إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المنظومة البيقونيَّة .. بدايتُكَ في مصطلح الحديث يا طالب العلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المنظومة البيقونيَّة .. بدايتُكَ في مصطلح الحديث يا طالب العلم

    بسم الله الرَّحمن الرَّحيم


    (المنظومة البيقونيَّة .. بدايتُكَ في مصطلح الحديث يا طالب العلم)



    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّه ومصطفاه، أمَّا بعدُ:
    فإنَّ العلماء قد اعتنوا بتقريب العلمِ إلى طُلَّابهِ، وذلك بتسهيل* مسائله، وترتيبِه على مستوياتٍ؛ فجعلوا للمبتدئ المختصرات، الَّتي تحوي من العلمِ الأصولَ والمهمَّات، ثُمَّ يرتقي بعدَ ذلكَ إلى المتوسِّطات، بحيثُ تتوسَّع مداركُهُ، وتزدادُ معارفهُ، ويقوى عودُه؛ ثمَّ ينتقلُ بعدَ ذلكَ إلى بحرِ المطوَّلاتِ والمبسوطات.
    فهوَ سُلَّمٌ يرتقي فيه الطَّالبُ تدريجيًّا، ليكونَ علمهُ مبنيًّا على كلِّيَّات ومهمَّاتٍ وأصولٍ صحيحةٍ، تجمعهُ لهُ وتضبطهُ.
    وقد تفنَّنوا في تقريبِ العلمِ بكافَّةٍ فنونهِ، بينَ النَّثر والنَّظمِ، تيسيرًا لنيلهِ؛ ومن ذلكَ قولُ محمَّدِ بنِ أُبَّ في مقدِّمة نظمهِ لمتنِ المقدِّمة الآجُرَّاميَّةِ في النَّحوِ:
    وبعدُ فالقصدُ بذا المنظوم *** تسهيلُ منثُور ابنِ آجُرُّوم
    لمن أرادَ حفظَــــهُ وعَسُــــــــــرَا *** عليه أن يحفظَ ما قد نُثِرَا


    فإنَّما نظمَ المقدِّمةَ الآجُرَّاميَّة تسهيلًا لها، لمن عسُرَ عليه حفظُها؛ وهذا من بابِ تيسيرِ العلمِ لطالبيهِ.

    هذا؛ وقد كثُرت وتنوَّعت المؤلَّفاتُ في علمِ مصطلحِ الحديثِ؛ كما هو شأنُ التَّأليفِ في سائرِ الفنونِ، على النَّحوِ الَّذي تقدَّم ذكرُهُ؛ فمن المختصرات فيه:
    - الموقظة، للحافظِ شمس الدِّين أبي عبد الله الذَّهبيِّ (ت: 748هـ).
    - التَّذكرة في علوم الحديث، للحافظِ سراج الدِّين أبي حفصٍ ابن الملقِّن (ت: 804هـ).
    - إملاءُ العلَّامة ابنِ باديس (ت: 1359هـ) في مصطلح الحديث.
    وغيرُ ذلكَ من المختصرات ممَّا ليسَ هذا موضعُ ذكرِ جميعها لأنَّه يطولُ ويخرجُ بنا عن المقصُودِ.
    ومن أهمِّ المختصراتِ في هذا الفنِّ، المنظومةُ البيقونيَّةُ في مصطلحِ الحديثِ؛ وهيَ منظومةٌ يسيرةُ المباني لطيفة المعاني، سُمِّيت بالبيقونيَّة نسبةً إلى ناظمها، وقد صرَّح هوَ بهذا في آخرها، فقالَ:
    وقد أتت كالجوهر المكنون *** سمَّيتُها منظومةَ البيقُوني



    والبيقونيُّ - رحمهُ اللهُ تعالى - رجلٌ مغمورٌ، لا تُوجدُ لهُ ترجمةٌ، بل غايةُ ما ذكرهُ العُلماءُ عنهُ، هوَ اسمهُ على اختلافٍ بينهُم في ذلكَ، كما أنَّهم لم يحدِّدوا تاريخَ مولدهِ أو ما يقربُ منهُ، بل ذكرُوا سنةَ وفاتهِ بالتَّقريبِ؛ قالَ الزِّركليُّ في الأعلام: «عمر (أو: طه) بن محمَّد بن فتُّوح البيقونيُّ، دمشقيٌّ شافعيٌّ؛ عالمٌ بمصطلح الحديثِ، اشتهرَ بمنظومتهِ المعروفة باسمهِ (البيقونيَّة في المصطلح)». انتهى [64/05 بتصرُّفٍ].
    وأمَّا عن المنظومةِ، فيقولُ فضيلةُ الأستاذ الدُّكتور محمَّد بن عمر بازمول - وفَّقهُ اللهُ تعالى -:
    «نظمُ البيقونيَّةِ يقعُ في أربعةٍ وثلاثينَ بيتًا، لا يتميَّزُ بشيءٍ، غيرَ سهولةِ العرضِ ووُضوحِ الفكرةِ، واقتصارهِ على أهمِّ أنواعِ علومِ الحديثِ!
    وضعَ اللهُ لهُ القَبُولَ، فقد تداولها طلَّابُ العلمِ وخاصَّةً المبتدئينَ، يتدارسُونها، وينظرونَ فيها، ويعتنونَ بشرحها وباقتناصِ الفوائدِ منها». انتهى [شرح المنظومة البيقونيَّة في مصطلح الحديث (09)].
    وقد اشتملت هذه المنظومةُ على اثنينِ وثلاثينَ قسمًا من أنواع علم الحديثِ، ولم تشمل كلَّ الأنواع، كما قالَ النَّاظمُ في مقدِّمتها:
    وذِي من أقسام الحديثِ عِدَّهْ *** وكلُّ واحدٍ أتى وحدَّهْ



