إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بحوث فلكية شرعية: هل أذانا الظهر والعصر في الوقت الشرعي؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بحوث فلكية شرعية: هل أذانا الظهر والعصر في الوقت الشرعي؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بحوث فلكية شرعية
    هل أذانا الظهر والعصر في الوقت الشرعي؟




    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد:
    فقد كنتُ كتبتُ سابقًا في منتديات التصفية والتربية موضوعًا مختصرًا جمعتُ فيه بعض ما وصلني مِن بحوث في دخول وقت صلاة الظهر، وبعدها وجدت بحوثا أخرى لها علاقة بموضوع صلاة الظهر وصلاة العصر، ورأيتُ أن أعيد كتابة الموضوع في منتديات الإبانة السلفية بعد طلب أحد الإخوة للحاجة إليه في هذه النازلة التي نزلت بنا وهي جائحة كورونا -رفعها الله عنا بعافية- حيث إنّ الوزارة ألزمت بإقامة الصلاة بعد الأذان.

    فأقول وبالله التوفيق: مِنَ المعلوم أنَّ الشمس إذا أشرقت كان الظل ممتدًّا وكلَّما ارتفعت تناقص الظل، فإذا ابتدأ بالزيادة ومالت الشمس نحو المغرب فهذا يسمى الزوال ويدخل وقت صلاة الظهر.

    ولكن ما هو المعيار الدقيق لدخول وقت صلاة الظهر؟

    اختلف الناس في دخول وقت صلاة الظهر (وقت الزوال)، وقد وقفتُ على ثلاثة أقوال لهم:

    القول الأول: أن دخول وقت الظهر يبدأ حين يعبر مركز قرص الشمس خط منتصف النهار.
    ويمكن حساب منتصف النهار بأن تُجمع الساعات بين الشروق والغروب وتُقسم على اثنين.
    وهذا هو المعمول به في بلادنا حيث تعتمد وزارة الشؤون الدينية على تقويم رابطة العالم الإسلامي، وذهب إلى هذا القول الدكتور محمد شوكت عودة في بحث بعنوان: "تحديد أول وقت صلاة الظهر".

    القول الثاني: أن دخول وقت الظهر يبدأ حين تعبر حافة قرص الشمس الشرقية خط منتصف النهار. بمعنى أن يخرج جميع قرص الشمس عن خط وسط السماء.
    ويمكن احتساب هذا بأن يزاد ما يقارب الدقيقتين أو 3 دقائق على أقصى تقدير بعد وقت صلاة الظهر حسب تقويم رابطة العالم الإسلامي.
    وهذا القول ذهب إليه الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان -عضو هيئة كبار العلماء سابقا- في بحث بعنوان: "تحديد وقت زوال الشمس" كما ذهب إليه الدكتور نزار محمود قاسم الشيخ في بحثه: "المعايير الفقهية والفلكية لدخول وقتي الظهر والعصر" بل بنى على مسألة وقت الظهر دخول وقت صلاة العصر فقال بزيادة 3 دقائق بعد تقويم رابطة العالم الإسلامي. وهذا على رأي الجمهور في دخول وقت العصر بأنه يدخل حين يصير ظل كل شيء مثله سوى فَـيء الزوال خلافا لأبي حنيفة فإنه يرى بأن وقت العصر يدخل حين يصير ظل كل شيء مثليه سوى فَـيء الزوال.
    ويرى الباحث نزار محمود قاسم الشيخ أن وقت النهي عن الصلاة يقدَّر بخمس دقائق قبل الزوال.

    القول الثالث: أن دخول وقت الظهر يبدأ حين يصير ظل الإنسان بقدر شِراك نعله.
    ويحتسب هذا بزيادة أربع درجات بعد الزوال الفلكي، والدرجة تقدَّر بأربع أو خمس دقائق بحسب وقت الشتاء والصيف.
    وهذا يعني زيادة 15 دقيقة أو 20 دقيقة بعد وقت صلاة الظهر حسب تقويم رابطة العالم الإسلامي.
    وهذا القول وجدته في بحث أكاديمي بعنوان: "تحديد الزوال الشرعي وأول وقت الظهر" تقدم به الباحثان: علي عزوز وسفيان سنيان.

    * هذه الأقوال بأدلتها ومناقشاتها موجودة في الملفات المرفقة، وقد نوقش هذا الموضوع في مجمع الفقه الإسلامي في دورته الثانية والعشرين ولكن لم يفصل فيه!.

