إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(تعليق على ما في الصوتية الأخيرة من تلبيس) لفضيلة الشيخ: أزهر سنيقرة حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [تفريغ] (تعليق على ما في الصوتية الأخيرة من تلبيس) لفضيلة الشيخ: أزهر سنيقرة حفظه الله

    تعليقٌ
    على ما في الصوتيَّة الأخيرة من تلبيس


    لفضيلة الشَّيخ: أبي عبد الله أزهر سنيقرة
    حفظه الله تعالى ورعاه، وثبَّته على الإسلام والسُّنَّة، وجزاهُ عنا خير الجزاء




    لتحميل الصَّوتيَّة: من هُنَا



    التَّفريغ:

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
    ثم أما بعد:
    أولا: نحمد الله جل وعلا الذي بمنه وكرمه وفٌّنا لإتمام هذا الشهر؛ هذا الشهر المبارك شهر الخيرات، ونحن في آخر يوم من أيامه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا ومن سائر إخواننا صالح أعمالنا فيه، وأن يوفقنا لما بعده؛ أن يوفقنا لعيد الفطر للفرح بفضل الله جل وعلا على إتمام الشهر كما أخبر بذلك النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّ للصائم فرحتان: فرحةٌ عند فطره؛ سواء كان في فطره اليومي أو في فطره بعد انقضاء الشهر وفرحه بعيد الفطر.
    والفرحُ هنا عبادة من العبادات، ولا ينبغي أن نتأثر بما يقوله ويدّعيه بعضُ الجهلة من الناس أن عيد هذا العام لا ينبغي الفرح فيه، نحن نفرح بتوفيق الله جل وعلا لنا، نفرح بعبادتنا وطاعتنا لربنا على أي حال، في حال السراء والضراء، ونسألُ الله جل وعلا أن يرفع عنا وعن سائر إخواننا هذا البلاء، ويُزيل عنا هذا الوباء بمنه وكرمه.

    قد سألني بعضُ إخواني عن تلك الصوتية التي ردّ فيها أحدهم على واحدٍ من أصحاب المجلة ادّعى عليه بزعم الراد وافترى عليه وما إلى ذلك من مثل هذه الأمور التي ذكرها في مقدمته، والصوتية أرسلها لي بعض إخواني، واستمعتُ إليها، واستمعت إلى ما فيها من تلك التلبيسات والافتراءات؛ لأن هذه الصوتية وإن كان المقصود بها فردٌ إلا أنها تحملُ ما في جُعبة هذا الرجل من الحقد على مشايخنا ومن الادعاءات العريضة التي ظنّها واعتقدها، وما هي إلا افتراءات! افتراءاتٌ أخذها ممن كان يُصاحبهم ويُجالسهم، وهذا شُؤم مصاحبة المنحرفين.

    وفي بداية أمره، وهذا منذ سنوات -والله شهيدٌ على ما أقول-: كنتُ أُدافع عنه كلّما سنحت لي فرصة لزيارة شيخنا الشيخ ربيع، وكان في كل مرة يسألني عنه، وأنا أعتذر له بأنه مشغول مع الشيخ العبّاد ومشغول بالمسجد ووو...، وكان الشيخ -حفظه الله تبارك وتعالى وأبعد عنه الأشرار- كان في كل مرة يقول: لا هذا ولا ذاك، بل إن الرجل مفتونٌ بجماعة البُرّ وأخواتها من جماعة الرياض الذين كانوا يُغدقون عليه بما يعلم هو ونعلمه نحن وعلِمَه الشيخ، في كل مرة.
    وهو في الحقيقة قد تغيّر منهجه، وقاطع الشيخ، وقد كان من قبلُ -كما ذكر هو في صوتيته- يعتبره على رأس قائمة مشايخه، والوفاء يقتضي المعاملة الطيبة الحسنة لمن نعتقد فيهم هذا، وينبغي على الطالب أن يكون وفيا لشيخه مهما كان الأمر.
    فهذه ليست من التهم التي وجهها لإخوانه أنهم حذروا منه لأنه أصبح لا يزور الشيخ! أبدا، ووالله إنه ليعلم هذا، وهذا محضُ كذب وافتراء، بل هذه واحدةٌ ثانوية وليست أساسية مما انتُقد عليها الرجل؛ لأنه ليس من العدل والإنصاف -وقد سجل هذه الصوتية في هذا الشهر المبارك- أن يتّهم إخوانَه، ما اتّهم به المردود عليه هذا مما أعتقد أنه الحقّ في هذه الصوتية؛ لأن هذه الصوتية بعد سماعها خلصتُ إلى أمور:

