تغريد
بسم الله الرحمن الرحيم
كشف أسرار المسلمين مشابهة للشياطين
كشف أسرار المسلمين مشابهة للشياطين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فالذي يهتك أسرار المسلمين ويكشف معاهداتهم ومخططاتهم فيه شبه بالشياطين.
قال ابن إسحاق رحمه الله كما في ((سيرة ابن هشام)): فأما معبد بن كعب بن مالك فحدثني في حديثه، عن أخيه عبد الله بن كعب، عن أبيه كعب بن مالك، قال: كان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور، ثم بايع بعد القوم.
فلما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صرخ الشيطان من رأس العقبة بأنفذ صوت سمعته قط: يا أهل الجباجب- والجباجب: المنازل - هل لكم في مذمم والصباة معه، قد اجتمعوا على حربكم.
قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أزب العقبة، هذا ابن أزيب- قال ابن هشام: ويقال ابن أزيب - أتسمع أي عدو الله، أما والله لأفرغن لك.
قال: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارفضوا إلى رحالكم.
وقد عنون العلامة صفي الدين المباركفوري رحمه الله في كتابه ((الرحيق المختوم)) : (شيطان يكتشف المعاهدة).
ومن الصور القبيحة إفشاء أسرار الزوجية.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا عسى أحدكم أن يخلو بأهله يغلق بابا ثم يرخي سترا ثم يقضي حاجته ثم إذا خرج حدث أصحابه بذلك ألا عسى إحداكن أن تغلق بابها وترخي سترها فإذا قضت حاجتها حدثت صواحبها)).
فقالت امرأة سفعاء الخدين: والله يا رسول الله إنهن ليفعلن وإنهم ليفعلون.
قال: ((فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة على قارعة الطريق فقضى حاجته منها ثم انصرف وتركها)).
أخرجه البزار في ((المسند)).
قال المنذري: وله شواهد تقويه.
وقال الألباني رحمه الله في ((صحيح الترغيب والترهيب)): حسن لغيره.
وأخرجه الخرائطي في ((مساوئ الأخلاق)) (39/2) عن أبي هريرة كما ذكره الألباني رحمه الله في ((الصحيحة)) (رقم: 3153) وقال في (7/435): ((وهذا إسناد حسن أو قريب من الحسن)) اهـ.
أما الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها)).
قال الإمام الألباني رحمه الله في ((آداب الزفاف)) (حاشية: 91-92): ((...ثم استدركت فقلت: إن هذا الحديث مع كونه في "صحيح مسلم" فإنه ضعيف من قبل سنده لأن فيه عمر بن حمزة العمري وهو ضعيف كما قال في "التقريب" وقال الذهبي في "الميزان":
"ضعفه يحيى بن معين والنسائي وقال أحمد: أحاديثه مناكير".
ثم ساق له الذهبي هذا الحديث وقال:
"فهذا مما استنكر لعمر".
قلت: ويسنتنج من هذه الأقوال لهؤلاء الأئمة أن الحديث ضعيف وليس بصحيح)) اهـ.
ومن صور هذا الفعل القبيح والجرم الشنيع ما يقوم به بعض السفهاء من إعلان فض البكارة في أول ليلة للزوجين معا، ولهم طرق حسب عادات الشعوب.
ومن أمثال هذه الأفعال القبيحة ما يفعله بعض المجرمين من نشر أسرار المحادثات – مصورة أو صوتية - التي بينه وبين إخوانه، وربما اعطى العهود والمواثيق لحفظ السر، فخان الصديق وضيع الأمانة، وربما خطف هذه المحادثة من جهاز أخيه وسطى عليها وأذاعها، كما فعل صارخ العقبة – الشيطان – لكشف سر رسول الله عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام عليهم من الله الرضوان.
وما حادثة نشر ذلك الشقي للمحادثة بين الشيخين الفاضلين الشيخ العلامة محمد بن هادي والشيخ الكريم أزهر سنيقرة حفظهما الله عنا ببعيد، فحال ذلك البعيد كحال ذلك الشيطان العنيد.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍️ كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأربعاء 15 ذي الحجة سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 5 أغسطس سنة 2020 ف
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأربعاء 15 ذي الحجة سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 5 أغسطس سنة 2020 ف