    وسبب الخلاف راجع إلى فهم النصوص وتطبيقها في الواقع.

    والقول الذي أرتاح له هو القول الثاني، ويُستحب الخروج من الخلاف، وكلما احتاط الإنسان في أداء الصلاة يكون أحسن وقد ذهب شيخنا محمد علي فركوس حفظه الله إلى الاحتياط بقدر 7 دقائق تقريبا.
    وإذا كان الإنسان اقتنع بقولٍ ورأى أن الوقت لم يدخل وصلى في المسجد جماعة فينويها نافلة ثم يصلي الفريضة في وقتها كما أفتى بذلك شيخنا محمد علي فركوس والشيخ عبد المجيد جمعة حفظهما الله.
    والدليل: حديث
    أبي ذر رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيفَ أنتَ إذا كانت عليك أمراء يؤخِّرون الصلاة عن وقتها - أو يُـمِيتُون الصلاةَ عن وقتها - ؟ قال : قلتُ : فما تأمُرُني ؟ قال : صلِّ الصلاةَ لوقتها، فإن أدركتَها معهم فصلِّ فإنَّها لك نافلة. رواه مسلم (648)
    وتأخير الصلاة عن وقتها أو تقديمها قبل وقتها سِيَّان في الحُكم.

    معَ العِلم بأنّ الإنسان إذا اعتقد بأنَّ الوقت يدخل بعد 3 دقائق، فإنَّ وقت الأذان والإقامة وتسوية الصفوف كافٍ في دخول الوقت.


    ملاحظة:
    - زوال الشمس يختلف باختلاف الأماكن حول العالم، ومن المعلوم فلكيًّا أن الشمس في دورانها حول الأرض قد تدور في خط الاستواء وهو منتصف الكرة الأرضية وقد يصل مدارها شمالا إلى مدار السرطان أو جنوبا إلى مدار الجدي، فإذا كان الشخص في منطقة خط الاستواء قبل زوال الشمس فلا يختفي ظله إلا إذا كانت الشمس متعامدة عليه في ذلك اليوم، لأنها قد تكون الشمس تجري في مدار السرطان ولا تتعامد إلا على مَن هم في ذلك الخط وأما البلدان الواقعة فيما عداه فلا يختفي الظل عندهم إذا كانت الشمس في كبد السماء قبل زوالها.

    ينبني على هذا مسائل:
    عدم صحة الأذان إذا كان خارج الوقت الشرعي
    عدم مشروعية الترديد مع المؤذن إن أذن قبل الوقت الشرعي
    عدم صحة صلاة مَن يصلي قبل الوقت الشرعي سواء كانت الصلاة راتبة أو فريضة

    * وهذه المسائل كلها بالنسبة للذي يعتقد أن الوقت لم يدخل، وأما مَن يعتقد دخول الوقت فصلاته صحيحة وأذانه صحيح.
    هذا تمام الكلام في المسألة، والله أعلم،
    فإن كان صوابا فمِن الله تعالى وأحمده على ذلك، وإن كان خطأ فمن نفسي ومن الشيطان وأستغفر الله.
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبد العزيز موصلي; الساعة 2021-02-12, 06:07 PM.

  • #2
    بحث قيّم في بابه
    فجزاك الله خيرا أخي على هذه النقولات الطيّبة ؛ كما أني أستسمحك أخي الحبيب على زيادة هذه الفائدة.

    قال الشـافعي في كتاب الأم ( ٩٠/١ ): "وأول وقـت الظهـر إذا اسـتيقن الرجل بزوال الشمس عن وسط الفلك، وظل الشمس في الصيف يتقلص حتـى لا يكون لشيء قائم معتدل نصف النهار ظل بحال، وإذا كان ذلك فسقط للقـائم ظل، ما كان الظل، فقد زالت الشمس، والظل في الشـتاء والربيـع والخريـف مخالف له فيما وصفت من الصيف، وإنما يعلم الزوال في هذه الأوقات بـأن ينظـر إلى الظل، ويتفقد نقصانه، فإنه إذا تناهى نقصانه زاد، فإذا زاد بعد تناهي نقصانه فذلك الزوال هو أول وقت الظهر" اهـ.

    تعليق


    • محمد عبد العزيز موصلي
      محمد عبد العزيز موصلي تم التعليق
      تعديل التعليق
      جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذه الفائدة، وأشكر لك حسن أدبك.. حفظك الله
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X