    أولها: أنه حضّر لهذه الصوتية تحضيرًا جيدا، تحضيرا يتعلق بألفاظها وعباراتها والتكلف في السجع فيها على طريقة صاحبه القديم العويسات، وبعض من السجع ربما أخذه مما قرأه مؤخرا؛ لأنه قد شُحن بفكر هذا الذي قرأ له وهو أبو الحسن المأربي، وما أدري الآن بعد الذي جرى وبعد هذه السنين وبعد ما آل إليه هذا الرجل وأصبح المُنظّر والمفتي للحزب المصري الذي يدّعي زورا وبهتانا أنه حزبٌ سلفيٌّ، السلفية ليس فيها أحزاب ولا تُقرّ بالأحزاب، السلفية دعوتها
    ﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ تنبذ الحزبية، وهذا تبعًا لعلمائها وأئمتها الذين هم على الجادة في هذا الباب، والذين نصحوا أمة النبي -عليه الصلاة والسلام- كالمشايخ جميعا الشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ العثيمين والشيخ ربيع وشيخنا الشيخ فركوس -حفظ الله جل وعلا الجميع، رحم الله الأموات منهم وحفظ الأحياء ووفقهم لكل ما يحبه ربنا جل وعلا ويرضى-، بدليل أن هذا الكتاب الذي هو للمأربي والذي رد فيه على الشيخ ربيع وسمّاه زورا وبهتانا "الدفاع عن أهل الاتباع"، وعنده من أهل الاتباع: سيد قطب والعرعور وغيرهم من هؤلاء الذين أفسدوا في منهج هذه الأمة إفسادا عظيما! نسأل الله تبارك وتعالى العفو والعافية، وقد دافع عنهم في هذا الكتاب دفاعا كبيرا، يُلحق بهم المغراوي الذي ردّ عليه قديما صاحب الصوتية وما أدري موقفه منه الآن! ولو استمع أحدنا هذه الصوتية وقرنها بما أصّله هذا المسكين في كتابه لوجدوا تشابها كبيرًا؛ بل وتطابقًا في الفكرة وفي التأصيل الذي أصّلوا له.
    وصف المأربي السلفيين بأنهم غلاة وبأنهم شُذّاذ، وخارجون عن منهج السلف، وقال في شيخنا الشيخ ربيع -سلّمه الله- قال: (قد اشتُهر في هذا الزمان بالغلو والإسراف ومجانبة سبيل الإنصاف بل سقط في الإجحاف والاعتساف وإن احمرت أنوف البُغاة الغلاة)، وهذا الاقتباس الذي ذكره صاحبنا هذا حين قال في سجعه في صوتيته: (ولو احمرّت أنوفٌ وغضب ألوف)، يقصد أنه لا يهمه الأمر ما دام الذي هو عليه هو الحق، وهذا نحن لا نُنكره أصالةً؛ لأن صاحب الحق كما أخبر بذلك النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إن لصاحب الحق مقالا)، وصاحب الحق نقصد به هنا: اتهام القوم له بما ردّ به عن نفسه وهو أنهم نصحوه، وهذه كذبة وفرية كان محقا في ردّها والدفاع عن نفسه فيها.

    حتى يكون الإنسان منصفا، هذه الصوتية فعلًا الرجل فضح فيها القوم بما كانوا يُكذبوننا فيه لشهور بل لأعوام متعددة، فجاء من يفضحهم. هم يدّعون أن الرجل يكذب ولكن القرائن تأبى إلا أن يكون هذه المرة صادقا، وذكر تلك الزيارات وذكر تلك اللقاءات وذكر قولة "البراهش" التي ردوها علينا وكذبونا فيها، وهي ثابتة في حقهم أو في حقّ قائلها وسمعها منه بعض إخواننا قبل أن يشهد بها هذا الراد؛ وصلتُه لعلها أو سمعها هو من أحدهم؛ لأننا علمنا من خلال هذه الصوتية أو علِم إخواننا وشبابنا من خلال هذه الصوتية أنّ في مجالسهم المُغلقة كانوا أو كان حديثهم يدور حول أو عن إخوانهم؛ يتكلمون فيهم بالطعن والغمز، وقد سمعنا ما كانوا يقولونه في حقّ العويسات، وربما ما كانوا يقولونه في حقّ شيخنا -حفظه الله جل وعلا- أكثر وأكبر؛ لأنهم متفقون على أنهم يُكنون عليه الحقد، بدليل أن هذا الرجل قبل سنوات مضت كانت له مكالمة هاتفية مع إخواننا في أمريكا وتكلم في محاضرته، وجاء دور الأسئلة فسُئل عن بعض من ينصح بهم من المشايخ فذكر عددا، هذا يُحدّث به السامع لهذه المحاضرة والحاضر فيها حينها والذي تدخّل -جزاه الله خيرا- ليُعقّب عليه لما ذكر من ينصح بهم من المشايخ لم يذكر شيخنا الشيخ فركوس، وهذا من نُكران الجميل؛ لأنه درّسه وكان له فضل عليه، ونعتقد جميعا أنه شيخُ البلد وعالمها، لا تذكره! يُعقل هذا؟! أبدا.
    فسأل هذا الأخُ قال له: يا شيخ، والشيخ فركوس ما ذكرته؟ قال: (تستفيد منه في الفقه والأصول)، فقط! وهذا الذي يعتقده فيه ويعتقده غيره كذلك ممن كان يُجالسهم ويُسامرهم والآن يفضحهم، لو كنت محقا لأحققتَ الحقّ في حينه ونطقتَ به في وجوه مخالفيه وإن احمرّت أنوف وغضب ألوف! هذا هو الواجب علينا جميعا.

