إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تذكرة حول إخلاص النية في طلب العم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تذكرة حول إخلاص النية في طلب العم

    بسم الله الرحمن الرحيم



    تذكرة حول إخلاص النية في طلب العلم






    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ولا عدوان إلا على الظالمين، أما بعد:

    فقد حثنا نبينا صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة على طلب العلم، وبذل الجهد في تحصيله، فهو ميراث الأنبياء، والطريق الموصلة إلى الجنة، علامة إرادة الخير للعبد، وسبب للظفر لدعاء الملائكة واستغفارهم، ونيل الرحمة والسكينة والسعادة في الدنيا والآخرة، وهو من أعظم الصدقات الجارية التي يخلفها العبد بعد موته، وهو نور للعبد في قبره، وخير ما يعنى بتحصيله وإنفاقه، وهو سبيل الارتقاء إلى درجة الخشية لله، والرفعة في الدنيا والآخرة، ولولا أهله لصار الناس مثل البهائم، وقال معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه‏:‏ (تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، وهو الأنيس في الوحدة، والصاحب في الخلوة)‏.‏
    فلا غور بعد ذلك أن يكون صاحب العلم محل الغبطة والحسد المحمود بل والحسد المذموم كذلك، حفظ الله جميع المسلمين من حسد الحاسدين.

    وقد أسهب شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله تعالى وأفاض في بيان فضل العلم وأهله من ثلاث وخمسين ومائة وجه في كتابه العظيم "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة"، فينبغي للمشتغلين بالعلم وتحصيله الاعتناء بهذا المصنف وإدامة النظر فيه، ففيه من كنوز العلم والتوحيد ما الله به عليم.

    ومن المهمات في هذا الباب الاعتناء بصحيح النية في الطلب وإخلاص القصد لله تعالى، فطلب العلم من جنس العبادات، ولا تقبل العبادة إلا بالإخلاص، والنصوص في ذلك كثيرة، فمنها قوله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}، وقوله عز وجل: {فاعبد الله مخلصا له الدين * ألا لله الدين الخالص}، وقال سبحانه: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا: (من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه).

    وقد جاء الوعيد الخاص في طلب العلم لغير الله، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه)، وأعظم ما ينتفع به صاحب العلم إخلاص النية لله، كما قال بعض السلف: طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله.
    والحديث فيه عثمان بن مقسم البري أسقطه كثير من المحدثين، وقال ابن عدي في "الكامل": (...إنه في الجملة ضعيف ومع ضعفه يكتب حديثه)، ويروى أيضا عن أبي الدرداء بإسناد ضعيف: (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، عالم لا ينتفع بعلمه)، ومهما يكن فإن معنى الحديث صحيح وله شواهد كثيرة من القرآن والسنة تدل عليه.

    وجاء أيضا عند أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة)، يعنى: لم يجد ريحها‏.

    وعند الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تعلم العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، فهو في النار).

    وفي رواية لابن ماجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا تخيروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار).

    وفي"صحيح مسلم" عن النبي صلة الله عليه وسلم: (إن أول من تسعر بهم النار ثلاثة، أحدهم: من قرأ القرآن وتعلم العلم ليقال هو قارئ وهو عالم، ويقال له: قد قيل ذلك، ثم أمر به فيسحب على وجهه حتى ألقي في النار).

    وقد قيل:

    وعالم بعلمه لم يعملن *** معذب من قبل عباد الوثن



    هذه تذكرة أردت أن أذكر بها نفسي وإخواني، أسأل الله تعالى أن ينفع بها كاتبها وقارئها، والحمد لله رب العالمين.



    كتبه:
    أبو قيس عماد البجائي
    ليلة الاثنين السادس من ذي الحجة سنة 1441هـ.
    الموافق السابع والعشرين من شهر جويلية 2020م.
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X