلتهم مرة أخرى على أئمتنا ليس اتهاما لهم وشكّا في قوة منهجهم وصلابة مواقفهم وإنما معرفة بشر الصعافقة وشدة مكرهم التي دلت عليها الأدلة والبراهين وقد ذكرت جلمة منها في مقالتي "الأدلة والبراهين على سوء بطانة الشيخين".
السبب الرابع: اعتبارا بقصة الشيخ أحمد بازمول -حفظه الله- الذي أفسد الصعافقة بينه وبين العلامة عبيد -حفظه الله ورعاه- فتكلم فيه وحذر منه وقال عنه: أنه متسرع ومن شيوخ الفجأة ومع أن العلامة ربيعا -حفظه الله- أثنى عليه وزكاه وقال عنه إنه عالم إلا أن الصعافقة لم يروجوا إلا لكلام العلامة عبيد -حفظه الله ورعاه-؛ ليسقطوا من لا يعجبهم ومن يخافون بزوغ نجمه على أنفسهم، والذي يهمنا أن الشيخ أحمد -حفظه الله- طلب اللقاء بالشيخ عبيد مرتين حتى يُبين له الشيخ عبيد أخطاءه التي هو عليها ليتوب لله منها ولكن الشيخ -حفظه الله- لم يستقبله ولا مكنه من لقائه، حتى أنه قد توسط له للقاء به -في المرة الثانية- مجموعة من المشايخ المعروفين وأبى أن يستقبله، والآن أقول ما هي أخطاء الشيخ أحمد المنهجية التي تخرجه عن دائرة أهل السنة وتلحقه بدائرة أهل البدعة وهذا من أكبر الأدلة على سوء بطانة الشيخ -حفظه الله ورعاه- وهو من الأمور التي لا تشجع على اللقاء بالشيخ -حفظه الله- ومحاورته وعرض الأدلة عليه ما دام الصعافقة يحيطون به ويقلبون الحقائق لديه ويكذبون في نقل الوقائع عليه، سلمه الله من شرهم ورد كيدهم في نحورهم.
- تقيمي لهؤلاء المناقشين:
أولا:لقد اتصل علي أحد إخواننا السلفيين المعروفين في مدينة "مشرية" وهو الأخ لخضر إمام مسجد هنالك وأخبرني بالذي كنت أظنه في هؤلاء المناقشين أنهم من رؤوس الصعافقة عندهم في بلدتهم وأنهم على خلاف ما كانوا يتظاهرون به عندي من عدم تجرئهم على الطعن في العلامة محمد علي فركوس -حفظه الله- بإخباره إياي عن كثرة طعوناتهم في المشايخ في تغريداتهم وكتاباتهم ونحوها مما يصدر عنهم.
ثانيا:أنهم كما هو ديدن أمثالهم يناقشون من أجل عرض شبههم ومحاولة تشكيك مناقشهم في دينه ومنهجه وإن كانوا يتظاهرون بأنهم يريدون معرفة الحق والتزامه ومما دلني على هذا فيهم أمور:
الأمر الأول: أنني سألت من كان يلي الكلام عنهم بعد أن ذكرت له جملة من انحرافات عبد الخالق ماضي ماذا تقول فيه؟ فقال: لا أطعن فيه.
الأمر الثاني: أن الذي يريد معرفة الحق فإنه يقصد أهله وأعلم الناس به لا طلبة العلم الذين قد لا يجد عندهم مراده ومبتغاه أو يرى نفسه قرينا لهم فلا تخضع نفسه لكلامهم ولو كانت الأدلة معهم.
الأمر الثالث: أنه في غير ما مرة يسأل عما تم الجواب عليه ويكرر الأمر الذي بينت له وجهه حتى أنني قلت له مرات: وكأنك لست معي ولا تسمع كلامي وأشهدت عليه صاحبه وأظنه أكبرهم سنا على هذا، وهذا يدل على أنه عنده مهمة يريد إنجازها ويسعى لتحقيقها وكأنه مبرمج على طريقته وما يتكلم به ولذلك كان يفوته كثير مما أقوله له والله المستعان.
