إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سؤال العلماء بما تمليه الأهواء عمل اليهود السفهاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سؤال العلماء بما تمليه الأهواء عمل اليهود السفهاء

    بسم الله الرحمن الرحيم
    سؤال العلماء بما تمليه الأهواء عمل اليهود السفهاء



    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
    أما بعد:
    فمن نظر في حال كثير من الناس وجد في أسئلتهم لأهل العلم تتبع الرخص، وهذا التتبع للرخص ناتج عن ميل للهوى، وسؤال العلماء اتباعا للهوى له أصل عند اليهود الأشقياء.

    قال الله عزّ وجلّ: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا}[المائدة: 41].

    قال الإمام أبو جعفر الطبري رحمه الله في ((جامع البيان)) : ((يقول تعالى ذكره: يحرف هؤلاء السمَّاعون للكذب، السماعون لقوم آخرين منهم لم يأتوك بعدُ من اليهود الكلم، وكان تحريفُهم ذلك، تغييرَهم حكم الله تعالى ذكره الذي أنزله في التوراة في المحصَنات والمحصَنين من الزناة بالرجم إلى الجلد والتحميم)) اهـ.

    وقال العلامة السعدي رحمه الله في ((تيسير الكريم الرحمن)) : (({يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا} أي: هذا قولهم عند محاكمتهم إليك، لا قصد لهم إلا اتباع الهوى)) اهـ.
    نون الهوان من الهوى مسروقة. *** فإذا هويت فقد لقيت هوانا
    وإذا هويت فقد تعبدك الهوى.
    *** فاخضع لإلفك كائنا من كانا


    وقال الله تعالى: {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} [المائدة: 43].
    قال العلامة ابن عثيمين رحمة الله في ((تفسير القرآن الكريم سورة المائدة)) (1/421-423) : ((ومن فوائد الآية الكريمة:
    الفائدة الأولى: العجب من هؤلاء اليهود الذين يحكمون النبي صلى الله عليه وسلم طلبًا للرخصة وعندهم التوراة.
    الفائدة الثانية: أن من استفتى عالما طلبًا للرخصة ففيه شبه من اليهود، ولهذا قال العلماء: يحرم الاستفتاء طلبًا للرخصة، وقالوا: من تتبع الرخص فقد تزندق، وصفة تتبع الرخص أنه إذا أفتاك عالم ولم ترد فتواه ذهبت إلى عالم آخر ليفتيك بما يناسبك، ولا شك أن المستفتي إنما أراد اتباع الهوى دون الهدى.
    ...
    الفائدة السابعة: أن من طلب الفتوى تتبعًا للرخصة فليس بمؤمن، لقوله تعالى: {وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} لكن هل ينتفي عنه أصل الإيمان أو كمال الإيمان، الظاهر الثاني أنه ينتفي عنه كمال الإيمان)) اهـ.

    وقصة هؤلاء اليهود جاءت عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن اليهود جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما تجدون في التوراة في شأن الرجم)).
    فقالوا: نفضحهم ويجلدون.
    فقال عبد الله بن سلام: كذبتم إن فيها الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم، فقرأ ما قبلها وما بعدها.
    فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فرفع يده فإذا فيها آية الرجم.
    فقالوا: صدق يا محمد، فيها آية الرجم.
    فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما.
    قال عبد الله: فرأيت الرجل يجنأ على المرأة يقيها الحجارة.
    أخرجه البخاري.

    فهذا الكذب في السؤال على العلماء وتتبع الرخص وما يمليه الهوى ورثه كثير من الناس عن السيء من اليهود السفهاء.
    هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    ✍️ كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: ليلة الجمعة 8 المحرم سنة 1442 هـ
    الموافق لـ: 28 أغسطس سنة 2020 ف
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2020-08-30, 03:27 PM.
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X