إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإلمام ببعض أحكام صلاة القيام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإلمام ببعض أحكام صلاة القيام

    بسملة



    الإلمـــام
    ببعض أحكام صلاة القيام

    ------


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
    فإنّا هذه الأيام مقبلون على شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن وشرع فيه القيام ويعتق فيه عباد الرحمان
    وهو الشهر الذي تجتمع فيه عبادتان مفروضتان وهما من أركان الإسلام يشترك فيهما جميع الناس في أنحاء العالم فيا لعظمة هذا الدين ماأرفعه!!ولاشك أن العبادة هي الصلة والرابطة الوحيدة التي تقرب العبد من ربه سبحانه ولاتشتد هذه الرابطة ولاتزداد الصلة بين العبد وربه إلا إذا عرف العبد معنى العبادة وأقامها حق إقامتها ولاتتم هذه الإقامة ولا تكون إلا بالعلم عن أحوال هذه العبادة وكيفية ادائها تبعا لما جاءت به الشريعة المحمدية
    فإذا أصاب العبد الكيفية الصحيحة وجانب الصواب فيها تسمو به روحه إلى العلياء وترحل به من محط الدنيا إلى الآخرة وترخص لديه دنياه فيجد في نفسه أعلام الراحة والطمأنينة وتظلله أجنحة الإيمان ويغمر حبة قلبه النور
    وعلى هذا وددت أن أشارك إخواني بعض النقولات عن بعض الأحكام المتعلقة بصلاة القيام لما سيكون في بيوتنا هذه العام بأن يكون في كل بيت على الأقل شخص يصلي بالناس
    فالواجب الاطلاع على بعض الأحكام الخاصة بصلاة التراويح أو القيام عسى أن تزيد العبد خشوعا وصلة باللّه
    واللّه الموفق.
    ------


    كيف شرعت صلاة التراويح؟
    قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: لا ريب أن صلاة التراويح قربة وعبادة عظيمة مشروعةوالنبي - صلى الله عليه وسلم - فعلها ليالي بالمسلمين ثم خاف أن تفرض عليهم فترك ذلك وأرشدهم إلى الصلاة في البيوت ثم لما توفي - صلى الله عليه وسلم - وأفضت الخلافة إلى عمر بعد أبي بكر رضي الله عنهما - ورأى الناس في المسجد يصلونها أوزاعا ، هذا يصلي لنفسه ، وهذا يصلي لرجلين ، وهذا لأكثر ، قال : لو جمعناهم على إمام واحد ، فجمعهم على أبي بن كعب ، وصاروا يصلونها جميعا وفي ذلك مصالح كثيرة في اجتماع المسلمين على الخير واستماعهم لكتاب الله وما قد يقع من المواعظ والتذكير في هذه الليالي العظيمة [1].
    والتراويح جمع ترويحة، وَيجمع أَيْضا على ترويحات، والترويحة فِي الأَصْل اسْم للجلسة، وَسميت بالترويحة لاستراحة النَّاس بعد أَربع رَكْعَات بالجلسة، ثمَّ سميت كل أَربع رَكْعَات ترويحة مجَازًا لما فِي آخرهَا من الترويحة، وَيُقَال: الترويحة اسْم لكل أَربع رَكْعَات، وَأَنَّهَا فِي الأَصْل إِيصَال الرَّاحَة، وَهِي الجلسة. وَفِي (الْمغرب) : روحت بِالنَّاسِ، أَي: صليت بهم التَّرَاوِيح[2].


    حكم صلاة التراويح

    قال صاحب عمدة القاري:...ثمَّ اخْتلف الْعلمَاء فِي كَونهَا سنة أَو تَطَوّعا مُبْتَدأ، فَقَالَ الإِمَام حميد الدّين الضَّرِير: نفس التَّرَاوِيح سنة، أما أَدَاؤُهَا بِالْجَمَاعَة فمستحب، وروى الْحسن عَن أبي حنيفَة: أَن التَّرَاوِيح سنة لَا يجوز تَركهَا. وَقَالَ الشَّهِيد: هُوَ الصَّحِيح، وَفِي (جَوَامِع الْفِقْه) : التَّرَاوِيح سنة مُؤَكدَة، وَالْجَمَاعَة فِيهَا وَاجِبَة، وَفِي (الرَّوْضَة) لِأَصْحَابِنَا: إِن الْجَمَاعَة فَضِيلَة. وَفِي (الذَّخِيرَة) لِأَصْحَابِنَا عَن أَكثر الْمَشَايِخ: إِن إِقَامَتهَا بِالْجَمَاعَة سنة على الْكِفَايَة اه[3]
    قال الحاكم في مستدركه صَلَاةَ التَّرَاوِيحِ فِي مَسَاجِدِ الْمُسْلِمِينَ سُنَّةٌ مَسْنُونَةٌ، وَقَدْ كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَحُثُّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَى إِقَامَةِ هَذِهِ السُّنَّةِ إِلَى أَنْ أَقَامَهَا
    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : صلاة التراويح "سُنة" لا ينبغي تركها ودليل ذلك حديث عائشة رضي الله عنها (المتفق عليه)، واللفظ لمسلم: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد ذات ليلة فصلى بصلاته أناس، ثم صلى في القابلة فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح قال: "قد رأيتُ الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم"، حيث علل النبي صلى الله عليه وسلم تأخره عنها بخوف فرضيتها على هذه الأمة[4] .


