إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محاور سور القرآن الكريم...[الجزء الثالث].

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محاور سور القرآن الكريم...[الجزء الثالث].

    بسم الله الرحمن الرحيم
    محاور سور القرآن الكريم...[الجزء الثالث والأخير].
    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:



    فيقصد بمحور السورة: "الموضوع أو المقصد الذي يربط جميع موضوعات السورة، فهو المحور الذي تدور حوله"، وهو فن مهم من فنون علوم القرآن، ومما يعين على فهم كلام الله سبحانه وتعالى، وإنه أثناء مطالعتي لكتاب الشيخ الفاضل محمد بازمول: "قطوف التحريرات والاستنباطات من الآيات المحكمات"، وجدت أنه قد ذكر لكل سورة محورها والمقصد الذي يربط موضوعاتها بأسلوب مختصر واضح، مع التعليق على بعض الآيات المنتخبة، فرأيت أن أقوم بجمع محاور السور التي ذكرها ووضعها لإخواني في هذا المنتدى ليستفيدوا منها. ومن أراد مزيد التوسع في التعرف على محاور السور ومعناها وطرق استخراجها وكلام العلماء حولها فليراجع كتاب الشيخ محمد بازمول " التفسير الموضوعي والوحدة الموضوعية للسورة". وإلى المقصود والله المستعان وعليه التكلان.