    ولهذا لما تكلم وشهد صاحبه الرمضاني الصغير عن قضية اتهامه للشيخ ربيع والشيخ عبيد بما قال وكتمها هؤلاء وستروه فيها، بل ولم ينكروا عليه حتى في حينها كما قال صاحب الصوتية: (لِمَ لَمْ تُقلبوا عليّ الطاولة؟)، لأن هذا أمر فظيع أن يتهم واحد من أمثال هؤلاء إماما من أئمة السنة في هذا الزمان شهد له الكبار الأئمة من مثل الشيخ ابن باز والشيخ العثيمين والشيخ الألباني الذي قال فيه شهادة "حامل لواء الجرح والتعديل"، وفضل هذا الشيخ على السلفيين عظيم، هذه حقيقة لا نُنكرها، ولكن هذا لا يجعلنا نعتقد فيه قداسة أو عصمة؛ فهو في هذا الأمر كسائر علمائنا يُصيب ويُخطئ، إذا أصاب اتبعناه فيما أصاب فيه، وإذا أخطأ تركنا خطأه واعتذرنا له وحفظنا كرامته وقدرَه، هذا الذي نعتقده، قد يُخطئ في أشخاص يحكم عليهم وربما يُزكيهم ويُثني عليهم وحالهم مفضوح، يُثني على مثل الفواز؛ الرجل جاهل لا يُعتبر حتى في مصافّ طلبة العلم الصغار، وعن غيرهم كذلك، يعني: لا نُصوبه، وقد رددنا قوله وتركناه. قديمًا زكّى الحربي وما أخذنا بتزكيته، وزكى بعده العربي وما أخذنا بتزكيته، مثلما قال صاحب الصوتية: ثم كان ماذا؟ كان أن الله جل وعلا أرى السلفيين جميعا أن الشيخ كان مخطئا في تزكيته وأن الحق مع غيره من أبنائه وإخوانه الذينَ تكلموا فيهم بحق.

    هذه الصوتية فيها وإن كان الظاهر أن المقصود بها هو المردود عليه ولكن حقيقتها أن المقصود بها هو منهجنا الذي نحن عليه، الذي يصفه -كما وصفه من تأثر به هذا- بأنه منهج الغلاة والشذاذ، وأنه منهج انشطاري كما كان يُسميه الجماعة التي رد عليهم بالمنهج الإقصائي زورًا وبهتانا!

    ونحن دائما وأبدا كنا نقول لهم: بيننا وبينكم كلام السلف، وكلامُ السلف -ولله الحمد- محفوظٌ موجود في بطون أمهات الكتب التي تناولت هذه المسائل، ككتاب الإبانة وغيره من الكتب التي على منواله.

    وهذه المسألة ألا وهي مجالسة أهل البدع والأهواء، هذه مسألة عظيمة عند السلف استهان به هؤلاء، يُلبّس على من يسمع صوتيته بأنّ الخلاف بيننا وبينه أو بينه وبين الشيخ ربيع أنه ما اقتنع بكلامه في الحلبي، ما اقتنع بكلامه، وهو في مسألة الحلبي على قول شيخه -كما يدّعي- الشيخ العبّاد! أين هو اتباع الحق في مثل هذه المسألة؟
    شيخٌ من شيوخ السنة تكلّم بجرح، وأمثال هؤلاء لا يتكلمون بالهوى، يتكلمون -نحسبهم- بالحق، قد يُخطئون نعم، قد يُخطئون، ولكن ابتداءً لابدّ أن نسمع لكلامهم وننظر في أدلتهم، هل ما تكلموا به في هؤلاء حقّ أو باطل؟

    اترك الشيخ ربيع في مسألة الحلبي، وأنت تدعي أنك تتحدى إخوانك هؤلاء -كما وصفتهم- بأن تتحاكم معهم إلى الشيخ العباد وهيئة كبار العلماء، أنا أقبل منك هذا التحدي، ومستعد أن أذهب معك إلى هيئة كبار العلماء أو إلى الشيخ الفوزان -حفظه الله- أو الشيخ اللحيدان في قضية الحلبي؛ هل هو على صواب أم هو على ضلال؟ كما وصفه الشيخ الغديان -رحمة الله جل وعلا عليه- أنه حاملُ لواء الإرجاء في الأردن، وكما نصح الشيخ الفوزان بتركه قال: هذا مُخلط. ومثل هذا الكلام قاله الشيخ اللحيدان -شفاه الله جل وعلا وعافاه-. أليس هؤلاء هم كبار العلماء؟! لِمَ نترك كلامهم لقول غيرهم ممن وافق قوله هواك أنه زكاه وقال مثل ما تقول أنت يدعو إلى التوحيد والسنة!