الأمر الرابع: سألته إن كان على يقين مما يتبناه فأجاب: بنعم. فقلت له: إذا كنتم على يقين من أمركم فلماذا جئتم عندي، فقال: أحالونا عليك ونحن طلاب حق نريده ونبحث عنه، وقد كررت عليه هذا السؤال مرات كثيرات، وكان الجواب الحقيقي هو الآتي:
لقد أخبرني أخونا لخضر إمام المسجد في مدينة مشرية عن حقيقة أمرهم والسبب الذي جاء بهم وهو محاولتهم التلبيس على رجل كان معهم ممن لا يزال مضطربا في مواقفه حائرا لا يعرف طريقه وذلك بسبب مجالسته لهم وسماعه لشبهاتهم، وإذا عرف السبب بَطَلَ العجب. وهذا الخبر أكد لي ما تفرسته فيهم من خلال محاورتهم.
وهنا لابد من التنبيه على أمر مهم: أن الذي علمناه من كلام علمائنا واطلعنا عليه في كتب أئمتنا أن أهل السنة غالبا لا يطلبون المناظرة ولا يريدون المجادلة بل ينهون عنها ولا يسعون لها وأن أهل الأهواء هم الذي يأتون لأهل الحق ليناظروهم ويجادلوهم، وانظر مثلا كتب أهل السنة وما عقدوا فيها من الأبواب التي تنهى عن مناظرة ومجادلة أهل الأهواء ومنها على سبيل التمثيل: كتاب الإبانة للإمام ابن بطة -رحمه الله- فقد عقد فيه بابا وهو: "ذم المراء والخصومات في الدين والتحذير من أهل الجدال والكلام" ونحوه من الأبواب.
فإذا وجدت من يناظر ويحاور ويخاصم فاعلم أنه يريد بذلك كله في الغالب التلبيس على مناظره أو أن يثبت لنفسه -إن هو غلبه- أن الحق معه لأنه ليس على يقين من دينه، ولذلك جاء على السلف رفضهم للمناظرة وإخبارهم لمن يريد مناظرتهم أنهم على يقين من دينهم أو ليسوا على شك من دينهم ويأمرون من يطلب ذلك منهم أن يذهب فيلتمس دينه أو لشاك مثله فيناظره ونحوه من الكلام.
وهذا الذي قلته لهم في أثناء محاورتهم: أنا لست على شك من ديني وأنا عليه ما بقيت حياتي لأنني معتقد لصحة الأدلة التي معي، (ولذلك لا أحتاج أن أناظر أحدا لأثبت لنفسي أو لغيري صحة ما أنا عليه والحمد لله).
ثالثا:أنهم يريدون استلال كلمة من المحاور لهم يستعملونها لنصرة باطلهم أو التلبيس على غيرهم أو تشويه صورة مناظرهم ومما يدل على هذا في هؤلاء الذين جاؤوا عندي ما وقع ممن كان يتقدمهم ويلي الكلام عنهم حيث أراد في الأخير أن يأخذ مني اعترافا بأنني لم أجبهم وإنما أحلتهم على الشيخ فركوس حفظه الله ليجيبهم، وهذا كان ظاهرا لي أنه يريد أن يستل مني اعترافا يستعمله عند من أرسله أو من يريد إضلاله والتلبيس عليه.
فقلت له: لا، ما من أمر إلا وأجبتكم عليه، ولكنني كنت أحيلكم في كثير من المسائل على الشيخ ابتداء لأنه أعلم بها وأقدر على بيانها، ثم كنت أتبع ذلك دائما بأجوبتي، ولكنني أراك في كثير من الأمور تذهل عنها وكأنك لم تحضرها وتسمعها، فإن شئت أن أعيد عليك المسائل وأجوبتها أعدت، ثم أشهدت عليه صاحبه والذي قلت أنه كان أفطن منه فأقر بأنني جاوبته على كل ما سألني عنه وكانت إحالتي له على الشيخ من باب رده إلى الأصل الذي بدأتهم به ولعل أجوبتي لا تقنعهم فيذهبون إلى من هو أعلم بها وأقدر على بيانها إن كانوا للحق طالبين وعلى نجاة أنفسهم حرصين.
رابعا:أنهم يدعون معرفة الأدلة التي نستدل بها وأنهم اطلعوا على البراهين التي عرضناها والحقيقة أنهم يكذبون في مزاعمهم وادعاءاتهم والواقع يكذبهم والمحاورة دائما تفضحهم ومن ذلك ما وقع لي مع هؤلاء من زعم المتحدث عنهم أنه سمع صوتية عبد الخالق التي يذكر فيها قصة غالية وزعم أنه قال فيها لنفرض فسألته إن كان سمعها فقال: أي نعم، والحقيقة أنه يكذب كما تقدم.