    سورة المجادلة
    الحرص على قول المعروف والحق، وموالاة أهله والحذر من قول المنكر والزور والبراءة من أهله، فالمؤمن يوالي قول الحق والمعروف وأهله، ويبغض قول المنكر والزور وأهله، وبدأت بقصة الظهار لما فيها من جمع هذه المعاني، فسمع الله قول التي تجادل في زوجها، وهذا حق، وذكر الظهار وهو منكر وزور، وجدالها موالاة ومحبة لزوجها الرجل الصالح ووجوب الكفارة عليه ليباعد القول المنكر والزور، ومن اللطائف أن لفظ الجلالة ( الله ) تكرر في كل آية من آياتها في أربعين مرة منها: أربع مرات في الآية الأولى ، وخمس مرات في الآية الأخيرة ، الإشهار أن سبيل النجاة من قول المنكر والزور هو ذكر الله وتكرر بلفظ الجلالة (الله) لأنه عنوان الألوهية الذي يتضمن الربوبية ويستلزم توحيد الأسماء والصفات ،وفيه إشارة أن ابتغاء مرضاة الله مقدمة في كل شيء وعلى كل شيء.
    سورة الحشر
    ضرب المثال على نصر الله لرسوله صلى الله عليه و سلم وللمؤمنين فما ذكره الله تبارك وتعالى في قصة إجلاء بني النضير مثال لذلك ،ولما كان في هذه القصة ذلك المثال استفتحها بالتسبيح الذي فيه تنزيه الله عن العيب والنقص سبحانه ، وجاء في آخرها قوله تعالى :" وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون " والله تعالى يقول :" إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد "{ غافر 51} .
    سورة الممتحنة
    البراءة من الكفر وأهله وأحكام تتعلق بذلك .
    سورة الصف
    الأمر بأن يكون المسلم يصدق فعله قوله .
    سورة الجمعة
    أن مابعث الله تعالى به رسوله صلى الله عليه و سلم في امتثاله أدب تزكية للنفس ،فلا يحسن بالمسلم ترك العمل به ،وترك الاستماع للرسول صلى الله عليه و سلم ومن ذلك في خطبة الجمعة .
    سورة المنافقون
    التحذير من مشابهة المنافقين الذين إذا تحدثوا كذبوا وإذا وعدوا أخلفوا وإذا أؤتمنوا خانوا وإذا عاهدوا غدروا ، فهم يقولون مالا يفعلون ،ولا يذكرون الله ولا يتبعون النبي صلى الله عليه و سلم ظاهرا وباطنا .
    سورة التغابن
    بيان علم الله بما عليه كل مخلوق، فالله لا يخفى عليه خافية وما يحصل أمر إلا بإذنه، فإذا جاء يوم القيامة يجزيه بعمله فيغبن الكافر بكفره ويغبن المؤمن بتقصيره .
    سورة الطلاق
    يظهر أن محور السورة هو تعظيم أمر الله وعدم الاستهانة به في كل شيء ف" ذلك أمر الله أنزله إليكم ". { الطلاق 5} ، و" الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شيئ علما " { الطلاق 12} ، فهو الذي شرع وأمر ودبر كل شيء في خلقه سبحانه وتعالى فالتزموا به واتبعوه، وذكر أمر الطلاق والنفقة على الأسرة مقابل استهانة أهل الجاهلية به، فأمر بتعظيمه وترك الظلم فيه، وأشار بأن بصلاح الأسرة يصلح المجتمع فالقرية تتكون من أسرة أو عدة أسر فالظلم إذا وقع في الأسرة وقع في القرية ، فتظلم وتتعدى حدود الله ،فكان عاقبة أمرها خسرا،وهذا مناسبة ذكر القرية إذا " عتت عن أمر ربها "
    سورة التحريم
    محور السورة والعلم عند الله : مسؤولية المسلم في امتثال طاعة الله وما يريده الله منه على نفسه وأهله ولا يضره من يتصل به ويحيط به من زوجة وأهل وعشيرة ويكون قويا شديدا فيما أمره الله فيه بالشدة رحيما رؤوفا فيما يريده الله منه .
    سورة الملك
    تقرير أن الله الذي خلق الخلق لم يخلقه عبثا وجعل الدنيا محلا للعمل والابتلاء وسخر ما فيها للخلق ليعبدوه ويمتثلوا أمره فإذا جاءوا في الآخرة كان الحساب والجزاء وفي السورة قوله تعالى :" إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير " ،ومن قرأها وعمل بالطاعة وأعرض عن حب الدنيا واستعد للآخرة وبالعمل الصالح يأمن العذاب في أول منازل الآخرة لأنه بادر في الدنيا إلى العمل والتصديق ومن صدق نجا ،أخرج الحاكم في « المستدرك » : "عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : يؤتى الرجل في قبره فتؤتى رجلاه فتقول رجلاه : ليس لكم على ما قبلي سبيل ،كان يقوم يقرأ بي سورة الملك ، ثم يؤتى من قبل او قال : بطنه ،فيقول : ليس لكم على ما قبلي سبيل : كان يقرأ بي سورة الملك ،ثم يؤتى رأسه فيقول : ليس لكم على ما قبلي سبيل ؛ كان يقرأ بي سورة الملك قال : فهي المانعة تمنع من عذاب القبر وهي في التوراة سورة الملك ومن قرأها في ليلة فقد أكثر وأطنب"
