إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفرق بين تجريد متابعة المعصوم وإهدار أقوال العلماء وإلغائها.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفرق بين تجريد متابعة المعصوم وإهدار أقوال العلماء وإلغائها.

    بسم الله الرّحمن الرّحيم

    الفرق بين تجريد متابعة المعصوم
    وإهدار أقوال العلماء وإلغائها
    ------



    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
    فهذا كلام بديع من الإمام ابن القيم رحمه الله في بيان الفرق بين تجريد متابعة المعصوم وإهدار أقوال العلماء وإلغائها، كلام قليل لفظه كثير مغزاه، حري بكل سلفي مطالعته والعمل بما تضمنه، وفيه جواب عن شبهة أثيرت من قبل أناس جهال سعيا منهم في تمرير باطلهم بدعوى احترام العلماء وأحكامهم، وحقيقتها دعوة إلى التقليد الأعمى الذي وراءه ما وراءه من سوء الفهم والقصد عياذا بالله، وقد جرّت الويلات على دعوة أهل السنة، حتى حصلت بسبب أصحابها وبسبب قواعدهم الباطلة تفرقة وإسقاط لعلماء أجلاء، وانظر إلى حالهم كيف دعوا إلى تقليد عالم أو عالمين ومن ثم إسقاط بقية العلماء! أمور تُحيِّر العاقل وتشيب لها رؤوس الولدان، والأدهى والأمرّ انتكاس من ذاق حلاوة الحق وارتماؤه في أحضان أهل الباطل تأثرا بشبهة إهدار أقوال العلماء، لذا فهذا الكلام من ابن القيم رحمه الله بلسم شاف بحول الله لمثل هاته الأمراض، ووقاية منها.

    فصل والفرق بين تجريد متابعة المعصوم وإهدار أقوال العلماء وإلغائها:
    أن تجريد المتابعة أن لا تقدّم على ما جاء به قولَ أحد ولا رأيه كائنا من كان، بل تنظر في صحة الحديث أولا، فإذا صح لك نظرت في معناه ثانيا، فإذا تبين لك لم تعدل عنه ولو خالفك من بين المشرق المغرب.
    ومعاذ الله أن تتفق الأمة على مخالفة ما جاء به نبيها، بل لا بد أن يكون في الأمة من قال به ولو لم تعلمه، فلا تجعل جهلك بالقائل به حجة على الله ورسوله، بل اذهب إلى النص ولا تضعف، واعلم أنه قد قال به قائل قطعا، ولكن لم يصل إليك، هذا مع حفظ مراتب العلماء، وموالاتهم، واعتقاد حرمتهم وأمانتهم واجتهادهم في حفظ الدين وضبطه، فهم دائرون بين الأجر والأجرين والمغفرة. ولكن لا يوجب هذا إهدار النصوص وتقديم قول الواحد منهم عليها بشبهة أنه أعلم بها منك. فإن كان كذلك فمن ذهب إلى النص أعلم به منك أيضا، فهلّا وافقته إن كنت صادقا!
    فمن عرض أقوال العلماء على النصوص، ووزنها بها، وخالف منها ما خالف النص لم يهدر أقوالهم، ولم يهضم جانبهم، بل اقتدى بهم، فإنهم كلهم أمروا بذلك. فمتبعهم حقا من امتثل ما أوصوا به، لا من خالفهم.فخلافهم في القول الذي جاء النص بخلافه أسهل من مخالفتهم في القاعدة الكلية التي أمروا ودعوا إليها من تقديم النص على أقوالهم.
    ومن هنا يتبين الفرق بين تقليد العالم في كل ما قال، وبين الاستعانة بفهمه والاستضاءة بنور علمه. فالأول يأخذ قوله من غير نظر فيه ولا طلب لدليله من الكتاب والسنة، بل يجعل ذلك كالحبل الذي يلقيه في عنقه يقلده به، ولذلك سمى تقليدا؛ بخلاف من استعان بفهمه واستضاء بنور علمه في الوصول إلى الرسول صلوات الله وسلامه عليه، فإنه يجعلهم بمنزلة الدليل إلى الدليل الأول، فإذا وصل إليه استغنى بدلالته عن الاستدلال بغيره، فمن استدل بالنجم على القبلة فإنه إذا شاهدها لم يبق لاستدلاله بالنجم معنى!
    قال الشافعي: أجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد.اهـ. الروح ٢/ ٧٣٤- ٧٣٥.
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2020-07-12, 12:29 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا خيرا أخي أسامة على المقال الطيب

    تعليق


    • #3
      آمين وإياك أخي محمد.

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
      يعمل...
      X