    دعاء الإستفتاح
    هل دعاء الاستفتاح بعد كل تسليمة أم يكفي أول الصلاة؟!!

    رجح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى الاستفتاح في كل تسليمة فقال: لو كنت في نوافل متعددة كصلاة الليل فإنك إذا استفتحت في نافلة وأتيت بنافلة أخرى تستفتح فيها، وبهذا نعرف أن ما يفعله بعض الأئمة في صلاة التراويح حيث يستفتح في أول تسليمه ولا يستفتح في البقية أنه تقصير منه[5] وبهذا أفتت اللجنة الدائمة أيضا.


    عدد ركعاتهاصلاة التراويح

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وقد اختلف العلماء في عدد ركعاتها رحمهم الله تعالىوالتراويح إن صلاها كمذهب أبي حنيفة ، والشافعي ، وأحمد : عشرين ركعة أو : كمذهب مالك ستا وثلاثين ، أو ثلاث عشرة ، أو إحدى عشرة فقد أحسن ، كما نص عليه الإمام أحمد لعدم التوقيف فيكون تكثير الركعات وتقليلها بحسب طول القيام وقصره[6] .
    قال الشيخ العثيمين كلاما ماتعا معلقا على الخلاف الحاصل في عدد الركعات: وهنا نقول : لا ينبغي لنا أن نغلو أو نفرط ، فبعض الناس يغلو من حيث التزام السنة في العدد، فيقول : لا تجوز الزيادة على العدد الذي جاءت به السنَّة ، وينكر أشدَّ النكير على من زاد على ذلك ، ويقول : إنه آثم عاصٍ .
    وهذا لا شك أنه خطأ ، وكيف يكون آثماً عاصياً وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل فقال : مثنى مثنى ، ولم يحدد بعدد ، ومن المعلوم أن الذي سأله عن صلاة الليل لا يعلم العدد ؛ لأن من لا يعلم الكيفية فجهله بالعدد من باب أولى ، وهو ليس ممن خدم الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نقول إنه يعلم ما يحدث داخل بيته ، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن له كيفية الصلاة دون أن يحدد له بعدد : عُلم أن الأمر في هذا واسع ، وأن للإنسان أن يصلِّيَ مائة ركعة ويوتر بواحدة .
    وأما قوله صلى الله عليه وسلم " صلوا كما رأيتموني أصلي " فهذا ليس على عمومه حتى عند هؤلاء ، ولهذا لا يوجبون على الإنسان أن يوتر مرة بخمس ، ومرة بسبع ، ومرة بتسع ، ولو أخذنا بالعموم لقلنا يجب أن توتر مرة بخمس ، ومرة بسبع ، ومرة بتسع سرداً ، وإنما المراد : صلوا كما رأيتموني أصلي في الكيفية ، أما في العدد فلا إلا ما ثبت النص بتحديده .
    وعلى كلٍّ ينبغي للإنسان أن لا يشدد على الناس في أمر واسع ، حتى إنا رأينا من الإخوة الذين يشددون في هذا مَن يبدِّعون الأئمة الذين يزيدون على إحدى عشرة ، ويخرجون من المسجد فيفوتهم الأجر الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم " من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة " رواه الترمذي ( 806 ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي ( 646 ) ، وقد يجلسون إذا صلوا عشر ركعات فتنقطع الصفوف بجلوسهم ، وربما يتحدثون أحياناً فيشوشون على المصلين .
    ونحن لا نشك بأنهم يريدون الخير ، وأنهم مجتهدون ، لكن ليس كل مجتهدٍ يكون مصيباً .
    والطرف الثاني : عكس هؤلاء ، أنكروا على من اقتصر على إحدى عشرة ركعة إنكاراً عظيماً، وقالوا : خرجتَ عن الإجماع قال تعالى : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً[7] ، فكل من قبلك لا يعرفون إلا ثلاثاً وعشرين ركعة ، ثم يشدِّدون في النكير ، وهذا أيضاً خطأ .
    قال الشيخ العباد حفظه الله تعالى :ولم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء يقيد بإحدى عشرة ولا بثلاث عشرة، نعم هو فعل هذا ولكنه لم يقل: إنه لا يجوز الزيادة على ذلك، بل هذا الحديث يدل على جواز الزيادة، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح أتى بركعة توتر ما مضى). أما عن فعل الصلاة على النبي وعلى الخلفاء[8]


