تغريد
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وزرع الفتنة التي تموج كموج البحر،شبه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الفتن في اظطرابها واختلاطها وأيضا في شدتها،كأمواج البحر،فأنت ترى البحر بأمواجه الهائجة المتتالية المتلاطمة،وهكذا الفتن تتلاطم فيها آراء وتختلط فيها الأهواء حتى تُفضي إلى المقاتلة،تُفضي إلى المشاتمة تُفضي إلى المخاصمة،تُفضي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:يضرب بعضكم رقاب بعض.
فما ابتليت هذه الأمة بمثل هذه الفتن إلا بسبب هذا الاختلاط،الآراء والأهواء التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم،وهذا من بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم.
حيث أنت تتصور الفتن كالأمواج المتلاطمة، في التباسها في شدتها في اختلاطها.
وفي حديث آخر شبهها بقطع الليل المظلم،فقال صلى الله عليه وسلم:بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم.
أي :اجتهدوا وتسابقوا في فعل الخيرات قبل أن تحل بكم فتن كقطع الليل المظلم،فتعجزون عن أداء الواجبات.
ووجه تشبيهها بقطع الليل المظلم لشدة التباسها واختلاطها،تموج كأمواج البحر لفظاعتها،وتشبيهها بقطع الليل المظلم لشدة التباسها،حتى لا يكاد يعرف المرء الحق من الباطل،والهدى من الضلال والرشاد من الغي فتلتبس.
وذكر أثر من آثار هذه الفتن إذا نزلت بالقوم قال: بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم،يُصبح الرجل مؤمناً ويُمسي كافراً ويُمسي مؤمناً ويُصبح كافراً،يبيع دينه بعرض من الدنيا .
فلشدتها وعظمها وشدة التباسها،تنقلب الموازين وتنتكس الآراء وتختلط الأمور،حتى من شدتها يُصبح الرجل مؤمناً ويُمسي كافراً،هكذا السرعة في التقلب والتحول،يُصبح مؤمناً ويُمسي كافراُ ويُمسي مؤمناً ويُصبح كافراً،إِي نعم.
السر في ذلك وسببه قال: يبيع دينه بعرض من الدنيا،يبيع دينه وعقيدته ومنهجه،بعرض من الدنيا شدة التحول .
هذا مما يدل على فظاعتها وعلى شدتها،مما يستوجب على كل مسلم حريصاً على الخير،وطالباً للنجاة في الدنيا والآخرة،أن يعرف أسباب الفتن ومسالكها حتى يجتنبها وحتى لا يقع فيها.
فقال عمر رضي الله عنه،يذكر التي تموج كموج البحر يعني يسألهم أو يريد الفتنة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم:تموج كموج البحر،إِي نعم.
هذه الفتن ووصفه صلى الله عليه وسلم تموج كموج البحر،إشارة إلى أن المقصود بهذه الفتن،هو هذه العقائد الفاسدة والآراء الضالة والأهواء المضلة،التي أضلت الناس عن دين الله الصحيح،والتي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم فقال:وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة.
فإنها سبب في افتراق هذه الأمة وفي هذه الآراء،وقال أيضا صلى الله عليه وسلم:فإن من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا.
وصف هذا الاختلاف بالكثير،اختلافاً كثيرا .
ومعلوم أن الاختلاف كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم،فقد اختلف الصحابة رضي الله عنهم،في مسائل كثيرة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وفي غيبته.
إذا ليس المقصود بهذا الاختلاف هو الاختلاف في الفروع وفي الفقهيات كما يُسمى،إنما هذا الخلاف خلاف في أصول الدين وعقائده،وعليه افترقت هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة،وعليه افترقت هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة .
فهي تموج كموج البحر،إِي نعم.
انتهى
ــــــــــــــــــــــــــــ
تفريغ أم صهيب السلفية
مصدر التفريغ:
https://www.youtube.com/watch?v=dsIOg1qrG6c
تعليق