    والسلف حذروا من أقوام عُرفوا بهذا عند الناس جميعا، من أمثال هؤلاء، أي من أمثال هؤلاء الأئمة ومن تُكلّم فيهم لأجل مخالفتهم العقدية ما أخرجه الدرامي في مسنده عن أيوب السختياني رحمة الله عليه قال: رآني سعيد بن جبير جلستُ إلى طلق بن حبيب فقال لي: (ألم أرك جلستَ إلى طلق بن حبيب؟)، يعني يستنكر عليه هذا، قال: (لا تُجالسه)، وهو من ترجم له الحافظ الذهبي -عليه رحمة الله- في سيره؛ قال فيه: (بصري زاهد كبير من العلماء العاملين)، ولكن لما وقع فيما وقع فيه أخذ الناس يُحذرون منه؛ يُحذرون من مجالسته، لا أقول الناس؛ الأئمة الجبال، هذا سعيد بن جبير -رحمة الله تبارك وتعالى عليه-.
    ومثل هذا قاله الثوري -عليه رحمة الله- في الربيع بن صبيح وكان له قدر وشأن عند الناس، لما دخل سفيان الثوري -عليه رحمة الله- البصرة سأل عنه؛ لأنه بلغه عنه أمور، وهذا يذكره ابن بطة في الإبانة قال: (ما مذهبه؟) يعني: ما حال الربيع بن صبيح عندكم؟ قالوا: (ما مذهبه إلا السنة)، شهدوا بما علموا، فقال -عليه رحمة الله-: (من بطانته؟)، وهو يعلم هذا لأنه بلغه هذا، يعني: من يُجالس؟ (قالوا: أهل القدر، قال: هو قدريٌّ). لا يغرنكم ما كنتم تعرفونه عنه، لا يغرنكم حُسن الظن به، حقيقتُه يدلّ عليها جلساؤه، وقد علّق ابن بطة -رحمة الله عليه- على هذا الأثر -اسمع إلى كلام الأئمة- بقوله: (رحمة الله على سفيان الثوري، لقد نطلق بالحكمة فصدق، وقال بعلم فوافق الكتاب والسنة، وما توجبه الحكمة ويُدركه العيان ويعرفه أهل البصيرة والبيان، قال الله جل وعلا:
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ).

    ثم يأتي هذا ومن على شاكلته ليُنكروا على إخوانهم، بل يُنكرون على علمائهم هذه المسألة التي هي أصلٌ من أصول منهج سلف هذه الأمة، والرجل بالمناسبة أصبح الآن يُنكر قضية المنهج والمخالفة عنده إنما هي في العقيدة والتوحيد فحسب، أما الأمور المنهجية فلا يُترك المخالفون فيها لا يُتركون ولا يُهجرون ويُفسح لهم المجال ليُعربدوا ويُفسدوا في هذه الدعوة المباركة! وشبابنا هو الضحية وهم أكباش الفداء لأمثال هؤلاء الضلال، فما أدري ما سبب رده -على كل حال قديما- وإنكاره على مثل المغراوي أو على مثل عبد الرحمن عبد الخالق أو على أمثال هؤلاء ما دام القضية قضية عقيدة وتوحيد فهم على العقيدة والتوحيد ويدعون إلى العقيدة والتوحيد! لمَ لا تُنكر عليهم أو تردّ باطلهم -هآه!- وإفسادهم في هذه الدعوة، نسأل الله جل وعلا العفو والعافية.
    وقس على هذا والنماذج كثيرة، وأنا لا أُريد أن أُطيل في هذا التعليق، وهذا تعليق بسيط فقط؛ لأنه مثل ما قال هو يعني هذا أمر طواه، يعني هذا الأمر المتعلق بمثل هذه الأمور مثلما قال: (طويتُ رسالة تاريخية)، يعني: المقصود مثل هذه الأمور والكلام في المسائل المنهجية بزعمه أنه مشتغل بالعلم وووو...، كما يُلبس جميع من سار على هذا المنهج المنحرف ليُضل أبناءنا لأنهم يثقون في أمثالهم، ثم يأتي بعد ذلك التلبيس من مثل تلبيس هذا الرجل في صوتيته.

    من الأمور التي لاحظتها فيما كان يتكلم فيه، لاحظت ذاك التعالي الواضح والافتراء الفاضح، التعالي في كلامه وكأنه صدّق ما قالته الصحافة في يوم من الأيام أنه زعيم السلفية في الجزائر، صدّق هذا الأمر، ونحن ليست عندنا هذه الزعامات، هذه الزعامات تركناها للحركيين، نحن عندما إمامة ومشيخة، والمشيخة والإمامة تكون للأعلم لا شك في هذا ولا ريب، والأعلم عندنا هو شيخنا مفتي البلد الشيخ فركوس -حفظه الله تبارك وتعالى- وسدّد على الحق خُطاه، هذا شيخنا وهذا باعتراف الجميع، حتى الذين يُخالفون الشيخ يعترفون له بالعلم ويعترفون بجلالة قدره وعلو منزلته؛ لأنهم رأوا فيه علم العالم وحكمة الإمام وما إلى ذلك من مثل هذه الأوصاف التي هي أخلاق شيخنا -حفظه الله تبارك وتعالى-.

    الرجل يتكلم، تكلم في هذه الصوتية طيلة عشرين دقيقة يتكلم على مسائل الدعوة في بلده، وأنه كلما دخل قريةً أو كذا؛ كأن الرجل هو صاحب الأمر في هذا الباب! الزعيم! مثلما يقول العوام عندنا: هو باباها=[هو أبوها]، يجد العشرات بل المئات ممّن نالهم التجريح يشكون إليه ظلم العباد لهذا الزعيم! يا سبحان الله العظيم! أين هؤلاء؟! دُلّنا على هذه القرى التي ذهبتَ إليها، والله الذي لا إله غيره أنا مُستعد أمشي معك إليها ونُكلم كل هؤلاء الذين ادّعيت أنهم ظُلموا، ونحن ما تكلمنا في أحدٍ إلا بعد نُصحه، وأنت تعلم هذا.