وهذا الذي يقع معهم كلما التقينا ببعضهم وهو دال على أنهم يستعملون التهميش لنا ويزعمون بدعيته ويطلبون منا الانصاف بالقراءة لهم وهم لا يفعلونه.
تنبيه: أما نحن والحمد لله فكل ما نذكره إنما نذكره عن دراية وما لم نطلع عليه لا نستحي من البوح به كمثل مسألة السرقات التي نسبوها للشيخ فركوس -حفظه الله- وإن كنا نجيبهم على قدر علمنا ونرد عليهم بقدر ما تبلغه فهومنا.
خامسا:أنهم يزعمون حرصهم على أن تكون الجماعة واحدة والكلمة متحدة، والحقيقة أنهم يرددون ما يقوله مشايخهم ويزعمه رؤساؤهم؛ ذلك الأمر الذي يكذبه واقعهم، ويأباه عليهم منهجهم وما هو ظاهر عليهم في تصرفاتهم ومعاملاتهم، وبيانه في النقاط التالية:
الأولى: كيف يزعمون إرادة الاجتماع وهم يطعنون في مشايخنا، ويثلبون علماءنا؛ بالكذب والافتراء، والتجني والادعاء؛ ومن كلمات بعضهم القبيحة، وطعوناتهم الصريحة، قول أبي الفضائح معلقا على أحد أذنابهم المتطاولين ممن كتب كتابة رديئة في الطعن في عالمنا وشامة بلادنا:" وفيه بيان ما عليه الدكتور فركوس من التمييع والجهل بمسائل الاعتقاد، وأنه لم يتشبع من كلام السلف في العقيدة، ولا عرف أصول أهل الأهواء والبدع، غفر الله له وهداه إلى الحق المبين، وكشف عنه غشاوة حب الرياسة، جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذا البيان" أقول: لو غيرك قالها! يا من سقطاتك في المعتقد فظيعة، وزلاتك في المنهج بشعة، وقد تقدم في هذه المقالة بعضها، ومنها: القول بأن الأنبياء لم ينجحوا في دعوتهم، والطعن في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ورمي طلبة العلم من السلفيين بالشرك الأكبر وهو تكفير صريح، والموازنات مع أهل البدع الصرحاء كعلي بلحاج كما مر وووو، وكما قيل قديما رمتني بدائها وانسلت.
وهذه النقطة ذكرتها من قبل في مقالة "الأدلة والبراهين" وفيها: - الأمر الأول: إذا كنتم تريدون الإصلاح كما تدعون فلماذا تسعون إلى إسقاط مشايخنا واستخراج طعن في علمائنا، فهل هذا هو حال من يسعى إلى الصلح والإصلاح؟.
الثانية: كيف يزعمون إرادة الاجتماع وهم يتشبثون بباطلهم، ويعلنون عدم اعترافهم بالحقائق الثابتة عليهم، ويوالون ويعادون على أنفسهم ومصالحهم.
الثالثة: كيف يزعمون إرادة الاجتماع وهم يرفضون أسبابه، ويضربون بعرض الحائط كل خطة رشد تؤدي إليه؛ ومن ذلك رفضهم لشروط مشايخنا التي اشترطوها عليهم للجلوس معهم؛ ولو كانت شرطا واحدا هو الاستغناء عن رجل يعلن بمناصرته لأهل الأهواء، ويشيّخ من سلك غير سبيل الأئمة العلماء، ولقد بعثت إليهم في إحدى مقالاتي رسالة ونصيحة، ومرغبات للسعي في الصلح من السنة الصريحة، ولكنهم لم يعيروها انتباها، ولم يلقوا لها بالا، وهي كما في مقالة "الجواب المندي لجبين البليدي الجزء الثاني" حيث قلت:
فإن قلت دليلي أنّكم لم تأخذوا بنصيحتهما بالاجتماع؟ فجوابك أنّ مشايخنا عازمون عليها مريدون لها لكن بشروط لابدّ منها؟ فإن قلت: لا يقبل مشايخ الإصلاح شروطا ولا يريدون اجتماعا مشروطا، قلت: وما في هذا؟ ألم يشترط المشركون شروطا على نبيّنا صلّى الله عليه وسلم في صلح الحديبية وكانت مجحفة فوافق عليها رجاء المصلحة العظمى المترتبة عليها؟ ألستم تزعمون في الدّاخل وتتكلّمون بالكلام الذّي تقصدون به الخارج أنّكم تريدون الصُّلح وتأملون رأب الصَّدع؟ إذا كان الأمر كذلك فلماذا تضحُّون بالاجتماع الذّي تذكرون مصالحه وتتباكون على ضياع ثماره برفض شروط هي في إمكانكم ويسيرة عليكم؟.