    سورة القلم
    بيان مكانة الرسول صلى الله عليه و سلم والذب عنه وأن ماجاء به حق وهو القرآن العظيم الذي يقولون عنه: أساطير الأولين وهم يسطرون بنفس الحروف كتبهم ولم يستطيعوا أن يأتوا بمثله .
    سورة الحاقة
    تحقيق الحق والحقيقة في الرسول صلى الله عليه و سلم وذب الباطل عنه والإيمان بالله واليوم الآخر وما بلغه من تنزيل رب العالمين .
    سورة المعارج
    تقرير قرب وقوع القيامة وتحققها، وحال الكفار بما فيها وحال المؤمنين بها في الدنيا وما يكرمكم الله به يوم الآخرة .
    سورة نوح
    قصة نبي الله نوح عليه السلام مع قومه في الدعوة .
    سورة الجن
    تقرير علم الله بالغيب وأنه لايظهر سبحانه على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول، وأن يحفظ الغيب من أن يطلع عليه من لا يريد ، ومن هذا الغيب حال الجن في دعوة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم.
    سورة المزمل
    ذكر أمور تعين الرسول صلى الله عليه و سلم على تحمل أعباء الرسالة .
    سورة المدثر
    أمره صلى الله عليه و سلم بالنذارة والبلاغ من عذاب حهنم ،وحال الناس مع هذه النذارة .
    سورة القيامة
    بيان قدرة الله على البعث والنشور وأن الناس على أعمالهم مجزيون فإن الانسان لم يخلق عبثا .
    سورة الإنسان
    التأكيد على الإستعداد ليوم القيامة ونبذ حب العاجلة، فقد دارت السورة كلها على هذا المعنى، فذكرت صفات المؤمنين وركز فيها على أنهم يفعلون الصالحات خوفا من ذلك اليوم، ثم في ختامها صرح أن من صفات الكافرين حب العاجلة فقال تعالى :" إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون ورائهم يوما ثقيلا " وبداية السورة بمعنى قوله تعالى :" تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ،الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور " { الملك 1_2} ، فالله خلق الانسان ليبتليه بالعمل الصالح في الدنيا . استعدادا الآخرة فلا ينبغي أن يؤثر حب الدنيا على الآخرة .
    سورة المرسلات
    التهديد والوعيد للمكذبين ليوم الدين وبما جاء به الرسول الأمين صلى الله عليه و سلم والتدليل على قدرة الله على البعث بعد الموت .
    سورة النبأ
    مجازاة الذين صدّقوا النبي صلى الله عليه وسلم بما جاء به، جزاء من ربك عطاء حسابا، والذين كذبوا به وبما جاء به جزاء وفاقا.
    سورة النازعات
    ليس محور السورة مجرد تقرير نبأ البعث والحساب والعقاب بل تذكير بأهمية خشية الله والخوف منه،وقد أتاكم حديث موسى وقصته مع فرعون لما كذب مثلما كذبتم؛ فالسورة تركز على هذه المعالجة والله أعلم .
    سورة عبس
    قيمة الإنسان هي بما يكون خلاصه ونجاته في اليوم الآخر لا بحاله في الدنيا، وإلا فإن الناس كلهم مراحل سيرهم في الدنيا واحدة، حتى الأنساب في ذلك اليوم لاتنفع ، إنما ينفع الإنسان إيمانه وخشيته لله وخوفه من اليوم الآخر فهذا الذي يزكيه، وبفضل الله ورحمته ينجيه ، ولكل سروة في القرآن الكريم سياق بحسب مقاصده الكلية التي ترجع إلى ثلاثة أمور وهي :
    • تحقيق معرفة العبد لربه سبحانه وتعالى ( معرفة الله بربوبيته وبألوهيته وبأسمائه وصفاته) .
    • تحقيق معرفة العبد لما يحقق عبوديته لله تعالى وذلك في العبادات والمعاملات ( معرفة الأحكام الشرعية ) .
