إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا تغتر ولا تفتتن وسلِ الله الثّٙبات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا تغتر ولا تفتتن وسلِ الله الثّٙبات

    بسملة

    لا تغتر ولا تفتتن وسل الله الثبات
    ------




    الحمدُ للهِ، وصلّىٰ اللهُ وسلّم علىٰ رسُول الله
    أمّا بعدُ:
    فلقد فاجئني أحد إخواننا السلفيين حيث أرسل إليّ مستاءً كتابة للأخوين زيدان بريكة وياسين زروقي الجزائريين، وقد عُرفا أنهما من طلبة العلم في بلاد الجزائر وأنهما مع مشايخ السُّنّة فيها ضدّ أهل التميُّع والفساد، وقد زار أحدهُما فيما أذكر شيخنا محمّد بن هادي في بداية هذا الخِضمّ وأظهر نصرتهُ للحقِّ الواضح وعُرف ذلك عنهما واشتُهر في أواسِط السّلفِيين.

    ثمّ انقلبا علىٰ عقبيهما، وكشرا عن أنيابهما، وأظهرا العداء لمشايخهما أصحاب الفضل عليهما، فوصفا طريقتهم السنية ومنهجهم الأثري بأنّهُ منهج تفريقي، ويا حبذا هذا المنهج الذي يفرق بين الحق والباطل والهدىٰ والضلال، ولا محاباة فِيهِ علىٰ حسابِ هذا الدِّين العظيم.
    وقبل الشُّروع فيما وقعا فِيه من غيٍّ وضلال، أنبِهُ الإخوان وكُل الأحباب والخِلان علىٰ أنّ نصرتنا للحق كانت ولازالت لله، ولأنّهُ الحقّ ولم تكُن نصرتنا له؛ لأن القائلين بهِ هم بعض العلماء الأفاضل.
    فيجب علينا ألا نفتتن بمن أعرض عنهُ وحاد حتّىٰ وإن كان إعراضهُ قد جاء بعد اعتقاده له، فهذا قد يحصل قال تعالىٰ: ﴿وما ٱختلف الّذين أوتوا الكِتاب إلا من بعد ما جاءهُم العلم بغيًا بينهم﴾، فيجب علينا أن نحمد الله علىٰ أننا لم نفتتن بمن هو أجل وأكبر من هذين الأخوين، علمًا وسنًا ممن اخطأ ولم يعرف الحقّ.

    ثم أشرعُ فِي المقصُود فأقُول:

    فقد أخذ الأخوان هداهما الرحمٰن يسردان الآيات والأحاديث في الحث علىٰ الرحمة وذم الفرقة، ولكنهما قد نسيا أو تناسيا قول الله جلّ وعلا:﴿تبارك الّذي نزل الفرقان علىٰ عبده ليكُون للعالمين نذيرًا﴾ فوصف سبحانهُ القرآن بالفرقان؛ لأنه يفرق بين الهدىٰ والضلال، والكفر والإسلام، ونسيا ما جاء في حديث جابر رضي الله عنهفي وصف الملائكة للنبي بقولهم: ﴿ومُحمّد فرق بين النّاس﴾ وتناسيا حديث الفرقة المشهور الذي قال فِيه خير الورىٰ: ﴿وستفترق هذه الأمة إلىٰ ثلاث وسبعين فرقة كلها فِي النار إلا واحدة قالُوا من هي يا رسُول الله قال الجماعة﴾ فهذه نصُوص واضحة في أن الفرقة ستقع وهي لازمة من أجل نصرة الحق وبيانه وأن تمايز الصفوف أمر لابد منهُ إذ اختلاط الحق بالباطل لا يمكن فالحق رايتهُ بيضاء والباطل رايتهُ سوداء والنّبي يقول تركتكم علىٰ مثل البيضاء فلا شك من أن الفرقة متحققة لا محالة.