وأنا الآن أتوجّه لمشايخ الإصلاح الذين أحببناهم في الله واحترمناهم لله: مشايخنا الكرام أسألكم بالله أن تستجيبوا لشروط مشايخنا ولو رأيتموها مجحفة، وتصورتموها ظالمة، ولكم الأسوة بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلم في صلح الحديبية حيث أنّه صلّى الله عليه وسلم وافق على شروط غاية في الظلم والإجحاف رجاء المصلحة الكبيرة ومنها:
- وافق على كتابة "بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ" بدل:"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" بعد أن أمر بها النّبيّ صلّى الله عليه وسلم الكاتب فمحيت لتكتب بدلا عنها الكلمة التي اقترحها المشركون.
- وافق على كتابة:" مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ" بدل :" مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ" التّي أمر الكاتب أن يكتبها لما اعترض سهيل عليها.
- وافق على الرجوع وعدم إتمام العمرة التّي خرج لها لما رفض سهيل دخولهم قائلا:" وَاللَّهِ لاَ تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّا أُخِذْنَا ضُغْطَةً وَلَكِنْ ذَلِكَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَكَتَبَ".
- وافق أن يردّ إليهم من أتى مسلما من عندهم وهذه كانت مِن أعظمها وأشقّها على المسلمين حتّى قالوا:" سُبْحَانَ اللَّهِ كَيْفَ يُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا" بل قد وقعت عندها واقعة وهي مجيء مسلم إليهم فطلب سهيل أن يردّوه إليه وأنّ ذلك أوّل من يقاضيهم عليه كما جاء في صحيح البخاري:" قَالَ الْمُسْلِمُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ كَيْفَ يُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو يَرْسُفُ فِي قُيُودِهِ، وَقَدْ خَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ، حَتَّى رَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ سُهَيْلٌ هَذَا يَا مُحَمَّدُ أَوَّلُ مَا أُقَاضِيكَ عَلَيْهِ أَنْ تَرُدَّهُ إِلَىَّ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم–" إِنَّا لَمْ نَقْضِ الْكِتَابَ بَعْدُ". قَالَ فَوَاللَّهِ إِذًا لَمْ أُصَالِحْكَ عَلَى شَىْءٍ أَبَدًا. قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-:" فَأَجِزْهُ لِي". قَالَ مَا أَنَا بِمُجِيزِهِ لَكَ. قَالَ:" بَلَى، فَافْعَلْ". قَالَ مَا أَنَا بِفَاعِلٍ. قَالَ مِكْرَزٌ بَلْ قَدْ أَجَزْنَاهُ لَكَ. قَالَ أَبُو جَنْدَلٍ أَيْ مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جِئْتُ مُسْلِمًا أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ لَقِيتُ وَكَانَ قَدْ عُذِّبَ عَذَابًا شَدِيدًا فِي اللَّهِ"، بل وقع أكثر من ذلك كما جاء في البخاري في القصة نفسها:" ثُمَّ رَجَعَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْمَدِينَةِ، فَجَاءَهُ أَبُو بَصِيرٍ -رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ- وَهْوَ مُسْلِمٌ فَأَرْسَلُوا فِي طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ، فَقَالُوا الْعَهْدَ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا. فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلَيْنِ، فَخَرَجَا بِهِ".
مشايخنا الكرام بارك الله فيكم ووفقكم لما فيه صلاح البلاد والعباد والدّعوة السّلفية أليس من الشروط التي لم يطلب الشّيخ أزهر حفظه الله ورعاه في يوم مضى غيره أن يُستغنى عن رجل واحد؟ لنفرض أنه متّهم وما قيل فيه ليس بصحيح وهو مظلوم أليست المصلحة الكبرى وهي الاجتماع تقتضي منكم الاستغناء عنه وترك الاستعانة به فإن كان كما يقال ويروّج رجلا مسكينا فلن يعجز المشايخ عن أن يجدوا له عملا أو إعانة.
مشايخنا الكرام بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير أشروط مشايخنا أعظم وأصعب من شروط المشركين على نبيّنا صلّى الله عليه وسلم.