    • معرفة أحوال الناس وقصصهم مع أنبياء الله في دعوتهم إلى ذلك .وهذا السياق هو المعبر عنه بالوحدة الموضوعية للسورة أو محور موضوعات السورة ،ولكل آية سياق داخلي وخارجي ،والسياق الداخلي موقع الآية في السورة ودلالته بحسب موضوعات السورة والسياق الخارجي هو سبب النزول وسبب النزول يأتي في سياق الدعوة والحال التي عليها الرسول صلى الله عليه و سلم والناس ؛ فمثلا : كان الرسول صلى الله عليه و سلم مهتما لأمر البلاغ يرى باجتهاده أن من مصلحة الدعوة تقصد الكبراء والمتبعين من قومه لما لهم من أثر في قومهم إذا أسلموا وآمنوا ،فكان عليه الصلاة والسلام من اجتهادهم يهتم بهم ،وفي مرة كان مشتغلا بدعوة أناس من هؤلاء الكبراء الأغنياء اصحاب الأتباع ويعرض عليهم ليؤمنوا جاءه أحد الضعفاء الفقراء رجل أعمى يريد أن يسأل الرسول ويتعلم فقاطع الرسول صلى الله عليه و سلم في كلامه فعبس الرسول صلى الله عليه و سلم وتولى عن هذا الرجل الأعمى إلى كلامه مع هؤلاء الكفرة أصحاب المكان والمال في أقوامهم لعلهم يؤمنوا فنزل قوله تعالى :" عبس وتولى ،أن جاءه الأعمى ،وما يدريك لعله يزكى، أو يذكر فتنفعه الذكرى ، أما من استغنى ،فأنت له تصدى ،وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك يسعى ، وهو يخشى ، فأنت عنه تلهى " فبين الله لرسوله صلى الله عليه و سلم أن عليه البلاغ والتذكير ، وأن ليس له من الأمور شيء كما قال تعالى في سورة ( الغاشية ) :" فذكر إنما أنت مذكر ،لست عليهم بمسيطر " وقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتمنى إيمان قومه ويتأثر حزنا بسبب إعراضهم قال تعالى :" فلعلك باخع نفسك على ءاثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا " { الكهف 6} وقال تعالى :" فلا تذهب نفسك عليهم حسرات " { فاطر 8} وقال :" ولا تحزن عليهم "{ النحل 127} وقال :" لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين " { الشعراء 3} ،. وبسبب هذا كان يحرص على هدايتهم ويدعوا صلى الله عليه و سلم على الذين يمنعون الناس من الإيمان ويؤذون المؤمنين ويقتلونهم حتى نهاه الله عن ذلك قال تعالى :" ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم. ظالمون " { آل عمران 128}
    أخرج البخاري عن حنطلة بن أبي سفيان سمعت سالم بن عبد الله يقول : " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوا على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام فنزلت :" ليس لك من الأمور شيئ " { آل عمران 128} إلى قوله :" فإنهم ظالمون "{ آل عمران 128} وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع فربما قال :« إذا قال : سمع الله لمن حمده ،اللهم ربنا لك الحمد اللهم أنج الوليد بن الوليد ،وسلمة بن هاشم وعياش بن أبي ربيعة ،اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف » يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر :« اللهم العن فلانا وفلانا لأحياء من العرب » حتى أنزل الله :" ليس لك من الأمور شيئ "{ آل عمران 128} ؛ ففي هذا السياق تأتي سورة ( عبس وتولى ) لتخكي مرحلة من مراحل الدعوة واجتهاد الرسول صلى الله عليه و سلم حيث علمه الله تعالى أن الضعفاء المصدقين والمؤمنين أولى أن يتولاهم ويكون معهم ويحرص عليهم ويصبر عليهم قال تعالى :" واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا،وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا اعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا " { الكهف 29_30 } .
    سورة التكوير
    بيان أن كل ما في الدنيا من مخلوقات عظيمة يزول ،ولا يبقى للإنسان إلا عمله، فإذا شاء استقام واهتدى وإذا شاء اعوج وضل، وذلك من بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى .
    سورة الإنفطار
    الإنسان لا ينفعه إلا عمله في ذلك اليوم : يوم الدين .
    سورة المطففين