    من صلى الوتر في أول الليل هل يجوز له الصلاة بعده آخر الليل ؟

    لقد ذهب العلماء في هذا الباب إلى الجواز وأن لا مانع في ذلك قال الشيخ ابن باز رحمه الله في فتوى على موقعه بخصوص هذا الأمر : نعم لا بأس بالصلاة بعد الوتر، إذا أوتر الإنسان في أول الليل، أو في وسط الليل، ثم يسر الله له القيام في آخر الليل، فإنه يشرع له أن يصلي ما قسم الله له، كركعتين أو أكثر من ذلك، ويكفيه الوتر الأول، لا حاجة إلى وتر ثاني، يقول النبي ﷺ: لا وتران في ليلة، فإذا استيقظ المؤمن أو المؤمنة في آخر الليل وقد أوتر في أول الليل؛ فإنه يشرع له أن يصلي ما كتب الله له، ولا يعيد الوتر الأول، فإذا صلى ركعتين أو أربع أو أكثر، كل هذا طيب ولا بأس به، لكن يكون مثنى مثنى، لقول النبي ﷺ: صلاة الليل مثنى مثنى، يعني: ثنتين ثنتين، وقد ثبت عنه ﷺ: أنه صلى ركعتين بعدما أوتر في آخر الليل؛ ليعلم الناس أن الصلاة بعد الوتر جائزة، وإنما الأفضل أن يكون الوتر آخر الشيء، كما قال ﷺ: اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا، فالأفضل أن يكون الوتر هو آخر شيء، لكن إذا صار هناك سعة، وصلى بعد الوتر ركعتين أو أكثر؛ فلا حرج في ذلك والحمد لله. نعم.


    فضل صلاة التراويح

    ينبغي الحرص على القيام في ليالي رمضان لما ورد في ذلك الأجر العظيم والجزاء الوفير فقد كان السلف رحمهم الله لاينامون فيه نومة الغافل ولايتعبون فيه تعب الجاهل وإنما جمعوا بين القيام والصيام وقراءة القرآن ومافرّطوا في شيئ حتى إن الناظر في سيّرهم يرى العجب العجاب لشدة حرصهم على الطاعات
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُرَغِّبُ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَ فِيهِ بِعَزِيمَةٍ، فَيَقُولُ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
    (وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ صِيَامَ رَمَضَانَ، وَسَنَنْت قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ)
    أَغْرَبَ الْكَرْمَانِيُّ فَقَالَ: اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِقِيَامِ رَمَضَانَ صَلَاةُ التَّرَاوِيحِ، قَوْلُهُ: (إيمَانًا وَاحْتِسَابًا) قَالَ النَّوَوِيُّ: مَعْنَى إيمَانَا: تَصْدِيقًا بِأَنَّهُ حَقٌّ مُعْتَقِدًا فَضِيلَتَهُ، وَمَعْنَى احْتِسَابًا: أَنْ يُرِيدَ اللَّهَ - تَعَالَى - وَحْدَهُ، لَا يَقْصِد رُؤْيَةَ النَّاسِ وَلَا غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُخَالِفُ الْإِخْلَاصَ. قَوْلُهُ: (غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)*
    قِيلَ: ظَاهِرُ الْحَدِيثِ يَتَنَاوَلُ الصَّغَائِرَ وَالْكَبَائِرَ، وَبِذَلِكَ جَزَمَ ابْنُ الْمُنْذِرِ، وَقِيلَ: الصَّغَائِرُ فَقَطْ وَبِهِ جَزَمَ إمَامُ الْحَرَمَيْنِ. قَالَ النَّوَوِيُّ: وَهُوَ مَعْرُوفٌ عَنْ الْفُقَهَاءِ، وَعَزَاهُ عِيَاضٌ إلَى أَهْلِ السُّنَّةِ، وَقَدْ وَرَدَ أَنَّ غُفْرَانَ الذُّنُوب الْمُتَقَدِّمَةِ مَعْقُولٌ، وَأَمَّا الْمُتَأَخِّرَةِ فَلَا، لِأَنَّ الْمَغْفِرَةَ تَسْتَدْعِي سَبْقَ ذَنْبٍ. وَأُجِيبَ عَنْهُ بِأَنَّ ذَلِكَ كِنَايَةً عَنْ عَدَمِ الْوُقُوعِ*
    وَقَالَ الْمَاوَرْدِيُّ: إنَّهَا تَقَع مِنْهُمْ الذُّنُوبُ مَغْفُورَةً. وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى فَضِيلَةِ قِيَامِ رَمَضَانَ وَتَأَكُّدِ اسْتِحْبَابِهِ، وَاسْتُدِلَّ بِهِ أَيْضًا عَلَى اسْتِحْبَابِ صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ، لِأَنَّ الْقِيَامَ الْمَذْكُورَ فِي الْحَدِيثِ الْمُرَادِ بِهِ صَلَاةُ التَّرَاوِيحِ كَمَا تَقَدَّمَ عَنْ النَّوَوِيِّ وَالْكَرْمَانِيِّ.[9]
    -ولقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى والسؤال في موقعه عن فضل صلاة التراويح فأجاد وأفاد فقال رحمه الله: جاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بأسانيد صحيحة فدل ذلك على شرعية القيام جماعة في رمضان وأنه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، وفي ذلك مصالح كثيرة في اجتماع المسلمين على الخير واستماعهم لكتاب الله وما قد يقع من المواعظ والتذكير في هذه الليالي العظيمة، ويشرع للمسلمين في هذا الشهر العظيم دراسة القرآن الكريم ومدارسته في الليل والنهار تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان يدارس جبرائيل القرآن كل سنة في رمضان ودارسه إياه في السنة الأخيرة مرتين، ولقصد القربة والتدبر لكتاب الله عز وجل والاستفادة منه والعمل به وهو من فعل السلف الصالح، فينبغي لأهل الإيمان من ذكور وإناث أن يشتغلوا بالقرآن الكريم تلاوة وتدبراً وتعقلاً ومراجعة لكتب التفسير للاستفادة والعلم اه.