شيخنا عبد الخالق وفقك الله ألست من قال عن العابدين: وأنا طبيعتي يوجد شيء؛ وأنا والله أحب الجمع بين النّاس، أحب الاجتماع والله لا أحب الفرقة، والله لا أحب الفرقة وأسعى لكي أزيل كل مشكلات الفرقة، ولا أكتمك سرًّا قضيّة الشّيخ العابدين للآن أنا الواقف حتّى لا يتكلّموا فيه قلت لهم: حتّى نلتقي معه ونناصحه ونذكر له كل ما ننقمه عليه والأخطاء الموجودة والأشياء المنهجية التّي أصبح ينحرف فيها، نناصحه، قلت لهم: هذا أخونا وهو من المشايخ وعنده علم، وهو زيادة فينا، إذا عاد زيادة فينا، نبذل له نصيحة أولا: نبرؤ ذمتنا أمام الله تعالى وثانيا نعطيه حقه لأنه له حق في النّصحية هذا مسلم له حق في النّصيحة نعطيه حقه، نذهب عنده ونتودد له ونبكي له ونتملق له ونفعل كل شيء نأخذ له هدية لكي يرجع فإذا تعنت وركب رأسه وكذا في هذه الحالة خلاص..." إذا كان تعاملك هذا مع من ظهر انحرافه فلاشك أنّ حظّ إخوانك منك سيكون أعظم، شيخنا عبد الخالق وفّقك الله لا نريد منك أن ترفض الاجتماع برفض شروط مشايخنا بل اسع على وفق منهجك هذا الذي ذكرته في هذه الكلمة لرأب الصّدع وجمع الكلمة.
مشايخنا الكرام وفّقكم الله وسدد على الخير خطاكم موقف منكم يوقف الفتنة ويرفع المحنة قفوه يُحفظ لكم وترتفع به أقداركم وتثقل به يوم قيامة موازينكم.
مشايخنا الكرام لا تلتفتوا إلى من يشجعكم على الإصرار على مواقفكم والاستمرار على قراراتكم"اهـ.
- ثم شيء آخر مهم وهو: لقد صار القوم في آخر أمرهم -مع الطعن- إلى انتقاد المشايخ حفظهم الله ورميهم بأن لهم مخالفات لدين الله وانحرافات عن شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ والأسئلة التي طرحتها عليهم ولم أجد جوابا عليها لا منهم ولا من أذنابهم كما في مقالة "الأدلة والبراهين" هي:
- الأمر الثاني: ما هو الدافع لكم لمثل هذه الانتقادات هل هو المنهج السلفي ولزوم قواعده وأصوله أم هو الدفاع عن النفس والانتقام لها؟ فإذا قلتم هو المنهج السلفي وما تقتضيه أصوله وقواعده، قلنا: فلماذا لم تنكروا عليهم هذه المسائل من قبل؟ بل لماذا لم تنتقدوا ما هو أفظع منها وأشنع على غيرهم ممن هم اليوم معكم بل ممن هو على خلاف طريق أهل السنة جميعا؟.
- الأمر الثالث: ماذا لو رجع مشايخنا إليكم وقبلوا بالجلوس معكم هل تشترطون عليهم التوبة من هذه المسائل كما قال الشيخ ربيع -حفظه الله تعالى- أم أنكم ترضون بمجالستهم ولو لم تصدر التوبة علانية منهم؟ فإن قلتم: لابد من التوبة قبل الجلوس معهم، قلنا: إذن أنتم الآن تقررون ما كنتم تنكرون من وضع الشروط للجلوس وهل طلب منكم مشايخنا إلا هذا؟ فإن قلتم نرضى بالجلوس معهم ولو لم يتوبوا إلى الله مما ننتقده عليهم، قلنا: لقد خالفتم الشيخ ربيعا حفظه الله ورعاه هذا أولا، وثانيا: هل هذا هو ما يقتضيه المنهج وأصوله منكم؟.
