فوائد من كتاب الصيام من كتاب الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم و بعد :
يقول الإمام الحجاوي رحمه الله : [يجب صوم رمضان برؤية هلاله]؛ يقول الشيخ إبن عثيمين رحمه الله؛ و المقصود بهذه ليس المراد بوجوب الصيام و لكن البيان متى يجب الصوم و هذا الوجوب يتم بأحد أمرين :

1. رؤية هلاله :أي هلال رمضان لقول الله تعالى :[ فمن شهد منكم الشهر فليصمه] و لقول النبي صلى الله عليه وسلم :[ إذا رأيتموه فصوموا] .
2. إتمام شعبان ثلاثين يوما :لأن الشهر الهلالي لا يمكن أن يزيد عن الثلاثين يوما؛ و عند الحنابلة أمر ثالث و هو إذا لم يحول بينه و بين منظره غيم أو قتر .

يقول الإمام الحجاوي رحمه الله [و إن حال دونه غيم أو قتر فظاهر المذهب يجب صومه]؛ يقول الشيخ إبن عثيمين رحمه الله : و القتر هو التراب الذي يأتي مع الرياح؛ و كذلك غيرهما مما يمنع الرؤية .
و المقصود من قوله [المذهب] هو المذهب الإصطلاحي لا الشخصي؛ و ذلك لأن الإمام أحمد رحمه الله ليس عنه نص في وجوب صوم هذا اليوم خلافا لما قاله الأصحاب .
و الوجوب المذكور هو الوجوب الظني الاحتياطي لا اليقيني القطعي .
و هذا هو المشهور في مذهب الحنابلة عند المتأخرين حتى قال بعضهم : إن نصوص أحمد تدل على الوجوب و استدلوا بما يلي :
حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : [إذا رأيتموه فصوموا؛ و إذا رأيتموه فأفطروا؛ فإن غم عليكم فاقدروا له ] متفق عليه .
فقالوا [فقدروا له] أي ضيقوا عليه و التضييق أن يجعل شعبان تسعة و عشرين يوما .
يتبع ...