    حكم القراءة من المصحف حال القيام

    وحول مسألة القراءة من المصحف فى الصلاة: فالبعض كرهها والأكثر على أنها جائزة و لقد بوبّ الإمام أبو عبد الله محمد بن نصر بن الحجاج المَرْوَزِي بابا في كتابه الموسوم بقيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر بَابُ الْإِمَامِ يَؤُمُّ فِي الْقِيَامِ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ فجمع فيه الأقوال الشافية الكافية في هذا الباب يقول رحمه الله تعالى تَقَدَّمَ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَانَ يَؤُمُّهَا غُلَامٌ لَهَا فِي الْمُصْحَفِ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ ذَكْوَانُ فِي رَمَضَانَ بِاللَّيْلِ. وَسُئِلَ ابْنُ شِهَابٍ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنِ الرَّجُلِ يَؤُمُّ النَّاسَ فِي رَمَضَانَ فِي الْمُصْحَفِ قَالَ: «مَا زَالُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ مُنْذُ كَانَ الْإِسْلَامُ , كَانَ خِيَارُنَا يَقْرَءُونَ فِي الْمَصَاحِفِ»*
    -إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُهُ , أَنْ يَقُومَ بِأَهْلِهِ فِي رَمَضَانَ وَيَأْمُرُهُ أَنْ يَقْرَأَ لَهُمْ فِي الْمُصْحَفِ وَيَقُولُ: «أَسْمِعْنِي صَوْتَكَ»*
    - قَالَ قَتَادَةُ: وَقَوْلُ سَعِيدٍ أَعْجَبُ إِلَيَّ «أَيُّوبُ رَحِمَهُ اللَّهُ , عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ» كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَؤُمَّ الرَّجُلُ الْقَوْمَ فِي التَّطَوُّعِ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ " وَقَالَ عَطَاءٌ فِي الرَّجُلِ يَؤُمُّ فِي رَمَضَانَ مِنَ الْمُصْحَفِ: «لَا بَأْسَ بِهِ» وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ: «لَا أَرَى بِالْقِرَاءَةِ مِنَ الْمُصْحَفِ فِي رَمَضَانَ بَأْسًا يُرِيدُ الْقِيَامَ»[10]
    قال الإمام النووى- رحمه الله:. « .. لو قرأ القرآن من المصحف لم تبطل صلاته سواء كان يحفظه أم لا، ولو قلب أوراقه، وهو مذهب الشافعى ومالك وأحمد» [11]وبالجواز قال كثير من أهل العلم مع أن البعض يستثنون المحفوظ منه على أن يقرأ به أولى


    حكم قراءة القران من الهاتف أو الحاسوب حال القيام:

    قال الشيخ فركوس حفظه الله تعالى في فتواه الموسومة ب:من أحكام المصحف الإلكتروني: فيمكن تعريفُ المصحف بالاصطلاح الحديث بأنه الوسائلُ المادِّية الجامعةُ للقرآن الكريم المطابِقِ في ترتيب آياته وسُوَره للهيئة أو الرسم اللَّذَين أجمعت عليهما الأمَّةُ في خلافة عثمانَ بنِ عفَّانَ رضي الله عنه ......ثم قال حفظه الله تعالى فإن ظهر المصحفُ الإلكترونيُّ معروضًا بهيئته المقروءة فإنَّ القراءة فيه كالقراءة في المصحف الورقيِّ يُنال بها الأجرُ المذكور في حديث ابن مسعودٍ رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ﴿الم﴾حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ»(١)، وحديث عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ فَلْيَقْرَأْ فِي الْمُصْحَفِ»(٢)، وغيرِها مِن الأحاديث الصحيحةِ الدالَّةِ على فضل تلاوة القرآن والإكثارِ منها.اه.