    وأُذكّرك إن كنت نسيت، وهذه عادتك على كل حال: تنسى، ولهذا أنا لا أتهمك بالكذب فيما اتهمت به مشايخنا، ولكن أنا أقول أنك تنسى، نسيت أنك قلت عن الشيخ ربيع أنه كذاب! ولعلك ما نسيت أنه قلتَ في يوم من الأيام أن الشيخ بكر سارقٌ! قلت فيه سارق وكلمة أخرى لا أذكرها، لا أتذكرها ولهذا لا أذكرها، وكنتُ حينها سألت الشيخ ربيع عن مقولتك في الشيخ بكر هذه، وكان حينها الشيخ بكر -رحمة الله عليه- قد شنّ حربا على شيخنا على الشيخ ربيع دفاعا عن سيد قطب، والحق كان مع الشيخ ربيع في هذه المسألة، ولكن رغم ذلك هذه حكمة العلماء
    ﴿لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ، يعني: إذا كان خلاف بينه وبين أخيه.. وكانت علاقة بين الشيخ بكر والشيخ ربيع علاقة طيبة جدا وكان يتواصل معه ويزوره حين يزور أمه بالمدينة -رحمة الله عليه-، ولكن رغم ذلك الحق أحبُّ إلى هؤلاء من جميع الخلق.

    قلتُ له: فلان يقول في الشيخ بكر كذا وكذا؟ قال لي: (أما أنا فلا أقول فيه هذا)، وزعم الرجل أن هذا أخذه عن أحد المشايخ، وأنا أُبرّئه من هذا الأمر، أخبره بأنه كان يُرسل له رسائل؛ يعني رسائل علمية لينظر فيها أو ليعطيه رأيا في مضمونها فتبقى الرسائل -يقول- عنده وتخرج بعد ذلك مطبوعة باسمه، يعني يسرقها الشيخ بكر! الله المستعان! يعني هذه التهمة تشبه تهمة "البراهش" -على قول القائل- الذين عندنا في اتهامهم لشيخنا الشيخ فركوس بالسرقات العلمية، نسأل الله جل وعلا العفو والعافية.

    لم لا تشهد شهادة الحق، وتقول أن إخواني فعلا كانوا ينصحون! وقد دعوته أنا شخصيا لما كان عندنا أو تواعدنا على مجلس مع هذا أبو سعيد البليدي وكان مع شيخنا الشيخ فركوس وبعض المشايخ، وكان الرجل صاحب الصوتية موجود في البلد فاتصلت به: ما رأيك تحضر معنا كذا كذا مجلس أخوي؟ قال لي: ماذابيّا -على قوله-=[حبّذا ذلك]، فذهبت إليه وأخذته إلى مكان اللقاء الذي كان عند أحد مشايخنا، فلما جلسنا مع الرجل وناقشناه فيما بلغنا عنه من مسائل منتقدة كثيرة منها الطعن في الشيخ الألباني الطعن المبطن وأن الشيخ الألباني له شذوذات وما إلى ذلك من الكلام المسجل عليه، وقضية المرتدّ الذي تنصّر ومات في بلاد القبائل وما أفتى شبابنا بأنه لا يُحكم بكفره، الرجل يُعلّق الصليب ويتبجح بأنه تنصّر ويدعو للنصرانية وعند صاحبنا لا يُحكم بكفره! قال: إلا إذا صدر في حقه صك من القضاء أنه مرتد! من أين لك هذا؟ سكت الرجل وأخذ يُرغد ويُزبد ولم يأت بشيء.

    المهم الشاهد، نحن نصحناه لوجه الله عز وجل، ثم بعد ذلك الخير والفضل بعد الله عز وجل يرجع إلى شيخنا -حفظه الله جل وعلا- لأنه هو الذي نصح بهذا وهو الذي كلّمه ونحن مجرد حضور فقط، وكان معنا صاحب الصوتية، وهذا هو الشاهد، لما خرجنا وانصرفنا وهو معي في السيارة يقول لي بالحرف الواحد، -يقول هذا الرجل دائما أيام كنا نلتقي ونجتمع يقول لي: مشكلتك أنت أنك لا تنسى، وأنا أقول له: مشكلتك أنت أنك تسنى حقيقة-، قال لي بالحرف الواحد: (لا أعلم أن الرجل تغيّر هكذا!...) يشهد عليه (...تغير هكذا ووصل إلى هذه الدرجة في المخالفة والانحراف)، نسأل الله جل وعلا العفو والعافية.
    إخوانه نصحوه، وما أدري هذه الأخطاء التي صدرت منه هل يعتبرها من الأخطاء الجزئية التي لا نُلزم بها المنصوحين فيها مثل ما يقول هو في صوتيته: (لا تُلزموني! وما استجبتُ لنصحك وماذا بعدُ؟) هذا التعالي وهذا التبجح! نسأل الله عزو جل أن يُصلح حالنا وحاله.

    ناصحنا هذا، يعلم كذلك أننا ناصحنا الشريفي وجلسنا معه جلستين أو أكثر والجلسة الواحد دامت أربع ساعات، والحمد لله إلا أن الرجل أبى واستكبر كعادته، وكان يظن نفسه زعيم السلفية كما يظن صاحبنا هذا.