إذن من الذي كان يريد الاجتماع حقيقة ويسعى إليه حقا لا ادعاء؟ هم مشايخنا لأنهم أرادوا اجتماعا حقيقيا على السنة يحبه الله، لا اجتماعا ظاهريا على طريقة اليهود يبغضه سبحانه، ولذلك اشترطوا شروطا ضرورية ليكون الاجتماع مجديا، أما القوم فطالبوا باجتماع صوري أمام الناس يظهرونه وكل يعمل على شاكلته وحسب تصوره كما قال عبد الخالق ماضي في صوتية وهران وتقدم:"
- "هذا الأمر خلاص إنسان هو مقتنع به في رأسه، وجهة مقتنع بها خلاص؛ الله يسهل له هو الآن يعمل، أنا أعمل وهو يعمل، أنظر أنا الذي ينفعني الآن".
- "أنا أمكث جاعلها حكاية وأناصب عليها كذا وكذا هذه هذه خلاص أنظر نشق طريقنا يا إخواننا، "ولا يزال الناس مختلفين" لا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم الله فهمت، إلا من رحم الله، هذا السيد رأى أن يسلك هذا الطريق على أقل الحمد لله نقول الحمد لله ليس هو مثل غيره ممن يدعو إلى الشرك ويناصر البدع ووو عادي، فيه نوع شر، فيّ نوع شر، أترك ذاك النوع من الشر، لكن أنا شري قليل بالنسبة لآخرين، وهو شره قليل بالنسبة لآخرين، دعه هو يعمل ليس بمشكل، وليس بشرط أكون معه في مكان واحد" اهـ.
- وهذا ما قلته في مقالة "وقفات مع ما في بيان الشيخ أبي أسامة -سلمه الله- من مؤاخذات الجزء الثاني":
- الوجه الأول: قولك:" ما دعا إليه كبار العلماء من وجوب الاجتماع على الحق والتعاون على البر والتقوى" اعلم هداك الله أن مشايخنا حفظهم الله لم يخالفوا في هذا الأصل بل هم يدعون إليه ويصرون عليه أن يكون الاجتماع على الحق والتعاون على البر والتقوى أما جماعة الاحتواء فيريدونه اجتماعا ظاهريا وتعاونا جزئيا فنكون معا وكل يعمل على شاكلته ويسلك سبيله ومنهجه ومن ذلك معاملة الرجال التي انتقدها عليهم مشايخنا:
- من إعادة استكتاب المخالفين فأين التعاون على البر والتقوى وهم يصرون على إدماج المنحرفين ومخالفة إخوانهم فيهم وعليهم.
- ومن جلوس مع المخالفين بعد ظهور حالهم وتبين انحرافهم كابن حنفية المعسكري بل وتعظيمه وتقديمه وإحالة المستفتين عليه[3] ونصح الطلبة بكتبه[4] بل والذب عنه والاعتذار عن أخطائه[5] فأين الاجتماع على الحق والتعاون على البر والتقوى وهذا حالم وهذه طريقتهم؟.
- ومن اختلاط بالحزبيين والثناء على رؤوس المنحرفين في الوقت الذي يلمزون إخوانهم ويطعنون فيهم فكيف يكون الاجتماع معهم على الحق والتعاون معهم على البر والتقوى وهم ينطوون على هذه الطامات والمعضلات ولا يقرون بها ويصرحون بانتفاء وجودها جملة وتفصيلا؟.
- ومن توصية بعضهم طلبة العلم في المدينة النبوية بالشناقطة المنحرفين مع تنبيههم على التكتم على ذلك وعدم إبرازه حتى لا ينكر عليهم المتشددون في زعمه[6] من إخوانهم فكيف يكون الاجتماع معهم على الحق والتعاون معهم على البر والتقوى وهذا منهجهم ورأيهم في إخوانهم؟.
وغير ذلك مما خالفوا فيه إخوانهم وأصروا على مخالفتهم إلى آخر لحظة كان مشايخنا معهم، فهل يمكن أن يكون الاجتماع بهم على الحق المبين والتعاون معهم على البر والتقوى؟.
تنبيه مهم: لم تكن المسائل في المجلس على هذا الترتيب وإنما ذكرتها على حسب تذكري لها.
تنبيه آخر: ذكرت مجريات الأمور بالمعنى لا باللفظ وهو غير ممكن كما هو معلوم.
تنبيه ثالث: وهناك أمور أخرى لعلي لا أتذكرها ولو ذكروها وذكروني بها لعلي أتذكر حينها وأذكر أجوبتي لهم عليها والله الموفق لا رب لنا سواه.
