الفوائد العلمية من التفاسير السلفية
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن ستن بسنته واهتدى بهداه أما بعد ، فإن قراءة كتب التفسير مما حث عليها أهل العلم خاصة في هذا الشهر المبارك، وكانت طريقتهم المعتمدة في ذلك اتخاذ كناش يكتبون فيه الآيات التي تستوقفهم أثناء القراءة ثم يبحثون عن تفسيرها كما قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : وكان بعض أهل العلم في رمضان وهو في وقت تلاوة القرآن يجعل معه دفترًا خاصًا ، كلما قرأ شيئًا واستوقفته آية من كتاب الله فيها معانٍ كثيرة أو ما أشبه ذلك قيَّدها بالدفتر ، فلا يخرج رمضان إلا وقد حصل خيرًا كثيرًا من معاني القرآن الكريم .
ولقد رأيتُ كُتيبًا صغيرًا للشيخ عبدالرحمن السعدي -رحمه الله -يقول : إنه كتبه في رمضان وهو يقرأ القرآن ، تمر به آية فيقف عندها، ويتدبرها ، ويكتب عليها فوائد لا تجدها في أي تفسير، فلهذا ابن القيم رحمه الله - حَثَّ على تدبر القرآن لمن أراد الهدى ، وشيخه ابن تيمية رحمه الله - قال :(( من تدبر القرآن طالبًا للهُدى منه تبين له طريق الحق))، فاشترط شيخ الإسلام-رحمه الله -شرطين :
التدبر ، وطلب الهدى ، لأنه ربما تدبر ، ولم يقصد طلب الهدى ، ولكن يريد معرفة معاني القرآن فقط ، ماتريد أن تَهْدِي به وتجعله نبراسًا لك تسير عليه ، فإذا تدبرته، وأنت تريد الهدى منه ، وتريد أن تجعل القرآن نبراسًا لك تسير عليه ، تبين لك طريق الحق.
المصدر:[ الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية - للإمام ابن القيم ، شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين ( ١/ ٥٠٣- ٥٠٤) ]
------
والآن أنقل لكم بعض الفوائد التي استوقفتني من كتب التفسير:
حكمة الله عز وجل في إضلال من يضلهم مع ذكر نوعا الفسق
قال الله تعالى: { يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرٗا وَيَهۡدِي بِهِۦ كَثِيرٗاۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ ٢٦} [سورة البقرة:26]
قال الإمام السعدي - رحمه الله - في تفسيره للآية: «ثم ذكر حكمته في إضلال من يضلهم وأن ذلك عدل منه تعالى فقال: {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ} أي: الخارجين عن طاعة الله; المعاندين لرسل الله; الذين صار الفسق وصفهم; فلا يبغون به بدلا فاقتضت حكمته تعالى إضلالهم لعدم صلاحيتهم للهدى، كما اقتضت حكمته وفضله هداية من اتصف بالإيمان وتحلى بالأعمال الصالحة.
والفسق نوعان:
نوع مخرج من الدين: وهو الفسق المقتضي للخروج من الإيمان; كالمذكور في هذه الآية ونحوها.
نوع غير مخرج من الإيمان: كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } [الآية] ».
يتبع بإذن الله...
تعليق