    إستحباب التغني بالقران حال القيام:

    قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في معنى التغني بالقرآن :جاء في السنة الصحيحة الحث على التغني بالقرآن؛ يعني: تحسين الصوت به، وليس معناه أن يأتي به كالغناء، وإنما المعنى تحسين الصوت بالتلاوة، ومنه الحديث الصحيح: ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر بهوحديث: ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر بهومعناه: تحسين الصوت بذلك كما تقدم.
    ومعنى الحديث المتقدم: ما أذن الله؛ أي: ما استمع الله كإذنه؛ أي: كاستماعه، وهذا استماع يليق بالله لا يشابه صفات خلقه -مثل سائر الصفات- يقال في استماعه سبحانه وإذنه مثل ما يقال في بقية الصفات على الوجه اللائق بالله : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ الشورى:11
    والتغني: الجهر به مع تحسين الصوت والخشوع فيه؛ حتى يحرك القلوب؛ لأن المقصود تحريك القلوب بهذا القرآن؛ حتى تخشع وحتى تطمئن وحتى تستفيد.
    ومن هذا قصة أبي موسى الأشعري لما مر عليه النبي ﷺ وهو يقرأ فجعل يستمع له عليه الصلاة والسلام وقال: لقد أوتي مزمارًا من مزامير آل داودفلما جاء أبو موسى أخبره النبي عليه الصلاة والسلام بذلك، قال أبو موسى: "لو علمت يا رسول الله أنك تستمع إلي لحبرتّه لك تحبيرًا".
    ولم ينكر عليه النبي عليه الصلاة والسلام ذلك؛ فدل على أن تحبير الصوت وتحسين الصوت والعناية بالقرآن أمر مطلوب؛ ليخشع القارئ والمستمع، ويستفيد هذا وهذا.[12]


    سؤال: ما حكم تقليد القراء في القرآن بنية جلب المصلين؟

    الجواب: الحمد لله والصلاة على من أرسله الله رحمة للعالمين وآله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما أما بعد:فقراءة القرآن الكريم بالألحان والتطريب على هيئة الأغاني المطربة وذلك بتمطيط الحروف والإفراط في المد وتشبيع المدود إلى أن تصير حروفا فهذا لا يجوز للقارئ ولا يجوز لمقلده لأنه يتلذذ بتلك الألحان والنغمات ولا يتوخى منها فهم ما تحمله الآيات من معان، كالوعد والوعيد، والأمر والنهي، والوعظ والتخويف وغيرها، فأصبحت بمثابة أصوات المزامير التي ورد فيها ذمُّ قريش الذين كانوا يطوفون بالبيت بالتصفير والتصفيق في قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً﴾ [الأنفال: 35]، أمَّا إذا خلا من ذلك وكان المقلِّدُ للقارىء يتعلم منه مخارج الحروف على وجهها الصحيح والأداء الحسن فلا يضر ذلك - إن شاء الله تعالى – لخلُوِّه من الألحان المطربة الشبيهة بالأغاني النقيضة للخشوع والوجل، ولم تحقق الغاية من القراءة من تدبر الآيات وتفهم معانيها قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾
    والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين[13]

    وقفات مع قراءة القرآن

    لايخفى علينا أن القرآن هو كلام الله سبحانه ففيه كل ماتستقيم به حياة الإنسان ويطمئن به قلبه لمن تدبره وفهم معانيه وعمل بما فيه, وبما أننا مقبلون على هذا الشهر العظيم في هذه الجائحة فإنه بإذن الله تعالى لن يخلو بيت إلا وفيه قارئ لكلام الله تعالى سواء في القيام بالليل أو بالنهار فأحببت أن أجعل وقفات نغفل عنها حال قراءة كلام الله

