إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العجب صناعة إبليس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العجب صناعة إبليس

    بسم الله الرحمن الرحيم
    العجب صناعة إبليس

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
    أما بعد:
    فجملة من الأمراض الخطير كالكبر والحسد والغرور والاستخفاف بالغير منشأها وداعمها وأساسها ومحركها وقطبها العجب.
    فمن أعجب بنفسه تدرج به الحال حتى يتلطخ بشيء من تلك الأمراض.
    قال العلامة ابن باديس رحمه الله في ((آثاره)) (1/ 277) : ((والعجب هو أساس الرذائل. فأول الترك تركه، وهو المانع من اكتساب الفضائل)) اهـ.

    ولما ركب إبليس الغرور والحسد والكبر واستخف بأبينا آدم عليه الصلاة والسلام لم يقع في هذه الأدواء إلا عندما أعجب بنفسه.
    قال الله تعالى في كتابه العزيز على لسان إبليس: {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} [الأعراف: 12].

    قال ابن جرير الطبري في ((تاريخ الرسل والملوك)) (1/85): ((ذكر السبب الذي به هلك عدو الله وسولت له نفسه من أجله الاستكبار على ربه عز وجل.
    اختلف السلف من الصحابة والتابعين في ذلك، وقد ذكرنا أحد الأقوال التي رويت في ذلك عن ابن عباس، وذلك ما ذكر الضحاك عنه، أنه لما قتل الجن الذين عصوا الله، وأفسدوا في الأرض وشردهم، أعجبته نفسه ورأى في نفسه أن له بذلك من الفضيلة ما ليس لغيره.
    والقول الثاني من الأقوال المروية في ذلك عن ابن عباس، أنه كان ملك سماء الدنيا وسائسها، وسائس ما بينها وبين الأرض، وخازن الجنة، مع اجتهاده في العبادة، فأعجب بنفسه، ورأى أن له بذلك الفضل، فاستكبر على ربه عز وجل)) اهـ.
    كلا القولين وضعهما في قسم الضعيف صاحب كتاب ((صحيح وضعيف تاريخ الطبري)) (6/51) وحكم عليهما بالضعف.

    وقال العلامة عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني رحمه الله في ((درج الدرر في تفسير الآي والسور)) (4/ 1598) : (({وتفاخر} تذاكر بالشرف القديم، وأول من فخر إبليس)) اهـ.

    وقال العلامة ابن باديس رحمه الله في ((آثاره)) (1/ 276-277) : ((إبليس اللعين- نعوذ بالله تعالى منه- كان أصل هلاكه من عجبه بنفسه، وأنه خلق من النار، وأنه خير من آدم، فتكبر عليه فكان من الظالمين الهالكين)) اهـ.

    فالعجب داء قاتل وأس لأمراض فتاكة من انغمس فيه شابه إبليس.
    هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: ليلة السبت 17 المحرم سنة 1442 هـ
    الموافق لـ: 5 سبتمبر سنة 2020 ف
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X