إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاعتناء بالأدب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاعتناء بالأدب

    الاعتناء بالأدب

    ما أعظم الأدب، وما أرقى حامله، وليس الأدب أدب اللُّغات والثَّقافات التي تدرَّس بالمئات في المدارس والجامعات، وتحصَّل فيه التَّخصُّصات والشَّهادات ! وإنَّما الأدب أدب القرآن والسُّنة الذي جسَّده النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- وسلف الأمَّة، الأدب العلم بأخلاق الإسلام وإعمالها في النَّفس وبين الأنام، الأدب الذي بفضله ارتقى أقوام فبلغوا السُّها، وبتضييعه هوى فئام حتى لكأنَّهم جُرِّدوا من العقول والنُّهى ! الأدب أن يروِّض المرءُ نفسه ويحملها على التَّهذيب والتَّثقيف بما يقتضيه الشَّرع في المعاملة والسُّلوك والأخلاق والسِّير، الأدب الذي كانت تُضرب إليه أكباد الإبل أيَّام السَّلف، ليرتوي منه الطَّالب قبل أن ينهل من العلوم، الأدب الذي من حازه ارتفعت به الدَّرجات وعلا، ومن فقده انحطَّت به الرُّتب وتوارى عن الأخيار وأبغضوه لتركه لأدب خير الورى، قال الله سبحانه وتعالى : ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ] آل عمران: 159[، وقال جلَّ وعلا : ﴿وَإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ] القلم: 4[، وقال النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- : "إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، وَيُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ، وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا." (صحَّحه الألباني في السِّلسلة الصَّحيحة)؛ وسفساف الأخلاق هي الدَّنيئة والرَّديئة، المفتقرة للآداب؛ التي تعبِّر عمَّا في نفس صاحبها من خسَّة ووقاحة وقلَّة مروءة أو عدمها.

    فيا من رام الأدب، جاهد نفسك وربِّها على الأدب، ما دام النَّفَس يجري بين جنبيك، واسأل ربَّك دائما أبدا أن يوفِّقك لأدب الإسلام وأخلاق السَّلف الكرام؛ فإنَّ الأخلاق كالأرزاق، يصرِّفها الله بين خلقه بحكمته وعدله، فاسأله وتوسَّله، يؤتيك من عطائه وفضله؛ فما ثقلت موازين العباد بمثل ما ثقلت بالأدب، قال النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-:" ما شيءٌ أثقلُ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ من خُلقٍ حسنٍ، فإنَّ اللهَ تعالى ليُبغضُ الفاحشَ البذيءَ." (صححَّه الألباني في صحيح التِّرمذي).

    فالله الله عباد الله في الأخلاق والأدب، فما نُكب المسلمون إلَّا يوم ضيَّع كثير منهم الأخلاق والأدب، قال العلّامة الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي -رحمه الله تعالى-:"إنّ أمّتكم في حاجة إلى الأخلاق والفضائل، إنّ حاجتها إلى الفضائل أشدّ وأوكد من حاجتها إلى العلم؛ لأنّها ما سقطت هذه السّقطة الشّنيعة من نقص في العلم، ولكن من نقص في الأخلاق." (آثار البشير الإبراهيمي).

    وكتبه: أبو فهيمة عبد الرَّحمن عيَّاد


  • #2
    جزاك الله خيرا أخي الكريم أبا فهيمة.

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
    يعمل...
    X