    نصاحنا حتى فالح الحربي كفيلك السابق، وأين كنت لما حذر مني فالح الحربي وقال لسبب أنني قلت: (لا أُقلد في ديني أحدا) كما تفضّلت به أنت في صوتيتك وهذا من الحق الذي نعتقده، ونجتمع عليه، لا نُقلد في دين الله جل وعلا أحدا، فأقام عليّ الدنيا، ووصفني بأني من الدعاة على أبواب جهنم، نعوذ بالله، وكلام طويل وكثير، وبلغك هذا وسمعت هذا وكان حينها كفيلك وزياراتك له متكررة متعددة، بماذا دافعتَ عن أخيك؟ لماذا لم ترفع صوتك وتُظهر الحق الذي كان معي -ولله الحمد والمنة-، ولصاحب الحق مقالا، كتبتُ حينها ردا عليه، ونُشر الرد حينها في موقع سحاب من هذا الباب إحقاقا للحق.
    وناصحنا كذلك صاحبك الحلبي، وكتبنا له رسالة من صفحات فيها أدب واحترام ودعوة للرجوع إلى الحق والتأدب مع العلماء، وأخذها من أخذها له حينها وسلمها له يدا بيد، قرأ الرسالة وواجهنا بازدراء وسخرية، وأن الشيخ ربيع هو الذي أزَّنا بكتابة هذا، أسأل الله العفو والعافية، وهذا والله الذي رفع السماء بغير عمد ونحن في آخر يوم من أيام هذا الشهر لهو محضُ كذبٍ وافتراءٍ، ما أزَّنَا ولا حتى حدّثنا في موضوعه ولكن من تلقاء أنفسنا، وبرأي من شيخنا -حفظه الله- الذي رأى أنه من الواجب أننا ننصح أخانا، وفي أيامها كانت الحرب قائمة؛ الحرب الكلامية بالردود؛ يردّ على اللجنة الدائمة يرد على كل.. والرجل مسكين غارق في الإرجاء وفي... .

    لماذا تجعل قضية الحلبي قضية الشيخ ربيع خلاف بينه وبينه؟ ما هذا الخلاف؟ كانت بينهما تجارة أو دنيا أو ما إلى ذلك؟ أبدا، القضية قضيَّة دين، الرجل يُعتبر في العالم الإسلامي موجِّها إن لم نقل إماما وهو واقع في طامات ردّها كبار العلماء، لكن رغم ذلك يبقى الحلبي هو الحلبي، ثم يزعم كما زعم غيره من قبلُ وحتى من بعد أن القضية قضية الحلبي! القضية قضية منهج، القضية قضية دين يا إخوان.

    الذي كان بين الشيخ ربيع وبين المأربي قضية دين والله الذي لا إله غيره، والشيخ -جزاه الله خيرا- نصح لأمة نبيه -عليه الصلاة والسلام- وحذّر من شره وظهر شره بعد حين. القضية التي بينه وبين عبد الرحمن عبد الخالق قضية دين، وكانت بينه وبينه صحبة وزمالة في الدراسة ولكنّ الحق أحق إليه منه ومن الدنيا من أمثاله مثل الذي كان بيني وبين صاحب الصوتية زمالة وصداقة وأمور كثيرة، ولكن لما كان الحق أحب إليّ منه ومن أمثاله تركناه لأجل هذا؛ ناصحناه فأبى علينا، وما ابتدعنا شيئا ولا أتينا بأمر محدث، هذا ما عليه سلفنا -ولله الحمد والمنة-.

    الإمام أحمد -عليه رحمة الله جل وعلا- كما ذكر هذا أبو يعلى في طبقات الحنابلة بإسناده أنه رأى رجلا من أهل السنة مع رجل يسأله أحدهم، هذا أبو داود، قال أبو داود السجستاني: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: (أرى رجلا من أهل السنة -هذا من طبقات الحنابلة- مع رجلٍ من أهل البدعة أترك كلامه؟ قال: لا...) يعني: مجرد أن أراه أترك كلامه بعد ذلك؟ (...قال: لا، أو تُعلمه أن الرجل الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه فكلّمه، وإلا فألحقه به).
    ثم قال: قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: (المرءُ بخدنه).
    هذا ليس كلامي أنا أو كلام زيد أو عمرو، هذا كلام إمام السنة في زمانه وفي سائر الأزمنة -عليه رحمة الله-.

    ثم هؤلاء يطرحون الشبهات، ويأتون بشبهة أخرى: أن هؤلاء الغلاة يعتقدون إما أن تكون معهم أو أن تكون ضدهم، يعني لا توجد المنزلة بين المنزلتين، لأنّ القضية قضية حق وباطل، هذا كذلك ما أخذناه من عند أنفسنا؛ هذا كلام السلف ذكره ابن بطة في الإبانة عن عتبة الغلام -رحمه الله- أنه قال: (من لم يكن معنا فهو علينا)، فليس ثمة منزلة بين منزلتين؛ إما أن يكون مع أهل السنة وإما أن يكون مع ضدهم، لا توجد بين وبين، تلتزم الواضحة الجليّة؛ تكون على الجادة التي كان عليها سلفك.

