إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التوسل المشروع وأنواعه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التوسل المشروع وأنواعه

    بسملة

    التوسل المشروع وأنواعه
    للعلامة المحدث
    ناصر الدين الألباني رحمه الله
    تلخيص أبي عبد الرحمن محمد بن عمار
    - غفر الله له -
    ------



    قد شرع لنا عز شأنه أنواعاً من التوسلات المشروعة المفيدة المحققة للغرض، والتي تكفل الله بإجابة الداعي بها، إذا توفرت شروط الدعاء الأخرى، فلننظر الآن فيم تدل عليه النصوص الشرعية الثابتة من التوسل دون تعصب أو تحيز.
    هناك ثلاثة أنواع للتوسل شرعها الله تعالى، وحث عليها، وَرَدَ بعضها في القرآن، واستعملها الرسول صلى الله عليه وسلم وحض عليها، وليس في هذه الأنواع التوسل بالذوات أو الجاهات أو الحقوق أو المقامات.
    أما الأنواع المشار إليها من التوسل المشروع فهي:

    1- التوسل إلى الله تعالى باسم من أسمائه الحسنى، أو صفة من صفاته العليا:
    كأن يقول المسلم في دعائه: اللهم إني أسألك بأنك أنت الرحمن الرحيم، اللطيف الخبير أن تعافيني ، ودليل مشروعية هذا التوسل قوله عز وجل: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}.( سورة الأعراف: الآية 180) والمعنى: ادعوا الله متوسلين إليه بأسمائه الحسنى.
    ومن ذلك ما ذكره الله تعالى من دعاء سليمان عليه السلام حيث قال: {وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}(سورة النمل: الآية 19).
    . ومن الأدلة أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول في تشهده: "اللهم إني أسألك يا الله الواحد الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم" فقال صلى الله عليه وسلم "قد غفر له قد غفر له (رواه أبو داود والنسائي وأحمد وغيرهم وإسناده صحيح).
    . ومنها ما ورد في استعاذته صلى الله عليه وسلم وهي قوله: "اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني.." (متفق عليه).
    فهذه الأحاديث وما شابهها تبين مشروعية التوسل إلى الله تعالى باسم من أسمائه أو صفه من صفاته، وأن ذلك مما يحبه الله سبحانه ويرضاه، فذلك خير ألف مرة من الدعاء بأدعية ننشئها، وصيغ نخترعها.

    2- التوسل إلى الله تعالى بعمل صالح قام به الداعي:
    كأن يقول المسلم: اللهم بإيماني بك، ومحبتي لك، واتباعي لرسولك اغفر لي .
    ومنه أن يذكر الداعي عملاً صالحاً ذا بالٍ، فيه خوفه من الله سبحانه، وتقواه إياه، وطاعته له جل شأنه، ثم يتوسل به إلى ربه في دعائه، ليكون أرجى لقبوله وإجابته.
    وهذا توسل قد شرعه الله تعالى وارتضاه، ويدل على مشروعيته قوله تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}(سورة آل عمران: الآية 16) وقوله: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}(سورة آل عمران: الآية 53).
    وأمثال هذه الآيات الكريمات المباركات. وكذلك يدل على مشروعية هذا النوع من التوسل ما تضمنته قصة أصحاب الغار، كما يرويها عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما (رواه البخاري في كتاب الإجارة واللفظ له ولمسلم والنسائي وغيرهم).
    ويتضح الحديث أن هؤلاء الرجال المؤمنين الثلاثة حينما اشتد بهم الكرب، ويئسوا من أن يأتيهم الفرج من كل طريق إلا طريق الله تبارك وتعالى وحده، دعوه بإخلاص واستذكروا أعمالاً لهم صالحة، فتوسلوا إليه سبحانه بتلك الأعمال؛ توسل الأول ببره والديه ورأفته الشديدة بهما.
    وتوسل الثاني بعفته من الزنى بابنة عمه التي أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء بعدما قدر عليها، واستسلمت له مكروهة بسبب الجوع والحاجة، ولكنها ذكرته بالله عز وجل، فتذكر قلبه، وخشعت جوارحه، وتركها والمال الذي أعطاها.
    وتوسل الثالث بحفاظه على حق أجيره الذي ترك أجرته .
    دعا هؤلاء الثلاثة ربهم سبحانه متوسلين إليه بهذه الأعمال الصالحة أي صلاح، والمواقف الكريمة أي كرم، فاستجاب سبحانه دعاءهم، وكشف كربهم.

