إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[ صوتية وتفريغها ] نصائح و توجيهات لفضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [ صوتية وتفريغها ] نصائح و توجيهات لفضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    ما أسرع الساعات في الأيام وأسرع الأيام في الأعوام،وكلها معاشر الإخوة كلها من العمر،والعمر ينقضي سريعا والعبد لا يشعر به،فإذا مرت أيامه ولياليه وحانت ساعة الرحيل حينئذ يعرف العبد مقدار ما فرط،ويعرف العبد كيف هو كان في أيامه الماضية متساهلا أو مفرطا وحينئذ المسيئ يندم على عدم التوبة والمسارعة إلى الله بها،والمبادرة إلى الأعمال الصالحات والتزود منها،والصالح يندم على ذهاب الوقت عليه ويندم على تضيع الساعات منه فالكل نادم .
    فيا معشر الإخوان علينا باغتنام الأوقات وانتهاز الفرص واقتناصها،فإن معاشر العباد راحلون عن هذه الدنيا وإن أعظم ما تقربنا به إلى الله الفرائض،فلنحرص أيها الإخوة على تأدية فراض الله بالكمال والتمام والخشوع والخضوع،والتواضع والإنكسار لله جل وعلا من غير عُجب ولا استكبار.

    والحذر الحذر معاشر الإخوة،الحذر الحذر من التفاخر والعُجب والتكاثر والكبر،والله الله معاشر الإخوة الله الله في الإخبات والتواضع والتشمير إلى الخير في الأعمال فإن هذا هو سبيل الفوز برضا الرب جل وعلا.
    وإذا فرط من الانسان بادرة،بادرة إثم بأن ارتكب أي منا – ولا بد فإن كل بني آدم خطاء – فإذا فرط منا بادرة بارتكاب إثم أو فعل منكر،فالله الله معشرة الأحبة علينا بالإقلاع فورا والتوبة،التوبة النصوح فإن وإن سُتر علينا في الدنيا،فإن أمامنا يوم الدين { يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}1.
    يوم المجازاة على الأعمال كما قال جل وعلا:{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }2.
    فأوصي نفسي وإياكم معاشر الأحبة بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،كما قال جل وعلا:{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }3.
    قال جل وعلا:{ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ }4.
    قال صلى الله عليه وسلم:عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي،تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجد .
    الله الله معشر الأحبة في الإقتداء والاتباع،التمسك بالكتاب والسنة والاقتداء،بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح ،والاقتداء بالعلماء العاملين بعلمهم الذين جعلوا الدنيا مطية للآخرة.
    إِنَّ لِلَّهِ عِباداً فُطَنا
    طلقواالدنياوَخافوا الفِتَنا
    نَظَروا فيها فَلَمّا عَلِموا
    أَنَّها لَيسَت لِحَيٍّ وَطَنا
    جَعَلوها لُجَّةً وَاِتَّخَذوا
    صالِحَ الأَعمالِ فيها سُفُنا

    فالحذر كل الحذر أيها الإخوة من التفريط،والله فالله من التمسك والاتباع والاقتداء بأهل الفضل والصلاح،والحذر الحذر من المتسمين بالعلمالذين هدفهم الدنيا فقط فضررهم عظيم هؤلاء،إنما تجدونهم في مواقف أهل الدنيا وأصحاب الدنيا،فإذا ما طلبتموهم في أعمال البر وجدتم كثيرا منهم أعمالهم تخالف أقوالهم.
    فضررهم عظيم وشرهم على الأمة جسيم،فكيف بمن انتسب إلى العلم وهو في الحقيقة ليس من أهله،وإنما هو كلابس ثوبي زور .
    فالله الله معشر الأحبة لا ننخدع بهؤلاء وعلينا معشر الأحبة أن نحرص كل الحرص في المكاسب، فلنطيب مكاسبنا فتطيب مطاعمنا فيستجاب دعاؤنا،فعلينا بالاحتشام عن المكاسب الدنيئة الخبيثة،فإنها سبب لعدم قبول الدعاء.
    وعلينا معاشر الأحبة أن نحرص كل الحرص أن يكون زمان مُقامنا في هذه الدنيا،مصروفا إلى العمل بالكتاب والسنة،ومتى كنا بهذه الصفة سهل والله علينا ما صعُب على غيرنا،وكان ما يحصل لنا من شرف الفضيلة في التمسك بالكتاب والسنة،والاتباع وترك الابتداع كان ما يحصل لنا من شرف هذه الفضيلة عند الله جل وعلا،أعظم من ذخائر الأموال لأن الدنيا تفنى والثواب عند الله هو الذي يبقى،كما قال جل وعلا:{ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَاوَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}5.