    ثم ثنّيا فقالا قولًا عجيبًا ألا وهو أنهما قد تبرءا من منهج المفرقة الذي كانا قد ناصراه‍ برهةً من الزّمن فقالا أنهُ حوىٰ الظلم والتلاعب والتعنت وغير ذلك من الأوصاف الفاسدة الّتي يكذبها واقع الدعوة المعاش بل ويبرهن علىٰ أن هذه الأوصاف تنطبق علىٰ المنهج الذي ذهبا إليه مؤخرًا.

    ثمّٙ انتقلا إلىٰ الكذب وهكذا هم المتلاعبون فقالا أنّهُ لا توجد أدلة ولا كذب ثابت علىٰ شيوخِ التّميعُ أصحاب المنهجِ الأفيح ويالله العجب فقد كانا هما بلسانيهما يبينان كذب شيوخِ التميع ويظهران محاباة هؤلاء للمخالفين للخاص والعام من الشباب في عامة بلاد الجزائر وهذا أبلغ ما يرد به عليهما ومع ذلك فلا عبرة بما قالا لاستفاضة الأدلة وشهرتها ولكن ثمت سؤال لهما وهو أنّ المتراجع لابد لهُ وأن يضمن في وريقات تراجعهِ النقاط التي تراجع عنها ثم يأتي عليها فيبينها ويظهرها علىٰ حقيقتها وهذا هو المعهود من طريقة أهل العلم وهو بخلاف ما تفعلهُ تلك الأفواج المتكونة من الجهلة أدعياء العلم والذين أضلهم الله فنكصوا علىٰ أعقابهم وحادُوا عن الحق ونصرتهِ.
    ثمّ ختما بأن دعوا الشباب للتأمل فيما ينشر ويكتب من الطعون في خيار أعلام الأمة وهذا ما يدعُوا إليه العقلاء والفضلاء.
    ولكن ثمت حد بين دعوة خيار العلماء لذلك وبين دعوة هذين الأخوين المأفونيين وهو أن من دعىٰ إلىٰ ذلك من مشايخ الأمة لم يحصر العلم في الشيخين الكريمين الشيخ ربيع وعبيد فحسب وإنما دعىٰ إلىٰ ذلك عموما.
    ولكن دعوتكما إلىٰ ذلك مقتصرة علىٰ من يطعن في الشيخ ربيع وعبيد فحسب وكأن الدعوة ليس فيها علماء! ولسان حالكما يقول أيها السلفيون لا تأبهوا بمن يطعن في محمد بن هادي ولا في محمد فركوس ولا في حسن البنا ولا في السحيمي ولا في جمعة ولا في أزهر ولا في العباد وابنه ولا في عامة مشايخ السنة والفيصل الربيع وعبيد!!.
    وهذا باطل لا يرتضيه سني ولا يقول به أثري ولا يرضىٰ به عالم سلفي فإنّ الدعوة قائمة ولها شيوخها لا نحصرهم بعدد والطعن فيهم كلهم بلا دليل طريق للمهانة والمذلة.
    ومع ذلك فلينظر الشباب وليتأملوا بوعي في مقولات الأشياخ والطلاب التي يكتبونها وينشرونها والتي قد خاطبوا فيها أو تكلموا فيها عن الشيخ ربيع وعبيد فبإذن الله لن يجدوا إلا المدح والثناء والنقد الشرعي المبني علىٰ العلم والأدب إذا وجد الخطأ.
    وفي الختام اسأل الله أن يثبتنا ولا يفتنا ويفقهنا في دينهِ ويجعلنا ممن يعمل بسنة نبيِّهِ والحمدُ للهِ ربِّ العالمِين.
    كتبهُ: أبُو مُحمّد الطّرٙابُلُسِيُّ
    ليلة:١٤/ذو القعدة/١٤٤١ه‍ـ
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد الطرابلسي; الساعة 2020-07-05, 07:49 PM.

  • #2
    جزاكم الله خيرا

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا أخي الحبيب أبا محمد على هذا المقال الطيب.

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
      يعمل...
      X