    -الإعتناء بالورد المقروء تفسيرا وفهما

    لقد كان سلف هذه الأمة رضوان الله عليهم يعتنون بالقرآن أيما اعتناء فتجد الواحد منهم كما ورد ذلك في السير لايجاوز العشر آيات حفظا حتى يفهمها فهما صحيحا متقنا فعلى هذا حري بالقارئ عامة والذي سيصلي بأهله خاصة أن يفهم مايقرأ ليكون ذلك أبلغ في وعظ صاحبه ومستمعيه فالإنسان إذا فهم معنى مايتلفظ به زيد سعة في حضور القلب و في خشيته قال ابن القيم: "تحديق ناظر القلب إلى معانيه، وجمع الفكر على تدبره وتعقله" فحري بالإنسان أن يقرأ تفسير الآيات التي سيصلي بها [14] فقراءة القرآن الكريم حق القراءة هي بتدبر معانيه، والعيش في رحابه، وهي زينة التلاوة حقًّا. مُرَّ على ابن مسعود رضي الله عنه بمصحف زُين بالذهب فقال: «إنَّ أحسن ما زُيِّن به المصحف تلاوتُه بالحق»23
    وعن ابن عمر- رضي الله عنهما- أنّه كان إذا تلا هذه الاية أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ قال: «بلى يا ربّ، بلى يا ربّ» وعن محمّد بن كعب القرظيّ قال«لأن أقرأ في ليلتي حتّى أصبح بإذا زلزلت، والقارعة، لا أزيد عليهما، وأتردّد فيهما، وأتفكّر أحبّ إليّ من أن أهذّ القرآن ليلتي هذّا- أو قال- أنثره نثرا» فهكذا كان السلف وماأمرهم هذا إلا ولهم فيه من النبي صلى الله عليه وسلم أسوة فقد روى حذيفة رضي الله كما في صحيح مسلم: "أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فكان يقرأ مترسلاً إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ". وهذا فيه دلالة على أثر التدبر كما قال العلماء و قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ...} [النساء:82]. قال ابن كثير: "يقول الله تعالى آمراً عباده بتدبر القرآن وناهياً لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ...} (تفسير ابن كثير، 3/364، والأخبار في هذ الباب كثيرة وهذا ليس موضع بسطها ..ثم بعد هذا فإن لتدبر القرآن ثمارا وفوائد أنقل إليكم ماجاء في نضرة النعيم :
    (1) يفضي إلى رسوخ الإيمان في القلب.
    (2) يجعل الإنسان راغبا راهبا.
    (3) النّجاة من الغرور.
    (4) الحزم والفطنة من ثمراته.
    (5) دقّة التّمييز بين الطّيّب والخبيث والفاسد والصّحيح.[15]
    وأكتفي بهذا النقل عن التدبر في كلام الله فالكلام فيها واسع ولو فتح المجال لما كفت الأرض لبسط الفوائد التي قالها العلماء

    -الإعتناء بوصل الآيات وإشباع الحروف:

    وهذا يتحقق بالإحاطة ببعض أحكام التلاوة وهذه فرصة عظيمة في هذا الشهر المبارك أن يضبط أحدنا أحكام التلاوة الخاصة بكلام الله سبحانه ولقد استسحن كثير من العلماء أن يأخذ الرجل بأحكام التلاوة وعدوه من باب التأدب مع كلام الله على خلاف مع علماء القراءات الذين يقولون أن الأخذ بأصول التجويد واجب,ومتعلم الأحكام يبقى متفوقا على غيره ويزاد فائدة كحسن في الأداء وجودة التلاوة وصون اللسان عن اللحن في كلام الله سبحانه, ومما روي من أن ابن مسعود رضي الله عنه أنه سمع قارئاً يقرأ: إنما الصدقات للفقراء فقصر قوله سبحانه: للفقراء -أي لم يقرأها بالمد- فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها صلى الله عليه وسلم، إنما أقرأنيها هكذا، فمد الفقراء.[16]


    -التسوك قبل الشروع في تلاوة القرآن

    وقد جاء عدد من الأحاديث في هذا الموضوع، فمن ذلك: أن النبي ﷺ قال: إن العبد إذا تسوك، ثم قام يصلي، قام الملك خلفه فيستمع لقراءته، فيدنو منه أو كلمة نحوها، حتى يضع فاه على فيه، فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك، فطهروا أفواهكم للقرآن [17],وهذا حديث عظيم فأي خير كهذا أن يأخذ الملك مايخرج من فيك من القرآن
    قال الآجري :" أحب لمن أراد قراءة القرآن من ليل أو نهار أن يتطهر وأن يستاك ، وذلك تعظيم للقرآن ، لأنه يتلو كلام الرب عز وجل "[18].