    أزيدُك: هؤلاء الذين ناصحناهم، وما أكثرهم، ولكن هذه فقط نُتَفٌ، ناصَحْنا حتى الطلبة الصغار، من بين هؤلاء ناصحْنا أحدهم وهو إمام مسجد، وهذا لعله من الأئمة الذين اشتكوا إليك لأنه يُجالسك عند مجيئك للبلد، هذا الذي كان في يوم من الأيام إماما لمسجد الهداية، هذا المسجد لمن لا يعرف بيت الشيخ ملاصق لبيت الشيخ، هذا مكث مدة في مسجده، ويدعي السلفية، تصوروا أنه لم يقف يوما ليُكلم الشيخ! لا ليسأله، وكان الألوف من شبابنا يأتون يوميا لزيارته وسؤاله، ولا استشارَه في أمر وهو في مسجده! ولا راجعه في مسألة البتة! ماذا في نفسه هذا؟

    ففي يوم من الأيام جاءني للبيت بعد أن دعوتهُ، يعني لم يأتِ هكذا، لأنه قديما كان يزورني ثم بعد ذلك قطع لما أصبح يُجالس زمرته المعروفة وفيها من الجماعة المردود عليهم، هذا محسوب على الرمضاني الصغير، قلت له: يا أخي اتق الله في نفسك، الشيخ بالنسبة لنا يُعتبر الوالد والمعلم ويُعتبر العالم، هذا شيخ الجميع في هذا البلد، اتق الله في نفسك، ولا تترك الشيطان يستحوذ على عقلك، لِمَ هذا الأمر والعداوة؟ قلت له: أحدثتَ أمرا ليس فيه؛ لا مبرّر له البتة، فقلت له: إخوانك يجدون في أنفسهم عليك، قلت له: وأنا أولهم، وأنا ليس عندي اللف والدوران، قلت له: وأنا أولهم وأنا أحترمك وأعرف قدرك، ولا يوجد أحد عرفك في الجزائر -لأنه ليس من الجزائر، من وهران- قبلي، فدع هذه الصورة الطيبة عنك في أذهاننا جميعا، قلت له: فقط اذهب للشيخ واعتذر منه قال: يا شيخ والله كان صدر مني جفاء تجاهك وكذا وكذا وأحسست بهذا الأمر أرجو أن تُسامحني وووو ... قلت له: والبقية اتركها عليّ، اترك الباقي عليّ أنا بإذن الله جل وعلا أكلّم الشيخ، والشيخ لا يحمل حقدا أو غلا على أي أحد، حتى هؤلاء البراهش الذين فعلوا ما فعلوا في حقه؛ الشيخ والله لا يلتفتُ إليهم أصلا، ومثل ما قال في أول يوم: همِّشوهم، بقي على هذا التهميش هو، لا يلتفت لأقوالهم ولا لغزعبلاتهم ولا لخربشاتهم جميعا، لعلي أصلح من عندي، كأنه مثل ما يقول العوام عندنا: ما قالّي طابت ولا حرقتْ!=[ما قال لي لا طابت ولا احترقت!] ولكن لم يفعل، وكان معه صاحباه يشهدون عليه، ولم يأت للشيخ ولم يزر الشيخ، أنا أعتقد أن السبب في هذا ليس هذا الشاب، السبب في هذا هم جلساء هذا الرجل؛ لأنه كان يجلس لمن يُكنّ الحقد والضغينة على الشيخ، شحنوه، نسأل الله تبارك وتعالى العفو والعافية.

    وليس بالبعيد فقط، أول ما تمرد علينا هؤلاء الشباب وأحدثوا ما أحدثوه من الفساد جاءني أحدهم ونفس الشيء أنا كلمته ودعوته، هذا قالية أصلحه الله، وقلت له: يا مصطفى أنا أعرفك، أنت ممن تربي عندي والحمد لله، قلت له: أسألك بالله، قلت له: أترضى عما يكتبه هذا الرجل، هذا صاحبك، هذا الألدّ الخصم؟ قال لي: لا أرضى، والله الذي لا إله غيره، كما قال لي صاحبه قبله بوقليل هذا قال لي: هذا الرجل يا شيخ قهرني قهرني، قهره مثل ما يقول العوام: مايتْنَفَّسِشْ عندو=[لا يتنفّس عنده!]، آذاه أذية شديدة ورغم ذلك يقول: هذا ابنُ حارتي وأعرفه، يعني كونه ابنُ حارته ويعرفه هذا دليل على أنه على الحق! نسأل الله العفو والعافية، لما تكلم فيهم الشيخ عبد المجيد -حفظه الله-.
    قلت له: يا أخي لم لا تكتب شيئا؛ كلمة هذا خطأ، لماذا لا تُكلم هذا الرجل نصيحة لله: اتق الله في نفسك هذا خطأ، وعدني والله الذي لا إله غيره، ثم بعد يومين اتصل بي قال لي: أعتذر لا أستطيع أن أكتب! القهر؛ هذا الخوف الذي تكلم عنه صاحب الصوتية، وأنا تعمدت هذا الأمر لأني كنت دُعيت إلى تلمسان، فلما سألوني قلت: لا أنصح به لا أنصح به، هذا الذي لا يستطيع أن يصدع بالحق في وجه من يُصاحبهم وهم على الباطل هذا نستأمنه على أبنائنا وشبابنا؟ أبدا، أنا لا أنصح بهذا، وأنا لست شيئا، والله لستُ شيئا، ما ادّعيت لنفسي أنني الإمام ولا كذا ولا كذا، هذا ما أعتقد أن الله جل وعلا كلّفني بأن أنصح إخواني، لستُ ملزما بأن أزكي فلان أو أنصح بفلان، هذا الذي نقدر عليه ونستطيعه.