    3- التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح:
    كأن يقول المسلم في ضيق شديد، أو تحل به مصيبة كبيرة، ويعلم من نفسه التفريط في جنب الله تبارك وتعالى، فيجب أن يأخذ بسبب قوي إلى الله، فيذهب إلى رجل يعتقد فيه الصلاح والتقوى، أو الفضل والعلم بالكتاب والسنة، فيطلب منه أن يدعوا له ربه، ليفرج عنه كربه، فهذا نوع آخر من التوسل المشروع، دلت عليه الشريعة المطهرة.
    ومن ذلك ما رواه أنس بن مالك - رضي الله عنه - أيضاً أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان إذا قحطوا استسقى بالعباس ابن عبد المطلب، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيُسقَون. (رواه البخاري "2/398, 7/62")
    ومعنى قول عمر: أي: أننا كنا نقصد نبينا صلى الله عليه وسلم ونطلب منه أن يدعو لنا، والآن وقد انتقل صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، ولم يعد من الممكن أن يدعو لنا، فإننا نتوجه إلى عم نبينا العباس، ونطلب منه أن يدعوَ لنا، وليس معناه أنهم كانوا يقولون في دعائنهم: اللهم بجاه نبيك اسقنا، ثم أصبحوا يقولون بعد وفاته صلى الله عليه وسلم: اللهم بجاه العباس اسقنا، لأن مثل هذا دعاء مبتدع ليس له أصل في الكتاب ولا في السنة، ولم يفعله أحد من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم.
    ومن ذلك أيضاً ما رواه الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى- في "تاريخه 18/151/1" بسند صحيح (وعزاه الحافظ العسقلاني في "الإصابة - 3/634" لأبي زراعة الدمشقي ويعقوب ابن سفيان في "تاريخهما" بسند صحيح عن سليم بن عامر أيضا.)-عن التابعي الجليل سليم ابن عامر الخبَائري: أن السماء قحطت، فخرج معاوية بن أبي سفيان وأهل دمشق يستسقون، فلما قعد معاوية على المنبر، قال: أين يزيد بن الأسود الجُرَشي؟ فناداه الناس، فأقبل يتخطى الناس، فأمره معاوية فصعد على المنبر، فقعد عند رجليه، فقال معاوية: اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا وأفضلنا، اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بيزيد بن الأسود الجرشي، يا يزيد ارفع يديك إلى الله، فرفع يديه، ورفع الناس أيديهم، فما كان أوشك أن ثارت سحابة في الغرب كأنها ترس، وهبت لها ريح، فسقتنا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم.
    بطلان التوسل بما عدا الأنواع الثلاثة السابقة:
    فمما سبق تعلم أن التوسل المشروع الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وجرى عليه عمل السلف الصالح، وأجمع عليه المسلمون وهو:
    1- التوسل باسم من أسماء الله تبارك وتعالى أو صفة من صفاته.
    2- التوسل بعمل صالح قام به الداعي.
    3- التوسل بدعاء رجل صالح.
    وأما ما عدا هذه الأنواع من التوسلات ففيه خلاف، والذي نعتقده وندين الله تعالى به أنه غير جائز، ولا مشروع، لأنه لم يرد فيه دليل، تقوم به الحجة - وقد أنكره العلماء المحققون في العصور الإسلامية المتعاقبة، مع أنه قد قال ببعضه بعض الأئمة، فأجاز الإمام أحمد التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وحده فقط، وأجاز غيره كالإمام الشوكاني التوسل به وبغيره من الأنبياء والصالحين: ولكنا - كشأننا في جميع الأمور الخلافية - ندور مع الدليل حيث دار ولا نتعصب للرجال، ولا ننحاز لأحد إلا للحق كما نراه ونعتقده.
    المصدر: (التوسل أواعه وأحكامه / الفصل الثالث: التوسل المشروع وأنواعه/ للعلامة المحدث ناصر الدين الألباني رحمه الله)
    كتبه:
    أبو عبد الرحمن محمد بن عمار
    - غفر الله له -
    الثلاثاء 12 رمضان 1441 الموافق ل 5 ماي 2020 (نصراني)
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2020-05-05, 03:43 PM.

  • #2
    أحسن الله إليك أخي أبو عبد الرحمن.... اللهم أنفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعتا وزدنا علما

    تعليق


    • #3
      آمين

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
      يعمل...
      X