تنبيه رابع: هذا هو حال الصعافقة كما عرفناهم زيادة على ما عندهم من قلب الحقائق والكذب والتلبيس والتدليس ولهذا أفتى العلامة محمد علي فركوس بتهميشهم وشيوخهم ولأجل هذا وذاك لا يريد السلفيون اللقاء بهم ولا محاورتهم وأنا منهم فلا أريد من صعفوق من أي مكان كان أن يأتي عندي إلى بلدتي ومحلي ليعرض شبهاته علي فإني على يقين من أمري ولست على شك من ديني ومن أراد معرفة ما أقوله وأدين الله به فهذا هو اعتقادي وهذه هي قناعاتي قد نشرتها في مقالاتي فليرجع إليها وليقرأها فإن اقتنع فالحمد لله وإن لم يقتنع فلا أملك له بعد ذلك شيئا.
والله الموفق للصواب ولا حول ولا قوة إلا بالله الملك الوهاب.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا غله إلا أنت أستغفرك واتوب إليك.
يوم الجمعة: 23 محرم 1442هـ
الموافق: 11 / 09 / 2020 م
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- قالها بالدارجة هكذا: يقول الشيخ لزهر في صوتية العار التي نشرها في بني صاف للأسف الشديد صوتية عار تتكلم نت على مصطفى قالية ولا إخوة طلبة العلم هاجروا في سبيل الله لتعليم الناس، تقولي يقول راح لواحد مرفه وقالوا اشريلي قطعة أرض أني خايف () هاو قالها المسكين في وضعية معندوش سكنة، كان كي روح للعاصمة مسكين والله ما عندوا وين يسكن غير يبات عند الإخوة، ومرتوا يسكنوا اموليها في لكاصبا في غرفة راح يروح ليهم يسنوا عندوا عامين باش يروحلهم يحط زوجتو عند يماها ويدور عند الإخوة يبات، فراه المشكل يعني، خسارة فيه يعني، راهم الفجار يشريولهم راهم لي يلعبوا الكرة والفنانين تاع الغنا وتاع كذا راهم، واحد مومن ومجاهد في سبيل الله يبذل العلم أخسارة فيه يعني.
[2]- أي ردا عاما على جميعهم وأنشره كما هو المعتاد من ردود على صفحات المنتديات حتى يعلمه القاصي والداني ممن قرأ افتراءهم علي وكذبهم في حقي.
[3]- كما فعل عز الدين رمضان في المجلس المشهور والذي زعم لما انتقد عليه أنه لم يكن على علم بوجوده فيه وإنما طعم وانصرف ثم جاءت الصوتيات التي فضحت أمره وبينت الذي وقع منه من ثناء على المجلس مع بن حنفية وأنه يزيد في الإيمان وكذلك إحالة سؤال السائلين عليه وفيه ما فيه من تعظيمه وإكابره وإظهار الاحترام له وللحاضرين جميعا.
[4]- كما فعل عز الدين رمضاني وعبد الخالق ماضي وهو مسجل عنه.
[5]- كما فعل عبد الخالق ماضي وهو مثبت في شهادتنا عليه لمن أراد أن يرجع إليها ويعلم حقيقة دفاعته عنه ومحاولة تلميعه عند السلفيين في الوقت الذي يطعن فيه في مشايخ الدعوة السلفية.
[6]- كما فعل عبد الخالق ماضي وهو مسجل عنه بصوته.
[2]- أي ردا عاما على جميعهم وأنشره كما هو المعتاد من ردود على صفحات المنتديات حتى يعلمه القاصي والداني ممن قرأ افتراءهم علي وكذبهم في حقي.
[3]- كما فعل عز الدين رمضان في المجلس المشهور والذي زعم لما انتقد عليه أنه لم يكن على علم بوجوده فيه وإنما طعم وانصرف ثم جاءت الصوتيات التي فضحت أمره وبينت الذي وقع منه من ثناء على المجلس مع بن حنفية وأنه يزيد في الإيمان وكذلك إحالة سؤال السائلين عليه وفيه ما فيه من تعظيمه وإكابره وإظهار الاحترام له وللحاضرين جميعا.
[4]- كما فعل عز الدين رمضاني وعبد الخالق ماضي وهو مسجل عنه.
[5]- كما فعل عبد الخالق ماضي وهو مثبت في شهادتنا عليه لمن أراد أن يرجع إليها ويعلم حقيقة دفاعته عنه ومحاولة تلميعه عند السلفيين في الوقت الذي يطعن فيه في مشايخ الدعوة السلفية.
[6]- كما فعل عبد الخالق ماضي وهو مسجل عنه بصوته.
تعليق