    وهذا والقائمة طويلة في كل من نصحناهم نبتغي بنصحهم وجه الله جل وعلا، والحفاظ على الدعوة، والغيرة على أبنائنا وشبانا، والله الذي لا إله غيره لإنّ قلوبنا لتحترق لأجل هذه الدعوة ولأجل هؤلاء الشباب.

    ألا إن كنت أنسى لا أنسى أبدا شبابا في مقتبل العمر أخذتهم تلك الأيادي الغاشمة، واستدرجهم الخوارج وكانوا أكباش فداء، قُتل منهم من قُتل، بسبب ماذا؟ بسبب هؤلاء الذين يُلبسون على الناس. أنا لا أتهم من إخواني من هو على عقيدة الخوارج، ولكن أتكلم على منْ لبّس عليه الخوارج، واستدرجوه وأخذاه ثم قتلوه.
    وأسأل الله جل وعلا أن يرحم إخوانا لنا صمدوا في وجه أهل الباطل، وصدعوا بالحق رغم أن هذا كان على حساب أرواحٍ، وقُتل منهم من قُتل.
    أخونا مختاري عندنا في العاصمة، وأخونا عبّاس في بلعباس، وأخونا عريف في عنابة، أسأل الله عز وجل أن يتقبلهم عنده شهداء، وأن يرحمهم برحمته الواسعة.
    أنا لا أريد أن أطيل، وقد أطلت مع الأسف الشديد.

    ولكن باختصار: هذه الصوتية أنا ما أدري بعض إخواننا يقومون بنشر مثل هذه الصوتيات، أنا لا أنصح بنشرها لأن فيها تلبيسا وفيها تعمية على الشباب، لا نغتر نحن بأنه فضح هؤلاء، هؤلاء مفضوحون من البداية، ولا نحتاج لشهادة أمثال هؤلاء في فضح أولئك، لأننا خابرناهم وخالطناهم وجالسناهم وأحسنّا الظن بهم وناصحناهم إلا أنهم أبوا علينا، يتهموننا بأننا مفرقة، كف نكون مفرقة ونحن دعوناكم لأن نجتمع على حقّ وكتبنا ما ينبغي أن نجتمع عليه، وأرسلناه لكم، والله ما ناقشونا في مسألة واحدة من المسائل التي قلنا لهم نعتقد أن من دونها لا نستطيع أن نجتمع معكم أبدا، هذا إمام أهل السنة يقول له لهذا الرجل السائل: (إن ترك كلامه فكلمه، وإلا فألحقه به).

    أول ما بدأت المشكلة كان أحدهم عندنا جعلوه مديرًا في المجلة، يكتب تغريدة فيها تحدّي ونكاية في المشايخ ويتكلم على صاحب الصوتية: أنا فلان شيخي وحبيبي! يعني لسان حاله: افعلوا ما شئتم! وهو معنا تحت سقفنا، يا سبحان الله!
    أيُّ موقف اتخذه هؤلاء! والله ما حركوا ساكنًا. أنا لما جاءني أحدهم كبيرهم قال: والله يا شيخ كذا كذا نجتمع وندرس القضية، قلت له: انظر، شرطي الأول في الاجتماع أن فلان لا يأتي إلى دار الفضيلة أبدًا، هذا الذي يتحدّى المشايخ من غير أدبٍ بهذه الصورة لا يكون حاضرًا، إما أن يرجع ويتوب ويكتب تغريدة يتوب، وأنا أعلم أن هذا لا يفعله، وإما يا أخي الله يسهّل عليه، لسنا مُلزمين بك! والله الذي لا إله غيره ذهب هذا الشيخ وما سمعتُ له حسّا ولا همسا طيلة ستة أشهر! هؤلاء تهمّهم الدعوة وحال الدعوة وشباب الدعوة؟! ستة أشهر ما كلمني أبدا، بعد ستة أشهر أعاد لي نفس الكلام فأعدت عليه نفس الجواب، فنسأل الله العفو والعافية.
    ونحن أحرص الناس على الاجتماع والتآلف، وعلى رأسنا الشيخ فركوس -حفظه الله تبارك وتعالى-.

    فنسأل الله جل وعلا أن يردّنا وإخواننا إليه ردا جميلا، وأن يرينا جميعا الحق ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا وأن يرزقنا اجتنابه.

    وبهذه المناسبة أسأل الله عز وجل أن يعيد علينا هذا الشهر المبارك ونحن على أحسن حال؛ أزمنة عديدة، وأعواما مديدة، كما نسأله تبارك وتعالى أن يتقبل منا ومن سائر إخواننا صالح الأعمال.
    وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

    فرَّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
    04 / شوَّال / 1441هـ

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمد لله ربّ العالمين.

  • #2
    جزاك الله خيرا أخي أسامة وشكر الله لكم وبارك في جهودكم ونفع الله بكم.

    تعليق


    • #3
      وإيَّاك أخي الكريم مُحمَّد.
      جزاك الله خيرًا على تشجيعكَ.

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا وبارك في جهودك أخي الكريم، وحفظ الله والدنا أزهر سنيقرة وابقاه شوكة في حلوق اعداء اهل السنة والجماعة

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيرا أخي على جهدك

          تعليق

          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
          يعمل...
          X