إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدعاء سبب في زيادة العلم وقوة للفهم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدعاء سبب في زيادة العلم وقوة للفهم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الدعاء سبب في زيادة العلم وقوة للفهم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
    أما بعد:
    فمن أجل العبادات الدعاء، وهو من أعظم الأسباب لحل المعضلات وإزالة الإشكالات وزيادة في الفهم وسبب من أسباب العلم.
    لهذا جاءت وصية ربنا لرسوله عليه الصلاة والسلام فقال: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طـه: 144].
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)): ((ما أمر الله رسوله بطلب الزيادة في شيء إلا في العلم)) اهـ.
    وكان من دعائه؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علما ...)).
    أخرجه الترمذي في ((السنن)) وابن ماجه في ((السنن)) وعبد بن حميد في ((المسند)) وابن أبي شيبة في ((المصنف)) والبيهقي في ((الشعب)) والبغوي في ((شرح السنة)) وصححه الألباني.
    ولما كان من أذكار الصباح دعاء الله بطلب العلم النافع كما صح عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر الفجر إذا صلى: ((اللهم اني أسألك علما نافعا وعملا متقبلا ورزقا طيبا)).
    أخرجه أحمد في ((المسند)) وابن ماجه في ((السنن)) والنسائي في ((السنن الكبرى)) والحميدي في ((المسند)) والطياسي في ((المسند)) وابن أبي شيبة في ((المصنف)) وأبو يعلى في ((المسند)) والبيهقي في ((الشعب)) كلهم بإسناد ضعف فيه مجهول، وأخرجه الطبراني في ((الصغير)) وجود إسناده الألباني في ((تمام المنة)).
    وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة، فوضعت له وضوءا من الليل، فقالت له ميمونة: وضع لك هذا عبد الله بن عباس. فقال: ((اللهم فقه في الدين، وعلمه التأويل)).
    أخرجه أحمد في ((المسند)) وله تخرجات وألفاظ ذكرها الإمام الألباني في ((الصحيحة)) (رقم: 2589).
    فببركة هذا الدعاء تحصل ابن عباس رضي الله عنهما على علم غزير وفهم عميق حتى لقب بالحبر.
    قال العلامة ابن القيم رحمه الله في ((إعلام الموقعين عن رب العالمين)) : ((حقيق بالمفتي أن يكثر الدعاء بالحديث الصحيح: ((اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنَّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)).
    وكان شيخُنا كثيرَ الدعاء بذلك، وكان إذا أشكلت عليه المسائل يقول: يا معلِّمَ إبراهيم علمني، ويكثر الاستغاثة بذلك اقتداءً بمعاذ بن جبل -رضي اللَّه عنه- حيث قال لمالك بن يخامر السكسكي عند موته، وقد رآه يبكي فقال: واللَّه ما أبكي على دنيا كنت أصيبها منك، ولكن أبكي على العلم والإيمان اللذين كنت أتعلمهما منك، فقال معاذ بن جبل -رضي اللَّه عنه-: "إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما، اطلب العلم عند أربعة: عند عويمر أبي الدرداء، وعند عبد اللَّه بن مسعود، وأبي موسى الأشعري، وذكر الرابع، فإن عجز عنه هؤلاء فسائرُ أهلِ الأرض عنه أعجز فعليك بمعلم إبراهيم صلوات اللَّه عليه.
    وكان بعض السلف يقول عند الإفتاء: {سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أنت الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 32].
    وكان مكحول يقول: لا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم، وكان مالك يقول: ما شاء اللَّه لا قوة إلا باللَّه العلي العظيم، وكان بعضهم يقول: {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي} [طه: 25 - 28] وكان بعضهم يقول: اللهم وَفّقني واهدني وسدّدني واجمع لي بين الصواب والثواب وأعذني من الخطأ والحرمان، وكان بعضهم يقرأ الفاتحة، وجزَبنا ذلك نحن، فرأيناه من أقوى أسباب الإصابة.
    والمعوَّل في ذلك كله على حسن النية، وخلوص القصد، وصدق التوجه في الاستمداد من المعلِّم الأول معلِّم الرسل والأنبياء صلوات اللَّه وسلامه عليهم؛ فإنه لا يرد من صَدَق في التوجه إليه لتبليغ دينه وإرشاد عبيده ونصيحتهم والتخلّص من القول عليه بلا علم، فإذا صدقت نيّتُه ورغبته في ذلك لم يعدم أجرًا، إنْ فاته أجران، واللَّه المستعان)) اهـ.
    فعلى طالب العلم أن يلتجئ لله العليم الحكيم أن يعلمه ويفهمه ويتضرع لمولاه لمن عنده خزان العلم ومفاتيح الفهم أن يمن عليه بحظ وافر من الفقه في الدين وفهم مراد الله عز وجل ومراد رسوله عليه الصلاة والسلام.
    هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: يوم الثلاثاء 19 رمضان سنة 1441 هـ
    الموافق لـ: 12 مايو سنة 2020 ف

الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X