    ان الكفار مجازون على أعمالهم يوم القيامة ، ولهذا ناسب أن تأتي فاصلفاصلة بين سورتين وسورة من السور الثلاث التي قال فيها الرسول صلى الله عليه و سلم :" من سره أن ينظر إلى القيامة رأي العين ..." ، الحديث سبق في أول سورة ( التكوير ) ،ومحور السورة : الإشارة إلى الدليل الأخلاقي على البعث فالله لم يخلق الخلق عبثا ، سيجازي من ظلم وقصر في ذلك اليوم على عمله " هل ثوب الكفار ماكانوا يفعلون " .
    سورة الإنشقاق
    محور السورة : أن الناس مجازون على أعمالهم .
    سورة البروج
    تقرير حفظ الله لما يفعله الكفار بالمؤمنين ،ولما قرر في السورة قبلها أن الإنسان قيمته يوم الآخرة بعمله وأنه مجازى به ، ناسب أن يعقب بسورة تبين حفظ الله لما يفعله الكافرون بالمؤمنين .
    سورة الطارق
    حفظ الله للخلق وقدرته على رجعه وما يترتب عليه من تقرير صدق القرآن والقدرة على البعث ، ولماذا ذكر في ختام التي قبلها أن القرآن " في لوح محفوظ" ناسب أن يعقب بحفظ الخلق ، وأن القرآن " فصل " يفصل بين الحق والباطل ، وأنه جد ليس بمهزل .
    سورة الأعلى
    إبراز عناية الله وتدبيره للخلق ، والخلق عنوان الربوبية ولازمها الألوهية .
    سورة الغاشية
    إبراء ذمة الرسول صلى الله عليه و سلم من كفر قومه وأن ذلك ليس عليه ،وتهديد ووعيد الكافرين المعرضين عن دلائل الربوبية الملزمة بالألوهية .
    سورة الفجر
    سورة ( الفجر ) و ( البلد ) و( الشمس ) و ( الليل ) و ( الضحى) اشتملت على عناصر قيام الحضارة البشرية وهي : الزمان ، والمكان ،وعمل الإنسان ؛ وبينت أن الحضارة البشرية إذا خلت من العمل الصالح المرتبط بهدى الله وما أرسل به رسله لن تنجح ،وأنها مهما بلغت من علو في الأرض فإنها ستدمر وتزول ، وهذا _ والله أعلم_ سر ذكر هذه الأزمنة ،والقسم بها، وفضلها لما يعمل فيها من العمل الصالح ،وهذا هو محور هذه السور الرابط بين موضوعاتها .
    سورة البلد
    أن الجنس البشري معرض للهلاك والخسران ،بقوته وماله بين قومه ولن ينجيه إلا اختيار طريق الهدى الرباني ومن ذلك القيام ب " فك رقبة ،أوإطعام في يوم ذي مسغبة ،يتيما ذا مقربة ، أو مسكينا ذا متربة " طلبا لما عند الله من الفضل وخوفا من عذاب الله ،تصديقا باليوم الآخر.
    سورة الشمس
    استغناء الله عن الخلق وأمره لهم بعبادته لفلاحهم ،وفي مخالفة أمره خسرانهم المبين ،والإشارة فيها إلى عنصر الزمان والمكان و الإنسان والشريعة وهذه أركان الحضارة والرقي الإنساني بالحقيقة إذا اهتدى بشرع الله وبه تظهر مناسبة ذكر ثمود .
    سورة الليل
    بيان أن سعي الناس في الدنيا وحالهم في الآخرة مرتبط بعضه ببعض .
    سورة الضحى
    تهيئة الرسول صلى الله عليه و سلم لأمر الرسالة .
    سورة الشرح
    الرسول القدوة ومكانته عند الله تعالى .
    سورة التين
    بيان حكمة الله في اختيار وتفضيل هذه الأماكن برسالاته ورسله فهي أرض النبوات، وأن رقي الإنسان إنما يكون بالإهتداء بشرع الله فإن تركه سقط في أسفل سافلين .
    سورة العلق
    بيان ضعف خلقة الإنسان وتعليم الله له كل ما يعلمه .
    سورة القدر
    فضل ومكانة ليلة القدر .
    سورة البينة
    قيام الحجة ووضوحها على المخالفين من أهل الكتاب والمشركين .
    سورة الزلزلة
    أن الله يحاسب الخلق يوم القيامة على أعمالهم ،وإن تك مثقال ذرة ،وتحدث الأرض بأخبار ما صنع الخلق عليها .
    سورة العاديات
    أن سعي الإنسان في الدنيا مآله إلى الله الذي يعلم مافي الصدور ،ويضع الموازين القسط ليوم القيامة .
    سورة القارعة
    الترهيب من ترك العمل الصالح ،وأن النجاة يوم القيامة إنما تكون به .
    سورة التكاثر
    أن الإنسان ينبعث تصرفه بحسب عقيدته ،وأن علمه اليقين بالحساب يعصمه من التصرفات التي يلتهي بها عن الآخرة .
    سورة العصر
    أن الإنسان في كل زمان لانجاة له من الهلاك في عمره إلا باتباع شرع الله .
    سورة الهمزة