    قال جل وعلا:{ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلْأَبْرَارِ }6.
    فعلينا معاشر الأحبة،أن نصلح ظواهرنا وبواطننا وألا نخالف الصواب،وعلينا أن نشاور النصحاء لنأمن من الندامة،إذا شاورنا الناصح أمنا من الندامة وسلمنا من الملامة.
    وعلينا معاشر الأحبة في هذا الشهر أن تكون أفواهننا مملوءة بحمد الله وذكره،وألسنتنا رطبة بذكره وشكره،والثناء عليه وتقديسه وتنزيهه عن النقائص والعيوب،وليكن همنا في هذا الشهر مصروفا إلى طاعة الله سبحانه وتعالى،ولنجتهد معاشر الأحبة في الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر،في دعائه سبحانه وتعالى بقلوب سليمة،موافقة لاعتقادات مستقيمة،فإنه حينئذ يستجيب لنا،ويبلغنا ما نؤمل ويفتح لنا أبواب الخير في مساعينا جميعا وتوجهاتنا،ويعصمنا من الشرور يعصمنا من أفكار السوء،ويحفظ أنفسنا من المكاره،وينجينا من الوقوع في شراك وفخاخ الآثام،ويرد عنا المخاوف سبحانه وتعالى.
    لأنه جل وعز هو الذي بيده كل شيئ،{ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا}7. ،سبحانه وتعالى.
    وعلينا معاشر الأحبة،أن نكتسب الأصدقاء الأخيار،ونقدم لهم الإختبار فنعرفهم قبل الاستنامة إليهم،وأن لا نعجل بالثقة قبل أن نختبر حالهم،فيلحقنا الأسف والندم وتنالنا حينئذ المضرة،نسأل الله جل وعلا العافية.
    كما قال الشاعر:
    أُبلُ الرِجالَ إذا أَرَدتَ إِخاءَهُم
    وَتَوَسَّمَنَّ أمورهم وَتَفَقَّدِ
    فَإِذا ظَفَرتَ بِذي الأمانة وَالتُقى
    فيهِ اليَدَينِ قَريرَ عَيٍن فَاِشدُدِ


    فإن صحبة أهل الصلاح تورث في القلب الصلاح،وصحبة أهل الشر والفساد تورث في القلب الفساد والانحراف والعناد.
    وأخوكم معشر الإخوة هو من عرفكم بعيوبكم،وصديقكم هو من حذركم من ذنوبكم،ولذلك إن صحبت هؤلاء وصحبنا جميعا هؤلاء،حصل الخير وصلحت السريرة والعلانية.
    ولا يمكن أن يكون العبد وليا لله في الظاهر وهو عدو له في السر،مهما كان لأن الله سبحانه وتعالى سيكشفه.
    واعلموا رحمني الله وإياكم،أن كل ما يشغل عن الله وعن الاستعداد للرحيل إليه،فهو شؤم نسأل الله العافية والسلامة.
    فإذا كانت الآخرة تُطلب بصلاح القلب الذي يورث صلاح الأعمال،فإن الدنيا تزاحمها وإذا كانت الدنيا في القلب لم تزاحمها الآخرة لماذا؟ لأن الآخرة كريمة فلا تزاحم هذه الدنيا الدنية،فلنجعل الآخرة في قلوبنا ومن أعطاه الله منا فضلا من الدنيا فليحمد الله،وليكثر من شكره وذكره،ولا يفخرن على إخوانه ولا يدخلنه الكبر والعُجب والتعاظم،فإن خير الناس شرفا من بدل السوء وسنة السوء بالسنة الصالحة،وشر الناس من بدل السنة الصالحة الحسنة بالسنة السوء.
    وعلينا معاشر الأحبة أن نجتهد وأن نعلم أن من لا عقل له ولا حكمة له، ولا رغبة له في الأدب والنجاة والسلامة هذا الذي لا يبالي ما عمل في دُنياه.
    ولنعلم أن العلم أعظم ما يرشدنا إلى الله سبحانه وتعالى،فلنجد به على أنفسنا أولا في تحصيلنا له،ثم بعد ذلك على غيرنا في تعليمنا إياهم.
    فإن من جاد بالعلم والحكمة فهو أفضل ممن جاد بالمال،فإن من جاد بالعلم والحكمة بقي ذكره،والمال يفنى ذكره بذهاب المنفق والمنفق عليه.
    ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم جميعا لما يحبه ويرضاه،وأن يجنبنا ممن يطُب غيره ونفسه ممتنعة عن العلاج.
    يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ المُعَلِّمُ غَيْرَهُ ** هَلَّا لِنَفْسِكَ كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
    تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ من الضَّنَى ** كَيْمَا يَصِحُّ بِهِ وَأَنْتَ سَقِيمُ


    إلى أخر لما هو في هذا الباب عن الصالحين، من أقوال مأثورة والحكم المنثورة رحمهم الله.
    فلا نكن يا عباد الله ممن تعلم وطبَّ غيره ولا يطُب نفسه.
    فنسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى،أن يوفقنا وإياكم جميعا لما يحب ويرضى،من استغلال الأوقات الفاضلات في أشرف الطاعات،ونحن في هذا الشهر كما قلنا،قد بدأنا في ثلثه الثاني فنسأل الله الإعانة والتوفيق والتسديد،ونحن الآن كلامنا كله في نوافل الأعمال الصالحات،فناسب ذلك أن نتكلم بهذه الكلمات .


    انتهى
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    1- سورة الطارق
    2- سورة الزلزلة
    3- سورة الزخرف
    4- سورة طه
    5-سورة الأعلى
    6- سورة آل عمران
    7- سورة هود




    تفريغ أم صهيب السلفية


    مصدر التفريغ:


    https://www.youtube.com/watch?v=votL78fLSFE
    التعديل الأخير تم بواسطة أم صهيب الشاوية; الساعة 2020-05-14, 04:26 PM.

  • #2
    بارك الله فيك

    تعليق


    • #3
      وفيك بارك الله

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
      يعمل...
      X