    هل يشترط ختم القرآن حال القيام في رمضان

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وأمَّا قراءة القرآن في التَّراويح فمستحبٌّ باتفاق أئمة المسلمين، بل من أجلِّ مقصود التراويح قراءة القرآن فيها ليسمع المسلمون كلام الله؛ فإنَّ شهر رمضان فيه نزل القرآن، وفيه كان جبريل يدارس النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن، وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن" [19]
    قال الشوكاني رحمه الله:وَأَمَّا مِقْدَارُ الْقِرَاءَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَلَمْ يَرِدْ بِهِ دَلِيلٌ. وَالْحَاصِلُ أَنَّ الَّذِي دَلَّتْ عَلَيْهِ أَحَادِيثُ الْبَابِ وَمَا يُشَابِهُهَا هُوَ مَشْرُوعِيَّةُ الْقِيَامِ فِي رَمَضَانَ، وَالصَّلَاةُ فِيهِ جَمَاعَةً وَفُرَادَى، فَقَصْرُ الصَّلَاةِ الْمُسَمَّاةِ بِالتَّرَاوِيحِ عَلَى عَدَدٍ مُعَيَّنٍ، وَتَخْصِيصُهَا بِقِرَاءَةٍ مَخْصُوصَةٍ لَمْ يَرِدْ بِهِ سُنَّةٌ.[20]
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:ليس على الإمام في صلاة التراويح في رمضان أن يختم القرآن لقول الله تعالى: ﴿فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآن﴾. ولكن إن ختمه من أجل أن يكون الجماعة الذين وراءه يستمعون إلى كتاب الله سبحانه وتعالى من أوله إلى آخره كان خيراً، وإن لم يفعل فلا حرج. [21]
    وقال ابن قدامة رحمه الله تعالى : يقرأ بالقوم في شهر رمضان ما يخف على الناس عليهم ولا سيما في الليالي القصار والأمر على ما يحتمله الناس .وقال القاضي لا يستحب النقصان عن ختمة في الشهر ليسمع الناس جميع القرآن ، ولا يزيد على ختمة كراهية المشقة على من خلفه ، والتقدير بحال الناس أولى فإنه لو اتفق جماعة يرضون بالتطويل ويختارونه كان أفضل كما روى أبو ذر قال قمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح يعني السحور ، وقد كان السلف يطيلون الصلاة حتى قال بعضهم :كانوا إذا انصرفوا يستعجلون خدمهم بالطعام مخافة طلوع الفجر ، وكان القارىء يقرأ بالمائتين .اهـ.[22]


    مشروعية وسنية قنوت الوتر في رمضان

    واختلف العلماء في مشروعيته تقريبا على عدة أقوال :
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى:وحقيقة الأمر أن قنوت الوتر من جنس الدعاء السائغ في الصلاة من شاء فعله ومن شاء تركه … وإذا صلى بهم قيام رمضان فإن قنت في جميع الشهر فقد أحسن ، وإن قنت في النصف الأخير فقد أحسن ، وإن لم يقنت فقد أحسن )24 . انتهى .

    متى يكون دعاء القنوت قبل الركوع أم بعده:

    إختلف العلماء فيه على ثلاثة أقوال
    القول الأول قبل الركوع: روي عن عمر وعلي وابن مسعود وأبي موسى والبراء بن عازب وابن عمر وابن عباس وأنس وعمر بن عبد العزيز25.ونفس القول عند المالكية والحنفية 26
    قال الشيخ الألباني رحمه الله:و كون قنوت الوتر قبل الركوع هو مذهب الحنفية، وهو الحق الذي لا ريب فيه، إذ لم يصح عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلافه، وهو المروي عن عمر بن الخطاب، وابن مسعود في. صفة الصلاة
    القول الثاني بعد الركوع: وهو الصحيح عند الشافعية 27
    القول الثالث : والراجح أن القنوت في الوتر يشرع بعد القراءة قبل الركوع في الركعة الأخيرة، ويشرع بعد الركوع فيها، والأكثر من فعله صلى الله عليه وسلم قبل الركوع، لثبوت النص به عنه صلى الله عليه وسلم، وثبوت ذلك عن جمهور الصحابة، والله اعلم. 28

    ماثبت في صفة دعاء القنوت:

    ويشرع فيه رفع اليدين كما قال العلماء ويبتدئه بالحمد والثناء على الله سبحانه ومما جاء في ذلك من حديث الحسن رضي الله عنه :قال:علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر:اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت 29
    وجاء عن عبد الرحمن بن أبزى قال: "صليت خلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلاة الصبح فسمعته يقول بعد القراءة قبل الركوع:اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكفار ملحق، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونؤمن بك، ونخضع لكن ونخلع من يكفرك.30
    ويستطيع الإنسان أن يدعو بماشاء ويستحب أن يكون من الكتاب والسنة كما قال العلماء وليحذر من الاعتداء في الدعاء والتلحين والتطريب
    قال الحافظ ابن حجر الاعتداء في الدعاء يقع بزيادة الرفع فوق الحاجة أو بطلب ما يستحيل حصوله شرعاً أو بطلب معصية أو يدعو بما لم يؤثر خصوصاً ما وردت كراهته كالسجع المتكلف وترك المأمور.31
    قال القرطبي رحمه الله :"ومنها أن يدعو بما ليس في الكتاب والسنة فيتخير ألفاظاً مفقرة ، وكلماتٍ مسجعة قد وجدها في كراريس لا أصل لها ولا معول عليها فيجعلها شعاره ، ويترك ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم،وكل هذا يمنع استجابة الدعاء "اه 32
    ومن هذا الذي يسّر الله جمعه أرجو أن يكون رمضان هذا العام عبرة للذين لايحفظون القرآن وأن يسعوا للمّ العزم لحفظ هذا الكتاب العظيم فقد يسره الله للمريدين إلا من أبى وهذه فرصة لاتعوض لحفظ كتاب الله سبحانه وتعالى , فمَن وسِع وقته لكلِّ شيءٍ إلا لحفظ القرآن -ولو- آية واحدة منه، كيف تقر له عينٌ، وتطيب له نفسٌ؟ ومَن لم يحفظه بم يتنعم، ويترنم، ويناجي ربه؟ تالله لو تذوقنا حلاوة كلامِ المحبوبِ، لما شبعنا منها أبدا، ولما طوعت لنا أنفسنا على ترك حفظه, فما حيـاتنا إن لم نحفظ فيها كلام الله!! فالليل والنهار مطيتان والرياح ستذرو ا الجسد وسيبقى العمل شاهدا على حقيقة ما أفنيتَ في هذهِ الدار، إن خيرًا فنعم المورد وإن شرًا فبئس المشرب,فذاك يوم تعرض فيه البضاعة ولتكن بضاعتك كلام الله وهو خيرها يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