    عقوبة من يريد تغيير المؤمنين عن دينهم بالسخرية والإستهزاء .
    سورة الفيل
    تعجيل عقوبة وانتقام الله عزوجل ممن يريد أن يزيل معالم الشريعة والدين بالكلية، وبعذا المعنى توسل الرسول صلى الله عليه و سلم يوم بدر ، أخرج مسلم عن ابن عباس يقول : حدثني عمر بن الخطاب قال :« لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المشتركين وهم ألف ، وأصحابه ثلاث مائة وتسعة عشر رجلا ، فاستقبل نبي الله صلى الله عليه و سلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه : اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم آت ما وعدتني ،اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض، فمازال يهتف بربه ،مادّا يديه مستقبلا القبلة حتى سقط ردائه عن منكبيه ،فأتاه أبو بكر فأخذ ردائه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال : يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ماوعدك فأنزل الله عزوجل :" إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين " { الأنفال 9} ، فأمده الله بالملائكة .»
    ولمّا ذكر في السورة قبلها من يستهزئ بأهل الدين لأنه لا يرضيهم ماهم عليه من الصلاح والاستقامة ،ولا يعجبهم تباعدهم عن الآثام وتنزههم عن الأخلاق الدنيئة ،ويريدون أن يبدلوا الدين على مزاجهم وأهوائهم ؛ ناسب أن يعقب ببيان انتقام الله ممن يريد أن يغير معالم الدين .
    سورة قريش
    امتنان الله عزوجل على المسلمين بما خص به بيته المحرم من الفضيلة ، ولما ذكر في السورة قبلها قصة الفيل ، وكانوا يريدون هدم البيت الحرام ،وانتقم الله منهم ،وهذا فيه فضيلة ومكانة للبيت المعظم، ناسب أن يعقب بسورة فيها فضيلة هذا البيت ومن يسكن عنده .
    سورة الماعون
    التحذير من مشابهة الكافرين .
    سورة الكوثر
    ذكر العطاء الكثير الذي أعطاه الله لرسوله صلى الله عليه و سلم ومنه نهر الكوثر ،وأن شانئه هو الأبتر .
    سورة الكافرون
    البراءة من الكفر وأهله .
    سورة النصر
    الإعلام بدنو أجل الرسول صلى الله عليه و سلم ،وأن عليه الإستعداد بالإكثار من التسبيح بحمد ربه واستغفاره ؛ إنه كان توابا .
    سورة المسد
    ذكر حال عم الرسول صلى الله عليه و سلم أبي لهب ،فلم ينفعه قربه من الرسول صلى الله عليه و سلم نسبا وهو لم يؤمن ،فلا تترك التقوى اتكالا على النسب ؛ أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :« قام رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أن ل الله عزوجل :" وأنذر عشيرتك الأقربين " { الشعراء 214} ، قال : يا معشر قريش _ أو كلمة نحوها_ اشتروا أنفسكم ،لاأغني عنكم من الله شيئا ، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا ،ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا ، وفي الحديث :" من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه "»
    سورة الإخلاص
    صفة الرحمان .
    سورة الفلق
    الإستعاذة بالله من شر الحاسدين،والسحرة .
    سورة الناس
    الإستعاذة بالله من الوسواس الخناس .

    تمت بحمد الله.

    أبو أمامة أسامة بن الساسي لعمارة
    عين الكبيرة . سطيف
    .
    التعديل الأخير تم بواسطة أسامة لعمارة; الساعة 2020-04-21, 02:50 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبا أمامة على هذه السلسلة الطيبة.

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم أخي الكريم.

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا أخي أسامة على هذا الموضوع القيم، خاصة وأن الحاجة ماسة إليه في مثل هذه الأيام

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرا إخواني الكرام: عز الدين ومكي وإسماعيل على المرور.

          تعليق

          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
          يعمل...
          X