    وبيَّنَ أيضًا في آخرها، بأنَّ عدد أبياتها أربعٌ وثلاثونَ بيتًا، فقالَ:
    فوقَ الثَّلاثينَ بأربعٍ أتتْ *** أبياتُها ثمَّ بخيرٍ خُتمتْ



    وقد اعتنى بها العلماءُ وطلبةُ العلمِ حفظًا وشرحًا وتدريسًا، وجعلوها المدخلَ لطالبِ العلمِ في هذا الفنِّ، ليترقَّى بعدها في سُلَّمِ علوم الحديثِ، بدراسةِ كتبهِ المصنَّفةِ فيهِ على اختلافِ مستوياتها.
    وقد طُبعَ الكثيرُ من شروحها، والكثيرُ أيضًا لم يُطبع ولم يشتهر، فهيَ تُدرَّسُ في مختلفِ الأمصارِ، بل قد يشرحُها العالمُ الواحدُ عدَّة مرَّاتٍ.
    ولن أذكُرَ شروحاتها المعروفة أو غيرها هنا، حتَّى لا أطيلَ على القارئ الكريمِ، بل أرشدهُ إلى شرحٍ نفيسٍ، هوَ من أحسنِ الشُّروحِ الَّتي اطَّلعتُ عليها، وامتازَ بمميِّزاتٍ، أذكرُ منها أنَّهُ يُيسِّرُ على طالبِ العلمِ استيعابَ الكثيرِ من المسائل فيما يأتي معهُ مستقبلًا، ويُسهِّلُ عليه أيضًا قراءة الكتبِ الأخرى في هذا الفنِّ؛ وهو: (شرح المنظومة البيقونيَّة في مصطلح الحديثِ)، لفضيلةِ الأستاذ الدُّكتور محمَّد بن عمر بن سالمٍ بازمُول - وفَّقهُ اللهُ تعالى -، وهوَ يقعُ في (172 صفحة) دون الفهارس؛ وقد صدرَ عن دار الميراث النَّبويِّ.
    ومن لم يتيسَّر لهُ تحصيلُ هذا الشَّرح المطبوعِ، فإنَّهُ يجدهُ مسجَّلًا منشورًا في الشَّبكة العنكبوتيَّةِ.
    أو يتابعُ التَّعليقَ المختصرَ الَّذي جاءَ في درسينِ، ضمنَ مناشطِ دورةٍ علميَّةٍ، ورابطُ الدَّرسينِ مرفوقٌ بهذا المنشورِ.
    هذا، وأختمُ المنشورَ بما قالهُ سعادة الدُّكتُور محمَّد بازمول - وفَّقهُ اللهُ تعالى -:
    «فسُبحانَ الله! كيفَ جعلَ اللهُ تعالى لهذا الرَّجلِ، الَّذي لم يعرفهُ العلماءُ، ولم يُترجَم لهُ، مثلَ هذا النَّظمِ الَّذي يبقى ويتداولهُ طُلَّابُ العلمِ؟!». انتهى [شرحهُ على البيقونيَّة (07)].
    فرحمَ اللهُ البيقونيَّ وغفرَ لهُ، وجزاهُ خيرًا على ما قدَّمَ للأمَّةِ.

    وأنصحُ نفسي وإخواني، بتقوى الله - عزَّ وجلَّ -، والجدِّ والحرصِ في طلبِ العلمِ، والأخذ بنصائح وتوجيهات العُلماء.
    واللهَ العليَّ العظيمَ أسألهُ لي ولجميع المسلمينَ، الهدى والصَّلاحَ والتُّقى والغنى والعفافَ، إنَّه سميعٌ مجيبٌ.
    وصلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبهِ وسلَّم؛ والحمدُ لله ربِّ العالمينَ.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (*) كانت في الأصل: بتبسيط؛ ثمَّ صحَّحها لي أخي الشَّيخ سعد بن محمَّد صمدعي - حفظه الله تعالى - إلى ما هي عليه الآن. [ليلة الثُّلاثاء 12 صفر 1442].
    كتبهُ: الفقيرُ إلى عفوِ ربِّه الغنيِّ/ منصور بنُ محمَّد خيرات المحمَّديُّ
    أصلحهُ اللهُ وعفا عنهُ
    ليلةَ الاثنين 06 ذي الحجَّة 1441 هجري، 27 جويلية 2020 نصراني.



    رابط الدَّرس الأوَّل:
    https://www.youtube.com/watch?v=E9gLHsj_vMI&t=97s

    رابط الدَّرس الثَّاني:
    https://www.youtube.com/watch?v=cr5JSen3b50&t=45s
    التعديل الأخير تم بواسطة منصور بن محمد خيرات; الساعة 2020-09-29, 01:55 AM.

  • #2
    جزاك الله خيرا

    تعليق


    • #3
      باركَ الله فيك أخي الفاضل منصور على ما تقدمتَ به.

      "إن أصبتُ فلا عُجبٌ ولا غَرَرُ
      وإنْ نَقصتُ فإنَّ الناسَ ما كملوا"

      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيرا أخ منصور

        تعليق


        • #5
          الإخوةُ الأفاضل: أبو الوليد، وأسامة، ومنصور؛ جزاكُم اللهُ خيرًا، وباركَ فيكُم، ونفعَ بكُم.

          تعليق

          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
          يعمل...
          X