    وصلى الله وسلم على محمد وعلى آل محمد أجمعين
    ـــــــــــــــــــــــــــ

    [1] مجموع الفتاوى (11/318-319
    [2] عمدة القاري شرح صحيح البخاري 11/124
    [3] عمدة القاري شرح صحيح البخاري 5/267
    [4] مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين
    [5] فتاوى نور على الدرب
    [6] الاختيارات ص 64
    [7] الشرح الممتع 4 / 73 – 75
    [8] .شرح سنن أبي داوود
    [9] * نيل الأوطار 3/62
    [10] ** مختصرقيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر للمروزي ص233
    [11] المجموع شرح المهذب للإمام النووى (ج 4 ص 95)
    [12] موقع الشيخ ابن باز رحمه الله
    [13] موقع الشيخ فركوس حفظه الله تعالى
    [14] نضرة النعيم
    [15] نضرة النعيم
    [16] السلسلة الصحيحة
    [17] قال الألباني: حسن صحيح كما في صحيح الترغيب والترهيب
    [18] ( أخلاق حملة القرآن ص73 )
    [19] "المجموع" 23/ 122
    [20] نيل الأوطار 3/66
    [21] فتاوى نور على الدرب شريط رقم 231
    [22] المغني 1/457
    [23]أخرجه أبو عُبيد في فضائل القرآن
    [24] مجموع الفتاوى (22/271)
    [25] (المجموع: 4/24)
    [26] (المغني: 1/821)
    [27] المغني: 1/821
    [28] مسائل في القنوت للشيخ عمر بازمول
    [29]صححه الالباني في الإرواء 2/172
    [30]رواه البيهقي
    [31]فتح الباري 8/148
    [32]الجامع 7/226


    التعديل الأخير تم بواسطة إدارة الإبانة السلفية; الساعة 2020-04-23, 03:00 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا
    تنبيه على ما جاء في المقال ( حكم قراءة القران من الهاتف أو الحاسوب حال القيام: قال الشيخ فركوس حفظه الله تعالى في فتواه الموسومة ب:من أحكام المصحف الإلكتروني...) :
    فالشيخ -حفظه الله - أجاب عن ( هل يؤجَر الناظرُ فيه كما يؤجَر الناظر في المصحف المطبوع؟ ) كما جاء في السؤال فلم يذكر الحاسوب و لا القرائة حال القيام و الله أعلم

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي أبا حفص

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أبو حذيفة فيصل مشاهدة المشاركة
        جزاك الله خيرا
        تنبيه على ما جاء في المقال ( حكم قراءة القران من الهاتف أو الحاسوب حال القيام: قال الشيخ فركوس حفظه الله تعالى في فتواه الموسومة ب:من أحكام المصحف الإلكتروني...) :
        فالشيخ -حفظه الله - أجاب عن ( هل يؤجَر الناظرُ فيه كما يؤجَر الناظر في المصحف المطبوع؟ ) كما جاء في السؤال فلم يذكر الحاسوب و لا القرائة حال القيام و الله أعلم
        جزاك الله خيرا أبا حذيفة على هذه الإلتفاتة ولكن الشيخ حفظه الله تعالى لم يذكر الهاتف ولا الحاسوب ولكن قال " المصاحف الإلكترونية" والأجهزة الإلكترونية كثيرة جدا لاتحصر في الهاتف فقظ ثم الشيخ حفظه الله تعالى أجاز القراءة من الأجهزة الإلكترونية إذا كانت بالضوابط المذكورة بل قال أجر القارئ من المصحف العادي فهنا الشيخ أجاز استبدال المصحف العادي بالمصحف الإلكتروني

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد بن موسى مشاهدة المشاركة
          جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي أبا حفص
          وخيرا جزاك أخي محمد

          تعليق

          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
          يعمل...
          X